التيارات المعادية للإسلام وكيفية مواجهتها

[محمد رافع 52]

مفهوم العلمانية، وأسباب نشأتها، وانتشارها، وأهدافها، وموقف الإسلام منها، وسبل مواجهتها

ستتعرف من خلال هذا العنوان على المراد بالعلمانية، ونشأتها، وأسباب انتشارها، وأهدافها، وموقف الإسلام منها، وذلك من خلال الفقرات التالية:

[محمد رافع 52]

مفهوم العلمانية
"العلمانية" أصلها ترجة للكلمة الإنجليزية "Secularisem"، وهي من العلم فتكون بكسر العين، أو من العالم فتكون بفتح العين، وهي ترجمة غير أمينة ولا دقيقة ولا صحيحة، لأن الترجمة الحقيقية للكلمة الإنجليزية هي " لا دينية أو لا غيبية أو الدنيوية أو لا مقدس"، لكن المسوقون لمبدأ العلمانية في بلاد الإسلام علموا أنهم لو ترجموها الترجمة الحقيقية لما قبلها الناس ولردوها ونفروا منها فدلسوها تحت كلمة العلمانية لإيهام الناس أنها من العلم، ونحن في عصر العلم، أو أنها المبدأ العالمي السائد والمتفق عليه بين الأمم والشعوب غير المنحاز لأمة أو ثقافة .
وكان أول من طرح هذا المصطلح في الساحة الثقافية العربية نصارى بلاد الشام في القرن التاسع عشر، وأولهم "إلياس بقطور" وهو نصراني لبناني في معجم (عربي / فرنسي) ثم طرحه بعده " البستاني " في معجميه الذَين ألفهما ٢٢.
والمدلول الصحيح لكلمة "العلمانية" هو: أنها إقامة الحياة على غير الدين سواء بالنسبة للفرد أو للدولة، وهي حركة اجتماعية تهدف إلى صرف الناس وتوجيههم من الاهتمام بالآخرة إلى الاهتمام بالدنيا وحدها ٢٣.
بناءً على التعريف السابق يمكننا القول بأن العلمانية نظام من المبادئ والتطبيقات الذي يرفض كل صورة من صور الإيمان الديني والعبادة الدينية، كما يرفض كل نظام أو قيمة تنسب إلى الدين، ويسعى إلى فصل الدين ليس فقط عن الدولة بل عن الحياة بشكل عام ٢٤.

[محمد رافع 52]

أسباب نشأة العلمانية
يرجع نشوء العلمانية إلى عدة أسباب هي كالآتي:

