اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > معلمي مصر > منتدى معلمى الأزهر الشريــــــــــــف

منتدى معلمى الأزهر الشريــــــــــــف ملتقى معلمى التعليم الأزهرى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-01-2012, 04:20 PM
gad7777 gad7777 غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Jun 2011
المشاركات: 398
معدل تقييم المستوى: 14
gad7777 is on a distinguished road
Mnn بعيدا عن اخبار الازهر اللي بقت تجيب الضغط / من هو عبد الرحمن بدوي



د.عبدالرحمن بدوي من الوجودية والإلحاد إلى الإسلام والتوحيد

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة


عبد الرحمن بدوي (4 فبراير 1917 - 25 يوليو 2002 القاهرة)أحد أبرز أساتذة الفلسفة العرب في القرن العشرين وأغزرهم إنتاجا، إذ شملت أعماله أكثر من 150 كتابا تتوزع ما بين تحقيق وترجمة وتأليف، ويعتبره بعض المهتمين بالفلسفة من العرب أول فيلسوف وجودي مصري، وذلك لشده تأثره ببعض الوجوديين الأوروبيين وعلى رأسهم الفيلسوف الألماني مارتن هايدجر.محتويات [أخف]
1 نشأته ودراسته
2 عمله الجامعي
3 نشاطه السياسي ومشاركته في كتابة الدستور المصري
4 مذكراته
5 أعماله
6 وفاته
7 ما قيل وكتب عنه
8 ملاحظات
9 أنظر أيضا
10 المصادر والمراجع

[عدل]
نشأته ودراسته

بدوي أثناء دراسته

والدهُ بدوي بدوي محمود، عمدة القرية، تعرض لمحاولة اغتيال قبل ولادة عبد الرحمن بأربعة سنين، وهو من أثرياء منطقته. ولد عبد الرحمن بقرية شرباص - دمياط، وكان تسلسله الخامس عشر من بين 21 شقيقا وشقيقة. وأنهى شهادته الابتدائية في 1929 من مدرسة فارسكور ثم شهادته في الكفاءة عام 1932 من المدرسة السعيدية في الجيزة. وفي عام 1934 أنهى دراسة البكالوريا (صورة شهادة البكالوريا)، حيث حصل على الترتيب الثاني على مستوى مصر، من مدرسة السعيدية، وهي مدرسة إشتهر بأنها لأبناء الأثرياء والوجهاء. التحق بعدها بجامعة القاهرة، كلية الآداب، قسم الفلسفة، سنة 1934، وتم ابتعاثه إلى ألمانيا والنمسا أثناء دراسته، وعاد عام 1937 إلى القاهرة، ليحصل في مايو 1938 على الليسانس الممتازة من قسم الفلسفة.

بعد إنهائه الدراسة تم تعينه في الجامعة كمعيد ولينهي بعد ذلك دراسة الماجستير ثم الدكتوراه عام 1944 من جامعة القاهرة، والتي كانت تسمى جامعة الملك فؤاد في ذلك الوقت. عنوان رسالة الدكتوراة الخاصة به كان: "الزمن الوجودي" التي علق عليها طه حسين أثناء مناقشته لها في 29 مايو 1944 قائلا: "أشاهد فيلسوفا مصريا للمرة الأولى". وناقش بها بدوي مشكلة الموت في الفلسفة الوجودية والزمان الوجودي.

وهو يجيد اللغة الفرنسية والألمانية والإيطالية والأسبانية واليونانية واللاتينية بالإضافة إلى اللغة العربية.
[عدل]
عمله الجامعي

عين بعد حصوله على الدكتوراه مدرسا بقسم الفلسفة بكلية الاداب جامعة فؤاد في أبريل 1945 ثم صار أستاذا مساعدا في نفس القسم والكلية في يوليو سنة 1949. ترك جامعة القاهرة (فؤاد) في 19 سبتمبر 1950، ليقوم بإنشاء قسم الفلسفة في كلية الآداب في جامعة عين شمس، جامعة إبراهيم باشا سابقا، وفي يناير 1959 أصبح أستاذ كرسى. عمل مستشارا ثقافيا ومدير البعثة التعليمية في بيرن في سويسرا مارس 1956 - نوفمبر 1958

