الحكومة تتجه لرفع مجموع القبول بكليات التربية تمهيداً لعودة نظام التكليف

الاستاذ احمد الجندى · #1 22-03-2013, 10:58 AM

*عميد تربية الأزهر يكشف المستور: الحكومة تتجه لرفع مجموع القبول بكليات التربية تمهيداً لعودة نظام التكليف لطلابها بعد التخرج مباشرة

* هناك نية بألا نستقبل العام المقبل أكثر من ألف طالب..

* الفصل لمدة عام عقوبة الغش في امتحان القرآن الكريم بالكلية

* نعد مشروعاً بتكليف من "الطيب" لتأهيل حملة المؤهلات المتوسطة للحصول على مؤهل جامعى

حوار حامد سعد

كشف الدكتور عبد الفتاح إدريس عميد كلية التربية جامعة الأزهر، عن أن أعضاء هيئة التدريس بالكلية لا زالوا يستخدمون "الطباشير" في قاعات المحاضرات، وأن هناك نية بألا يزيد عدد المقبولين العام المقبل بالكلية عن ألف طالب، وأنه سيتم الإكتفاء بتعيين الأول فقط من أوائل دفعة عام 2011 خاصة ان عدد المعيدين اصبح كبيرا بعد تعين الاول والثانى من دفعات 2002 وحتى 2010

وقال الدكتور إدريس في حوار مع الرواق ، إن "الحكومة تتجه لرفع مجموع القبول بكليات التربية وعودة نظام التكليف لطلابها بعد التخرج مباشرة"، واعترف بأن بعض مقررات طلاب مدارس التربية والتعليم كانت توضع بتدخل أمريكي،

وأضاف الدكتور إدريس، أن الكلية بصدد إعداد مشروع بتكليف من الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر لتأهيل حملة المؤهلات المتوسطة للحصول على مؤهل جامعى ومنحهم تفرغ مدفوع الأجر طوال سنوات الدراسة.. وإلى أهم ما جاء في الحوار:

* حدثنا عن المشاكل الكثيره وكيفية التغلب عليها ؟
- لا يمكن القول بأن ثوب الكلية جديدًا؛ فصحيح أننا استطعنا التغلب على الكثير من المشاكل والسلبيات ، بتوفير "مكبرات الصوت" بالمدرجات، وتوفير قاعات مجهزة بشاشات عرض "داتا شو" لقسم المكتبات وتكنولوجيا التعليم، وإنشاء كافيتريا للطلاب ، ورغم ذلك توجد سلبيات نتغلب عليها ان شاء الله.

* وهل صحيح أن "الطباشير" ما زال يستخدم بقاعات المحاضرات؟
- نعم.. فرغم تجهيز عدد كبير من المدرجات والقاعات الدراسية؛ إلا أنه ما زالت هناك بعض القاعات تستخدم "الطباشير"، ويندر وجود شاشات العرض بالمدرجات، فهناك الكثير من الأمور بحاجة للتطوير؛ لذا لن نتوانى عن وضع المزيد من الخطط لتحسين أوضاع كلية التربية، والتي تتناسب مع مستجدات العصر، وأتمنى أن يكون لكل طالب وأستاذ جهاز "لاب توب" وأن تصل شبكة الأنترنت بكل مكتب بالكلية.

* وماهي أهم بنود خطط التطوير بالكلية.. وهل دخلت حيز التنفيذ؟
- لاشك أن من يسير على الدرب حتمًا سيصل وهو ما نفعله؛ فقريبًا ستصل كلية التربية إلى أفضل المستويات، خاصة بعدما حظت الشعب الجديدة موافقة المجلس الأعلى للأزهر، فقد حصلنا على موافقة مجلس الجامعة ولجنتي الخطط والمناهج بالجامعة والكلية على إنشاء ثلاث شعب يدرس طلابها الرياضيات والطبيعة والكيمياء والبيولوجي باللغة الإنجليزية وذلك في إطار إسهام الكلية بإمداد المدارس التجريبية واللغات بكوادر تجيد تدريس هذه المقررات وهو ما يوسع مجال العمل لخريجي تربية الأزهر، هذا بالإضافة إلى حصولنا على موافقة لجنة الخطط والمناهج بالكلية على إنشاء شعبة التربية الخاصة، والتي تهدف لتخريج معلمين قادرين على التدريس لذوي الاحتياجات الخاصة، كما أننا في طريقنا لإنشاء شعبة لتعليم الكبار ومحو الأمية، والتي ستعد الأولى والوحيدة من نوعها، فضلاً عن شعبة التعليم الأساسي، والتي تقتصر على التدريس للمرحلتين الإبتدائية والإعدادية فقط دون الثانوية حيث أنه لدينا شعب تعليم عام، بما يضيف ست شعب جديدة للكلية والتي يبلغ عدد شعبها 13 شعبة.

