اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > القسم الإداري > أرشيف المنتدى

أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل

 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-02-2013, 08:49 PM
الزعيم1 الزعيم1 غير متواجد حالياً
عضو مجتهد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 91
معدل تقييم المستوى: 16
الزعيم1 is on a distinguished road
افتراضي الدكتور «يسرى أبو شادى» كبير مفتشى الطاقة الذرية الأسبق لـ«الشعب» : أجدد الدعوة لمناظ


جدد الدكتور «يسرى أبو شادى» كبير مفتشى الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق دعوته لمناظرة الدكتور محمد البرادعى فى الاتهامات التى سبق للدكتور أبو شادى توجيهها للبرادعى حول تسببه فى ضرب العراق والتحريض لتدمير المفاعل النووى السورى، وإثارة الشكوك حول سعى مصر لتصنيع قتبلة ذرية.
وقال أبو شادى لـ«الشعب» إنه سيبدأ بفتح أكثر من 10 ملفات، على رأسها الملف المصرى الذى لم يظهر بصورة واضحة، والذى يقول إن البرادعى تسبب فيه بضرر بالغ لمصر.
وأشار أبوشادى، فى دعوته لمؤيدى البرادعى، إلى أن هناك بعض وسائل الإعلام التى تحدد نمط الأسئلة الموجهة للبرادعى والتى من المؤكد أن تكون إجابتها إيجابية لا توضح الجانب السلبى، لافتا إلى أن الخلاف بينه وبين البرادعى كان بسبب خلافات فى التقييم الفنى وليس السياسى، موضحا أن البرادعى حوله إلى التحقيق بسبب حديثه فى إحدى القنوات عن تقرير المخابرات الأمريكية عن سوريا.. وإلى نص الحوار.
• ما تفسيركم لقيادة البرادعى جبهة الإنقاذ؟
- بداية أنا موقفى مع البرادعى ليس عداء شخصيا ولا أسعى من خلاله لتحقيق مكاسب أو حصد أصوات، بل هو الصالح العام لمصر، وأقسم بالله على ذلك. وأنا كثيرا ما حذرت المصريين من د. محمد البرادعى، وأكدت أنه بعيد عن مصر منذ 35 عاما، ولا يمتلك، بتقديرى، مواصفات القائد السياسى الوطنى، وليس هو الشخص الذى يمكن أن يوثق فيه؛ فيمكن أن يعطى وعودا وبعد مدة إذا أردت حسابه ستجده يتحدث بلغة مختلفة، وهذا ما رأيناه طوال الأعوام الماضية.
وأسأل البرادعى ما الذى يريده بالضبط، ولماذا يسعى دائما لإحداث البلبلة وضرب الاستقرار فى مصر؟ فكلما هدأت الأمور وبدأت عجلة الإنتاج فى الدوران اصطنع المشكلات والقلاقل لزعزعة الأوضاع. فعلى سبيل المثال لا الحصر، الاضطرابات التى تسببت فيها ما يسمى بـ«جبهة الإنقاذ» أوقفت الخطوات التى بدأناها لتدشين البرنامج النووى لمصر؛ فقد تواصلت مع الرئاسة لاتخاذ خطوات تنفيذية لبدء دخول مصر عصر التكنولوجيا النووية، وما أن شرعنا فى التحرك حتى قامت هذه الجبهة، التى يتزعمها البرادعى، بضرب الاستقرار، ومحاولات جر مصر إلى الفوضى، وهذه الممارسات دفعت المشاركين الأجانب إلى الإحجام والتراجع عما كنا فى طريقنا للاتفاق عليه. وللعلم.. نحن الآن نسعى، بالاشتراك مع عدد من الباحثين المصريين، لتصميم مفاعل نووى لنا بأيدٍ مصرية؛ لتوفير الأموال الطائلة التى ستحصل عليها الشركات العالمية.
