محطات اللقاء الجسدي

[abomokhtar]

يوميات زوجة سعيدة:
هذا حالها يتكلم عنها؛ فيوميًا بعد أن تنتهي من أعمالها واحتياجات أولادها, وبعد صلاة العشاء, تدخل غرفة نومها, وترتدي الملابس المناسبة, وتتعطر وتقف أمام المرآة لتضيف بعض الرتوش الجميلة على وجهها، وتمشط شعرها، ثم ترش الغرفة بالعطر أو تشعل البخور، فإذا كان اللقاء بين الحبيبين؛ كان جميلًا ممتعًا، وإن لم يكن فإنه المودة والرحمة والحب.
وإذا كان الميل إلى ال*** أو العلاقة الجسدية بين الرجل وزوجته من أركان العلاقة العاطفية، إذن فالمقصود طبعًا ليس فقط هو قضاء الوطر والشهوة، وإنما هذه العملية ما هي إلا تعبير عن علاقة أعمق وأشمل, ولذلك سماها القرآن مودة ورحمة.
فقضاء الشهوة محطة من محطات الحب والعشق تسبقه محطات وتليه محطات، فالمحطات التي تسبقه مختصرة في قوله تعالى: {وقدموا لأنفسكم} [البقرة:223]، وحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «هلا بكرًا تلاعبها وتلاعبك»، والمحطات التي تليها مختصرة في قوله تعالى: {الرفث} [البقرة:187]، وحديث عائشة رضي الله عنها في غسلها مع النبي صلى الله عليه وسلم: "كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء بيني وبينه، تختلف أيدينا عليه، فيبادرني حتى أقول دع لي، دع لي" [رواه البخاري ومسلم].
وفي بيان كيفية التعامل بين الزوجين لتحقيق السعادة الزوجية قال تعالى: {وجعل بينكم مودة ورحمة} [الروم:21]، وقال تعالى: {وقدموا لأنفسكم} [البقرة:223]، وفي الآية يأمر الله تعالى المؤمنين أن يقدموا لأنفسهم، وهي التهيئة المعنوية والإعداد النفسي قبل تمام العملية ال***ية، فكلا الزوجين مطالب أن يقدم للآخر الركن المعنوي والراحة النفسية والانسجام الروحي من معين لا ينضب، وهو معين المودة والرحمة.
وننصح كلا من الزوجين بتهيئة الجو للآخر وإظهار العواطف والتفرغ بصفاء لهذا اللقاء... ويُنصح الزوجين بعمل مقدمات مناسبة قبل العلاقة الزوجية حتى تهيئ المناخ النفسي والعاطفي مما يعطي لهذه العلاقة المتعة المطلوبة والإشباع المناسب للطرفين.

