|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
طلبت الزواج مني.. كيف أصرفها بالمعروف؟!!
أنا شاب من أبناء الدعوة ولله الحمد، تربيت في المساجد ودور القرآن الكريم، وقد تخرجت من معهد لإعداد المعلمين، وكنت رئيسًا لمجلس الطلبة فيها، ولم يكن لي أي علاقات منافية للشرع في أثناء الدراسة، بل حتى لم يكن لي أي دور أو تنسيق مع زميلاتي الطالبات، إذا أوكلت التعامل مع مشاكلهن وحلها، لأحد أعضاء المجلس. ولم يكن لي أي تواصل مباشر معهن، حتى أثناء فترة الانتخابات كان أحد الإخوة هو من يتواصل مع الطالبات بدلاً مني، واقتصر دوري فقط في المحاورات الجماعية، وتفاجأت قبل فترة بشابة تصغرني بعامين، كانت من الدارسات في هذا المعهد، تطلب الزواج مني، معللة ذلك بتعلقها الشخصي بي، وأنها لا تستطيع تخيل حياتها بدوني. وقد رفضت ذلك لسببين رئيسيين بأنها غير ملتزمة دينيًّا كما أريد رغم التزامها النسبي، والسبب الأهم هو عدم قدرتي على الزواج قبل حوالي ثلاث سنوات على الأقل؛ لظروفي المعيشية، ولا أخفيكم أنني أصبحت مشوشًا ذهنيًّا، نظرًا لرسائلها المتكررة، وأنا أريد صرفها بالمعروف، دون أن أكون سببًا في كرهها لدعوتي، نظرًا لمعرفة الجميع بانتمائي للدعوة، بسبب النشاطات أيام الدراسة. يجيب عنها: الدكتور أسامة يحيى الاستشاري الاجتماعي في (إخوان أون لاين): حمدًا لله العلي القدير، وصلاةً وسلامًا على النذير البشير.. وبعد. في هذا العصر الذي كثرت فيه الفلسفات، وتعدت في الأفق الرايات، وانحرفت عن مسارها التربوي المسلسلات والتمثيليات، وساءت وسائل التعليم ومنابع الثقافات، وشاع عبر النت الرديء من المعلومات، وانشغل الآباء والأمهات بمن هم وما هم أقل شأنًا من فلذات الأكباد وثمرات الفؤاد من البنين والبنات، فضل الشباب والفتيات عن تلمس الطريق الوضيء الكريم النبيل في الارتباط معًا وانساحوا في ظلمات الطرقات. فمن الفطرة السوية للإنسان في أمر الخطبة أن الذي يختار شريك الحياة هو الشاب.. إنه يختارها من بين من يعرفهن أو رآهن من الفتيات المقبلات على الزواج. أما هي.. من بعد أن يختارها الشاب لها أن تقبله أو ترفضه. إنه يختار وإنها تقبل أو ترفض.. (وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى (آل عمران: من الآية 36). إن ذلك يتسق مع الفطرة الإنسانية تمامًا.. كيف هذا؟ إن الشاب عندما يريد الزواج بصدق بعدما وافق عقله دقات قلبه التي خفقت لفتاة ما، فسيعلن عن رغبته في الزواج منها لوالديه وأولياء أمره والناس جميعًا، ثم يصطحب أهله لبيت العروس خاطبًا لها من أهلها، ويقدم الهدايا ويبدي حسن النوايا.. أما الفتاة- بفطرتها وحيائها- عندما تحب تكتم حبها ولا تعلنه، أملاً في أن يدرك الحبيب قدر حبها له يومًا ما ويجل عواطفها ويقدر ما في قلبها، فيقدم على خطبتها وطلب يدها، فإذا ما تقدم لها شاب راغبًا في الزواج منها أصبحت مهيأة تمامًا لحبه والقبول به حتى قبل أن تراه لأنها- بفطرتها- تحب أن تكون مرغوبة وعندها القابلية لحب من يريدها ويتمناها لنفسه زوجة. ولكن هل هذه هي الإيجابية لفتاة أحبت أن تنتظر حبيبها خاطبًا لها أو تاركًا إياها؟ وهل للفتاة دور إيجابي في الاختيار؟.. يعلمنا القرآن الكريم ماذا تفعل الفتاة حينما تحب على لسان إحدى ابنتي شيخ صالح كبير حينما قالت لأبيها عمن دق قلبها بحبه وهو سيدنا موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام.. (يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ) (القصص: من الآية 26) ففطن الشيخ الكبير لحاجة ابنته في الزواج من هذا النبي الكريم، فماذا فعل؟ - لم يعرض هذا الأب الحنون عن ابنته ويتجاهل مشاعرها وأحاسيسها.. - ولم يلمها هذا الأب الحكيم على انجذابها العاطفي نحو القوي الأمين.. - ولم يتركها هذا الأب الرجل تبتذل مع من أحبته لتوقعه بشطارتها في شباكها.. - ولم يهمل الأب العاقل فحص صفات الرجل الذي رغبته ابنته زوجًا لها.. بل قال ما أوضحته الآية التالية.. (قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ) (القصص: من الآية 27).. - لقد عرض عليه زواجه منها- بعدما اطمأن له- بلا خجل أو حرج أو تردد.. فقبل موسى- عليه السلام- العرض الكريم من الشيخ الكبير بكل تقدير واحترام وتبجيل وتوقير.. - بمثل هذه الحكمة والعقل والحنان والرجولة يكون تصرف الأب.. - بمثل هذه الطهارة والصراحة والعفاف يكون تصرف البنت.. - بمثل هذه الشهامة والمروءة يكون تصرف العريس.. - بمثل هذه الوضاءة والبساطة تبنى البيوت وتعمر.. - بمثل هذه الشفافية واليسر تقام الأسر وتستمر.. وانطلاقًا من هذه المفاهيم القرآنية الربانية يجب على الفتاة عندما تحب أن تخبر ولي أمرها بحبها بالطريقة المناسبة، وعلى ولي الأمر التصرف آنذاك بحكمة وعقل وحنان ورجولة، فإن وجد الشاب غير مناسب ولا يصلح لها البتة فعليه انتقاء من الأساليب ما يقنع بها ابنته بعد صلاحية هذا الشاب وأنه يرغب لها من هو أفضل منه، حتى إذا استدعى الأمر قليل من الحسم. أما إذا وجده مناسبًا فعليه إما انتقاء وسيط أمين خبير كتوم يقوم بدور بلفت فيه نظر هذا الشاب للفتاة عسى أن تحظى برضاه كزوجة وشريكة حياة، أو يفاتح والد العروس هذا الشاب في هذا الموضوع مباشرة، كما فعل عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- حينما عرض ابنته حفصة- رضي الله عنها- على أبي بكر الصديق وعثمان بن عفان رضي الله عنهما- وإن كانت الثقافة العليلة للمجتمع الآن قد لا تسمح في الوقت الحالي بذلك. والواقع يخبرنا أن العلاقة التي بين الغالبية العظمى من الآباء والأمهات وبين أبنائهم وبناتهم لست من الجودة بحيث تسمح لهؤلاء الأبناء والبنات بالبوح بما في الصدور، وإيجاد الحلول.. إن هذه العلاقة غير الجيدة خطأ أعقبه خطأ كتمان الأبناء عن الآباء ما في الصدور. فيجب على الفتاة التي تعاني سوء تصرف وتقدير أبيها وأمها لأمورها أن تستعين بأحد كبار عائلتها من الرجال ليقف معها