اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حى على الفلاح

حى على الفلاح موضوعات و حوارات و مقالات إسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-10-2012, 11:38 PM
Khaled Soliman Khaled Soliman غير متواجد حالياً
معلم أول أ لغة إنجليزية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 9,299
معدل تقييم المستوى: 25
Khaled Soliman has a spectacular aura about
افتراضي الفقـــــــــــــــــه العلمــــــــــــــــــــــــــــــــــاني







الفقه العلمانى
------------
بقلم / حسام عبد العزيز

ﺑﺴﻢ الله ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ .
...

ﻫﺬﺍ ﺷﺮﺡ ﻧﺎﻓﻊ ﻭﺟﻤﻊ ﻣﺎﺗﻊ ﺃﻟﻔﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻔقه
ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻲ


ﻭﻫﻮ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻧﺘﺸﺮ ﻓﻲ ﺑﻼﺩﻧﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻭﺍﻟﺤﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﻣﻴﻼﺩ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﺻﻠﻰ الله ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ.

ﺃﻭﻻ : ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ

ﺃﺟﻤﻊ ﺑﻨﻮ ﻋﻠﻤﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ الله ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺩﺧﻞ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ .

بهذﺍ ﻗﺎﻝ
ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﻣﻨﺘﺼﺮ ﻭﺣﻜﺎﻩ ﻏﻴﺮ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺃﻓﺎﺿﻞ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﻴﻦ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ
ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﺍﻟﺠﻤﻞ.

ﻛﻤﺎ ﺃﺟﻤﻌﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻜﻔﺮ ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻱ.

ﻧﻘﻞ ﻫﺬﺍ ﻭﺍﺋﻞ ﺑﻦ ﺍﻹﺑﺮﺍﺷﻲ .

ﻭﻗﺪ ﺑﻠﻐﻨﺎ ﺃﻥ ﺑﻼﻝ ﺑﻦ ﻓﻀﻞ ﺃﺛﻨﻰ ﻋﻠﻰ
ﺭﺟﻞ ﻣﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻴﺔ ﻭﺗﺮﺣﻢ ﻋﻠﻴﻪ.

ﻭﻛﺮﻫﻮﺍ ﻭﺻﻒ ﺃﻗﺒﺎﻁ ﻣﺼﺮ ﺑﺎﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﺑﻞ ﻣﺴﻴﺤﻴﻴﻦ، ﺩﺭﺀﺍ ﻟﻠﻔﺘﻨﺔ.

ﻭﻟﻢ ﻳﺮﻭﺍ ﺑﺄﺳﺎ ﺑﻮﺻﻒ ﺑﺎﺑﺎ ﺍﻷﻗﺒﺎﻁ ﺑﺴﻴﺪﻧﺎ .
ﺑﺮﻫﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺘﻪ ﻧﻮﺍﺭﺓ ﺑﻨﺖ ﻧﺠﻢ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﺍﻟﺴﻨﻴﺔ ﻭﻗﻴﻞ ﻫﻲ ﺷﻴﻌﻴﺔ ﻭﺃﻣﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﻃﻬﺮﺍﻥ.

ﻣﺴﺄﻟﺔ : ﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﻣﻦ ﻧﺼﺮﺍﻧﻲ

ﻫﻮ ﻣﺒﺎﺡ ﺍﺗﻔﺎﻗﺎ . ﻭﻗﺪ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻋﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺣﻤﺰﺍﻭﻱ ﺃﻧﻪ ﻧﺎﺩﻯ
ﺑﺰﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﻣﻦ ﻧﺼﺮﺍﻧﻲ، ﻭﻟﻤﺎ ﻋﻮﺗﺐ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺭﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﻗﺎﻝ
ﺑﻞ ﻳُﺒﺎﺡ ﻭﻻ ﻳُﺠﺐ .

ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺒﺮﺍﺩﻋﻲ ﺑﻞ ﻳُﺴﺘﺤﺐ ﻭﻋُﺮﺿﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺨﺮﺟﺔ
ﺯﻭﺟﺖ ﻣﺴﻠﻤﺔ ﻣﻦ ﻧﺼﺮﺍﻧﻲ ﻓﻲ ﻓﻴﻠﻢ ﻓﻘﺒَّﻠﻬﺎ ﻭﺃﺟﺎﺯﻫﺎ.

ﻣﺴﺄﻟﺔ : ﺗﻬﻨﺌﺔ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ

ﻫﻲ ﻭﺍﺟﺒﺔ ﻷﺛﺮﻫﺎ ﺍﻟﻤﺪﻫﺶ ﻓﻲ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ، ﻭﻧﻘﻞ ﺍﺑﻦ ﺍﻹﺑﺮﺍﺷﻲ ﺍﻹﺟﻤﺎﻉ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﻻ ﺑﺄﺱ ﺃﻥ ﺗﺴﻤﻊ ﻓﻲ ﻗﺪﺍﺱ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ
ﺛﺎﻟﺚ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺎ ﺩﻣﺖ ﻣﺆﻣﻨﺎ ﺑﻮﺣﺪﺍﻧﻴﺘﻪ.

