اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > الاقسام المميزة > أخبار و سياسة

أخبار و سياسة قسم يختص بعرض الأخبار و المقالات من الصحف يوميا (المصرية والعربية والعالمية )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-03-2012, 03:17 PM
أبو إسراء A أبو إسراء A غير متواجد حالياً
مشرف ادارى الركن الدينى
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 6,321
معدل تقييم المستوى: 22
أبو إسراء A is a jewel in the rough
افتراضي معضلة الرئاسة وعلاقات مصر الدولية

معضلة الرئاسة وعلاقات مصر الدولية
الخميس 22 مارس 2012


بقلم: محمد سليمان الزواوي*

تحتل العلاقات الخارجية للدولة المصرية في حقبة ما بعد الثورة أهمية قصوى مع اختيار الشعب لرئيسه الجديد، وذلك لأن النظام السابق جعل الأمن القومي المصري مرهونًا بالخارج وليس مربوطًا برغبات الداخل بعدما وضع كل أوراق اللعبة في أيدي الولايات المتحدة، سيرًا على نمط سابقه أنور السادات؛ فالأمن القومي المصري في العهد البائد لم يكن محميًا بمنظومة قوية داخلية وخارجية، سواء بتصنيع سلاح أو باقتصاد وزراعة تكفي الحاجة المصرية، ولكنه كان محميًا بمفهوم "سلمية" الدولة المصرية ورعاية الولايات المتحدة لها ولاتفاقية السلام الموقعة مع الكيان الصهيوني، وكان ذلك هو مصدر شرعية الرئيس السابق أمام شعبه، وكانت الولايات المتحدة هي الضامنة لبقاء النظام السابق "طافيًا" بالرغم من انخفاض مستوى التأييد الشعبي له لأدنى مستوى، بل كان يأتيه الدعم "المعنوي" له خارجيًا أمام شعبه.
فعلى سبيل المثال عندما أغلق مبارك أتون غزة على أهلها ليحترقوا فيها، واندلعت تظاهرات حاشدة في كبريات المدن المصرية، جاءه الدعم المعنوي من الخارج أيضًا بمؤتمر شرم الشيخ من رؤساء الدول ليعطوا مبارك رصيدًا بدعم "مبادرته!" لوقف الحرب على غزة بعد أن فرغت إسرائيل من *** أبنائها؛ فالنظام لم يكن ينظر إلى الداخل ليرى "المطالب والتأييد" من شعبه، ولكنه كان يستقيهما من الخارج، وكان هذا هو المصدر "الوحيد" لشرعية نظام مبارك.
لذلك من المهم أن يستحضر الرئيس القادم لمصر تلك المنظومة البائدة، ويعلم أن المنظومة الآن تتغير ببطء ليتجه الثقل فيها إلى الشعب المصري، فالمطالب والتأييد للنظام السياسي المصري الآن تستقى من الشعب "فقط" وحصرًا، مع الاعتبار الكبير للبيئة الدولية المحيطة بالإقليم المصري، لذلك فإن الرئيس الجديد يجب أن يضع عينًا على الداخل، وعينًا على الخارج، بتوازن في التصريحات لكيلا تتفكك المنظومة المصرية الموروثة من تركة العهد السابق، فالانتقال من الانبطاح الكامل إلى السيادة الكاملة عملية صعبة للغاية وترتبط بالكثير من المحددات والعوامل المؤثرة في تلك المرحلة الانتقالية الهامة.
ولننظر إلى الدولة التركية وتحولاتها في حقبة العدالة والتنمية، فتركيا لم تفقد قدمًا واحدة من نفوذها الإقليمي ولكنها ضاعفته، وقامت بالبناء على مكتسابات الأنظمة السابقة، ومدت شبكة تحالفاتها، ولم تعادِ الولايات المتحدة بل جعلت واشنطن هي التي بحاجة دائمة إلى أنقرة، سواء في الدرع الصاروخي أو في حل معضلات الشرق الأوسط أو في مواجهة النفوذ الإيراني، بل احتفظت بالوجود العسكري الأمريكي في قاعدة أنجرليك الجوية، ورحبت بنشر الدرع الصاروخية على أراضيها مع توازن علاقاتها مع كل من روسيا وإيران، واستفادت من عضويتها في الناتو لتأديب الكيان الصهيوني، فلم تنسحب تركيا من الناتو في عهد حكم الإسلاميين ولكنها ضاعفت من قوتها داخل الحلف ووسعت نفوذها إلى الدول الناطقة بالتركية وإلى الدول العربية، وقامت بالبناء على مكتسبات النظام السابق.
