اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حي على الفلاح

حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-02-2012, 06:35 AM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
مشرف سوبر ركن مسك الكلام فى الاسلام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,692
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New من طلب عظيما خاطر بعظيمته


بقلم/ تراجي الجنزوري
الغزالي رحمه الله رجل عاش حياته لرسالة.. ودافع عنها حتى آخر رمق في حياته.. جمع بين جنبيه حب الإسلام والزود.. وصدع بالحق في وقت عزفي من يقوم بذلك.. وحمى بآرائه وأفكاره النضرة الصحوة الإسلامية من الانغلاق والإفراط والتفريط.. ودعا إلى الوسطية في فهم الإسلام والعمل به.. وقضى حياته بين قلمه وبيانه.. ودعوته ولسانه.
وإني لفي حيرة.. كيف أصف بلاغة الرجل ومنطقه وعاطفته.
وأنت إن تقرأ كلماته تحس أنك صاحب هذا الدين.. وحاميه الأخير.. ومع قوة حجته ودقة منطقه يقنعك أن الإسلام ملك لك وحدك.. وأنك ما خلقت إلا لحمايته.. وتقديمه لطالبه في صورة ندية مشرقة.
ولقد ضرب الغزالي في كل مجال بسهم.. فهو مدرسة متكاملة من مدارس الدعوة والفكر والإصلاح.
ولما كانت الحركة الإسلامية في أمس الحاجة لدرره الدعوية.. رأيت من الواجب علي أن أهمس في أذن كل داعية بهذه التوجيهات..
الغزالي وتوجيهاته الدعوية
صاحب العقيدة.. إن صاحب العقيدة المخلص لها يهمه أن تنصر عقيدته على يده أو على يد غيره.. والجاه الذي يحرص عليه أن يكون مقدما يوم الحساب.. فما قيمة أن يرتفع هنا وينخفض هناك؟!
راجع فؤادك.. إن الذي لا يحسن التنقيب في جنبات نفسه لاكتشاف عللها لا يصلح داعيا ً ومربيا .. والذي يحرص على اتهام الناس بالكفر والإغضاء عن جهادهم والشماتة في أخطائهم هو امرؤ مريض الفؤاد.
الداعية نقي القلب.. لا أريد بنقاء القلب صفاء الملائكة.. ولكن أنشد قلبا ً محبا ً للناس..عطوفا ً عليهم.. لا يفرح في زلتهم.. ولا يشمت في عقوبتهم.. بل يحزن لخطأهم ويتمنى لهم الصواب.
الداعية ذكي لبيب.. ولا أريد بالذكاء عبقرية فائقة.. يكفي أن يرى الأشياء كما هي دون زيادة أو نقص.. فقد رأيت بعض الناس مصابا ً بحول فكري لا تنضبط معه الحقائق.. قد يرى العادة عبادة.. والنافلة فريضة.. والشكل موضوعا .. ومن ثم يضطرب علاجه للأمور.. وتصاب الدعوة على يديه.
إلى دعاة الخير.. إن الداعية يؤدي وظيفة سبقه النبيون إليها.. وإنه أحق الناس باقتباس شمائلهم.. والاقتداء بهداهم.. وأخذ الأسوة من محياهم ومماتهم.. وأنجح الناس في أداء هذه الرسالة من ترى وراثات النبوة في خلقه وسلوكه.. وعبادته وجهاده وتضحياته.. وكبريائه على الدنيا.. ومقاومته لفتنها.. ومعاملته لذوي السلطان غير راغب ولا راهب.
الحرية كلمة السر.. إني – أنا الداعية المسلم – لا أحتاج إلا إلى الحرية لأؤدي واجبي.. ولأنجح رسالتي.. ويوم أفقد الحرية أفقد كياني كله.
إن الإسلام لا يحتاج إلا لهذه الحرية كي ينتشر وينتصر.. وإذا كان بعض الفاشلين في العرض أو القاصرين في الفقه يخشون هذه الحرية.. فليجاوزوا ميدانا ًلا يستطيعون أعباءه.. وليحترفوا شيئا ً آخر غير الدعوة الإسلامية.
الرجال الكبار.. الرجال الكبار لا يعرفون المظاهر.. ولا يهتمون بالشكليات.. رجال تسيرهم الحقائق وحدها.. أما التوافه فلا قيمة لها في حياتهم.
أنا لها.. إن الرجال ذوي الحساسية القوية برسالتهم وتبعات الإصلاح الملقاة على كواهلهم.. يشعرون كأنهم المعنيون عند كل نداء.. المطلوبون عند كل نجدة.. لو كان في الألف منا واحد فدعوا من فارس.. خالهم إياه يعنونا.
بين لذتين.. للكسل لذة يتحدث عنها العجزة والقاعدون.. وللعمل لذة يعرفها أولو النجدة.. ويبلغون في ظلها أهدافهم القصية.. وشتان بين هذه اللذة وتلك.
من طلب عظيما خاطر بعظيمته.. يقولون: مهما يكن الطريق إلى الغاية المنشودة طويلا.. فإن المهم هو الخطوة الأولى.. وهذا حق.
بيد أن الخطوة الأولى لا تلدها إلا عزيمة كاملة وعاطفة ناضجة.
إن الحوافز العظيمة وحدها هي التي تدفع إلى المخاطر.. وتجرئ على اقتحام الصعاب.
فما أحوجنا إلى هذه الدرر الدافعة للعمل..المطهرة للنفس..الممحصة للصف.
فجزاك الله - شيخنا الغزالي - خيرا ً

__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 05:43 AM.