• عملت لمدة 25 عاما فى الوكالة الدولية للطاقة الذرية مع المدير العام السابق للوكالة الدكتور محمد البرادعى.. فما أبرز النقاط التى تنتقده فيها؟
- عملت فى الوكالة فى العام ذاته الذى عمل فيه دكتور البرادعى فى الوكالة؛ إذ التحقنا فى العام 1984، والفرق فقط أنه حقوقى أى خريج كلية الحقوق، وأنا خريج كلية الهندسة النووية. فأنا كنت مهندسا فنيا نوويا فى تصميم المفاعلات والمنشآت النووية، وهو كان حقوقيا ودبلوماسيا، وعلى مدى 25 عاما تعاملنا كثيرا فى العمل، وهناك أحداث كثيرة بيننا، ولن أقول التفاصيل الفنية الدقيقة، ولكن سأقول بعض النقاط العامة التى تفيد الحقيقة.. وهناك ملفات كثيرة كنت فيها فى طرف والبرادعى فى طرف آخر، وأتمنى أن يعى القراء ما سأقوله، ودعنا نبدأ من دخول البرادعى الحياة الدبلوماسية؛ فقد سافر لأمريكا لأكثر من 35 عاما، وحصل على الدكتوراه من هناك، وعمل فى إحدى جامعاتها محاضرا، وفى الوقت ذاته كان يعمل فى الوفد الدبلوماسى المصرى فى الأمم المتحدة، وهو قال ذلك فى بعض مذكراته وحدثت أشياء ما لا أعرفها ولا أريد استنتاجها. ونتيجة لذلك فإن الدكتور البرادعى التحق بالوكالة الدولية للطاقة الذرية فى العام 1984، وتولى منصبا مهما نسبيا، وهو ممثلها فى نيويورك، بعدها وبصورة سريعة بدأ يصعد إلى مناصب أعلى؛ مديرا للشئون القانونية، ومديرا للعلاقات العامة، ثم مساعدا للمدير العام للوكالة «هنز بليكس».
وفى العام 1997 كان من المفترض أن مصر أو الدول الإفريقية أو النامية يكون منها المدير العام للوكالة، ورشحت مصر السفير الدكتور «محمد شاكر» وقتها، الذى حصل فى الحقيقة على الغالبية فى التصويت فى مجلس المحافظين، لكن لم يحصل على غالبية الثلثين التى تسمح له الحصول على المنصب، وفى هذا الوقت كانت مصر واضعة ثقلها على شاكر، وبعد ذلك حدث تغيير ما وأيدت الولايات المتحدة والغرب الدكتور البرادعى، بالإضافة إلى دول أخرى. لكن الذى كان لافتا إلى النظر أنه فى منصب حساس مثل مدير الوكالة، فإنه يرتبط بأشياء كثيرة متعلقة بالأمن، وعدم تأييد مصر فى هذا المنصب يجب أن يوضع عنده مائة تساؤل.

• نعود إلى وضع الدكتور البرادعى قبل أن يتولى إدارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية
- دكتور البرادعى قبل هذه الأعوام كان محاميا ضليعا فى تفسير القوانين، وفسر العديد من القوانين فى مصلحة الغرب، نعترف بهذا، وهذه هى الأمور التى جذبت الغرب إليه، ومثال على هذه التفسيرات قوله: «إن الوكالة من حقها أن تعمل تفتيشا خاصا بغض النظر عن التفتيش فى أماكن عسكرية وبغض النظر عن موافقة الدولة أو ترحيبها بهذه الزيارة». وكان هذا الموقف الغريب هو الحقيقة التى جعلت دولة مثل كوريا الشمالية تضع البرادعى على القائمة السوداء لديها.
والخلاصة، أن هذا يعطى تفسيرا للتأييد الغربى والأمريكى للدكتور البرادعى فى التعيين، وبعد ذلك مددت له مدة العمل فى الوكالة، والمرة الثالثة كان فيها كلام كثير حول أن أمريكا رافضة.
