اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حي على الفلاح

حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-10-2012, 06:10 PM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,687
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New مدي انتشار الفكر التكفيري.. وأسبابه




بقلم د/ كمال حبيب
ما هو الفكر التكفيري؟.. أي الفكر الذي لا يلتزم بالنسق القيمي والفكري والتشريعي والأصولي الذي أسسه عامة علماء المسلمين منذ بعثة النبي (صلي الله عليه وسلم).. وعرف باسم "أهل السنة والجماعة".. ومن ثم فهو فكر علي هامش النسق الرئيسي لما يعتقده عامة المسلمين وعلماؤهم .
إذن هو فكر هامشي يستند إلي النصوص العامة دون أن يزاوج بينها وبين ما يقيد إطلاقها أو يخصص عمومها أو يقلب معانيها بين اللغوي والشرعي.
وقد كان ظهور الفكر التكفيري في تاريخ المسلمين مع الخوارج الذين رفعوا شعار " إن الحكم إلا لله " في مواجهة ا لإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه لما قبل الصلح أو التحاكم بينه وبين أنصار معاوية .
أشار النبي (صلي الله عليه وسلم) إلي الخوارج وسماتهم في حديثه المعروف حين قسم ذهيبة جاءته بين الناس .. فقام رجل إليه يجذبه وهو يقول : "اعدل يا محمد" .. فقال النبي (صلي الله عليه وسلم): " ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل".. فقام إليه عمر يريد قتله فقال له النبي (صلي الله عليه وسلم) :
" دعه.. فإنه يخرج من ضأضئي هذا قوم حدثاء الأسنان.. سفهاء الأحلام.. يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم.. يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية.. تحقرون صلاتكم إلي صلاتهم وصيامكم إلي صيامهم ".
هنا ندخل في عالم السمات النفسية لهؤلاء الخوارج الذين خرجوا علي علي بن أبي طالب (رضي الله عنه).. فهم صغار في السن لا يملكون عقلا ً يجاوز اللحظة التي يعيشونها .. فهم لا يعرفون المقاصد ولا ما وراء النصوص.. ولا علاقة لهم بالواقع أو العالم.. مندفعين تحكمهم العواطف.. عندهم جرأة علي ذوي الهيئات من العلماء والحكام .. كما فعل ذو الخويصرة التميمي مع النبي (صلي الله عليه وسلم).. وكما فعل الخوارج مع عبد الله بن خباب بن الأرت حيث قتلوه وزوجته لأنه يقول بموالاة الخلفاء عثمان وعلي رضي الله عنهما.
هنا عالم لبناء نسق فكري يكفر الناس بالمعصية ويري أن الإيمان هو العمل.. فإذا ضاع منه شئ فقد ضاع كله ويخلد صاحبه في النار .
فمن فعل المعصية من المسلمين فقد نقض التوحيد والشهادتين وصار من أهل الخلود في النار.. علي عكس ما يذهب إليه أهل السنة والجماعة من الإيمان مركب وأن ذهاب بعضه لا يذهب أصله.. فمن عمل معصية فإنه يظل مسلما وأنه في مشيئة الله إن شاء عذبه وإن شاء عفي عنه.. كما في قوله تعالي " إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ " .
فهناك ذنب واحد لا يغفره الله سبحانه وتعالي إلا بالتوبة .. وهو الشرك الأكبر المخرج من الملة وما دون ذلك من ذنوب.. فهي عند الله تعالي إن شاء عذبه وإن شاء عفا عنه حتي لو لم يتب .
وهذا النسق الفكري الخوارجي مخالف لنسق التيار الرئيسي في الفكر الإسلامي وهو فكر أهل السنة والجماعة الذي يقوم علي الوسطية والعدل والأخذ في الاعتبار إنسانية الإنسان وأيضا سعة رحمة الديان تجاه عباده .
