كتاب الجنائز فقه ترم 2

[الاستاذ احمد الجندى]

كلمة الجنائز : جمع جنازة – بفتح الجيم وكسرها – وهذه المادة تطلق علي الستر والخفاء .
يقال :جنز الرجل إذا وضعوه في الجنازة وهي النعش الذي يوضع فيه الميت وقد لف في كفنه وستر جسده عن الأعين .
وقال بعضهم: يقال للسرير إذا جعل فيه الميت وأعد للدفن جنازة – بكسر الجيم – وأما كلمة الجنازة – بفتح الجيم – فتطلق علي الميت نفسه .
شريعة الإسلام تنهي عن تمني الموت فلا يجوز للمسلم تمني الموت :
نهت شريعة الإسلام عن تمني الموت ، وحرمت أن ي*** الإنسان نفسه ، وحرٌَضته علي أن يحسن الظن بخالقه عز وجل وعلي التداوى من الأمراض .
الدليل :قال تعالي : (وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا {29} وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيرًا {30}
2- وفي الصحيحين عن أنس بن مالك عن النبي e قال : ( لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به ، فإن كان لا بد متمنيا للموت ، فليقل : اللهم أحيني ما كنت الحياة خيرا لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خير لي )
3- وفي صحيح البخاري أن رسول الله e قال : ( لا يتمني أحدكم الموت ، إما محسنا فلعله يزداد ، وإما مسيئا فلعله يستعتب ) ( أي : فلعله أن يتوب توبة صادقة )
شريعة الإسلام تأمر بالتداوى : وينبغي للمكلف – سواء أكان رجلا أم امرأة – إذا ما أحس بالمرض أن يتداوي ، وقد أمرت شريعة بذلك .
فعن عبد الله بن مسعود y أن النبي y قال : إن الله لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء فتداووا ) .







ما الذي يستحب عند زيارة المريض ؟ وما الذي ينبغي علي من شعر بدُنٌَوا أجله وبمفارقته لهذه الحياة الدنيا ؟
ما يستحب عند زيارة المريض : ينبغي لمن زار مريضاً : أن يدعوا له بالشفاء ، فعن عائشة رضي الله عنها – أن النبي e كان يعود بعض أهله فيمسح بيده اليمني ويقول : ( اللهم رب الناس اذهب البأس ، واشف وأنت الشافي , لا شفاء إلا شفاؤك ,شفاء لا يغادر سقما ) أي : شفاء لا يترك بعده مرضاً .
ويجب علي المكلف سواء أكان ذكراً أم انثى إذا ما شعر بدُنوا أجله وبمفارقته لهذه الحياة الدنيا : أن يكثر من الدعاء والاستغفار ومن تهوين سكرات الموت .
ففي الصحيين عن عائشة – رضي الله عنهما – قالت : سمعت رسول الله e وهو مستندا إلي ًٌ في مرضه الأخير – يقول : ( اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق الأعلى ).
وعن عائشة – رضي الله عنها – أنها قالت : رأيت رسول الله e وهو بالموت – أي وهو يعالج شدائد مرض الموت – وعنده قدح فيه ماء ، وهو يدخل يده في القدح ثم يمسح وجهه بالماء ، ثم يقول e ( اللهم أعني علي غمرات الموت ، وسكرات الموت ) أي : اللهم أعني علي شدائد الموت .
ما الذي يفعله من شاهد إنسانا ً في حالة الاحتضار ؟
يسن لمن شهد إنسانا في حالة الاحتضار أن يفعل أمورا من أهمها ما يأتي :
1-أن يلقن من هو في حالة الاحتضار الشهادتين :
فعن أبي سعيد الخدرى y عن النبي y أن قال ( لقنوا موتاكم لا إله إلا الله )
2- أن يدعوا له بالرحمة والمغفرة :فعن أم سلمة – رضي الله عنها – قالت : دخل رسول الله y علي أبي سلمة وقد شق بصره ) أي: وقد فتحت عيناه – فأغمضهما رسول الله y ثم قال : ( إن الروح إذا قٌبض تبعه البصر ) ثم قال y : ( اللهم اغفر لأبي سلمة ، وارفع درجته في المهديين ، واخلفه في عقبة الغابرين – أي: وكن خليفته في أهله بعد موته – واغفر لنا وله يارب العالمين ، وأفسح له في قبره ونور له فيه . )




3- أن يوجه من حضرته الوفاة إلي القبلة : بأن يجعل جنبه الأيمن ووجهه جهة القبلة ، فإن لم يمكن ذلك وضع علي ظهره ورجلاه نحو القبلة ، ويرفع رأسه قليلا ليصير وجهه نحو القبلة .
فعن أبي قتادةy أن النبي y حين قدم المدينة المنورة سأل عن البراء بن معرور ؟ قالوا توفي وأوصي بثلث أمواله لك ، وأن يوجه إلي القبلة بعد موته .
فقال النبي y : ( أصاب الفطرة وقد رددت ثلث ماله علي ولده ) ثم ذهب إلي قبره فصلي عليه وقال : ( اللهم اغفر له وارحمه وأدخله جنتك . )
وروي أن السيدة فاطمة بنت النبي y عندما أحست بدنو أجلها استقبلت القبلة ثم نامت علي جنبها الأيمن ، ووضعت يدها اليمني تحت رأسها ، ثم فارقت الحياة .
4- أن يقرأ بالقرب منه سورة ( يس ) بصوت منخفض : فعن معقل بن يسار y عن النبي y قال ( أقرءوا سورة يس علي موتاكم )
5- أن يغطي الميت بغطاء مناسب حتي لا ينكشف شيء منه لا حاجة إلي انكشافه .
فعن عائشة رضي الله عنها قالت : سجي –أي : غطي – رسول الله y حين مات بثوب حبرة ) أي : بثوب فيه خطوط وذلك بعد نزع ثيابه دون أن يبقي منها إلا ما هو ضروري لستر العروة .
ما الذي ينبغي علي أهل المحتضر إذا ما تأكدوا من موته ومفارقته للحياة؟
1- أن يضعوا تحن ذقنه عصابة رقيقة يربط بها ما بين ذقنه ورأسه حتى لا يبقي الفم مفتوحاً ، لأن قفله أفضل له ، وأكمل لهيئته .
2- أن يبادر بتغسيل الميت وتكفينه والصلاة عليه ودفنه ، لأن ذلك أحفظ لبدنه من التغير .
ففي الحديث الشريف أن طلحة بن البراء مرض فأتاه النبي y يزوره ، فلما خرج من عنده قال إني لا أري طلحة إلا قد حدث فيه الموت فأعلموني به وعجلوا ، فإنه لا ينبغي لجسد مسلم أن يحبس بين ظهري أهله ) .
ولا بأس من الانتظار إلي وقت ليس بالطويل:حتى يجتمع أهله ومعارفه للصلاة عليه وتشييعه .
3-أن يسارعوا بقضاء ديونه إن كانت عليه ديون .
4- أن يسارعوا بتنفيذ وصاياه إن كان قد أوصي بشيء في حدود ما أباحه الشرع .


ما حكم تغسيل الميت ؟ وما كيفية التغسيل ؟
غسل الميت فرض كفاية علي الأحياء :بمعني إذا قام بع البعض سقط عن الباقين , لأن الرسول y أمر بغسل الميت أمراً مؤكداً ، وحافظ أتباعه y من ذلك .
كيفية تغسيل الميت :
1- من الواجب أن الذي يقوم بغسل المتوفى يكون ثقة أميناً معروفاً بالاستقامة والصلاح , ولا يحضر غسل الميت إلا من تدعوا الحاجة إلي حضوره ففي الحديث الشريف : ( فليغسل موتاكم المأمونون ) .
من المستحب أن يتبع من يقوم بتغسيل الميت ما يأتي :
1- يبدأ بخلع ملابس الميت عنه ، ما عدا الملابس التي تستر العورة .
2- يكون الماء المستعمل في غسل الميت طهوراً ومناسباً من حيث البرودة والسخونة ويستحب أن يخلط الماء بشيء من الروائح الزكية ، وبما يزيد الجسد نظافة وطهارة .
ففي الصحيحين عن أم عطية y قالت : دخل علينا رسول الله e ونحن نغسل ابنته فقال : ( اغسلنها ثلاثاً أو حمساً أو أكثر من ذلك بماء وسدر ، واجعلن في المرة الأخيرة كافوراً ، فإذا فرغتن فآذنني . فلما فرغنا آذناه ، فالقي إلينا حقوه وقال : ( أشعرنها إياه )
وقوله e : ( فإذا فرغتن فآذنني ) أي : عند الفراغ من غسلها اخبرنني بذلك ، فلما فرغن من غسل السيدة زينب – رضي الله عنها – أعطاهن ( حقوه ) – أي : إزاره الشريف ، وقال لهن : اجعلوه علي جسدها تحت كفنها .
3- أن يبدأ المغسل للميت بإمرار يده علي بطنه برفق ، لإخراج ما يجب إخراجه من فضلات حتى يبقي الجسد نقيا من أية نجاسة .
4- يستحب للغاسل للميت أن يقوم بوضوئه كما يتوضأ الحي ، إلا المضمضة والاستنشاق ، لوجود مشقة في ذلك ولكن يستحب أن يلف الغاسل قطعة من القماش علي يده ويبللها بالماء ثم يمسح بها أسنان المتوفى ولثته وأنفه ، ويقوم ذلك مقام المضمضة والاستنشاق .
فعن أم عطية رضي الله عنها قالت : قال رسول الله e في غسل ابنته زينب : ( ابدأن بميامينها ومواضع الوضوء منها .



