اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > الاقسام المميزة > أخبار و سياسة

أخبار و سياسة قسم يختص بعرض الأخبار و المقالات من الصحف يوميا (المصرية والعربية والعالمية )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-04-2013, 10:14 PM
الصورة الرمزية simsim elmasry
simsim elmasry simsim elmasry غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 1,873
معدل تقييم المستوى: 15
simsim elmasry has a spectacular aura about
افتراضي وماذا بعد الخصوص؟!.....

وماذا بعد الخصوص؟! المصدر: الأهرام اليومى
بقلم: عبدالناصر سلامة

عبدالناصر سلامة



ما حدث فى مدينة الخصوص بمحافظة القليوبية وأسفر عن م*** سبعة مصريين من المسلمين والأقباط هناك لن يكون آخر الأحداث فى مثل هذه النوعية الطائفية، بدليل م*** شخصين آخرين فى اليوم التالى مباشرة أمام الكاتدرائية بالعباسية، وبدليل أن شيئا لم يتغير عقب ذلك الذى حدث، حيث لا تعدو ردود الأفعال عن أن تكون مثل سابقتها التى كانت قبل عام، أو عامين، أو حتى عشرة أعوام، من تصريحات استنكار، وزيارات مجاملة، وربما مسيرات تعاطف.
وكالعادة أيضا. وفى كل حدث من هذا النوع. سوف تركب القوى السياسية موجة المزايدات، وتجدها فضائيات الليل فرصة للتشفى والانتقام من السلطة، بينما من تسببوا فى الأحداث يسيرون فى الجنازات، ومن نفذوها طلقاء خارج القضبان، ومن يدعمون ويمولون يتمايلون طربا وفرحا من فرط خيبة شعب وضع بيده، لا بيد غيره، على القلوب أقفالها، وعلى العقول أحجارها.
والغريب فى الأمر. أن يخفق المتحاورون بمجلس الشورى فى احتواء الموقف، وليس ذلك فقط، بل يزداد الأمر تعقيدا، فلا أحد يحتمل أحدا، ولا أحد يؤمن بالمناقشات، ولا أحد يدرك خطورة الموقف فى بلد هو فى أمس الحاجة إلى المصالحة ولم الشمل، ولنعد إذن إلى نقطة الصفر: قلوب مشحونة بالبغضاء، وعقول طمست بالغباء، وضمائر ملوثة بالدم وال*** والترصد.
نحن إذن. أمام كارثة متكررة، مادمنا أطلقنا عليها طائفية وهى أيضا مستمرة، مادمنا فى تناولنا أطلقنا على هؤلاء مسلمين، وأولئك أقباط، وهى أيضا كامنة تنتظر الإشارة، من هنا، أو هناك، مادامت الحلول مجرد مسكنات، لم ترق يوما إلى العلاج الجذرى الذى يستأصل شأفة المرض، ومن هنا سوف يظل الفيروس يتوغل فى دمائنا، والسرطان ينخر فى عظامنا، إلى أن يدرك المجتمع حق الإدراك حرمة الدم المصرى، وقداسة النفس البشرية جمعاء.
- ومن المهم التأكيد. وفى ظل المرحلة الراهنة تحديدا، أن حادثى الخصوص والكاتدرائية معا، لا يجب أبدا، وبأى حال، أن يمرا هكذا كسابقهما، بتحقيقات لا تفضى إلى شيء، أو بتستر على أى صغيرة أو كبيرة تخللتهما، بدءا من تلك المشاجرة الطبيعية التى حدثت فى الخصوص، وانتهاء بأى تصريحات قد يكون من شأنها إثارة الموقف هنا، أو هناك، وسوف يتطلب ذلك، بالتأكيد، تشكيل لجنة خاصة من الجانبين، تخرج، فى النهاية، بنتيجة واضحة ومعلنة للجميع، بعد أن تضع الدولة تحت يد هذه اللجنة كل الإمكانات ووسائل المساعدة، ثم يجب أن تتحول القضية بكامل أطرافها إلى محاكمة علنية، بأحكام رادعة، تكون بمثابة العبرة لكل من يفكر مجرد التفكير فى العبث بالوحدة الوطنية للدولة وشعبها، ذلك الشعب الذى سطر فى الماضى دروسا فى الوحدة والتضامن والتآلف تحت شعار يحيا الهلال مع الصليب قبل أن تظهر إلى الوجود فضائيات الفتاوى، والعظات، أو جبهات الخراب، وصحف الفتنة!.
