اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > التاريخ والحضارة الإسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-01-2013, 10:37 AM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,687
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New الأصمعي


عبد الملك بن قريب بن عبد الملك بن علي بن أصمع الباهلي (121 هـ- 216 هـ/ 740 - 831 م) راوية العرب، وأحد أئمة العلم باللغة والشعر والبلدان.
نبذة عن حياته

مولده ووفاته في البصرة. كان كثير التطواف في البوادي، يقتبس علومها ويتلقى أخبارها، ويتحف بها الخلفاء، فيكافأ عليها بالعطايا الوافرة. أخباره كثيرة جداً. وكان الرشيد يسميه (شيطان الشعر). قال الأخفش: ما رأينا أحداً أعلم بالشعر من الأصمعي. وقال أبو الطيب اللغوي: كان أتقن القوم للغة، وأعلمهم بالشعر، وأحضرهم حفظاً. وكان الأصمعي يقول: أحفظ عشرة آلاف أرجوزة. وللمستشرق الألماني وليم أهلورد Wilhelm Ahiwardt كتاب سماه (الأصمعيات-ط) جمع فيه بعض القصائد التي تفرد الأصمعي بروايتها. تصانيفه كثيرة، منها (الإبل-ط)، و(الأضداد-ط)، و(خلق الإنسان-ط)، و(المترادف-خ)، و(الفرق-ط) أي الفرق بين أسماء الأعضاء من الإنسان والحيوان.. 2
صوت صـفير البلبل

يحكى بأن الأصمعي سمع بأن الشعراء قد ضُيق عليهم من قبل الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور فهو يحفظ كل قصيدة يقولونها ويدعي بأنه سمعها من قبل فبعد أن ينتهي الشاعر من قول القصيدة يقوم الأمير بسرد القصيدة إليه ويقول له لا بل حتى الجاري عندي يحفظها فيأتي الجاري (الغلام كان يحفظ الشعر بعد تكراره القصيدة مرتين) فيسرد القصيدة مرة أخرى ويقول الأمير ليس الأمر كذلك فحسب بل إن عندي جارية هي تحفظها أيضاً (والجارية تحفظه بعد المرة الثالثة) ويعمل هذا مع كل الشعراء.أصيب الشعراء بالخيبة والإحباط، حيث أنه كان يتوجب على الأمير دفع مبلغ من المال لكل قصيدة لم يسمعها ويكون مقابل ما كتبت عليه ذهباً. فسمع الأصمعي بذلك فقال إن بالأمر مكرًا. فأعد قصيدة منوعة الكلمات وغريبة المعاني. فلبس لبس الأعراب وتنكر حيث أنه كان معروفاً لدى الأمير. فدخل على الأمير وقال إن لدي قصيدة أود أن ألقيها عليك ولا أعتقد أنك سمعتها من قبل. فقال له الأمير هات ما عندك، فقال القصيدة. الخليفة يحفظ من أول مرة والغلام من الثانية والجارية من الثالثة. وهذه هي القصيدة
صـوت صــفير البلبل
هيج قلبي الثَمِلِي الماء والزهر معا
مـع زهرِلحظِ المٌقَلي وأنت يا سيدَ لي
وسيدي ومولى لي فكـم فكـم تيمني
غُزَيلٌ عقـيقَلي قطَّفتَه من وجـنَةٍ
من لثم ورد الخـجلي فـقال لا لا لا لا لا
وقــد غدا مهرولي والخود مالت طربا
من فعل هذا الرجلي فولولت وولولت
ولي ولي يا ويللي فقلت لا تولولي
وبيني اللؤلؤ لـي قالت له حين كـذا
انهض وجد بالنقلي وفتية سقونني
قهوة كالعسل لي شممتها بآنفي
أزكـى من القرنفلي في وسط بستان حلي
بالزهر والسرور لي والعود دندن دنا لي
والطبل طبطب طب لـي طب طبطب طب طبطب
طب طبطب طبطب طب لي والسقف سق سق سق لي
والرقص قد طاب إلي شـوى شـوى وشـاهش
على ورق سفرجلي وغرد القمري يصــيح
ملل فــي مللي ولو تراني راكبا
علـى حمار اهزلي يمشي على ثلاثة
كمــشية العرنجلي والناس ترجم جملي
في السوق بالقلقللي والكل كعكع كعِكَع
خلفي ومن حويللي لكــن مشيت هاربا
من خشية العقنقلي إلى لقاء مـلك
مـعظم مبجلي يأمر لي بخلعة
حمراء كالدم دملي اجر فيها ماشيا
مبغـددا للذيلي انا الأديب الألمعي من
حي أرض الموصلي نظمت قطـعا زخرفت
يعجز عنها الأدبلي أقول في مطلعها
صوت صفير البلبلي!! حينها أسقط في يد الأمير فقال يا غلام يا جارية. قالا لم نسمع بها من قبل يا مولاي. فقال الأمير أحضر ما كتبتها عليه فنزنه ونعطيك وزنه ذهباً. قال ورثت عمود رخام من أبي وقد كتبتها عليه، لا يحمله إلا عشرة من الجند. فأحضروه فوزن الصندوق كله. فقال الوزير يا أمير المؤمنين ما أظنه إلا الأصمعي فقال الأمير أمط لثامك يا أعرابي. فأزال الأعرابي لثامه فإذا به الأصمعي. فقال الأمير أتفعل ذلك بأمير المؤمنين يا أصمعي؟ قال يا أمير المؤمنين قد قطعت رزق الشعراء بفعلك هذا. قال الأمير أعد المال يا أصمعي قال لا أعيده. قال الأمير أعده قال الأصمعي بشرط. قال الأمير فما هو؟ قال أن تعطي الشعراء على نقلهم ومقولهم. قال الأمير لك ما تريد أعد المال، يعتبر كثير من الأدباء هذه الرواية ساقطة وغير صحيحة استنادًا على ادلة كثيرة اقواها ان الاصمعي لم يشتهر بعصر المنصور وان القصيدة فيها اخطاء نحوية وعروضية كثيرة يستحيل ان يقع بها الأديب الكبير الاصمعي، وكونها وردت في كتاب الأغاني لالأصفهاني الذي يمتلئ بروايات كثيرة موضوعة والصواب ان هذه القصة موضوعة.
قال الاصمعي : دعاني بعض العرب الكرام الي قِرى (طعام )فخرجت معه الي البرية : فاتوا بباطية وعليها السمن غارق فجلسنا للاكل واذا باعرابي ينسف الارض نسفا حتي جلس من غير نداء فجعل ياكل والسمن يسيل علي كراعه فقلت لأضحكن الحاضرين عليه :
كأنك أثلة في ارض هش أتاها وابل من بعد رش
فلتفت الي بعين مبحلقة وقال : الكلام انثي والجواب ذكر . وأنت :
كأنك بعرة في است كبش مدلاة وذاك الكبش يمشي