1. تحريف الدين النصراني: لقد قام النصارى بتحريف النصرانية بعد أن رفع الله عز وجل عيسى عليه السلام ونجاه من الموت والصلب حيث حرفوا دينه وأدخلوا فيه الشرك بتأليه عيسى وادعاء بنوته لله تعالى وعبادة إله ثالث معهما ليصبح الإله ثلاثة في واحد الأب والابن وروح القدس، وقد امتد هذا التحريف ليشمل مخالفات عديدة للفطرة البشرية العادية، مثل عدم رد العدوان والدفاع عن النفس تحت شعار ديني هو: (من ضربك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر) وعدم إمكانية الجمع بين التدين والتمتع بالمباحات الدنيوية لذا نُسب للمسيح قوله: (من أراد الملكوت فليترك ماله وأهله وليتبعني) لذا تم تحريم زواج رجال الدين بعد أن كان ذلك مباحاً ٢٥.
2. طغيان الكنيسة ورجالها: لقد عاشت أوروبا في القرون الوسطى فترة قاسية، تحت طغيان رجال الكنيسة وهيمنتهم، وفساد أحوالهم، واستغلال السلطة الدينية لتحقيق أهوائهم، وإرضاء شهواتهم، تحت قناع القداسة التي يضفونها على أنفسهم، ويهيمنون بها على الأمة، ثم اضطهادهم الشنيع لكل من يخالف أوامر أو تعليمات الكنيسة المبتدعة في الدين وقد شمل هيمنة الكنيسة النواحي الدينية، والاقتصادية، والسياسية، والعلمية ٢٦.
3. الصراع بين الكنيسة والعلم: في الوقت الذي كانت الكنيسة فيه تطغى على جوانب الحياة كافة وقعت الحروب الصليبية بين المسلمين والأوروبيين، واستمرت طوال القرنين الحادي عشر، والثاني عشر الميلادي، واحتك الصليبيون خلالها بالمسلمين ووقفوا عن كثب على صفات الإسلام وروعته في جميع مجالات العلوم والفنون، في الأندلس والشمال الإفريقي وصقلية وغيرها، حيث كانت المدارس والجامعات المتعددة في كل مكان في بلاد المسلمين، يؤمها طلاب العلم ومنهم الأوروبيون الذين وفدوا يتعلمون من الأساتذة المسلمين، فلما عاد أولئك الأوروبيين الذين تأثروا بنور الإسلام وعرفوا أن الكنيسة ورجالها عملة مزيفة، أخذ هؤلاء يقاومون الكنيسة ودينها المزيف. وبدء الإنسان الأوروبي بتحقيق العديد من الاكتشافات والاختراعات في مجال العلوم الطبيعية والتطبيقية، وقد زاد ذلك من حدة الخلاف بين رجال الكنيسة الكارهين للعلم ومجالاته، والعلماء والباحثين المهتمين به ٢٧.

حينذاك تصور بعض المفكرين الأوروبيين أنه يمكن القضاء على هذا النزاع بتوزيع السلطات وتقسيمها إلى طرفين: طرف يكون للدولة بحيث تشرف على جميع المجالات الحياتية والعلمية من إدارة وتعليم واقتصاد وعلوم، وطرف يكون للكنيسة تشرف فيه على الجوانب الأسرية والدينية كمراسيم الزواج، والوفاة وغيرها من الأمور ٢٨.

[محمد رافع 52]

أسباب انتشار العلمانية
من أهم أسباب انتشار دعوة العلمانية بين أبناء المسلمين واعتناقهم لها وفصلهم بين الإسلام والحياة ما يلي ٢٩:

1. الفراغ الروحي والفكري الذي يعاني منه المثقفون المعتنقون لمبادئ العلمانية، والمتأثرون بهم من أبناء المسلمين.
2. الهزيمة النفسية أمام النموذج الغربي للحياة، حيث أساء المثقفون وأتباعهم الظن بالإسلام وأحسنوا الظن بما عليه الغربيون وانبهروا بالحياة والحضارة الغربية، وأعجبوا بالتقدم المادي الغربي.
3. البعثات الدراسية إلى بلاد الغرب، التي بدأت منذ القرن التاسع عشر، وما زالت مستمرة، حيث يختار لها أناس معينيين، وهم مهزومون أمام النموذج الغربي وغريبون عن الإسلام، فيعتنقون مبادئ العلمانية ويعودون لنشرها بين المسلمين.
4. استخدام وسائل الإعلام المعاصرة في الترويج للدعوة إلى العلمانية، والتي يتعامل معها معظم الناس، مثل الكتاب والصحيفة والمجلة، والتلفزيون، والفضائيات والانترنت.
5. محاربة دعاة الإسلام الواقفين أمام دعاوى العلمانيين، والداعين إلى الإسلام، باعتباره نظاماً شاملاً كاملاً، لا يمكن فصله عن الحياة.