غادر إلى فرنسا 1962 بعد أن جردت ثورة 23 يوليو عائلته من أملاكها. وكان قد عمل كأستاذ زائر في العديد من الجامعات، (1947-1949) في الجامعات اللبنانية، (فبراير 1967 - مايو 1967) في معهد الدراسات الإسلامية في كلية الاداب، السوربون، بجامعة باريس، (1967 - 1973) في بالجامعة الليبية في بنغازى، ليبيا، (1973-1974) في كلية "الالهيات والعلوم الإسلامية" بجامعة طهران، طهران و(سبتمبر سنة 1974-1982) أستاذا للفلسفة المعاصرة والمنطق والاخلاق والتصوف في كلية الاداب، جامعة الكويت، الكويت. أستقر في نهاية الأمر في باريس.
[عدل]
نشاطه السياسي ومشاركته في كتابة الدستور المصري

كان عضوا في حزب مصر الفتاة (1938-1940) ثم عضوا في اللجنة العليا للحزب الوطني الجديد (1944-1952)، وتم اختياره مع 50 شخصية، كعضو في لجنة الدستور التي كلفت في يناير 1953 لكتابة دستور جديد، والذي تم الانتهاء منه في اغسطس 1954 لكن الدستور أهمل وإستبدل بدستور سنة 1956.
[عدل]
مذكراته

في عام 2000 نشر مذكراته في كتاب ضخم من جزئين، وصل عدد صفخاته إلى 768 صفحة، لدى المؤسسة العربية للدراسات والنشر. وكان لنشر الكتاب صدى ضخم لدى الكثير من المثقفين المصرين وذلك لأن بدوي هاجم الكثير ممن أعتبرهم المثقفين العرب رموزا للفكر. كما هاجم بقوة النظام المصري وحكم جمال عبد الناصر موجها انتقادات شتى. وعلق على حجم المشاركة في تشييع جنازة عبد الناصر بأن هذا "أمر عادي ولا يمت بصلة إلى وجود علاقة حب بين المصريين وعبد الناصر"، مشيرا إلى أن "هذه هي طبيعة شعب هوايته المشي في الجنازات". كما أتهم رموزا سياسية منها سعد زغلول بالعمالة للبريطانيين، وطه حسين بالعمالة للأجهزة الأمنية، وأعتبر الطلاب جواسيس على بعضهم البعض، مشيرا إلى أن قيام عبد الناصر بتأميم قناة السويس كان سعيا وراء الشهرة.
[عدل]
أعماله

المقال الرئيسي: قائمة بأعمال عبد الرحمن بدوي

له ما يقرب من 200 كتاب حسب محمود أمين العالم بينما قال أحد ناشريه إن كتبه التي نشرها تجاوزت 150 كتابا منذ كتابه الأول عن نيتشه الذي صدر عام 1939. وهو الأمر الذي يؤكده ابن أخيه محسن بدوي حيث يقول في موقعه الإلكتروني: بلغت أعمال الدكتور عبد الرحمن بدوى سواء المنشورة أو غير المنشورة نحو 150 كتاباً منها أعمال منشورة بالفرنسية والإسبانية والألمانية والإنجليزية فضلا عن العربية.
[عدل]
وفاته

توفي في مستشفى معهد ناصر في القاهرة صباح الخميس 25 يوليو 2002 عن عمر يقارب 85 سنة. حيث كان قد عاد من فرنسا إلى مصر قبل وفاته بأربعة أشهر بسبب إصابته بوعكة صحية حادة, إذ سقط مغشيًا عليه في أحد شوارع باريس وأتصل طبيب فرنسي بالقنصلية المصرية بأن أمامه شخصًا مريضآ يقول إنه فيلسوف مصري يطلب مساعدتهم.