فقلت له : هل تعرف شيئا من الشعر أو ترويه ! فقال : كيف لا اقول الشعر وأنا أمه وأبوه ! فقلت له : ان عندي قافية تحتاج الي غطاء فقال هات ما عندك . فغطست في بحور الأشعار فما وجدت قافيه أصعب من الواو الساكنة المفتوحُ ما قبلها، فقلت :

قوم بنجد قد عهدناهم سقاهم الله من النو
قلت : نو ! ماذا فقال :
نو تلألأ في دجى ليلة حالكة مظلمة لو
فقلت له .لو ماذا ! فقال :
لو ســار فيها فارس لانثني علي بســـاط الارض منطو
فقلت له . منطو ماذا !فقال :
منطو الكشح هضيم الحشا كالباز ينقض من الجو
فقلت له . جو ماذا ! فقال :
جو السما والريح تعلو به اشتم ريح الارض فاعلو
فقلت له ! فاعلو ماذا ! فقال :
فاعلو لما عيل من صبره فصار نجوى القـوم ينعو
فقلت ينعو. ماذا ! فقال :
ينعو رجال للقنا شرعت كفيت ما لاقوا وما يلقو !
قال فعلمت انه لاشيء بعد القنا : ولكن أردت أن اثقل عليه فقلت : ويلقوا ماذا ! فقال :
ان كنت ما تفهم ما قلته فأنت عنـــدي رجل بو
فقلت له البو .ماذا ! فقال :
البو ســلخ قد حشي جلده يا ألف قرنان تقوم أو...؟
فقلت له او ماذا ! فقال :
او اضرب الرأس بصوانة تقول من ضربتها قو
فخفت ان اقول... قو ماذا ! فيضربني بالصوانه!!!.
__________________

آخر تعديل بواسطة abomokhtar ، 25-01-2013 الساعة 10:40 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 25-01-2013, 10:38 AM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,687
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New قصيدة صوت صفير البلبل الاصمعي (من مسلسل ابوجعفر المنصور)

__________________
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 25-01-2013, 10:41 AM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,687
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New

الأصمعي ( د ، ت ) الإمام العلامة الحافظ ، حجة الأدب ، لسان العرب أبو سعيد عبد الملك بن قريب بن عبد الملك بن علي بن أصمع بن مظهر بن عبد شمس بن أعيا ، بن سعد بن عبد بن غنم بن قتيبة بن معن بن مالك بن أعصر بن سعد بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ، الأصمعي البصري ، اللغوي الأخباري ، أحد الأعلام . يقال : اسم أبيه عاصم ، ولقبه قريب .

ولد سنة بضع وعشرين ومائة .

وحدث عن : ابن عون ، وسليمان التيمي ، وأبي عمرو بن العلاء ، وقرة بن خالد ، ومسعر بن كدام ، وعمر بن أبي زائدة ، وشعبة ، ونافع بن أبي نعيم ، وتلا عليه ، وبكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة ، وسلمة بن بلال ، وشبيب بن شيبة ، وعدد كثير ، لكنه قليل الرواية للمسندات .

حدث عنه : أبو عبيد ، ويحيى بن معين ، وإسحاق بن إبراهيم الموصلي ، وسلمة بن عاصم ، وزكريا بن يحيى المنقري ، وعمر بن شبة ، وأبو الفضل الرياشي ، وأبو حاتم السجستاني ، ونصر بن علي ، وابن أخيه عبد الرحمن بن عبد الله الأصمعي ، وأبو حاتم الرازي ، وأحمد بن عبيد أبو عصيدة ، وبشر بن موسى ، والكديمي ، وأبو العيناء ، وأبو مسلم الكجي ، وخلق كثير .

عباس الدوري ، عن يحيى بن معين ، عن الأصمعي قال : سمع مني مالك بن أنس .

وقد أثنى أحمد بن حنبل على الأصمعي في السُّنَّة .

قال الأصمعي : قال لي شعبة : لو تفرغت لجئتك .

قال إسحاق الموصلي : دخلت على الأصمعي أعوده ، فإذا قمطر ،

فقلت : هذا علمك كله ؟ فقال : إن هذا من حقٍ لَكَثِير .

وقال ثعلب : قيل للأصمعي : كيف حفظت ونسوا ؟ قال : دَرَسْتُ وتَركوا .

قال عمر بن شبة : سمعت الأصمعي يقول : أحفظ ستة عشر ألف أُرْجُوزَة .

وقال محمد بن الأعرابي : شهدت الأصمعي وقد أنشد نحوا من مائتي بيت ، ما فيها بيت عرفناه .

قال الربيع : سمعت الشافعي يقول : ما عبر أحد عن العرب بأحسن من عبارة الأصمعي .

وعن ابن معين قال : كان الأصمعي من أعلم الناس في فنه .

وقال أبو داود : صدوق .

قال أبو داود السنجي سمعت الأصمعي يقول : إن أخوف ما أخاف على طالب العلم إذا لم يعرف النحو أن يدخل في جملة قوله -عليه السلام- : مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ .

وقال نصر الجهضمي : كان الأصمعي يتقي أن يفسر الحديث ، كما يتقي أن يفسر القرآن .

قال المُبَرِّدُ : كان الأصمعي بحرا في اللغة ، لا نعرف مثله فيها ، وكان أبو زيد أنحى منه .

قيل لأبي نواس : قد أشخص الأصمعي وأبو عبيدة على الرشيد ، فقال : أما أبو عبيدة : فإن مكنوه من سفره قرأ عليهم علم أخبار الأولين والآخرين ، وأما الأصمعي : فبُلْبُلٌ يطربهم بنَغَمَاته .