ﻣﺴﺄﻟﺔ : ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ

ﻳﻜﺮﻩ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻗﻮﻻ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﺑﺮﻫﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻩ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺒﺮﺍﺩﻋﻲ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺣﻤﺎﻝ ﺃﻭﺟﻪ.
ﻭﺯﺍﺩ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﻟﻔﻈﺔ
“ ﺍﺗﺮﻛﻮﻩ .”
ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻞ ﻳﺤﺮُﻡ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻟﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﻔﺎﺳﺪ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺀ
ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺗﻨﻔﻴﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ .

ﻭﻧﻌﺘﺖ ﻓﻘﻴﻬﺔ
ﻣﺼﺮ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺑﻨﺖ ﻧﺎﻋﻮﺕ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺑﺄﻧﻪ ﻋﻨﺼﺮﻳﺔ.

ﺛﺎﻧﻴﺎ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﻭﺳﻨﻦ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ

ﺧﺘﺎﻥ ﺍﻷﻧﺜﻰ ﺣﺮﺍﻡ ﺑﺎﻹﺟﻤﺎﻉ ﻭﻛﺬﺍ ﺍﻟﻠﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻘﺎﺏ ﻭﺍﻟﻘﻤﻴﺺ ﻛﻠﻬﺎ ﻋﺎﺩﺍﺕ ﻣﺬﻣﻮﻣﺔ.

ﺣﻜﻰ ﺫﻟﻚ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﻛﺎﻥ ﻭﺯﻳﺮﺍ ﻟﻠﻌﺴﺲ ﺯﻣﺎﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ .

ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺟﻤﻌﺔ ﻣﻔﺘﻲ ﻣﺼﺮ :
ﺍﻟﻠﺤﻴﺔ ﺳﻨﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﺗﺮﻛﻬﺎ ﺃﻭﻟﻰ.
ﺍﻧﺘﻬﻰ.
ﻭﺍﻷﻭﻝ ﺃﺭﺟﺢ والله ﺃﻋﻠﻰ ﻭﺃﻋﻠﻢ.

ﻭﺍﻟﻌﻘﻴﻘﺔ ﺑﺪﻋﺔ ﻣﻨﻜﺮﺓ ﻭﺍﻷﺻﻞ ﺍﻟﺴﺒﻮﻉ .

ﻫﻮ ﻗﻮﻝ ﻧﺒﻴﻞ ﺑﻦ ﺷﺮﻑ ﺍﻟﺪﻳﻦ.

ﻣﺴﺄﻟﺘﺎﻥ ﺍﻟﺒﻜﻴﻨﻲ ﻭﺍﻟﻨﻘﺎﺏ:
ﻭﻳﻜﺮﻩ ﺍﻟﺒﻜﻴﻨﻲ ﻭﻛﺬﺍ ﺍﻟﺨﻤﺮ ﻟﻜﻨﻬﻤﺎ ﺟﺎﺋﺰﺍﻥ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺎ ﺑﻨﻴﺔ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺑﻴﺖ ﻣﺎﻝ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﻌﻮﺍﺋﺪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺣﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﻣﻦ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻌﺠﻢ،

ﻭﺟﺰﻡ ﻓﺎﺭﻭﻕ ﺑﻦ ﺍﻟﻔﻴﺸﺎﻭﻱ ﺑﺄﻥ ﻣﺎﻧﻌﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺣﺔ ﻛﻔﺎﺭ ﺧﺎﺭﺟﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻠﺔ .
ﺑﺮﻫﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ
ﺫﻛﺮﺗﻪ ﺑﻨﺖ ﻧﺎﻋﻮﺕ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻓﻊ ﺍﻟﺘﻌﺮﻱ ﻭﻓﻀﻞ ﺍﻻﺳﺘﺰﺍﺩﺓ ﻣﻦ ﺷﻤﺲ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ .

ﻟﻜﻨﻬﻢ ﺃﺟﻤﻌﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻘﺎﺏ ﻋﺎﺩﺓ ﻣﻨﻜﺮﺓ ﻻ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ
ﻛﺘﺎﺏ ﺃﻭ ﺳﻨﺔ.

ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ

ﻳُﻜﺮﻩ ﻗﻮﻻ ﻭﺍﺣﺪﺍ. ﻗﺎﻝ ﺫﻟﻚ ﻧﺒﻴﻞ ﺑﻦ ﺷﺮﻑ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﻭﺍﻓﻘﺘﻪ ﺇﻗﺒﺎﻝ ﺑﻨﺖ ﺑﺮﻛﺔ .

ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺒﺮﺍﺩﻋﻲ ﻫﻮ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﻄﻘﻲ ﺑﻌﺪ ﺳﻦ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻦ .

ﻭﻗﺎﻝ
ﻋﻼﺀ ﺑﻦ ﺍﻷﺳﻮﺍﻧﻲ : ﺍﻻﺣﺘﺸﺎﻡ ﻓﺮﺽ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ.

ﻭﺃﺟﻤﻌﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻓﺮﻳﻀﺔ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻧُﺴﺨﺖ
ﺑﻤﻮﺕ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻠﺨﻠﻴﻔﺔ ﺃﻥ ﻳﺤﻤﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻞ ﺷﻲﺀ ﺩﻳﻨﻲ،

ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺩﻧﻴﻮﻳﺎ ﻛﻀﺒﻂ ﺍﻟﻤﺮﻭﺭ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻓﻬﺬﺍ
ﺣﺴﻦ ﺑﻼ ﺧﻼﻑ .

ﻭﺣﺪﺛﻨﺎ ﻏﻴﺮ ﻭﺍﺣﺪ ﺃﻥ ﻋﻤﺎﺩ ﺃﺑﻮ ﻏﺎﺯﻱ ـ ﻭﻛﺎﻥ ﻭﺯﻳﺮﺍ
ﻟﻠﻤﻌﺎﺭﻑ ﺑﻤﺼﺮ ﺇﺑﺎﻥ ﺯﻣﺎﻥ ﻋﺼﺎﻡ ﺷﺮﻑ ـ ﻛﺮﻩ ﻣﻌﺎﻗﺒﺔ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺮ ﺑﺎﻟﻔﻄﺮ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﺭ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻭﻃﺎﻟﺐ ﺑﺈﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻷﺯﻫﺮﻱ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﺑﻮﺻﻔﻪ ﻳﻔﺘﺖ
ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ.
ﻭﻟﻢ ﻳﺮﻭﺍ ﺑﺄﺳﺎ ﺑﺎﻟﻠﻮﺍﻁ ﻭﺍﻟﺴﺤﺎﻕ.

ﻭﻗﺪ ﺳﺌﻞ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻋﻼﺀ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ
ﻓﻘﺎﻝ ﺃﻛﺮﻫﻪ ﻟﻜﻨﻪ ﺟﺎﺋﺰ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ الله.

ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺇﻳﻨﺎﺱ ﺑﻨﺖ ﺍﻟﺪﻏﻴﺪﻱ
ﺇﻥ الله ﻭﻋﺪ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺑﺎﻟﻠﻮﺍﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ .

ﺩﻟﻴﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:

ﻳﻄﻮﻑ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻟﺪﺍﻥ ﻣﺨﻠﺪﻭﻥ.

ﻭﻛﺮﻩ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﻋﻴﺴﻰ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﺑﺎﻵﺫﺍﻥ ﻭﻗﺎﻝ ﻫﻲ ﺑﺪﻋﺔ ﻣﻨﻜﺮﺓ ﻟﻢ
ﺗﻜﻦ ﻋﻠﻰ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ.

ﻭﻻ ﺑﺄﺱ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺑﻤﺼﺎﻓﺤﺔ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﻭﺗﻘﺒﻴﻠﻬﺎ.
ﺭُﻭﻱ ﺫﻟﻚ ﻋﻦ ﺟﻤﻬﻮﺭﻫﻢ.

ﻭﻫﻮ ﻗﻮﻝ ﺟﻤﺎﻝ ﺑﻦ ﺍﻟﺒﻨﺎ ﻭﻓﻌﻞ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺒﺮﺍﺩﻋﻲ . ﻭﺃﻧﻜﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﻠﺘﺤﻲ ﺃﻗﺒﻠﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﺑﻨﺖ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﻟﺘﺼﺎﻓﺤﻪ ﻓﺄﺑﻰ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻣﺮﺷﺤﺔ ﻟﺸﻮﺭﻯ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﻫﺬﺍ ﺗﻨﻄﻊ ﻣﺬﻣﻮﻡ.
,
ﻛﺘﺒﻪ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮ ﺇﻟﻰ الله ﺣﺴﺎﻡ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻧﺼﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﻱ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ

وإلى لقاء قريب مع أبواب أخرى لفقه بنى علمون

إن الإسلام إذا حاربوه اشتد و إذا تركوه امتدو الله بالمرصاد لمن يصدو هو غني عن من يرتد و بأسه عن المجرمين لا يُرد و إن كان العدو قد أعدفإن الله لا يُعجزه أحدفجدد الإيمان جدد ووحد الله وحد و سدد الصفوف سدد

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10-10-2012, 12:47 AM
صـوت الإسلام صـوت الإسلام غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 42
معدل تقييم المستوى: 0
صـوت الإسلام is on a distinguished road
افتراضي

إن المريض متى عرف داءه وعرف دواءه فهو جدير بأن يبادر إلى أخذ الدواء ثم يضعه على الداء .

هذه طبيعة الإنسان العاقل الذي يحب الحياة ويحب الخلاص من الأمراض ، يهمه أن يعرف الداء وأن يعرف الدواء .

ولكن بعض الناس قد يغلب عليه الداء ويستولي عليه حتى يرضى به ويستلذ وحتى يموت شعوره ، فلا يبالي بمن يصف له الدواء لأن الداء صار سجية وطبيعة له يرتاح له ويقنع بالبقاء معه لانحراف مزاجه وضعف بصيرته وغلبة الهوى عليه وعلى عقله وقلبه وتصرفاته كما هو الواقع في أكثر الناس بالنسبة للأدواء الدينية وعلاجها .