كثير من الافكار العلمانية والليبرالية والفلسفات الفكرية التي تلقفها ابناء المسلمين هي نتيجة لتلك الافكار التحدرية والولوج في هذه النزعات بشتى مذاهبها البعيدة عن الاسلام وعن الكتاب والسنة والمنهج الصحيح للعقيدة الاسلامية، مما دعا هؤلاء الى الانحرافات في هذه المناهج والملل والتشدق بالبحث العلمي واكتشاف روح الفلسفة سواء القديمة كاليونانية وافلاطون وسقراط او الاسلامية زورا كابن عربي والسهروردي المقتول وابن الفارض مرورا بالحديثة مثل ماركس ولينين وفولتير وديكارت وغيرهم من افراخ الفلاسفة بشتى مذاهبهم الخبيثة والمتحللة من الدين كالليبرالية التي هي من اسباب إلحاد الناس قديما وحديثا.
ويسرني ان اقدم الى القراء الاعزاء والى كل مسلم مخدوع بهذه التيارات والفلسفات وانتسب اليها وزعم انه مسلم لكنه ليبرالي وهي مقولة تدعو للضحك حيث بدأت تنتشر في الكويت والعالم الاسلامي نقول ما هذا التناقض كيف يجتمع الضدان؟، وهل ممكن ان نطلق على دعاة الشيوعية في الستينيات بالكويت انه شيوعي لكنه كويتي مسلم؟! وهذا ردا على بعض النواب الذي يقول: نعم انا ليبرالي كويتي!! وهؤلاء يريدون استغفال عقولنا وانظروا الى النواب والنائبات وكيف يعارضون كل المشاريع الاسلامية او فيها ريحة اسلام او دين ويدعون الى الحرية وافكار العلمانية والليبرالية ثم يضحكون على الناخبين والناخبات بأنهم مسلمون، لقد كان لأفكار الفيلسوف الدكتور عبدالرحمن بدوي اهتمام من الشباب والشابات في العالم العربي وتخطت حدودها الى العالم الاوروبي وبقية دول العالم وقد انتسبت الى مذهب الفلسفة الغربية وهو مذهب «الوجودية الملحدة» واخذ يدعو الى هذا المذهب الملحد وينافح ويدافع عنه بكل قوة.
وعمد الى ترجمة هذا الفكر وبقية الفكر الفلسفي اليوناني والغربي الحديث وهو يعتبر من تلاميذ د.طه حسين في كلية الآداب بالقاهرة والمستشرقين.
ويعتبر الدكتور فؤاد زكريا من اشهر تلاميذه في الفلسفة والذي تأثر به، ومن المؤسف ان ينعى بعض المسؤولين وبعض الكتاب في الصحف المدعو فؤاد زكريا الذي كان علمانيا حتى العظم وله افكار منحرفة وكان دائما يشكك ويهاجم الاسلام ولم يسلم منه استاذه عبدالرحمن بدوي في اخر حياته حينما وجد الحقيقة في الاسلام واعلن توبته من هذه الفلسفات الالحادية والعلمانية والليبرالية.
وتنقل الدكتور بدوي ما بين بلده مصر ثم سويسرا وباريس وبيروت وليبيا وطهران ثم عمل استاذا في كلية الآداب بجامعة الكويت.
كان يؤمن بالالحاد وهو مذهب الوجودية الذي اتخذه مذهبا له ومعنى الوجودية: الخروج من الشيء، وجاء في المعجم الوسيط: أي: فلسفة ترى ان الوجود سابق على الماهية، ويذهب سارتر الى انها: تقوم على الحرية المطلقة التي تمكن الفرد من ان يصنع نفسه، ويتخذ موقفه كما يبدو له تحقيقا لوجوده الكامل.
ويذهب بدوي الى ان الله تعالى ليس موجودا وان وجوده ليس حقيقيا، وان الله غيب ويقول: انا موحد وفي توحيدي حيوية الوثنية، بل انا وثني، وفي وثنيتي صفاء التوحيد...
وقد حاول ربط الوجودية بالصوفية التي تقوم على الحلول والاتحاد وهي لها نزعات فلسفية يونانية ونصرانية، لذلك درس الصوفية وألف حولها العديد من الكتب والدراسات ودعا الى وجودية عربية.
في آخر حياة بدوي اهتم بالبحث في القضايا الاسلامية والعقيدة الاسلامية والفرق والقرآن وعن النبي محمد صلى الله عليه وسلم والدفاع عن الاسلام على الرغم من مذهبه الوجودي.
ثم بفضل الله تعالى رجع الدكتور عبدالرحمن بدوي الى الاسلام وقد بلغ من عمره 85 عاما حيث كان في باريس ثم مرض هناك ورجع الى بلده مصر حيث مكث اربعة اشهر قبل وفاته، ومما يدل على توبته اللقاء المشهور الذي اجراه الصحافي المشهور صلاح حسن رشيد والذي نشر في مجلة الحرس الوطني في السعودية، حيث ظل ستين عاما في مذهب الوجودية معاديا للاسلام حيث قال: «لا استطيع ان اعبر عما بداخلي من احساس الندم الشديد، لأنني عاديت الاسلام والتراث العربي لأكثر من نصف قرن، اشعر الآن انني بحاجة الى من يغسلني بالماء الصافي الرقراق، لكي اعود من جديد مسلما حقا، انني تبت الى الله وندمت على ما فعلت..».
كان هذا الملخص الذي استفدناه من رسالة للدكتوراه للدكتور عبدالقادر بن محمد الغامدي بعنوان: (عبدالرحمن بدوي ومذهبه الفلسفي ومنهجه في دراسة المذاهب عرض ونقد)، وندعو كل المخدوعين بالمذاهب والفلسفات الالحادية والعلمانية والليبرالية لقراءة هذا الكتاب بتأن، وان يتخلصوا من الافكار المنحرفة والمضادة للاسلام لعل الله يشرح صدرهم للايمان والاسلام ليجدوا السكينة والراحة والطمأنينة قبل فوات الاوان وقبل الغرغرة وحشرجة الصدور.