قال أبو العيناء : قال الأصمعي : دخلت أنا وأبو عبيدة على الفضل بن الربيع ، فقال : يا أصمعي كم كتابك في الخيل ؟ قلت : جلد ، فسأل أبا عبيدة عن ذلك ، فقال : خمسون جلدا ، فأمر بإحضار الكتابين ، وأحضر فرسا ، فقال لأبي عبيدة : اقرأ كتابك حرفا حرفا ، وضع يدك على موضع موضع ، قال : لست ببيطار إنما هذا شيء أخذته من العرب ، فقال لي : قم فضع يدك . فقمت ، فحسرت عن ذراعي وساقي ، ثم وثبت ، فأخذت بأذن الفرس ، ثم وضعت يدي على ناصيته ، فجعلت أقبض منه بشيء شيء ، وأقول : هذا اسمه كذا ، وأنشد فيه ، حتى بلغت حافره ، فأمر لي بالفرس ، فكنت إذا أردت أن أغيظ أبا عبيدة ركبت الفرس وأتيته .

وعن ابن دريد : أن الأصمعي كان بخيلا ، ويجمع أحاديث البخلاء .

وقال محمد بن سلام : كنا مع أبي عبيدة بقرب دار الأصمعي ، فسمعنا منها ضجة فبادر الناس ليعرفوا ذلك ، فقال أبو عبيدة : إنما يفعلون هذا عند الخبز ، كذا يفعلون إذا فقدوا رغيفا .

وعن الأصمعي قال : نلت ما نلت بالملح .

قلت : كتب شيئا لا يحصى عن العرب ، وكان ذا حفظ وذكاء ولطف عبارة ، فَسَادَ .

وروى ثعلب ، عن أحمد بن عمر النحوي قال : قدم الحسن بن سهل ، فجمع أهل الأدب ، وحضرت ، ووقع الحسن على خمسين رقعة ، وجرى ذكر الحفاظ ، فذكرنا الزهري وقتادة ، فقال الأصمعي : فأنا أعيد ما وقع به الأمير على التوالي ، فأحضرت الرقاع ، فقال : صاحب الرقعة الأولى كذا وكذا ، واسمه كذا وكذا ، ووقع له بكذا وكذا ، والرقعة الثانية كذا ، والثالثة . . . حتى مر على نيِّف وأربعين رقعة ، فقال نصر بن علي الجهضمي : أيها المرء أبق على نفسك من العين .

وقد روى نحوها من وجه آخر ، وقال : حسبك لا ت*** بالعين ،

وقال : يا غلام احمل معه خمسين ألفا .

قال عمرو بن مرزوق : رأيت الأصمعي وسيبويه يتناظران ، فقال يونس : الحق مع سيبويه ، وهذا يغلبه بلسانه .

ورُوي عن الأصمعي أن الرشيد أجازه مرة بمائة ألف .

وتصانيف الأصمعي ونوادره كثيرة ، وأكثر تواليفه مختصرات ، وقد فقد أكثرها .

قال خليفة وأبو العيناء مات الأصمعي سنة خمس عشرة ومائتين .

وقال محمد بن المثنى والبخاري : سنة ست عشرة ويقال : عاش ثمانيا وثمانين سنة -رحمه الله .
__________________
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 25-01-2013, 10:44 AM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,687
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New

رحلة الأصمعي
من عجائب ما قابل الأصمعي وهو يبحث عن اللغة بين البدو والأعراب ماروى عن نفسه
فقال: بينما أنا أسير في طريق اليمن إذا أنا بغلام واقف في الطريق يناجي ربه بأبيات من الشعر وهي:

يَا فَاطِرَ الْخَلْقِ الْبَدِيعِ وَكَافِلاً ... رِزْقَ الْجَمِيعِ سِحَابُ جُودِكَ هَاطِلُ
يَا مُسْبِغَ الْبَرِّ الْجَزِيلِ وَمُسْبِلَ السِّـ ... ـتْرِ الْجَمِيلِ عَمِيمُ طَوْلِكَ طَائِلُ
يَا عَالِمَ السِّرِّ الْخَفِيّ وَمُنْجِزَ الْـ ... وَعْدِ الْوَفِيِّ قَضَاءُ حُكْمِكَ عَادِلُ
عَظُمَتْ صِفَاتُكَ يَا عَظِيمُ فَجَلَّ إِنَّ ... يُحْصِي الثَّنَاءَ عَلَيْكَ فِيهَا قَائِلُ
الذَّنْبُ أَنْتَ لَهُ بِمَنِّكَ غَافِرٌ ... وَلِتَوْبَةِ الْعَاصِي بِحِلْمِكَ قَابِلُ
رَبٌّ يُرَبِي الْعَالَمِينَ بِبِرِّهِ ... وَنَوَالُهُ أَبَدًا إِلَيْهِمْ وَاصِلُ
تَعْصِيهِ وَهُوَ يَسُوقُ نَحْوَكَ دَائِمًا ... مَا لا تَكُونُ لِبَعْضِهِ تَسْتَاهِلُ
مُتَفَضِّلٌ أَبَدًا وَأَنْتَ لِجُودِهِ ... بِقَبَائِح الْعِصْيَانِ مِنْكَ تُقَابِلُ
وَإِذَا دَجَى لَيْلُ الْخُطُوبِ وَأَظْلَمَتْ ... سُبْلُ الْخَلاصِ وَخَابَ فِيهَا الآمِلُ
وَآيَسَتْ مِنْ وَجْهِ النَّجَاةِ فَمَا لَهَا ... سَبَبٌ وَلا يَدْنُو لَهَا مُتَناوَلُ
يَأْتِيك مِنْ أَلْطَافِهِ الْفَرَجُ الَّذِي ... لَمْ تَحْتَسِبْهُ وَأَنْتَ عَنْهُ غَافِلُ
يَا مُوجِدُ الأَشْيَاءِ مِنَ أَلْقَى إِلَى ... أَبْوَابِ غَيْرِكَ فَهُوَ غِرٌّ جَاهِلُ
وَمَنْ اسْتَرَاحَ بِغَيْرِ ذِكْرِكَ أَوْ رَجَا ... أَحَدًا سِوَاكَ فَذَاكَ ظِلٌّ زَائِلُ
عَمَلٌ أُرِيدَ بِهِ سِوَاكَ فَإِنَّهُ ... عَمَلُ وَإِنْ زَعَمَ الْمُرَائي بَاطِلُ
وَإَذَا رَضِيتَ فَكُلُّ شَيْءٍ هَيِّنٌ ... وَإِذَا حَصَلْتَ فَكُلُّ شَيْءٍ حَاصِلُ
أَنَا عَبْدُ سُوءٍ آبِقٌ كُلٌّ عَلَى ... مَوْلاهُ أَوْزَارُ الْكَبَائِرِ حَامِلُ
قَدْ أَثَقَلَتْ ظَهْرِي الذُّنُوبُ وَسَوَّدَتْ ... صُحُفِي الْعُيوُبُ وَسِتْرُ غَفْوِكَ شَامِلُ
هَا قَدْ أَتَيْتَ وَحُسْنُ ظَنِّي شَافِعِي ... وَوَسَائِلِي نَدَمٌ وَدَمَعٌ سَائِلُ
فَاغْفِرْ لِعَبْدِكَ مَا مَضَى وَارْزُقْهُ تَوْ ... فِيقًا لِمَا تَرْضَى فَفَضْلُكَ كَامْلُ
وَافْعَلْ بِهِ مَا أَنْتَ أَهْلُ جَمِيلِهِ ... وَالظَّنُّ كُلَّ الظَّنِّ أَنَّكَ فَاعِلُ
قال: فدنوت منه وسلمت عليه فقال: ما أنا براد عليك حتى تؤدي من حقي الذي يجب عليك. قلت: وما حقك؟ قال: أنا غلام على دين إبراهيم الخليل عليه السلام لا أتغدى كل يوم ولا أتعشى حتى أسير الميل والميلين في طلب الضيف. فأجبته فرحب بي وسرت معه حتى وافينا الخيمة فصاح: يا أختاه فأجابته جارية من الخيمة: يا لبيكاه! فقال: قومي إلى ضيفنا فقالت الجارية: حتى ابدأ بشكر المولى الذي ساقه إلينا. فصليت ركعتين لله تعالى. قال: فأدخلني الشاب الخيمة وأجلسني وأخذ شفرة فقام إلى عناق ف***ها. قال: فلما جلست في الخيمة نظرت إلى الجارية فإذا هي أحسن الناس وجها. فكنت أسارقها النظر ثم فطنت لي فقالت لي: مم! أنا علمت انه نقل عن صاحب طيبة عليه الصلاة والسلام إنّه قال: زنى العينين النظر. أما إني ما أردت بهذا إنَّ أوبخك ولكني أردت أن أؤدبك لئلا تعود إلى مثل هذا. فلما كان النوم بت أنا والغلام خارج الخيمة وباتت الجارية داخلها. فكنت اسمع دوي القرآن إلى السحر بأحسن صوت وارقه. ثم سمعت أبيات من الشعر بأعذب لفظ وأشجى نغمة وهي:
أَبَى الحبُّ أَنْ يَخْفى وَكَمْ قَدْ كَتَمْتُه ... فَأَصْبَحَ عِنْدِي قَدْ أَنَاخَ وَطَنّبا
إِذَا اشْتَدَّ شَوْقِي هَامَ قَلْبِي بِذِكْرِهِ ... وَ ِإْن رُمْتُ قُرْبًا مِنْ حَبِيبي تَقَرَّبَا
وَيَبْدُو فَأَفْنى ثُمَّ أُحْيَا بِهِ لَهُ ... وَيُسْعِدُنِي حَتَّى أَلَذُّ وَأَطْرَبَا
فلما أصبحت قلت للغلام: صوت من سمعت؟! قال صوت أختي تقوم الليل تناجي ربها، فإذا استروحت أنشدت هذه الأبيات وذلك دأبها كل ليلة. فقلت: أنت أحق بهذا منها إذ أنت رجل وهي امرأة! فتبسم ثم قال: أما علمت إنّه موفق ومخذول ومقرب ومبعد؟! فودعتهما وانصرفت.
__________________
مَشَـى الطـاووسُ يومـاً باعْـوجاجٍ؛ * فـقـلدَ شكـلَ مَشيتـهِ بنـوهُ
فقـالَ: عـلامَ تختـالونَ ؟ فقالـوا: * بـدأْتَ بـه ، ونحـنُ مقلـِـدوهُ
فخـالِفْ سـيركَ المعـوجَّ واعـدلْ * فـإنـا إن عـدلـْتَ معـدلـوه
أمـَا تـدري أبـانـا كـلُّ فـرع ٍ * يجـاري بالخـُطـى مـن أدبـوه؟!
وينشَــأُ ناشـئُ الفتيــانِ منـا * علـى ما كـان عـوَّدَه أبـــوه

***
حكى الأصمعي قال ضلت لي إبل فخرجت في طلبها وكان البرد شديدا فالتجأت إلى حي من أحياء العرب وإذا بجماعة يصلون وبقربهم شيخ ملتف بكساء وهو يرتعد من البرد وينشد :


أيا رب إن البرد أصبح كالحا
وأنت بحالي يا إلهي أعلم

فإن كنت يوما في جهنم مدخلي
ففي مثل هذا اليوم طابت جهنم


قال الأصمعي فتعجبت من فصاحته وقلت يا شيخ أما يستحي تقطع الصلاة وأنت شيخ كبير فأنشد يقول :

أيطمع ربي في أن أصلي عاريا
ويكسو غيري كسوة البرد والحر

فوالله لا صليت ما عشت عاريا
عشاء ولا وقت المغيب ولا الوتر

ولا الصبح إلا يوم شمس دفيئة
وإن غممت فالويل للظهر والعصر

وإن يكسني ربي قميصا وجبة
أصلي له مهما أعيش من العمر
قال فأعجبني شعره وفصاحته فنزعت قميصا وجبة كانا علي ودفعتهما إليه وقلت له البسهما وقم فاستقبل القبلة وصلي جالسا وجعل يقول :

إليك اعتذاري من صلاتي جالسا
على غير ظهر موميا نحو قبلتي

فمالي ببرد الماء يارب طاقة
ورجلاي لا تقوى على ثني ركبتي

ولكنني استغفر الله شاتيا
وأقضيكها يارب في وجه صيفتي

وإن أنا لم أفعل فأنت محكم
بما شئت من صفعي ومن نتف لحيتي


قال فعجبت من فصاحته وضحكت عليه وانصرفت .
__________________
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 25-01-2013, 10:50 AM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,687
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New

