اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حي على الفلاح

حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-03-2012, 10:23 AM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,687
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New تعدّد الآراء وقبول الآخر


بقلم: د. محمد منصور
"الحق واحد لا يتعدَّد".. مقولة يتناقلها بعض الدعاة إلى الله والإسلام، قد تؤدّي أحيانًا أو كثيرًا إلى تقييد الحوار، أو حتى إيقافه، بين الداعي ومدعويه ومَنْ حوله.



إنها مقولة تحتاج إلى بعض التفصيل والتوضيح..

إنها مقولة صحيحة تمامًا في بعض الأمور القليلة، لكنها لا تنطبق أبدًا على أكثرها وأغلبها.

إنها مقولة صحيحة بالطبع دون أي شك وبلا أي مُنازع حينما يُقصَد بها مثلا أنَّ الله تعالى واحد لا يتعدَّد، أو أنَّ رسوله صلى الله عليه وسلم هو خاتم النبيين، أو أنَّ الإسلام بأخلاقه الشاملة الكاملة هو الإطار الوحيد الأمثل والأكمل للبشرية ليكون مرجعيتها ليُسعدها، أو أنَّ الحرام كله تعاسات وأنَّ الحلال كله سعادات.. أو ما شابه هذا.



لكنَّ هذه المقولة لا يُمكن مطلقًا أن تنطبق على معظم تفاصيل الحياة! لأن كل قواعد الإسلام تقريبًا تحتمل أكثر من رأي، كما يقول تعالي مثلاً على سبيل المثال لا الحصر: "وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ" (البقرة: من الآية 275)، فلم يُحَدِّد سبحانه شكلا مُحَددًّا أو صورة مُعَيَّنة للبيع دون غيرها، ويقول أيضًا: "وَيُحِلُّ لَهُمْ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ" (الأعراف: من الآية 157) فكل ما هو مفيد نافع مُسْعِد فهو حلال وهو حق بغض النظر عن أشكاله وصوره، وكل ما هو ضار مُتْعِس فهو حرام، وهو باطل، بغض النظر أيضًا عن تفاصيله.. وهكذا.



إنَّ هذا هو بعض معاني حديث ابن عمر رضي الله عنه الذي يقول فيه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لنا لمَّا رجع من (غزوة الأحزاب): "لا يُصَلِيَنَّ أحدٌ العصر إلا في بني ُقرَيْظة"، فأدرك بعضهم العصر في الطريق، قال بعضهم: لا نصلي حتى نأتيها، وقال بعضهم: بل نصلي ولم يرد ذلك منا، فذكِرَ ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فلم يُعَنِّف واحدًا منا" (رواه البخاري ومسلم).



يقول الإمام النووي في "شرح مسلم" شارحًا هذا الحديث: ".. أخذ بعض الصحابة بهذا المفهوم نظرًا إلى المعنى لا إلى اللفظ فصلوا حين خافوا فوات الوقت، وأخذ آخرون بظاهر اللفظ وحقيقته فأخرّوها، ولم يُعنف النبي صلى الله عليه وسلم واحدًا من الفريقين، لأنهم مجتهدون، ففيه دلالة لمن يقول بالمفهوم والقياس ومراعاة المعنى، ولمن يقول بالظاهر أيضًا، وفيه أنه لا يُعنِّف المجتهد فيما فعله باجتهاد إذا بذل وسعه في الاجتهاد، وقد يُستدَل به على أنَّ كل مجتهد مُصيب..".



أمَّا الحرام، فهو بالطبع ليس فيه آراء مُتعدِّدة! فليس هناك مثلاً مِن تعَدّد ٍللآراء في حرمة القتل أو السرقة أو الزنا أو الخيانة أو نحو ذلك!! وهذا هو بعض معنى قوله صلى الله عليه وسلم: ".. إذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم" (جزء من حديث رواه البخاري وغيره).