فقد استلذ الأكثر وطاب له البقاء على أمراضه وسيئاته التي أضعفته وعطلت حركاته وجعلته لا يحس بالداء في الحقيقة ولا يحس بنتائجه ولا بما يترتب عليه في العاجل والآجل ولا ينشد الدواء ولا يحرص عليه ولو وصف له وبين له ولو كان قريبا منه؛ لأنه لا يهم ذلك ، وما ذاك إلا لاستحكام الداء وارتياح النفس له وخفاء ضرره عليه وعدم الهمة العالية لتحصيل المطالب العالية .

وقد بين العلماء وأصحاب الفكر النير وأرباب البصيرة النافذة والخبرة بأحوال الأمم في هذا العصر وقبله بعصور أسباب ضعف المسلمين وتأخرهم ، كما بينوا وسائل العلاج الناجع ونتائجه وعاقبته إذا أحسن استعمال الدواء .

وترجع أسباب الضعف والتأخر وتسليط الأعداء إلى سبب نشأت عنه أسباب كثيرة وعامل واحد نشأت عنه عوامل كثيرة ، وهذا السبب الواحد والعامل الواحد هو : الجهل؛ الجهل بالله وبدينه وبالعواقب التي استولت على الأكثرية ، فصار العلم قليلا والجهل غالبا .

وعن هذا الجهل نشأت أسباب وعوامل منها حب الدنيا وكراهية الموت ، ومنها إضاعة الصلوات واتباع الشهوات ، ومنها عدم الإعداد للعدو والرضى بأخذ حاجاتهم من عدوهم وعدم الهمة العالية في إنتاج حاجاتهم من بلادهم وثرواتهم ، ونشأ عن ذلك أيضا التفرق والاختلاف وعدم جمع الكلمة وعدم الاتحاد وعدم التعاون .

فعن هذه الأسباب الخطيرة وثمراتها وموجباتها حصل ما حصل من الضعف أمام العدو والتأخر في كل شيء إلا ما شاء الله والإقبال على الشهوات المحرمة والشغل بما يصد عن سبيل الله وعن الهدى وعدم الإعداد للعدو لا من جهة الصناعة ولا من جهة السلاح الكافي الذي يخيف العدو ويعين على قتاله وجهاده وأخذ الحق منه وعدم إعداد الأبدان للجهاد وعدم صرف الأموال فيما ينبغي لإعداد العدة للعدو والتحرز من شره والدفاع عن الدين والوطن .

ونشأ عن ذلك المرض الحرص على تحصيل الدنيا بكل وسيلة وعلى جمعها بكل سبب وأصبح كل إنسان لا يهمه إلا نفسه وما يتعلق ببلاده وإن ذهب في ذلك دينه أو أكثره . هذا هو حال الأكثرية وهذا هو الغالب على الدول المنتسبة للإسلام اليوم بل يصح أن نقول إن هذا هو الواقع إلا ما شاء الله جل وعلا من بعض الإعداد وبعض التحرز على وجه ليس بالأكمل وليس بالمطلوب من كل الوجوه .

ويدل على أن أعظم الأسباب هو الجهل بالله وبدينه وبالحقائق التي يجب التمسك والأخذ بها - هو قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين رواه الشيخان البخاري ومسلم في الصحيحين ، مع آيات في المعنى وأحاديث كلها تدل على خبث الجهل وخبث عواقبه ونهايته وما يترتب عليه بل القرآن الكريم مملوء بالتنديد بالجهل وأهله والتحذير منه كما قال الله تعالى : (وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ) وقال سبحانه : (وَأَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ) إلى غير ذلك من الآيات التي تدل على ذم الجهل بالله والجهل بدينه والجهل بالعدو وبما يجب إعداده من الأهبة والاتحاد والتعاون وعن الجهل نشأت هذه الأشياء التي سبقت من فرقة واختلاف وإقبال على الشهوات وإضاعة لما أوجب الله وعدم إيثار الآخرة وعدم الانتساب إليها بصدق بل لا يهم الأكثرية إلا هذه العاجلة كما جاء في الآية الكريمة من كتاب الله (كَلا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ وكما في قوله جل وعلا فَأَمَّا مَنْ طَغَى وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى) إلخ .

وعن الجهل أيضا نشأت هذه الكوارث وهذه العواقب الرديئة التي هي حب الدنيا وكراهية الموت والإقبال على الشهوات وإضاعة الواجبات والصلوات وإضاعة الإعداد للعدو من كل الوجوه إلا ما شاء الله من ذلك . ومن ذلك التفرق والاختلاف وعدم الاتحاد والتعاون إلى غير ذلك .

فقوله صلى الله عليه وسلم : من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين يدل على أن من علامات الخير والسعادة للفرد والشعب والدولة أن يتفقهوا في الدين ، فإن الإقبال على التفقه في الدين والتعلم والتبصر بما يجب عليهم في العاجل والآجل من أوجب الواجبات ، وفي ذلك علامة على أن الله أراد بهم خيرا .

ومن ذلك - مع إعداد للعدو - تأدية فرائض الله والانتهاء عن محارم الله والوقوف عند حدود الله .

