اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > القسم الإدارى > أرشيف المنتدي

أرشيف المنتدي هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل

 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-01-2013, 02:24 PM
فكري ابراهيم فكري ابراهيم غير متواجد حالياً
مــٌــعلــم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,937
معدل تقييم المستوى: 19
فكري ابراهيم is a jewel in the rough
Mnn المراهق كيف ينتبه لي العالم؟!

المراهق كيف ينتبه لي العالم
( كيف ينتبه لي العالم ؟ ) , هذا سؤال يدق قلب المراهق ب*** ويكاد أن يصبغ كل سلوك له , فيحاول المراهق أن يشق طريقه إلى دنيا جذب اهتمام الآخرين بكل الوسائل .

إذا كنا نرى الساسة في عصرنا يصبغون صفحات الصحف بتصريحاتهم وصورهم , فلنا أن نلتفت إلى لحظة تصويرهم تلفزيونيا عندما يلتقون معا . نرى رئيس دولة ما يقابل رئيس دولة أخرى فنلحظ ارتباكا وخجلا يستمر لمدة ثوان بسيطة , ومن بعد ذلك يستعيد كل منهما حالته الطبيعية ليمارس دوره المنشود منه .

وفي أعمال كل مراهق إنسان يهفو إلى قيادة العالم كله , انه يرغب في معرفة شؤون الحياة جميعا , وفوق ذلك يتمنى أن يكون وجوده مرغوبا فيه في أي مكان يذهب إليه ويشتاق إلى أن يرى الإعجاب في عيون الآخرين , وان يكون سيدا محترما في كل مجتمع , أما بالنسبة إلى الفتاة فهي تتمنى أن تكون فاتنة وخلابة .

والواقع اليومي يؤكد للمراهق أو المراهقة أن في فصله الدراسي أو في مجموعة أصدقائه أشخاصا لهم جاذبية عالية سريعي البديهة والنكتة , أناقتهم ملفتة للنظر وكذلك نجاحهم مشرف في اغلب الأحيان , وقد ينظر إليهم بعض اقرأنهم بمرارة وحقد .

ولكن على المراهق – أو المراهقة – أن يعرف أن خصائص الآخرين عرضة للتغير . فالفرد الذي بإمكانه أن يدفع جمعا من الأصدقاء إلى الضحك وعمره خمسة عشر عاما قد يتحول فيما بعد إلى إنسان يميل إلى الحزن . والفتى الوسيم الرقيق الذي يخلب لب معظم الفتيات ما يلبث أن يفقد سحره عند الثامنة عشرة . والفتاة التي تبدو كأميرة من أميرات الحيوية والنشاط في مراهقتها المبكرة قد تبدو مزعجة بعد ذلك بأعوام .

وقد يقول قائل : ( أيعني ذلك أن كل ما يظهر على السطح في بدء المراهقة ينقلب إلى القاع من بعد ذلك ؟ وهل العكس صحيح )؟ .

وأقول : لا . . ولكن هناك الكثير من التحولات العنيفة التي تظهر في المراهقة , وقد تختلف المميزات في بداية المراهقة عن نهايتها في بعض الأحيان .

أن شابا – أو فتاة – في بداية المراهقة قد يحس انه مليء بالصفات المتميزة لكنه غير قادر على جذب انتباه شخص من ال*** الآخر , إنه قد لا يعثر على موضوع يتحدث فيه مع شخص من ال*** الآخر , ويكون هذا الشخص قد أثار انتباهه بالفعل وله جاذبية شديدة , وأقول لمثل هذا الشاب أو تلك الفتاة – أن من الرائع ان تتذكر ان عاطفتك اذا كانت جادة نحو اي شخص من ال*** الآخر , فأن رسالة اعجابك ستصل اليه بالرغم من عجزك عن التعبير او التباعد الذي تصنعه الصدف .
ان مشاعرك الصادقة ستصل حتما الى مشاعر هذا الانسان , ولكن بشرط ان تكون هذه المشاعر حقيقية ودائمة . وهذا الشرط الاخير لا يتوفر في بعض الاحيان في المراهقة .

وفي الصداقة يحاول المراهق ان يعثر على نكهته الخاصة وطابعه المميز وسط مجموعة الاصدقاء . انه يحاول ان يتميز بالكرم او سرعة البديهة واطلاق الفكاهة . وغالبا ما تقبل المجموعة الصغيرة من الاصدقاء صفة مميزة لكل واحد فيها , لكن المشكلة هي كيفية اظهار تلك الصفة لفرد من ال*** الآخر .