وأظن أن ذلك كله كان «كلام جرايد»، فلم يحدث تصويت فى المرة الثالثة حتى ترفض أمريكا، وهى لم ترفض، لكن أمريكا كان لها غرض معين، وأتخيل أنهم كانوا يريدون تعيين نائب له، وهذا النائب لعب دورا سيئا للغاية ونجحوا فى هذا.
• وماذا عن مواقف البرادعى تجاه بعض القضايا الأخرى ومدى زيادة حدة المشكلات فى عهده؟
- موقفه تجاه إيران واضح أنه تغير تماما، وجميع مواقفه الأخرى فى مصر وسوريا وغيرهما، وهذه هى مواقفه المتعددة. وعندما نحاول حصاد 12 عاما لعمله بالوكالة، نجد أن المشكلات زادت وكانت أكثر حدة فى عهده، وتقارير الوكالة كلها تحولت إلى مصلحة أمريكا والغرب. ومع الأسف فإن تقارير الوكالة تحولت إلى نسخة من تقارير المخابرات الغربية والأمريكية تحديدا، وإذا شاهدنا بنود تقارير المخابرات الأمريكية الفنية فنجد أنها موجودة فى تقارير الوكالة أو ملخصات منها.
• ما أبرز المواقف التى سببت العديد من الأزمات وصيغت فى مصلحة أمريكا والغرب؟
- هذه المواقف بدأت من أزمة العراق، وكنت أحد المسئولين عن التفتيش على العراق؛ ففى عام 1998 أنهينا هذا التفتيش ووصلنا إلى قناعة أن برنامج العراق النووى وصل إلى مرحلة الصفر، وأنه ليس هناك ما يبقى من أهمية لإعادة العراق برنامجه النووى من دون علمنا، وقدمنا هذا التقرير إلى مجلس الأمن، وضغطنا فيه على البرادعى، كى يقدمه بهذا الشكل، لأن أمريكا كانت ترفض أن نقدمه، وأنا ألوم البرادعى، وهو لام نفسه بعد ذلك لأن (ضميره «وجعه» فى موضوع العراق فعلى مدى الأعوام لم يضغط أو يصرخ)، وقد صرح البرادعى بأن الكلام الذى نقدمه يساء استغلاله، وكنت أطالب أكثر من مرة بأن يطلب من مجلس الأمن مناقشة التقرير العراقى، والتقرير الذى كتبناه وضع فى الملفات التى لا تُفتح.
وفى عام 2002 جاء الرئيس الأمريكى «جورج بوش» بأكاذيبه التى قال فيها إن العراق أحيا البرنامج النووى وبرامجه كلها. كنا نعلم أن هذا الكلام كله أكاذيب وتقارير مخابرات كاذبة، وكان الرد فى تقديرى أن تكون الوكالة أكثر حزما وليست ليونة. فالرد كان ليّنا للغاية، وقال البرادعى: «نحن لم نجد أى دليل على صحة تقارير المخابرات الأمريكية»، وهذا كان ردًّا لا بأس به، لكن كان لابد من أن يكمل ويقول: إن هذه المعلومات كلها خاطئة. لأنه فى هذا التوقيت كان يجب أن يكون أكثر حزما، ويقول إن الملف النووى العراقى انتهى تقريبا وتقرير المخابرات الأمريكية خاطئ، وكان يستطيع ذلك، لكنه قال: «نحن نريد ثلاثة أشهر أخرى، حتى نتأكد إذا كان هذا الملف أغلق أم لا»، وأمريكا استغلت الكلام الذى قاله لأن الوكالة نفسها لم تستطع أن تنفى أن العراق أعاد برنامجه النووى.
• إذا أنت ترى أن تقرير الوكالة الدولية للطاقة كان مبرِّرا لأمريكا للادعاء بأن العراق يمتلك قدرات نووية؟
- نعم بالتأكيد؛ فالولايات المتحدة أعلنت أن ضرب العراق يستهدف تدمير أسلحة الدمار الشامل، وعندما دخلت القوات الأمريكية العراق لم تجد أية أسلحة دمار شامل، سواء نوويا أو بيولوجيا أو كيماويا. والواقع أن أمريكا كانت قد حسمت قرارها بضرب العراق وكانت تبحث فقط عن ذريعة، ووجدت هذه الذريعة فى تقرير الوكالة الدولية، وهو أصلا تقرير المخابرات الأمريكية الذى اعتمده د. البرادعى فى أثناء توليه إدارة الوكالة، وأخفى التقرير الفنى لمفتشى الوكالة والذى ظهر مؤخرا، كما قلت، وبناء عليه تم رفع العقوبات عن العراق.