حكاية سقوط وإغماء الفيلسوف المصري عبد الرحمن بدوي في شارع بباريس

قال عنه د. طه حسين: الآن.. أصبح في مصر فيلسوف * محمود أمين العالم: هو أستاذي.. وأنا تلميذ صغير له


القاهرة: محمود صلاح
مات «فيلسوف مصر».. رحل عن الدنيا الفيلسوف والمفكر الكبير د. عبد الرحمن بدوي عن عمر يناهز 85 عاماً قبل أن يحصل على جائزة نوبل التي رشحه لها كثيرون العام الماضي، انتهت في الوطن رحلة الطائر الذي اختار العاصمة الفرنسية لتكون «منفى اختيارياً» له. بعد أن قدم لمكتبته الفلسفة والفكر العربي 150كتاباً بين مؤلف ومترجم وفي نفس عاصمة النور ـ باريس ـ كانت المحطة قبل الأخيرة في نهاية العام الماضي. محطة درامية مثيرة. في حياة الفيلسوف التي شهدت أحداثاً أكثر اثارة.

كان العمر قد تقدم به. وهو يعيش وحيداً في باريس. وتكالب عليه الزمن والمرض والشيخوخة. ليعيش حادثاً غريباً ربما كان هو الجرس الأحمر. الذي عرف منه الشيخ الفيلسوف أن رحلة طائرة الغربة آن لها أن تنتهي. وأن على الطائر المهاجر أن يعود في النهاية الى وطنه ومسقط رأسه. ليسدل الستار على رحلة العمر الطويلة المرهقة.

* بداية الحادثة

* عندما فوجئ قراء جريدة «الأهرام» القاهرية بالكاتب الصحافي الشهير أنيس منصور يكتب في زاويته اليومية «مواقف» قائلاً: «المرشح المصري لجائزة نوبل هذا العام طريح الفراش في أحد مستشفيات باريس. كان يمشي في الشارع من 45 يوما وسقط.. نقلوه الى المستشفى لا يعرف بالضبط ماذا حدث له. بعد أن ضمدوه طلبوا اليه أن يعود لاستكمال العلاج. لم يذهب الا من عشرة أيام. انهم يحاولون اذابة الجلطة التي تكونت خارج المخ. كما فهمت من ابن أخيه الدكتور هشام بدوي.

وفي اليوم التالي كشف أنيس منصور تفاصيل القصة وكتب يقول انه اتصل بالدكتور عبد الرحمن بدوي حيث يرقد في مستشفى كوشان بحي مونبرناس بباريس. وسأله عما حدث له فقال له أنه لا يعرف كيف جاء الى هذا المستشفى فادح التكلفة.

