اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حى على الفلاح

حى على الفلاح موضوعات و حوارات و مقالات إسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-08-2012, 06:05 AM
أهل السنة أهل السنة غير متواجد حالياً
عضو قدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 484
معدل تقييم المستوى: 15
أهل السنة has a spectacular aura about
افتراضي حكم تقصير اللحية والأخذ منها


حكم تقصير اللحية والأخذ منها

أيها المسلم لا تأخذ من لحيتك

وتشبه بحبيبك محمد صلى الله عليه وسلم

جمع وإعداد

أبو سلمان

عبد الله بن محمد الغليفى

غليفة - مكة المكرمة





بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
وأشهد أن محمد عبده ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه أرسله رحمة للعالمين وقدوة للمسلمين وإماماً للمتقين صلى الله عليه وعلى أله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .

أما بعد :

فالحمد لله الذى " أكرم الله الرجال باللحى، وجعلها لهم جمالاً ووقاراً، فيا ويح من حلقها وأهانها، لقد عصى ربه جهاراً، أيظن هؤلاء أن حلقها يكسب الرجل بهاءً وجمالاً؟ كلا والله إنه ليشين الوجوه، ويذهب نورها، ويزداد كل وقت إثماً ووبالاً، ولكن الاقتداء الضار يُحَسِن كل قبيح، ويهجّن عند أهله كل مليح، أما قال أهل العلم رحمهم الله: من جنى على لحية غيره فأزالها أو أزال جمالها على وجه لا تعود، فعليه الدية كاملة، أليس ذلك لأنها منفعة كبرى، ومنة من الله شاملة؟ ثم مع ذلك يجني الحالق لها على نفسه، أما ترون وجوه الحالقين لها كيف يذهب بهاؤها ووقارها، ولا سيما عند المشيب، وتكون وجوههم كوجوه العجائز قد ذهبت محاسنهم وهذا من أعجب العجب".اهـ [
الفتاوى السعدية ص 124].
و المسلم صحيح الإسلام الذي يريد النجاة من فتن الدنيا وعذاب الآخرة عليه أن يتمسك بالأصول الثلاثة المعصومة ويعمل بها بعيداً عن الشهوات والشبهات وهي أقصر الطرق إلى الجنة وهي الدليل المعتبر عند أهل السنة والجماعة الفرقة الناجية والطائفة المنصورة التي تمسكت بما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام " ما أنا اليوم عليه وأصحابى " وهذه الأصول هي آية محكمة من كتاب الله وحديث صحيح ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وفقه الصحابة وفهم الكتاب والسنة بفهم أفهم الناس وأعلم الناس بمراد الله ورسوله ففهم الصحابة مقدم على فهم غيرهم وإجماع الصحابة مقدم على إجماع غيرهم رضي الله عنهم وألحقنا بهم ورزقنا حسن القصد وحسن الفهم والتشبه بهم



و لا أحسب واحداً من أهل العلم يخفى عليه حتى وإن كان في أدنى درجة من درجاته أن اللحية شعيرة من شعائر الدين، وفريضة من فرائض
الإسلام، يجب على المسلم أن يعنى بها على نحو ما جاء وصفها في السنة النبوية، فمن خالف عنه فقد اجترح إثما كبيراً وأتى حوباً مبي
ناً، يجب عليه المبادرة إليه وإماطته عن نفسه من قبل أن يقضي نحبه، وهو ملم به فيقبل على ربه وهو متلبس بمعصية من شر المعاصي التي صارت جارية في حياة الأمة تقليداً لغير المسلمين،من اليهود والنصارى والمجوس والكفار والمشركين , وأخذاً بفتاوى بعض أهل العلم حيث يدعون أن إعفاء اللحية من سنن العادات، وهو من سوء القول الفاضح وإلا ماذا يقولون بتجمل الأنبياء كلهم باللحى، وبغيرها مخالفة عن هدي سيد المرسلين وهو خير الهدي الذي يقيم العبد على أحسن العمل وأشرف القول ويخلق في قلبه أرفع درجات التقوى ويسدد خطوه على أقوم سبيل ويقيه العثرات، ويحول بينه وبين خفايا الزلات، وهو على غير ما نرى عليه كثيراً من أهل العلم والخاصة من الأمة وهذا شيء يحزن جداً.

فإذا ما سألت شاباً لم يطلق لحيته لما لم تطلق لحيتكَ؟ سيقول لكَ: إن اللحية سنة،
فإن أطلقتها أُجرت، وإن لم أفعل فلا إثم علىَّ وهذا هو حال معظم شباب هذه الأمة ولاحول ولا قوةَ إلا بالله، وهذا الحال لم يكن هو القائم قبل الاحتلال الإنجليزي لمصر،فقد كانت اللحية من سمات الشعب المصري، كما كانت الحشمة وكان النقاب من زى المرأةالمسلمة فى هذا العصر، قبل أن يأتى الاحتلال ويغير الحقائق ويطمس الحق قصداً منهعلى القضاء على معالم الإسلام معلماً معلماً، وبعد أن انتهى الاحتلال مسك نفسالراية بعده العلمانيون فلم تتغير سياستهم كثيراً عن سياسة الاحتلال، ولكنها جاءتفى ثوبٍ جديد، ألا وهو الثوب الذى قال عنه النبى (أناسٌ من بنى جلدتنا، ويتكلمونبألسنتنا)، فهم الدعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها، كما قال سيدالخلق، محمدٍ بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم)، وحيث أنهم فى الظاهر منا ومن بنىجلدتنا فقد خُدع بهم كثيرٌ من شباب هذه الأمة، بل وسعى سعيهم كثيرٌ ممن يوصفونبالدعاة الجدد، وهذا لقبٌ يتطلب التوقف كثيراً عنده، والنظر إلى حال هؤلاء الدعاةالذين لم يتركوا معلماً من معالم الحق إلا هدموه هداهم الله. اللهم آمين.