ونحن الآن نعيش في مرحلة تحولات كبرى، تحولات في النظام الدولي من قطبية أحادية إلى تعددية توافقية، أي من نظام تهيمن فيه دولة واحدة إلى نظام "كل الدول فيه هامة مهما صغرت"، وتحولات في المنظومة الإقليمية بصعود نفوذ دول وخفوت نفوذ دول مع تراجع لدور الولايات المتحدة في المنطقة مع انسحاب قواتها وأزمتها المالية، كما أن الولايات المتحدة ذاتها تخضع لعملية تحول في الداخل وتخوض انتخابات رئاسة جديدة، قد يصبح التطرف هو سمة الموقف فيها خاصة مع فشل أوباما في حل الكثير من المعضلات التي جاء لحلها بالوسائل السلمية؛ فهناك تصاعد في نبرة التطرف في السياسات الأمريكية مع بدء العد التنازلي لانتخابات الرئاسة، مع اتهامات لأوباما بأن نزعاته السلمية والعقوبات "الذكية" لمعالجة القضية الإيرانية مع انسحابه من العراق وأفغانستان بدون إنجاز المهمة الأمريكية في أي من تلك القضايا أدى إلى تقويض مكانة الولايات المتحدة، مع جلبة كبرى يثيرها المعسكر الجمهوري داخل الولايات المتحدة لاستعادة البيت الأبيض، لذا فإن أي تطرف في المواقف المصرية بقيادتها الجديدة سيعتبر وقودًا للصهاينة لإذكاء التطرف المضاد ضد الدولة المصرية، التي هي لم تصلح الداخل بعد حتى يصدر منها أي مبادرة قد تنم عن معاداة للخارج، ولنا في خطاب أسامة بن لادن عشية الانتخابات الأمريكية عبرة، وكيف أدى إلى تغيير رأي الناخب الأمريكي من اختيار جون كيري إلى إعادة انتخاب جورج بوش الابن، بالرغم من أن هذا كان عكس مقصود الخطاب.
لذلك فإن الحقبة المصرية القادمة يجب أن يكون أهم ما يميزها هو المرونة المهيئة لتحقيق المصالح العليا للأمة المصرية، وليس الصلابة التي في ظاهرها تحقيق السيادة ولكن في باطنها تدمير ما تبقى من حطام الدولة المصرية التي خلفتها حقبة مبارك، فهناك فترات تاريخية يأتي فيها قائد ديماغوجي يلقي بالخطب الرنانة ويلعب على أوتار العاطفة الوطنية مثلما فعل هتلر تمامًا، حيث استغل الظرف التاريخي لألمانيا آنذاك وخروجها منكسرة من الحرب العالمية الأولى ومعاهدة فيرساي المهينة ليلعب على أوتار العاطفة الوطنية للشعب الألماني، وقد مكنته قدرة ألمانيا الاقتصادية والصناعية، والظرفان الدولي والإقليمي من تحقيق حلمه مؤقتًا بالسيطرة على مناطق شاسعة من أوروبا تماشيًا مع رؤيته القاصرة حتى أعماه غرور القوة وأردى بلاده إلى الهاوية، بعدما أساء النظر في حدود قوته وقوة خصومه، وأساء منذ البداية قراءة الواقعين الإقليمي والدولي بصورة كاملة، فقد رآهما -بصورة منقوصة- فقط من منظور الإغراق في الوطنية والرغبة في نصرة بلاده بسبب ما رآه مظالم تاريخية لها.