وأضاف أنيس منصور: أن الدكتور عبد الرحمن بدوي عندما سقط في الشارع يوم 18 ديسمبر (كانون الاول) الماضي نقلوه مجهولاً الى المستشفى وكان يسكن في فندق لوتسيا بالحي اللاتيني بباريس منذ 40عاماً. وظل الدكتور بدوي في حالة اغماء ولم يفق الا منذ يومين وأرسل المستشفى خطابا الى القنصل المصري السيدة نيفين سميكة يقول: ان لدينا شخصاً يقول انه فيلسوف مصر.. فتعالوا.

الحقيقة ان تلك لم تكن أول مرة يكتب فيها أنيس منصور عن الدكتور عبد الرحمن بدوي فيلسوف مصر. فأنيس منصور كان الدكتور عبد الرحمن بدوي استاذه في الجامعة. وقد حضر أنيس منصور وهو لايزال طالباً مناقشة رسالة عبد الرحمن بدوي لنيل الدكتوراه وكان موضوعها «الزمن الوجودي» وكان الدكتور طه حسين عميد الأدب العربي يرأس لجنة المناقشة. وأشاد في النهاية بابداع وموهبة عبد الرحمن بدوي.

وقال الدكتور طه حسين: هذا هو أول فيلسوف مصري.

وفي هذا اليوم حمل الطلبة الدكتور عبد الرحمن بدوي على الأعناق، لكنه عاش الى يوم شاهد فيه طلبة الجامعة في بلد عربي يشاهدون عملية «اعدام كتب عبد الرحمن بدوي» بحرقها وسط كومة هائلة من النار. بينما تم ارسال عبد الرحمن بدوي نفسه الى المعتقل.

والمهم انه بعد أن كتب أنيس منصور عن حادث سقوط عبد الرحمن بدوي في الشارع ونقله الى المستشفى. أسرع بالاتصال بالفنان فاروق حسني وزير الثقافة وروى له ما حدث وتأثر فاروق حسني بشدة وحدثت اتصالات فورية بين المسؤولين وأعلن وزير الصحة في نفس اليوم أن مصر سوف تعالج عبد الرحمن بدوي الذي أمضى معظم سنوات عمره غريباً عن وطنه لكن مصر كانت دائماً شاغله ومصر بدورها لا يمكن أن تنسى أبداً أولادها.

لكن أنيس منصور لم يهدأ وكان منزعجاً بالفعل لما حدث للدكتور عبد الرحمن بدوي الذي نقل الى المكتبة العربية الفكر اليوناني والفلسفة الالمانية الحديثة وفلسفة الحضارة عند الفيلسوف «اشبنجلر» والفلسفة الوجودية عند الفيلسوف «مارتن هيدجر» والذي لم يتوقف عن الابداع في الفلسفة والاستشراق.

واتصل أنيس منصور بالدكتور عبد الرحمن بدوي في مستشفاه بباريس أكثر من مرة ونقل اليه خبر انه مرشح لجائزة نوبل في الأدب وأن هذا انتصار آخر للفلسفة.

واتصل أنيس منصور بي وقال لي: الحق.. الدكتور عبد الرحمن بدوي سيصل على الطائرة القادمة من باريس في الخامسة مساء يوم الأربعاء. وأسرعت بدوري اتصل بالدكتور ثروت بدوي شقيق الفيلسوف الكبير.

وقلت له : كلمني عن شقيقك الكبير..

قال لي الدكتور ثروت بدوي: ان شقيقي الدكتور عبد الرحمن اعتاد السفر الى باريس منذ عام 1945 لقضاء شهور الصيف حيث كان يتجول بين المكتبة الوطنية في باريس والمكتبات الشهيرة في هولندا واسبانيا وغيرها. وهو لم ينقطع عن هذه العادة أبداً. فما أن كان ينتهي من أعمال الامتحانات في الجامعة حتى يرحل فوراً الى عاصمة النور حيث توجد له دائماً غرفة في فندق لوتسيا وقد استمرت هذه العادة حتى تم فرض الحراسة على أرضه الزراعية وأخوته عام 1966ولأول مرة يخشى عدم القدرة على السفر الى باريس في الصيف لكن جامعة السوربون سارعت باستدعائه استاذاً زائراً عام 1967ومنذ هذا الوقت وهو ينتقل بين السوربون وجامعات أخرى فسافر الى ليبيا للعمل في جامعة بنغازي ثم جامعة طهران ثم الكويت التي ظل فيها استاذاً زائراً لسنوات.

