اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حى على الفلاح

حى على الفلاح موضوعات و حوارات و مقالات إسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-01-2008, 09:10 PM
الصورة الرمزية عبدالله القديمي
عبدالله القديمي عبدالله القديمي غير متواجد حالياً
عضو قدير
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 444
معدل تقييم المستوى: 17
عبدالله القديمي is on a distinguished road
Icon14 حبيت في اول ماوطئت قدمايا ارضكم الطاهره ان اشارك بمو ضوعي الديني هذا والبسيط فأرجو ان


( يامقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك )

كيف يكون لك بيت في الجنة , ردد : سورة الإخلاص 10 مرات
_كيف يكون لك كنز في الجنة , قل : لا حول ولا قوة إلا بالله
_كيف تغرس لك نخلة في الجنة , قل : سبحان الله العظيم وبحمده
_كيف يكون لك في كل كلمة شجرة في الجنة , قل : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر
_كيف تغفر لك ذنوبك وإن كانت كزبد البحر , ردد: سبحان الله وبحمده 100 مرة
_كيف يكفيك الله ما أهمك , ردد : حسبي الله الذي لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم 7 مرات
_كيف يرضيك الله , ردد : رضيت بالله ربا ً وبالإسلام دينا ً وبمحمد نبيا ً ورسولا ً 3 مرات
_كيف يغفر لك الله ذنوبك , ردد : أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه 3 مرات
_كيف تكسب ألف حسنة وتحط عنك ألف سيئة , ردد: سبحان الله 100 مره
_كيف تكسب مثل عرش الرحمن حسنات , ردد : سبحان الله وبحمده زنة عرشه
_كيف تكسب أجر عدد الخلق وثقل العرش ورضاء الله ومداد كلماته تعالى, ردد : سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضى نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته 3 مرات
_كيف تكسب عن كل مسلم ومسلمة ومؤمن ومؤمنة حسنة , قل : اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات
_كيف تكسب أجر قراءة القرآن كاملاَ ً, ردد : سورة الإخلاص 3 مرات
عشرة تمنع عشرة ..
سورة الفاتحة ... تمنع غضب الله سورة يس ... تمنع عطش يوم القيامة سورة الدخان تمنع أهوال يوم القيامة سورة الواقعة ... تمنع الفقر سورة الملك ... تمنع عذاب القبر سورة الكوثر ... تمنع الخصومة سورة الكافرون ... تمنع الكفر عند الموت سورة الاخلاص ... تمنع النفاق سورة الفلق ... تمنع الحسد سورة الناس ... تمنع الوسواس

لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين"
لم يدع بها مسلم فى شئ الا قد استجاب الله له

اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14-01-2008, 09:12 PM
الصورة الرمزية الاسطورة
الاسطورة الاسطورة غير متواجد حالياً
مشرف إدارى سايق
 
تاريخ التسجيل: Dec 2006
المشاركات: 4,627
معدل تقييم المستوى: 0
الاسطورة is an unknown quantity at this point
افتراضي

مشكور اخى جزاك الله كل خير
__________________
الفرقة الرابعة-كلية الحاسبات والمعلومات-جامعة المنصورة
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 14-01-2008, 09:13 PM
الصورة الرمزية TEMO_KHALED
TEMO_KHALED TEMO_KHALED غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
المشاركات: 1,293
معدل تقييم المستوى: 18
TEMO_KHALED is on a distinguished road
افتراضي

مش هاقول غير بارك الله فيك وجعله الله في ميزان حسناتك
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 14-01-2008, 09:17 PM
الصورة الرمزية عبدالله القديمي
عبدالله القديمي عبدالله القديمي غير متواجد حالياً
عضو قدير
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 444
معدل تقييم المستوى: 17
عبدالله القديمي is on a distinguished road
افتراضي

مشكووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو ووووورن على ردودكم السريعه وثقتكم بيه ...................عبودي.............
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 14-01-2008, 09:21 PM
الصورة الرمزية عبدالله القديمي
عبدالله القديمي عبدالله القديمي غير متواجد حالياً
عضو قدير
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 444
معدل تقييم المستوى: 17
عبدالله القديمي is on a distinguished road
افتراضي

مشكووووووووووووووووووووووووووووووور ياالا سطوره المشرف افتخرت بردك .واشكر ايضا Temo_kaledدكتوراه في الثانويه لقد اعطيتموني الا مل الكبير بارك الله فيكم أخوكم عبودي من المملكه العربيه السعوديه خريج نظم معلومات
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 14-01-2008, 09:22 PM
الصورة الرمزية طمعانة فى رضاك يا رحمن
طمعانة فى رضاك يا رحمن طمعانة فى رضاك يا رحمن غير متواجد حالياً
طالبة جامعية
 
تاريخ التسجيل: May 2007
المشاركات: 4,504
معدل تقييم المستوى: 0
طمعانة فى رضاك يا رحمن is an unknown quantity at this point
افتراضي

لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين"
جزاك الله علي الموضوع
__________________
اجامل وابتسم واضحك وانا في داخلي مقهور
احاول اكتم همومي واخبيها وانا مجبور
واذا زاد الحزن فيي كاني بعالم مجهور
كأني بديني وحدي وكل الناس جافيها


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 14-01-2008, 09:24 PM
الصورة الرمزية Mr.h3ll
Mr.h3ll Mr.h3ll غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2007
المشاركات: 326
معدل تقييم المستوى: 17
Mr.h3ll is on a distinguished road
افتراضي

براك الله فيك وجعله فى ميزان حساناتك
__________________
لو شهداء فلسطين آرهاب ولو حزب الله آرهاب فأٍُنآ آصرخ بآعلى صوتى
آنا آرهآبى

{we all with gaza}
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 14-01-2008, 09:25 PM
الصورة الرمزية زمزميه ميرندا 2
زمزميه ميرندا 2 زمزميه ميرندا 2 غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Dec 2007
المشاركات: 3
معدل تقييم المستوى: 0
زمزميه ميرندا 2 is on a distinguished road
افتراضي

الله جميله اوى تسلم ايد حضرتك
بارك الله فيكم وجعله فى ميزان حسناتكم
جزاكم الله كل خير
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 14-01-2008, 09:28 PM
الصورة الرمزية عبدالله القديمي
عبدالله القديمي عبدالله القديمي غير متواجد حالياً
عضو قدير
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 444
معدل تقييم المستوى: 17
عبدالله القديمي is on a distinguished road
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم



حي على الفلاح



الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ... أما بعد :



فلم يزل أهل التسديد والتوفيق ينظرون إليه بعين الرحمة والشفقة..

يرونه الغريق الذي يرجو يداً تأخذ به إلى مرفأ الأمان..

يحسبونه هائماً على وجهه في صحراء الحياة المجدبة..



يأمل قطرة الماء البارد ..



ترد عليه روح الحياة ..



وتطرد عنه نفحة الحرِّ ..



ولهيب العناء ..



كم خرجوا من بيوتاتهم مع الفجر..



أو في هزيع الليل..



يقصدون مسجد حيهم فلم يخرج معهم..



كم صفّوا الأقدام خلف إمامهم ،



فلم يكن بينهم ..



أصابه داء التهاون والتقصير..



فكيف نتعامل معه ؟!



كيف نأخذ بيده ؟!



هل من وسائل ليستجيب إلى أطيب نداء:













( حــيّ عــلى الفــلاح )



فهاك هذه الوسائل في دعوة المقصرين في صلاة الجماعة:



وسائل جماعية:



1. زيارة إمام المسجد مع أحد الجماعة ويحبذ أن ينتقى أصحاب الوجاهة من أهل العلم أو المنصب أو المال.



2. دعوته إلى لقاء جماعة المسجد أو الحي.



3. محاولة إشراكه في بعض مهام المسجد ومناشطه المتنوعة؛ ليشعر بانتمائه لمسجده.



4. رسائل الجوال باسم المسجد أو الجامع.



5. إقامة برامج اجتماعية وترفيهية للحي لكسر الحواجز وتقريبهم للمسجد، ومنها: ( يوم الطفل، الطبق الخيري ، الإفطار الجماعي ، المسابقات الثقافية والرياضية، أفراح العيد .... ).



6. تشجيع النشء من خلال جائزة ( فارس الفجر ) للطفل المحافظ على صلاة الفجر ، وفيه دافع للمتهاون من جماعة المسجد عندما يرى هذا الاهتمام.



7. الاهتمام بخطبة الجمعة لعلاج هذه الظاهرة.



8. التواصل من خلال نساء الحي عبر لقاء لهن دوري يكون أحد أهدافه مشاركة المرأة في الأمر بصلاة الجماعة والحث عليها لأهل بيتها.







وسائل فردية:

1. تنمية ما فيه من الجوانب الطيبة؛ فإن القلوب المسلمة تحتوي على خير كثير؛ وهي تحتاج إلى من يزيل عنها الركام.



2. الزيارة الفردية في بيته مع اختيار الوقت المناسب.



3. المكاتبة برسالة قصيرة لطيفة.