[محمد رافع 52]

أهداف العلمانية

تسعى العلمانية إلى تحقيق العديد من الأهداف التي نلخصها فيما يلي ٣٠:

1. مواجهة التراث الإسلامي، إما برفضه بالكامل واعتباره من مخلفات عصور الظلام والانحطاط والتخلف، أو بإعادة قراءته قراءة عصرية لتوظيفه توظيفاً علمانياً.
2. اتهام التاريخ الإسلامي بأنه تاريخ دموي استعماري عنصري غير حضاري وتفسيره تفسيراً مادياً، وقراءته قراءة انتقائية غير نزيهة ولا موضوعية، وتجاهل ما فيه من صفحات مشرقة.
3. السعي لزعزعة مصادر المعرفة والعلم الراسخة في فكر ووجدان المسلم، من خلال استبعاد الوحي بوصفه مصدراً للمعرفة والعلم، وجعله تابعاً لغيره من المصادر كالعقل والحس.
4. السعي لزعزعة القيم الأخلاقية الراسخة في المجتمع الإسلامي، والمسيرة للعلاقات الاجتماعية القائمة على معاني الأخوة والإيثار والطهر والعفاف وحفظ العهود واستبدالها بقيم الصراع والاستغلال والنفع والتحلل وال*****ة.
5. استبعاد مقولة الغزو الفكري من ميادين الفكر والثقافة واستبدالها بمقولة حوار الثقافات وهذا نابع من سياسة التخدير والخداع والتضليل التي يتبعها التيار العلماني.
6. وصم الإسلام بالأصولية والتطرف وممارسة الإرهاب الفكري، لتخويف الناس من الإلتزام بالإسلام والاستماع لدعاته.
7. تمييع قضية الحل والحرمة في المعاملات والأخلاق والفكر والسياسة وإحلال مفهوم اللذة والمنفعة والربح المادي، واستخدام هذه المفاهيم في تحليل الأحداث.
8. الاستهزاء والسخرية والتشكيك في أي محاولة لأسلمة بعض جوانب الحياة المختلفة المعاصرة في الاقتصاد والإعلام والقوانين.
9. الترويج للمظاهر الاجتماعية الغربية وبخاصة في الفن والرياضة والأزياء والعطور والحفلات الرسمية وقضية المرأة.
10. الترويج الدائم للنظريات العلمانية الغربية في الاجتماع والأدب، وتقديم أصحابها في وسائل الإعلام وفي الكليات والجامعات على أنهم رواد العلم.

[محمد رافع 52]

موقف الإسلام من العلمانية

يمكن تلخيص موقف الإسلام من "العلمانية" ضمن المفاهيم التالية:

1. أن التدين جزء من الطبيعة البشرية ولا يستطيع الإنسان أن يعيش من غير دين.
2. حرر الإسلام الفكر من الظنون والفروض والأساطير والخرافات والأوهام والأهواء ودعا إلى التمسك بالمنابع الأسلامية الأصيلة القائمة على الوحي.
3. أن حاضر الفكر الإسلامي والأدب العربي لا ينفك عن ماضيه الممتد المتصل المتفاعل عبر الحقب التاريخية دون توقف، وأن الفكر الإسلامي الحديث هو ثمرة وامتداد للفكر الإسلامي الذي شيده القرآن الكريم.
4. أن الحرية في الإسلام تعني تحرير العقل من قيود الوثنية مهما اختلفت أسماؤها، ومن الجهل مهما تباينت تواريخه ومن الخرافة والتقليد، كما تعني تحرير الإنسان من العبودية والطغيان.
5. أن الأخلاق في الإسلام ثابتة لا تختلف باختلاف المجتمعات ولا تتطور بتطور الأزمان ولا تتبدل بتبدل الأجيال.
6. أن الإسلام وحدة متكاملة لا تقبل الانفصام ولا التجزئة ولا التفتيت، وكل فرع فيه يقوم على أصول ثابتة.
7. لقد ربط الإسلام في حياة الفرد بين عقيدته التي يؤمن بها ويدين لها وبين العمل والنشاط الذي يصدر عنه وقرن بين العلم والعمل، فلا يطلب العلم ليبقى في خيز النظريات وإنما يطلبه ليطبق ويستفاد منه في تحسين وسائل الحياة الإنسانية.