أختي الزوجة:
كوني إيجابية في العلاقة الزوجية لتحقيق المتعة والسعادة لكِ ولزوجكِ لقد آن الأوان أن نقول إن الزوجة لم تعد فقط آلة إخصاب، وإن كان ذلك من أهم أدوارها التي خصها الله بها وإنما هي شريكة للرجل في التمتع في اللذة الحلال، ولا بد أن تكون إيجابية، لأنه كلما كانت المرأة أكثر فاعلية في الحوار ال***ي زادت المتعة وتسامت السعادة.
فقضية ال*** ليست قضية هامشية في حياة الرجل والمرأة السويين، ولا هي من الرجس طالما كانت في الحلال، ولا يجوز إطلاقًا إهمالها أو تركها لتتحكم فيها نصائح ورواسب العاهرات في الإعلام.
وعلى المرأة أن تتعلم وتتقن فن الحب، ولا يجوز لها أن تجهل أهمية رسالتها ال***ية، فبدلًا من أن تحسبها تبعة مخلة بالآداب، عليها أن تكرس لها وقتًا يتناسب مع أهميتها، والمرأة العاقلة تدرك أهمية دور المرأة في الجماع منذ الليلة الأولى للزواج، ومدى تأثير ذلك الدور ليس فقط في نفس الرجل، وإنما في نفس المرأة ذاتها، وبالتالي في الحياة الزوجية.
وكذلك كي يكون الاتصال ال***ي طبيعيًا وجميلًا ومستحبًا، لا بد وأن تساهم الزوجة مع الرجل في الوصول بهذا العمل إلى القمة التي ينشدها الزوج والتي يجب أن تنشدها أيضًا.
وهذه بعض الأدلة من الكتاب والسنة تؤكد على هذا الأمر:
- قد ورد في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ما يؤكد ضرورة مشاركة المرأة للرجل في اللقاء بصدق وإيجابية، ومن ذلك ما يرويه جابر بن عبد الله: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة، فلما رجعنا وكنا قريبًا من المدينة، قلتُ: يا رسول الله، إني حديث عهد بعرس، قال: «أتزوجت؟»، قلتُ: نعم، قال: «أبكر أم ثيب؟»، قلتُ: بل ثيب، قال: «فهلا بكرًا تلاعبها وتلاعبك؟» [رواه الخمسة]، وفي رواية لمسلم: «فهلا جارية تلاعبها وتلاعبك؟» أو قال: «تضاحكها وتضاحكك؟».
إذن فالزوجة المتدينة والمحترمة ينبغي أن تتحلى بالحياء والستر عن كل الناس، ولكن مع الزوج فحياؤها أن تتجمل له، وأن تتحبب له، وأن تقر عينه وتحفظ نفسه، فحالها وحال زوجها كما في قوله تعالى: {هن لباس لكم وأنتم لباس لهن} [البقرة:187].
- وقد اعتبر القرآن العروب إحدى صفات الزوجة المثالية، وذلك في قوله تعالى: {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا * عُرُبًا أَتْرَابًا } [الواقعة:35-37].
وعَرُبت المرأة: إذا تحببت إلى زوجها، وقال ابن الأثير في "النهاية": العرابة: هي التصريح بالكلام في الجماع، والمقصود من لفظة العروب: "هو فاعلية المرأة في الاستجابة لزوجها بالتدلل والتلطف والمداعبة.
- وللمرأة المسلمة أسوة حسنة في السيدة عائشة رضي الله عنها التي كانت تشارك النبي صلى الله عليه وسلم متعه وملذاته وأفراحه، حتى أنها لتحدثنا عن ذلك فيما يرويه البخاري ومسلم في صحيحيهما فتقول:
كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء بيني وبينه تختلف أيدينا عليه، فيبادرني حتى أقول: دع لي، دع لي"، وهذا التفاعل يكون له أكبر الأثر في نفس الزوجين، وتوثيق العلاقة العاطفية بينهما، فيسود الحب والود والدفئ والحنان، والعاطفة في الحياة الزوجية والأسرية.

والخلاصة:
إن العلاقة ال***ية الناجحة هي التي تروي ظمأ كلًا من الطرفين باب من أبواب السعادة والراحة النفسية والقبول والرضا عن الآخر، الذي يولد ارتباطًا ومحبة عاطفية ووجدانية عميقة تسمو بعد ذلك عن كل شيء وإن كانت العلاقة ال***ية تمدها بالتجدد والشوق للآخر.
وهذه العلاقة مع فطريتها وقابلية كل من الرجل والمرأة لممارستها, لأنها سنة الحياة أودعها الله في البشر؛ إلا أن المتعة والسعادة فن يجب تعلمه من الرجل والمرأة, حتى تتحول تلك الممارسة إلى أنشودة حب وسعادة وعفاف وإحصان لكل من الرجل والمرأة، وكل محطة من محطات هذا اللقاء له فنه وأدبياته وممارسته, لا بد أن تدركها المرأة ويعيها الرجل وهذه وظيفتنا أن نبين لك هذه المحطات لتكوني على بينة من أمرك فتتغير نظرتك إلى اللقاء الحميمي بينك وبين زوجك لتنعمي بصورة أخرى من صور السعادة والهناء التي ربما يفتقدها الكثير من الأزواج.

[صوت العقل]

[yassen1996]

الله ربى لا اريد سواه

[احمد سامي2202]

جزاك الله خيرا