يا شباب سيناء..الموالاة الظاهرة لا ترقى إلى مرتبة الكفر

[abomokhtar]

بقلم / تراجي الجنزوري
أخواننا في سيناء..
لقد قام الدليل الشرعي على تخطئة ما تذهبون إليه.. من تكفير الجيش والشرطة بالموالاة الظاهرة.. وإليكم الدليل:
ظهر في السجن في أواخر الستينات وبداية السبعينات.. وبصورة فجة ومقلقة فكر التكفير بالموالاة.. حتى أنه صار ظاهرة عند كثير من الشباب.
وقد نشأ هذا الفكر نتيجة ال***** والتنكيل والصعق الكهربائي والتعليق والسحل بالسجن الحربي .
فقام هذا الفكر التكفيري على أن ولي الأمر عندهم وفي عقيدتهم.. حتى وإن لم يجحد أو يستحل.. كافر.. وزاد كفره ب*****ه للمسلمين الموحدين.
وطالما أنه كافر وأعطى الأوامر بال***** والتنكيل للموحدين.. فكل من أطاع ونفذ يكون مواليا له..ابتداءً من وزير الداخلية.. ومرورا ً بمأمور السجن الحربي والضباط.. وانتهاءً بالجنود.. وهذا شمل شريحة كبيرة من أبناء الشرطة والعسكريين.
عندها وفي حينها.. خرج "د/ عمر عبد الرحمن" برسالته القيمة المقومة لهذا الفكر والمبطلة لأفكاره.. وسميت الرسالة الليمانية.. حيث خرجت من ليمان طرة
ومفادها أن.."الموالاة الظاهرة لا ترقى بحال من الأحوال إلى مرتبة الكفر أو النفاق الاعتقادي.. وإن كانت معصية من المعاصي وذنبا من الذنوب وكبيرة من الكبائر.. ومن الممكن أن تصل إلى ال*** إن صار جاسوساً.. ولكن ي*** حدا ً لا كفرا "ًَ.
واعتمد الشيخ في ذلك على: بداية سورة الممتحنة "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ".
حيث نزلت هذه الآية في حاطب بن أبي بلتعة يوم أن أرسل إلى قريش يخبرهم بمقدم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فاتحا ً مكة.. فأخبره الوحي بفعل حاطب.. فأرسل عليا ً والزبير فأتوه بالكتاب الذي أرسله حاطب مع ظعينة كانت ذاهبة إلى مكة.. فأتى به رسول الله (صلى الله عليه وسلم).. وقال ما حملك على هذا؟.. فأخبره بأنه يريد أن يكون له يدا عند قريش.. يحمي من خلالها أولاده.. وأنه لم يفعل ذلك ارتدادا عن الإسلام.. فعندها قال عمر: يا رسول الله دعني أضرب عنقه فقد نافق.. فرد عليه (صلى الله عليه وسلم) : إنه ممن شهد بدرا.. ولعل الله اطلع على أهل بدر فقال أعملوا ما شئتم إني قد غفرت لكم .
وفيه نزلت صدر سورة الممتحنة "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء".. فأثبت له الإيمان .
يقول د / عمر عبدالرحمن.."لو لم تكن الموالاة ظاهرية ما شفعت فيها بدراً ولا غيرها.. فالموالاة الباطنية التي هي حب الكفر وأهله.. وبغض الإسلام وأهله.. والفرح بهزيمة المسلمين ونصرة الكافرين.. فهذه لا تشفع فيها بدراً ولا غيرها.. حيث أنها نفاق اعتقادي.. وهذه لا يعلمها إلا الله.. ومن حدث بهم رسول الله حذيفة بن اليمان".
ومن هنا يتضح أن الموالاة الظاهرة.. والمتمثلة في كل المعاونين للنظام الرئاسي سواء شرطة أو جيش لا ترقى البتة إلى درجة الكفر أو النفاق المخرج من الملة.. بل هي ذنب من الذنوب تصل إلى درجة الكبيرة.
وبناء عليه..
فلسنا حذيفة.. وهم ليسوا بالمنافقين الذين خرجوا من الملة.
فالموالاة الباطنية التي هي نوع من أنواع النفاق الاعتقادي.. لا يستطيع أحد كائنا ً من كان أن يصف غيره بها.. حيث أنها عمل قلبي بحت.. لذلك كان الصحابة ينتظرون حذيفة إن صلى على الجنازة صلوا عليها.. وإن لم يصل لم يصلوا.. إذ لا سبيل لأحد في الاطلاع على هذا الأمر .
ومن هنا كل من صلى صلاتنا واتجه لقبلتنا وأكل ذبيحتنا فهو مسلم.. له ما للمسلم وعليه ما عليه.. وإن مات يغسل ويكفن ويصلى عليه.. وإن كانت له موالاة ظاهرة .
رجاء.. كنت أود أن يخرج علينا أحد العلماء الأجلاء أصحاب الجماهيرية ليوضح لنا صحيح الاعتقاد في هذا الأمر.. كما فعله د/ عمر عبد الرحمن سابقا.. حيث قوم هذا الفكر وأبطل حججه وبراهينه.
أخواننا في سيناء..
هاهو الحق أمامكم ظاهر وواضح وضوح الشمس.. فراجعوا أنفسكم.. وتوبوا إلى بارئكم.. وعودوا للحق فالحق قديم.