[محمد رافع 52]

سبل مواجهة العلمانية

إن العلمانية اصطلاح جاهلي، لا صلة له بالعلم، وإنما سماها أعداء الإسلام بذلك إمعاناً منهم في التضليل والخداع، وإلا فإن هدف العلمانية الرئيس هو عزل الشريعة عن جميع جميع نواحي الحياة، وتعطيل حدود الله وشرعه.

وعليه فإن التصدي للعلمانية لا بد أن يكون من خلال استراتيجية شاملة ومتكاملة، تتضمن:

1. توعية المسلمين بخطورة هذه الفكرة الهدامة وتعارضها مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، وذلك عن طريق المناهج الدراسية ووسائل الإعلام بأنواعها المختلفة، لكي يقف أبناء المسلمين على حقيقة هذه الدعوة الإلحادية، بعيدا عن المغالطات التي يستخدمها دعاة العلمانية للتلبيس على أهدافها الخبيثة وإخفاء حقيقتها.
2. تبصير المسلمين بثمار العلمانية وآثارها المدمرة على المجتمعات الغربية التي تعاني من الإلحاد والتفكك الإجتماعي وانتشار الأوبئة والأمراض وتفشي ظاهرة الانتحار، وتصاعد وتيرة الجرائم والتفسخ الأخلاقي، بسبب الابتعاد عن الدين، وطغيان الجانب المادي على الجانب الروحي.
3. العمل على نشر الكتاب الإسلامي الذي يبصر المسلم بدينه ويربطه به ويطلعه على علل وحكم التشريعات الإسلامية، وسمو هذه التشريعات وصلاحيتها لكل زمان ومكان، وشمولها لكل مناحي الحياة.
4. العمل على غرس الاعتزاز بالدين الإسلامي بين جموع المسلمين، ومحاربة ظاهرة الانبهار بأي فكر يتعارض مع تعاليم الدين الإسلامي، بغض النظر عن مصدر هذا الفكر أو الجهة التي تروج له.

[محمد رافع 52]

مفهوم الماسونية وأهدافها ووسائلها وسبل مواجهتها

ستتعرف من خلال الحديث عن الماسونية على إحدى أخطر الحركات السرية المعادية للإسلام، وذلك من خلال الفقرات التالية:

[محمد رافع 52]

مفهوم الماسونية
الماسونية اشتقاق لغوي من الكلمة الفرنسية (ماسون) ومعناها "البناء" والماسونية تقابلها "ماسونيريز" أي البناؤون الأحرار.
والماسونية اصطلاحاً هي: منظمة يهودية سرية غامضة محكمة التنظيم ، تهدف إلى ضمان سيطرة اليهود على العالم ، وتدعو إلى الإلحاد وال*****ة، وأغلب أعضائها هم من الشخصيات البارزة في العالم ، يوثقهم عهد بحفظ الأسرار ، ويقومون بما يسمى بالمحافل للتخطيط والتكليف بالمهام ٣١.

[محمد رافع 52]

أهداف الماسونية
يمكن تلخيص أهداف الماسونية فيما يلي:

1. تكوين جمهوريات ديمقراطية عالمية لا دينية ، تحكم العالم ليسهل تقويضها عندما يحين موعد قيام دولة إسرائيل الكبرى.
2. محاربة الأديان القائمة غير اليهودية، وتشجيع وحماية الدول الإلحادية ، ويقصدون بالأديان هنا الإسلام والنصرانية دون بقية الأديان.
3. بث روح الإلحاد وال*****ة بين الشعوب.

جاء في دائرة المعارف اليهودية طبعة 1902م ما يلي:

"إن تعاليم الماسونية محاطة بالسرية الدائمة ، وتنص في صميمها على تقديس ال*** ، والحرية التامة في نشر ال*****ة ، وآمال الماسونيين في الناحية الخلقية من حياة الناس قائمة على تنظيم أمة من الناس أحرار ، لا يشعرون بالخجل عندما يتعرى بعضهم أمام بعض ولا يخجلون من إظهار أعضائهم التناسلية حين يجتمعون في منتديات العري ، أو في شواطئ المصايف" ٣٢.