4. توثيق الصلة معه بالهدية (كتيب – شريط – مطوية – طيب ... ).



5. حضور مناسباته الخاصة والمشاركة فيها ( مناسبة فرح أو ترح ) .



6. استغلال إقبال القلوب في رمضان إلى ربها؛ ليكون بداية الاستمرار معه والتوثق به، وربطه بالمسجد.



7. برنامج التواصل لمن أراد إعانته للإستيقاظ لصلاة الفجر فيضع رقمه ليتصل به ويكلف أحد الجماعة بذلك.





سـدّد الله الخطـا.. وبارك في الجهـد..

صدّق الأقـوال بالأعمـال ...
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 14-01-2008, 09:28 PM
الصورة الرمزية مروج البحر
مروج البحر مروج البحر غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 1,894
معدل تقييم المستوى: 0
مروج البحر is an unknown quantity at this point
Icon114

جزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك ومستنين منك كل جديد
__________________
رد مع اقتباس
  #11  
قديم 14-01-2008, 09:32 PM
الصورة الرمزية عبدالله القديمي
عبدالله القديمي عبدالله القديمي غير متواجد حالياً
عضو قدير
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 444
معدل تقييم المستوى: 17
عبدالله القديمي is on a distinguished road
افتراضي

17-07-2005
موعظة الصلاة
الشيخ الدكتور علي بن عمر بادحدح
المحتويات :
• المقدمة .
• في الفرض والفضل .
• في الشروط والمقدمات .
• شمولية الصلاة وكمالها .
• خاتمة .

موعظة الصلاة
المقدمة
إن الحديث في هذا الموضوع لن يكون لي ، وإنما أريد أن أتنحى - قليلاً - لتكون الصلاة هي المتكلمة الواعظة ؛ لتذكرني أولاً ، وإياكم ثانياً ، ومن وراءنا من عباد الله المسلمين ثالثاً ؛ لتنبهنا على مواضع القصور ، ولتذكرنا بما يغيب عن أذهاننا وما يغيب في صور أقوالنا وأفعالنا من كمال نفوّت به أجراً عظيماً ، ونفقد به خيراً كبيراً .

فسأترك الحديث للصلاة لتعض موعظتها البليغة .. موعظة في فضلها وفرضها ، وموعظة في شروطها ومقدماتها ، وموعظة في أقوالها وأفعالها ، وموعظة في شمولها وكمالها .. فهذه هي المواعظ التي نستمع إليها سوياً ؛ لعلها توقظ العقول الغافلة ، ولعلها تحيي القلوب التي كثر عليها الران ، وأشغلتها ملاهي الحياة وملذاتها .. هي الصلاة تتحدث إلينا فتقول :
قد ترك فئام من المسلمين أمري وهجروني ، وفئام آخرون استكثروني فنقروني نقر الديك ، وآخرون عجزوا أن يتحركوا إلى مواضع الجماعات في بيوت الله فجعل الواحد منهم يقيمني في بيته وسوقه على عجلة من أمره ، ومنافسة من شئون دنياه ، وفئام آخرون من الناس شهدوا المساجد والجماعات ولكن قلوبهم لاهية ، وأبصارهم زائغة ، وألسنتهم لاغية ، وجوارحهم عابثة ، فلم ينتفعوا بي ، ولم يحصل بهم ما هو موجود في أصل التشريع من كمال الإيمان وإحياءه في القلب ، ومن تقويم السلوك والبعد الفحشاء والمنكر ، وقليلون هم الذين استكملوا شروطي وأركاني ، وأخذوا بخشوعي الذي ينبغي أن يكون ..

ولذلك رأيت لزاماً علي أن أتحدث إلى المسلمين الذين فرض الله سبحانه وتعالى عليهم هذه الصلوات ، أن أنبههم إلى تقصيرهم فيها ، وأن أذكّرهم بما غاب من معانيها ، وأن أحضهم على استكمال شروطها وأركانها وواجباتها ومكملاتها ؛ لأن في ذلك خيراً كثيراً ؛ ولأن كل ما يتصل بهذا الأمر هو من أعظم الأمور ومن أهم المهمات ومن أولى الأوليات.

في الفرض والفضل
عندما شاء الله سبحانه وتعالى أن يفرضني - أي الصلاة - فإنه سبحانه وتعالى جعل هذا الفرض في صورة ومكان وزمان وهيئة عظيمة جداً ، فقد كان هذا الفرض في إثر تلك المعجزة العظيمة في الإسراء والمعراج إلى السموات ، عندما كان ذلك اللقاء والمناجاة بين الرسول الكريم والإله العظيم في شأني وفي شأن فرضي وفي شأن ما يتعلق بي من عظيم الأجر ورفيع المنزلة .
ولذلك أذكركم بأن هذه الصورة التي فرضت عليها إنما هي لتنبه على عظيم القدر ورفيع المنزلة وعظيم الأجر الذي يحوزه المسلم إذا أقبل عليّ ، وكذلك ليعلم المسلم أن بي معراج روحه إلى السموات ، وأن بي ارتفاعه عن الشهوات والدنايا والخزايا والقاذورات ، وليعلم وليدرك أن أمري قد كان عظيماً مهماً حتى استدعى أن يستدعى الكريم إلى العظيم سبحانه وتعالى ، ويكون موسى الكليم في هذه الرحلة وفي ذلك المعراج وسطاً بين محمد صلى الله عليه وسلم يذكره ما كان من نقوص أمته من أدائي على الوجه المطلوب ، وخوفه أن لا تكون أمة الإسلام الخاتمة على ما يبغي سبحانه وتعالى منها .

ولذلك لا يمكن لأحد أن يتصور بعد الإيمان أهمية لشيء مثل أهميتي ؛ حيث فرضت من فوق سبع سموات ، ومن الحق سبحانه وتعالى للرسول صلى الله عليه وسلم ، وذلك في مناجاة عظيمة وفي موقف ومشهد قد سجله كتاب الله سبحانه وتعالى : { سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير }، فلذلك عندما تقبل علي ؛ فإنما تسعى لأن تلقى الله سبحانه وتعالى ، وأن تناجيه ، وأن تدعوه ، وأن تسأله ، وأن ترقى فوق كل هذه الشهوات ، وأن تعلوا فوق جميع هذه الاهتمامات ، وأن تسموا بروحك وتحلق بها في أفاق السموات ، وأن تكون كما تنتقل كما انتقل المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى ذلك الموقع العظيم ، كأنك في شغلك بهذه الدنيا وفي انشغال عقلك بمهماتها ، وفي ميل نفسك إلى شهواتها ، كأنك تنتقل بها إلى عالم آخر ، وكأنك تستشعر أهمية فوق كل مهم وشاغلاً يشغل عن كل شاغل ، ولذلك كان هذا الفرض عظيم لما فيّ من العظمة ، ولما ليّ من الأهمية التي لا يعدلها شيء سوى الإيمان بالله سبحانه وتعالى ، فأنا الثانية بعد التوحيد والشهادتين ، ولذلك قد جاء في كتاب الله عز وجل ، وفي سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم من ذكر فضلي وعظيم أجري مالا يحصى كثرةً وعدداً ، ومالا يقارن بغيره أبداً ، ولذلك لا أود أن أكثر عليكم من ذلك ، وحسبكم أني بعد التوحيد في الترتيب ، وأني فصل ما بين الكفر والإيمان ، وأني شهادة الله في قوله : { إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر }، فماذا أنتم مريدون بعد هذا من حيث الأهمية ومن حيث الفضيلة العظيمة ؟

ثم أنتقل بكم حتى لا يطول الحديث بأن في النفس كلام وكلام ، ولأن في القلب هموم وهموم ، ولأن في الواقع تقصير وتقصير ، ولأن ناتج ذلك كثيراً من الحرمان ، وكثير من الخسران نسأل الله عز وجل السلامة والوقاية.

الموعظة في الشروط والمقدمات
الأذان
عندما شرع الله سبحانه وتعالى النداء للصلاة جاء هذا الأذان الذي ينبغي لك - أيها العبد المؤمن - أن تتأمل فيه ، وتتدبر معانيه .. إنه طلب انتقال من أحوال الدنيا وشواغلها إلى أحوال الآخرة ومطالبها ، إنه طلب تغيير للواقع الذي يعيشه العبد مما لا يسخط الله سبحانه وتعالى من طلب معاشه إلى أمر هو أزكى لنفسه ، وأطهر لقلبه ، وأقوى لنفسه ، وأعظم عون له على شأن حياته ، وأكثر ترسيخ له في سيره في هذه الحياة .. ذلك النداء الذي فيه دروس كثيرة ، وعبر عديدة ؛ لعل من أهمها أنه يدعوكم - أيها المسلمون - إلى أن تتحلوا بالتميز ، وأن تتخلوا عن التميع ، لقد أراد الله سبحانه وتعالى لكم أن تكونوا متميزين عن سائر أصحاب كل ملة ودين ، فكان شرع الأذان فريداً وعجيباً في الصحيح الذي ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أرادوا أن يجمعوا الناس لهذه الصلوات لما أرادوا أن يجعلوا هناك منبهاً ينبه إليّ ، ويصرف من شواغل الدنيا إليّ ، قال قائلهم : " نضرب الناقوس " ، وقال آخر : " نشعل النيران " ، فجاء الأمر في صورة الرؤيا التي راءها عبدالله بن زيد رضي الله عنه ، فقال له النبي عليه الصلاة والسلام : ( اذهب إلى بلال فقل له هذا الأذان فإنه أندى صوتاً منك ) .

