ارحموا مصر .. يرحمكم الله

[abomokhtar]

بقلم/ تراجي الجنزوري
لا أقول: إن العين لتدمع.. وإن القلب ليحزن.. وإنا لما يحدث في مصرنا لمحزنون.. بل القلب ينفطر.. والعين تبكي دما ً لواقعنا الذي نحياه.
أتسفك الدماء مع مولد الرحمة؟!
أتزهق الأنفس مع مولد الرحمة؟!
أتقطع الطرق مع مولد الرحمة؟!
أتحرق المنشآت مع مولد الرحمة؟!
أتنهب الثروات مع مولد الرحمة؟
كم هو حالنا غريب.. وكم هي أوضاعنا مقلوبة؟!!
أيعقل أن ي*** أحدنا أخاه ؟!
أيعقل أن يسفك بعضنا دم بعض ؟!
أيعقل أن نقضي على مقدرات البلد ؟!
أيعقل أن نخرب وندمر ونحرق ؟!
أي فكر هذا.. وأي عقل ذاك؟!
ارحموا مصر .. يرحمكم الله
ما أحوجنا جميعا ً .. رئيسا ً ومرءوسا ً .. مؤيدا ً ومعارضا ً أن نتخلق بخلق الرحمة الذي هو عنوان ديننا.. وشعار نبينا "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ " إنس.. جن.. ملائكة.. عالم بحار.. عالم نبات.. عالم...عالم...
رحمة بالكافرين
يوم أحد ي*** سبعون.. ويمثل بحمزة.. والباقي بين مجروح ومكلوم.. فجاءوه سائلين إياه أن يدعو على المشركين.. فقال: "اللهم اهد قومي فإنه لا يعلمون"
يا رسول الله ***وا الآباء.. رملوا النساء.. يتموا الأبناء.. سفكوا الدماء.. وهو يدعو ويقول: " اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون ".
وما يوم الطائف ويوم فتح مكة منكم ببعيد .
فأين الرحمة بين أبناء الوطن الواحد ؟
أين الرحمة بين أبناء الدين الواحد ؟
أين الرحمة بين أتباع النبي الخاتم ؟
رحمة بالحيوان
يمر على رجل يجر شاة لي***ها.. يجرها بشدة.. ينظر إليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) ويشير عليه بأن يكون رحيما ً ..فيقول: "هلا حددت شفرتك.. وأرحت ذبيحتك " .
يمر على رجل وسم حماره بالنار.. فقال رحمة منه بالحيوان : " لعن الله من فعل هذا "
ويوم أن فجع احدهم طائرا ً بأن أخذ فرخيه.. أمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) بأن يعيدهما لأمهما .
بالحيوان كان رحيما ً ..فأين رحمتنا بإخواننا.. ببني ***نا.. بأبناء وطننا؟!!
لا تقل رحمة وهناك ***.. لا تقل رحمة وهناك سفك..لا تقل رحمة وهناك دم
رحمة بالجماد
يا من تقطعون الطرقات.. يا من تحرقون المنشآت.. يا من تنهبون الثروات.. يا من تريدون القضاء على المقدرات.. يا من.. يا من..
يصعد (صلى الله عليه وسلم ) المنبر فيسمع صوت أنين بالمسجد.. ما هذا الصوت ؟
فينظرون.. فإذا هو صوت جذع النخلة الذي كان يخطب عليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم).. فيقطع النبي خطبة الجمعة.. وينزل من على المنبر.. ويحتضن الجذع.. فيسكن ويسكت.. ثم قال : " لو لم ألتزمه لظل يبكي إلى يوم القيامة".
ارحموا منشآت مصر.. ارحموا مقدرات مصر.. ارحموا طرقات مصر.. ارحموا ثروات مصر .
رحمة باليتامى.. بالأرامل.. بالمساكين.. بالمصابين.. بالعبيد
يمر (صلى الله عليه وسلم) على أبي مسعود البدري وهو يضرب غلاما ً له بالسوط.. فنادي عليه: " اعلم أبا مسعود.. فلم يسمع.. وفي الثالثة انتبه.. فإذا هو رسول الله (صلى الله عليه وسلم ).. قال: اعلم أن الله أقدر عليك من قدرتك على هذا الغلام.. فألقى بالسوط الذي كان بيده.. ثم قال: هو حر لوجه الله يا رسول الله.. قال : " لو لم تفعل للفحتك النار ".
" إنما أتقبل الصلاة ممن تواضع بها لعظمتي..ولم يستطل بها على خلقي..وقطع النهار في ذكري..ورحم الأرملة والمسكين..ورحم المصاب".
أناديكم أناديكم.. أشد على أياديكم
ارحموا مصر..ارحموا شعبها..ارحموا ثرواتها..ارحموا منشآتها..ارحموا مقدراتها.. فالراحمون يرحمهم الرحمن.