5- يستحب تكرار الغسل إلي ثلاث , بحيث تعم كل غسله منها جميع جسد الميت ، واحدي الغسلات الثلاث التي تعم جميع البدن فرض ، والغسلتان اللتان بعدها مندوبتان .
- يبدأ المغسل للميت بالرأس ثم بالجنب الأيمن ، ثم بالجنب الأيسر ، ثم بتعميم الماء المختلط بالمنظف ويكرر ذلك ثلاث مرات ، فإذا احتاج إلي أكثر من ذلك غسله خمساً ، أو سبعاً مراعاة للوتر .
6- إذا فرغ من تغسيل الميت ، جفف بدنه بثوب نظيف ، ووضع عليه الطيب ، ثم وضعه في كفنه ويستحب : أن يكون الكفن أبيض نظيفاً ساتراً للبدن ، وأن يكون ثلاث لفائف للرجل ، وخمس لفائف للمرأة ، ويكفي عند الضرورة ثوباً واحداً بشرط أن يكون ساتراً لبدن الميت .
فعن ابن عباس رضي الله عنهما: أن النبي e قال : ( البسوا من ثيابكم البياض ، فإنها من خير ثيابكم ، وكفنوا فيها موتاكم ) .
وفي راوية : ( لا تغالوا في الكفن فإنه – أي الميت – يسلبه سريعاً ) .
ما حكم تغسل الرجال للنساء وتغسيل النساء للرجال ؟
الأصل أن يغسل الرجال الرجال – ويغسل النساء النساء ، ولا يصح للرجال تغسيل النساء ، ولا للنساء تغسيل الرجال إلا بالنسبة للزوجين ، فيصح لكل منهما أن يغسل الآخر إلا إذا كانت المرأة مطلقة ولو طلاقاً رجعياً ، فإنه لا يحل لأحد الزوجين أن يغسل الآخر حينئذ ، وهدا رأي المالكية والشافعية .
أما الأحناف قالوا :إذا ماتت المرأة فليس لزوجها أن يغسلها لانتهاء الزواج بالموت فصار أجنبيا عنها ، أما إذا مات الزوج فلها أن تغسله لأنها في العدة ، فالزوجية باقية في حقها ولو كانت مطلقة رجعيا قبل الموت
والحنابلة قالوا : المرأة المطلقة رجعيا يجوز لها أن تغسل زوجها ، أما المطلقة طلاقاً بائناً فلا .
ما الحكم إذا لم يوجد ماء لغسل الميت ؟
عند عدم وجود الماء أو عند العجز عن استعماله : يجوز أن ييمم الميت ، بدليل قوله تعالي (فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا )
وعن مكحول y: أن النبي e قال : ( إذا ماتت المرأة مع الرجال ليس معهم امرأة غيرها والرجال مع النساء ليس معهن رجل غيره ، فإنهما ييممان ويدفنان وهما بمنزلة من لم يجد الماء .




ما حكم الصلاة علي الميت؟
فرض كفاية : إذا قام به البعض سقط عن الباقين ، إلا أن من أداها فله ثوابها ، ففي الصحيحين : أن رسول الله e قال : ( من شهد الجنازة حتى يصلي فله قيراط ...) أي فله نصيب عظيم من الثواب .
حكمة مشروعية الصلاة علي الميت :
الدعاء للميت ، وتكريمه ، وزيادة الاعتبار والاتعاظ ، بحيث يعرف كل إنسان : أن مصيره مهما طال عمره ، ومهما كان منصبه ، فإن نهايته كنهاية هذا الميت .
ما شروط صلاة الجنازة ؟
لاتختلف: شروط صلاة الجنازة عن الصلوات المفروضة أو المسنونة – من حيث الطهارة من الحدث الأكبر والأصغر ومن حيث استقبال القبلة ، وستر العورة .
إلا أنها تختلف: عن سائر الصلوات في أنها لا يشترط فيها الوقت بل تؤدي في جميع الأوقات متي حضرت ولو في الأوقات المنهي عن الصلاة فيها ، وهذا رأي الأحناف والشافعية .
ويري غيرهم : أن الصلاة علي الجنازة مروه في الأوقات التي نهي الشرع عن الصلاة فيها كوقت طلوع الشمس ، وعند استوائها وعند غروبها ، إلا إذا خيف علي الميت من التغير بسبب التأخير .
ما أركان صلاة الجنازة ؟
أركان صلاة الجنازة :
1- النية : لقوله تعالي : (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء )
ولقول النبي: e ( إنما الأعمال بالنيات ، ولكل أمريء من نوي ) والنية محلها القلب ، ويكفي أن ينوي المصلي الصلاة علي هذا الميت ، أو علي هؤلاء الأموات .
2-التكبيرات : وهي أربع تكبيرات بما في ذلك تكبيرة الإحرام ، وكل تكبيرة منها بمنزلة ركعة .
ففي الصحيحين أن الرسول e صلي بأصحابه صلاة الجنازة وكبر أربع تكبيرات .
3- القيام فيها إلي أن تتم : فول صلها المصلي قاعداً دون عذر لا تكون صحيحة .
4- الدعاء للميت : لقوله e ( إذا صليتم علي الميت فأخلصوا له الدعاء ) .



ما كيفية الصلاة علي الميت ؟
كيفية الصلاة علي الميت :
1- يقرأ المصلي سورة الفاتحة بعد التكبيرة الأولي .
2- يصلي علي النبي e بصيغة التشهد بعد التكبيرة الثانية .
3- يدعوا للميت بالرحمة والمغفرة بعد التكبيرة الثالثة .
4- يدعوا المصلي لنفسه ولسائر المسلمين والمسلمات بعد التكبيرة الرابعة .
5 يسلم بعد تسليمة الإمام .
6-يري الأحناف والمالكية :أن المصلي علي الجنازة يرفع يديه عند التكبيرة الأولي فقط دون بقية التكبيرات .
ويري الشافعية والحنابلة : أنه يرفع يديه في التكبيرات الأربعة .
7- يري المالكية : أن الإمام يقف خلف وسط الميت إن كان رجلا ، وخلف منكبيه إن كانت أمراه
ويري الأحناف : أن الإمام يقف خلف صدر الميت سواء أكان ذكرا أم انثي .
ويري الحنابلة : وقوف الإمام خلف صدر الميت إن كان ذكراً ، وفي وسطه إن كان أمراه .
ويري الشافعية : وقوف الإمام خلف رأس الميت إن كان رجلا ، وفي وسطه إن كان إنثي .
8- تجوز الصلاة علي أكثر من واحد من الموات ، فإذا كان الأموات رجالاً ونساء وصبيانا وضع الرجال أمام الإمام ويليهم الصبيان ثم النساء .
تجوز الصلاة علي الأموات : من الرجال والنساء في المسجد وفي غير المسجد .
* ينبغي أن يلاحظ المصلي عند الدعاء : التذكير والتأنيث والتثنية والجمع .
من الدعوات التي كان النبي e يدعوا بها للميت .
عن عوف بن مالك قال : صلي رسول الله e علي جنازة فحفظت من دعائه ( اللهم اغفر له وارحمه ، وعافه واعف عنه ، واكرم نزله ، ووسع مدخله – أي قبره – وأغسله بالماء والثلج والبرد ونقه م الخطايا كما ينقي الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله دارا خيراً من داره ، واهلا خير من أهله ، وأدخله الجنة ، وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار ) .