ولذلك ينبغي لكم أن تتميزوا في كل شأن من شئون حياتكم ، وقد جاء شرعكم يدعو إلى ذلك ؛ لئلا يكون بينكم وبين غيركم من أهل الملل والأديان التي حرفها أربابها ، وزيفها أحبارها ؛ لئلا يكون بينكم وبينهم أي اتفاق ولا توافق ، فأنتم أسمى وأعلى وشرعكم أحكم وأجمع ، وكتابكم قد تكفّل - سبحانه وتعالى - بحفظه ، وهدي نبيكم صلى الله عليه وسلم قد حفظ حفظاً عظيماً ، حتى كأنه يعيش بينكم لا تخفى عليكم من أحواله خافية ، ولا تضيع عنكم وعن أسماعكم من مقالته مقالة ، حتى كأن كل شيء مما تبغون من إقتداءكم به واتباعكم له إلا ووجدتموه كاملاً شاملاً .

ثم تأمل ذلك النداء العجيب الذي يدعوك - أيها المسلم - عندما تنشغل بالدنيا تتذكر الآخرة ، عندما تسمع التكبير لتعلم أن الله سبحانه وتعالى ينبغي أن يكون في نفسك وفي قلبك أكبر من الدنيا وشواغلها ، وأكبر من المادة ومغرياتها ، وأكبر من الأزواج والأولاد ، وأكبر من حظوظ النفس ، وأكبر من تعب الأجساد .. أكبر من كل شيء في حياة العبد المؤمن إذا صح إيمانه ، وإذا ترسخ يقينه ، وإذا سرى هذا الإيمان إلى أغوار قلبه ، وخالط بشاشة عقله ، وجرى مع دمائه في عروقه .. إنه ذلك النداء الذي يهزّ المسلم في وجدانه ، وينفض عنه غبار الغفلة والذهول ، وغبار الانشغال بغير الله سبحانه وتعالى ، ثم يعقب ذلك إعلان التوحيد في هذا الأذان لينسكب في القلوب عبر الأذان " أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله " لتسمع الدنيا كلها - الأحياء والجمادات - ليسمع كل من في الأرض ، ومن في السموات ، ليسمع الإنس والجان - كما ورد في أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم - هذا الإقرار والتشهد العظيم الذي هو جوهر هذا الدين ، وخلاصة التوحيد ، وإعلان العبودية لله سبحانه وتعالى ، وإعلان الاقتداء برسوله صلى الله عليه وسلم .

ثم في هذا الأذان إعطاءك موازين ومقومات غير موازين الدنيا ومقوماتها .. إن الفلاح عند أرباب الدنيا في أموالها ، وإن النجاح عند أصحاب الشهوات في العبء منها ، أما أنت - أيها العبد المؤمن - فالنداء من فوق سبع سموات ، عندما قرره سبحانه وتعالى شريعة وسنةً ماضية في هذه الأمة ، يناديك : " حي على الفلاح حي على الفلاح " ، ثم يخبرك أن فلاح الدنيا ونجاة الآخرة ، وأن نجاح المقاصد والفوز بالغايات إنما هو في أي في هذه الصلوات " حي على الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح " لتؤب وتفيء إلى ظلال العبادة ، ولتؤب وترجع إلى كلف الرحمن ، ولتسرع وتبادر إلى بيوت الله سبحانه وتعالى .. فما أعظم هذا النداء !

إذا كانت القلوب حية ؛ فإنها تجد لهم شغفاً ، وإنها تجد لهم به تعلقاً ، وإنها تقبل عليه إقبالاً الصادي الذي بلغ به العطش مبلغاً على الماء الصافي النمير الذي قد حجب عنه وقتاً طويلاً ، فإذا بها تشتاق إليه اشتياق الأرض الجدباء إلى القطر من السماء.
ولذلك استحضر أيضاً من هذا النداء ذلك النداء العظيم في هول يوم القيامة { يوم يقوم الناس لرب العالمين } ، وهذا نداء تنادى به وتستطيع اليوم أن تجيب ، وذاك النداء يفرض على الخلق كلهم فيحشرون .. وفتش قلبك - أيها العبد المؤمن - هل فرح بهذا النداء؟ وهل اشتاق لهذا اللقاء ؟ إن كان الأمر كذلك فأعلم أنك على خير ، وإن مرّت كلمات باردة ونداءً عابراً ؛ فإنك في حاجة إلى أن تراجع نفسك ، وأن تطهّر قلبك ، وأن تقوم سلوكك ؛ فإن شرع الله سبحانه وتعالى إنما جاء خطاباً للقلوب ، وغنماً جاء تغيراً للنفوس ، وإنما جاء تقويماً للسلوك ، وإنما جاء ليصوغ الإنسان صياغة أخرى يجعله يعمر هذه الأرض ، ويجعله ينطلق فيها ويكسب من خيراتها ويستخرج مكنوناتها ، ولكنه مع ذلك كله موصول بالله - سبحانه وتعالى - لا يرى في كل ذلك شيء كبيراً إلا وهو يرى أن الله سبحانه وتعالى أكبر منه ، ولا يرى في شيء من ذلك فلاحاً ولا نجاحاً ولا خيراً ولا صلاحاً إلا وهو يرى أن هناك أعظم منه من الذلة بين يدي الله سبحانه وتعالى والإقبال عليه .

ولذلك ينبغي أن تعرف ذلك الأذان وفضله وأهميته .. إنه لغة الأنس العالمية بالنسبة للمسلم تذهب إلى شرق الأرض وغربها ، تسافر إلى قوم لا تعرفهم - لم تسبق لك بهم صلة - ولم تقع عينك منهم على نظرٍ لا في قريب ولا في بعيد ، فإذا بلغة عالمية إيمانية تربطك بهم وتجذبك إليهم ، فتسمع النداء في تلك الديار ، وتسمع هذا النداء يتردد في أجواء الفضاء ، فتنطلق إلى بيت الله فإذا أنت مع أخوة لك مؤمنين ، ومع عباد لله - سبحانه وتعالى - مصلين ، وكأن هذا النداء يجمعكم على اختلاف اللغات ، ويذكركم على ابتعاد الأصقاع والبلاد ، ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الصحيح عن عمر بن الخطاب في صحيح مسلم عن رسول الله ، عندما ذكر - عليه الصلاة والسلام - المؤمنين أن يكرروا الأذان مع المؤذن ، ثم قال في آخر الحديث : ( من قال ذلك من قلبه دخل الجنة ) ، أي من قال هذه العبارات يكررها ؛ ليتذكر ويطبعها في قلبه ويرسخها في نفسه ؛ فإنه بإذن الله - عز وجل - مقدّم على خير عظيم ، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم مذكراً لكم أن ترددوا الأذان ، ثم بعد ذلك أن تصلى عليه – صلى الله عليه وسلم - وأن تدعوا له بالوسيلة ، وهي المقام الرفيع العظيم الذي يؤتاه رسول الله .

دخول الوقت
ومن شروط ومقدمات ما يتعلق بدخول الوقت المقترن بهذا الأذان إنما هو تنبيه لك - أيها العبد المؤمن - لتعلم أن الزمان يمر ، وأن الوقت ينقضي ، وأن عمرك إنما هو سنوات ، وأن سنواتك إنما هي شهور ، وأن شهورك إنما هي أسابيع ، وأسابيعك أيام ، وأيامك ساعات ، وساعاتك لحظات .. فتذكّر عند كل دخول وقت أنه قد مضى وقت من عمرك ، وأنك مقبل على ربك ، وأن حياتك إلى زوال ، وأن إقبالك على الآخرة وشيك ، فلذلك هذا الدخول للوقت إنما هو لهذا التنبيه قد انسلخ جزء من الزمان فماذا فعلت فيه ؟ إن كنت قد قصرت فتدارك فيما بقي من الزمان ، وإن كنت قد أحسنت فزد على ذلك الإحسان إحساناً ؛ فإن الله سبحانه وتعالى يطالبك في كل لحظة ووقت بعمل صالح وإن كل نعمة من نعمه عليك تستدعي منك عبادة وشكراً ، لا يمكن أن توفيه مهما انقضى الزمان ، ومهما بالغت في العبادة والطاعة ؛ فإن حق الله سبحانه وتعالى أعظم ، وإن نعمه سبحانه وتعالى أكبر ، وإن مننه جل وعلا أكثر .. ولذلك تأمل هذا الأمر في دخول الوقت ، وسل نفسك على أي شيء عزمت بعد ما فرضت فيما بقى من الوقت وانتقلت إلى وقت جديد ، ثم تذكر أنك لا بد أن تتزود من دنياك لآخرتك ، وأن تتذكر ما قاله الحسن البصري رحمة الله عليه : " ما من يوم ينشق فجره إلا وينادي منادي من السماء من قبل الرحمن ، وبلسان ذلك اليوم فيقول : يا ابن آدم أنا خلق جديد ، وعلى عملك شهيد ، فتزود مني بعمل صالح ؛ فإني لا أعود إلى يوم القيامة " .

