الأراجوزات الجُدد

[باسمة]

عرض خاص جداً الأراجوزات الجُدد على مسْرح الجُمهورية..!! - د. عادل فهمي






أقرُّ أنني أحترم شخصية “الأراجوز” ولا أقصد بذكرها في هذا المقال أيًّا من معانى السخرية؛ فهي شخصية مصرية أصيلة قدمتْ لنا نقدا اجتماعيا وسياسيا رصينا في عهود الاستبداد..! ولا أدرى إن كانت هناك علاقة تاريخية بين ظهور شخصية الأراجوز وبين حقبة الخمسينيات والستينيات..!!

“الأراجوز”: شخصية صغيرة الحجم، تابعة وليست مستقلة.. تحركها أيادٍ خفية.. و ليس للأراجوز حركة ذاتية.. ولما كان الأراجوز يستمد طاقته وحركته وسلوكه من غيره سواء أكان داخليا أم خارجيا..فإننا لا نلوم أو ننتقد الأراجوز.. فهو في حد ذاته قطعة خشب أو دمية من القماش لا أكثر..!

ومنذ حقبة الستينيات التي شهدت مولد شخصية “الأراجوز” وخيال الظل كفن شعبي، وتحت وطأة تطور تقنيات التواصل والترفيه، تلاشت شخصية “الأراجوز”، وكاد المجتمع المصري ينساها.. لولا ما ظهر بعد ثورة 25يناير 2011م و يبدو أن قلة من المصريين تذكروا ماضيهم واشتاقوا لسالف عهود القمع والاستبداد فاستعادوا شخصية الأراجوز لتذكرنا بماض دفناه تحت أرجلنا ..! فهل هناك علاقة بين الأحداث الكبرى مثل الثورات وظهور شخصية الأراجوز ؟ جايز..!!

لقد لاحظ المصري الفصيح عودة شخصية الأراجوز بعد ثورة يناير بصور متعددة، لكن بنفس السمات من الرعونة والصوت الببغاوي الحاد المزعج.. وفي الوقت الذي تطوّر فيه الأمم شخصياتها القومية التي تحمل قيمها الأصيلة وتعبر عن جماع خصائصها المرغوبة، مثل ”سبايدرمان” والرجل الوطواط وغيرها.. يبدو أن بعضنا في مصر يرتد للوراء لا ليستلهم أفضل ما في ماضينا من شخصيات وأفكار..بل لاجترار أفكار ميتة وتجارب مميتة.. ويستدعي شخصيات مهزومة ومأزومة لتعوض عجزنا عن الابتكار في مواجهة حاضرنا بتحدياته الكبرى في السياسة والاقتصاد والقانون والفن والإعلام …!!!

و شخصية الأراجوز لها شكل ولها مضمون:

فمن حيث شكل “الأراجوز” يكون رجلا ويكون امرأة..ويكون أسدا ويكون هِرّا.. ويكون ناطقا ويكون صامتا.. يكون منفتحا ويكون أعمى..! يكون شابا أو شيخا .. يتلون ويتخفى بأزياء وألوان عديدة حسب دوره في المسرحية الهزلية..!

أما “الأراجوز” من حيث المحتوى فقد يكون محتواه سياسيا، أو فكريا أو اقتصاديا أو اجتماعية أو إعلاميا أو فنيا..أو قانونيا..!

§ الأراجوزات السياسية:

تمتلئ حياتنا هذه الأيام بأراجوزات تلعب أدوارا سياسية مرسومة لها على مسرح السياسة المصرية، بعضها محلّي الصنع والتحريك، وبعضها إقليمي النزعة خفي الحركة، وبعضها دولي الهوى واضح الخطوت..! خطاب أراجوزات السياسة مرتبك، وحديثها ملتبس غير مفهوم، وغاياتها غامضة ووسائلها غير نزيهة، لكنها مدعومة بقوة سحرية، وتؤدي أدوارها بشراسة، على الرغم من أن الجمهور بدأ ينصرف عنها لعلمه أنها لا تحمل فكرا ولا مشروعا ولا رؤية ، فهي مجرد واجهة مضحكة لأياد مغرضة.. أراجوزات السياسة التي فشلت في الماضي وكان بعضها يؤدي أدوار البطولة في السلطة..تدعي الآن أنها عادت لتنقذ مصر من حرب أهلية تهلك البلاد والعباد ؟!