-
-وإذا صلي المصلي علي سقط قد استهل: – أي قد عرفت حياته بعطاس أو حركة – يقول المصلي في دعائه ( اللهم اجعله لنا فرطا وسلفاً وأجراً ) .
-وفي راوية : ( اللهم اجعله لنا ذخراً وشافعا ً ومشفعاً ) .
من الأحق بالإمامة في صلاة الجنازة ؟
1- يري المالكية والحنابلة : أن الحق بالإمامة ، الوصي العدل .
فإذا أوصي الميت قبل موته بأن يصلي عليه فلان ، قدم علي غيره ، ثم ولي الأمر ، ثم نائبه ثم الأقرب إلي الميت كأبيه وابنه .
2- يري الأحناف : أن الأحق بالإمامة في صلاة الجنازة ، ولي الأمر إن حضر ، ثم نائبه ، ثم إمام الحي إن كان أفقه من ولي الميت .
3- ويري الشافعية : أن الأحق بالإمامة ، أقرب الناس إلي الميت كأبيه وابنه ، ثم ولي الأمر أو نائبه ثم الأفقه .
* يستحب أن تكون الصفوف في الصلاة علي الميت :ثلاثة علي الأقل ، ولو أدي ذلك إلي أن يكون في كل صف اثنين .
فعن مالك بن هبيرة رضي الله عنه : قال رسول الله e ( ما من مؤمن يموت فيصلي علي أمة من المسلمين يبلغون أن يكونوا ثلاثة صفوف إلا غفر له . )
ما حكم من سبق في صلاة الجنازة بشيء من التكبير ؟
من سبق في صلاة الجنازة بشيء من التكبير :يستحب له أن يقضي التكبيرات التي فأتته بعد سلام الإمام
وقال بعض الفقهاء : عليه أن يسلم مع الإمام ، وليس عليه أن يقضي شيئاً مما فاته .
ما حـــكــــم حـــمـــــل الـــمــيــت ؟
حمل الميت إلي قبره : فرض كفاية ، ومن يفعل ذلك له الثواب الجزيل الذي لا يعلم مقداره إلا الله تعالي
ففي الصحيحين عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن الرسول e جعل علي رأس الحقوق التي للمسلم علي المسلم : أن يشارك في تشيع جنازته .
وأقل ذلك : أن يصلي عليها ثم ينصرف ، وأوسطه : أن يتبعها إلي القبر ثم يقف حتى تدفن ،.


وأفضله : أن يقف بعد الدفن يدعوا الله تعالي للمتوفى بالرحمة والمغفرة .
فعن أبي سعيد رض الله عنه أن النبي e قال ( عودوا المريض وامشوا مع الجنازة تذكركم الآخرة ) .
ما آداب حمل الميت وتشييع الجنازة ؟
1- يندب للمشيع : أن يتقدم أمام الجنازة إن كان ماشيا ، وأن يتأخر عنها إن كان راكباً .
فعن المغيرة رضي الله عنه أن النبي e قال ( الراكب يسير خلف الجنازة والماشي يمشي خلفها وأمامها وعن يمينها وعن يسارها قريبا منها . )
ويري الأحناف: أن الأفضل للمشيع للجنازة أن يمشي خلفها ، لأن ذلك يكون أدعي للتذكر والأعتبار .
2- ويستحب السير : المعتدل بالجنازة ، السير الذي لا إسراع فيه ولا إبطاء ، لأن ذلك أقرب إلي الخشوع .
3- يكره رفع الأصوات أثناء السير بالجنازة : لأنه يتعارض مع الخشوع ولأن السلف الصالح كانوا يكرهون رفع الصوت عند الجنائز .
4- يري بعض الفقهاء : أنه من المستحب القيام عندما تمر الجنازة ، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي e قال ( إذا رأيتم الجنازة فقوموا – أي حتي تمر ) .
5- يكره للنساء أن يشيعن الجنائز : إلا إذا خيف منهن الفتنة ، فيكون تشييعهن للجنائز حراما وهذا رأي الشافعية والحنابلة .
وقال المالكية : إذا كانت المرأه مسنة جاز لها أن تشيع الجنازة مطلقاً ، وتكون في سيره متأخرة عن الرجال ، وإن كانت شابة ولا يخشى منها الفتنة جاز خروجها لجنازة من يحزنها فراقه كأبيها وابنها وزوجها .. وأما من يخشى من خروجها الفتنة فلا يجوز مشاركتها في تشييع الجنازة مطلقا ً .
فعن أم عطية رضي الله عنها قالت : ( نهانا رسول الله e عن إتباع الجنائز ولم يعزم علينا ) .
أي : أنه e لم يفرض علينا التشييع أو عدمه ، فالنهي للتنزيه وهو رأي الجمهور .





ما حكم البكاء والعويل علي الميت ؟
البكاء مباح : فبكاء الإنسان علي موت عزيز لديه ، وتأثره بفراقه ، من طبيعة الإنسان .
ولقد تأثر النبي e: لموت زوجته خديجة رضي الله عنها وسمي العام الذي توفيت فيه عام الحزن .
وتأثر النبي eودمعت عيناه: لموت ابنه إبراهيم فقال أحد أصحابه : وأنت يا رسول الله ؟ فقال :
( إنها الرحمة وإن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ، وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزنون .)
إما الصريخ والعويل ، ولط الخدود ، وشق الجيوب : حرام لنهي النبي e عن ذلك .
فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله e قال ( ليس منا من ضرب الخدود – أي لطمها – وشق الجيوب – أي : ومزق ملابسه – ودعا بدعوى الجاهلية ) .
ما حم الإسراع بدفن الميت ؟ وما حكم تعلية القبور ؟ وما هي كيفية إدخال الميت القبر ؟
الإسراع بدفن الميت : ( فرض كفاية ) ولا يجوز تأخيره دون سبب مشروع .
يكره تعلية القبور وتشييدها وتزينها : لأن ذلك نوع من الإسراف .
كيفية إدخال الميت القبر :
1- يستحب إدخال الميت لقبره من رجليه إذا أمكن ذلك ، فإن لم يتيسر فكيفما أمكن ، من جهة رجليه أو من جهة رأسه .
2- يجب وضع الميت في قبره علي جنبه الأيمن ، ووجهه إلي جهة القبلة ، ويقول واضعة بسم الله وعلي ملة رسول الله e .
3- يجب احترام كل عضو من أعضاء الإنسان الميت .
فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله e قال ( كسر عظام الميت ككسره حياً ) .
4- بعد الفراغ من الدفن يستحب الاستغفار والدعاء للميت بالرحمة والمغفرة ، فعن عثمان ابن عفان رضي الله عنها قال : كان النبي e إذا فرع من دفن الميت وقف علي قبره وقال ( استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فإنه الآن يسأل ) .
5- استحب بعض أهل العلم أن يلقن الميت بعد الدفن ، بأن يقال للميت عند قبره ، يا فلان قل : اشهدوا أن لا اله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، ثلاث مرات – يا فلان قل ربي الله وديني الإسلام ، ونبي محمد e
وبعض أهل العلم : كره ذلك ، لعدم ثبوته عن رسول اللهe وعن أصحابه .