ومن ذلك أيضا أن يوجد في بلاد المسلمين من الصناعة والإعداد والقوة ما يستطيع كل فرد بكل وسيلة ، حتى لا تكون حاجاته عند عدوه ، وحتى يعلم عدوه ما لديه من الإعداد والاستعداد فيرهبه وينصفه ويعطيه حقوقه ويقف عند حده وحتى يحصل إعداد الأبدان وعدم الرفاهية التي تضعف القوى والقلوب عن مقاتلة العدو وحتى تقوى على الجهاد .

والتفقه في الدين أيضا يعطي المعلومات الكافية عن الآخرة وعن الجنة ونعيمها وقصورها وما فيها من خير عظيم وعن النار وعذابها وأنكالها وأنواع ما فيها من العذاب فيكسب القلوب نشاطا في طلب الآخرة وزهدا في الدنيا وإعدادا للأعداء وحرصا على الجهاد في سبيل الله والاستشهاد في سبيله سبحانه وتعالى .

كما أن التفقه في الدين يعطي الشعب والوالي النشاط الكامل في كل ما يحبه الله ويرضاه وفي البعد عن كل ما يغضب الله سبحانه وتعالى ويعطي القلوب الرغبة الكاملة في الاتحاد مع بقية المسلمين والتعاون معهم ضد العدو وفي إقامة أمر الله وتحكيم شريعته والوقوف عند حدوده ، ويحصل بذلك أيضا التعاون على كل ما يجب لله ولعباده ، فإن العلم النافع يدعو إلى العمل والتكاتف والتناصح والتعاون على الخير ، ويعطيهم أيضا الحرص الكامل على أداء الفرائض والبعد عن المحارم والشوق إلى الآخرة وعدم كراهية الموت في سبيل الحق وفي الجهاد في سبيل الله وفي قتال العدو وأخذ الحقوق منه .

وبالعلم تكون النفوس والأموال رخيصة في جلب رضا الله وفي سبيل إعلاء كلمة الله وفي سبيل إنقاذ المسلمين من سيطرة عدوهم وتخليصهم مما أصابهم من أنواع البلاء وفي سبيل استنقاذ المستضعفين من أيدي أعدائهم وفي سبيل حفظ كيان المسلمين وحوزتهم وأن لا تنتقص بلادهم وحقوقهم . فإذا كان الجهل فقدت هذه الأشياء وهذه الحقوق وهذه الخيرات وهذه المعلومات وهذا الإيثار وهذا الإرخاص للنفوس والأموال في سبيل الحق ، وقد قال الشاعر :

ما يبلغ الأعداء من جاهل ما يبلغ الجاهل من نفسه

فالجهل داء عضال يميت القلوب والشعور ويضعف الأبدان والقوى ويجعل أهله أشبه بالأنعام لا يهمهم إلا شهوات الفروج والبطون وما زاد على ذلك فهو تابع لذلك من شهوات المساكن والملابس . فالجاهل قد ضعف قلبه وضعف شعوره وقلت بصيرته ، فليس وراء شهوته الحاضرة وحاجته العاجلة شيء يطمح إليه ويريد أن ينظر إليه . وقد جاء في الحديث الذي رواه أحمد وغيره بإسناد حسن عن ثوبان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها قيل يا رسول الله أمن قلة بنا؟ قال لا ولكنكم غثاء كغثاء السيل تنزع المهابة من قلوب عدوكم منكم ويوضع في قلوبكم الوهن قالوا يا رسول الله وما الوهن؟ قال حب الدنيا وكراهية الموت
وهذا الوهن الذي ورد في الحديث إنما نشأ عن الجهل الذي صاروا به غثاء كغثاء السيل ، ما عندهم بصيرة بما يجب عليهم بسبب هذا الجهل الذي صاروا به بهذه المثابة .

فقد سيطر الوهن عليهم واستقر في قلوبهم ولا يستطيعون الحراك إلى المقامات العالية والجهاد في سبيل الله وإعلاء كلمته؛ لأن حبهم للدنيا وشهواتها من مآكل ومشارب وملابس ومساكن وغير ذلك أقعدهم عن طلب المعالي وعن الجهاد في سبيل الله فيخشون أن تفوتهم هذه الأشياء .

وكذلك أوجب لهم البخل حتى لا تصرف الأموال إلا في هذه الشهوات ، وأفقدهم هذا الجهل القيادة الصالحة المؤثرة العظيمة التي لا يهمها إلا إعلاء كلمة الله والجهاد في سبيل الله وسيادة المسلمين وحفظ كيانهم من عدوهم وإعداد العدة بكل طريق وبكل وسيلة لحفظ دين المسلمين وصيانته وإعلائه وحفظ بلاد المسلمين ونفوسهم وذرياتهم عن عدوهم .

فالجهل أضراره عظيمة وعواقبه وخيمة ومن ذلك ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم من ذل المسلمين أمام عدوهم ووصفهم بأنهم غثاء كغثاء السيل وأن أسباب ذلك نزع المهابة من قلوب أعدائهم منهم؛ أي أن أعداءهم لا يهابونهم ولا يقدرونهم لما عرفوا من جهلهم وتكالبهم على الدنيا والركون إليها .