فمن العار، أن تذهب دماء وأرواح تسعة مواطنين هباء دون أن نتأكد أن هذه المأساة لن تتكرر فى أى مكان أو زمان، ومن المخجل أن يمر هذا الحادث دون أن يتحمل المجتمع كل المجتمع المسئولية كاملة عنه، وإعلان ذلك بشكل رسمى، ومن المخزى أن يرتع الجناة والمحرضون الآن داخل المجتمع، بمنأى عن العقاب، أو حتى توجيه الاتهام، فقد أصبح اعتقال مجموعة أفراد من موقع أى حدث هو بمثابة ذر للرماد فى العيون، إلى أن تهدأ النفوس، فيحصلوا على الإفراج لعدم كفاية الأدلة، ويظل الجانى الحقيقى طليقا وربما يؤسس لمزيد من الأزمات، كما أ صبح التغاضى عن تصريحات الإثارة كارثة لا تقل بأى حال عن ارتكاب الإثم ذاته، كما أصبح حديث النخبة ورجال الدين، فى مثل هذه الأزمات، حديثا رديئا ومملا، لا يرقى أبدا إلى مستوى الحدث، ومن هنا أصبح الموقف الأمنى، هو الآخر، بمثابة تحصيل حاصل استحق الكثير من الانتقاد.
إلا أن.
تلك المواقف وغيرها. يجب ألا تجعلنا نتجاهل السؤال الأهم، فى هذه الآونة، وهو: ماذا حدث للمصريين؟!، إن رسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم هو الذى قال عن أهل الديانات الأخرى: لهم ما لنا وعليهم ما علينا، وهو الذى قال: من آذى ذميا فقد آذانى، ومن آذانى فقد آذى الله، وهو الذى قال: من آذى ذميا فأنا خصمه، ومن كنت خصمه فقد خصمته يوم القيامة، وهو الذى قال: من ظلم معاهدا أو انتقصه حقا أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس منه فأنا حجيجه يوم القيامة، وهو الذى قال: من *** قتيلا من أهل الذمة لم يجد ريح الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما.
والمسيح عليه السلام هو الذى قال فى وصاياه: أحبوا أعداءكم، أحسنوا إلى مبغضيكم، باركوا لاعنيكم، صلوا من أجل الذين يسيئون إليكم، من ضربك على خدك فاعرض له الآخر أيضا، ومن أخذ رداءك فلا تمنعه ثوبك أيضا، وكما تريدون أن يفعل الناس بكم افعلوا أنتم بهم هكذا، وإن أحببتم الذين يحبونكم فأى فضل لكم، فإن الخطاة أيضا يحبون الذين يحبونهم، وإن أحسنتم للذين يحسنون إليكم فأى فضل لكم، فإن الخطاة أيضا يفعلون هكذا، وإن أقرضتم الذين ترجون أن تستردوا منهم فأى فضل لكم، فإن الخطاة أيضا يقرضون الخطاة لكى يستردوا منهم المثل، بل أحبوا أعداءكم، وأقرضوا، وأنتم لا ترجون شيئا، فيكون أجركم عظيما، وتكونوا ابن العلى أولاد الله إنجيل لوقا الإصحاح السادس.
إذن.
نحن بصدد الحديث عن شعب آخر غير شعب مصر، وإلا لكانت أحاديث الرسول، ووصايا المسيح، عليهما السلام، هى النبراس الذى نهتدى، مسلمين، وأقباطا، إلا أن ما حدث، ويحدث، من اعتداء على دور العبادة إنما يؤكد أننا قد خرجنا عن النصوص الدينية إلى ممارسات دنيوية شريرة، وعلى الرغم من ذلك فإن هذه الممارسات تنطلق من الدين والتدين، أى دين وأى تدين ذلك الذى يتعارض مع النصوص الدينية الصريحة والواضحة والتى لا تقبل التأويل؟!، وأى دين وأى تدين ذلك الذى يبيح الاعتداء على إنسان آخر، ويهدد دمه، وعرضه، وممتلكاته؟!، وأى دين وأى تدين ذلك الذى يمنح إنسانا حق الحياة، ويمنعه عن آخرين؟!.
نحن إذن. أمام أزمة فى التربية الدينية بالدرجة الأولى، والتربية الأخلاقية بالدرجة الثانية، والتربية الوطنية بالدرجة الثالثة، أى أننا نفتقد التربية بصفة عامة، وكان يجب أن تكون هذه نقطة البدء مع أى مجتمع فى مرحلة تحول، كما فى حالتنا الراهنة!.
الأمر يتطلب.
تحديد الأولويات، التى لا تنفصل عن بعضها بعضا، بل ترتبط ارتباطا وثيقا، سواء من حيث دور العبادة ومدى وكيفية التناول الخطابى فيها، أو من حيث دور التعليم ومدى وكيفية تناول المناهج بها، أو من حيث وسائل الإعلام ومدى وكيفية الطرح من خلالها، وهو ما يستدعى، ودون مواربة، إعادة النظر فيها جميعا بشفافية تامة، بعد أن تدهورت الأوضاع لدرجة أخشى معها أن تكون قد خرجت عن السيطرة، مثلما خرجت الآن كل مقومات حياتنا عن مساراتها الطبيعية، إلا أن الأمر الخطير هنا هو أن تستمر هذه الحالة أكثر من ذلك، لتصل إلى المرض الذى يستحيل معه العلاج، وخاصة مع دخول متشددين من الجانبين إلى الساحة، يمكنهم أن يشكلوا وقودا كافيا لإشعال الفتنة بين لحظة وأخرى، فى ظل اهتراء الأوضاع الأمنية والأخلاقية السائدة حاليا.
