|
حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
وبعض الإسلاميين أيضاً يُطبِّلُون..!!
كنا ننكر على كثير من الإعلاميين تطبيلهم المستمر وتبريرهم الدائم للسلطة الحاكمة ومحاولاتهم المستميتة في تزييف وعي الجماهير وإبراز قبح الحاكم حسناً وفجرهم تقى سلبياتهم إيجابيات حتى سئم الشعب ومل وضجّ وتضجر، ووصل إلى حالة فقدان الثقة بكل ما يقال وجميع ما يعلن عنه حتى إننا كنا حين نسمع مثلاً تصريحاً من المسئولين يطمئننا على أسعار السلع والمنتجات الضرورية وأنه لا زيادة فيها ولا قلق من ارتفاع أسعارها، أو أسعار الوقود وما سوف يترتب عليه من ارتفاع المواصلات وغيرها تلقائياً كنا ساعتها نوقن بلا أدنى شك ولا ريب أن الأسعار لن ترتفع فحسب بل ستنفجر في وجوهنا وجيوبنا. هذا مثل أسوقه للتدليل البسيط جداً على ما وصلنا إليه من حالة فقدان الثقة بل انتكاس الثقة بين الحاكم ونظامه والشعب وأفراده. حتى وصلت الشعوب إلى حالة من الاحتقان أدت بدورها إلى الانفجار ولا يقدر حاكم على كبح جماح شعبه إذا ثار، وانتفض حتى يموت الأعجل منهما إما الحاكم وإما الشعب بأسره وجميع أفراده. الآن وبعد أن مكن الله لفصيل إسلامي أن يصل إلى سدة الحكم ويجلس على كرسي الملك واحدٌ من أعضائه المبرزين، وانتخب بحرية وطلاقة إرادة من انتخبوه من أبناء الشعب. نرى أن هناك حالة من حالات تبادل الأدوار أو الإصابة بنفس الدوار والعوار حيث يخرج علينا بعض المنتسبين إلى الإعلام الإسلامي ـ وشاهدت ذلك بنفسي مراراً ـ ليمتدح في قرارات الرئيس الدكتور محمد مرسي "عمَّال على بطَّال". حتى ولو تراجع عن هذا القرار -كما كان منه في خصوص مجلس الشعب ثم إقالة النائب العام، والتراجع عنه والذي كان بمثابة كارثة سياسية وثورية لم يكن ينبغي للرئيس وحاشيته أن يقعوا فيها- على فرض أن الرئيس وحاشيته على قلب رجل واحد وليس هناك أشياء لا نعلمها الله يعلمها. أرى بعض القنوات الإسلامية وهي تعمل ليل نهار على إبراز الدكتور محمد مرسي وفقه الله في صورة أخشى أنها قد تؤدي إلى تحويله إلى فرعون جديد أو ديكتاتور مستبد مع استمرار هذا التطبيل والامتداح لكل ما يتخذ هو، أو تتخذه حكومة الدكتور هشام قنديل من قرارت وإن عاد فيها أو كانت ظاهرة الخطأ كقرار غلق المحال عند الساعة العاشرة مساء مثلاً. فهذا القرار فيما يبدو لي ومع إعمال جانب حسن الظن بجميع الأطراف في مؤسسة الرئاسة والمستشارين -وحكومة قنديل- هو آية على التخبط والعشوائية وعدم قراءة الواقع الحياتي المعاصر والمتشابك ودون حساب للعواقب والنتائج المترتبة على مثل هذا القرار، وإلا فالبديل أن هناك محاولة من المحيطين بالدكتور مرسي لاغتياله شعبياً وإعلامياً وسياسياً عن طريق افتعال المزيد من الأزمات بينه وبين شعبه من خلال تمرير وإصدار مثل هذا القرار والذي أظن أنني قرأت خبراً بأنه تم تأجيله لمدة أسبوع. فإذا ما نجحوا في إشعال نار الخلاف وهيجوا الشعب عليه وضده فإنه لن يكون هؤلاء بحاجة إلى الاغتيال البدني كما حدث مع السادات، وإنما سيكون ذلك متروكاً للشعب الثائر الذي يعمل الإعلام على تهيئته وتهييجه