|
قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية منتدى يختص بعرض كافة الأخبار السياسية والإقتصادية والرياضية في جميع أنحاء العالم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
رؤية تنموية وتطويرية للحركات الإسلامية وأحزابها
من المعلوم إن هناك ثقافة شائعة في أوساط شريحة واسعة من المجتمع تحمل بين طياتها انطباعا ً سيئا ً ضد كلمة "حزب سياسي ذو مرجعية إسلامية " شكلا ً ومضمونا ً, ولاشك إن لهذه الثقافة السلبية عوامل ومسوغات أصلتها في الذاكرة الجمعية ممارسات الأحزاب السياسية بخاصة ذات النزعة الشمولية على مدى عقود من التجربة الميدانية العنيفة, سواء على صعيد وجودها في السلطة, أو تحولها إلى صف المعارضة الكارتونية إلى حد ما.
فضلا ً عن وجود أو بقايا وجود لنظرة دينية مازالت ترى في مسألة إشاعة ثقافة الحزب خروجا عن ثوابت الاعتقاد والسنن الصحيحة إلى نوع من أنواع البدع المحرمة. كذلك يمكن إيراد الرؤية القبلية أو العشائرية التي تصنف المؤسسة الحزبية كخطر يهدد وجودها أو نفوذها في الحياة العامة مثالا لتسويغ وتسويق حالة النفور عن فكرة الحزب, هذا كله بالإضافة إلى عوامل أخرى في مقدمتها السلبية واللامبالاة الاجتماعية. أدى في نهاية الأمر إلى إجبار قوى سياسية عديدة على تجنب استعمال لفظة الحزب بالذات في رسم وكتابة عنوانها العام ولافتتها الرسمية بشكل ملحوظ. ولعل من العسير علىًّ أنا شخصيا ً وكثيرا ً من أفراد هذا المجتمع أن يحدد مفهوما ً واضحا ً لا لبس فيه لماهية الحزب من حيث دلالته الاصطلاحية وحصر جميع عناصره الأساسية تحت إطار جامع مانع في ظل وجود اتجاهات عديدة أخذت على عاتقها مسؤولية البت النهائي في تحديد هذا المعنى الشائك على أسس طبقية أو أثنية أو دينية أو طائفية,.الخ. فما لا يخفى أن تفسير أصحاب كل اتجاه من الاتجاهات أنفة الذكر سيفضي إلى إلغاء تفاسير أصحاب الاتجاهات المغايرة, بل أنه سيلغي عمليا ً حتى تفسير الحزب الآخر الذي يسير معه في ذات الاتجاه ويفترض أن يتقاسم وإياه سائر القيم والمبادئ, لأنهما أي الحزبين الشقيقين أو المنشق أحدهما عن الآخر سيختلفان ببساطة شديدة من ناحية المصالح. وقد يكون أحد أسباب دعوة إصلاحية ورؤية تنموية وتطويرية من هذا القبيل يتمثل في تدارك الفشل في التجربة الحزبية القائمة على الوصول للبرلمان وتعظيم المكاسب الشخصية بخصوص واقع البلاد السياسي الراهن أو بعض مفاصلها على أقل تقدير. ذلك أن الاستمرار في هذا الفشل قد يفتح الباب على مصراعيه مجددا ً أمام وصول حزب وطني جديد متطرفة إلى سدة الحكم هذا من جهة. ومن جهة أخرى فإن الأحزاب السياسية إذا ما تشكلت على أسس عصرية سليمة فإنها ستؤدي بحسب التجربة الإنسانية المشاهدة في الدول الأكثر تحضرا ً إلى منافع اجتماعية جمة ذات بعدين. أما البعد الأول فيمكن رصده من خلال ملاحظة انعكاسات تجربة الحزب الميدانية على المجتمع, وهذه يمكن إجمال عناصرها الايجابية بالاتي: 1 - ممارسة الحزب لدور الوسيط أو همزة الوصل بين الرأي العام والحكومة, ومراقبة أعمال السلطة التنفيذية بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني. مع ملاحظة إن الأحزاب والهيئات السياسية أقدر على تحقيق الغايات المذكورة, نظرا لحداثة وضعف تجربة المجتمع المدني في الحزب وتحول قسم كبير منها - رهبة أو رغبة - إلى واجهات سياسية بأسماء مدنية مستعارة. 