فالعدو إنما يعظم القوة والنشاط والهمة العالية والتضحية العظيمة في سبيل مبدئه . فإذا رأى العدو أن هذا الخصم المقابل له ليس له هذه الهمة وإنما هو يهتم لشهواته وحظه العاجل أعطاه من ذلك حتى يوهن قوته أمامه ويصرفه عن التفكير في قتاله لانشغاله بحب الدنيا والانكباب على الشهوات .

فالوهن أصاب القلوب إلا ما شاء الله واستحكم عليها إلا من رحم ربك وما أقلهم ، فهم في الغالب قد ضعفوا أمام عدوهم ونزعت المهابة من قلوب أعدائهم منهم وصار أعداؤهم لا يهتمون بهم ولا يبالون بهم ولا ينصفونهم لأنهم عرفوا حالهم وعرفوا أنهم لا قوة ولا غيرة عندهم ولا صبر لهم على القتال ولا قوة أيضا تعينهم على القتال ولم يعدوا لهذا المقام عدته ، فلذلك احتقرهم العدو ولم يبال بشأنهم وعاملهم معاملة السيد للمسود والرئيس للمرءوس وهم سادرون في حب الدنيا والبعد عن أسباب الموت إلا من رحم ربك حريصون على تحصيل الشهوات المطلوبة بكل وسيلة ، حذرون من الموت حريصون على العلاج والدواء عن كل صغيرة وكبيرة من الأدواء خوف الموت ، وحريصون أيضا ألا يتعاطوا أمرا يسبب الموت والانقطاع عن هذه الشهوات .

ومن أراد الآخرة وأراد إعلاء كلمة الله والجهاد في سبيل الله لا تكون حاله هكذا ، وفيما جرى لسلفنا الصالح في عهد نبينا عليه الصلاة والسلام وعهد صحابته المرضيين ومن سار على طريقهم بعد ذلك فيما فعلوا من الجهاد وفيما أعدوا من العدة وفيما صبروا عليه من التعب والأذى قدوة لنا وذكرى لنا لإعلاء كلمة الله والجهاد في سبيله وإنقاذ بلادنا وقومنا من أيدي أعدائنا صبرا وتحملا وجهادا وإيثارا للآخرة وبذلا للمال والنفس للجهاد في سبيل الله عز وجل وتدربا على الجهاد والقتال وحرصا على الخشونة والصبر والتحمل وذكرا للآخرة دائما وعناية بكل ما يعين على جهاد الأعداء وصبرا على ذلك وتعاونا وجمعا للكلمة واتحادا للصف حتى يحصل المراد من إعلاء كلمة الله وإنقاذ المسلمين من كيد عدوهم .

وإذا علمنا الداء وهو بين وواضح وهو كما علمنا غلبة الجهل وعدم التعلم والتفقه في الدين والإعراض عن العلم الشرعي ورضا بالعلوم الدنيوية التي تؤهل للوظائف فقط غير العلوم التي توجب الاستغناء عن الأعداء والقيام بأمر الله والبعد عن مساخطه سبحانه ، وإنما هي علوم قاصرة ضعيفة قصاراها أن تؤهل لعمل عاجل دنيوي في بلاد الفرد ودولته - إذا علم ذلك فإن الواجب علاجه بالعلم الشرعي ، إذ قَلَّ من يعنى بالعلم النافع الذي جاء به المصطفى عليه الصلاة والسلام وقل من يعنى بالإعداد للأعداء حتى يتمكن ذلك الشعب وتلك الدولة من إيجاد ما يغني عن الأعداء .

فالداء واضح وبيِّن وهو مكون من عدة أدواء نشأت عن الجهل والإعراض والغفلة حتى صار الموت مرهوبا والدنيا مؤثرة ومرغوب فيها وحتى صار الجهاد شبحا مخيفا لا يقبله إلا القليل من الناس وصار الهدف ليس لإعلاء كلمة الله بل إما لقومية وإما لوطنية وإما لأشياء أخرى غير إعلاء كلمة الله وإظهار دينه والقضاء على ما خالف ذلك . فالإعداد ضعيف أو معدوم والأهداف منحرفة إلا ما شاء الله . فطريق النجاح وطريق التقدم ضد الأعداء وعدم الضعف أمامهم وطريق الفلاح والنجاح والحصول على المقامات العالية والمطالب الرفيعة والنصر على الأعداء - طريق كل ذلك هو في الإقبال على العلم النافع والتفقه في الدين وإيثار مرضاة الله على مساخطه والعناية بما أوجب الله وترك ما حرم الله والتوبة إلى الله مما وقع من سالف الذنوب ومن التقصير توبة صادقة والتعاون الكامل بين الدولة والشعب على ما يجب من طاعة الله ورسوله والكف عن محارم الله عز وجل وعلى ما يجب أيضا من إعداد العدة كما قال الله سبحانه وتعالى (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ) إلخ .