هو ابو سعيد عبد الملك بن قريب بن الملك بن علي ابن اصمع. والاصمعي نسبة إلى جدة اصمع الاعلى. ولد بالبصرة وقدم بغداد ايام الرشيد وتوفي بالبصرة. ودرس الحديث الشريف واللغة والشعر والاخبار والنوادر حتي صار إماما في هذة العلوم.
كان الاصمعي بحرا في اللغة لايعرف مثله، فيها وكثرت الرواية، كما عرف عنه قوة الحفظ. وقد اتصف بالصدق والتدين وعدم الاختلاء الا فيما اجمع عليه العلماء. كما كان محل ثقة الخلفاء حتى عهد اليه هارون الرشيد تاديب ولده الامين والمأمون.
له مؤلفات شتى طبع بعضها مثل كتب خلود الانسان خلق الابل، الخيل، الشاة، الوحش والاصمعيات وتقع في 195 قصيدة مختارة لواحد وسبعين شاعرا حيث تفوق قيمتها اللغوية والقيمة الفنية.
ورد في "وفيات الأعيان" لابن خلكان: أبو سعيد عبد الملك بن قريب بن عبد الملك بن علي بن أصمع بن مظهر بن رياح بن عمرو بن عبد شمس بن أعيا بن سعد بن عبد بن غنم بن قتيبة بن معن بن مالك بن أعصر بن سعد بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، المعروف بالأصمعي الباهلي، وإنما قيل له الباهلي وليس في نسبه اسم باهلة لأن باهلة اسم امرأة مالك بن أعصر، وقيل إن باهلة ابن أعصر.
كان الأصمعي المذكور صاحب لغة ونحو، وإماماً في الأخبار والنوادر والملح والغرائب، سمع شعبة بن الحجاج والحمادين ومسعر بن كدام وغيرهم، وروى عنه عبد الرحمن ابن أخيه عبد الله وأبو عبيد القاسم بن سلام وأبو حاتم السجستاني وأبو الفضل الرياشي وغيرهم، وهو من أهل البصرة، وقدم بغداد في أيام هارون الرشيد.
قيل لأبي نواس: قد أحضر أبو عبيدة والأصمعي إلى الرشيد، فقال: أما أبو عبيدة فإنهم إن أمكنوه قرأ عليهم أخبار الأولين والآخرين، وأما الأصمعي فبلبل يطربهم بنغماته.
وقال عمر بن شبة: سمعت الأصمعي يقول: أحفظ ستة عشر ألف أرجوزة. وقال إسحاق الموصلي: لم أر الأصمعي يدعي شيئاً من العلم فيكون أحد أعلم به منه.
" وحكى محمد بن هبيرة قال: قال الأصمعي للكسائي وهما عند الرشيد: ما معنى قول الراعي:
***وا ابن عفان الخليفة محرماً

ودعا فلم أر مثله مـخـذولا
قال الكسائي: كان محرماً بالحج، قال الأصمعي: ما أراد عدي بن زيد بقوله:
***وا كسرى بليلٍ محرماً

فتولى لم يمتع بكـفـن
هل كان محرماً بالحج؟ وأي إحرامٍ لكسرى؟ فقال الرشيد للكسائي: إذا جاء الشعر فإياك والأصمعي. قال الأصمعي: قوله " محرماً " في حرمة الإسلام ومن ثم *** مسلماً محرماً، أي لم يحل في نفسه شيئاً يوجب ال***؛ وقوله " محرماً " في كسرى يعني حرمة العهد الذي كان في عنق أصحابه ".وقال الربيع بن سليمان: سمعت الشافعي، رضي الله عنه، يقول: ما عبر أحد من العرب بأحسن من عبارة الأصمعي. وقال أبو أحمد العسكري: لقد حرص المأمون على الأصمعي وهو بالبصرة أن يصير إليه فلم يفعل واحتج بضعفه وكبره، فكان المأمون يجمع المشكل من المسائل ويسيرها إليه ليجيب عنها.
وقال الأصمعي: حضرت أنا وأبوعبيدة معمر بن المثنى عند الفضل بن الربيع فقال لي: كم كتابك في الخيل؟ فقلت: جلد واحد، فسأل أبا عبيدة عن كتابه فقال: خمسون مجلدة، فقال له: قم إلى هذا الفرس وأمسك عضواً عضواً منه وسمه، فقال: لست بيطاراً، وإنما هذا شيء أخذته عن العرب، فقال لي: قم يا أصمعي وافعل ذلك، فقمت وأمسكت ناصيته وشرعت أذكر عضواً عضواً وأضع يدي عليه وأنشد ما قالت العرب فيه، إلى أن فرغت منه، فقال: خذه، فأخذته، وكنت إذا أردت أن أغيظ أبا عبيدة ركبته إليه. وقد روي من طريق أخرى أن ذلك كان عند هارون الرشيد، وأن الأصمعي لما فرغ من كلامه في أعضاء الفرس قال الرشيد لأبي عبيدة: ما تقول فيما قال؟ قال: أصاب في بعض وأخطأ في بعض، فالذي أصاب فيه مني تعلمه، والذي أخطأ فيه ما أدري من أين أتى به.
وكن شديد الإحتراز في تفسير الكتاب والسنة، فإذا سئل عن شيء منهما يقول: العرب تقول معنى هذا كذا، ولا أعلم المراد منه في الكتاب والسنة أي شيء هو.
وأخباره ونوادره كثيرة، " حدث محمد بن الحسن بن دريد قال: حدثنا أبو حاتم عن الأصمعي قال: دخلت على الرشيد هارون ومجلسه حافل، فقال: يا أصمعي، ما أغفلك عنا وأجفاك لحضرتنا! قلت: والله يا أمير المؤمنين ما لاقتني بلاد بعدك حتى أتيتك، قال: فأمرني بالجلوس، فجلست وسكت عني، فلما تفرق الناس إلا أقلهم نهضت للقيام، فأشار إلي أن اجلس فجلست حتى خلا المجلس ولم يبق غيري ومن بين يديه من الغلمان، فقال: يا أبا سعيد، ما معنى قولك ما لاقتني بلاد بعدك؟ قلت: ما أمسكتني يا أمير المؤمنين، وأنشدت قول الشاعر:
كفاك كف ما تلـيق درهـمـا