* وكم عدد الطلاب وهل هناك تغيير في أعدادهم مقارنة بالأعوام السابقة؟
- استقبلت الكلية هذا العام 3100 طالبًا وهو عدد يقل كثيرًا عن العام الماضي الذين تجاوز الـ6 آلاف طالباً، وهناك نية بالا نستقبل العام المقبل أكثر من ألف طالب فقط.

* وما السر وراء تخفيض عدد القبول بكلية التربية.. وهل يتعلق ذلك بعدم وجود أماكن؟
- لا.. ليس لدينا مشكلة في الأماكن أو نقص في المدرجات خاصة مع وجود تعاون مشترك تكاملي مع عدد من الكليات الأخرى منها كلية الدراسات الإسلامية والعربية، وكلية العلوم، وفي الطريق كلية الدعوة، حيث نقوم بالتنسيق مع تلك الكليات لاستخدام مدرجاتها ومعاملها.
أما بالنسبة لتخفيض أعداد المقبولين بالكلية، فهذه مجرد خطوة لتقليل أعداد خريجي التربية في محاولة لإعادة كليات التربية إلى رونقها، ورفع مجموع القبول به في تنسيق الجامعة، وكخطوة تمهيدية لعودة نظام التكليف بعد التخرج مباشرة.

* يعني ذلك أن الدولة في طريقها لعودة نظام التكليف إلى كليات التربية؟
- هذا ما أشار إليه وزير التربية والتعليم في أخر إجتماع لنا معه؛ حيث ذكر بأن مسودة قرار عودة التكليف لخريجي كليات التربية أمامه، وهو ما يترتب عليه ألا يسمح لأي شخص لا يحمل مؤهل تربوي العمل في التربية والتعليم، ويعيد لكليات التربية مكاناتها ويجعلها تتصدر التنسيق.

* في وجهة نظرك.. ألم تشكل الشعب الستة الجديدة عبئًا إضافيًا على الكلية؟
- لا.. فهى ستكون شعب خاصة، تدر دخل للجامعة ولن تسبب أي مشكلة، فقط ستفتح مجالاً أوسع أمام خريجي الأزهر وتمنحهم فرصة أكبر للتميز في سوق العمل.

* لماذا لا تكون كلية التربية كيانًا منفصلاً لها أساتذتها ومدرجاتها بدلا من الإعتماد على أساتذة العلوم بشكل أساسي في الشعب العلمية؟
- كلية التربية لها طبيعة خاصة؛ حيث لا يوجد بها أقسام وإنما شُعب فقط، وفي الشعب العلمية مثل الرياضيات والطبيعة والكيمياء والفيزياء نستعين بأساتذة كلية العلوم ونستخدم معامل الكلية، فليس هناك حاجة في انشاء أقسام بكلية التربية تحتاج معامل وأعضاء هيئة تدريس خاصة في حين يمكن التعاون مع الكليات الأخرى، خاصة وأن كلية التربية أقسامها في الأساس تربوية، وهذا الطريق يوفر على الجامعة أموالاً طائلة، كما أن إنشاء أقسام وشعب في ذات التخصص هو تجربة أثبتت فشلها.

* بصراحة.. هل تعاني الكلية من نقص في أساتذتها؟
- الكلية تعتمد بشكل أساسي على الانتدابات؛ حيث تعتمد على الكليات الأخرى في الشعب غير التربوية أما الأقسام التربوية والنفسية فلدينا وفرة كبيرة من كوادر أعضاء هيئة التدريس.

* بعد تحول شعبة التربية الرياضية إلى كلية.. هل صارت عبئًا؟
- بالتأكيد هى عبء على الكلية، بعدما صار لها أقسامًا وشُعبًا تتبعها، وزاد عدد طلابها؛ لكنه جار العمل على تخصيص مكان لها بداية من العام القجامعى القادم

* ما مصير أوائل الكلية دفعة عام 2011؟
سنكتفي بتعيين الأول فقط من كل شعبة أو قسم بالكلية.

* هل هنام استراتيجية للقضاء على الغش في الإمتحانات؟
- نضع ظاهرة الغش صوب أعيننا، واتخذنا قراراً بإحالة أي طالب يتم ضبطه متلبساً في حالة غش إلى مجلس تأديب بالكلية، وبالفعل تم تحرير 365 محضر غش وتحويل أصحابها لمجلس تأديب في امتحانات الفصل الدراسي الأول العام الماضى ، وبعدها انخفضت محاضر الغش في امتحانات الفصل الدراسي التالى إلى عشرة طلاب فقط، وكانت العقوبة تعلن في اليوم ذاته، وتغلظ إذا كان الغش في القرآن الكريم؛ حيث تصل إلى فصل لمدة عام دراسي كامل، ومنذ ذلك الحين تضائلت حالات الغش

* وما هي الآلية التي تستخدمها الكلية للتواصل مع الطلاب؟
- لدينا موقع خاص بكلية التربية تم تدشينه بالجهود الذاتية وتم عرض نتائج العام الماضي عليه، مما أدى لتقليل الضغط على الكلية.