ثم تنبه أيضاً بدخول الوقت أن لكل شيء وقته ، فلا تختلط عليك الأمور ، ولا تجعل شيئاً يؤخر يقدم على شيء لا يؤخر ، ثم تنبه في هذا الآذان والنداء ودخول الوقت إلى أمر مهم ، وهو أنك مقصر فيما فرض الله سبحانه وتعالى عليك ، وأنك متهاون في الإقتداء بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم ، وأنك مفرط في تلمس سير سلفك الصالحون رضوان الله عليهم ، أليس هذا النداء يعني أنه ينبغي أن تترك معه كل شيء وعنده كل شيء لتتوجه إلى هذه العبادة ؟ فما بالك بعد النداء لا تتغير ولا تتحرك ! وتقول : لا زال هناك وقت إلى الإقامة ! وربما تسمع الإقامة فتقول : هناك وقت لإدراك الركعة وإمامنا يطوّل ! وربما تسمع المصلي والإمام وقد أنهى ركعته فتقول : مسجد آخر يؤخر الصلاة ! كأن أمرك عندي هيّن ، وكأن خطبي عندك ليس بعظيم ، وكأن مروري عليك ونداء الحق لك ليس له أهمية ولا موقع تؤخر فيه وتسوفه ، وتنسى قول الله سبحانه وتعالى فيما يتعلق بالساهين : { الذين هم عن صلاتهم ساهون }، الذين يؤخرونها عن أوقتها كما ذكر كثير من المفسرين .

ثم محمد صلى الله عليه وسلم وقدوتك الأولى كان إذا جاء المؤذن إلى الصلاة ؛ فإنها ينتقل مما كان في يده من أمر وحال وشغل إلى ما يتهيأ به لهذه الصلاة ، وسلفك رضوان الله عليهم كانوا ربما أحدهم يطرق المطرقة ويرفعها ليطرق الثانية فيسمع النداء فلا يعيدها حتى يمضي إلى تلبية هذا النداء.

الطهارة
عندما تسمع النداء تتوجه لتتطهر والطهارة شرط من شروط في بدنك ومكانك وأعضائك وجوارحك ، ولذلك طهّرت المكان الذي تصلي فيه أو الذي كنت فيه وهو بعيد عنك ، ثم طهرّت ثيابك وهي ملتصقة بك ، ثم طهّرت بدنك وباشرت بشرتك ، وطهّرت هذا البدن بالوضوء المفروض ، فهل تأملت وفكرت أنه ينبغي لك أن تمضي إلى ما هو أبعد من ذلك في التطهير ؟ هل طهّرت قلبك ونيتك لله سبحانه وتعالى ؟ هل طهّرت قلبك من الأدران الخبيثة والأمراض الضارة من الحقد والغل والحسد والنقمة على عباد الله سبحانه وتعالى؟ هل طهّرت قلبك من الأمور العظيمة من الشك والشرك والشبه؟ وهل طهّرت قلبك من كبير التعلق بالشهوات والرغبة والمحبة والعشق للملذات؟

ينبغي لك أيضاً أن تتنبه إلى ذلك فقد طهرت كل الظواهر ونسيت البواطن ، فما بالك لا تطهر ما هو أهم أين طهارة الباطن؟ أين طهارة القلب؟ وتأمل قول رسولك صلى الله عليه وسلم ، وهو يجعل فضلاً عظيماً وأجراً كبيراً على إسباغ الوضوء على المكاره وإن كان في ذلك بعض المشقة في وقت شديد البرد أو ماء شديد الحرارة تسبغ الوضوء على المكاره مبالغة في الطهارة ، فما بالك لا تنقل هذا المعنى نقلاً مؤكداً وتتعلم منه الإصرار على تطهير الباطن والمجاهدة والمداومة على تطهير القلب ؟
وقال الله سبحانه وتعالى : { والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا } ، وأنت تشمئز من القاذورات ولا تحب أن يرى أحداً من الناس في ثوبك قذراً ، ولا في بياض ثوبك سواداً ، وإذا وجد ذلك ؛ فإنك تستتر به عن أعين الناس ، وتطلب نظافته وتغسيله قبل أن تواجه الناس ، فكيف تواجه الله سبحانه وتعالى وهو ناظر إليك ، ومطلع على نيتك ، وعالم بخفايا سرائر قلبك وبواطنه ؛ فإنه سبحانه وتعالى لا تخفى عليه خافية { يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور } ، وهو - سبحانه وتعالى - إنما يعول ما في نظره على ما في قلبك ،كما في صحيح مسلم : ( إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أعمالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم )، فكيف لا تستحي أن تظهر أمام خالقك وربك ومولاك وأنت في قذارة مما ينظر منه إليك وأنت على غير طهارة لم تبلغ جهدك في أن تظهر بين يديه - سبحانه وتعالى - على ما يحب ويرضى ؟! فهل هان أمر الله - سبحانه وتعالى - عليك وكان أمر الناس أعظم عندك ؟ وهل راعيت حق الناس واستحييت منهم ولم تراعي حق الله ولم تستحي منه ؟ وهل بالغت في الاجتهاد فيما تتطلب به رضى الناس وحسن ثنائهم عليك ولم تبالغ في الاجتهاد فيما تبتغي به رضوان الله سبحانه وتعالى وحسن رضاه عنك سبحانه وتعالى وأنت الفقير إليه وهو الغني عنك ؟

ما أجحد هذا الإنسان ! وما أغباه وأحمقه عندما يفرط هذا التفريط ، وعندما يخلط هذا التخليط وعندما يقلب الموازيين ، وعندما يعكس الأمور فيجعل أوائلها أواخرها ، وأواخرها أوائلها !
ولذلك ينبغي عندما تتهيأ أن تستشعر أنك مقدماً على أمر يستدعي أن تكون متهيئ له أعظم تهيئة ولذلك ما شرعت الصلاة ليدخل فيها الإنسان هكذا كما شرع غيرها وإنما كان شرعها أن تتهيأ لها ، وأن تنتبه لها ، وأن تجعل لك علامة في دخول وقتها ؛ حتى يكون كل شيء من جوارحك مستعد للإقبال عليها والدخول فيها.

ولذلك تأمل حديث رسول الله في صحيح مسلم : ( إذا توضأ المسلم فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع آخر قطر الماء ، فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة بطشتها يداه ، فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه ، حتى يخرج نقياً من الذنوب )، وفي رواية أخرى لأبي هريرة : ( حتى يخرج من تحت أظفاره ) ، فأنت تتطهر هذه الطهارة الظاهرة ، فكيف تقبل على الله بيدٍ قد اعتدت على الآخرين ، وبرجلٍ مشت إلى المحرمات الآثمة ، وبنظر يجول فيما حرم الله سبحانه وتعالى ، وبعقل يخطر فيما ليس له فيه منفعة ولا مصلحة ؟
ولذلك كل هذه المعاني المجتمعة ينبغي أن يتذكرها الإنسان كما قيل : "رحم الله الشافعي قد كان والله يحسن الوضوء " ليس المراد إحسانه الظاهر وإنما التهيؤ الكامل بالأحاسيس والمشاعر ، واستحضار هذه المعاني كلها .

ومن الشروط والمقدمات :
ستر العورة
فأنت لا تقبل علي إلا وقد استوفيت هذا الشرط لتكون بعيداً عن ما يقبح في أعين الناس ، فكن بعيداً عما يقبح عند الله سبحانه وتعالى .. أنت تغطي مساوئ البدن ، وتستر عن العيون ما يقبح الناس ؛ فإن سترك لعورات الباطن كما مر تستحي من الناس ولا تستحي من الله { الذي يراءك حين تقوم * وتقلبك في الساجدين }، وذلك أيضاً مشعر لك - أيها العبد المؤمن - بأن الأمر يحتاج إلى شيء من التهيؤ الذي يستدعي كل صورة من صور التهيؤ ، سواءً كانت صورة مادية أو معنوية ، صورة في اللباس أو في المكان أو في الزمان أو في الوضوء أو في غير ذلك كله .