إنَّ هذا هو سرّ استمرار الإسلام، وصلاحيته لكل البشر ولكل الأزمنة والأماكن والعصور والبيئات والثقافات حتى يوم القيامة، أنه يضع الأطر والقواعد والمرجعيات الأخلاقية العامة التي يُرجَع إليها ولا يُخرَج عنها حتى تسعد البشرية ولا تتعس بإهمالها أو اختراقها، ثم بعدها يترك التفاصيل لأهل الخبرة والتخصص يضعونها بما يرونه مناسبًا لأحوالهم وظروفهم وبيئاتهم بما يُحقق لهم السعادة وعلى حسب ما يتجمّع لديهم من خبرات تتراكم منهم وفيما بينهم على مرّ العصور، كما يُفهَم من قوله صلى الله عليه وسلم: "أنتم أعلم بأمر دنياكم" (رواه مسلم).



إنَّ الإسلام مثلاً يضع قاعدة عدم الضرر بالنفس أو بالغير في قوله صلى الله عليه وسلم: "لا ضرر ولا ضرار" (رواه ابن ماجه)، وهذا هو الحق الذي لا يُمكن أن يتعدد، فليس هناك رأي آخر في أنه يجوز الضرر، إلا عند النسيان أو الخطأ، وهذا أمر استثنائي لا يُقاس عليه.. فإذا ما تم الاتفاق على هذا الحق الواحد، وهو عدم الإضرار، وتحقيق النفع والمصلحة والسعادة للجميع، فإنه في إطار ذلك يتعدّد الحق، أي تتعدّد الآراء، وكلها صواب وحق ما دامت ليست حرامًا أو خطأ، أي ما دامت لم تخرج عن الإطار وتضر النفس أو الغير وتتعسهم بغشّ ٍأو خداع أو كذب أو ظلم أو بخس أو نحوه.



فمثلاً عند البيع، هناك مَنْ سيبيع بالجملة وهناك مَنْ سيبيع بالقطعة، وهناك مَن يبيع مأكولاً أو مشروبًا أو ملبوسًا أو مركوبًا أو مقروءًا أو غيره.. وهكذا، وكلهم على حق ما داموا لا يضرّون أحدًا بل ينفعونه ويسعدونه، وكل فرد أو تجمّع يأخذ بما يناسب ظروفه وأحواله وبيئته بما يحقق له أفضل نتائج وأسعد حياة وأعظم ثواب في الآخرة لمن يؤمن بها.



كذلك يحفظ الإسلام النفوس والأعراض والأموال، كما يقول صلى الله عليه وسلم: "كل المسلم على المسلم حرام، دمه وعرضه وماله" (رواه مسلم)، فهذا حقٌ واحد ولا يُمكن أن يتعدَّد، وهذه هي المرجعية، ثم بعد ذلك تكون التفاصيل، وكلها حقّ رغم تعددها أو حتى اختلافها ظاهريًّا أحيانًا، لأنها كلها تهدف بالنهاية إلى تحقيق الغرض وهو الحفظ، فترَى قوانين لمعاملات المال وأخرى للصحة، وثالثة للإدارة ورابعة للاجتماع، وخامسة لمنع الجريمة ولعقوباتها وسادسة للمرور، وهكذا.. ثم كلٌ يأخذ منها بما يناسب الظروف والإمكانات ويُسعده.



وهكذا في كل شئون الحياة، الاقتصادية والعلمية والعملية والمهنية والإعلامية والفكرية والثقافية والسياسية والدولية والاجتماعية والصحية وغيرها.. قواعد أخلاقية عادلة مُسْعِدة لا يُمكن الخروج عنها وإلا حدثت التعاسة في الدنيا وكان الإثم والعقاب في الآخرة، وهي الحق الواحد الذي لا يتعدد، ثم في إطارها وداخلها تفاصيل كثيرة متعددة مُسْعِدة كلها حقّ، وصواب ما دامت صالحة لا فاسدة، تنفع ولا تضر، ُتسْعِد ولا تُتعِس.