لكن مع نمو الانسان فأن فرصة الاحتكاك بالآخرين من ال*** الآخر تزداد طبقا لظروف المجتمع الذي يحيا فيه الشاب , وان لم يكن المجتمع يسمح بذلك فأن السفر الى المجتمعات الاخرى صار سمة مميزة للعصر الذي نعيش فيه . وشخصية الشاب او الفتاة تحاول ان تجد في نفسها الصفات والمميزات التي تتفاعل من خلالها مع الاخرين . وهذه الصفات و المميزات التي تتفاعل من خلالها مع الاخرين , وهذه الصفات والمميزات لاتكون واضحة في بداية المراهقة , ولكنها تنضج تدريجيا عندما يتعلم الشاب او الفتاة كيفية الاستفادة من افكار الاخرين

وعلى الشاب على سبيل المثال ان يتقن كيف يختار الكلمة المؤثرة الراقية التي يعبر عنها عن اعجابه بسلوك فتاة ما . وان لم تكن الكلمة في مقدوره , فأن النظرة المحترمة فيها من بريق العين ما يكفي او ان تكون الابتسامة الرقيقة دليلا على الاعجاب , وعلى الشاب ان يحذر السلوك الثقيل الذي لا يقبله لشقيقته , وعليه ان يكتسب ثقافة في موضوع او هواية يمكنه ان يتحدث فيه لمدة عشر دقائق او ساعة من الزمان مع شخص اخر , وعلى ايامنا كان الحوار بين ال***ين في الجامعة , وهذه الايام يأخذ المسلسل التليفزيوني مكان الكتاب او تحتل قائمة المطربين المعاصرين دائرة الاهتمام الاولي بين الشباب .

ولكن هناك من الشباب من يقول : ( ليس عندي ادنى فرصة للحديث مع اي فتاة من ال*** الآخر ) .

وقد تقول الفتاة : ( انني اخجل من ان اتحدث مع شاب لان ذلك قد يفسره غيري على انه لهو غير بريء) .

واقول ان الامر يبدو في بدء المراهقة كأنه مشكلة مؤلمة , ولكن ما ان يتقدم الانسان في دراسته وهواياته حتى يكتشف انه يتقدم ايضا في قدراته على الحديث مع شاب او فتاة , بل وقد يصبح الانسان المتفوق في دراسته او الهواية كأنه زهرة يجذب ال*** الآخر تماما كما تجذب الزهور النحل .

ولذلك فلا داعي لليأس , ولكن المطلوب دائما هو ان يحث الانسان نفسه على التفوق دراسيا وفي المجال الرياضي او في الهواية الفنية.

ان الانسان منا متعدد المواهب ولا بد له ان ينمو في مجالات متعددة ومن خلال هذه المجالات سيجد نفسه على البداية الصحيحة للتعرف الراقي على ال*** الآخر.
وعند الانسان منا الكثير ليقدمه من الابداعات في المجالات المختلفة وعندما تتقدم الى الامام سنجد ان العلاقات مع ال*** الآخر قد اصبحت متاحة.

كما ان الشاب او الفتاة يجب ان ينتبه الى حقيقة انسانية صدقها القليل من البشر وكذبها الكثير منهم , وهي ان التفكير في مشاعر شخص آخر اكثر من التفكير في النفس يتيح لهذا الآخر ان يتحدث معك لانك تفهمه.

وكلما اكثر الانسان من اعطاء الفرصة لمن امامه ليتحدث عن نفسه كان ذلك زادا انسانيا جديدا وصداقة مؤكدة ستأتي على الطريق , واذا سألت الشخص الذي امامك عن اسمه ومدرسته وهواياته والاشياء التي يحبها ولماذا يحبها , فأنت تعطي نفسك فرصة ان تفتح اعماق من امامك ككتاب مفتوح واذا وجدت درجة من التقارب بينك وبين من يتحدث اليك فهذا معناه الاقتراب من بداية التفاهم الحقيقي .

ولكن عليك ان تلاحظ اثناء اسئلتك لمن امامك درجة الود في صوتك.

انك لست شرطي مرور تسأل انسانا ما عن رخصة قيادته وتترصد له , ولست محاميا يسأل متهمه في النيابة , ولكنك انسان ودود يرغب في الصداقة مع غيره , لذلك فعلى لهجتك ان تنم عن الود والحساسية والصداقة .