عرفت مصر إشكالية التكفير والهجرة في السجون الناصرية في الستينيات .. فقد طالع عالم أزهري اسمه علي عبده إسماعيل كتب الخوارج القديمة وطرح إشكالية تكفير الحاكم والدولة المصرية التي تعذب الإسلاميين في السجون.. وتبعه في ذلك شكري مصطفي الذي أسس جماعة التكفير والهجرة وكان أطلق عليها "جماعة المسلمين ".. وبدأ هذا الشاب يؤسس لتعريف جديد للمسلم وتعريف جديد للعلوم الإسلامية وتبعه شباب من طلبة الجامعات في ذلك الوقت وقد أقدمت الجماعة علي قتل الشيخ الذهبي عام 1977م.. وطرحت في المعتقلات جدال حول فكر التكفير وهو ما جعل جماعة الإخوان المسلمين تكتب كتاب " دعاة لا قضاة ".. أي أن الدعوة هو وظيفة المسلم وليس الحكم علي الناس.. فذلك شأن الله سبحانه وتعالي .
أسباب انتشار الفكر التكفيري
وجود أزمة عميقة في المجتمع:.. فالفكر التكفيري ينتشر في أوقات الأزمات.. ففي زمن علي بن أبي طالب كانت هناك أزمة انتقال سلطة في المجتمع الإسلامي وأزمة تحول المجتمع من مجتمع بسيط إلي مجتمع أكثر رفاهية.
وفي الفترة الناصرية وجدت أزمة متصلة بطبيعة الدولة وموقفها من الإسلام .. وخاصة في ظل سياق التحول نحو الفكر الاشتراكي والميثاق.
وفي الفترة التي انتعش فيها فكر القاعدة ارتبطت بتحول في رؤية الغرب تجاه العالم الإسلامي واعتباره عدوا وصعود فلسفة صدام الحضارات وتحولها إلي واقع وسياسة علي يد المحافظين الجدد واحتلال بلدان في العالم الإسلامي كالعراق وفي العالم الإسلامي كأفغانستان.
واليوم هناك أزمة في مصر هي أزمة انتقال السلطة والتحول إلي نظام سياسي جديد .
الفكر الخوارجي التكفيري: هو فكر احتجاجي .. ومن ثم فإنه ينتعش في ظل وجود نظم سياسية تفتقد إلي الشرعية والإنجاز.. خاصة في المجال الاقتصادي – الاجتماعي.. كما أنها نظم ينتشر فيها الفساد وتغيب أسس وقواعد الحساب والمسئولية.. ومن ثم فإن النظم التي يتسع فيها الفقر والبطالة والمهمشين ويغيب فيها العدل الاجتماعي وتهتز المكانة للمجتمعات التقليدية ويعصف الحراك الاجتماعي بقواعد المجتمع هي نظم تستدعي الفكر التكفيري.. فهو راية للاحتجاج الاقتصادي – الاجتماعي يرفع راية تعطي معني ديني لذلك الاحتجاج.. وفي الخبرة الإسلامية عرفت مناطق المغرب العربي حركات احتجاج خوارجية للتعبير عن التهميش والظلم الاجتماعي وغياب قواعد العدل في ظل الدولة الأموية وغيرها .
وجود فائض طاقة في المجتمع لا يتم استخدامها علي الوجه الأكمل بسبب غياب المشاريع القومية التي تستوعب طاقة شباب الأمة .. وهذا يفسر لنا انتشار الفكر التكفيري في أوساط الشباب وفي العالم العربي ومصر.
فإن الديموجرافيا تقول إن مجتمعاتنا هي مجتمعات شباب ( 18-25).. وهذه الفترة العمرية هي أكثر الفترات التي يستجيب فيها الشباب للأفكار الغريبة أو يري أنه من حقه أن يقرر لمجتمعه ما يجب عليه أن يفعله.. وهنا نجد حديث السلفية الجهادية في سيناء عن حقها في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي دون وعي أن قرار المجتمع الاستراتيجي لا تقرره فئة من المجتمع .. وإنما يقرره صناع القرار السياسي معبرا عن الدولة جميعها.. وسوف نري في تاريخ فكر التكفير والخوارج بشكل عام أنهم حدثاء الأسنان – أي صغار في السن .
التأويل الديني لمفهوم الحاكمية.. بمعني أن الحكم لله وهو ما يعني التكفير لفئات واسعة ممن يعملون في الدولة كحكام أو مستشاريهم.. أو من يوجهون القرار أو يصنعونه في دوائر الحكم والسياسة والقضاء والتعليم وغيرها.. بل قد يمتد الحكم بالتكفير ليشمل من يلجأ إلي هذه الجهات من أفراد المجتمع نفسه.