ملاحظة: أراجوزات السياسة فرضتهم الظروف العصيبة على الجمهور فرضا والمصريون يكرهون الغصب..ولأنهم أراجوزات محنطة..فقد يئس الجمهور من تمثيلهم أدوار البطولة.. ولذلك قرر ألاّ يظهر على المسرح إلا شخصيات حقيقية يصدقها الجمهور خلفا لهؤلاء الكذّابين..!!

§ الأراجوزات الفكرية والثقافية:

الأراجوزات الفكرية والثقافية تقوم بأدوار التأريخ والتنظير والتقعيد والتحليل والتفنيد.. وتمثل دور شيخ القبيلة والجدّ الحكيم .. والناصح الأمين ..رغم أن مشورتهم على الحكام سابقا أورثتنا الهزائم.. أراجوزات الفكر والتأريخ تستمد قوتها من تجريف الساحة الفكرية من مفكريها العظام إما بالسجن والقمع أو بالنفي والأبعاد عن الوطن..أو بال*** المعنوي..! وهذا النوع من الأراجوزات يستمد فكره إما من بئر شرقية ناضبة تخلى عنها أهلها لتسمم مياهها..أو بئر غربية آسنة يحاول أصحابها تحلية مياهها ببعض المواد الحافظة القاتلة.

هذا النوع من الأراجوزات يتحرك لإطفاء جذوة المشروع المصري الأصيل ذي الهوية التاريخية والدينية؛ لأنه لو انطلق مشروع مصر الذاتي فسيطفئ شعلة المشروعات الوهمية والمستوردة..وسينتهي دور الأراجوزات العتيقة..وسينقطع المدد الذي يتعيشون عليه منذ عشرات السنين..! وسوف تنسف جبال الزيف التي تراكمت على أيديهم.

ملاحظة: لحسن الحظ أن هذا النوع من الأراجوزات هرم ولم يعد لديه وقتا طويلا لخلط الأوراق وتزييف التاريخ أكثر مما قام به..!!

أراجوزات المال والأعمال:

إن كانت أراجوزات السياسة والفكر مختفية نسبيا..فإن أراجوزات المال والأعمال أبرز الأراجوزات وأكثرها تأثيرا وأخطرها سطوة ونفوذا على مسرح الجمهورية.. فأراجوزات المال تلعب داخليا وخارجيا..تسندها وتحركها مافيات عالمية، شعارها ” نحن نبيع كل شيء !” حتى الأوطان تباع على أيدي هؤلاء الأراجوزات..!

أراجوزات المال لا يلعبون بأموالهم بل بأموال شعوبهم .. وهم غالبا لا يلعبون في ميادين الإنتاج والكفاية ولكنهم يمرحون في ميادين تجارة النخاسة وصناعة الأزمات والغواية، و يعملون للكيد والنكاية.. طريقهم تجارة الممنوع.. وصناعتهم غسيل الأموال القذرة.. بأموالهم المنهوبة تقام الحفلات والمؤامرات..يجندون المجرمين لأداء لتصفية الخصوم السياسيين ..استفادوا من تاريخ الحشاشين.. المال عندهم مثل الريح..لا قيمة له لأنهم لم يتعبوا في تحصيله.

ملاحظة: إن كانت غاية أرجوزات المال والأعمال سرقة الأوطان وبيع ثرواتها للصوص..فقريبا نراهم خلف أسوار السجون وتعود الثروات الهائمة إلى أصحابها..!

