اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > الاقسام المميزة > أخبار و سياسة

أخبار و سياسة قسم يختص بعرض الأخبار و المقالات من الصحف يوميا (المصرية والعربية والعالمية )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-08-2012, 10:53 AM
darch_99 darch_99 غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 1,824
معدل تقييم المستوى: 16
darch_99 is just really nice
افتراضي عادل صبري يكتب:فتنة العسكر وحكمة الصين! مقال رائع جدا

المصدر
أثارت قضية " فتنة العسكر" بالسلطة والجاه التي ذكرناها في مقال الأسبوع الماضي، غضبا لدى العديد من المسئولين. فمنهم من أتهمنا بكراهية العسكر، بلا علم ولا بينة،وقلة هي التي استحسنت الموضوع، باعتباره ضربة للعسكر المسيطرين على مفاصل الدولة. بين الرؤيتين ظهر جليا أن القضية أصبحت مثار نقاش واسع، مع وجود دولة حاليا أصبحت ذات رأسين، إحداهما عسكرية وأخرى لرئيس منتخب. وأخشى ما نخشاه أن الجسد الذي يعلوه رأسين، يصبح مثل التنين الصيني، ذلك الوحش الخرافي المتمثل في شكل أفعى تطير أحيانا وتزحف بسرعة البرق، وتطلق من أحشائها نارا وسموما كثيفة.
لم تأت خرافة أفعى التنين في المعتقدات الصينية من فراغ، فدائما ما تنطلق الخرافات من حكمة وأفكار ومواقف واجهت من يؤمنون بها. فالصينيون يؤمنون أن الكون خلق في حالة صراع بين الخير والشر، وأن هذا المبدأ ساكن في نفوسنا، فإذا ما انتصر الخير على الشر، عاش الناس في سعادة, وغير ذلك فعلى الدنيا السلام. لذا يعتقد الملوك أن التنين أبو رأسين أفضل وسيلة لقمع خصومهم وقهر أعدائهم. ومن معتقداتهم أن وجود التنين في حالة سكون يعرضه لأن يأكل بعضه بعضا، فالرأس الأقوى سمية والأكثر قدرة على بث النار من فمها، هي التي ستنتصر وإن مات التنين في نهاية المطاف.
هذه الخرافات جعلت الصينيين حذرين على مر التاريخ من خطورة سلطة العسكر إذا اجتمعت مع رأس أخرى خاصة إذا كانت تفكر أو تملك سلطة روحية على المواطنين. فخلال العصر الامبراطوري كان العسكر يتولون مهمة القتال الذي لا يتوقف لسنوات، فإذا ما استراحوا منحتهم أراض وضياع بعيدة لاستزراعها والاقامة بها، كمكافأة في نهاية العمر. أما السلطة فلا تطرح إلا لأهلها في معية أهل الحكمة والعلم. و حدث أن سطا العسكر على الحكم في الصين في أوقات ضعف الدولة، فانتشرت المجاعات، والفتن والحروب الأهلية، وكان آخرها عندما قفز جنرالات الحزب الشيوعي على الحكم في البلاد. ظل العسكر يحكمون الصين باسم حماية الثورة ومكتسبات العمال، ورغم هدوء الأوضاع، وبسط الدولة سيطرتها على كافة حدودها وانتقالها من المرحلة الثورية إلى مرحلة الدولة المستقرة، رفض العسكر مغادرة الحكم. وقعت الطامة الكبري عندما أوشك زعيم الثورة الشيوعية ماو تسي تونغ على الموت، فحكمت البلاد زوجته من وراء ستار ومعها مجموعة من بقايا العسكر، سميت بعصابة الأربعة، التي ارتكب مذابح بشرية بذريعة حماية الثورة من خصومها، وعطلت التعليم الجامعي نهائيا بحجة أنه يعلم الشباب الهرطقة والكلام الفارغ، ودفعت بكل الناس للعمل في الحقول والجبال قسرا وقهرا.
اعتقد النظام العسكري الفاشي أنه بالقهر والاستبداد سيضطر الناس للعمل وينسون السياسة والتفكير في اعمالهم القذرة، فإذ بالفساد يستشري والأرض تبور وتنتشر المجاعات في كل مكان. لم تعد الصين إلى نفسها إلا بعد أن أفاق الناس على كارثة، وعرفت الولايات المتحدة وروسيا أن سكوتهما أو دعمهما لنظام عسكري فاشي في الصين سيؤدي إلى كوارث دولية، لا قبل للعالم بها. وخرجت المطالب من داخل الحزب الشيوعي نفسه تدعو إلى تطهير نظام الحكم من العسكر، وأن يقود البلاد فئة من المهندسين الذين دفعوا بهم من قبل إلى القرى لقيادات الجرارات الزراعية وفلاحة الأراضي. وجاء على رأس هؤلاء الزعيم المهندس دينع هسياو بنغ الذي قاد الصين إلى طريق نهضتها الصناعية والحضارية، وحولها من دولة المجاعات إلى القوة الاقتصادية الثانية في العالم.
قد يعترض البعض بأن العسكر في دولة ما يختلفون عن أخرى، وهؤلاء يتجاهلون أن التربية العسكرية في كافة الدولة تقوم على مبادئ واحدة، لا يمكن تعديلها، قائمة على قسم الموالاة والوفاء للسلطة، فإذا كانت القيادة جائرة أصبحت أداة طيعة في يديها، وإن كانت عادلة تحولت إلى أفضل أدواتها. في نهاية المطاف العسكر ينفذون ما يطلب منهم، فإذا ما تحولت إليهم السلطة تملكت شهوتها من نفوسهم، فلا يميزون بين دورهم الأصلي والفرعي إلى أن تتحد الأدوار معا فتصبح سطوة السيف وسلطة الحكم قبضة غاشمة في وجه الجميع. وهنا تظهر روح التنين أبو رأسين، فإن خلع الحاكم، وتمكن من كرسي الحكم أصبح الجميع معرض لناره وسمومه.
حكمة الصين جعلت أصحاب الحضارة القديمة والحديثة يفكرون في توظيف هؤلاء العسكر في أفضل صورة، بأن يظلوا مقاتلين داخل الجيش فإن انتهت مهتمهم، منحوهم الأوسمة والنياشين ومكافآت نهاية الخدمة، أو جعلوهم مستشاريين في أرفع الأماكن الحساسة بالدولة، دون أن يكون لهم مناصب رسمية ولا سلطة إدارية. هكذا تفعل الولايات المتحدة، وغيرها من الدول فالعسكر يتراكم لديهم خبرات عظيمة إن لم توظف، فإنها تفتح أبواب الشر، وتصبح مصدر الغضب والنقمة، وهو ما نراه واضحا من بعض الضباط والجنود الأمريكيين المتقاعدين حينما يديرون عصابات التهريب والمرتزقة حول العالم. في كل الدول المحترمة لا يدخل العسكر في مكان إلا عبر قوانين الجهة المستقبلة لهم، فإذا ما رغبوا في العمل السياسي، لا يدخلون إلا عبر أبواب الأحزاب والتجمعات السياسية، وفي عالم التجارة تأتي الخبرات السابقة في المقام الأول، وفي الصناعة والزراعة كذلك، وفي نهاية الأمر تسقط الرتب من الأكتاف، ولا توضع من جديد إلا مع النياشين في الأعياد والمناسبات القومية المهمة.
فتنة العسكر بدأت عندنا عندما ترك الضباط أعمالهم على الجبهة لشغل المناصب في شركات القطاع العام والحكومة، وتحول الولاء للوطن إلى تملق لأهل السلطان، وتركوا الخنادق والبنادق طلبا لحكم المحافظات والوزارات. هذه الآفة جاءت بأهل الثقة على حساب الخبرة، فكانت هزيمة الجيش القاسية في يونيو 1967، وانتشرت المحسوبية والرشوة في كل مكان. لهذه الأسباب نؤكد أن عصر العسكر قد ولي وانتهي بقيام ثورة الشعب في 25 يناير2011، فالشعب وحده صاحب النصر وصاحب الحق فيمن يعينه قائدا للثورة، ودور العسكر يجب أن يتوقف عند حراسة الحدود. إن اعتياد العسكر مزاحمة المدنيين في وظائفهم وأعمالهم، لا يعني أن يستمر الوضع على ما هو عليه، تحت أي ذريعة كانت، فمن لا يملك القدرة على حياة الخنادق فعليه أن يتركها لغيره، طوعا أو كرها. فمصر لا تحتمل أن يأكل التنين بعضه أو يوجه نيرانه صوب الناس. والحكمة تقضي أن تقف كل سلطة عند حدودها، وألا تتعدى على غيرها حتى لا تشجع الآخرين عليها، وتضيع هيبة الدولة أمام بطش الأقوياء وألاعيب الضعفاء. فالعسكر عندما يدخلون بيوتا يجعلون أعزتها أذلة، وما عليهم إلا أن يكونوا رحماء بالأمة أشداء على خصومهم.

اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية الوفد - عادل صبري يكتب:فتنة العسكر وحكمة الصين!
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 04-08-2012, 12:06 PM
الصورة الرمزية أنين الأنين
أنين الأنين أنين الأنين غير متواجد حالياً
طالبة جامعية 2013
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
المشاركات: 676
معدل تقييم المستوى: 16
أنين الأنين is on a distinguished road
افتراضي

فعلا... مقال أكثر من رائع
جزااااكم الله خير الجزااااء
__________________

يا قوم كفانا خذلانا سيروا فى ركب الرحمن
عودوا للحق ولا تهنوا فالنصر لأهل القرآن


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 04-08-2012, 12:16 PM
ابو محمد ع م ابو محمد ع م غير متواجد حالياً
عضو متواصل
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 1,014
معدل تقييم المستوى: 14
ابو محمد ع م is on a distinguished road
افتراضي

العسكر لا يخذلون الشعب ابدا ولم ولن يدخلو فى صراع معة وطنطاوى اعطى التحية لمرسى وانما هى مسالة وقت فلنصبر جميعا بدليل نجاح مرسى الذى دحض افتراء شفيق
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 04-08-2012, 04:35 PM
الصورة الرمزية aymaan noor
aymaan noor aymaan noor غير متواجد حالياً
رئيس مجلس الادارة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 27,929
معدل تقييم المستوى: 10
aymaan noor is a glorious beacon of lightaymaan noor is a glorious beacon of light
افتراضي

جزاك الله خيرا و بارك الله فيك
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 10:54 AM.