1. القضاء على الأخلاق والمثل العليا ؛ ليسهل تدمير المجتمعات والأنظمة والدول في العالم.
2. جعل الماسونية سيدة الأحزاب، يقول الأستاذ الماسوني خير رضا: " من الواجب أن تكون الماسونية زعيمة الأحزاب السياسية تقودها ولا تنقاد لها، إذ الماسونية مشروع سياسي " ٣٣.
3. إسقاط الحكومات الشرعية، تمهيدا وتسهيلا لإقامة دولة إسرائيل الكبرى.
4. الوصول إلى إقامة دولة إسرائيل الكبرى، وتتويج ملك لليهود في القدس يكون من نسل داود ، ثم التحكم في العالم وتسخيره لما يسمونه: شعب الله المختار" اليهود" وهذا هو الهدف النهائي للماسونية ٣٤.

[محمد رافع 52]

وسائل الماسونية

تتبع الماسونية وسائل عديدة لتحقيق أهدافها، وهذه الوسائل هي:

1. تجنيد الشباب في كل العالم لخدمة مصالح اليهود ، وذلك بتوفير أسباب اللهو لهم ، وتمكينهم من الانغماس في الشهوات بأنواعها المختلفة.
2. الدخول في الأحزاب السياسية لتسيير الاتجاهات السياسية في العالم حسب المصالح اليهودية.
3. تأسيس وتشجيع المنظمات التي تطالب بالحرية ؛ لأنها أسرع وسيلة لنشر الفساد الأخلاقي ، وتقويض البناء الأسري للأمم والشعوب.
4. تشجيع النظريات والاتجاهات التي تساعد على تقويض الاقتصاد العالمي.
5. اجتذاب أكبر عدد ممكن من الأتباع للانتماء إلى المحافل والوقوع في شباكها ، وعلى كل من انضم إليها أن يسخر طاقاته لخدمتها وإلاَّ فسيكون مصيره الاغتيال، وللماسونية أساليب إجرامية للقضاء على من يحاول كشف أسرارها أو التمرد على تعاليمها ٣٥.

[محمد رافع 52]

سبل مواجهة الماسونية
هناك حل وقائي لمواجهة الماسونية، يتمثل في توضيح حقيقة وأهداف الماسونية لأبناء المسلمين، وخاصة من ذهب منهم للتعلم في الغرب، وإغلاق المحافل الموجودة في بلاد المسلمين ، وكذلك نوادي الروتاري.

أما الحل الهجومي لمواجهة الماسونية فيكون بالكتابة عنها ، وبيان حقائقها ، وكشف أسرارها وفضحها على رؤوس الأشهاد، وقد أصدر المؤتمر الإسلامي العالمي الذي انعقد في مكة المكرمة سنة 1394هـ في مكة قرارا حدد فيه موقف الإسلام من هذه الحركة الشريرة، جاء فيه:

" الماسونية جمعية سرية هدامة لها صلة وثيقة بالصهيونية العالمية التي تحركها وتدفعها لخدمة أغراضها، وتنشر تحت شعارات خداعة كالحرية ، والإخاء ، والمساواة ، وما إلى ذلك مما أوقع في شباكها الكثير من المسلمين وقادة البلاد وأهل الكفر، وعلى الهيئات الإسلامية أن يكون موقفها من هذه الجمعية السرية على النحو التالي:

1. على كل مسلم أن يخرج منها فورا.
2. على الدول الإسلامية أن تمنع نشاطها داخل بلادها.
3. عدم توظيف أي شخص ينتسب لها ، ومقاطعته مقاطعة كاملة.
4. فضحها بكتيبات ونشرات تباع بسعر التكلفة، وتعامل كل من النوادي التالية معاملة الماسونية: نادي الروتاري، نادي الليونز، حركات التسلح الخفي، إخوان الحرية.