كما انك يجب ان تلاحظ ان اذنك ليست وحدها التي تسمع اجابة من امامك , وان مشاعرك هي التي تتفاعل مع الكلمات التي تخرج من شفتيه , وان عينيك يجب ان يكون تركيزها بدرجة ما على عيني المتحدث اليك , وكل تعبيرات وجهك هي التي تظهر التفاعل الحي , فعندما يتحدث عن شيء يعتبره ممتعا لا بد ان تظهر السرور , وعندما يتحدث عن شئ يغضبه لا بد ان تتجاوب مشاعرك معه . ان عليك ان تشارك محدثك في درجة الحماسة التي يتحدث بها .

قد يقول قائل : ( ولكن مثل هذا الامر حدث معي , ففوجئت ان محدثي يتكلم في رياضة الجولف وليس لي سابق معرفة بها او اهتمام , بل انني انظر الى من يلعبونها على اساس انهم اناس يختارون لانفسهم رياضة غريبة يترفعون بها على غيرهم من البشر ) .

واقول لمثل هذا القائل : نعم , ولكن عليك ان تظهر درجة من الانس والمرونة لتواصل النقاش مع المتحدث اليك , ويمكنك ان تعترف بجهلك باللعبة وبالدافع اليها , ان ذلك يجذب اليك المتحدث , وتحوله انت دون ان تدري الى راو جيد للقصص , وترفع من قيمتك كأنسان يملك قدرة رائعة على الاستماع , وان كان المتحدث اليك شخصا من ال*** الآخر فلعلك دون ان تدري تفتح لنفسك باب قصة حب ناجحة بهذه الدرجة من الاستماع الراقي .

وفي الحضارة الصينية القديمة كان الاب يقول لابنه : ( لا تحتقر ابدا موضوعا للحديث , فالحديث مهما كان مملا او رتيبا الا انه كالطعم الذي تصطاد به السمك ) , وقد يقول شاب تعليقا على مثل هذا الرأي : ( انني بذلك اتحول الى انسان يزيف مشاعره ) .

فأقول : لا . . ولكن اذا كنت تبحث عن طريقة تكون بها معروفا ومحبوبا فعليك ان تكون هذا الانسان الودود المتعاطف , وان عليك ان تواري انانيتك بعيدا لمدة ساعة حتى تكتشف في نفسك درجة عالية من القدرة على تحمل النقاش وستكشف في نفسك مناقشا بارعا .

وقد يقول شاب آخر : ( انني قادر على المشاركة في اي اهتمام او اي نشاط لكن الخجل لا يفارقني ولا استطيع ان اعبر عن مشاعري ) .

واقول : ان الطريقة المثالية للقضاء على الخجل هي ان يقضي الانسان اكبر فترة ممكنة مع مجموعة من الاصدقاء , وان يحرص على التواجد معهم اثناء الرحلات اوالمباريات , وهذا سيفيدك في ان تظهر خبراتك وان تشترك مع الآخرين في تجارب , وستعطي نفسك فرصة لتقديرهم . انك عندما تتواجد بشكل مستمر مع الآخرين في تجارب , وستعطي نفسك فرصة التمرس على التفاعل الاجتماعي , وهناك عدد من المراهقين يعبرون عن تطلعهم الى الشعبية والقبول الاجتماعي بأن يكثروا الكلام والمزاح , وهذا اللون من السلوك اذا ما تمادى فيه الانسان فهو يظهره كشخص مزعج وعلى الانسان ان يتذكر ان الشخص الهادئ هو الاكثر سحرا وجاذبية .

وعلى الشاب ان يتذكر وكذلك الفتاة الا ينجرف الى احتلال اذن من امامه بالحديث المستفيض عن النفس , وان الصمت مهم لانه يعطي من امامه فرصة ليتكلم .

والفتاة لابد لها من عدم الاندفاع الى الحديث الى شاب خجول اللهم الا في حدود احترام خجله , وبأسلوب مهذب ورقيق , فالشاب يهرب حتما من الفتاة التي تحاول ان تكون خشنة . وبعض المراهقين يتمادون في نقد كل شيء, وكل شخص , بل ويسلطون السنتهم بحدة ولهؤلاء أقول ان هذا التسلط وتلك الحدة سيجعلان من صاحبهما انسانا مرفوضا في النهاية ما لم يعط نفسه الفرصة للاستماع الى المعارضين له .

ان كل شاب وكل فتاة بأمكانه ان يتدرب عمليا على ان يكون جذابا , وهذه البراعة موجودة في اعماق كل انسان , وهي لا تحتاج الا الى القليل من الجهد لاكتشافها .
__________________
فكري إبراهيم الكفافي
مدير التعليم الابتدائي
بإدارة الجمالية التعليمية
دقهلية

أمين اللجنة النقابية للمعلمين
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 02:15 PM.