ولذلك هو الحد الأدنى من التجمل الذي أمر الله - سبحانه وتعالى - به عباده عندما قال : { خذوا زينتكم عند كل مسجد } وقدوتكم صلى الله عليه وسلم كان يتطيب للصلاة ، وكان ينهى إذا أكل الرجل شيئاً كريهاً - ثمرةً خبيثة رائحة - أن يأتي إلى مساجد المصلين ؛ لئلا يؤذيهم .
ولعلك تدرك حينئذ سر فعل سلف الأمة رضوان الله عليهم عندما كانوا يجعلون ثوباً خاصاً للصلاة ، وثوباً بالمهنة عندما يعملون ؛ لأنهم ينتقلون من حال إلى حال ، ومن وضع إلى وضع ، وقبيح بالمرء أن يلبس ثياباً نظيفة على بدن قذر ؛ فإن هذا قبيح منه ، ولا تستر هذه الثياب الظاهرة نتن الرائحة التي تنتج من العرق والقاذورات ، وأعلم أنك مهما تجملت واغتسلت وتطيبت ؛ فإن ذلك لا ينفعك عند الله سبحانه وتعالى إلا إذا طيبت باطنك بهذه الأمور.

ثم من الشروط :
استقبال القبلة
وما أدراك ما استقبال القبلة ! لتعلم أنه لا بد أن تصرف قلبك ، وأن توجه في كل أمراً وجهك لله سبحانه وتعالى ، فيكون سكونك وتوجهك ؛ لئلا ينشغل قلبك ، كما قال القائل - عندما رأى رجل يعبث بلحيته ويحرك يديه - قال : " لو سكن قلب هذا لسكنت جوارحه " ، فلا تسمح للصوارف أن تشغلك عن الله سبحانه وتعالى ؛ فإن توجهك للقبلة يعني أنك متوجه لله عز وجل بكل جوارحك ، وبكل ما يتعلق بك من قلب وفكر وعمل .
ولذلك في هذا التوجه أيضاً والاستقبال معاني أخرى عظيمة منها :
أن قلبك يهفو إلى بيت الله الحرام ، فتستحضر ذكر الرسل والأنبياء ، وتستحضر ذكر الخليل إبراهيم عليه الصلاة والسلام وابنه إسماعيل عندما أقاما هذا البيت ، وعندما كانا موحدين لله سبحانه وتعالى .. تستشعر من هذا الاستقبال وحدة الأمة المسلمة تعرف أن لك ملاين من البشر قد إنصاغوا إلى أمر الله سبحانه وتعالى ، وتوجهوا لهذه القبلة يدله ذلك على أنه مهما اختلفت اللغات ، ومهما تباعدت البلاد ، ومهما عرضت عوارض التفريق ، ومهما بذلت بذور الشقاق ؛ فإن هناك ما يسمو فوقها ، وأن هناك ما يعلوا عليها ، وأن هناك ما يربط هذه القلوب وتلك الجباه الساجدة وتلك الجموع الغفيرة يجمعها كلها إلى قبلة واحدة ؛ لتعلم أن ما يجمعها أعظم مما يفرقها ، وأن ما يجمعها أهم مما يشغلها من الأمور التافهة ، ولتعلم أنها في هذا التوجه إنما تتوجه لله عز وجل فتكتسب بذلك قوة من توجهها له سبحانه وتعالى ، ثم تكتسب قوة من جمعها ؛ لأنه
تأبى الرماح إذا اجتمعنا تكسراً **** وإذا افترقنا تكسرت آحاداً

فلذلك ينبغي أن تتنبه في هذا المعنى إلى هذه الأمور كلها ، ولابد أن تستشعر أن بعد هذا التوجه لله - سبحانه وتعالى - بالبدن لابد أن يكون توجه القلب وتوجه الفكر والخاطر لله عز وجل ، ثم تقف بين يدي الله سبحانه وتعالى تلك الوقفة قبل أن تدخل في أي عمل من أعمالي ، أو في أي قول من أقوالي ، إنها الوقفة التي تستدعي الهيبة والاحترام ، إنه ليس مجرد دخول هكذا من غير تأني من غير وقفة تشعرك بعظمة المقام الذي تقفه ، وبعظمة المناجي الذي تناجيه ، وبعظمة الرب الذي تتوجه إليه ، وبعظمة الخالق الذي تسجد بين يديه ، وبعظمة المعطي الذي تسأله سبحانه وتعالى من خزائن جوده الذي لا ينفذ .

ولذلك تذكر عند هذا الوقوف الوقوف بين يدي الله سبحانه وتعالى للسؤال ، فوقوفك عندما تقبل عليّ لتسأل - أي لتسأل الله عز وجل - ووقوفك غداً لتُسأل ، فتأمل ما ينبغي أن تسأل ، وتأمل ما سيكون بعد ذلك مما عنه ستُسأل ، كيف تفعل إذا دعيت إلى مقابلة الملك أو صاحب سلطان وجاه ؟
إنك تقف وقد ضممت رجلك إلى رجلك وجعلت جوارحك كلها في موضع الاحترام والتقدير ثم كنت متوجه إلى هذا الذي دعاك وقد وقفت وقوفاً يستشعر منه الخضوع والأدب ، وكذلك يظهر فيه التواضع والذلة ، فهذا تفعله مع بشر من البشر ، ومع عبد من العباد ليس له عليك سلطان ، ولا له حق في خضوع ولا ذلة ، فكيف لا تخضع بين يدي الله سبحانه وتعالى.

ولذلك أخرج أبي داود والنسائي والحاكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إن الله يقبل على المصلي ما لم يلتفت )، فإذا وقفت فليكن وقوفك تهيئة لهذا القيام الذي تدخل به في أعمالي وأقوالي ، تذكر بهذا الوقوف الوقوف بين يدي الله عز وجل ، وتذكر حديث رسولك صلى الله عليه وسلم : ( من سره أن يمثل له الرجال قياماً فليتبوأ مقعده من النار )، فليس لأحد أن تقوم له ولا أن تخضع بين يديه إلا الله سبحانه وتعالى ، فإذا وقفت بين يديه فتعلم أن الخضوع ليس إلا له ، فيعطيك ذاك قوة ، وأن تكون عزيزاً ، وأن تكون قوياً ، وأن تكون غير هياب وغير خانع إلا له جل وعلا ، وليس ذلك في نفسك - أيها العبد المؤمن - ولا في سلوكك لأحد مهما كان عظيماً ، ومهما جمع أسباب القوة ، ومهما كان عنده من أسباب السلطان والجاه والهيلمان وغير ذلك ؛ فإنه يصغر في عينك ؛ لأنك ترى الناس اليوم إذا لقي أحدهم وزيراً افتخر الآخر بأنه لقي أميراً ، وإذا لقي أحدهم أميراً افتخر الآخر بأنه لقي ملكاً وسلطاناً ، فأنت تفتخر على كل الناس وتحتقرهم وتزدريهم ؛ لأنك تقابل ملك الملوك ورب الأرباب سبحانه وتعالى.

قول : " الله أكبر "
ثم أنتقل بك بعد ذلك إلى أقوالي وأفعالي وما أعظمها من أقوال وأفعال لو أنك تأملتها ، لو أنك تدبرتها ، ولو أنك تحققت بموجب شروطها وأخذت فوائدها ومنافعها !
أول ما تدخل به عليّ وتبدأ فيه بي هو التكبير ، الذي تجدد به ذلك النداء الذي دعيت به في الأذان : " الله أكبر " تعلن بلسانك ما يخالفه قلبك ، ولا تكن كاذباً أو منافقاً تقول بلسانك : " الله أكبر " ، وفي قلبك الدنيا أكبر وفي قلبك الأزواج والأولاد والأموال وغير ذلك مما تنشغل به عن الله عز وجل !
فإن اتبعت في دنياك هواك كان الهوى في حقيقة أمرك أكبر عندك من الله ، وإن سرت خلف الدنيا تجمعها فهي عندك أكبر من الله سبحانه وتعالى ، وإن خضعت لطاغية تخشاه ، أو لصاحب سلطان وجاه فهو عندك أكبر من الله سبحانه وتعالى .

إن أعظم ما في هذه العبارة أنها تتكرر في كل يوم 110مرات ، كل يوم تكررها هذا العدد ثم لا تتأمل في معناها ، ولا تتحقق بحقيقتها ، ماذا أنت أيها الإنسان؟ هل أنت مغالط نفسك؟ أم أنت تهرف بما لا تعرف؟ وأما أنك أطلقت لسانك فهو يقول مالا يستحضر قلبك؟ أما أنك قد استسلمت بكل نزعات الشهوات ونزغات الهوى ، فلم يعد لسانك ولا لهذه المواعظ في قلبك وفي سلوكك نصيب يغير ، ولا موقف يمنع ويصد هذه الآفات ، ولذلك كل يوم تردد هذه الكلمة لتعظم الله سبحانه وتعالى ؛ ليكون ذلك إجلالاً منك لربك سبحانه وتعالى تدخل به على الله جل وعلا ، عندما تقول : " الله أكبر " ؛ فإنه ينبغي أن يخلوا من ذهنك ما يشغلك .

ولذلك جاء التشريع الحكيم الذي بلغه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بهذا فأنت ينبغي أن تدافع الأخبثين ، وينبغي أن تترك ما في يدك ، وينبغي أن تقدم إلى الصلاة وتبكّر إليها .. كل ذلك ليصفوا خاطرك ، وتبتعد عن شواغلك ؛ فتكون مهيأ إلى ذلك أكبر تهيؤ .