كما أصدر مجمع الفقه الإسلامي قرارا بشأن الماسونية في دورته الأولى المنعقدة في مكة سنة 1978 م، بين فيه خطر هذه المظمة واعتبرها من أخطر المنظمات اليهودية، وأن من انتسب لها وهو على علم بحقيقتها وأهدافها فهو كافر بالإسلام ومجانب له ٣٦.

[محمد رافع 52]

مفهوم العولمة ومجالاتها وسبل مواجهتها

ستتعرف من خلال الفقرات التالية على اتجاه آخر من أحدث الاتجاهات المعادية للإسلام، وهذا التيار هو العولمة، وذلك من خلال ما يلي:

[محمد رافع 52]

مفهوم العولمة
العولمة : هي الترجمة العربية للكلمة الإنجليزية Globalization وقد جاءت هذه الكلمة توليدا من كلمة " عالم" ومعنى العولمة اصطلاحا: عالمية العادات والقيم والثقافات لصالح العالم المتقدم اقتصاديا، وبمعنى آخر: "محاولة سيطرة قيم وعادات وثقافات العالم الغربي على بقية دول العالم، خاصة النامية منها، بشكل يؤدي إلى القضاء على كافة الحضارات ، وإذابة خصائص المجتمعات، هذا بالإضافة إلى تهميش العقائد الدينية ٣٧.

يقول الدكتور عدنان الشخص:" إن العولمة هي ظاهرة تشمل الخروج من الأطر المحددة: الإقليمية ، والعنصرية ، والطائفية ، وغيرها إلى الانتماء العلمي الأعم، ففي جانبها الاقتصادي تشمل الانفتاح التجاري ، وإلغاء القيود التجارية ، وتوفير فرص التبادل التجاري الواسع المحكوم بقواعد السوق فقط ، بدون إجراءت حماية حكومية، وفي جانبه الفكري والثقافي هي الانفتاح الفكري على الآخر ، وعدم الانغلاق على الذات ، ورفض التعصب الفكري الذي يدعو إلى إلغاء الآخر، فقط لأنه مخالف في الفكر ٣٨.

[محمد رافع 52]

العولمة والمصطلحات ذات الصلة
هناك مفاهيم أخرى ذات صبغة عالمية لا بد من التمييز بينها وبين العولمة، مثل الأممية ، والعالمية ، والتدويل ، والأمركة، فالعولمة تختلف عن العالمية، فالعالمية مصطلحا ومضمونا ارتبطت بالأرض والإنسان ، أما العولمة مصطلحا ومضمونا فقد ارتبطت بالكونية وأنظمة الإنسان سواء مع الأرض أو الفضاء.

فالعولمة هي: إرادة للهيمنة، وبالتالي قمع وإقصاء الخصوصي، أما العالمية فهي طموح للارتفاع بالخصوصية إلى مستوى عالمي، فالعولمة احتواء للعالم ، والعالمية انفتاح على كل ما هو عالمي ٣٩.

وللتمييز بين العولمة والأممية نجد أن الأخيرة هي النزعة العالمية التي تتخطى حدود النزعة القومية وهو مفهوم مقصود يراد منه تكسير الأطر القومية، خدمة للجهة المستفيدة من فكرة الأممية.

أما التمييز بين العولمة والأمركة، فإن الأمركة هي أيديولوجية أمريكية تدعو إلى تبني النموذج الأمريكي في الاقتصاد ، والسياسة ، وفي طريقة الحياة بشكل عام.

وليست العولمة هي الأمركة، لأن الأمركة ليست وليدة اليوم ، قفد ظلت الولايات المتحدة منذ عقود طويلة من الزمن يساورها حلم السيطرة على العالم، وقد سعت إلى توظيف العولمة لصالحها ٤٠.