• وهل تعمد البرادعى أن يقلب الحقائق ويوجه الأنظار إلى أن العراق يفتح ملفه النووى من جديد؟
البرادعى له أخطاء عديدة وجسيمة فى ملفات متعددة لدول، كلها فى صالح أمريكا والغرب، وليس فى حالة العراق فحسب، وهذا ما جعلنى ألوح له من بعيد بفتح كل ملفاته المليئة بالأخطاء فى حق دول كثيرة، وأرسلت إليه رسالة فحواها أن الخط الأحمر بالنسبة إليه عندى هو ترشحه للرئاسة فى مصر؛ فهو حتى الآن أعلن فقط عن نيته للترشح، لكن إذا أقدم بالفعل على ترشحه سأفتح كل ملفات البرادعى أمام الجميع.
فهو بالفعل يتعمد قلب الحقائق، وورط العديد من الدول فى ملفات نووية غير حقيقية. يكفى أن جميع التقارير التى يخرجها تأتى لخدمة المصالح الأمريكية؛ فلم يكتب تقريرا يوما ضد حلفاء أمريكا ولم ينظر فى أى ملفات بشكل حيادى، فكل التقارير التى كان يخرجها كانت مسيسة ويقلب فيها كل الحقائق. وهناك كثير من الملفات غير الملف العراقى، وإن كان هذا الملف أسوأها لما نتج عنه من ضحايا كثيرين من العراقيين الأبرياء. وأعترف أن الرئيس الأمريكى السابق «جورج بوش» كان سيضرب العراق فى كل الأحوال، ولكن هناك فرق كبير بين ضربه العراق بلا أية ذريعة ملموسة، وبين أن يضربها وهناك تقرير يشير إلى وجود استعداد لصناعة أسلحة نووية، فالبرادعى أعطى «بوش» هذه الذريعة.
• وما تفسيركم لعدم نفيه إعادة العراق برنامجه النووى، خصوصا أنه كان بإمكانه أن يمنع الحرب الأمريكية على العراق أو على الأقل يقول ما يمليه عليه الضمير الإنسانى؟
- بغض النظر عن قدرته حول منع الحرب، لكن ما أستطيع تأكيده أنه أعطى الفرصة لأمريكا أن تضيف سببا آخر للحرب، وأنا ألومه لأنه لم يأخذ موقفا حازما فى هذا التوقيت ليبين فيه موقف الوكالة والحقائق الفنية، وهذا كان سيحرج أمريكا وحلفاءها فى الحرب العراقية.
• هل امتناع الدكتور البرادعى عن قول الحقيقة أو حجب جزء منها رغبةً منه فى الحفاظ على المنصب أفضى إلى قبوله بعض الإملاءات الغربية والأمريكية؟
- هو أكد بنفسه أنه رجل دبلوماسى يحاول أن يمسك العصا من المنتصف، لكن هناك تفاصيل أخرى يمكن أن يستنتجها الإنسان، ففى عام 2006 بدأ يفسر مواد قانونية، وهو بارع فى ذلك، أمام العالم ويلوم إيران لأنها لم تبلغ عن المنشآت النووية الجديدة قبل أن تُبنى، وهو فسر ذلك بأن إيران رغما عنها لابد أن تبلغ بذلك. لكنه رجل قانونى ويعلم أن إيران وقعت على اتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية، لكن البرلمان الإيرانى لم يصدق عليها، وهذا قانونا كأنه لم يكن، فكيف يكون التقرير الأخير فى الوكالة ضد إيران، وهذا كله لأجل هذه النقطة، والوكالة تتهم إيران بمخالفتها للاتفاقية لأنها لم تبلغ عن المنشآت؟ وفى الحقيقة التفسيرات هنا جاءت بالطريقة التى ترضى أمريكا والغرب.