تعريف الحية وحدودها

هي اسم لما نبت على الخدين والذقن ، أى من شعرٍ، إذاً فإطلاق اسمُ ذقنٍ على هذا
الشعر هو من باب الخطأ، فالذقن هو العظم الذى ينبت عليه هذا الشعر، وهذا الذقن يوجدعند النساء والرجال على حدٍ سواء، أما اللحية وهى الشعر النابت على ذلك الذقن وعلىالخدين، هو الاسم الصحيح وهو المميز للرجل عن المرأة. والله تعالى أعلى وأعلم.
وإعفاء اللحية من خصال الفطرة التي يشترك فيها كل البشر، ولم يشذ عن ذلك إلا من
مُسخت فطرته، أو قلد من مُسخت فطرته، وقد كان جميع الأنبياء والرسل (عليهم الصلاةوالسلام) ذوي لحى، وكذلك أتباعهم كانوا ذوي لحى، ولم ينتشر حلق اللحى إلا فيالأزمنة المتأخرة، وقد تكاثرت الأدلة على وجوب إعفاء اللحية وحرمة حلقها أوتقصيرها.
وبعيداً عن الوجوب والإستحباب في مسألة اللحية هل هي واجبة أو لا ؟ وهل يجوز الأخذ منها أو تقصيرها أم لا ؟ وهل فعل الصحابى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما صحيح أم ضعيف وهل لو صح يجوز تقليده أو التشبه به أم لا ؟ بعيداً عن كل ذلك نسأل سؤلاً لكل مسلم صادق في الحب والإتباع

من هو قدوتك ؟ من هو مثلك الأعلى ؟

من هو حبيبك الذي تحبه أكثر من نفسك ومالك وولدك والناس أجمعين ؟

إذا كان جوابك هو رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ كنت صادقاً في حبك لرسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كنت تعلم أن حقيقة الحب هو الإتباع وعلامة صدقك في حبك هو التشبه به في كل شيء في مآكله ومشربه ونومه ومشيته وملبسه وكلامه وهيئته إذا كنت تعلم ذلك فلن تتبع فلان أو علان مهما كان لأن أى شيخ أو عالم أو داعية أو إمام أو حتى صحابى ليس قدوتك وليس مثلك الأعلى ومهما بلغ مقدار حبك له فحبك للرسول صلى الله عليه وسلم أكبر وإتباعك له أقوى وألزم ,ولن تلتفت إلى الأحكام التكليفية ولا تبحث عن الواجب والمستحب والمكروه والحرام والمباح فهذه لغيرك ولكن أنت تبحث وتسأل عن شيء واحد فقط

هل فعل ذلك حبيبك ورسول الله صلى الله عليه وسلم ؟

هل ثبت عنه ذلك؟

فإن كان ثبت فالسمع والطاعة والحب والإنقياد والإتباع والتشبه به فلاح وهكذا في كل شيء يكون هو قدوتك ومثلك الأعلى فلما غابت عنا الحقيقة ومفهوم الحب وفصلناه عن الإتباع والإنقياد رأينا الشرك والبدع والمعاصي باسم الإسلام وحب رسول الإسلام عليه الصلاة والسلام رأينا النذر وال*** والدعاء والإستغاثة بغير الله رأينا الموالد وما يفعل بها من بدع باسم حب النبي وآل البيت رأينا الزنا وشرب الخمور والسرقة وال*** وانتشار الفواحش والفساد ممن ينتسب للإسلام ظهر كل ذلك عندما غابت عنا المفاهيم الصحيحة للحب والعبادة والإتباع لذلك رأينا من يحلق لحيته ومن يأخذ منها ويهينها ويسخر منها ويستهزئ بها فيجعلها كالمطرقة والفنجان والخيط الرفيع ومنهم من يعبث بها بأبشع الصور والأشكال .

إنها إهانة لمن تحب واستهزاء وسخرية بأمر يحبه حبيبك صلى الله عليه وسلم فبعيداً عن كلام العلماء واختلاف الفقهاء وكلام الفلاسفة والمعتزلة وأهل الجدل والكلام بعيداً عن كل ذلك .

لماذا تربي لحيتك وتطلقها وتتركها عافية ؟

لماذا لا تأخذ منها وتقصرها؟

لسبب واحد فقط لا غير وهو أنني أحب رسولي وحبيبي محمد صلى الله عليه وسلم أطلق لحيتي تشبهاً بمحمد صلى الله عليه وسلم لا أخذ منها ولا أقصرها وأتركها عافية على ما هي عليه لأن النبي صلى الله عليه وسلم ثبت عنه أنه لم يأخذ منها ولم يقصرها ولم تمتد إليها يد للأخذ منها .

فأنا أحب محمد صلى الله عليه وسلم وأحب التشبه به ومن علامة حبي له إتباعه فهل عرفت لماذا ألتحي ولا أقصر لحيتي ولا أخذ منها .

