|
قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية منتدى يختص بعرض كافة الأخبار السياسية والإقتصادية والرياضية في جميع أنحاء العالم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
إلى الدكتور حمزاوى: هؤلاء هم السلفيون؟
إلى الدكتور حمزاوى: هؤلاء هم السلفيون؟
خالد منصور PM 06:07- الخميس 1-11-2012 خالد منصور قرأت بجريدة الوطن يوم الاثنين التاسع والعشرين من أكتوبر مقالاً للدكتور عمرو حمزاوى هاجم فيه بشدة التيار السلفى وقرأت فيه العديد من التجاوزات تصريحاً وما بين السطور تلميحاً، ما يجعلنى حريصاً على الرد على ما كتب. ربما كان التيار السلفى بعيداً عن الممارسة السياسية الصريحة لفترات طويلة بسبب الاستبداد والظلم الذى كان يتعرض له أنصاره. فالسلفيون الذين كانوا يقتربون من السياسة فى العهود البائدة كان مصيرهم الاعتقال والتعذيب، فى الوقت الذى كنت تتمتع بكامل حريتك فى العمل السياسى. يُحسب للسلفيين أنهم بعد الثورة هم أول من قاموا بتنظيم صفوفهم وشاركوا فى الحياة السياسية معبرين عن فكرهم وآرائهم من خلال ما يكفله القانون والدستور من تنظيمات سياسية حزبية. وأكثر ما يدهشنى هو محاولة الدكتور حمزاوى تشويه تيار بأكمله وتحذير الشعب المصرى منه وكأنه وصى عليه، هذه الممارسة التى دأب عليها الكثيرون من التيار الليبرالى والعلمانى بهذه الفترة، بل وقد تعدى بعضهم ووصف شعباً بأكمله بالهمجية. لماذا لا تواجه من يخالفونك بأدوات فكرية متحضرة تظهر فيها بشجاعة توجهك السياسى والفكرى فيتبعه من شاء ويخالفه من شاء. أليست هذه هى الممارسة الديمقراطية التى تتشدقون بها؟ بل إن التجاوز قد بلغ مداه عندما تروج لمصطلحات سلبية لإقناع القراء بفظاعة ورجعية السلفيين مثل «الاتجار بالبشر وحقوق الأطفال» وغيرها من عبارات شأنها التسفيه من تيار بأكمله له تاريخه ووضعه الاجتماعى داخل المجتمع المصرى الحقيقى بجميع أنحاء مصر، هذا فى الوقت نفسه الذى واجه الدكتور عمرو مستمعيه بألمانيا وصرح لهم بأنه مناصر للعلمانية وأن استخدام المدنية إنما لمراعاة الواقع المصرى. أليس هذا هو الخداع بعينه عندما تتعدد الوجوه دون التصريح بحقيقة ما يكنه ضميرك من انحياز سياسى؟ إن التحذير فى المقال ليس للشعب المصرى، بل ربما يكون لمن حولك من أصدقاء يميلون لما تميل إليه من انحياز واضح لدولة علمانية أبعد ما تكون عن مراعاة الشريعة الإسلامية بمضمونها وليس بشكل فلكلورى مطموس ليس له طعم ولا رائحة. إذا كنت صادقاً فى البحث عن التوافق فابحث عن إرادة الشعب وقطاعاته المختلفة وقدم رؤيتك ورؤية من تمثلهم، ثم ابذل الجهد فى الوصول إلى ما يقترب من إرضاء الجميع ويعبر عن رغبتهم. أما أن تقابل إرادة مخالفيك بالتسفيه والتشويه دون بذل الجهد فى التعبير عن وجهة نظرك بشفافية كاملة ووضوح وتكتفى بإسقاطهم، فمن وجهة نظرى هذه هى السطحية السياسية التى نعانى منها جميعاً الآن. هذا لا يعنى اتفاقى مع بعض ممارسات التيار السلفى السياسية، ولا يعنى موافقتى على ما ورد بمسودة الدستور، التى أراها غير كافية، وبها الكثير من العوار السياسى والقانونى، وليست بالشكل المتوازن من حيث إدارة الدولة وسلطات الرئيس وغيره، ولكنى أيضاً لا أوافق إطلاقاً أن يأتى دستور يحوى بنوداً تخالف الثوابت الإسلامية وتعيق إقامة الدين وتوجه المجتمع المصرى نحو ثقافة غريبة ليست من أصل مكوناته الثقافية والدينية. أخيراً، فإن أكثر ما يحتاجه الوطن الآن هو البحث عن المشترك والبعد عن الإقصاء والتهميش ومصادمة ثوابت الأمة، وهذا لا يعنى عدم اختلاف الطرح والمضمون ولكن على أسس من احترام الغير، وعدم السعى لهدم الآخر أو تخوينه، والذى من شأنه زيادة حدة الاستقطاب الحاد الذى وصل لمرحلة لا يعلم عقباها إلا الله. «والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون».
__________________
|
العلامات المرجعية |
|
|