* إلام تطمح الكلية في مشروع الجودة؟
- وضعنا هدف واضح ومحدد في أول اجتماع لمجلس الكلية، ملخصه أننا نتمني الحصول على الاعتماد هذا العام، وفي سبيل تحقيق هذا الهدف سنبذل كل غال ورخيص لتكون المحصلة رفعة شأن كلية التربية والارتقاء بالطالب والأستاذ والعلاقة بينهما.

* بصراحة شديدة.. هل يعاني خريجو تربية الأزهر من فجوة بين الواقع العملي والأكاديمي؟
- الخريج لدينا يعد إعدادًا مهنيًا وأكاديميًا؛ حيث يتدرب عمليًا على أرض الواقع من خلال التربية العملية والتي لا تقتصر على المعاهد الأزهرية فقط، بما يضيق الفجوة المحتملة بين الجانب العملي والدراسة النظرية.

* وما تقييمك لحال معلمو المعاهد الأزهرية مقارنة بالتربية والتعليم؟
- لا فروق مالية بين المعلم بالمعاهد الأزهرية وزميله في التعليم العام؛ فجميعهم متساوون في الناحية المادية؛ وشهادة حق ما أن يصدر قرار بشأن تحسين الأوضاع المالية للمدرسين في التربية والتعليم؛ إلا ويعقبه استجابة من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر لتحسين أوضاع معلمي الازهر حيث يكون التطبيق بالمثل وهذا نهج طيب للإمام الطيب .

* وهل نجى التعليم الأزهري من مشاكل التعليم العام؟
- أولاً من الاعتراف بالمشاكل والأخطاء داخل المنظومة التعليمية، فما أصاب التعليم العام من علل حاكاه الأزهري؛ لكن الطامة الكبرى التي أصابت المعاهد الأزهرية هو إلحاق كوادر لا تصلح للتدريس بها، وذلك تحت عباءة ضم المعاهد؛ حيث إنه نظرًا لضيق الإمكانات يوافق الأزهر على ضم المعاهد بالعاملين بها إليه، والذين قمنا بحصرهم فوجدنا أنهم تجاوزوا 93 ألف معلم بالمعاهد الأزهرية ممن يمارسون العملية التعليمية وهم غير مؤهلين لا تربويًا ولا أكاديمياً، و90% منهم من حملة المؤهلات المتوسطة. لكننا بصدد إعداد مشروع تتولاه كلية التربية بتكليف من الدكتور أحمد الطيب لتأهيل أولئك المعلمين بالحصول على مؤهل جامعى بمنحهم تفرغ تام مدفوع الأجر طوال سنوات الدراسة، بشرط ألا يزيد عمر المعلم عن خمسين عامًا، ونحن الآن بصدد الانتهاء من وضع اللمسات الأخيرة للمشروع، الذي من المقرر العمل به في العام القادم، وجاء هذا المشروع استجابة لهؤلاء المعلمين ومن أجل تحسين العملية التعليمية.

* وهل أصاب مناهج المعاهد الأزهرية ما أصاب نظيرتها في التربية والتعليم؟
- باعتباري أحد أعضاء اللجنة المشرفة على عملية وضع المناهج التعليمية بالمدارس، أجزم بأن بعض مقررات التربية والتعليم كانت توضع بتدخل أمريكي، ويمرر خلالها بعض المفاهيم غير المباشرة التي تضر بالقيم؛ لكن بالنسبة للأزهر فالأمر مختلف حيث أننا لا نأخذ من التربية والتعليم سوى المواد الثقافية فقط والتي يتم فلترتها قبل اعتمادها، وذلك بالتعاون بين المستشارين بمشيخة الأزهر الشريف وأساتذة التربية، وبمجرد أكتشاف أي خطأ أو سلبية يتم التحرك فوراً واتخاذ اللازم، وشيخ الازهر يدعمنا فى ذلك التوجه الذى يؤكد استقلالية الأزهر الشريف جامعاً وجامعة.

* في رأيك كيف ينصلح حال التعليم في مصر؟
- حال التعليم لن ينصلح؛ إلا بإصلاح كل الأركان وبالتوازي، والتي تبدأ بالمعلم بتحسين أحواله المادية، ثم تطوير المناهج بما يواكب التقدم العلمي العالمي والارتقاء بمستوي الورقة الإمتحانية، والتي لا تعبر مطلقًا عن مستويات التفكير والقدرات العقلية، وأخيراً الطالب الذي لابد من توفير كافة الامكانات والتجهيزات اللازمة له .

http://www.azhar2day.com/vb/showthread.php?t=64288