جوداً، وأخرى تعط بالسيف دما
أي: ما تمسك درهماً، فقال: أحسنت، وهكذا فكن، وقرنا في الملا، وعلمنا في الخلا، فإنه يقبح بالسلطان أن لا يكون عالماً، إما أن أسكت فيعلم الناس أني لا أفهم إذ لم أجب، وإما أن أجيب بغير الجواب فيعلم من حولي أني لم أفهم ما قلت، قال الأصمعي: فعلمني أكثر مما علمته.
وحكى المبرد أيضاً قال: مازح الرشيد أم جعفر فقال لها: كيف أصبحت يا أم نهر؟ فاغتمت لذلك ولم تفهم معناه، فأنفذت إلى الأصمعي تسأله عن ذلك، فقال: الجعفر النهر الصغير، وإنما ذهب إلى هذا، فطابت نفسها.
وقال أبو بكر النحوي: لما قدم الحسن بن سهل العراق قال: أحب أن أجمع قوماً من أهل الأدب، فأحضر أبا عبيده والأصمعي ونصر بن علي الجهضمي، وحضرت معهم فابتدأ الحسن فنظر في رقاعٍ بين يديه للناس في حاجاتهم، فوقع عليها، فكانت خمسين رقعة ثم أمر فدفعت إلى الخازن، ثم أقبل علينا فقال: قد فعلنا خيراً، ونظرنا في بعض ما نرجو نفعه من أمور الناس والرعية، فنأخذ الآن في ما نحتاج إليه، فأفضنا في ذكر الحفاظ، فذكرنا الزهري وقتادة ومررنا، فالتفت أبو عبيدة فقال: ما الغرض أيها الأمير في ذكر من مضى وبالحضرة ها هنا من يقول ما قرأ كتاباً قط فاحتاج إلى أن يعود فيه ولا دخل قلبه شيء فخرج عنه؟ فالتفت الأصمعي وقال: إنما يريدني بهذا القول أيها الأمير، والأمر في ذلك على ما حكى، وأنا أقرب إليك، قد نظر الأمير فيما نظر فيه من الرقاع، وأنا أعيد ما فيها وما وقع به على الأمير على رقعة رقعة، قال: فأمر وأحضرت الرقاع، فقال الأصمعي: سأل صاحب الرقعة الأولى كذا، واسمه كذا، فوقع له بكذا، والرقعة الثانية والثالثة حتى مر في نيف وأربعين رقعة، فالتفت إليه نصر بن علي فقال: أيها الرجل، أبق على نفسك من العين، فكف الأصمعي.
وحكي عن عباس بن الفرج قال: ركب الأصمعي حماراً دميماً، فقيل له: بعد براذين الخلفاء تركب هذا؟ فقال متمثلاً:
ولما أبت إلا انصرامـاً لـودهـا

وتكديرها الشرب الذي كان صافياً
شربنا برنقٍ من هواهـا مـكـدرٍ

وليس يعاف الرنق من كان صادياً
هذا وأملك ديني أحب إلي من ذاك مع فقده.
وقال الأصمعي: ذكرت يوماً للرشيد نهم سليمان بن عبد الملك، وقلت: إنه كان يجلس ويحضر بين يديه الخراف المشوية وهي كما أخرجت من تنانيرها، فيريد أخذ كلاها فتمنعه الحرارة، فيجعل يده على طرف جبهته ويدخلها في جوف الخروف فيأخذ كلاه، فقال لي: قاتلك الله ما أعلمك بأخبارهم! اعلم أنه عرضت علي ذخائر بني أمية، فنظرت إلى ثياب مذهبة ثمينة وأكمامها ودكة بالدهن، فلم أدر ما ذلك حتى حدثتني بالحديث، ثم قال: علي بثياب سليمان، فأتي بها، فنظر إلى تلك الآثار فيها ظاهرة فكساني منها حلة، وكان الأصمعي ربما خرج فيها أحياناً فيقول: هذه جبة سليمان التي كسانيها الرشيد.
وحكي عنه قال: رأيت بعض الأعراب يفلي ثيابه، في*** البراغيث ويدع القمل فقلت: يا إعرأبي، ولم تصنع هذا؟ فقال: أ*** الفرسان ثم أعطف على الرجالة ".
وكان جده علي بن أصمع سرق بسفوان فأتوا به علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقال: جيئوني بمن يشهد أنه أخرجها من الرحل، قال ك فشهد عليه بذلك عنده، فأمر به فقطع من أشاجعه، فقيل له: يا أمير المؤمنين ألا قطعته من زنده، فقال: يا سبحان الله، كيف يتوكأ؟ كيف يصلي؟كيف يأكل؟ فلما قدم الحجاج بن يوسف البصرة أتاه علي بن أصمع فقال: أيها الأمير، إن أبوي عقاني فسمياني علياً، فسمني أنت، فقال: ما أحسن ما توسلت به، قد وليتك سمك البارجاه، وأجريت لك في كل يوم دانقين فلوساً، ووالله لئن تعديتهما لأقطعن ما أبقاه علي من يدك.
وكانت ولادة الأصمعي سنة اثنتين، وقيل ثلاث وعشرين ومائة. وتوفي في صفر سنة ست عشرة، وقيل أربع عشرة وقيل خمس عشرة وقيل سبع عشرة ومائتين بالبصرة، وقيل بمرو، رحمه الله تعالى.
وقال الخطيب أبو بكر: بلغني أن الأصمعي عاش ثمانياً وثمانين سنة. ومولد أبيه قريب سنة ثلاث وثمانين للهجرة، ولم أقف على تاريخ وفاته، رحمه الله تعالى.
قال أبو العيناء: كنا في جنازة الأصمعي، فجذبني أبو قلابة حبيش بن عبد الرحمن الجرمي وقيل حبيش بن منقذ، قاله المرزباني فيه " المعجم "، الشاعر فأنشدني لنفسه:
لعن الله أعظماً حملـوهـا

نحو دار البلى على خشباتِ
أعظماً تبغض النبي وأهـل

البيت والطيبين والطيبـات
قال: وجذبني أبو العالية الشامي وأنشدني واسم أبي العاليه الحسن بن مالك:
لا در در بنات الأرض إذ فجعـت