فلا بد من إعداد العدة البدنية والمادية وسائر أنواع العدة من جميع الوجوه حتى نستغني بما أعطانا الله سبحانه عما عند أعدائنا فإن قتال أعدائنا بما في أيديهم من الصعب جدا الحصول عليه ، فإذا منع العدو عنك السلاح فبأي شيء تقاتل؟ مع ضعف البصيرة وقلة العلم .

فلا بد من إعداد المستطاع ، ويكفي المستطاع ما دام المسلمون قاصدين الاستغناء عن عدوهم وجهاد عدوهم واستنقاذ بلادهم قاصدين إقامة أمر الله في بلاد الله قاصدين الآخرة ما استطاعوا لكل ذلك . فإن الله سبحانه وتعالى يقول (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ) إلخ ، ولم يقل وأعدوا لهم مثل قوتهم؛ لأن هذا قد لا يستطاع .

فإذا صدق المسلمون وتكاتفوا وأعدوا لعدوهم ما استطاعوا من العدة ونصروا دين الله فالله يعينهم وينصرهم سبحانه وتعالى ويجعلهم أمام العدو وفوق العدو لا تحت العدو ، يقول الله وهو الصادق في قوله ووعده : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) والله ليس بعاجز ولا في حاجة إلى الناس ولكنه يبتلي عباده الأخيار بالأشرار ليعلم صدق الصادقين وكذب الكاذبين وليعلم المجاهد من غيره وليعلم الراغب في النجاة من غيره ، وإلا فهو القادر على نصر أوليائه وإهلاك أعدائه من دون حرب ومن دون حاجة إلى جهاد وعدة وغير ذلك ، كما قال سبحانه (ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ) وقال سبحانه في سورة الأنفال في قصة بدر : (وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ) يعني إمدادهم بالمدد من الملائكة ، وقال سبحانه (وَمَا النَّصْرُ إِلا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) وفي آية آل عمران كذلك قال تعالى : (وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) فالنصر من عنده جل وعلا ، ولكنه سبحانه جعل المدد بالملائكة ، وما يعطي من السلاح والمال وكثرة الجند كل ذلك من أسباب النصر والتبشير والطمأنينة ، وليس النصر معلقا بذلك ، قال سبحانه (كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ)
وكانوا يوم بدر ثلاثمائة وبضعة عشر ، والسلاح قليل والمركوب قليل والمشهور أن الإبل كانت سبعين وكانوا يتعاقبونها وكان السلاح قليلا وليس معهم من الخيل في المشهور سوى فرسين ، وكان جيش الكفار حوالي الألف ، وعندهم القوة العظمية والسلاح الكثير ، ولما أراد الله هزيمتهم هزمهم ولم تنفعهم قوتهم ولا جنودهم ، وهزم الله الألف وما عندهم من القوة العظيمة بالثلاثمائة وبضعة عشر وما عندهم من القوة الضعيفة ، ولكن بتيسير الله ونصره وتأييده غلبوا ونصروا وأسروا من الكفار سبعين و***وا سبعين وهزم الباقون لا يلوي أحد على أحد وكل ذلك من آيات الله ونصره .

وفي يوم الأحزاب غزا الكفار المدينة بعشرة آلاف مقاتل من أصناف العرب من قريش وغيرهم وحاصروا المدينة واتخذ النبي صلى الله عليه وسلم الخندق ، وذلك من أسباب النصر الحسي ، ومكثوا مدة وهم يحاصرون المدينة ، ثم أزالهم الله بغير قتال ، فأنزل في قلوبهم الرعب وسلط عليهم الرياح وجنودا من عنده حتى لم يقر لهم قرار وانصرفوا خائبين إلى بلادهم ، وكل هذا من نصره وتأييده سبحانه وتعالى ، ثم خذلوا فلم يغزوا النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة ، بل غزاهم هو يوم الحديبية وجرى الصلح المعروف ، ثم غزاهم في السنة الثامنة في رمضان وفتح الله عليه مكة ، ثم دخل الناس أفواجا في دين الله بعد ذلك .

فالمقصود أن النصر بيد الله سبحانه وتعالى ، وهو الناصر لعباده ، ولكنه سبحانه أمر بالأسباب ، وأعظم الأسباب طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، ومن طاعة الله ورسوله التعلم والتفقه في الدين حتى تعرف حكم الله وشريعته لنفسك وفي نفسك وفي غيرك وفي جهاد عدوك وحتى تعد العدة لعدوك وحتى تكف عن محارم الله وحتى تؤدي فرائض الله وحتى تقف عند حدود الله وحتى تتعاون مع إخوانك المسلمين وحتى تقدم الغالي والنفيس من نفسك ومالك في سبيل الله عز وجل وفي سبيل نصر دين الله وإعلاء كلمته لا في سبيل الوطن الفلاني ولا القومية الفلانية .

فهذا هو الطريق وهذا هو السبيل للنصر على الأعداء بالتعليم الشرعي والتفقه في دين الله من الولاة والرعايا والكبير والصغير ، ثم العمل بمقتضى ذلك وترك ما نحن عليه مما حرم الله ، قال تعالى : (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) فمن أراد من الله النصر والتأييد وإعلاء الكلمة فعليه بتغيير ما هو عليه من المعاصي والسيئات المخالفة لأمر الله ، وربك يقول جل وعلا (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا) ما قال الله : وعد الله الذين ينتسبون إلى قريش أو العرب أو الذين يبنون القصور ويستخرجون البترول . . . إلخ ، بل علق الحكم بالإيمان الصادق والعمل الصالح سواء كانوا عربا أو عجما .