وهنا يستند هؤلاء إلي تأويل قوله تعالي "وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ " .. وغيرها من آيات سورة المائدة .. ولا يقبلون تأويلات الفقهاء المسلمين القدامي بأن هذا كفر دون كفر .. أو أن هذا كفر عملي وليس كفرا اعتقاديا ً .
فعلماء السلف فرقوا بين الكفر الاعتقادي الذي يعتقد أن حكم غير الله وشرائعه أفضل وأعدل وأحسن لسياسة الناس من حكم الله .. وبين من لا يعتقد ذلك.. وهناك أحكام للضرورة والتدريج وغيرها .
أن أحكام الديار التي يسكنها المسلمون اليوم أصبحت ديار كفر لأنها لا تعلوها أحكام الشريعة الإسلامية.. وهو ما يعني أن الأوطان والديار التي يقيم فيها المسلمون اليوم لم تعد ديار إسلام وهنا تنشأ في نفس من يذهب لتلك التأويلات مفاهيم غريبة مثل استحلال أموال من يقيمون فيها واعتزالهم وعدم مشاركتهم فيما يفعلون وحرمة التعامل مع مؤسسات الدولة .. بل وقتالها باعتبارها طائفة ممتنعة عن الالتزام بتنفيذ أحكام الشريعة وتحول دون تطبيقها .
مفاهيم الولاء والبراء التي تجعل الشعور بالانتماء هي للدولة التي تحكم بالشريعة .. ومن ثم فإن الدولة التي لا تحكم بالشريعة وتذهب مذاهب العلمانية الغربية يجب التبرؤ منها والعمل علي مقاومتها وإسقاطها لإقامة الدولة المسلمة أو إقامة الخلافة الإسلامية التي سقطت بتآمر دولي عام 1924 م.. ويمكن لمفاهيم الولاء والبراء أن تؤسس لموقف حركي في مواجهة الدولة والجماعة التي يعيش فيها هؤلاء المتأولين يصل إلي حد القتال والمواجهة.. كما حدث في أحداث العنف التي واجهتها مصر في التسعينيات .. وتلك التي تواجهها سيناء الآن .


العالم كله يتآمر علي العالم الإسلامي ودياره كلها ديار كفر.. ومن ثم فهي مقصودة بالحرب والقتال.. وتلك هي العلاقة الرئيسية مع هذا العالم.. ولا يستخدم أولئك لفظ مدني وعسكري للتمييز في توجيه العنف والقتال تجاههم بحسب مراتبهم وأعمالهم.. وإنما هم يتسخدمون مصطلح دار الكفر ودار الإسلام وديار الكفر تقصد عالم الإسلام بالتآمر والاستغلال وفرض الهيمنة وهم يدعمون النظم المستبدة المرتدة التي لا تحكم بالشريعة .
السمات النفسية الخاصة لمن يذهب لفكر التكفير فهو يري كل ما حوله من عوالم وأفكار وبشر مناقض للإسلام .. ومن ثم يجب أن يتم إعادتهم إليه عن طريق إعادة تعريف الإسلام والعلم والعالم والدار.. وكأنه يكتشف لأول مرة هذه المفاهيم التي كانت موجودة أصلا ً .
فإعادة الاكتشاف وتمثل الهداية للعالم هي تعبير عما أطلق عليه " النفسية المهدوية " التي تري نفسها مخلصة العالم من آثامه وشروره ليعم الخير ويزول الظلم.. وهذه النفسية المهدوية منفصلة عن العالم والواقع وتركز في عالم ماض من السلفية التي عبرت عن انتصار الإسلام وقوته .
الضغوط الغربية علي العالم العربي والإسلامي عن طريق زرع الكيان الصهيوني في فلسطين وطرح المسألة الشرقية.. بمعني القضاء علي دولة الخلافة الإسلامية وهناك الازدواجية الغربية في التعامل مع إسرائيل تجاه قضايا العالم العربي .. وهناك المجتمعات الغربية المتجهة إلي الأصولية فأصبحنا أمام الأصولية الإنجيلية .. ثم الأصولية اليهودية.. وهو ما أنتج أصولية عربية – إسلامية لمواجهة تلك الأصوليات .. وفي حالة سيناء هناك وضع إقليمي متمثل في التجاور الجغرافي مع فلسطين وغزة والتداخل معهما.. وهو ما يفرض بإلحاح ثقل التواجد الصهيوني علي النفس المصرية السيناوية والفلسطينية معا ً.. وهو ما يستدعي أفكار ذات طابع تكفيري تجاه من يحول بين هؤلاء الشباب وقتال اليهود والصليبيين .
