اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > الاقسام المميزة > مصر بين الماضى و الحاضر

مصر بين الماضى و الحاضر قسم يختص بالحضارة و التاريخ المصرى و الاسلامى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-09-2012, 09:03 PM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
مشرف سوبر ركن مسك الكلام فى الاسلام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,696
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New هذا هو تاريخ الرفاق!


معلوم أن العلاقة بين السلوك وبين التصور الذى انبثق عنه هذا السلوك كالعلاقة بين الصوت وصداه.. ولا مزيد! إذ لا يتصور فى العقول ابتداء أن التصورات الخاطئة والمفاهيم البعيدة عن الصواب يمكن أن تفرز سلوكا قويما أو تصرفا مستقيما فى عالم الأحياء والأشياء إذ كيف يستقيم الظل والعود أعوج!!
وهذه المسألة التى أريد تحريرها على وجه الدقة على إثر وقوفى مذهولا وأنا أقرأ تاريخ الشيوعية البائدة أمام كم المذابح الرهيبة وغير المبررة التى أقامها الرفاق البلاشفة من أمثال "فلاديمير لينين" و"جوزيف إستالين" ومن مضى فى دروبهما الملتوية التى لا نهاية لها من الرفاق. لقد هالنى هذا التاريخ الدموى للرجلين وأذنابهما.. وأفزعتنى الأفكار الشيطانية التى كان يتبناها الرفاق المقدسون لأنفسهم وهم يتفننون فى ***** الإنسان بطرق لا يملك إبليس – لعنه الله – أمامها إلا أن يستغفر الله ويتوب إليه منها!!
غير إننى حين وقفت على تصورات القوم ومفاهيمهم تجاه الإنسان وأنه فى النهاية لا يزيد عن كونه قردا معدلا فى صيغته الأخيرة حسب ما أفادت به نظرية النشوء والارتقاء لصاحب كتاب أصل الأنواع المسيو "دارون"، والتى يزعم فيها أن البقاء للأقوى وفقا لقانون الغاب حيث الحصول على القوت بالمخلب والناب!! عند ذلك وضعت يدى على مكمن الداء وأس البلاء وأيقنت أن حضارتهم هى حضارة السيارة لا حضارة راكبها.. حضارة العمارة لا حضارة ساكنها.. حضارة الثوب لا حضارة لابسه، ما دام الإنسان هو الطور الأخير لسلسلة من التطورات السابقة والتى أنضجها الصراع من أجل البقاء.. فلماذا لا تدبر له وسائل الإبادة الجماعية فى صورة مجاعة مدروسة عن عمد وسبق إصرار كالتى دبرها "لينين" عام 1921 واستمرت عاما كاملا لتودى بحياة 5 ملايين آدمى فضلا عن تشريدها ما يزيد عن 29 مليون آخرين من بعض المناطق الحدودية هنالك.
وقد أشار إلى هذا الفكر الجهنمى ما يعرف بالكتاب الأسود المشهور عن الشيوعية.. حسب ما ذكره أحد أصدقائه بقوله: لم يكن "لينين" يتورع عن ذكر الجانب الإيجابى للجوع قائلا: "إن الجوع سيقربنا إلى أهدافنا وبوصولنا إلى الاشتراكية التى هى عهد ما بعد الرأسمالية، فالجوع لا ينهى اعتقاد الناس بالقيصر، فحسب بل سينهى الاعتقاد بالله أيضا.
بل قد ذكرت الوثائق التاريخية أن لينين كتب رسالة فى الثانى عشر من إبريل عام 1922 إلى أعضاء المكتب السياسى يقول: "إن الموقف لصالحنا ففى حال وجود مئات الآلاف من الجثث على الطرقات سيمكننا الاستيلاء على ممتلكات الكنيسة، وأموال رجال الدين بقوة ودون شفقة أو رحمة ولهذا ينبغى أن نضع أيدينا على أملاكها، وأن اليأس الناتج عن الجوع هو الأمل الذى سيجعل المجتمع يقابلنا بابتهاج، وعلى الأقل أنهم لن يعادونا فيبقون على الحياد".
وقد أظهرت السجلات السوفيتية المدونة فيما بعد أن "لينين" قد قصد عمدا إنهاء حياة 5 ملايين بالقحط والجوع، وقد أشار إلى ذلك المؤرخ "ريتشارد بيبس" فى كتابه "لينين المجهول"، ثم أردف قائلا: "لم يكن لينين يحمل أى شعور أو إحساس طيب للإنسانية إلا إحساس الإذلال والتحقير وليس للإنسانية عنده أى معنى. فقد عامل الشعوب كما يعامل الحداد الحديد!".
وهذا غيض من فيض، وحبة رمل فى صحراء شاسعة واسعة من الإبادة المنظمة.. والمذابح الجماعية لل*** البشرى، وهى فى النهاية إفرازات طبيعية للتصورات الدارونية والمفاهيم المادية عن الإنسان وقيمته فى الحياة ومكانته فى الوجود.
وهنا يبرز الخلاف الحضارى بيننا وبينهم.. لأن الفرق الحضارى ليس خلافا فى الآلات.. فالناس جميعا يديرون الآلات على نحو واحد.. والصناعة اليابانية لا تختلف عن الصناعة الأمريكية اختلافا يبرر تمّيزها.. إنما يختلف الناس حضاريا باختلاف نظرتهم للوجود، وما يتفرع عن هذه النظرة: نظرتهم للإنسان سيد هذا الكون، وعلاقة هذا الإنسان بربه أو ضميره.. وأهم من ذلك أو ربما نتيجة لذلك، علاقة الإنسان الفرد بالإنسان الفرد.





حمادة نصار

__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 09:17 PM.