هذه هي أسباب النصر والاستخلاف في الأرض لا العروبة ولا غير العروبة ولكنه إيمان صادق بالله ورسوله وعمل صالح .

هذا هو السبب وهذا هو الشرط وهذا هو المحور الذي عليه المدار ، فمن استقام عليه فله التمكين والاستخلاف في الأرض والنصر على الأعداء ، ومن تخلف عن ذلك لم يضمن له النصر ولا السلامة ولا العز ، بل قد ينصر كافر على كافر ، وقد ينصر مجرم على مجرم وقد يعان منافق على منافق ولكن النصر المضمون الذي وعد الله به عباده المؤمنين لهم على عدوهم إنما يحصل بالشروط التي بينها سبحانه وبالصفات التي أوضحها جل وعلا وهو الإيمان الصادق والعمل الصالح .

ومن ذلك نصر دين الله قال تعالى : (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ) هذا هو نصر دين الله فمن أمر بالمعروف ونهى عن المنكر فقد نصر دين الله؛ لأن من ضمن ذلك أداء فرائض الله وترك محارم الله . وقال تعالى : (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ) وقال سبحانه (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)
فأهل الفلاح والنصر والعاقبة الحميدة هم الذين عملوا الصالحات وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة ونصروا الله عز وجل . وهم المذكورون في قوله تعالى : وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ فالدواء واضح والعلاج بيِّن ، لكن أين من يريد الدواء وأين من يريد العلاج وأين من يستعمله؟! هذا واجب ولاة الأمور والعلماء والأعيان في كل مكان وفي جميع الدول الإسلامية إذا كانوا صادقين في الدعوة إلى الإسلام؛ وذلك بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والحفاظ على ذلك والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتفقه في الدين وإصلاح المناهج في المدارس في جميع المراحل والتعاون أيضا في التكاتف ضد الأعداء والاتحاد مع الإخلاص لله في العمل والصدق فيه ونية الآخرة .

وبذلك يستحقون النصر من الله والتأييد منه سبحانه كما كان الأمر كذلك عند سلفنا الصالح مما لا يخفى على أهل العلم . وبالأمس القريب الإمام المجدد لمعالم الإسلام في القرن الثاني عشر لما رأى ما رأى من الجهل العظيم وتعطيل أحكام الشريعة وكثرة الجهل في الجزيرة وغيرها وقلة الدعاة إلى الله عز وجل وانقسام أهل هذه الجزيرة إلى دويلات صغيرة على غير هدى وعلى غير علم .

رأى أن من الواجب عليه أن يقوم بالدعوة إلى الله سبحانه وتعالى وأن ينبههم إلى ما وقعوا فيه من الخطر وأن يسعى على جمع كلمتهم على الحق وعلى رئيس واحد يقيم فيهم أمر الله ويجاهدون في سبيل الله ، فجد رحمه الله في ذلك ودعا إلى الله واتصل بالأمراء وكتب الرسائل في أمر التوحيد وتحكيم شريعة الله وترك الشرك به ، ولم يزل صابرا على ذلك محتسبا بعد ما درس وتفقه في الدين على مشايخ البلاد وغيرهم ، ثم جد في الدعوة إلى الله والجهاد في سبيله وجمع الكلمة في حريملاء أولا ثم في العيينة ثم انتقل بعد أمور وشئون إلى الدرعية وبايعه محمد بن سعود رحمه الله على الجهاد في سبيل الله وإقامة أمر الله ، فصدقوا جمعيا في ذلك وتكاتفوا في ذلك وجاهدوا على ضعفهم حتى نصرهم الله وأيدهم وأعلنوا التوحيد ودعوا الناس إلى الحق والهدى وحكموا شريعة الله في عباد الله وبسبب الصدق والاستعانة بالله وحسن المقصد أيدهم الله وأعانهم ، وأخبارهم لا تخفى على كثير ممن له أدنى بصيرة .


والذي نصر الأولين ونصر الآخرين سبحانه وتعالى هو الله عز وجل وهو ناصر من نصره وخاذل من خذله كما قال الله تعالى : (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ) وقال سبحانه (وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا) وقال عز وجل : (كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ)
ولكن المصيبة في أنفسنا كما قال عز وجل وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ فالمصيبة جاءت من ضعف المسلمين وتكاسلهم وجهلهم وإيثارهم العاجلة وحبهم الدنيا وكراهة الموت وتخلفهم عما أوجب الله وترك الصلوات واتباع الشهوات وإيثار العاجلة والعكوف على المحارم والأغاني الخليعة والفساد للقلوب والأخلاق . . إلخ .

فمن هذا وأشباهه سلط الله على المسلمين عدوهم كما قال جل وعلا (وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا)
ن
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 11:29 AM.