الجهل بالدين وبأدوات التخريج العلمي والقياس الفقهي .. خاصة أن كل من يذهب للتكفير لم يتلق تعليما ً دينيا ً مدرسيا ً .. ومن ثم فإنه لا يملك الأدوات التي تمكنه من الفهم للأحكام الشرعية وتطبيقها علي الواقع.. كما أنه لا يمكنه أن يسبر الفروق بين أنواع الواقع المختلفة التي تطبق فيها الأحكام.
كما أن التأمل في المقاصد الشرعية للأحكام ليست داخلة في اهتمام هؤلاء التكفيريين.. ومن ثم فهم يرفضون آليات إدارة المجتمعات المعاصرة مثل اختيار الحكام عن طريق صناديق الاقتراع أو تأسيس أحزاب سياسية أو اعتبار البرلمانات أداة حديثة للتشريع فيما يحقق مصالح الناس.
كما أنهم يتمسكون بظواهر مثل أن السيادة لله ووضعها في تعارض مع سلطة الشعب واعتباره مصدرا ً للسلطات.. كما أن استدعاء أفكار مثل حكم الديار والطائفة الممتنعة وتكفير الحكام وغيرها دون مراعاة الواقع وفروق الدهور والعصور يقود إلي الذهاب للتكفير.
مدي انتشار الفكر التكفيري

الفكر التكفيري ليس له قبول أو انتشار في مصر.. لأن فكرة التكفير تحمل بذور فنائها وهي غير قابلة للتواجد أو الاستمرار.. كما أن الفكر السلفي الجهادي الممزوج بالعنف ليس له انتشار أو قبول بعد المراجعات الواسعة التي قامت بها التنظيمات الكبري في التسعينيات .. كما أن ظهور التيار السلفي وانتشاره قلص التواجد التكفيري في محافظات الدلتا والصعيد .
ويمكننا القول إن الفكر التكفيري والسلفي الجهادي ينتشر الآن بدرجة قوية في سيناء باعتبارها منطقة بعيدة عن سلطة الدولة.. وحين تغيب الدولة وسلطتها يتعاظم تواجد الفكر التكفيري والسلفي الجهادي لأنه فكر فوضوي يرفض فكرة السلطة ويغلب فكرة المجتمع الذي يعيش وفق الأعراف بعيدا ًعن القوانين والمؤسسات .. ولأن سيناء يغلب عليها العرف ويغلب عليها القبيلة كوحدة اجتماعية فإنها أقرب لمزاج الفكر التكفيري والسلفي الجهادي.
وتشير المعلومات إلي ارتباط بعض التكفيريين في سيناء بأفكار مماثلة علي الجانب الآخر في غزة .. حيث تختلط فكرة التكفير بالقتال في مواجهة الكيان الصهيوني .
كما أن هناك تواصل مع بعض من يحملون هذا الفكر في محافظات الدلتا مثل محافظة المنوفية وربما في بعض محافظات الصعيد كالفيوم واللتان يتسمان عامة بكثافة الشعور الديني مع مشاكل اقتصادية واجتماعية حادة .
لا يمثل الفكر التكفيري خطرا ً علي المدى المتوسط والبعيد.. وإنما يمثل خطرا علي المدي القصير في أوقات الأزمات كما تشير العديد من الدراسات.
ومن ثم فإنه إذا استطاعت الدولة المصرية بعد الثورة استكمال أهدافها في "العيش والحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية".. فإن ذلك سيؤدي إلي تهميش الفكر التكفيري والسلفي الجهادي.
أما إذا أخفقت التحولات الانتقالية في استلهام أهداف الثورة المصرية فإن ذلك سيؤدي إلي تعاظم الفكر التكفيري والسلفي الجهادي .

__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 01:47 AM.