بالأصمعي لقد أبقت لنـا أسـفـا
عش ما بدا لك في الدنيا فلست ترى

في الناس منه ولا من علمه خلفـاً
قال: فعجبت من اختلافهما فيه.
وللأصمعي من التصانيف كتاب "خلق الإنسان "وكتاب " الأجناس" وكتاب " الأنواء" وكتاب " الهمز" وكتاب " المقصور والمدود " وكتاب " الفرق " وكتاب " الصفات " وكتاب " الأبواب " وكتاب "الميسر والقداح " وكتاب " خلق الفرس " وكتاب " الخيل " وكتاب " الإبل " وكتاب " الشاء " وكتاب " الأخبية " وكتاب " الوحوش " وكتاب " فعل وأفعل " وكتاب " الأمثال " وكتاب " الأضداد " وكتاب " الألفاظ " وكتاب " السلاح " وكتاب " اللغات " وكتاب " مياه العرب " وكتاب " النوادر " وكتاب " أصول الكلام " وكتاب " القلب والإبدال " وكتاب " جزيرة العرب " وكتاب " الاشتقاق " وكتاب " معاني الشعر " وكتاب " المصادر " وكتاب " الأراجيز " وكتاب " النخلة " وكتاب " النبات " وكتاب " ما اتفق لفظه واختلف معناه " وكتاب " غريب الحديث " وكتاب " نوادر الاعراب " وغير ذلك.
وجاء في "سير أعلام النبلاء": هو الامام العلامة الحافظ حجة الأدب لسان العرب أبو سعيد عبد الملك بن قريب بن عبد الملك بن علي بن أصمع بن مظهر بن عبد شمس ابن أعيا بن سعد بن عبد بن غنم بن قتيبة بن معن بن مالك بن أعصر بن سعد بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان الأصمعي البصري اللغوي الأخباري أحد الأعلام يقال اسم أبيه عاصم ولقبه قريب.
ولد سنة بضع وعشرين ومئة.
وحدث عن ابن عون وسليمان التيمي وأبي عمرو بن العلاء وقرة بن خالد ومسعر بن كدام وعمر بن أبي زائدة وشعبة ونافع بن أبي نعيم وتلا عليه وبكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة وسلمة بن بلال وشبيب بن شيبة وعدد كثير لكنه قليل الرواية للمسندات.
حدث عنه أبو عبيد ويحيى بن معين و إسحاق بن إبراهيم الموصلي وسلمة بن عاصم وزكريا بن يحيى المنقري وعمر بن شبة وأبو الفضل الرياشي وأبو حاتم السجستاني ونصر بن علي وابن أخيه عبد الرحمن بن عبد الله الأصمعي وأبو حاتم الرازي وأحمد ابن عبيد أبو عصيدة وبشر بن موسى والكديمي وأبو العيناء وأبو مسلم الكجي وخلق كثير.
عباس الدوري عن يحيى بن معين عن الأصمعي قال سمع مني مالك بن أنس.
وقد اثنى أحمد بن حنبل على الأصمعي في السنة .
قال الأصمعي قال لي شعبة لو تفرغت لجئتك.
قال إسحاق الموصلي دخلت على الأصمعي أعوده فإذا قمطر. فقلت هذا علمك كله فقال إن هذا من حق لكثير.
وقال ثعلب قيل للأصعمي كيف حفظت ونسوا قال درست وتركوا.
قال عمر بن شبة سمعت الأصعمي يقول أحفظ ستة عشر ألف أرجوزة.
وقال محمد بن الأعرابي شهدت الأصمعي وقد أنشد نحوا من مئتي بيت ما فيها بيت عرفناه.
قال الربيع سمعت الشافعي يقول ما عبر أحد عن العرب بأحسن من عبارة الأصمعي.
وعن ابن معين قال كان الأصمعي من أعلم الناس في فنه.وقال أبو داود صدوق.
قال أبو داود السنجي سمعت الأصمعي يقول إن أخوف ما أخاف على طالب العلم إذا لم يعرف النحو أن يدخل في جملة قوله عليه السلام "من كذب علي فليتبوأ مقعده من النار".
وقال نصر الجهضمي كان الأصمعي يتقي أن يفسر الحديث كما يتقي أن يفسر القرآن.
قال المبرد كان الأصمعي بحرا في اللغة لا نعرف مثله فيها وكان أبو زيد أنحى منه.
قيل لأبي نواس قد أشخص الأصمعي وأبو عبيدة على الرشيد فقال أما أبو عبيدة فإن مكنوه من سفره قرأ عليهم علم أخبار الأولين والآخرين وأما الأصمعي فبلبل يطربهم بنغماته. قال أبو العيناء قال الأصمعي دخلت أنا وأبو عبيدة على الفضل ابن الربيع فقال يا أصمعي كم كتابك في الخيل قلت جلد. فسأل أبا عبيدة عن ذلك فقال خمسون جلداً فأمر باحضإر الكتابين وأحضر فرساً فقال لأبي عبيدة اقرأ كتابك حرفاً حرفاً وضع يدك على موضع موضع قال لست ببيطار إنما هذا شيء أخذته من العرب فقال لي قم فضع يدك فقمت فحسرت عن ذراعي وساقي ثم وثبت فأخذت بأذن الفرس ثم وضعت يدي على ناصيته فجعلت أقبض منه بشيء شيء وأقول هذا اسمه كذا وأنشد فيه حتى بلغت حافره فأمر لي بالفرس فكنت إذا أردت أن أغيظ أبا عبيدة ركبت الفرس وأتيته.
وعن ابن دريد أن الأصمعي كان بخيلاً ويجمع أحاديث البخلاء .
وقال محمد بن سلام كنا مع أبي عبيدة بقرب دار الأصمعي فسمعنا منها ضجة فبادر الناس ليعرفوا ذلك فقال أبو عبيدة إنما يفعلون هذا عند الخبز كذا يفعلون إذا فقدوا رغيفاً.
وعن الأصمعي قال نلت ما نلت بالملح.
قلت كتبت شيئاً لا يحصى عن العرب وكان ذا حفظ وذكاء ولطف عبارة فساد.
وروى ثعلب عن أحمد بن عمر النحوي قال قدم الحسن بن سهل فجمع أهل الأدب وحضرت ووقع الحسن على خمسين رقعة وجرى ذكر الحفاظ فذكرنا الزهري وقتادة فقال الأصمعي فأنا اعيد ما وقع به الأمير على التوالي فأحضرت الرقاع فقال صاحب الرقعة الأولى كذا وكذا واسمه كذا وكذا ووقع له بكذا وكذا والرقعة الثانية كذا والثالثة حتى مر على نيف وأربعين رقعة فقال نصر بن علي الجهضمي أيها المرء أبق على نفسك من العين.
وقد روي نحوها من وجه آخر وقال حسبك لا ت*** بالعين وقال يا غلام احمل معه خمسين ألفاً.
قال عمرو بن مرزوق رأيت الأصمعي وسيبويه يتناظران فقال يونس الحق مع سيبويه وهذا يغلبه بلسانه.
وروي عن الأصمعي أن الرشيد أجازه مرة بمئة ألف.
وتصانيف الأصمعي ونوادره كثيرة وأكثر تواليفه مختصرات وقد فقد أكثرها.
قال خليفة وأبو العيناء مات الأصمعي سنة خمس عشرة ومئتين.
وقال محمد بن المثنى والبخاري سنة ست عشرة .
ويقال عاش ثمانياً وثمانين سنة رحمه الله.