ما حكم تعزية أهل الميت ؟
تعزية أهل الميت : مستحبة .
لأنها من مواساة المسلم لأخيه المسلم ، ودعوة له إلي الصبر علي قضاء الله وقدره .
وفي الصحيحين عن إسامة بن زيد رضي الله عنهما قال : أرسلت احدي بنات النبي e إليه أنا ابنا لي قد قبض فأتنا ، فأرسل إليها يقريُ السلام ويقول ( إن لله ما أخذ وله ما أعطي ، وكل عنده بأجل ، فلتصبر ولتحتسب . )
وما ألفاظ التعزية: أن يقول المعزي لمن أصابته مصيبة في عزيز لديه : ( أعظم الله أجرك ، وألهمك الصبر ، وغفر لفقيدك ، وأسكنه فسيح جناتك .
ومن الدعوات التي يقولها من أصابته مصيبة : إنا لله وإنا إليه راجعون .
ما حكم زيارة القبور ؟
زيارة القبور للعظة والعبرة والدعاء للأموات بالرحمة والمغفرة من الأمور المستحبة ، وقد وردت في ذلك أحاديث متعددة .
منها ما جاء في صحيح مسلم عن سليمان بن بريدة عن أبيه عن النبي e قال ( كنت قد نهيتكم عن زيارة القبور ، ألا فزوروها فإنها تذكر الآخرة . )
وزيارة القبور بالنسبة للنساء: لا بأس بها ، ما دامت المرأة تلتزم في زيارتها الآداب الشرعية في مظهرها ، وما دامت تقصد بهذه الزيارة العظة والعبرة ، والدعاء للأموات .
ما الذي ينفع الميت ؟
من المتفق بين العلماء : أن الميت ينتفع بأعماله الصالحة التي عملها في دنياه ، كما ينتفع بدعاء غيره له ، وبالأعمال الصالحة التي توهب له من غيره .
فعن أبي هريرة y أن رسول الله eقال ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله الا من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعوا له . )
ومن الأقوال والأعمال التي تنفع الميت :
1- الدعاء له بالرحمة والمغفرة : بدليل قول الله تعالي : (وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ)



2 - الصدقة عليه :فعن عائشة رضي الله عنها أن رجلاً أتي النبي e فقال : يا رسول الله إن امي افتلتت – أي ماتت فجأة – ولم توص ، وأظنها لو تكلمت لتصدقت ، فها لها أجر إن تصدقت أنا عنها ؟ فقال e ( نعم لها أجر ) .
3- الصوم :ففي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : جاء رجل إلي النبي e فقال يا رسول الله ، إن أمي ماتت وعليها صوم شهر أفاقضيه عنها ؟ فقال له e ( أرأيت لو كان علي أمك دين أكنت قاضيه عنها ؟ فقال الرجل : نعم . فقال e : فدين الله أحق أن يقضي "".
4- الحج : فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن امرأة من قبيلة جهينة جاءت إلي النبي e فقالت : أن أمي نذرت أن تحج فلم تحج حتى ماتت أفأحج عنها ؟ فقال e ( حجي عنها أرأيت لو كان علي أمك دين أكنت قاضيته ؟ اقضوا فدين الله أحق بالقضاء . )
5- الصلاة : ففي الحديث الشريف ، أن رجلا قال : يا رسول الله إنه كان لي أبوان أبرهما في حال حياتهما ، فكيف لي ببرهما بعد مماتهما ؟ فقال e ( إن من البر بعد الموت أن تصلي بهما مع صلاتك ، وأن تصوم لهما مع صيامك ) .
6- قراءة القرآن : فجمهور العلماء علي أن المسلم أو المسلمة إذا قرأ شيئا من القرآن الكريم ، ثم وهب ما قرأه لأبويه أو لغيرهما ، فإن ذلك نافع – بإذن الله – تعالي- لمن وهب له القاريء ثواب ما قرأه .
ما حكم الإيمان بسؤال القبر ونعيمه؟
اجمع العلماء أن كل إنسان يسأل بعد موته ، وأن الميت إذا مات يكون في نعيم أو عذاب .
ومن الأدلة علي ذلك :
ما جاء في الصحيحين عن البراء بن عازب y : أنه e قال ( إذا قعد المؤمن في قبره بعد دفنه – آتاه ملكان ، ثم يشهد أن لا اله الا الله ، وأن محمد رسول الله فذلك قول الله تعالي (يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاء)
والمراد بالآخرة : ما يشمل سؤالهم في القبر ، وسؤالهم في مواقف يوم القيامة .
وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي e قال ( إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي – في أو النهار وفي آخره – إن كان من اهل الجنة فمن اهل الجنة ، وغن كان من اهل النار فمن أهل النار ،ويقال له : هذا مقعدك حتي يبعثك الله يوم القيامة )
وكان من دعاء النبي e ( اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ومن عذاب النار )
ومما يشهد بان عذاب القبر حق : قوله تعالي في فرعون وأتباعه (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ)



[IMG]file:///C:\Users\ahmed\AppData\Local\Temp\OICE_3C0CF077-1597-4523-9629-5C58DCEE5104.0\msohtmlclip1\01\clip_image001.gif[/IMG]



ما المقصود بالشهداء ؟ وما الذي يتعلق بها من أحكام ؟
الشهداء : جمع شهيد : وهو الذي استشهد وفارق الحياة الدنيا وهو يدافع اعداء الله تعالي وقاتلهم دفاعاً عن دينه أو عن نفسه ، أو عن امواله ، أو عن حريته وكرامته الإنسانية .
وسمي الشهيد بهذا الاسم : لشهادة الله تعالي ورسوله له بالجنة والثواب الجزيل .
قال تعالي : (وَالشُّهَدَاء عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ )
وعن جابر بن عبد الله y أن رسول الله e قال في شأن الذين ***وا في غزوة أحد من أصحابة ( أن شهيد علي هؤلاء يوم القيامة .
من أحكام الشهيد :
1- أن الشهيد الذي *** وهو يجاهد أعداء الله من المشركين والظالمين ، لا يغسل ، ولا يصلي عليه ، ويكفن بدمائه وثيابه ، تكريماً له .
فعن جابر بن عبد الله y قال : ( كان النبي e يجمع بين الرجلين من ***ي غزوة أحد في ثوب واحد – زيادة علي ملابسهم التي لا تستر كل جسدهم – ثم يقول : أيهما أكثر أخذاً للقرآن ، فإذا أشير إلي أحدهما قدمه في اللحد . وقال : أنا شهيد علي هؤلاء يوم القيامة . وأمر e بدفنهم في دمائهم ولم يغسلوا ، ولم يصل عليهم .
وعلي هذا الرأي سار المالكية والشافعية والحنابلة .
ويري الأحناف : أن الشهيد لا يغسل ، ولا يكفن ولكن يصلي عليه ، فقد قال e في شهداء غزوة أحد
( زملوهم ب كلومهم – أي : بجراحهم – ودمائهم ، ولا تغسلوهم فإنهم يبعثون يوم القيامة وأعضاؤهم تشخب دماً ، اللون دم لون الدم ، والريح ريح المسك . )
ويري بعض الفقهاء : أن مسألة الصلاة علي الشهيد متروكة لتقدير كل حالة ، فمن أخد بالصلاة عليه فحسن – ومن اخذ بعدم الصلاة عليه فحسن ، نظراً لورود الأحاديث النبوية بالصلاة عليه تارة وبعدمها تارة أخري






.ما أقسام الشهيد ؟
قسم الفقهاء الشهيد إلي ثلاثة أقسام فقالوا :
1- شهيد الدنيا والآخرة : وهو الذي *** وهو يجاهد أعداء الله تعالي – دفاعا عن دينه ونفسه وماله وكل ما يجب الدفاع عنه .
2- شهيد الدنيا فقط : وهو من قاتل رياء ونفاقاً .
3- شهيد الآخرة فقط : وهو من مات بالطاعون أو بسبب الغرق أو الحريق أو الهدم . فقد جاء في الحديث الشريف ( المطعون شهيد ، والغرق شهيد ، وصاحب ذات الجنب شهيد ،والذي يموت تحت الهدم شهيد ، والمرأة تموت بجمع أي : التي تموت عند الولادة شهيدة . )
[IMG]file:///C:\Users\ahmed\AppData\Local\Temp\OICE_3C0CF077-1597-4523-9629-5C58DCEE5104.0\msohtmlclip1\01\clip_image002.gif[/IMG]


ما المقصود بالمساجد ؟ وما فضل عمارتها ؟
معني كلمة المساجد : كلمة المساجد جمع مسجد بمعني الموضع الذي يسجد الإنسان ويضع جبهته فوقه .
والمقصود بالمساجد هنا : الأماكن المخصصة لإقامة العبادات بها تقرباً إلي الله تعالي الذي لا معبود سواه ، ولا نعبد إلا إياه .
فضل عمارة المساجد
مدح الله تعالي الذين يترددون علي المساجد لأداء العبادات في آيات كثيرة :
قول الله تعالي (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ )
فعن عثمان بن عفان رضي الله عنه أن رسول الله e قال ( من بني مسجداً يبتغي به وجه الله بني الله له مثله في الجنة . )