حقيقة المحبة وصدق الإتباع

(قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله )

ولأني أحب محمد صلى الله عليه وسلم ولم يثبت أنه قصر لحيته أو أخذ منها وكذلك لم يثبت عن الخلفاء الراشدين المهديين ولا عن واحد منهم أنه أخذ من لحيته أو قصرها فلذلك أتشبه بهم واقتدي بهم وهذه علامة حبى لهم وصدق إتباعي والإقتداء بما كانوا عليه بعيداً عن الوجوب والإستحباب وهذه تذكرة لأولى الألباب الذين لا يتشبهون بالنساء ولا المشركين والكفار ولا يتشبهون بأهل الفجور والمعاصي والخذلان قد أكرمهم الله بخير الأنام محمد عليه الصلاة والسلام ومن أحب قوم حشر معهم ومن تشبه بقوم فهو منهم فاختر لنفسك من تحب أن تحشر معه ؟؟؟
قال الشافعي رحمه الله: أجمع المسلمون على أن من استبانت له سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن له أن يدعها لقول أحد. إن من يعتدون على اللحى بحلق أو قص كأنهم يتعقبون الحكيم (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ) بتحسين صورهم فيقعون في المثلة من حيث لا يشعرون. ومن يرى الأخذ من اللحية يحتج بحديث ابن عمر رضي الله عنهما وهو عمدتهم في الأخذ من اللحية مازاد عن قبضة اليد في حج أو عمرة والجواب عنه من وجهين: أحدهما: أن رأي ابن عمر رضي الله عنهما في أخذ ما زاد عن القبضة مُعارَض بروايته عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر بإعفاء اللحى وإذا تعارض رأي الصحابي وروايته فالحجة فيما روى لا فيما رأى. وقد تقدم تفسير الإعفاء وأن معناه ترك اللحية على حالها موفّرة لا يؤخذ منها شيء. الوجه الثاني: أن قول الصحابي حجة عند بعض العلماء كالإمام أحمد رحمه الله تعالى ما لم يخالفه غيره من الصحابة فإن خالفه غيره فليس بحجة عند جميع العلماء. وإذا بطل الإحتجاج بقول الصحابي من أجل مخالفة غيره له فكيف إذا خالف قول أحدهم حديثاً ثابتاً عن النبي صلى الله عليه وسلم. فهذا القول المخالف لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يجوز لمسلم أن يعمل به بل الواجب ردّه على قائله كائناً من كان لأنه لا قول لأحد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. إلى آخره. وذكر ما قاله ابن حزم أنه لا يحل ترك ما جاء في القرآن وصحّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقول صاحب أو غيره سواء كان هو راوي ذلك الحديث أو لم يكن. وقال أيضاً: ومن ترك القرآن أو ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقول صاحب أو غيره سواء كان راوي ذلك الخبر أو غيره فقد ترك ما أمره الله تعالى بإتباعه لقول من لم يأمره الله تعالى قط بطاعته ولا بإتباعه. وهذا خلاف لأمر الله تعالى. دلائل الأثر للتويجرى نقلا عن إشعار الحريص لعبد الكريم بن صالح الحميد ص63، 64إنتهى. وأكبر وأقوى ما يحتج به من يرى الأخذ من اللحية ما ورد عن عبد الله بن عمر أنه كان يأخذ من لحيته ما زاد عن القبضة في حج أو عمره وهذا كل ما عندهم وهذا باطل لايجوز الإحتجاج به أولاً : قدوتنا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس ابن عمر ولم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه أخذ من لحيته ثانياً : الحجة فيما رواه ابن عمر من أحاديث الأمر بالإعفاء وليست الحجة في فعله واجتهاده ثالثاً:أن ابن عمر كان يأخذ من لحيته ما زاد عن القبضة ولم يثبت أنه أخذ أقل من ذلك رابعاً :أن ابن عمر كان يأخذ من لحيته ما زاد في حج أو عمره وليس في كل وقت خامساً : ما نراه اليوم من إهانة للحية وتقصيرها والإستهزاء بها وتحديدها والعبث بها لم يفعله ابن عمر ولا غيره من الصحابة والسلف الصالح بل هو تشبه بالكفار وأهل المعاصي والفجور وهذا تغيير لخلق الله وإهانة لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل ذلك ينافي المحبة والإتباع " فإن المحب لمن يحب مطيع " اللهم ارزقنا صدق المحبة وصدق الإتباع
الفرق بين التقليد والإتباع
إن التقليد مذموم وهو كأكل الميتة لا تحل إلا في الضرورة التي تسبب ضرراً ولا يحل محلها أما الإتباع فهو لرسول صلى الله عليه وسلم للكتاب والسنة وهو محمود كله لأن الإتباع علامة على صدق المحبة فبقدر حبك لرسول الله صلى الله عليه وسلم بقدر إتباعك لسنته وتمسكك بشرعه ومن صدق المحبة أن يلهج لسانك بذكر من تحب فقديماً قالوا " من أحب شيئاً أكثر من ذكره فمن علامة صدق محبتك لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن تقرأ سيرته وتعرف كل شيء عن حياته مولده ونشأته وطفولته وحياته وشبابه ومرحلة نبوته وبعثته ثم رسالته وحياته في مكة كيف كانت مع أصحابه وأحبابه وأصدقائه الذين تربوا معه وعاش معهم في مكة ثم حياته في المدينة وهديه في حياته مع الله ومع أهل بيته ومع أزواجه ومع أصحابه وكيف كان يأكل ويشرب وينام ويمشي ويجلس تعرف كل شيء عنه وتقرأ كل الكتب التي تحدثت عن سيرته هذا حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم وهو الذي تسأل عنه في قبرك هذا حبيبك الذي تحبه أكثر من نفسك فهل يليق أن لا تعرف سيرته وتفاصيل حياته ؟ عليك بسيرة ابن إسحاق وسيرة ابن هشام وزاد المعاد ومختصر الزاد والروض الأنف للسهيلي عليك بالسيرة النبوية الصحيحة للعمري حتى تعرف الفرق بين صدق المحبة والإتباع فقد كان الإمام أحمد يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم كل ليلة في الرؤيا فهذه كانت رؤاهم وأحلامهم وهم نيام فكيف حالنا نحن وكيف هي رؤانا نسأل الله الستر والعافية وحسن الخاتمة الفرق بين الإسلام وبين المسلمين
ولابد لك أيها الموفق أن تفرق بين الإسلام كدين من عند الله تعالى ارتضاه ربنا لخلقه وأخبرنا أنه لن يقبل غيره ,وبين المسلمين المنتسبين للإسلام ولو أتبعت وقلدت المسلمين اليوم في كثير من أفعالهم لكرهت الإسلام لأنك تجد الذنوب والمعاصى والبدع والشرك والتبرج والسفور وحلق اللحى وكل ذلك لايجوز في الإسلام بل جاء الإسلام ليحارب ويحذر من كل ذلك ولكن المسلمون ليسوا ملائكة بل هم بشر يعتريهم مايعترى البشر من خطأ وصواب وهم ليسوا معصومون فهل تقلدهم أم تتبع المعصوم صلى الله عليه وسلم ؟