دعاء الاستفتاح
ثم بعد ذلك تبدأ بالاستفتاح ودعاء الاستفتاح ، وما أدراك ما دعاء الاستفتاح !
وصيغه كثيرة قد ذكر لك ابن القيم منها جمعاً كثيراً في زاد المعاد ، ومن ذلك أن هذه الكلمات هي الثناء بين يدي الدعاء ، وأنت ترى في هذه الحياة الدنيا عندما يقبل الإنسان على ملك أو عظيم فأول ما يبدأ من الكلام ، وأول ما يبدأ من حديث إنما هو الثناء عليه ، وترى أنه يذكر أفضاله ويحمد خلاله ؛ فإن لم يفعل ذلك ؛ فإنه لا يرى سرور ولا بشاشة ، ولا يجد قبول ولا عطاء .. ولله المثل الأعلى ؛ فإنه سبحانه وتعالى يحب من عباده أن يحمدوه وأن يشكروه ، وأن يثنوا عليه بالخير ، وأن يذكروا له الفضل ، وأن يعترفوا له بالحق ، وأن يعرفوا له المنة التي منّ الله سبحانه وتعالى بها عليهم .

ولذلك : ( وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين ) هذه الكلمات تستحضر بها هذا التوجه ( سبحانك اللهم وبحمدك ، وتبارك اسمك ، وتعالى جدك ) ، كله ثناء وتمجيد وتعظيم لله سبحانه وتعالى ، شيء تقدمه تلتمس به أن يكون الله سبحانه وتعالى راضياً عنك ومقبلاً عليك ، وناظراً إلى صنيعك وتمجيدك نظر رضاً ومحبة وقبول ، ولذلك بعد هذا وفي أثناء هذا الاستفتاح ورد قول ودعاء نبيك صلى الله عليه وسلم : ( اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب ، ونقني من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ) قبل أن تواصل في هذه الأعمال تدعوا هذا الدعاء ؛ حتى تكون مطهراً نقياً من الذنوب كي تستحق حينئذ أن تقبل على الطاعة وتغنم من خيرها ، وتقول : { قل إن صلاتي ونسكي ومحيايا ومماتي لله رب العالمين * لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين } تقول هذا بلسانك ، فأين البذل الصادق ؟ وأين النذر الخالص ؟ وأين التوكل الكامل الذي يجعلك في هذه الحياة كلها لله سبحانه وتعالى ؟ أين استسلامك وتوجهك له بالعبادة في كل حال وآنٍ ؟ أين اعترافك له بالخلق والفضل سبحانه وتعالى ؟ أين عزمك والميل عن الخذول والباطل ؟ أين إذعانك التام بأن الحياة والموت من الله سبحانه وتعالى ؟ أين تخليك عن ذلك كله عندما يريد الله عز وجل ألا يكون مثله في ذلك شريك ؟ وأين تأكيدك لمعنى الإسلام والانضمام لجماعة المسلمين عندما تقول : { وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين } ؟
هذه المعاني كلها في أول الأمر وبدايته .

الاستعاذة
ثم بعد ذلك تأتي الاستعاذة العظيمة تأتي هذه الاستعاذة لتنتفع بها أعظم انتفاع إن كان لك قلب أو ألقيت السمع وأنت شهيد .. وما أجلّ من التجأت إليه ، وما أخطر من حذرت منه ، فأنت تلوذ في هذه الدنيا من أعداء بسطاء إلى من تظنهم أقوياء أشداء ، كل إنسان في هذه الدنيا إذا رأى خطراً محدقاً به التمس معتصماً ، فقد يكون الخطر يسيراً عارضاً والملتجأ إليه مهما كانت قوته يعد ضعيفاً لا حول له ولا طول ، فكيف لا تعمق - أيها العبد المسلم - صدق الالتجاء إلى رب الأرض والسماء ، خوفاً من إبليس ومن معه من الشياطين الألداء ؟

إنك في أول هذه الصلاة تعلن أنك في خطر عظيم ، وأنك تحتاج إلى مأمن عظيم - أيضاً - يصد عنك هذا الخطر ويحميك منه ويحصنك بإذن الله عز وجل ، اطرد هذا الشيطان منذ أول لحظة من لحظات الصلاة ؛ لئلا يفسدها عليك اطرده لئلا يشاركك في طعام وشراب ونكاح داوم على هذا التحصن من الشيطان الرجيم ؛ فإنك إذا رأيت خطراً هربت وفررت ، والله عز وجل قد قال لك : { ففروا إلى الله }، وأنظر كيف يكون الفرار في أمر الخطر الدنيوي ؟ إنك إذا داهمك الخطر فررت فغيرت المكان والتمست طريق النجاة وأطلقت لساقيك الريح ، وتنازلت عن الحذاء ، ولم تلتفت يميناً ولا يساراً حتى تبلغ الموضع الذي تشعر فيه بأنك قد بلغت الأمان وما بالك والشيطان يحوطك من كل مكان والفتنة تقع لك بالمرصاد في كل طريق ، ثم بعد ذلك تقول إنك تستعيذ بالله وتفر ولكن لا نرى فيك جداً ولا تغيير للمكان والبيئة ، ولا بذلاً للجهد والطاقة ، ولا انشغالاً بهذا الفرار عن كل العوارض والأمور التافهة ، بل هل ترون في هذه الدنيا أحداً عندما يفر من أسد يسقط حذاءه يقول : هو عزيز عليّ وغالٍ عندي فيتوقف ليأخذ هذا الحذاء ؟ هل ترونه عندما يسير وقت الفرار ينظر فيرى امرأة حسناء ، أو منظراً جميلاً فيقول لحظة لأمتع عيناي بهذه المناظر ؟ ليس أحدٌ يفعل هذا إلا حكموا الناس عليه بالحمق والغفلة .

وكذلك تدعّي أنك تفرّ إلى الله عز وجل ، وأنك تخشى الدنيا ومشاغلها ، وأنك تخشى الشيطان ووساوسه ، وأنك تخشى الهوى وغوايله ، ثم لا نرى لك جداً ، ولا نرى لك انصرافاً إلى هذا المهرب ، ولا نرى لك بذلاً في طلب الأمان ، ولا نرى لك تحققاً بقول رسولك : ( من خاف أدلج ، ومن أدلج بلغ المنزل )، أي سار على الخطى حتى يبلغ الأمان فإذا فعل بلغ المنزل بإذن الله عز وجل ، فهذا درس الاستعاذة ينبغي أن تعيه.

الفاتحة
ثم تأتيك الفاتحة وما أدراك ما الفاتحة ! هي فاتحة كل خير ، هي فاتحة القلب بالتوحيد ، وفاتحة الجوارح بالعبادة ، وفاتحة العقل بالتدبر والتفكر ، وفاتحة الأذن بالاستماع والإنصات ، وفاتحة اللسان بالذكر والتلاوة ، هي الابتداء الذي يذكرك بأنه لابد أن تصطحب توفيق الله في كل أمر ، وأن تبدأ باسمه في كل آن ؛ وإلا فإنك محروم من التوفيق ، مقطوع عن البركة ، تفعل الفعل ولا تجد أثره ، وتنفق المال ولا ترى بركته ، وتبذل الجهد ولا ترى ثمرته ، وتصرف الوقت ولا ترى له أثر ..كل ذلك لأنك لم تبدأ الأمر باسم الله فبقي مجزوماً مقطوعاً ممحوق البركة نسأل الله عز وجل السلامة .

هذه البسملة التي ينبغي أن تجعلها كما جعلتها في هذا الموطن العظيم في كل موطن ذكره له رسولك صلى الله عليه وسلم في دخول منزلك وخروجك منه ، في دخول مسجدك وخروجك منه ، حتى في طعامك وشرابك ونكاحك تستدعي توفيق الله سبحانه وتعالى ، وتبتدئ باسمه فتعلم أنك عبد له ، وأنك مطيع له ، وأنك لا ينبغي لك أن تخالف أمره ، ولذلك
إذا لم يكن من الله عون للفتى **** فأول ما يقضي عليه اجتهاده