كلمة الجنائز : جمع جنازة – بفتح الجيم وكسرها – وهذه المادة تطلق علي الستر والخفاء .
يقال :جنز الرجل إذا وضعوه في الجنازة وهي النعش الذي يوضع فيه الميت وقد لف في كفنه وستر جسده عن الأعين .
وقال بعضهم: يقال للسرير إذا جعل فيه الميت وأعد للدفن جنازة – بكسر الجيم – وأما كلمة الجنازة – بفتح الجيم – فتطلق علي الميت نفسه .
شريعة الإسلام تنهي عن تمني الموت فلا يجوز للمسلم تمني الموت :
نهت شريعة الإسلام عن تمني الموت ، وحرمت أن ي*** الإنسان نفسه ، وحرٌَضته علي أن يحسن الظن بخالقه عز وجل وعلي التداوى من الأمراض .
الدليل :قال تعالي : (وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا {29} وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيرًا {30}
2- وفي الصحيحين عن أنس بن مالك عن النبي e قال : ( لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به ، فإن كان لا بد متمنيا للموت ، فليقل : اللهم أحيني ما كنت الحياة خيرا لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خير لي )
3- وفي صحيح البخاري أن رسول الله e قال : ( لا يتمني أحدكم الموت ، إما محسنا فلعله يزداد ، وإما مسيئا فلعله يستعتب ) ( أي : فلعله أن يتوب توبة صادقة )
شريعة الإسلام تأمر بالتداوى : وينبغي للمكلف – سواء أكان رجلا أم امرأة – إذا ما أحس بالمرض أن يتداوي ، وقد أمرت شريعة بذلك .
فعن عبد الله بن مسعود y أن النبي y قال : إن الله لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء فتداووا ) .







ما الذي يستحب عند زيارة المريض ؟ وما الذي ينبغي علي من شعر بدُنٌَوا أجله وبمفارقته لهذه الحياة الدنيا ؟
ما يستحب عند زيارة المريض : ينبغي لمن زار مريضاً : أن يدعوا له بالشفاء ، فعن عائشة رضي الله عنها – أن النبي e كان يعود بعض أهله فيمسح بيده اليمني ويقول : ( اللهم رب الناس اذهب البأس ، واشف وأنت الشافي , لا شفاء إلا شفاؤك ,شفاء لا يغادر سقما ) أي : شفاء لا يترك بعده مرضاً .
ويجب علي المكلف سواء أكان ذكراً أم انثى إذا ما شعر بدُنوا أجله وبمفارقته لهذه الحياة الدنيا : أن يكثر من الدعاء والاستغفار ومن تهوين سكرات الموت .
ففي الصحيين عن عائشة – رضي الله عنهما – قالت : سمعت رسول الله e وهو مستندا إلي ًٌ في مرضه الأخير – يقول : ( اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق الأعلى ).
وعن عائشة – رضي الله عنها – أنها قالت : رأيت رسول الله e وهو بالموت – أي وهو يعالج شدائد مرض الموت – وعنده قدح فيه ماء ، وهو يدخل يده في القدح ثم يمسح وجهه بالماء ، ثم يقول e ( اللهم أعني علي غمرات الموت ، وسكرات الموت ) أي : اللهم أعني علي شدائد الموت .
ما الذي يفعله من شاهد إنسانا ً في حالة الاحتضار ؟
يسن لمن شهد إنسانا في حالة الاحتضار أن يفعل أمورا من أهمها ما يأتي :
1-أن يلقن من هو في حالة الاحتضار الشهادتين :
فعن أبي سعيد الخدرى y عن النبي y أن قال ( لقنوا موتاكم لا إله إلا الله )
2- أن يدعوا له بالرحمة والمغفرة :فعن أم سلمة – رضي الله عنها – قالت : دخل رسول الله y علي أبي سلمة وقد شق بصره ) أي: وقد فتحت عيناه – فأغمضهما رسول الله y ثم قال : ( إن الروح إذا قٌبض تبعه البصر ) ثم قال y : ( اللهم اغفر لأبي سلمة ، وارفع درجته في المهديين ، واخلفه في عقبة الغابرين – أي: وكن خليفته في أهله بعد موته – واغفر لنا وله يارب العالمين ، وأفسح له في قبره ونور له فيه . )




3- أن يوجه من حضرته الوفاة إلي القبلة : بأن يجعل جنبه الأيمن ووجهه جهة القبلة ، فإن لم يمكن ذلك وضع علي ظهره ورجلاه نحو القبلة ، ويرفع رأسه قليلا ليصير وجهه نحو القبلة .
فعن أبي قتادةy أن النبي y حين قدم المدينة المنورة سأل عن البراء بن معرور ؟ قالوا توفي وأوصي بثلث أمواله لك ، وأن يوجه إلي القبلة بعد موته .
فقال النبي y : ( أصاب الفطرة وقد رددت ثلث ماله علي ولده ) ثم ذهب إلي قبره فصلي عليه وقال : ( اللهم اغفر له وارحمه وأدخله جنتك . )
وروي أن السيدة فاطمة بنت النبي y عندما أحست بدنو أجلها استقبلت القبلة ثم نامت علي جنبها الأيمن ، ووضعت يدها اليمني تحت رأسها ، ثم فارقت الحياة .
4- أن يقرأ بالقرب منه سورة ( يس ) بصوت منخفض : فعن معقل بن يسار y عن النبي y قال ( أقرءوا سورة يس علي موتاكم )
5- أن يغطي الميت بغطاء مناسب حتي لا ينكشف شيء منه لا حاجة إلي انكشافه .
فعن عائشة رضي الله عنها قالت : سجي –أي : غطي – رسول الله y حين مات بثوب حبرة ) أي : بثوب فيه خطوط وذلك بعد نزع ثيابه دون أن يبقي منها إلا ما هو ضروري لستر العروة .
ما الذي ينبغي علي أهل المحتضر إذا ما تأكدوا من موته ومفارقته للحياة؟
1- أن يضعوا تحن ذقنه عصابة رقيقة يربط بها ما بين ذقنه ورأسه حتى لا يبقي الفم مفتوحاً ، لأن قفله أفضل له ، وأكمل لهيئته .
2- أن يبادر بتغسيل الميت وتكفينه والصلاة عليه ودفنه ، لأن ذلك أحفظ لبدنه من التغير .
ففي الحديث الشريف أن طلحة بن البراء مرض فأتاه النبي y يزوره ، فلما خرج من عنده قال إني لا أري طلحة إلا قد حدث فيه الموت فأعلموني به وعجلوا ، فإنه لا ينبغي لجسد مسلم أن يحبس بين ظهري أهله ) .
ولا بأس من الانتظار إلي وقت ليس بالطويل:حتى يجتمع أهله ومعارفه للصلاة عليه وتشييعه .
3-أن يسارعوا بقضاء ديونه إن كانت عليه ديون .
4- أن يسارعوا بتنفيذ وصاياه إن كان قد أوصي بشيء في حدود ما أباحه الشرع .


ما حكم تغسيل الميت ؟ وما كيفية التغسيل ؟
غسل الميت فرض كفاية علي الأحياء :بمعني إذا قام بع البعض سقط عن الباقين , لأن الرسول y أمر بغسل الميت أمراً مؤكداً ، وحافظ أتباعه y من ذلك .
كيفية تغسيل الميت :
1- من الواجب أن الذي يقوم بغسل المتوفى يكون ثقة أميناً معروفاً بالاستقامة والصلاح , ولا يحضر غسل الميت إلا من تدعوا الحاجة إلي حضوره ففي الحديث الشريف : ( فليغسل موتاكم المأمونون ) .
من المستحب أن يتبع من يقوم بتغسيل الميت ما يأتي :
1- يبدأ بخلع ملابس الميت عنه ، ما عدا الملابس التي تستر العورة .
2- يكون الماء المستعمل في غسل الميت طهوراً ومناسباً من حيث البرودة والسخونة ويستحب أن يخلط الماء بشيء من الروائح الزكية ، وبما يزيد الجسد نظافة وطهارة .
ففي الصحيحين عن أم عطية y قالت : دخل علينا رسول الله e ونحن نغسل ابنته فقال : ( اغسلنها ثلاثاً أو حمساً أو أكثر من ذلك بماء وسدر ، واجعلن في المرة الأخيرة كافوراً ، فإذا فرغتن فآذنني . فلما فرغنا آذناه ، فالقي إلينا حقوه وقال : ( أشعرنها إياه )
وقوله e : ( فإذا فرغتن فآذنني ) أي : عند الفراغ من غسلها اخبرنني بذلك ، فلما فرغن من غسل السيدة زينب – رضي الله عنها – أعطاهن ( حقوه ) – أي : إزاره الشريف ، وقال لهن : اجعلوه علي جسدها تحت كفنها .
3- أن يبدأ المغسل للميت بإمرار يده علي بطنه برفق ، لإخراج ما يجب إخراجه من فضلات حتى يبقي الجسد نقيا من أية نجاسة .
4- يستحب للغاسل للميت أن يقوم بوضوئه كما يتوضأ الحي ، إلا المضمضة والاستنشاق ، لوجود مشقة في ذلك ولكن يستحب أن يلف الغاسل قطعة من القماش علي يده ويبللها بالماء ثم يمسح بها أسنان المتوفى ولثته وأنفه ، ويقوم ذلك مقام المضمضة والاستنشاق .
فعن أم عطية رضي الله عنها قالت : قال رسول الله e في غسل ابنته زينب : ( ابدأن بميامينها ومواضع الوضوء منها .