فوجود الشرك والبدع والكذب والخيانة والزنى والسرقة والربا وشرب الخمر والدخان والغناء والموسيقى والاختلاط والتبرج والسفور وغير ذلك من المعاصي لايبرر لك ترك السنة والتمسك بهدى حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم فإن أخطأ هؤلاء فاستقم أنت وإن عصى هؤلاء فأطع أنت لأنك مسئول عن عملك و(كل نفس بما كسبت رهينة) (ولاتزر وازرة وزر أخرى) فمن الظلم أن تتبرج النساء لأن منتقبة زنت أو تحلق لحيتك لأن جارك صاحب اللحية الطويلة سرق فليس كل المسلمون كذلك وخطأهم ليس حجة ولا مبررا لترك الحق والسنة والطاعة ,فلابد من التفريق بين الإسلام كدين وبين المسلمين المنتسبين إليه , وقد يستهزؤن بك ويسخرون منك ويتهمونك بالإرهاب والتطرف والتخلف والرجعية حتى تشعر كأنك غريب بين أهلك فلا يضرك ذلك ف(إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون ,وإذا مروا بهم يتغامزون ) فتمسك بالسنة واقبض عليها فهذا زمان فتن والقابض على دينه كالقابض على الجمر ,وهذه غربة الإسلام فقد بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء الذين يصلحون إذا فسد الناس ,والذين يصلحون ما أفسده الناس , فكن منهم أيها الموفق ولاتعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا فالعبرة بالخواتيم والفائز حقا من زحزح عن النار وأدخل الجنة ,نسأل الله الثبات وحسن الخاتمة .

الأدلة على وجوب إعفاء اللحية وتحريم حلقها وأن حلقها من االكبائر

فقد وردت أحاديث كثيرة بتوفير اللحى وإعفائها وحاصل مجموع رواياتها خمس: أوفوا، وأرخوا، وأرجوا، ووفروا، وأعفوا، ومعانيها كلها متقاربة، ولم يرد حديث بلفظ (اتركوا) ولا بلفظ (أكرموا)، والروايات هي:

1-
حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما مرفوعاً: ((أحفوا الشوارب وأوفوا اللحى)) رواه مسلم.
2-
حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: ((جزوا الشوارب وأرخوا اللحى)) رواه مسلم، وجاء بلفظ (أرجوا) بالجيم.
3-
حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما مرفوعا: ((وفروا اللحى وأحفوا الشوارب)) رواه البخاري
4-
حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما مرفوعا:
((أنهكوا الشوارب وأعفوا اللحى)) رواه البخاري، ومسلم بلفظ (أحفوا الشوارب)