ثم تمضي في هذه السورة العظيمة - والوقت يضيق علي في أن أذكر لك معانيها وإنما أشير إليها إشارات سريعة - فأنت تبدأ بهذه البسملة ، ثم تستشعر النعمة وتحمد الله سبحانه وتعالى وتثني عليه بأنه رب العالمين ، فتتذكر كل هذه المخلوقات ، وينشغل عقلك بالتدبر والتأمل ، ثم بعد ذلك تثني على الله سبحانه وتعالى بأنه الرحمن الرحيم ، وأنه مالك يوم الدين ، فينتقل قلبك وذكرك في هذا الموقف العظيم تستحضر عظمة الله سبحانه وتعالى ، فإذا فرغت من ذلك أعلنت بلسانك ما ينبغي أن تطبقه بقلبك وأعمالك { إياك نعبد وإياك نستعين } ركنان يجمعان كل العبادة في هذين اللفظين المعجزين الجامعين الفريدين اللذان بتحققهما يتحقق للعبد كل خير وفلاح ونجاح ؛ فإن الأول هو إقبال منه على الله سبحانه وتعالى للعبادة ، والثاني إستيزال لعون الله عز وجل ونصره وتأييده ، فيفرّج الهمّ إذا تعاظم ، وينفّس الكرب إذا كبر ، ويحقق النصر بعد حصول الهزيمة والشدة ، ويحقق اليسر بعد العسر ؛ فإنك حينئذ إذا حققت الشرط الأول نلت الشرط الثاني ، وجمعت المرّين معاً في ما هو أعظم ما يحقق لك سعادة هذه الدنيا إلى أن تدعو الله سبحانه وتعالى أن يميزك بالهداية إلى الصراط المستقيم ، متميزاً عن المغضوب عليهم والضالين .. عن اليهود والنصارى قوم عرفوا الحق ثم جحدوه ، وقوم ضلوا عن الحق فلم يعرفوه ، وأنت تعرف الحق ثم تلتمس اتباعه ، وتسأل الله عز وجل الإعانة علي، ه وكما كان ذلك تميز في النداء ثَمّ تميز بعد ذلك في هذه القراءة تتذكر كذلك قول الله عز وجل في الحديث القدسي : ( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين نصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما سأل )، وتذكر أن الله سبحانه وتعالى يسمع لك كل قول ولفظ ، وأنه يجيبك على كل آية من هذه الآيات ، كما في الحديث ( يقول العبد : الحمد لله رب العالمين ، فيقول الله عز وجل : حمدني عبدي .. إلى آخر هذا الحديث ) .

الركوع
ثم تركع بعد ذلك وما أعجب الركوع وما أعظمه ! عبودية للعبد ، وكبرياء للرب ، فيه تحقق عبوديتك ؛ لأنك تركع وتنحني وتخضع ، وفيه تعظيم لله عز وجل صاحب العزة والكبرياء جل وعلا ، ثم كذلك يؤرثك هذا ذلاً وتواضع لله سبحانه وتعالى ، ثم ينطق لسانك بتعظيمه جلا وعلا فيتوافق اللسان مع الحركة في عبوديتك ، وفي تعظيمك لله سبحانه وتعالى فيكون قلبك أعظم ما يكون توقيراً وتعظيماً وهيبة وإجلالاً وخوفاً ورجاء وحياء من الله سبحانه وتعالى عندما تستحضر هذا المعنى في هذه الكلمات التي تنطق بها ، ولذلك عندما ينتبه الإنسان يجد أن هذا الانتقال في حد ذاته له معنى مهم ؛ حتى تدرك أن في أسرار عجيبة ، فإذا طال وقوفك بعد تلاوة الفاتحة وتلاوة الآيات القرآنية - وقد نسيت أن أذكرك بها - ففي القرآن فوائد عظيمة ، وإن فيه ما تندك له الجبال ، وتتقطع له الأرض ، وما تخر له الجباه المعظمة لله سبحانه وتعالى في قلوبها .

بعد ذلك عندما تنتقل إلى موضع آخر فإن ذلك يشعرك بأنك انتقلت من وضع إلى وضع فتستحضر الأمر وتتهيأ له تهيأً جديداً ومعلوم أن الإنسان إذا انتصب وقتاً طويلاً ؛ فإنه إذا لم يتغير تتغير حركته فإنه قد يتعب تعب شديد يفقده ما ينبغي أن يكون من استحضار القلب والعقل ، وكذلك هذا الوقوف إذا طال ولم يكن هناك تلك الحركات ؛ فإن المرء قد لا يستشعر ولا يتأمل كل الأقوال والأفعال ولا تجد عبادة مثل هذه الصلاة في الأديان الأخرى ؛ فإنها تشمل كل الجوارح وساير الأوضاع - كما سأذكر لك بعض ما يأتي من الأعمال الأخرى - ولذلك هذا تجديد وتغيير واستشعار لمعنى جديد ينبغي أن تتنبه له .

ثم بعد ذلك ترفع من ركوعك وتقول : " ربنا ولك الحمد " تحمده بعد أن تذللت له ؛ لأنه وفقك لتكون عبد من عباده ، وغيرك قد كان جاحداً كفوراً ، ووفقك لتخضع له وغيرك قد خضع لغيره ، ووفقك أن انحنيت له وغيرك ينحني لغيره ؛ ولذلك تحمد الله سبحانه وتعالى.

السجود
والسجود منزلة أعظم في الخضوع لله عز وجل ، فكان هذا الرفع بينهما كأنك تخضع ثم تخضع مرةً أخرى خضوعاً أعظم - ليس من ركوع إلى سجود - وإنما فصل بينهما لتؤكد أنك تخضع ثم تزيد في الخضوع مرةً أخرى ، ثم تكرره ثانية ليدلّ ذلك على أنك عبدٌ .. عبدٌ .. عبدٌ لله سبحانه وتعالى ، وأنك تنحني ثم تخر ساجداً ، ثم تكرر ذلك مرة أخرى لتدلل على انك كلما بالغت في هذا الخضوع والذلة كلما ازددت شرفاً عند الله سبحانه وتعالى ، وقد سلف لنا حديث عن هذا السجود وهو عظيم جداً .

السجود وما أدراك ما معانيه ودلالاته ! هو دنو الاستعلاء ( وأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد )، وهو الصدّ عن الفتنة والإغراء والتوجه نحو العبادة إلى رب الأرض والسماء { كلا لا تطعه وأسجد وأقترب } ، اصرف هذا الشيطان الذي نكل عن السجود لله عز وجل ، وأرغمه لسجودك لخالقك وبارئك سبحانه وتعالى ؛ فإنه يكون أدحر وأحقر وأحزن ما يكون عندما يرى العباد الساجدين لله سبحانه وتعالى الذين مرغوا الجباه ، وذرفوا الدموع ، وأنطقوا الألسن بتسبيح ربهم الأعلى ، وهم في الموضع الأدنى ، ثم تجد هذا السجود بكل الأعضاء بالجبهة والأنف واليدين والركبتين والرجلين تنكفئ بهم انكفأً ؛ لتعلم أنه لا حول لك ولا طول إلا باستنزال العون والطلب من الله سبحانه وتعالى ، ولتعلم أنه ينبغي لك أن تخضع لله عز وجل بكل جوارحك ، وبصرك في الأرض ، وجبهتك في الأرض ، ويديك في الأرض ، وركبتيك في الأرض ، ورجليك في الأرض ، وكلك منكفئ نحو هذه الأرض ؛ لتتذكر أنك أيضاً منها خلقت ، وأن منقلبك إلى الله سبحانه وتعالى .

ثم تذكر في هذا الموضع " الدنيا وحقارتها " ؛ فإنك لا ترى في موضع سجودك منها شيئاً ، لا ترى الصوارف والشواغل ، لا ترى الأنوار والأضواء ، لا ترى الناس والمشاة ، إنما تكون أقرب لله عز وجل ؛ لأنك لا ترى من الدنيا شيء فيخلص قلبك لله عز وجل وينصرف بصرك إلى عظمة الله سبحانه وتعالى وإلى حقارة الدنيا ودناءتها ، ولذلك تتذكر مرةً أخرى أنك في هذا الموضع أقرب ما تكون إلى الله سبحانه وتعالى.

وتجلس جلسةً أخرى تدعوا فيها الله سبحانه وتعالى ، وتقول : " رب اغفر لي " لتسكن مرةً أخرى إلى الدعاء ، ولتعاود السجود تأكيداً على الخضوع لله سبحانه وتعالى ، ثم تمضي بعد ركعاتك إلى التشهد ، وتثني على الله سبحانه وتعالى ثناءً عظيماً كما بدأت الصلاة بالاستفتاح الذي يتضمن الثناء ، ثم عقبته بالدعاء فكذلك تأتي بالتشهد في هذا الثناء ، وتستحضر سير الرسل والأنبياء ، ثم تختم بعد ذلك بالدعاء كما ثبت في الحديث الصحيح عن رسول الله أنه كان يدعوا بعد التشهد بدعاء مأثور ، وأن من مواضع الدعاء التي ذكرها العلماء موضع ما بين التشهد والسلام ، ثم تسلم على الملائكة المقربين ، وتخرج من هذه العبادة العظيمة.

شمولية الصلاة وكمالها
ولذلك قد ذكرت لك بعضاً مما يتعلق بالأقوال والأفعال ، وأختم لك فيما يتعلق بالموعظة في شمولي وكمالي ؛ لأن فيها أموراً مهمة لم يسبق ذكرها فيما مضى :
فلتعلم أن الصلاة صلة بين العبد وربه سبحانه وتعالى .. إنك إذا أردت أن تقابل ملكاً أو عظيماً تلمست الوسائط ، وانتظرت الوقت الطويل ، وربما تحظى بلحظة أو لحظات ، وربما تحظى بقليل من الوقت ليس النظر إليك متوجه ، وليس الحديث إليك منصرف ، وكل ذلك لتقابل عبداً من العبيد ربما كانت منزلته عند الله عز وجل حقيرة دنيئة ، حتى من كثير من الناس ، ثم أنت يتاح لك الأمر وتفتح لك الأبواب ويهيأ لك اللقاء - ليس مرةً ولا اثنتين ولا ثلاث ولا أربع بل خمساً بل إن شئت زيادة - فالباب مفتوح .
فهذه صلة بينك وبين ربك ومولاك هل ترى أحداً يهيأ له مواعيد مفتوحة دائمة مع الملك أو الأمير أو الوزير ثم يتأخر ولا يقبل هذه الصلة ويقول : " ليس بي لها حاجة ، وليس لي فيها نفع " !! إن ذلك الرجل لمحروم.