5- يستحب تكرار الغسل إلي ثلاث , بحيث تعم كل غسله منها جميع جسد الميت ، واحدي الغسلات الثلاث التي تعم جميع البدن فرض ، والغسلتان اللتان بعدها مندوبتان .
- يبدأ المغسل للميت بالرأس ثم بالجنب الأيمن ، ثم بالجنب الأيسر ، ثم بتعميم الماء المختلط بالمنظف ويكرر ذلك ثلاث مرات ، فإذا احتاج إلي أكثر من ذلك غسله خمساً ، أو سبعاً مراعاة للوتر .
6- إذا فرغ من تغسيل الميت ، جفف بدنه بثوب نظيف ، ووضع عليه الطيب ، ثم وضعه في كفنه ويستحب : أن يكون الكفن أبيض نظيفاً ساتراً للبدن ، وأن يكون ثلاث لفائف للرجل ، وخمس لفائف للمرأة ، ويكفي عند الضرورة ثوباً واحداً بشرط أن يكون ساتراً لبدن الميت .
فعن ابن عباس رضي الله عنهما: أن النبي e قال : ( البسوا من ثيابكم البياض ، فإنها من خير ثيابكم ، وكفنوا فيها موتاكم ) .
وفي راوية : ( لا تغالوا في الكفن فإنه – أي الميت – يسلبه سريعاً ) .
ما حكم تغسل الرجال للنساء وتغسيل النساء للرجال ؟
الأصل أن يغسل الرجال الرجال – ويغسل النساء النساء ، ولا يصح للرجال تغسيل النساء ، ولا للنساء تغسيل الرجال إلا بالنسبة للزوجين ، فيصح لكل منهما أن يغسل الآخر إلا إذا كانت المرأة مطلقة ولو طلاقاً رجعياً ، فإنه لا يحل لأحد الزوجين أن يغسل الآخر حينئذ ، وهدا رأي المالكية والشافعية .
أما الأحناف قالوا :إذا ماتت المرأة فليس لزوجها أن يغسلها لانتهاء الزواج بالموت فصار أجنبيا عنها ، أما إذا مات الزوج فلها أن تغسله لأنها في العدة ، فالزوجية باقية في حقها ولو كانت مطلقة رجعيا قبل الموت
والحنابلة قالوا : المرأة المطلقة رجعيا يجوز لها أن تغسل زوجها ، أما المطلقة طلاقاً بائناً فلا .
ما الحكم إذا لم يوجد ماء لغسل الميت ؟
عند عدم وجود الماء أو عند العجز عن استعماله : يجوز أن ييمم الميت ، بدليل قوله تعالي (فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا )
وعن مكحول y: أن النبي e قال : ( إذا ماتت المرأة مع الرجال ليس معهم امرأة غيرها والرجال مع النساء ليس معهن رجل غيره ، فإنهما ييممان ويدفنان وهما بمنزلة من لم يجد الماء .




ما حكم الصلاة علي الميت؟
فرض كفاية : إذا قام به البعض سقط عن الباقين ، إلا أن من أداها فله ثوابها ، ففي الصحيحين : أن رسول الله e قال : ( من شهد الجنازة حتى يصلي فله قيراط ...) أي فله نصيب عظيم من الثواب .
حكمة مشروعية الصلاة علي الميت :
الدعاء للميت ، وتكريمه ، وزيادة الاعتبار والاتعاظ ، بحيث يعرف كل إنسان : أن مصيره مهما طال عمره ، ومهما كان منصبه ، فإن نهايته كنهاية هذا الميت .
ما شروط صلاة الجنازة ؟
لاتختلف: شروط صلاة الجنازة عن الصلوات المفروضة أو المسنونة – من حيث الطهارة من الحدث الأكبر والأصغر ومن حيث استقبال القبلة ، وستر العورة .
إلا أنها تختلف: عن سائر الصلوات في أنها لا يشترط فيها الوقت بل تؤدي في جميع الأوقات متي حضرت ولو في الأوقات المنهي عن الصلاة فيها ، وهذا رأي الأحناف والشافعية .
ويري غيرهم : أن الصلاة علي الجنازة مروه في الأوقات التي نهي الشرع عن الصلاة فيها كوقت طلوع الشمس ، وعند استوائها وعند غروبها ، إلا إذا خيف علي الميت من التغير بسبب التأخير .
ما أركان صلاة الجنازة ؟
أركان صلاة الجنازة :
1- النية : لقوله تعالي : (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء )
ولقول النبي: e ( إنما الأعمال بالنيات ، ولكل أمريء من نوي ) والنية محلها القلب ، ويكفي أن ينوي المصلي الصلاة علي هذا الميت ، أو علي هؤلاء الأموات .
2-التكبيرات : وهي أربع تكبيرات بما في ذلك تكبيرة الإحرام ، وكل تكبيرة منها بمنزلة ركعة .
ففي الصحيحين أن الرسول e صلي بأصحابه صلاة الجنازة وكبر أربع تكبيرات .
3- القيام فيها إلي أن تتم : فول صلها المصلي قاعداً دون عذر لا تكون صحيحة .
4- الدعاء للميت : لقوله e ( إذا صليتم علي الميت فأخلصوا له الدعاء ) .



ما كيفية الصلاة علي الميت ؟
كيفية الصلاة علي الميت :
1- يقرأ المصلي سورة الفاتحة بعد التكبيرة الأولي .
2- يصلي علي النبي e بصيغة التشهد بعد التكبيرة الثانية .
3- يدعوا للميت بالرحمة والمغفرة بعد التكبيرة الثالثة .
4- يدعوا المصلي لنفسه ولسائر المسلمين والمسلمات بعد التكبيرة الرابعة .
5 يسلم بعد تسليمة الإمام .
6-يري الأحناف والمالكية :أن المصلي علي الجنازة يرفع يديه عند التكبيرة الأولي فقط دون بقية التكبيرات .
ويري الشافعية والحنابلة : أنه يرفع يديه في التكبيرات الأربعة .
7- يري المالكية : أن الإمام يقف خلف وسط الميت إن كان رجلا ، وخلف منكبيه إن كانت أمراه
ويري الأحناف : أن الإمام يقف خلف صدر الميت سواء أكان ذكرا أم انثي .
ويري الحنابلة : وقوف الإمام خلف صدر الميت إن كان ذكراً ، وفي وسطه إن كان أمراه .
ويري الشافعية : وقوف الإمام خلف رأس الميت إن كان رجلا ، وفي وسطه إن كان إنثي .
8- تجوز الصلاة علي أكثر من واحد من الموات ، فإذا كان الأموات رجالاً ونساء وصبيانا وضع الرجال أمام الإمام ويليهم الصبيان ثم النساء .
تجوز الصلاة علي الأموات : من الرجال والنساء في المسجد وفي غير المسجد .
* ينبغي أن يلاحظ المصلي عند الدعاء : التذكير والتأنيث والتثنية والجمع .
من الدعوات التي كان النبي e يدعوا بها للميت .
عن عوف بن مالك قال : صلي رسول الله e علي جنازة فحفظت من دعائه ( اللهم اغفر له وارحمه ، وعافه واعف عنه ، واكرم نزله ، ووسع مدخله – أي قبره – وأغسله بالماء والثلج والبرد ونقه م الخطايا كما ينقي الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله دارا خيراً من داره ، واهلا خير من أهله ، وأدخله الجنة ، وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار ) .