5 - وأخرج الخطيب عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(لا يأخذ أحدكم من طول لحيته). وهذه الألفاظ كلها تدل على الترك والتوفير والتكثير، وإليك تفصيل ذلك:
(أوفوا)
من الإيفاء وهو الإتمام وعدم النقصان، قال في تاج العروس: (أوفى الشيء أي تمَّ وكثُر)، وفي مقاييس اللغة: ( (وفي) كلمةٌ تدلُّ على إكمالٍ وإتمام)
(أرخوا)
من الإرخاء وهو بمعنى الإطالة والسدل أرخى العمامة أطالها، وأرخى الستر أسدله (انظر تاج العروس)
(أرجو)
أصلها أرجئوا من الإرجاء وهو التأخير فلما قال: (أحفوا الشوارب) قال بعدها: (وأرجوا اللحى) أي أخروها ولا تحفوها.
(وفِّروا)
من التوفير وهو الكثرة، قال ابن فارس في مقاييس اللغة: ( (وفر) كلمةٌ تدلُّ على كثرةٍ وتَمام)، وفي القاموس المحيط: (وفره توفيراً: كثَّره)، وفي لسان العرب: (وفَّره: كثَّره)
(أعفوا)
الإعفاء أصل معناه في اللغة الترك كما في تاج العروس وغيره، تقول: عفا الله عنك، أي ترك عقابك، وعفوتُ عن فلان أي تركته وحاله ولم أعاقبه، و يأتي بمعنى التوفير والكثرة، ففي لسان العرب: (عفا القوم كثروا، وفي التنزيل: **حتى عفوا} أي كثروا، وعفا النبت والشعر وغيره يعفو فهو عاف: كثُر وطال، وفي الحديث: أنه - صلى الله عليه وسلم - أمر بإعفاء اللحى، هو أن يوفَّر شعرها ويُكَثَّر، ولا يقص كالشوارب، من عفا الشيء إذا كثر وزاد) ا.هـ، وقال القرطبي في (المفهم) (1/512) قال أبو عبيد: (يقال عفا الشيء إذا كثر وزاد)
أبو بكر الصديق رضى الله عنه
وقد وصفه أصحاب السير من أفواه الرواة فقالوا: "إن أبا بكر .. خفيف العارضين .. ويخضب لحيته وشيبه بالحناء والكتم".اهـ [الخليفة الأول للدكتور علي الصلابي ص20]. عمر الفاروق رضى الله عنه وقال الخطبي: "وفي صفة عمر أنه كان كث اللحية.." [تاريخ ابن عساكر/ترجمة عمر، ص16] وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "كثير السبلة في أطرافها صهوبة".اهـ [الإصابة في تمييز الصحابة 5/511]. وكذلك جاء في لسان العرب 14/68 أنه كان طويلاً جسيماً .. "كثير السبلة".اهـ ذو النورين عثمان رضى الله عنه روى ابن عساكر في تاريخ دمشق بسنده إلى يعقوب بن شيبة قال: "كان عثمان كبير اللحية عظيمها" وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "كان.. عظيم اللحية".اهـ [الإصابة 2/455]. وذكر السيوطي أنه: "كثير اللحية". [تاريخ الخلفاء الراشدين ص50]. وعن أبي مولى (عبد الله بن) شداد بن الهاد قال: "رأيت عثمان بن عفان يوم الجمعة على المنبر ... طويل اللحية، حسن الوجه".اهـ وقال المبارك بن فضالة سمعت الحسن يقول: "سمعت عثمان يخطب: ... وكان عثمان .. كبير اللحية عظيمها".اهـ وقال في موضع آخر: "كان شيخاً جميلاً طويل اللحية حسن الوجه".اهـ [صحيح، أورده الحافظ المزي في تهذيبه 19/452]. على بن أبى طالب رضى الله عنه كان علي -رضي الله عنه-: (عريض اللحية، وقد ملأت ما بين منكبيه). وقال السيوطي عنه: "كث اللحية، حتى كانت تملأ ما بين منكبيه، وكانت لحيته بيضاء كأنها قطن".اهـ [تاريخ الخلفاء الراشدين ص167] وعن الشعبي رحمه الله قال: "رأيت علياً رضي الله عنه على المنبر أبيض اللحية قد امتلأت ما بين منكبيه". فأنت ترى أن كل الألفاظ التي جاءت في الأحاديث تدل على الوفرة والكثرة، وبصيغة الأمر الدال على الوجوب، وقد تأكد ذلك بفعله صلى الله عليه وسلم،وفعل الصحابة رضى الله عنهم , فإنه لم يصح عنه أنه أخذ شيئا من لحيته بل جاء في أحاديث كثيرة في صفته صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان: (كث اللحية) رواه البخاري ومسلم، و (كثير شعر اللحية) رواه مسلم، لقد تقرر لديك –أخي القارئ- مما سبق من الأدلة أن إعفاء اللحية على الرجال واجب شرعي أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم به، وهو في كتاب الله، فطر الله الرجال عليه، وأكرمهم به، وهو هدي الأنبياء والأولياء، فلا يصح والحالة هذه أن تخالف أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لقول أحدٍ كائن من كان؛ عن ابن عباس –رضي الله عنهما- قال: "والله ما أراكم منتهين حتى يعذبكم الله. أحدثكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتحدثونا عن أبي بكر وعمر".اهـ [أخرجه أحمد] قال العلامة سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب –رحمهم الله-: "فإذا كان هذا كلام ابن عباس لمن عارضه بأبي بكر وعمر.وهما هما. فما تظنه يقول لمن يعارض سنن الرسول صلى الله عليه وسلم بإمامه وصاحب مذهبه الذي ينتسب إليه؟!" [تيسير العزيز الحميد: 544-545]. الإجماع
اتفق أهل العلم على أن الإجماع حجة شرعية يجب إتباعها والمصير إليها

قال الله تعالى: (
وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا) [النساء: 115] وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أمتي لا تجتمع على ضلالة) ولقد أجمع علماء الأمة قديماً وحديثاً على وجوب إعفاء اللحية وتحريم حلقها، ونقل الإجماع غير واحدٍ من العلماء، كالإمام ابن حزم الأندلسي وشيخ الإسلام ابن تيمية وغيرهما.. قال الإمام ابن حزم رحمه الله في (مرتب الإجماع) ص157: "واتفقوا أن حلق جميع اللحية مثلة لا تجوز".اهـ ونقل مثل هذا الاتفاق ابن القطان في "الإقناع في مسائل الإجماع". وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "يحرم حلق اللحية للأحاديث الصحيحة، ولم يبحه أحد ".اهـ [أصول الأحكام 1/36]. كما ورد في صفة عدد من الصحابة رضي الله عنهم أنهم كانوا كثيري شعر اللحية، ولا يُعرف عن أحد من السلف أنه حلق لحيته ألبتة،
ولذلك اتفق الفقهاء على حرمة حلقها ونقل غير واحد الإجماع على ذلك منهم ابن حزم بقوله: ((واتفقوا أن حلق جميع اللحية مُثلة لا تجوز)). ولم يعلق عليه ابن تيمية،