أراجوز القضاء:

القضاء المصري شامخ وعالي المقام طوال تاريخه ..حتى فاجأنا بعض القضاة برغبتهم في لعب دور الأراجوز..وعبثا حاولنا إبعاده عن ساحة العبث والنأي بمنصته عن سيرك التسلية وألعاب الخفة..فأبي البعض إلا أن يكون أراجوزا يؤدي دورا سياسيا..ولا أدرى هل هؤلاء القلة من القضاة مدفوعين بدافع ذاتي للعب دور سياسي حسدا من عند أنفسهم لمن آلت إليهم السلطة بعد الثورة..؟ أم مدفوعين بدافع موضوعي خشية انكشاف المستور ووقوع المحظور..وخوفا من فتح ملفاتهم وكشف مسوغات تعيينهم استباقا لاتخاذ التدابير القانونية لتطهير الساحة القضائية من “أراجوزات” كانت مخفية تسلقت السلم القضائي.. بتحريك من النظم السابقة وبمساعدتها لأداء أدوارا كانت مطلوبة في وقتها..!!

ملاحظة: لحسن الحظ كل القضاة الشرفاء ..لم يتخلوا عن واجبهم الوطني..وأظهروا لنا حفنة “أراجوزات” القضاء الآفلين قريبا..!!

§ أراجوزات الإعلام والفن:

لعل “أراجوزات” الإعلام الساقط والفن الهابط هم الأكثر حظا والأكثر وضوحا والأكثر خطرا على مسرح الجمهورية..فهم “أراجوزات” لكل عرض..لم تخل منهم مسرحية تاريخية .. مهرجين في كل سيرك..يعملون لمن يدفع أكثر.. لا يعرفون شكلا محددا ولا لونا مميزا ..آكلين على كل الموائد.. أوفياء فقط لمن يلقي إليهم لقمة عيش حتى لو كانت ملوثة أو مغموسة في دماء المصريين..!

لا تحدهم حدود مهنية..ولا يضبطهم ميثاق شرف لم يقرأوه بسبب الأمية..! أصواتهم نشاز.. ووجوههم أقنعة .. وقنواتهم منصات لإطلاق الشائعات من عالم الخرافات.. تحرّوا الكذب حتى امتلأت قوائم الكذابين.. وجمعوا حولهم كل صاحب غرض وأهملوا الخبراء والمتخصصين، فصارت برامجهم حلقات للزار وساحات لنشر الدخان الكثيف لطمس الحقائق..وجوههم عريضة لا تخجل من الفضيحة ..! سلطهم أصحاب المال وخاملي الذكر على خصومهم الشرفاء.. فعقروا الأبرياء ..وأكلوا لحوم الأطهار.. وشربوا دماء الثوار.. بوصلتهم المصلحة ..وقائدهم الهوى والمنفعة..!

أراجوزات الإعلام..يحسبون مناصبهم مانعتهم من انتقام الجمهور.. وغلق شاشات الشعوذة والفجور.. انفلتوا من عقالهم..يعبرون عن مكنون صدورهم..فطفح كيلهم بضغائن لم يخفوها..وحسد لم يكبتوه..فبانت طبائعهم الخسيسة..وعرف الناس تحركاتهم للوقيعة بين الشعب وقيادته.

ملاحظة: مصير “أراجوزات” الإعلام والفن الهابط .. الاختفاء التدريجي (Fad Out) من مشهد الصدق والحقيقة.. والوقوف أمام محكمة الشعب للقصاص العادل على ما اقترفوه من جرائم في حق وطن يستحق إعلاميين حقيقيين وليسوا خناجر مأجورة وسهام مسمومة..!!

كلمة أخيرة للأرجوزات الجدد ونجوم الزمن الرئ:

إلى كل “أراجوز” تحركه أيد خفية داخلية أو خارجية.. أن يقف لحظة مع نفسه.. وأن ينظر للجمهور المصري بدلا من طاعة سيده..!

أفيقوا قبل أن يهدم الشعب سامركم..! أفيقوا واحترموا إرادة الشعب وخياراته قبل أن يسدل عليكم ستائر النسيان في قاع الإهمال..!!

[أ/رضا عطيه]

نعم

فالأرجوز هو من يخرج فى مظاهرات حاشدة ليطالب الحاكم بمطالب فئوية خاصة لذاته ولجماعته

وهو لايدرى أنه الحاكم نفسه وهو المسئول وصاحب القرار!!!!!

والمصيبة أنه يزاحم المحكومين بل ويمنعهم أن يطالبوا بحقوقهم منه !!!!!!!!!

ساعات الغيبوبة بتحكم

دولة دى ولا عباسية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!



شكرا جزيلا