وأضاف د. ثروت بدوي: لم يحضر شقيقي الدكتور عبد الرحمن بدوي الى مصر منذ غادرها عام 1967 إلا ثلاث مرات الأولى كانت عام 1972 حينما اعتقل في ليبيا بسبب وشاية غير صحيحة من أحد المسؤولين وكان هذا المسؤول تلميذاً عنده ورسب في الامتحان لكن الرئيس أنور السادات اتصل بالأخ معمر القذافي قائد الثورة الليبية وطلب منه الافراج عن الدكتور عبد الرحمن بعد حرق كتبه واعتقاله وبالفعل أفرج القذافي عن أخي الذي عاد من ليبيا الى القاهرة ومكث بها شهراً أو يزيد أما المرة الثانية فقد كانت عندما جاء من الكويت ليجري له المرحوم الدكتور المفتي عملية جراحية في احدى عينيه ثم عاد مرة ثالثة بعد سنوات ليجري العملية الثانية في العين الأخرى.

وحول واقعة سقوط عبد الرحمن بدوي في الشارع في باريس قال لي شقيقه د. ثروت: نحن ـ الأسرة ـ لم نعلم بما حدث الا بعد فترة تزيد على شهر بأن أخي سقط وهو يمشي في شارع «راسباي» بالقرب من الفندق الذي يقيم به ونقل الى المستشفى حيث اجريت له بعض الاسعافات الأولية وتم وضع ضمادات حول رأسه التي شجت بسبب سقوطه على الأرض لكنه رفض اجراء المزيد من الفحوصات وعاد الى الفندق لكنهم بعد أيام عثروا عليه في فراشه عاجزاً عن الحركة وقد غاب وعيه وعندما اتصلت المستشفى بالقنصل المصري نيفين سميكة اسرعت اليه على الفور في المستشفى واتصل السفير المصري د. علي ماهر بنا ليبلغنا بما حدث ثم علمنا ان الدولة اهتمت بالموضوع للغاية وأنه تقرر علاج أخي على نفقة الدولة.

* لا أشعر بالألم

* في نفس اليوم عاد أنيس منصور ليتصل بي هاتفياً مرة أخر، وقال لي: كل شيء على ما يرام وأنا أحدثك الآن من مكتب وزير الصحة. وهو يريد أن يبلغك بالتطورات.

وحدثني وزير الصحة وكان وقتها الدكتور اسماعيل سلام وقال لي: فور علمي بالخبر اتصلت في الحال بالممستشار الطبي المصري في باريس وطلبت منه الذهاب فوراً الى الدكتور عبد الرحمن بدوي في المستشفى وأن يقدم باقة زهور وعليها بطاقة تحمل كلمة واحدة هي «مصر». وأن يقوم باتخاذ كل الاجراءات اللازمة فقد تقرر أن يتم علاج الدكتور عبد الرحمن بدوي على نفقة الدولة.

وهذا شيء بديهي وسيكون في مستشفى معهد ناصر ولقد طلبت ارسال سيارة اسعاف طبي طائر لتكون في استقبال الدكتور عبد الرحمن بدوي تحت الطائرة عند وصولها الى مطار القاهرة.

فأسرعت اتصل بالدكتور عبد الرحمن بدوي نفسه في حجرته رقم 202 في مستشفى كوشان بباريس لأطمئنه وعبر الهاتف جاءني صوت الفيلسوف الكبير ضعيفاً واهناً.

سألت: ما الذي جرى يا استاذنا الكبير؟

رد عليَّ بنبرة لا تخلو من التبرم.

قائلاً: لا شيء اطلاقاً.. لم يحدث شيء خطير. لكني لم يكن يخطر لي على بال ان انتهي في باريس هذه النهاية المضحكة.