انظر: (مراتب الإجماع) (ص120)،

المنع من تقصيرها وعدم الأخذ منها

قال الحافظ ابن حجر
في (الفتح) (10/350): ((قال الطبري: ذهب قوم إلى ظاهر الحديث فكرهوا تناول شيء من اللحية من طولها ومن عرضها))
وقال الإمام النووي
في(المجموع) (1/290): ((والصحيح كراهة الأخذ منها مطلقاً، بل يتركها على حالها كيف كانت، للحديث الصحيح (وأعفوا اللحى)) أ.هـ
وقال في شرحه لصحيح مسلم (3/151): ((والمختار ترك اللحية على حالها , وألا يتعرض لها بتقصير شيء أصلاً))
وقال الشيخ علي محفوظ: "ومن أقبح العادات ما اعتاده الناس اليوم من حلق اللحية وتوفير الشارب، وهذه بدعة سرت إلى المصريين-والمغاربة-من مخالطة الأجانب واستحسان عوائدهم، حتى استقبحوا محاسن دينهم وهجروا سنة نبيهم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم".اهـ وقال العلامة الشنقيطي في تفسير قوله تعالى: (ولقد كرمنا بني آدم) الآية "قال بعض أهل العلم: من تكريمه لبني آدم خلقه لهم على أكمل الهيئات وأحسنها".اهـ وقال البغوي، وأبو حيان، والقرطبي: "أكرم الرجال باللحى، والنساء بالذوائب".اهـ وكان الأحنف بن قيس رجلاً عاقلاً حليماً يضرب به المثل في الحلم، وكان لا تنبت لـه لحية، وذكر عن شريح القاضي أنه قال: (وددت أن لي لحية بعشرة آلاف درهم). ووصفه بعض قومه فقال: (وددنا أنا اشترينا للأحنف لحية بعشرين ألفاً فلم يذكر حنفه ولا عوره .. لأن اللحية عند العقلاء من الكمال والجمال والرجولة، فلا شك أن اللحية نعمة جليلة تفضل الله بها على الرجال) اهـ وشكر هذه النعمة إعفائها. وليت شعري! كيف يجرئ مدعي الصلاح أن يحلق لحيته بثلاثة دراهم، وقد كان من لا تنبت له لحية من الصالحين يتمنى اللحية بآلاف الدراهم؟! ومن المسلم به لدى المسلم: أنه لم يعرف حالق اللحية في القرون المفضلة؛ بل ابتدعت بدعة حلق اللحى بعد ذلك بكثير! وقال الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله: "أن إعفاء اللحية من السمت الذي أمرنا به القرآن العظيم، وأنه كان سمت الرسل الكرام صلوات الله وسلامه عليهم، والعجب من الذين مسخت ضمائرهم، واضمحل ذوقهم، حتى صاروا يفرون من صفات الذكورية، وشرف الرجولة، إلى الأنوثة، ويمثلون بوجوههم بحلق أذقانهم، ويتشبهون بالنساء، حيث يحاولون القضاء على أعظم الفوارق الحسية بين الذكر والأنثى وهو اللحية، وقد كان صلى الله عليه وسلم كث اللحية، وهو أجمل الخلق وأحسنهم صورة، والرجال الذين أخذوا كنوز كسرى وقيصر، ودانت لهم مشارق الأرض ومغاربها، ليس فيهم حالق، نرجو الله أن يرينا وإخواننا المؤمنين الحق حقاً، ويرزقنا اتباعه، والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه".اهـ [أضواء البيان 4/383].
وقال الشيخ عبد العزيز بن باز
في (مجموع الفتاوى) (4/443): ((الواجب إعفاء اللحية وتوفيرها وإرخاؤها وعدم التعرض لها بشيء))
وقال الشيخ ابن عثيمين
في (فتاوى على الدرب) (10/173) ((الواجب إبقاء اللحية كما هي ولا يتعرض لها بقص ولا بحلق))
وقال في
(مجموع الفتاوى) (11/85): ((أما ما سمعتم من بعض الناس أنه يجوز تقصير اللحية خصوصاً ما زاد على القبضة، فقد ذهب إليه بعض أهل العلم فيما زاد على القبضة، وقالوا: إنه يجوز أخذ ما زاد على القبضة استناداً إلى ما رواه البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أنه كان إذا حج أو اعتمر قبض على لحيته فما زاد أخذه . ولكن الأولى الأخذ بما دل عليه العموم في الأحاديث السابقة فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يستثن حالاً من حال)) أ.هـ
سُئل الشيخ - بن عثيمين -رحمه الله-: - عن حكم حلق اللحي؟

فأجاب بقوله: حلق اللحية محرم، لأنه معصية لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أعفوا اللحى وحُفوا الشوارب ". ولأنه خروج عن هدي المرسلين إلى هدي المجوس والمشركين.

وحدّ اللحية - كما ذكره أهل اللغة - هي شعر الوجه واللحيين والخدين، بمعنى أن كل ما على الخدين وعلى اللحيين والذقن فهو من اللحية، وأخذ شيء منها داخل في المعصية أيضاً، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أعفوا اللحى .. " وأرخوا اللحى .. " " ووفروا اللحى ... ". وأوفوا اللحى .. " وهذا يدل على أنه لا يجوز أخذ شيء منها، لكن المعاصي تتفاوت فالحلق أعظم من أخذ شيء منها، لأنه أعظم وأبين مخالفة من أخذ شيء منها، وهذا هو الحق، والحق أحق أن يُتَّبع، وتساءل مع نفسك ما المانع من قبول الحق والعمل به إرضاءً لله وطلباً لثوابه؟ فلا تقدم رضا نفسك وهواك والرفاق على رضا الله، قال تعالى: (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى).

(مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ج11)

كذلك فتوى اللجنة الدائمة أن الإصرار على الحلق هو الذي يكون كبيرة

وقد سُئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:

عما يقوله بعض الناس من أن علة إعفاء اللحى مخالفة المجوس والنصارى كما في الحديث، وهي علة ليست بقائمة الآن، لأنهم يعفون لحاهم؟

فأجاب: " جوابنا على هذا من وجوه:

الوجه الأول: أن إعفاء اللحية ليس من أجل المخالفة فحسب، بل هو من الفطرة كما ثبت ذلك في صحيح مسلم، فإن إعفاء اللحي من الفطرة التي فطر الله الناس عليها وعلى استحسانها، واستقباح ما سواها.

الوجه الثاني: أن اليهود والنصارى والمجوس الآن ليسوا يعفون لحاهم كلهم، ولا ربعهم، بل أكثرهم يحلقون لحاهم كما هو مشاهد وواقع.

الوجه الثالث: أن الحكم إذا ثبت شرعاً من أجل معنى زال وكان هذا الحكم موافقاً للفطرة أو لشعيرة من شعائر الإسلام فإنه يبقى ولو زال السبب، ألا ترى إلى الرَّمَل في الطواف كان سببه أن يُظهر النبيُّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه الجَلَد والقوة أمام المشركين الذين قالوا إنه يقدم عليكم قوم وهنتهم حُمَّى يثرب، ومع ذلك فقد زالت هذه العلة، وبقى الحكم، حيث رَمَل النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع.

-فالحاصل: أن الواجب على المؤمن إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يقول سمعنا وأطعنا، كما قال الله تعالى: (إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) النور/51.

ولا يكونوا كالذين قالوا سمعنا وعصينا أو يلتمسوا العلل الواهية والأعذار التي لا أصل لها، فإن هذا شأن من لم يكن مستسلما ًغاية الاستسلام لأمر الله ورسوله يقول الله عز وجلّ: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً) الأحزاب/ 36.

ويقول تعالى: (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) النساء/65.

ولا أدري عن الذي يقول مثل هذا الكلام هل يستطيع أن يواجه به ربه يوم القيامة، فعلينا أن نسمع ونطيع وأن نمتثل أمر الله ورسوله على كل حال "
انتهى."مجموع فتاوى ابن عثيمين" (11/ 129_130).
- وقال رحمه الله أيضا: " إعفاء اللحية من سنن المرسلين، قال الله تعالى عن هارون أنه قال لأخيه موسى: (قَالَ يَبْنَؤُمَّ لاَ تَأْخُذْ بِلِحْيَتِى وَلاَ بِرَأْسِىإِنِّى خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِى إِسْرائيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِى) طه / 94.

وكان خاتمهم وأفضلهم محمد صلى الله عليه وسلم قد أعفى لحيته، وكذلك كان خلفاؤه، وأصحابه، وأئمة الإسلام وعامتهم في غير العصور المتأخرة التي خالف فيها الكثير ما كان عليه نبيهم صلى الله عليه وسلم وسلفهم الصالح رضوان الله عليهم، فهي هدي الأنبياء والمرسلين وأتباعهم، وهي من الفطرة التي خلق الله الناس عليها، كما ثبت ذلك في صحيح مسلم، ولهذا كان القول الراجح تحريم حلقها كما اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله؛ لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بإعفائها وتوفيرها.

- وأما كون الحكمة من إبقائها مخالفة اليهود، وانتفت الآن فغير مسلَّم؛ لأن العلة ليست مخالفة اليهود فقط.

بل الثابت في الصحيحين: (خالفوا المشركين) وفي صحيح مسلم: أيضاً (خالفوا المجوس)، ثم إن المخالفة لهؤلاء ليست وحدها هي العلة؛ بل هناك علة أخرى أو أكثر،

مثل: موافقة هدي الرسل عليهم الصلاة والسلام في إبقائها. ولزوم مقتضى الفطرة. وعدم تغيير خلق الله فيما لم يأذن به الله.

فكل هذه علل موجبات لإبقائها وإعفائها مع مخالفة أعداء الله من المشركين والمجوس واليهود.

- ثم إن ادعاء انتفائها غير مسلم، فإن أكثر أعداء الله اليوم من اليهود وغيرهم، يحلقون لحاهم، كما يعرف ذلك من له خبرة بأحوال الأمم وأعمالهم، ثم على فرض أن يكون أكثر هؤلاء اليوم يعفون لحاهم، فإن هذا لا يزيل مشروعية إعفائها؛ لأن تشبه أعداء الإسلام بما شُرع لأهل الإسلام لا يسلبه الشرعية، بل ينبغي أن تزداد به تمسكاً حيث تشبهوا بنا فيه وصاروا تبعاً لنا، وأيدوا حسنه ورجعوا إلى مقتضى الفطرة " انتهى. " مجموع فتاوى ابن عثيمين " (16/ 46_47).

العجب أننا ننقل أقوال أهل العلم وأفعالهم وفعل بعض الصحابة ونترك أقوال وفعل من أمرنا الله باتباعه فأقوال العلماء يحتج لها ولايحتج بها والنصوص الواردة في إعفاء اللحى على إطلاقها أما أجتهاد بعض الصحابة في قص مازاد على القبضة فهذا يظل أجتهاد لايجوز لنا أن نتبعهم فيه ونترك ماثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم وجمهور الصحابة ومنهم الخلفاء الأربعة:فالكراهة والتحريم أمور شرعبة ليست لفلان ولاعلان:

والسؤال الذي يطرح نفسه هل الرسول أخذ من لحيته مازاد على القبضة
؟ وهل فعل ذالك أحد من الخلفاء الراشدين بل جمهور الصحابة؟
للأسف بعض الناس يحب الرخص فيبحث عنها في كلام أهل العلم وان كان هناك أدلة صريحة واضحة وارى أننا وصلنا إلى نقطة وهي أن كثير من الطلبة يريدون أن يجعلوا كل خلاف معتبر وان يتركوا النصوص الواردة ما لم يجمع العلماء عليها وبعضهم يقول أن اللحية من الدين وليست كل الدين فلا تجعلوها قضية ومشكلة !!