إنَّ ما روته لنا السيرة من القول المعروف لأحد المسلمين للرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر: "أمنزلا أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدمه أو نتأخر عنه، أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟ قال صلى الله عليه وسلم: "بل هو الرأي والحرب والمكيدة"، فقال: "يا رسول الله فإنَّ هذا ليس بمنزل، فانهض بالناس حتى نأتي أدنى ماء من القوم.." (راجع سيرة ابن هشام)، لهُوَ أكبر دليل على الوعي الكامل الصحيح للصحابة الكرام وتمييزهم بين أنَّ الوحي هو المرجعية التي ليس لمسلم أيًّا كان الخروج على حدودها وأُطرها، وهذا حقٌّ لا يتعدد مطلقًا، وبين التفاصيل، والتي هي كلها آراء متعددة، وكلها حقّ ما دامت في إطار الحلال وابتغاء الخير والمصلحة، أي ما دامت داخل قواعد الإسلام.. لكنَّ بعضها قد يكون أحيانًا، وفي زمن مُعَيَّن أو مكان مُحَدَّد أنسب من بعض، أو بعضها مُصيب والآخر أكثر صوابًا، أو بعضها حَسَن والآخر أكثر حُسنًا.. فليجتهد المسلم قدْر استطاعته في أن يتخذ لكل موقف ما هو أصوب وأجود وأحسن وأكثر تحقيقًا للأهداف... وللسعادة.



إنَّ الخلط بين أنَّ الحقَّ واحد لا يتعدَّد في القواعد والأطر والمرجعيات، وبين أنه يتعدد في تفاصيل الحياة اليومية بتعدّد شئونها وتخصصاتها الهائلة، قد يؤدّي إلى فجوات واسعة في الحوار بين الناس بما يُعَقّد الحياة ويُتعسها ولا يُسعدها، وهو ما يتنافىَ مع قوله تعالى:

"وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ" ( المائدة: 1) وقوله:

"لِتَعَارَفُوا" (الحجرات: 13) وقوله: "وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ" (النحل: 125) والذي يدعو للتكامُل في الآراء لا التصارع بينها من أجل إسعاد البشرية كلها في الداريْن.



فكن أيها الداعي إلى الله والإسلام متحاورًا ودودًا مطمئنًا متحاورًا عند التعامل مع الآخرين في كل الشئون الحياتية المختلفة، فاستمع لهم، واستفد بهم وبآرائهم، فإنها تحمل الكثير من الخبرات التي ستُفيدك وتُسعدك ومَنْ حولك والخلق كلهم، وتكامَلوا بآرائكم وجهودكم ولا تصارَعوا، وكن واثقًا أنك ما دمت داخل إطار الإسلام، ومرجعيتك دائمًا له، وهو الحقّ الواحد الذي لا يتعدَّد، فإنَّ كل الآراء وتفاصيلها داخله وفي حدوده هي أيضًا حقّ يتعدد يُفيد ويُسْعِد.



واهتمّ فقط- بحرص مع رفق وحب- ألا َّيخرج الناس عن هذا الإطار، ثم اتركهم بعد هذا يفعلون ما يشاءون، فإنَّ ذلك سيجتذبهم كثيرًا لإسلامك، وسيُطمْئنهم له، وسيَدفعهم للمسارعة بمعرفة المزيد عنه؛ حيث سيرونه مُشجّعًا لهم على كل مُبتَكر مُفيد مُسْعِد للجميع... وسيكون لك أعظم الثواب.
http://www.ikhwanonline.com/new/Arti...2512&SecID=363

__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 04-03-2012, 03:27 AM
الصورة الرمزية سمير عبد اللطيف
سمير عبد اللطيف سمير عبد اللطيف غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 370
معدل تقييم المستوى: 16
سمير عبد اللطيف will become famous soon enough
افتراضي

زادكم الله علما وعملاً ونفع بكم
اسأل الله


ان يرضى


عنكم
__________________
[/IMG]
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 10:26 PM.