يا ريتني كنت رقاصة؟! بقلم الكاتبة الإعلامية :اوعاد الدسوقي

[salememary]

يا ريتني كنت رقاصة؟! بقلم الكاتبة الإعلامية :اوعاد الدسوقي

تاريخ النشر : 2011-08-12
بقلم الكاتبة الإعلامية :اوعاد الدسوقي
يا ريتنى كنت رقاصة؟!... يا ريتنى كنت لاعب كورة؟!... يا ريتنى كنت ممثل أو مطرب؟!
هكذا كان يردد الشباب من البنات والأولاد قبل ثورة 25 يناير وعلي مدار اعوام طويلة ظل الشباب يردد هذه الأمنيات الساخرة التي تعبر عن استيائهم من الأوضاع السائدة في مصر
وحسرتهم علي ما وصلت الية الأوضاع الإجتماعية في ظل نظام عمق الفكر الطبقي القائم علي الوضع المادي والر...صيد في البنوك بغض النظر عن شخصية صاحبة ان كان جمع هذا المال عن طريق الحلال او الحرام السرقة او تجارة المخدرات ان كان رجل اعمال او لاعب كورة او راقصة .

شعور بالإستياء والحسرة ملئت قلوب الشباب والمجتمع وهم يشاهدون مدي الحفاوة والتكريم المادي من النظام لفريق كرة قدم احرز كأس امم أفريقيا او يشاهدون مسؤول كبير في الحكومة ينحني ليقبل يد راقصة او ممثلة ويقدم لها فروض الطاعة والولاء . وفي نفس الوقت يداس بالأقدام باقي افراد الشعب . الحسرة بل كل الحسرة كان يعيشها المواطن وهو يري مكافأة لاعب كورة تصل الي الملايين من خزانة الدولة وفي نفس الوقت راتب الموظف صاحب الاسرة لا يتعدى ال 400 جنيه . وهناك شباب من خريجي الجامعات ونوابغ لا يجدوا من يرعاهم ولو ب 1% ممن يصرف علي لاعب كرة قدم.

ياريتنى كنت رقاصة او لاعب كورة او ممثل هكذا كان يرد المواطن المريض عندما يسمع او يقرأ ان الفنانة فلانة او الراقصة علانه ستسافر للعلاج علي نفقة الدولة في فرنسا او امريكا وهذا المواطن عاجز عن توفير علبة الدواء او سرير لتلقي العلاج في مستشفي حكومية.
وبعد ثورة 25 يناير يتسأل الشعب أما أن الأوان ان تختفي تلك الأمنيات الساخرة والحسرات التي ملئت قلوب الجميع أما أن الأون ان يشعر المواطن بكرامته وآدميته وتقود الثورة الحكومة الي الإتجاه الصحيح وطريق الصواب والقضاء علي ثقافة التفريق المتعفنة التي اتبعها النظام البائد بين الشعب وطبقات اولاد الأية؟!

علي حكومة الثورة وكل الحكومات المتعاقبة أن تحقق العدالة الإجتماعية وان يكون هناك اعلاء لقيمة العلم والتعليم والعلماء والمبتكرين والعباقرة في كل المجالات ورعايتهم ماديا وادبيا هم وأسرهم وتوفير المناخ الملائم لهم للأبداع والمساهمة في تقدم مصر.
فبناء مصر الجديدة وتقدمها سيكون علي يد هؤلاء النوابغ في حضرة العلم وليس علي يد راقصة او فنان او لاعب كرة !
ستتقدم مصر عندما يكون بها المئات من احمد زويل او فاروق الباز او مجدي يعقوب وغيرهم
وسيحترمنا العالم لاننا بلد العلم والعلماء والنوابغ وليس لاننا حققنا بطولة كأس الأمم الافريقية او لان مصر بها ملكة الرقص الشرقي. فالحضارة تبني علي عقول العلماء وليس هز وسط النساء او حذاء لاعب؟!

رعاية الشباب في كل المجالات وتبني النوابغ والمتفوقين ودعم المؤسسات العلمية والتعليمية مطلب قومي . نتمني ان يأتي اليوم بدلا من احضار مدرب اجنبيا يحصل علي الالاف واهدار الملايين علي فرق فاشلة وبطولات وهمية ومعسكرات ليس لها قيمة..... ان نحضر خبراء اجانب لتعليم وتدريب اولادنا وشبابنا علي الصناعة والانتاج والابتكار وتنمية مهاراتهم العقلية الشباب هم عماد الأمة وهم قادة المستقبل.

نتمني ان تختفي ظاهرة المسؤول الحكومي الذي يقبل يد فنانة او راقصة . نتمني ان تختفي ظاهرة فتح أبواب المسؤولين امام المشاهير واغلاقها في وجه عامة الشعب. فالشعب هو الحاكم الفعلي للبلاد وكل الوزراء والمسؤولين موظفون لخدمة هذا الشعب
بغض النظر عن مستواه المادي او التعليمي او الوظيفي
العدل والمساواة هما الطريق الي السلام المجتمعي وتحقيق الامن والامان وعلي حكومة الثورة أن تعي الدرس وتتعلمه من اخطاء النظام البائد الذي ساد فيه الاحتقان وبلغ ذروته
نتيجة التفرقة في المعاملة بين طوائف الشعب.

نريد ان تسود قيم جديدة واهداف للشباب يسعي لتحقيقها برعاية حكومية ومجتمعية
ونوفر لهم كل الدعم يجب علي الحكومة تذليل كل الصعاب امام الشباب حتي لا تنكسر احلامهم وطموحاتهم وابتكاراتهم واختراعاتهم علي صخرة الروتين و البيروقراطية التي عاني منها الشباب والعلماء والمخترعين في ظل النظام الفاسد البائد فأصبحوا طيور مهاجره ونجوم لامعة في سماء الغرب مصر الأن في حاجة الي اولادها واستغلال عقولهم وامكانيتهم
ولتحقيق هذا علي أرض الواقع نحتاج الي حكومة قوية صاحبة رؤية وخطط طموحة وفكر جرئ ودماء شابة تتولي الحقائب الوزارية. كفانا وزراء فوق ال 70 عام من العمر خريجي مدرسة فكر النظام البائد. نحن بحاجة الي حكومة تصحيح الأوضاع وليست تسير الأعمال فأي اعمال يتم تسيرها تتم وفق فكر النظام القديم . وهذا لا يفي بأبسط الطموحات!