اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > ركن الأسرة > ركن العائلة

ركن العائلة منتدى يهتم بكل ما يخص الأسرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-10-2012, 09:28 AM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
مشرف سوبر ركن مسك الكلام فى الاسلام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,696
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New الأمانة والأسرة


فى مسيرتنا الحالية قد لا نُخطئ أن الأمانة محدد أساسى للعمل العام والخاص.. وفى هذا السياق نجد أن خيانة الأمانة التى يتحدث عنها قانون العقوبات تتحدث فقط عن شق مادى ينحصر فى وقائع مادية بالكامل، رغم أن الأمر أبعد من هذا وأعمق. الخيانة لا تقف عند حد الشق المادى المالى أو حد الشق المادى الجسدى، بل تتعداه إلى الجانب المعنوى وهو أخطر وأعم تأثيرًا. وللأسف الخيانة التى نعرفها لا تتعامل مع الفكر بل مع المال والجسد فى خطوة قصيرة، فى حين أن الخيانة بمفهومها الشامل أسوأ لأنها تعم العديد من أركان المجتمع.. وحتى تتضح المقولة فلنأخذ الأسرة كمثال.. الخيانة الأسرية تتعلق عند العامة بالجسد أو بمقدمات لهذا الأمر؛ لأننا لم نُنَظِّر دور الأسرة وأركانها ومسئوليات وواجبات وحقوق أفرادها.. والعجيب فى الأمر أن أى محاولة لتنظير الموضوع تقابل بالرفض من عدة أطراف رغم أن القضية مطروحة فى مختلف المحافل وعلى مختلف الأصعدة ومنها منظمات الأمم المتحدة.. ورغم أن التصدى لتمييع دور الأسرة حفاظًا على النمط الطبيعى لها يستغرق جل الجهد إلا أنه يتبقى لتوصيف الأدوار والعلاقات داخل الأسرة وخارجها بعض الجهد وإن قل.. فى تصدينا لتقنين دور أفراد الأسرة فى الغرب سنجد خللاً على صعيد العلاقة بين الأبناء والوالدين، حيث يتوجب على الآباء رعاية أبنائهم فى المراحل الأولى من حياتهم قانونًا بمحددات يقيمها القانون مثل عدم ال*** وغيره، وفى المقابل لا يلزم القانون الأبناء حين يشبوا بأى واجبات.. ولكن المجتمع الغربى الذى تفسخ فيه دور الأسرة بعد الحرب العالمية الثانية بدرجة ملموسة يجد فى الفردية الطاغية على حياة مختلف أفراده نمطًا عاديًا رغم الخلل الحادث فى أدوار أفراد الأسرة أخذًا وعطاءً.. ورغم أن الأمر يجبر العديد من الأفراد والمنظمات على النظر فى أدوار أفراد الأسرة وفى وضع الأسرة ككل إلا أن صوت هذه المنظمات مازال خافتًا وإن كان يتصاعد بدرجة ملموسة.. قد نتعجب توجهات البعض فى الغرب تجاه عمل المرأة ودورها فى تنشئة الأبناء لأن هذه الدعوات عندنا يتم التصدى لها بصورة حادة.. ورغم الفردية الحادة التى يقوم عليها المجتمع الغربى والتى تعطى أحيانًا للمجتمع دفعه المادى، إلا أن ما أنتجه المجتمع من قيم بات مقلقًا عند بعض مفكرى الغرب.
وفى مقابل ما ترصده دراسات الغرب عن دور الأسرة نجد أن تناولنا للموضوع مبتور ولا يسير على نهج تكاملى؛ نتيجة تجاذب مختلف الأطراف لثوب القضية دون توحد فى الرؤى أو محاولة للاقتراب المنطقى منها بناءً على منطلقات فكرية لا تسمح للرؤية المنطقية أن تشق طريقها.. فى هذا السياق فإن قضية عمل المرأة عندنا مثلاً يتم إلباسها عدة عباءات طبقًا لمنطلقات من يتعامل معها بصرف النظر عن واقعها الفعلى، بل ويتم إلباسها أحيانًا منطلقات غربية غريبة عن فكر المجتمع المصرى.. لقد مارست المرأة وباستمرار دورًا مهمًا فى سياق تنمية