-
-وإذا صلي المصلي علي سقط قد استهل: – أي قد عرفت حياته بعطاس أو حركة – يقول المصلي في دعائه ( اللهم اجعله لنا فرطا وسلفاً وأجراً ) .
-وفي راوية : ( اللهم اجعله لنا ذخراً وشافعا ً ومشفعاً ) .
من الأحق بالإمامة في صلاة الجنازة ؟
1- يري المالكية والحنابلة : أن الحق بالإمامة ، الوصي العدل .
فإذا أوصي الميت قبل موته بأن يصلي عليه فلان ، قدم علي غيره ، ثم ولي الأمر ، ثم نائبه ثم الأقرب إلي الميت كأبيه وابنه .
2- يري الأحناف : أن الأحق بالإمامة في صلاة الجنازة ، ولي الأمر إن حضر ، ثم نائبه ، ثم إمام الحي إن كان أفقه من ولي الميت .
3- ويري الشافعية : أن الأحق بالإمامة ، أقرب الناس إلي الميت كأبيه وابنه ، ثم ولي الأمر أو نائبه ثم الأفقه .
* يستحب أن تكون الصفوف في الصلاة علي الميت :ثلاثة علي الأقل ، ولو أدي ذلك إلي أن يكون في كل صف اثنين .
فعن مالك بن هبيرة رضي الله عنه : قال رسول الله e ( ما من مؤمن يموت فيصلي علي أمة من المسلمين يبلغون أن يكونوا ثلاثة صفوف إلا غفر له . )
ما حكم من سبق في صلاة الجنازة بشيء من التكبير ؟
من سبق في صلاة الجنازة بشيء من التكبير :يستحب له أن يقضي التكبيرات التي فأتته بعد سلام الإمام
وقال بعض الفقهاء : عليه أن يسلم مع الإمام ، وليس عليه أن يقضي شيئاً مما فاته .
ما حـــكــــم حـــمـــــل الـــمــيــت ؟
حمل الميت إلي قبره : فرض كفاية ، ومن يفعل ذلك له الثواب الجزيل الذي لا يعلم مقداره إلا الله تعالي
ففي الصحيحين عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن الرسول e جعل علي رأس الحقوق التي للمسلم علي المسلم : أن يشارك في تشيع جنازته .
وأقل ذلك : أن يصلي عليها ثم ينصرف ، وأوسطه : أن يتبعها إلي القبر ثم يقف حتى تدفن ،.


وأفضله : أن يقف بعد الدفن يدعوا الله تعالي للمتوفى بالرحمة والمغفرة .
فعن أبي سعيد رض الله عنه أن النبي e قال ( عودوا المريض وامشوا مع الجنازة تذكركم الآخرة ) .
ما آداب حمل الميت وتشييع الجنازة ؟
1- يندب للمشيع : أن يتقدم أمام الجنازة إن كان ماشيا ، وأن يتأخر عنها إن كان راكباً .
فعن المغيرة رضي الله عنه أن النبي e قال ( الراكب يسير خلف الجنازة والماشي يمشي خلفها وأمامها وعن يمينها وعن يسارها قريبا منها . )
ويري الأحناف: أن الأفضل للمشيع للجنازة أن يمشي خلفها ، لأن ذلك يكون أدعي للتذكر والأعتبار .
2- ويستحب السير : المعتدل بالجنازة ، السير الذي لا إسراع فيه ولا إبطاء ، لأن ذلك أقرب إلي الخشوع .
3- يكره رفع الأصوات أثناء السير بالجنازة : لأنه يتعارض مع الخشوع ولأن السلف الصالح كانوا يكرهون رفع الصوت عند الجنائز .
4- يري بعض الفقهاء : أنه من المستحب القيام عندما تمر الجنازة ، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي e قال ( إذا رأيتم الجنازة فقوموا – أي حتي تمر ) .
5- يكره للنساء أن يشيعن الجنائز : إلا إذا خيف منهن الفتنة ، فيكون تشييعهن للجنائز حراما وهذا رأي الشافعية والحنابلة .
وقال المالكية : إذا كانت المرأه مسنة جاز لها أن تشيع الجنازة مطلقاً ، وتكون في سيره متأخرة عن الرجال ، وإن كانت شابة ولا يخشى منها الفتنة جاز خروجها لجنازة من يحزنها فراقه كأبيها وابنها وزوجها .. وأما من يخشى من خروجها الفتنة فلا يجوز مشاركتها في تشييع الجنازة مطلقا ً .
فعن أم عطية رضي الله عنها قالت : ( نهانا رسول الله e عن إتباع الجنائز ولم يعزم علينا ) .
أي : أنه e لم يفرض علينا التشييع أو عدمه ، فالنهي للتنزيه وهو رأي الجمهور .





ما حكم البكاء والعويل علي الميت ؟
البكاء مباح : فبكاء الإنسان علي موت عزيز لديه ، وتأثره بفراقه ، من طبيعة الإنسان .
ولقد تأثر النبي e: لموت زوجته خديجة رضي الله عنها وسمي العام الذي توفيت فيه عام الحزن .
وتأثر النبي eودمعت عيناه: لموت ابنه إبراهيم فقال أحد أصحابه : وأنت يا رسول الله ؟ فقال :
( إنها الرحمة وإن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ، وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزنون .)
إما الصريخ والعويل ، ولط الخدود ، وشق الجيوب : حرام لنهي النبي e عن ذلك .
فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله e قال ( ليس منا من ضرب الخدود – أي لطمها – وشق الجيوب – أي : ومزق ملابسه – ودعا بدعوى الجاهلية ) .
ما حم الإسراع بدفن الميت ؟ وما حكم تعلية القبور ؟ وما هي كيفية إدخال الميت القبر ؟
الإسراع بدفن الميت : ( فرض كفاية ) ولا يجوز تأخيره دون سبب مشروع .
يكره تعلية القبور وتشييدها وتزينها : لأن ذلك نوع من الإسراف .
كيفية إدخال الميت القبر :
1- يستحب إدخال الميت لقبره من رجليه إذا أمكن ذلك ، فإن لم يتيسر فكيفما أمكن ، من جهة رجليه أو من جهة رأسه .
2- يجب وضع الميت في قبره علي جنبه الأيمن ، ووجهه إلي جهة القبلة ، ويقول واضعة بسم الله وعلي ملة رسول الله e .
3- يجب احترام كل عضو من أعضاء الإنسان الميت .
فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله e قال ( كسر عظام الميت ككسره حياً ) .
4- بعد الفراغ من الدفن يستحب الاستغفار والدعاء للميت بالرحمة والمغفرة ، فعن عثمان ابن عفان رضي الله عنها قال : كان النبي e إذا فرع من دفن الميت وقف علي قبره وقال ( استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فإنه الآن يسأل ) .
5- استحب بعض أهل العلم أن يلقن الميت بعد الدفن ، بأن يقال للميت عند قبره ، يا فلان قل : اشهدوا أن لا اله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، ثلاث مرات – يا فلان قل ربي الله وديني الإسلام ، ونبي محمد e
وبعض أهل العلم : كره ذلك ، لعدم ثبوته عن رسول اللهe وعن أصحابه .



