جمال فتحي يكتب: « المسيحية هى الحل» .. !

[محمد احمد الهادى]

جمال فتحي يكتب: « المسيحية هى الحل» .. !
الثلاثاء 9 أبريل 2013 - 10:46 ص رأي ورؤى
جمال فتحي
ما الذى يستطيع أن يفعله المعاق السياسى الذى لا يملك حيلة فى إقناع ناخبه بأن يمنحه صوته سوى اللجوء إلى " عكاز " الدين ،ومن من البسطاء لا يتعاطف مع المعاق أو لا يتعاطف مع الدين ؟!



لقد تيقن أصحاب التيار الدينى بعد فترة من تولى مسئولية الحكم والتشريع أن خطواتهم على الأرض باتت مرهونة بوجود ذلك " العكاز " الذى إذا سقط سقطوا وإذا كسر كسروا وإذا غاب تاهوا ، لقد باتوا يعلمون تماما أن التعلق بقشة الدين وسط أمواج السياسة العاتية هو آخر أمل وأنه سلاح الردع الأخير بعدما جربوا الشعارات السياسية المغلفة بقال الله ..وقال الرسول والمنقوعة فى ماء الدين من قبل فوجدوا لها مفعول السحر وأنها تمضى فى نفوس المصريين البسطاء كالسكين فى الزبدة ..فمن من الغلابة والبسطاء يستطيع أن يقول لا .. للإسلام أو لا لله ورسوله

لقد أدركوا الآن أنهم فى خطر أكبر من أى وقت مضى خاصة بعدما كشفت المواقف والأحداث ضحالة فكرهم وضعف إدارتهم وغياب إبداعهم ؛ فلا رؤية ولا إنجاز ولا شفافية ولا صدق فى الحديث إلى الشعب ومكاشفته ، بل حالة مذهلة من اللف والدوران والحنث بالعهود ، فضلا عن بلاهة تصل إلى حد الجنون فى إدارة شئون الناس ورعاية مصالحهم ، والشواهد على الأرض لا تعد ولا تحصى .


ففى الوقت الذى مازالت أزمة النائب العام تقض مضاجع القضاة ، ولايزال فشل الحكومة وضعفها يهرى فى كبد المصريين الطامحين فى أى إنجاز يبل الريق ، وغيرها من أزمات حياتية كنقص لسولار، وارتفاع الأسعار وغيرها يخرج علينا مجلش الشورى – المشرع المؤقت – لتعلن أغلبيته الدينية عن موافقتها على إلغاء حظر استخدام الشعارات الدينية فى الانتخابات وكانها كانت ناقصة !


هكذاعينى عينك وببجاحة ليس لها مثيل وكأنهم لم يكتفوا ب*** الثورة بل يسعون إلى التمثيل بجثتها وتشويهها عبر تحطيم أهم أهدافها وهى دولة المواطنة وتكافؤ الفرص وعدم التمييز

إنهم يعالجون المشكلات بالأزمات والأزمات بالكوارث هذا هو انفرادهم وإبداعهم الذى لا يناطحهم فيه أحد ، هذا هو منجزهم فى الإدارة السياسية وعبقريتهم فى التشريع ، للأسف عيونهم فى ظهورهم يسيرون عكس الاتجاه مستدبرين النهضة ظانين أنهم يستقبلونها .

هم لم يتعلموا من درس " ميدان التحرير " شيئا ؛ ذلك الميدان الذى سقطت فيه كافة الشعارات المفرقة إلا شعارات وحدة الشعب والوطن ، ومن ثم كان رحيل الطاغية .. وهنا لابد أن نسأل أين كان إسلامهم ولماذا تواروا حينها وسط الملايين ولماذا تركوا الشعارات الوطنية وحدها تصنع الوحدة وتجبر المخلوع على الرحيل ، بل ولماذا أيضا ظلوا طوال فترة حكم المجلس العسكرى وما شهدته من استفتاءات وانتخابات يدفعون عن أنفسهم تهمة استخدام الدين ويتبرأون منها ومن فاعلها ويبررون الصور والفيديوهات التى سجلت حالات استخدام الشعارات الدينية والآيات القرانية ومنابر المساجد وغيرها لصالح السياسة بأنها تصرفات فردية ..


إذن هم يريدونها الآن أن تصبح تصرفات عامة وطبيعة مجتمعية "هى بقت كده " وكأن لسان حالهم يقول : " هنلعب بالدين واللى مش عاجبه يضرب دماغه فى الحيط " ! إذن لماذا لا يعلنوها دولة دينية " ونخلص " فإذا لم تكن هذه مظاهر دولة دينية فماذا تكون إذن ؟!


لماذا يصر هؤلاء على إدخال مصر فى نفق جديد من التقديس والتكفير والحديث باسم الله تارة وباسم الروح القدس تارة بل ويشرعون لها ، إنهم يمهدون للطائفية الطريق ويصبون عليها المزيد من زيت القوانين والتشريعات التى تساعد على الاشتعال .


وعلينا ألا نندهش عندما نرى فى الانتخابات القادمة من يرفع شعارات مثل :" المسيحية هى الحل " مقابل "الإسلام هو الحل " وربما نرى " لا مسلم ..ولا مسيحي ..انتخبوا الملحد الكف ء " ،وقد نرى" باسم الصليب ..انتخبوا جرجس لبيب " أو فلان حافظ القرآن ..مرشحكم لكرسى البرلمان " وكله بالقانون يا سيدى



ثم يغلى الدم فى العروق ويعتدى هذا على شعارات وبوسترات هذا المستفزة بالنسبة له والعكس صحيح وتتدخل الأصابع الخارجية ويشتغل الطرف التالت حتى يتقاتل المتنافسون فى الشارع ليستريح أصحاب النهضة - أكتب هذا وأحداث الخصوص مستمرة -وحتى إذا لم يحدث هذا - ونتمنى ألا يحدث طبعا- فعلى الأقل سينصرف الناس إلى تأييد التصويت إلى أمثالهم فى الدين كرد فعل طبيعى غريزى متناسين الكفاءة والإخلاص اللذان يحتاجهما الوطن لينهض لتبدأ مرحلة جديدة من إعادة إنتاج الفشل .. وتحيا الأغلبية .. واللهم لا اعتراض !


http://dostorasly.com/news/view.aspx...6-ee8356fd05c4