والصلاة بعد ذلك لذة كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( أرحنا بها يا بلال )، وكان يقول ( جعلت قرة عيني في الصلاة )، كان يجد فيها أنس نفسه ، وطمأنينة قلبه ، وانشراح صدره .. كان يجد فيها حلاوة لا تعادلها حلاوة فيقبل فإذا دخل فيها لم يشأ أن يخرج منها عليه الصلاة والسلام ، يطيل قراءتها ، ويطيل سجودها ، ويطيل ركوعها ، ويطيل دعاءها ، ويطيل فيها تطويل يعجب منه المتعجبون !

وما فطنوا أن المرء إذا دخل في لذة وإذا كان في راحة ؛ فإنه لا يطول معه الوقت ولا يعبأ ولا يعظم عنده الجهد ، ولذلك إذا أقبل العبد بعد تعب على الراحة فنام ؛ فإنه يجد الساعات الطوال لحظات يسيره ،وأنه لا يريد أن يخرج من هذه الراحة في أي حال من الأحوال ، وإذا أقبل على طعام شهي ولذيذ ؛ فإنه إذا دعي إلى أمر مهم وإذا قيل له اقطع هذا الطعام قد طال الوقت أو تحرك نريد في أمر ؛ فإنه لا ينتقل باختياره أبداً ، فكيف إذا أقبل على حلاوة ولذة المناجاة لله عز وجل ؟
ترطيب اللسان بذكره ، إحضار معاني هذه الكلمات في قلبه ، وغير ذلك من الأمور العجيبة الفريدة .

ثم الصلاة جامعة ، كل الجوارح تتحرك فيها ، خشوع بالقلب ، نطق باللسان ، حركة بالجوارح ، فكر بالقلب ، تمجيد وثناء سؤال ودعاء تسبيح ، وذكر كل شيء في هذه الصلاة .
ثم الصلاة دائمة ؛ فإنها لا تنقطع في إقامة ولا في سفر .. لا في صحة ولا في مرض .. لا في سلم ولا في حرب .. لا في كل وقت دائمة ؛ لأنك لا تستغني عنها .. لا تستغني عن استمداد نصر الله عز وجل ، واستمداد عون الله سبحانه وتعالى ، ولذلك لا تجد في العبادات مثلها تكرراً ، ولا تجد في العبادات مثلها استدامة ، لا تنقطع ولو إيماءً ، وإن لم تصلي قائماً فصلي جالساً ؛ فإن لم تقدر جالساً فصلي على جنب .. على كل حال { الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض } ، ولو لم تكن حركة ؛ فإن انشغال القلب والفكر والعقل بهذه العبادة والأذكار فيها هو الذي يحقق غايتها .

والصلاة – أيضاً - حياة وطهارة ، وقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام في تمثيله للصلاة بقوله : ( أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل منه خمس مرات ، هل يبقى من درنه من شيء ؟ قالوا : لا يا رسول الله ! قال : فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا )، فأنت عندما تأتي إلى صلاة تستحي وتتطهر ألا يراءك الله عز وجل في معصية ، ثم تدخل في الصلاة فتستغفر مما مضى ، فإن تكرر المعصية جاءت الصلاة الأخرى فاستحييت وتطهرت من جديد، فإذا لبس الإنسان ثوباً جديداً فيكون أشد احتياطاً بنقاءه وصفاءه ، فإذا جاءت فيه نقطة تكدر خاطره وبادر إلى غسله ، لكن إذا كان يسير في الشارع وجاءت سيارة وتناثر بعض الماء القذر فيه فاتسخ الثوب كله فمضى بعد قليل فإذا بأحد الناس يجعل في ثوبه أيضاً بعض القذر ؛ فإنه لا يهمه بعد ذلك لأنه قد اتسخ ، لكن بعد أن يغسله ثانية سيعود احتياطه له ، ولذلك يتجدد تطهيرك لنفسك وحياؤك من ربك كل مرة .

والصلاة انضباط وطاعة ؛ لأنك فيها تتعلم النظام تصطف في المساجد في الصفوف ثم تتعلم الالتزام فتتبع الإمام ، ثم تتعلم كيف تكون في الجماعة فرداً من أفرادها لا تخرج عن نظامها ، ولا تفسد جمعها ، ثم إذا بدأ لك أمر ؛ فإنك تفتح على الإمام فتتعلم كيف توجه النصح والنقد بما لا يصرف الجماعة وحدتها ، ولا يفرط عقد النظام ، ولا يحل عقدة الالتزام .

والصلاة كذلك إعانة ؛ لأن الله عز وجل قال : { يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة }، وكان المصطفى صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة.

وتأمل كذلك مسألة الجماعة والمساجد ؛ فإن التشريع الحكيم قد جعل لهذه الصلاة سبباً في تغير الحال ، فيسمع الأذان ينتقل من المكان إلى مكان مخصص وبيت من بيوت الله - سبحانه وتعالى - له شرط التوقير والتعظيم والتطهير والاحترام .. كل ذلك تهيئة لهذا المعنى ، ثم ليكون المسجد الذي ترتبط فيه القلوب عبر الصلاة بالله عز وجل ليكون هو وحدة الأمة وقوتها بإذن الله عز وجل ، ولذلك قال الرافعي : " المسجد موضع الفكرة الواحدة " ، وبيّن أنه موضع ينتقل فيه الإنسان من حال إلى حال ، ومن مقال إلى مقال ، ثم قال : " كما تقف الأرض اليابسة عند شاطئ النهر لا تتجاوزه كذلك تقف الدنيا بمعانيها الأرضية عند باب المسجد لا تدخله " .

ولذلك هذا الانتقال إلى المساجد ، وهذا التوجه لها ، والشهود للجماعات فيه فوائد عظيمة لا ينقضي حصرها وطولها ، فضلاً عن ما في الصلاة ذاتها ، وفوق هذا كله تأتي هذه التطوعات والنوافل الكثيرات التي يستزيد منها العبد من هذه الخيرات والبركات .

خاتمة
هذه هي موعظة الصلاة لنا ، وكثير منا يؤخرها عن وقتها ، ولا يستحضر قلبه فيها ، ولا يكمل خشوعه فيها ، وكثيرون لا يؤدونها في جماعات ، وكثيرون يؤدونها نقراً كنقر الديك .. وغير ذلك من صور التخلف ، وكل ذلك سبب من أسباب حرمان التوفيق ، وسبب من أسباب ضعف الإيمان ، وسبب من أسباب هوان المسلم والأمة المسلمة وذلتها ، التي لم تعتصم بخالقها ولم تطلب منه - جل وعلا - العون والنصر والمدد. اخوكم الفقير الى الله ...............عبودي ....................
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 14-01-2008, 09:43 PM
المجاهد فى سبيل الله المجاهد فى سبيل الله غير متواجد حالياً
مدرس دراسات اجتماعية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
المشاركات: 3,409
معدل تقييم المستوى: 0
المجاهد فى سبيل الله is an unknown quantity at this point
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله كل خير
واهلا بك معنا فى منتدى الثانويه
__________________
الذكريات مش مجرد كلام
بتبقى حاجه محفوره فى القلب
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 14-01-2008, 09:49 PM
الصورة الرمزية عبدالله القديمي
عبدالله القديمي عبدالله القديمي غير متواجد حالياً
عضو قدير
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 444
معدل تقييم المستوى: 17
عبدالله القديمي is on a distinguished road
افتراضي

[اتمنى ان ينال الموضوع اعجابكم ورضاكم
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 14-01-2008, 09:51 PM
الصورة الرمزية عبدالله القديمي
عبدالله القديمي عبدالله القديمي غير متواجد حالياً
عضو قدير
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 444
معدل تقييم المستوى: 17
عبدالله القديمي is on a distinguished road
افتراضي

حياك الله والله يالمجاهد كلنا مجاهدين بعون الله
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 14-01-2008, 09:54 PM
الصورة الرمزية بنت العقيدة
بنت العقيدة بنت العقيدة غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2007
المشاركات: 1,098
معدل تقييم المستوى: 0
بنت العقيدة is an unknown quantity at this point
افتراضي

جزاك الله كل خير
بارك الله فيكم
ونورت المنتدى
واحلى موضوع مع اول مشاركه
جعله الله فى ميزان حسناتكم جميعا
__________________
عودت اليك يا الله فأغفر لى ذنبى كله
وسامحنى على ما فعلت وأغفر لى فأنه لا يغفر الذنوب الا انت
استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم
سامحنى يا الله
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 08:15 AM.