2 - تحويل مطالب الجماهير إلى واقع عملي, نظرا ً لقدرة الأحزاب على تحشيد التأييد والدعم المطلوبين لتحقيق مصالح المجتمع أو فئة منه على الأقل, وبالتالي سيادة مفهوم حكم الشعب لنفسه أو مشاركته في الحكم. 3 - إثراء الحياة السياسية وعدم السماح باحتكار السلطة من قبل البعض من التيارات أو الفصائل أو الأحزاب دون البعض الآخر, طالما إن الجميع بحسب الدستور يملك القدرة على الانتساب أو الترشح - بغية تولي المناصب العامة - تحت راية حزب أو كيان سياسي ما. 4 - للأحزاب بما تمتلكه من وسائل إعلام أو إقناع أعمق الأثر في بلورة رؤية واضحة المعالم حول المجتمع والسياسة, يستفيد منها المواطن بشكل عام في موارد المقارنة ومعرفة الخطأ والصواب واختيار البديل الأنسب. حينما تتحول الأحزاب غير الحاكمة بدور المعارضة فتساهم بشكل فعال بالمراقبة والمحاسبة والضغط على الأحزاب الحاكمة, حيث تتحول المعارضة إلى منافس يطرح مشروعا ً بديلا ً يحرج ويجبر أحزاب السلطة على القيام بدور فعال لتحقيق طموحات الشعب. 5 - تشخيص وتحديد القضايا والحاجات الأكثر مساسا ً بحياة المجتمع وإثارة وعي وانتباه الرأي العام إلى المشكلات والحلول, وفضح وتعرية العيوب وأوجه الفساد في البلاد, بخاصة في مواسم الحملات الانتخابية وما بعدها. 6 - ممارسة الأحزاب لعملية تنظيم اجتماعية مكثفة من خلال السعي إلى كسب أكبر جمهور ممكن, وبذلك فإن الأحزاب بموقفها السلبي لما سبق هذا تساهم في القضاء على الموقف السلبي أو الانعزالي لقسم كبير من أفراد الشعب. 7 - مشاركة الأحزاب السياسية في العمل السياسي خصوصا في عملية الانتخابات تقدم شرعية للنظام السياسي الفائز وتجبر الخاسر على الانصياع إلى الأمر الواقع وإرادة الجماهير, وبالتالي تزيد من تلاحم أركان الدولة وتمنع حدوث انفجارات سياسية. 8 - أما البعد الثاني الضروري لإتمام المنافع الاجتماعية ووصولها إلى غاياتها الرشيدة فيتمثل في إعادة صياغة فكرة الحزب السياسي بالنسبة إلى إتباعه ومريديه على أسس ومبادئ مدنية حديثة, ويأتي على رأس أولويات مشروع تلك الصياغة اعتماد إلية الانتخابات الحقيقية. هذه الانتخابات التي لم يكن لها في تاريخ الجماعة وحزبها حضور فعلي يمكن الاستدلال عليه, فضلا ً عن الاستشهاد به بغض النظر عن خداع الصورة البراقة. فقد جرت العادة في سلوك تلك الأحزاب أن يكون الزعيم أو الأمين العام أو الرئيس قدرا ً مقدورا ً لهرم السلطة في الحزب ما بقي على قيد الحياة إلا أن يُطاح به نتيجة لتغيير في توازنات القوى الداخلية أو الخارجية. وهنا يمكن توقع حالة من حالات الانشقاق إن عاجلا ً أو أجلا ً, ذلك إن صياغة أنظمة الأحزاب الداخلية غالبا ما كانت تستوحي أن لم تكن تحاكي نظام الحزب الحاكم, الأمر الذي يوفر بيئة خصبة لاحتضان الدكتاتور حتى الموت أو إعادة تفريخه من جديد, وبعد, فهذه فكرتي, فما كان فيها من صواب فمن الله وحده, وما كان فيه من خطأ فمني ومن الشيطان". http://www.egyig.com/Public/articles...26361263.shtml
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
جزاك الله خيرا أستاذى الفاضل و بارك الله فيك
|
العلامات المرجعية |
|
|