المجتمعات الشرقية بل والغربية، كما شاركت فى مختلف المهام حينما تطلبت الحاجة ذلك انطلاقًا من رؤية شاملة لمسار المجتمع، فكانت بجانب الرجل فى مختلف الأعمال ومنها الحروب، بأدوار تتناسب مع طبيعتها وتتكامل مع دور الرجل، ولا تتطاحن معه.. كما خرجت للأعمال الشاقة حينما فقدت أوروبا فى حربين عالميتين الملايين من رجالها العاملين.. ومع بزوغ حركات تحرر المرأة فى الغرب نتيجة تدنى أجرها عن أجر الرجل الذى يحمل نفس مؤهلاتها (وحتى الآن) وفقدها اسم عائلتها لصالح اسم عائلة زوجها وعدم الاعتداد بذمة مالية منفصلة للمرأة ووقوف التشريعات ضد حقها فى الانتخاب حتى عهد قريب، فسويسرا على سبيل المثال لم تمنحها حق الانتخاب إلا عام 1971م، فى حين أن تلك الأمور مقررة فى تشريعاتنا منذ عهود.. ورغم ذلك سارت حركات تحرر المرأة فى مجتمعاتنا فى إطار الجوانب الشكلية ومنها اللباس وغيره من الأمور التى لا تمس أساس قضية وضع المرأة فى المجتمع ودورها فى التنمية، فباتت المعالجة مبتورة تنزع إلى جانب وتنزع من الرداء جانبًا آخر.. لا يمكننا ادعاء الصدق إذا نحن أغفلنا وضع المرأة الحالى فى المجتمع من عدة نواحى أهمها الجهل بواجب وبحق الإنسان ذكرًا كان أم أنثى فى مختلف معاملاته والركون إلى السلبية والنزوع إلى الفردية مما شكل عائقًا أمام تنمية مجتمعنا العربى.. كما لم تتفهم المرأة المصرية دورها ولم تقتدى بالصالح من ممارسات بعض النساء الغربيات اللاتى ترتدين عدة قبعات فى أطوار حياتهن المختلفة حين تهتمن بتنشئة أبنائهن وحين تَعُدن لعملهن واللائى تتكاملن بأعمالهن فى نمط عمل عائلى فى مناطق متعددة من المجتمعات الغربية ومنها أمريكا.. القضية لم تعد قاصرة على مجتمعنا فالمجتمعات الغربية تعانى أيضًا من مشكلات أسرية حادة، ولكننا نأبى إلا أن نتمثل قشرة مشكلاتها ونتغافل عن جوهر مشكلاتنا التى تنشأ نتيجة عدم تنميط أساسيات العلاقة داخل وخارج الأسرة.. ورغم وجود أنماط للتكامل الأسرى سادت مجتمعاتنا فى فترات زمنية سابقة خاصة فى الريف إلا أن ما حدث من محاولة التقليد الأعمى لكل ما هو غربى أفضى إلى تفكك أغلب تلك الأنماط لصالح السلبية المطلقة.. لم تعد الأسرة المصرية فى المجمل الأعم محل اهتمام أفرادها، وغاب عن الأسرة دور القيادة لصالح فردية أفرادها، وانحصر دور الأب على جلب المال فى خضم الحياة المادية المتسارعة، ودور الأم على عملها فى الخارج لتحقيق ذاتها بعيدًا عن الأسرة، أو شغل وقتها فى أعمال لا تضيف للأسرة أى إضافة، وبالتالى بات على الأبناء البحث عن حضن آخر غير حضن الأم الواعى الذى ترك عقله لهواه وسلبيته!، وحال المحاسبة نجد الاتهامات تساق للجميع من الجميع فلا الأب قام بواجبه كاملاً ولا الأم ولا الأبناء!، والنتيجة فتيان وفتيات لا يمكنهم تحمل المسئولية وكل همهم الحقوق لا الواجبات.. لقد غاب عن الأسرة قيم الأسرة وغاب عنها الهدف. حين كانت أسرة الفلاح المصرى وحدة إنتاجية واحدة كانت إضافة للمجتمع، ولكن الأسرة الآن بلا هوية وبلا هدف وبلا توجه.. أسارت أسرنا المصرية معصوبة الأعين على نهج المجتمع الذى حطم توجهات جزئياته، أم أن السلبية والهدم أيسر، أم هى خيانة الأمانة؟، وهل شكل غياب الهدف القومى أحد أسباب المشكلة؟.

أ.د. محمد يونس الحملاوى
أستاذ هندسة الحاسبات، كلية الهندسة، جامعة الأزهر


__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 04:21 PM.