• وماذا عن موقفه ضد مصر؟
- موقفه ضد مصر غريب جدا، إذ قال التقرير: «هناك جزيئات وجدت من يورانيوم عالى التخصيب...» وصدق البرادعى على هذا التقرير المريب.. وكنت وقتها فى الوكالة، ووجهت لوما إلى الوكالة وإليه هو شخصيا، لأنه صدَّق على التقرير. وكان اللوم على أنه وضع هذه الفقرة ضد مصر لسبب بسيط، وهو يعرف، والجميع يعلم، أن هناك مئات العينات التى نحللها كل عام، وهذه العينات سليمة وليس بها مشكلات، وتحليل العينات فى غاية الضعف وليست وسيلة قوية، والوكالة مع الأسف مع المخابرات الأمريكية استغلوها تجاه دول بعينها، وكان منها مصر بمعاونة البرادعى، وليس هناك دولة غربية مهمة ويحدث معها أن العينة لا تنطبق عليها الكلام الذى يقوله العامل فى المنشأة، فلماذا لم يذكر هذه الدول وذكر مصر فحسب أو إيران أو سوريا أو كوريا الشمالية؟ وجميع مشكلات البرادعى وجميع الأزمات التى افتعلتها الوكالة نجد أنها فى دول الشرق الأوسط وإيران وكوريا الشمالية، وهذه الدول « مخالفة سياسة أمريكا والغرب».
• لكن مصر كانت لديها علاقات طيبة مع أمريكا؟
- ورغم ذلك كانت هناك أحيانا خلافات لعدم تصديق إسرائيل على اتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية، وقد طلبت من البرادعى أكثر من مرة أن يكون حذرا قبل أن يصدّق على التقرير، لكنه لم يستمع إلىّ، وعندما خرج التقرير بدأت أجهزة الإعلام بعمل دعاية قوية له، خصوصا إسرائيل.. وقد طلبت من البرادعى أن يبرر ما فعله للشعب المصرى، وحاولت التقليل من أهمية هذه الجزيئات وأنها لا تساوى شيئا، لكن مع الأسف البرادعى لم يقل شيئا، وعندما كنت على وشك الخروج من الوكالة كان قلِقا مما سأقوله عندما أخرج من الوكالة، و أرسل إلى مدير الشئون القانونية لديه، فقلت له: ليت البرادعى يقول لى لماذا يفعل ذلك بمصر ويضع هذه الفقرات عنها وعن سوريا؟
• وماذا عن موقفه من سوريا؟
- هناك علامات استفهام كبيرة عن موقفه من سوريا، وهى من أكثر القضايا التى حدثت فيها خلافات شديدة بيننا، وأحزننى أننى كنت أتعامل فنيا فى موضوع سوريا وضرب إسرائيل منشأة ادعت أنها منشأة نووية سورية. وقد نبهته بجميع الوسائل أنه أخذ قرارات دونما أن يعرف الموقف الحقيقى لكل الجوانب «الجانب الأمريكى مع أعوانه فى الوكالة، والجانب الفنى الذى كنت أطرحه»، ورفض البرادعى محاولاتى كلها حتى آخر لحظة. ودائما كان قلقا مما سأقوله، وقلت له: موافق على أن أوقع على ورقة قانونية، بشرط أن أجلس وأتناقش فنيا مع الذين وضعوا التقرير، لكنه رفض لأن النقاط التى عندى من القوة التى لا يستطيع الرد عليها، ولذلك رفض.