لذلك يجب أن ينظر الرئيس المصري القادم إلى الظرفين الدولي والإقليمي وإلى قدرات بلاده العسكرية والاقتصادية، فيمكن لرئيس شعبوي قادر على تحريك الجماهير أن يكسب الجولة ويحظى بالفعل بمنصب الرئاسة بناء على أجندات وأدبيات غير قابلة للتحقيق على أرض الواقع، ولكنها تثير شهية الجموع من المواطنين الذين يتعاظم شعورهم بالوطنية في أعقاب الثورات دائمًا، وكذلك في أعقاب فترات الظلم والاستبداد والانعتاق منهما، وبخطب رنانة عما سيتم فعله في المستقبل، بدون أن ينظر في أدواته الممثلة في مؤسسات الدولة، لا سيما الأمنية والاستخباراتية والعسكرية منها ومدى اتساقها مع أدبياته وأهدافه، وبدون النظر في الظرفين الدولي والإقليمي، وبدون النظر في قدرته وملاءته الاقتصادية، فيكون فوزه في تلك الحالة وبالاً على بلاده وعلى قضيته على حد سواء، مع اضطراره إلى بلع كبريائه مع أول جرعة من الواقعية يرتشفها في أيامه الأولى من منصبه الجديد.
فالتجربة التركية كان سر نجاحها وانطلاقها هو ضغط العدالة والتنمية على الأزرار الصحيحة في الوقت الصحيح لآلة الحكم التركية، فكان نظرهم الأول على إصلاح الداخل ودفع عجلة الاقتصاد الذي يعد محركًا لأي نهضة تعليمية ولأي رعاية صحية ولرفاهة المجتمع ككل، ثم عملوا على العدالة في توزيع الثروة وأصبح النظام التركي يمثل غطاءً جامعًا لكل أبناء الشعب التركي، واستطاع أن يرسخ النظام أقدامه في الداخل أولاً، حيث استطاع تجميد الخارج أيضًا بنظرية "تصفير المشكلات" لأحمد داود أوغلو وزير الخارجية الحالي، وهي في الواقع لم تكن تصفيرًا ولكن تجميدًا للمشكلات لتصديرها إلى مرحلة لاحقة من المستقبل تستطيع فيها تركيا أن تكون ندًا للاتحاد الأوروبي وأن تلقن فرنسا درسًا إذا أرادت أن تتلاعب بقضية الأرمن أو غيرها، أو أراد أي من أعدائها أن يثير القلاقل ضد الدولة التركية باستغلال أي من نقاط ضعفها، والتي كان لديها الكثير منها في الداخل والخارج، سواء فيما يتعلق بمشكلة عرقية كردية، أو بمشكلة تاريخية أرمنية، أو بمشكلة أمنية يونانية قبرصية، أو بمشكلة نفوذ إقليمي مع كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على حد سواء.
إن أمام الرئيس المصري القادم مشكلات جمة، أولاها الاقتصاد وتعافيه وتحقيق العدالة في توزيع الثروة وتحقيق الحد الأدنى من الأجور لإطعام أكثر من ثمانين مليون فم مصري يستحقون الحياة الكريمة، ورعايتهم صحيًا وتعليميًا، على الرئيس القادم لمصر أن يعلم أن هناك حملة مؤهلات متوسطة بالكاد يقرؤون ويكتبون و ينخرطون في عدد لا بأس به من الوظائف وفي الجيش والشرطة وفي مختلف القطاعات الخدمية والتجارية والزراعية والصناعية.
إن براعة الرئيس المصري القادم ستتمثل في تجميد المشكلات وتصديرها إلى عصر القوة المصرية في المستقبل الذي نأمل أن نراه، وتتمثل قدرته كذلك في إنعاش الجسد المصري الذي يقبع في غرفة الإنعاش، فواجب الوقت هو إنعاش المريض وإفاقته، ثم دخوله فترة النقاهة والاستقرار، ثم الوقوف على القدمين واسترداد العافية ثم الانطلاق نحو المستقبل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ




رد مع اقتباس
  #2  
قديم 27-03-2012, 08:20 AM
الصورة الرمزية aymaan noor
aymaan noor aymaan noor غير متواجد حالياً
رئيس مجلس الادارة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 27,929
معدل تقييم المستوى: 10
aymaan noor is a glorious beacon of lightaymaan noor is a glorious beacon of light
افتراضي

موضوع رائع
جزاك الله خيرا
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 09:40 AM.