فنقول لهم إنها من الدين ومن سنن الأنبياء والمرسلين وهدى الصحابة والصالحين والعلماء العاملين والتشبه بهم فلاح وفوز عظيم فمن أنتم تتشبهون ؟

وكما قيل من تتبع رخص العلماء تزندق والعياذ بالله

فما علينا إلا أن نرجع إلى الأصل وهو هل اخذ النبي صلى الله عليه وسلم من لحيته؟ وكذلك اخذ ابن عمر رضي الله عنه ليس تشريعا للأمة أليس كذلك؟ وان قيل إن فعله بيان لأمر النبي صلى الله عليه وسلم رجعنا إلى مسألة هل ثبت عن صحابي واحد انه اخذ من لحيته ما دون القبضة؟

وهل أفتى احد بذلك من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

مذهب الشافعي في حلق اللحية انه حرام وهذا باتفاق الأئمة الأربعة

بعض أقوال العلماء في حكم الأخذ من لحية الميت:
"ذهب الحنفية إلى أنه يكره تسريح لحية الميت.. وقال المالكية: يكره حلق شعر الميت الذي يحرم حلقه حال الحياة –وهو شعر اللحية-. قال الدردير: وهو بدعة قبيحة لم تعهد من السلف. وقال الحنابلة: يكره تسريح شعره رأساً كان أو لحية.. وقالوا: يحرم حلق رأسه ولحيته".اهـ [الموسوعة الفقهية 35/233]. وأما الشافعية فأجازوا تسريح لحية الميت –غير المحرم-، ولكن يكون ذلك بمشط واسع الأسنان برفق ليقل الانتتاف. فإذا كان هذا كلام الأئمة في لحية الميت، فكيف يكون كلامهم في لحية الحي؟! ثم ألا يستحيي الرجل أن يلقى الله بغير لحية؟! ومن عجيب ما وقفت عليه من كرامات المجاهدين؛ ما قاله الشيخ المجاهد عبد الله عزام رحمه الله: "حدثني (عمر حنيف): كان أحد المجاهدين معنا حافظا للقرآن واسمه (سيد شاه) عابدا متهجدا وكان صاحب رؤيا صادقة (رؤاه تأتي كفلق الصبح) وله كرامات كثيرة؟ ثم استشهد سيد شاه.. ثم أتينا قبره بعد سنتين ونصف وكنت مع أخ آخر قائد الجبهة اسمه (نور الحق) فكشفنا قبر (سيد شاه) فوجدته كما هو إلا أنلحيته طالت وقد دفنته بيدي.. والأعجب من هذا أني وجدت فوقه عباءة سوداء حريرية لم أر مثلها أبدا في الأرض ومسستها فإذا رائحتها أطيب من المسك والعنبر".اهـ [آيات الرحمن في جهاد الأفغان ص27]. وخلاصة ما سبق:
1.
أن حلق اللحية حرام بالإجماع.
2.
أن الأخذ منها وقصها بما يخل بتوفيرها وكثرتها حرامٌ أيضاً لمخالفته الأمر بالإعفاء والإرخاء والتوفير الوارد في الأحاديث وضابط ذلك ما زاد على القبضة وهو في الغالب إلى منتصف الصدر.
3.
أن المعاصي تتفاوت، فالحلق أعظم من أخذ شيء منها.
4.
أن الأخذ من اللحية بما لا يخرجها عن كونها كثة وكثيفة وهو ما زاد على القبضة مما اختلف فيه العلماء قديماً وحديثاً.
5.
أن حاصل كلام القائلين بجواز الأخذ منها هو الأخذ مما زاد على القبضة في حج أو عمرة ولا أعلم أحداً يقول بأقل من ذلك,والقبضة نصف الصدر
6.
، قاعدة: (العبرة برواية الراوي لا برأيه) وعند الاختلاف يرجع إلى فعل النبى صلى الله عليه وسلم وهديه وسنة الخلفاء الراشدين كما أُمرنا فهذا الفيصل عند النزاع فالحجة في رواية الراوى وليس في فعله
7.
أن الأولى والأحوط خروجاً من الخلاف تركها دون أخذِ شيء منها اقتداء بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم, والصحابة رضى الله عنهم
أمَّا مسألة الإنكار، فمن حلقها أو أخذ منها وقصَّرها وخففها فيُنكر عليه لأنه فعل منكراً،
لكنه منكرٌ دون منكر، والمعاصي تتفاوت كما تقدم،
ولمن أراد الزيادة والتفصيل فعلية بمراجعة هذه الكتب فى حكم الأخذ من اللحية وتقصيرها وهى : -

الحلية فى إعفاء اللحية لتركي بن مبارك بن عبد الله البنعلي

حكم الأخذ من اللحية وتقصيرها لعلوى بن عبد القادر السقاف

إشعار الحريص على عدم جواز التقصيص
من اللحية لمخالفته للتنصيص تأليف الشيخ عبد الكريم بن صالح الحميد
دلائل الأثر على تحريم التمثيل بالشعر الشيخ حمود بن عبد الله التويجري رحمه الله
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 11:29 AM.