__________________
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 25-01-2013, 10:54 AM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,687
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New

الأصمعيّ
(123ـ 216هـ/741ـ 831م)

أبو سعيد عبد الملك بن قُريب بن عبد الملك بن علي بن أصمع وإليه نسبتُه من قبيلة باهلة القيسية. راوية ثقة صدوق، وإمام في اللغة والغريب والأخبار والمُلَح.
نشأ الأصمعيّ في البصرة موئلِ العربية ومحفلِ علمائها في عصره، فتعلم فيها القراءة والكتابة، ثم أتقن تجويد القرآن على أبي عمرو بن العلاء (ت 154هـ) أحدِ القُرّاء السبعة، وهو أستاذه في سائر علوم اللغة والأدب، وأكثر من لازمه من شيوخه. وممن ثَقِفَ عنهم علومه عيسى بن عمر الثقفي (ت 149هـ)، والخليل بن أحمد الفراهيدي (ت 175هـ)، وسمع مِسْعر بن كِدام (ت 152هـ)، وشعبة بن الحجاج (ت 160هـ)، وحمّاد بن سلمة (ت 167هـ)، وحماد بن زيد (ت 179هـ).
ومما أسهم في ثقافةالأصمعي روايته عن فحول الشعراء كرؤبة وابن ميادة والحسين بن مطير الأسدي وابن هرمة وابن الدمينة وغيرهم، وذلك لاعتقاده أن العلم لا يصح إلا بالرواية والأخذ عن أفواه الرجال.
أحبَّ الأصمعي اللغة حباً ملك عليه شغاف قلبه، فارتحل إلى أعماق البوادي يشافه أرباب الفصاحة والبيان من الأعراب الأقحاح حتى إنه قلّما يقع المرء على كتاب في التراث يخلو من خبر للأصمعي مع الأعراب.
ومما أغنى علمه خزانة كتبه الواسعة التي جمع فيها أصول علمه ومروياته. يتبين من هذا أن علم الأصمعي لم يكن علم سماع من الأعراب ورواية فحسب، بل إنه كان مع ذلك علم درس ودراية، وقد قيل للأصمعي: كيف حفظت ونسي أصحابك؟ قال: درست وتركوا.
استقدمه الرشيد إلى بغداد لِمَا بلغه من علمه وفضله واتساع درايته للغة، وروايته لأنساب العرب وأيامها، واتخذه سميره ومؤدِّب نجله الأمين. وكان خفيف الروح ظريف النادرة إلى مزح يحرك الرصين ويضحك الحزين.
كان الصدق لسان حال الأصمعي لغة ورأياً ومحبة للعربية، شهد له بذلك الشافعي: «ما عبر أحد عن العرب بأحسن من عبارة الأصمعي»، وقال إسحاق الموصلي، وكان عدوه، والفضل ما شهدت به الأعداء: «لم أرَ الأصمعي يدعي شيئاً من العلم فيكون أحد أعلم به منه»، وقال أبو داود:«صدوق، وكان يتقي أن يفسر القرآن»، وقال المبرِّد: «كان الأصمعي بحراً في اللغة، ولا يُعرف مثلُه فيها وفي كثرة الرواية». ولم يكن أولئك الأئمة إلى غلوٍّ في مقالاتهم هذه، فقد عُرف عنه أنه كان ضابطاً محققاً، يتحرى اللفظ الصحيح، ويتلمس أسرار اللغة ودقائقها، ولا يفتي إلا فيما أجمع عليه علماء اللغة ولا يجيز إلا أفصح اللغات، يسعفه في ذلك حافظة وقادة، وصبر أهل العلم وجلدُهم، وعنه أنه قال: «حفظت ستة عشر ألف أرجوزة»، فكثر لـذلك خصومـه كأبـي عبيدة معمر بـن المثنى (ت 211هـ) وإسـحاق الموصلي (ت 235هـ) وأضرابِهم، والمعاصرة، كما قيل، حجابٌ، واختلاف الهوى عدوانٌ، وشر عداوة الناس عداوة الصناعة، وهذا يفسر العداوة بين الأصمعي ومعاصره أبي عبيدة، فقد كان الأصمعي اتباعياً يمجّد السلف وآثاره، ويروي هائماً مفتوناً أشعارَه وأخبارَه، وقد عرف عن أبي عبيدة أنه كان شعوبياً يبغض العرب وصنّف كتاباً في مثالبهم.
روى عن الأصمعي ابن أخيه عبد الرحمن بـن عبد الله، وأبو عبيد القاسم بـن سلاّم (ت 224هـ)، وأبو حاتم السجستاني (ت 248هـ)، وأبو الفضل الرياشي (ت 257هـ)، واليزيدي (ت 260هـ) وطائفة. ولعل في أولئك التلاميذ العلماء أنصعَ دلالة على جلالة قدر شيخهم.
ترك الأصمعي تراثاً جمّاً من التصانيف الجياد، عدّتُها تزيد على الثلاثين، منها: خلق الإنسان، الأجناس، الأنواء، الخيل، الشاء، الوحوش، اشتقاق الأسماء، الأضداد، اللغات، القلب والإبدال، فحولة الشعراء: وقد رواه عنه تلميذه السجستاني، وفيه نظرات لطيفة في تقو يم الشعر والشعراء، ولعلّ أجلّ آثاره «الأصمعيات» وهو اختيارات شعرية انتخبها من عيون الشعر العربي، تصوّر الحياة الأدبية أدق تصوير، في عاداتها وأفكارها وتقاليدها. على أن قيمته اللغوية أعلى من قيمته الفنية إذ حفظ لنا تراثاً لغوياً قلما تخلو منه كتب اللغة والأدب. بَلْهَ ما يزال الأصمعي مضرب المثل في الفصاحة وسعة الرواية حتى يومنا.
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 03:44 PM.