سألته: هل تتألم؟

قال: لايوجد ألم.. أو أنني لا أشعر به. كل المسألة انني يصعب عليَّ تحريك قدمي.

عدت لأسأله: كم من الوقت تبقى على عودتك؟

قال: ساعتان تقريباً. قبل أن يذهبوا بي إلى مطار أورلي.

قلت له: الجميع في انتظارك في القاهرة.

قال: لاداعي لتضخيم الأمر.. المسألة بسيطة.

وقال لي الدكتور عبد الرحمن بدوي أن آخر أعماله كانت ترجمة جزء من «السيرة النبوية» الى اللغة الفرنسية وقد ظهر هذا الكتاب قبل حوالي شهرين وأنه خلال العامين الماضيين انتهى من تأليف وترجمة 17 كتاباً جديداً وأنه يعتز بكتبه الأخيرة التي قدمها دفاعاً عن القرآن ودفاعاً عن الاسلام وانتهت المكالمة.

عندها دخلت ممرضة فرنسية تطلب من الفيلسوف الاستعداد للتوجه الى المطار.

وأسرعت أتصل بتلامذة الفيلسوف الكبير، فقال لي محمود أمين العالم: مازال الدكتور عبد الرحمن بدوي هو استاذي العزيز. قد اختلف او أتفق معه لكني لا أنكر عليه أنه صاحب أكبر مكتبة سواء فيما يتعلق بتراثنا العربي القديم أو التراث الأوروبي الحديث فضلاً عن دراساته الابداعية في الشعر أو ما يشبه الرواية الى جانب أبحاثه البالغة الأهمية أخيراً عن الاسلام فهو صاحب 200 كتاب كلها كتب عميقة سواء المؤلفة أو المترجمة منها. ولايستطيع الانسان أن يبحث في تاريخ الفكر الوجودي في الفكر العربي إلا أن يتبينه فيه رائداً لهذا الفكر وباحثاً في جذوره العربية خاصة في مجال التصوف ومضيفاً اليه ابداعات قيمة خاصة في بحثه عن «الزمان الوجودي»: ان عبد الرحمن بدوي قيمة رفيعة عالية ومفكر بامتياز من أندر مفكرينا العرب على وجه الاطلاق ورغم اختلافي الشديد معه من حيث الجانب الآيديولوجي الا أنني مازلت أعتبر نفسي تلميذاً صغيراً لهذا الاستاذ الكبير أحني رأسي تقديراً له. ويمتلئ قلبي بحب كبير وعميق له.

وقال لي الأديب الكبير يوسف الشاروني: في كلية الآداب زمان كان ثلاثة أساتذة متميزون في أوائل الأربعينيات هم لويس عوض وأستاذ علم النفس يوسف مراد والدكتور عبد الرحمن بدوي وكنا «نحن التلامذة» د. مصطفى سويف ومحمود أمين العالم وأنيس منصور وبدر الديب وفتحي غانم قد أصدرنا مجلة علم النفس الشامل. وكان الدكتور عبد الرحمن بدوي استاذنا وكان يعطي محاضراته وكأنه يحفظها ويسمعها علينا. ويبدأ من حيث توقف تماماً وكان الدكتور فؤاد زكريا الذي يتميز بالخط الجميل يكتب هذه المحاضرات ويأخذها منه الدكتور عبد الرحمن في نهاية العام ليعطيها لمكتبة النهضة حيث تطبع كتاباً.

وفي المساء وصلت الطائرة التي تحمل الفيلسوف المريض إلى وطنه، وحملوه من الطائرة الى سيارة الاسعاف التي أسرعت به الى مستشفى معهد ناصر وكنت هناك انتظره، كان مرهقاً وكأنه في نهاية رحلة عبر فيها بحار ومحيطات الدنيا.

قلت له وهم يضعونه على الفراش: والآن.. ماذا تطلب يا أستاذنا.

همس بصوت ضعيف: لا شيء.. أريد أن أنام. وأغمض عينيه في تعب. ونام للأبد.. بعد ستة أشهر من تلك الليلة.

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 03:26 PM.