لمَ لمْ تعبدْ لها الطريق يا مُرْسى

[abomokhtar]

بقلم/ إسلام بشر
"لو تعثرتْ بغلة في العراق لخشيت أن يسأل عنها عمر لمَ لمْ تُعبد لها الطريق يا عمر"هكذا قال الفاروق وقد أغلقَ خلفه باب مكتوب علي مقبضه الأمير العادل عمر بن الخطاب فما قولكم دامَ فضلكم والطرقات ترتوي من دماء المصريين وهي تكاد تصرخ في وجوه السادة والقادة وأصحاب النفوذ وأولى الأمر ومصدر القرار:
ماذا صنعتم بمصركم العريقة.. مصر الحضارة والتاريخ .. مصر العلم والمعجزات .. مصر الثقافة والقراءة والأهرامات.. مصر العلم والعلماء والمفكرين والعباقرة والأدباء والمبدعين والعباقرة؟ ماذا صنعتم بها يا سادة وقد ذكرت بأحرف من نور في لوح محفوظ من قبل أن يطأ أجدادكم أرضها؟
سيادة الرئيس:
كم من مرة علمتها للناس ورددتها في كلماتك وأشرتَ إليها في خطبك: لو تعثرت بغلة لسئل عنها عُمر!
وها أنت ذا وقد أصبحت مكان عمر رضي الله عنه وقد مات أبناؤك دماً بدم .. لا ليس حادث سير ولا حادث قطار ولا تصادم على الطريق السريع بسبب غياب الرؤية المُرورية الشاملة والاستهانة بدماء المصريين وتركهم فريسة لمخالب الأسفلت المتوحشة .
ليس ذاك ولو أنه ليس بالأمر الهين.. إنما قتلا ً سيدي وسفكاً للدماء.. ولا فرقَ عندي بين دم مصري ودم مصري آخر مخالف.. ولا فرق عندي بين دم مؤيد ودم معارض .. ولا فرق عندي بين دماء أغلبية ودماء أقلية.. فجميعها دماء في الوطنية سواء.. وكلها أنت أمامَ ربك بسببها مسئول يا سيدي !
تذكر سيادة الرئيس يومَ مرورك علي الصراط !
بماذا تفكر؟.. وماذا تقول؟.
هل تتمنى لو عاد بك الزمن للسعي في طلب الصلح من الجميع وترسيخ ثقافة الحوار حقناً للدماء؟
لا تتباهي بدماء أنصارك سيادة الرئيس.. فهي محسوبة عليك أيضاً بكل تأكيد .. فما كان عدلا ً أبدا ً أن تُراق دماء بوجه حق لاختلاف في الرأي .
سيادة الرئيس استمع لضميرك أولا ً ولا تستحِ ممن أوصلوك لمقاليد الحكم.. فأنت لست حاكما ً لهذه الفئة وحدها أو هذا الفصيل وحده .. أو هذا التيار وحده.. أو هذه الجماعة وحدها.
أنت سيدي تحكم شعباً بأكمله .. وتحكم مصر بامتدادها التاريخي والجغرافي والبشرى والحضاري.. وبتنوعها العقائدي والفكري والثقافي .
أنت مسئول أمام شعبك المصري وليس شعبك الخاص بك .. وليس محبيك ومؤيديك.. وليس أنصارك وداعميك الذين ربما هتفوا لك "بالروح بالدم" !
هناك من لا يهتف لك وقد يعلن معارضتك.. وفى نفس الوقت يستحق اهتمامك ورعايتك ومقابلتك والحوار معك ومشاركتك ويستحق نظرات وقرارات ودراسات وتصورات لتحقيق أماله وطموحاته .
هي وعود وعدتَ بها شعباً طيب الأعراق في بداية حكمك.. وكان كلامك موجهاً للشعب المصري كله.. ثم وجب عليك اليوم أن تفي بوعودك وأن تبر بقسمك .
سيادة الرئيس احقن الدماء فهذا خير عند الله والرسول.
سيادة الرئيس اعلم أن لك ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتك .. فلا تكن فرعونا ً حتى لا يكونوا جبارين عليك .
واعلم أن سنة الله في أرضه لا مبدل لها مهما كانت ديانة الحاكم أو ***يته.. عربي أو أعجمي.. فالعدل أساس الملك.. والعدل قوة بأخذ العزم من الأمور .
فلا تتردد بعد حسن الاستشارة ممن يبغضك ويعارضك وينتقدك قبل من يسبح بحمدك .. لعلها تكون الفالحة ورحمة بمن هو أضعف من أن يطالب بحقه.
سيادة الرئيس اتقِ الله .. ثم استقمْ

[أ/رضا عطيه]

أخر مادحوك وتقبل ناقدوك

تفلح بضم الكل بين أحضان ذراعيك

فما بنيت الأمم يوما إلا بسواعد كل سكانها

فمافتح الفاروق كل ربوع الدنيا بكفى عشيرته دون بنى جلدته

ولكن ولى الصالح فيهم فتقاسموا الطيبات وأحسنوا صنع الأمجاد والانتصارات

وتذكر حين أعلى معاوية قومه وبنيه

كانت الفرقة والإنشقاق

جزاكم الله خيرا

[محمد محمود بدر]

جزاك الله خيرا