وتحفيزه على الثورة والانتفاضة من جديد ولكنه ساعتها سيكون انتفاضاً ضد الدين ضد الإسلام ممثلاً في تيارات الإسلام السياسي بأسرها. وكأنهم يريدون للإسلاميين أن يظهروا بمظهر كهنة الكنيسة الرومانية قديماً من الاستبداد والقهر ومعاداة التقدم العلمي والتنوع الفكري والإبداع الفني الثقافي ـ ولكن دون أن يكون للإسلاميين من الصلاحيات والسلطات والقدسية والمهابة ما كان للكنيسة قديماً؛ فلا هم صادروا كتاباً ولا أحرقوا مؤلفاً ولا منعوا فيلماً واعتقلوا ملحداً. وأخشى لو استمر بنا الحال على هذا الوضع من التخبط الداخلي على مستوى الرئاسة ومن التشرذم والتفكك الداخلي على المستوى الحزبي والعلاقات بين الأحزاب ومن التصارع الداخلي بين القيادات السياسية والحزبية، وربما الدعوية وتقلص مساحة الثقة بين الشباب والقيادات مع ترك كثير من الشيوخ والعلماء المبرزين منابر الدعوة خاوية ومساجدهم فارغة دون تواجد منهجي مستمر وبناء وتواصل مع الشباب؛ فإنني أخشى أن يتم اغتيال التيار الإسلامي نفسه بأيدي الشعوب لا بأيدي الجيوش. قرار إغلاق المحلات وإن كان استند إلى سنة نبوية ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في صحيح ابن ماجه السلسلة الصحيحة لألباني رحمه الله من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: "جدَبَ لنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ السَّمرَ بعد العشاءِ يعني زَجَرَنا". إلا أنه قد جانبه الصواب تماماً لإهماله جانب ملايين الشباب الذين يعملون في المصانع والشركات والحال وغيرها من بعد العشاء حتى مطلع الفجر فأين يذهب هؤلاء وكيف يعيشون ومن أين ينفقون؟؟ وهل يا ترى سيتم تعويضهم بمعرفة الدولة كصرف إعانة بطالة وزيادة مرتبات الموظفين بحيث تغنيهم عن العمل ليلاً؟ أم سيتركون في الشوارع وعلى النواصي أو ربما يلجأ بعضهم إلى الكازينوهات والملاهي الليلية لعلهم يجدون عملاً يقتاتون به إذ إن الملاهي الليلية مستثناة من قرار الإغلاق. أرجع إلى التطبيل -من بعض المنتمين إلى الإعلام الإسلامي- للدكتور محمد مرسي حيث إن هناك حالة من التبرير غير المبرر المستمر غير المقبول لكل ما يصدر عن الدكتور مرسي من قرارات ولو تراجع عنها مرة أخرى في نفس الليلة أو المجلس. وأسوأ ما في الأمر أن هناك قطاعاً عريضاً من الناس قد أعرض عن الإسلاميين وفقد الثقة فيهم وقرر ألا يعيد الكَرَّة في الانتخابات القادمة حين انتخب مرشحي التيار الإسلامي. وكأننا نعيد استنساخ النظام البائد والحزب الحاكم من جديد..!! إذاً فلتستعدوا للثورة من جديد أيضاً لكنها لن تكون ضد الفلول ولا الحزب الوطني المُنحلّ بل ستكون ضد الإسلاميين أنفسهم. وفي النهاية أذكر نفسي وإياكم بأن التطبيل ...حرام. التاسعة صباح الخميس 16 ذي الحجة 1433هـ، أول نوفمبر 2012م ابن الأزهر ومحبه الشيخ أبو أسماء الأزهريّ كارم السيد حامد السرويّ إمام وخطيب بوزارة الأوقاف المصرية aboasmaa20011***********
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
جزاكم ربي خيرا
__________________
|
العلامات المرجعية |
|
|