ما حكم تعزية أهل الميت ؟
تعزية أهل الميت : مستحبة .
لأنها من مواساة المسلم لأخيه المسلم ، ودعوة له إلي الصبر علي قضاء الله وقدره .
وفي الصحيحين عن إسامة بن زيد رضي الله عنهما قال : أرسلت احدي بنات النبي e إليه أنا ابنا لي قد قبض فأتنا ، فأرسل إليها يقريُ السلام ويقول ( إن لله ما أخذ وله ما أعطي ، وكل عنده بأجل ، فلتصبر ولتحتسب . )
وما ألفاظ التعزية: أن يقول المعزي لمن أصابته مصيبة في عزيز لديه : ( أعظم الله أجرك ، وألهمك الصبر ، وغفر لفقيدك ، وأسكنه فسيح جناتك .
ومن الدعوات التي يقولها من أصابته مصيبة : إنا لله وإنا إليه راجعون .
ما حكم زيارة القبور ؟
زيارة القبور للعظة والعبرة والدعاء للأموات بالرحمة والمغفرة من الأمور المستحبة ، وقد وردت في ذلك أحاديث متعددة .
منها ما جاء في صحيح مسلم عن سليمان بن بريدة عن أبيه عن النبي e قال ( كنت قد نهيتكم عن زيارة القبور ، ألا فزوروها فإنها تذكر الآخرة . )
وزيارة القبور بالنسبة للنساء: لا بأس بها ، ما دامت المرأة تلتزم في زيارتها الآداب الشرعية في مظهرها ، وما دامت تقصد بهذه الزيارة العظة والعبرة ، والدعاء للأموات .
ما الذي ينفع الميت ؟
من المتفق بين العلماء : أن الميت ينتفع بأعماله الصالحة التي عملها في دنياه ، كما ينتفع بدعاء غيره له ، وبالأعمال الصالحة التي توهب له من غيره .
فعن أبي هريرة y أن رسول الله eقال ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله الا من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعوا له . )
ومن الأقوال والأعمال التي تنفع الميت :
1- الدعاء له بالرحمة والمغفرة : بدليل قول الله تعالي : (وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ)



2 - الصدقة عليه :فعن عائشة رضي الله عنها أن رجلاً أتي النبي e فقال : يا رسول الله إن امي افتلتت – أي ماتت فجأة – ولم توص ، وأظنها لو تكلمت لتصدقت ، فها لها أجر إن تصدقت أنا عنها ؟ فقال e ( نعم لها أجر ) .
3- الصوم :ففي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : جاء رجل إلي النبي e فقال يا رسول الله ، إن أمي ماتت وعليها صوم شهر أفاقضيه عنها ؟ فقال له e ( أرأيت لو كان علي أمك دين أكنت قاضيه عنها ؟ فقال الرجل : نعم . فقال e : فدين الله أحق أن يقضي "".
4- الحج : فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن امرأة من قبيلة جهينة جاءت إلي النبي e فقالت : أن أمي نذرت أن تحج فلم تحج حتى ماتت أفأحج عنها ؟ فقال e ( حجي عنها أرأيت لو كان علي أمك دين أكنت قاضيته ؟ اقضوا فدين الله أحق بالقضاء . )
5- الصلاة : ففي الحديث الشريف ، أن رجلا قال : يا رسول الله إنه كان لي أبوان أبرهما في حال حياتهما ، فكيف لي ببرهما بعد مماتهما ؟ فقال e ( إن من البر بعد الموت أن تصلي بهما مع صلاتك ، وأن تصوم لهما مع صيامك ) .
6- قراءة القرآن : فجمهور العلماء علي أن المسلم أو المسلمة إذا قرأ شيئا من القرآن الكريم ، ثم وهب ما قرأه لأبويه أو لغيرهما ، فإن ذلك نافع – بإذن الله – تعالي- لمن وهب له القاريء ثواب ما قرأه .
ما حكم الإيمان بسؤال القبر ونعيمه؟
اجمع العلماء أن كل إنسان يسأل بعد موته ، وأن الميت إذا مات يكون في نعيم أو عذاب .
ومن الأدلة علي ذلك :
ما جاء في الصحيحين عن البراء بن عازب y : أنه e قال ( إذا قعد المؤمن في قبره بعد دفنه – آتاه ملكان ، ثم يشهد أن لا اله الا الله ، وأن محمد رسول الله فذلك قول الله تعالي (يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاء)
والمراد بالآخرة : ما يشمل سؤالهم في القبر ، وسؤالهم في مواقف يوم القيامة .
وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي e قال ( إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي – في أو النهار وفي آخره – إن كان من اهل الجنة فمن اهل الجنة ، وغن كان من اهل النار فمن أهل النار ،ويقال له : هذا مقعدك حتي يبعثك الله يوم القيامة )
وكان من دعاء النبي e ( اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ومن عذاب النار )
ومما يشهد بان عذاب القبر حق : قوله تعالي في فرعون وأتباعه (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ)



[IMG]file:///C:\Users\ahmed\AppData\Local\Temp\OICE_3C0CF077-1597-4523-9629-5C58DCEE5104.0\msohtmlclip1\01\clip_image001.gif[/IMG]



ما المقصود بالشهداء ؟ وما الذي يتعلق بها من أحكام ؟
الشهداء : جمع شهيد : وهو الذي استشهد وفارق الحياة الدنيا وهو يدافع اعداء الله تعالي وقاتلهم دفاعاً عن دينه أو عن نفسه ، أو عن امواله ، أو عن حريته وكرامته الإنسانية .
وسمي الشهيد بهذا الاسم : لشهادة الله تعالي ورسوله له بالجنة والثواب الجزيل .
قال تعالي : (وَالشُّهَدَاء عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ )
وعن جابر بن عبد الله y أن رسول الله e قال في شأن الذين ***وا في غزوة أحد من أصحابة ( أن شهيد علي هؤلاء يوم القيامة .
من أحكام الشهيد :
1- أن الشهيد الذي *** وهو يجاهد أعداء الله من المشركين والظالمين ، لا يغسل ، ولا يصلي عليه ، ويكفن بدمائه وثيابه ، تكريماً له .
فعن جابر بن عبد الله y قال : ( كان النبي e يجمع بين الرجلين من ***ي غزوة أحد في ثوب واحد – زيادة علي ملابسهم التي لا تستر كل جسدهم – ثم يقول : أيهما أكثر أخذاً للقرآن ، فإذا أشير إلي أحدهما قدمه في اللحد . وقال : أنا شهيد علي هؤلاء يوم القيامة . وأمر e بدفنهم في دمائهم ولم يغسلوا ، ولم يصل عليهم .
وعلي هذا الرأي سار المالكية والشافعية والحنابلة .
ويري الأحناف : أن الشهيد لا يغسل ، ولا يكفن ولكن يصلي عليه ، فقد قال e في شهداء غزوة أحد
( زملوهم ب كلومهم – أي : بجراحهم – ودمائهم ، ولا تغسلوهم فإنهم يبعثون يوم القيامة وأعضاؤهم تشخب دماً ، اللون دم لون الدم ، والريح ريح المسك . )
ويري بعض الفقهاء : أن مسألة الصلاة علي الشهيد متروكة لتقدير كل حالة ، فمن أخد بالصلاة عليه فحسن – ومن اخذ بعدم الصلاة عليه فحسن ، نظراً لورود الأحاديث النبوية بالصلاة عليه تارة وبعدمها تارة أخري






.ما أقسام الشهيد ؟
قسم الفقهاء الشهيد إلي ثلاثة أقسام فقالوا :
1- شهيد الدنيا والآخرة : وهو الذي *** وهو يجاهد أعداء الله تعالي – دفاعا عن دينه ونفسه وماله وكل ما يجب الدفاع عنه .
2- شهيد الدنيا فقط : وهو من قاتل رياء ونفاقاً .
3- شهيد الآخرة فقط : وهو من مات بالطاعون أو بسبب الغرق أو الحريق أو الهدم . فقد جاء في الحديث الشريف ( المطعون شهيد ، والغرق شهيد ، وصاحب ذات الجنب شهيد ،والذي يموت تحت الهدم شهيد ، والمرأة تموت بجمع أي : التي تموت عند الولادة شهيدة . )
[IMG]file:///C:\Users\ahmed\AppData\Local\Temp\OICE_3C0CF077-1597-4523-9629-5C58DCEE5104.0\msohtmlclip1\01\clip_image002.gif[/IMG]


ما المقصود بالمساجد ؟ وما فضل عمارتها ؟
معني كلمة المساجد : كلمة المساجد جمع مسجد بمعني الموضع الذي يسجد الإنسان ويضع جبهته فوقه .
والمقصود بالمساجد هنا : الأماكن المخصصة لإقامة العبادات بها تقرباً إلي الله تعالي الذي لا معبود سواه ، ولا نعبد إلا إياه .
فضل عمارة المساجد
مدح الله تعالي الذين يترددون علي المساجد لأداء العبادات في آيات كثيرة :
قول الله تعالي (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ )
كما بشر النبي e كل من يبني مسجداً لعبادة الله أو يساعد في بنائه بأسمى الدرجات .
فعن عثمان بن عفان رضي الله عنه أن رسول الله e قال ( من بني مسجداً يبتغي به وجه الله بني الله له مثله في الجنة . )

[محمد محمود بدر]

جزاكم الله خيرا

[Step By Step]

ما شاء الله عمل رائع .. ومجهود يستحق التقدير جزاك الله خيرا