داعمًا لها في أمر حسم حبها إما بالتأييد والتيسير أو بالإبعاد والهجران. أما من تعرض نفسها على شاب مباشرة فتلك فتاة ينقصها من صفات الإناث ما ينقصها وأولها تاج الحياء، وستتعرض في الغالب إلى ما لا تطيقه من ضغوط ومسئوليات، فقد أخذت قرارها بنفسها ومضت فيه قدمًا بمفردها وعليها وحدها تحمل نتيجة خياراتها. وأما التي تتخذ وسيطًا من بنات ***ها الصغيرات قليلات الخبرة لتحقق تواصلاً مع الشاب المرغوب فيه فقد لا تسلم من أذى هي الأخرى.. والقصص من حولنا كثيرة. إن قصة السيدة خديجة- رضي الله عنها- الثيب التي وسّطت سيدة أخري بينها وبين النبي صلى الله عليه وسلم ليكون لها زوجًا وذلك قبل بعثته ليست تكأة تستند إليها الفتيات الملتزمات ليفعلن مثلها. إنما عزة الفتاة في أن يكون اتصالها بالشاب ليس في الخفاء وفي معزل عن الآباء والأمهات، وإنما اتصالاً مباركًا شرعيًّا في الضوء أمام الله والأهل والناس جميعًا. نعود إليك يا بني.. إن الفتاة ذات التزام نسبي، وهذه الدرجة من الالتزام من الممكن تنميتها إذا اتبعنا الأسلوب المناسب معها الذي يلائم شخصيتها وثقافتها، ووجد هذا الأسلوب المناسب أرضًا خصبة بالفتاة لينمو ويترعرع. أما السبب الأهم- كما ذكرت- فأمامك ثلاث سنوات حتى تكون قادرًا على الزواج.. فماذا في ذلك؟، إن تركك التفكير في الخطوبة حتى تمتلك بدايات الباءة من علامات رجولتك وإباءك.. وهذا طيب.. كما قد يكون من علامات تخوفك وترددك.. وهذا غير طيب. يا بني.. إن كنت تريدها زوجة فاعرض أمرك على أهل الفتاة وناقش معهم قدراتك المادية الحالية وما قد تنتظره بالمستقبل دون مغالاة أو مبالغة فلربما يسروا لك الأمر فوق ما تتصور وقبلوا بك على حالك وصبروا عليك.. فلماذا تتأخر؟ أما إن قطعت بألا ترتبط بهذه الفتاة فأفهمها في عبارات موجزة حاسمة أن نصيبها في غيرك وأطلب منها قطع أي اتصال بك حرصًا عليك وعليها. يا بني.. إن أمر الارتباط السوي له لونان إما ارتباط أبيض أو انفصال أسود فلا ارتباط رمادي أبدًا، وأن اختيار الأسود قد يكون مؤلمًا ولكن مهما كانت آلامه فآلام الرمادي أفدح وأقسى. ثبت الله قلبك على رضاه وأيدك بمعيته وتقواه.
__________________
|
#2
|
|||
|
|||
جزاك الله خيرا أستاذ أبو مختار وجعله الله في ميزان حسناتك...!!!!!!!!
|
#3
|
||||
|
||||
سؤال جيد ، ورد طيب
الشكر لناقل الموضوع ، جزاه الله خيراً |
#4
|
||||
|
||||
جزاك الله خيرا
|
#5
|
|||
|
|||
جزاك الله خيرا علي النقل و بارك الله فيك فالسؤال طيب و الإجابة طيبة
يا بني.. إن أمر الارتباط السوي له لونان إما ارتباط أبيض أو انفصال أسود فلا ارتباط رمادي أبدًا، وأن اختيار الأسود قد يكون مؤلمًا ولكن مهما كانت آلامه فآلام الرمادي أفدح وأقسى. نعم كلام رائع
__________________
|
#6
|
||||
|
||||
جزاكم الله خيرا استاذ ابو مختار .. من عبر الحياة نتعلم ..
__________________
استودعكم الله ..
|
العلامات المرجعية |
|
|