• وبماذا تفسر موقف البرادعى الليِّن تجاه إسرائيل؟
- البرادعى كان مديرا للوكالة، يستطيع التفتيش على جميع المنشآت الإسرائيلية، وهناك عدم توازن واضح جدا وشعور كبير فى منطقة الشرق الأوسط بعدم تحقق العدل، وهناك تساؤل ملحّ لا يتوقف، هو: كيف تكون هناك دولة واحدة تملك أسلحة نووية والآخرون لا يملكون؟
والبرادعى كان أكثر شخص يضغط على دول الشرق الأوسط للتوقيع على الاتفاقية واحترامها وأيضا التوقيع على الاتفاقية الإضافية، ومن المفترض ألا يلوم هذه الدول، وهو الذى أجبرها على التوقيع.
لكننى أوجه اللوم إليه لخروج قرارات كل عام، ومصر كانت تقدم قرارا إلى الجمعية العامة ضد إسرائيل لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية، ولم يبت فيه البرادعى. وأخيرا صدر قرار، وهذا للمرة الأولى يحدث من الجمعية العامة، بالتفتيش على جميع المنشآت النووية الإسرائيلية، فلماذا لم يحاول أن يفعل شيئا فى هذا الدور؟
من الجائز أن أصدق أن إسرائيل لن توافق، لكنه كرجل مسئول كان يجب عليه توضيح ذلك والتأكيد عليه، كما فعل مع إيران وكوريا الشمالية ومصر وسوريا، فلماذا لم يقم بعمل تقرير يخرج من الوكالة بأن هناك قرارا خارجا من الجمعية العامة ولا تستطيع تنفيذه، وأن إسرائيل ترفض، فلماذا لم يحاول كشف ذلك للعالم؟
كما ألومه لأن تقاريره السنوية التى تخرج ليس فيها شىء عن إسرائيل فى التفتيش والأمان النووى، فيذكرها وكأنها دولة قامت الوكالة بالتفتيش على منشأتين ليست لهما أهمية، أما الباقى فلا يظهره. وفى مرة ذهب البرادعى إلى إسرائيل وقابل رئيس وزرائها السابق «آرييل شارون»، ومن الواضح أنها زيارة ليس فيها إلا ابتسامات وتصوير، وقال إنه مر على «ديمونة» ولا أعلم كيف!
وفى اليوم نفسه وصلنى اتصال من تل أبيب من بعض الصحفيين الأجانب فى إسرائيل، وكانوا يقولون إن شارون يتساءل: لماذا جاء البرادعى إسرائيل، فهل تعرف شيئا؟ وقلت لهم عندما يأتى أسأله.
• هل تملك الوكالة تنفيذ قرارات الجمعية العامة كلها؟
- من المفترض أنه يحاول تنفيذها.. فإذا رفضت يفضحها أمام العالم.
وهناك نقطة كنت أتضايق من البرادعى فيها؛ أنه لا يتحدث فى كثير من الموضوعات بلغة واحدة، وأعتقد أن الكثير فطن لهذا فى الأزمات، وعند أزمة إيران وسوريا والكلام عن مصر، كان يذهب إلى تلك الدول متحدثا بلغة أن تلك الأمور سهلة وليس بها مشكلة، لكن عندما يعود إلى «فيينا» أو يسافر إلى أمريكا يكون هناك وجه آخر.
ومن كل ما سبق يتبين لنا أن غالبية القرارات التى أصدرها البرادعى كانت لمصلحة الغرب؛ لأنه كان يستطيع إقناع الدول النامية لتسيير القرارات التى يريدها الغرب، وهو يجيد ذلك.
بل إن البرادعى طوال خمسة وعشرين عاما قضيناها سويا فى أمريكا لم نره يصلى الجمعة معنا ولو مرة واحدة، كما أنه كان دائما لا يقترب منا نحن «العرب والمسلمين»، وكان كل أصدقائه من الأمريكيين والغربيين. وللعلم.. إننى تحديته أن يناظرنى ويرد على كل ما قلته عنه فى الماضى فرفض، واليوم أجدد الدعوة باستعدادى لمناظرته إذا أراد الرد على أى قول ذكرته عنه، وأكرر القول.. إن الأمر ليس به عداوة أو خصومة شخصية أو منافسة على تولى منصب لا فى الماضى ولا الحاضر.
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 05:59 AM.