وما ينبغى تأكيده والتأكد منه، فى هذا الذى نحن بصدده، هو أن عامة الشعب فى مصر، وغالبيته العظمى، براء من ذلك الذى حدث ويحدث، وهى حقيقة واضحة لا تقبل المزايدة، إلا أن الخطير فى الأمر هو أن البلطجة قد استطاعت النفاذ فى بلادنا حتى إلى ذلك المشهد الطائفى، وأستطيع التأكيد، أيضا، أنها قد تصدرت المشهد فى تلك الأحداث الأخيرة، التى لم تبدأ طائفية، ولم تنته طائفية، وهذا هو أهم ما يعيد الاطمئنان إلى نفوسنا جميعا، إلا أننا يجب أن نعترف بأننا بذلك قد وجدنا أنفسنا أمام جهل مستشر، لا يقل أبدا عن التطرف والإرهاب، وهو ما يؤكد وجهة نظرنا التى طرحناها دوما بأهمية استئصال هذه الآفة من مجتمعنا، وهى آفة البلطجة، التى تتمثل فى وجود أكثر من مائتى ألف من الخطرين على المجتمع بالشوارع الآن، يشكلون خطرا داهما على بنيته الأخلاقية والاقتصادية، وأيضا على وحدته الوطنية.
وما يجعلنا أكثر اطمئنانا هو أن المجتمع المصرى قد مر فى السابق بما هو أكثر وأقسى من هذه الأزمات، إلا أن الشعب كان يثبت دوما اليقظة فى مواجهة الفتن، وخاصة الطائفية منها، كما كان رجال الدين فى الجانبين على مستوى المسئولية طوال الوقت، على اعتبار أن النسيج الواحد هو حالة مصرية خاصة فى المنطقة، وعلى اعتبار أن الوسطية فى التعامل مع الشأن الدينى كانت حالة مصرية أيضا، ومن هنا كانت مثل هذه الأزمات لا تجد طريقها للمرور عبر أى قناة: اجتماعية، أو سياسية، أو حتى شبابية، وهو ما جعلنا نوقن دائما أن مثل هذه الهفوات إنما هو صناعة دخيلة، وذلك على اعتبار أن أحدا داخل القطر الواحد لن يجنى من ورائها سوى الخراب والدمار، فلا غالب، ولا منتصر، فالكل يدفع الثمن، وخاصة أبناءنا الذين نورثهم الكراهية والبغضاء، بدلا من حب الوطن، والدفع به إلى مصاف الدول المتقدمة والمتحضرة، فى وقت تتجه فيه أنظار العالم إلينا بالكثير من الشك والريبة.
إن أخطر ما يهدد أمن أى وطن هو انقسام أهله شيعا وأحزابا، كما هو حاصل الآن، على الرغم من أنها خلافات فى الرأى، خرجت عن إطارها الصحيح المتعارف عليه فى الأنظمة الديمقراطية، وذلك بإحلال لغة ال*** بدلا من لغة التخاطب المتحضر، والحوار الذى يسفر عن نتائج إيجابية، إلا أن أخطر ما يهدد وحدة هذا الوطن، أو ذاك، هو ذلك الانقسام الطائفى الذى يمكن أن يدفع به إلى الهلاك، ولذلك فإن الأمر، الذى نحن بصدده الآن، يتطلب إيلاء هذا الملف لأناس بأعينهم، من خلال لجنة يتم تشكيلها على أعلى مستوى، تتبنى جميع جوانبه، بحيث لا تترك صغيرة أو كبيرة لأى إفتاء، أو تصريح، أو تلميح، لأى قوى كانت، أو لأى عابث، أو طالب شهرة، وذلك بعد أن أصبح هذا الملف، على الرغم من خطورته، سداحا مداحا للمزايدات، والخطب، والبيانات، والاتهامات التى طالت الجميع دون إدراك للنتائج، أو حتى بإدراك خبيث.
وإذا كانت.
لعبة الطائفية قد استخدمتها الأنظمة الأمنية السابقة فى تحقيق مآرب سياسية، حيث كانت تستعملها وقتما تشاء، لتحقيق أهداف معينة، فأعتقد أن الأمر قد اختلف تماما الآن، وما علينا إلا أن نثبت أن الأديان براء من ذلك الماضى بكل آلامه، وأن المستقبل، فى ظل حكم ينطلق من الإيمان بالله، وبالرسل، وبالكتب السماوية، هو أكثر رحابة للجميع، وأن المواطنة الحقيقية، ليست فى مواثيق المنظمات الدولية فقط، وإنما قد حضت عليها الأديان، وجعلتها أساسا للحياة قبل آلاف السنين، إلا أن البعد عن الله، وعن تعاليم الشرائع السماوية، هو ما جعلنا ندور فى فلك التطرف تارة، ونفق الإرهاب تارة أخرى، ثم دوامة الجهل والبلطجة الآن، ليظل السؤال قائما يطرح نفسه بقوة. وماذا بعد الخصوص؟!.
http://digital.ahram.org.eg/Policy.aspx?******=1249467
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 07:23 PM.