لا اهل ولا وطن لابن زيدون

[عاطف خليفة]

لا أهل ولا وطن ( لابن زيدون )

* الأهداف :

بعد دراستك لهذا الدرس ينبغي أن تكون قادرا على أن :· تتعرف شخصية ابن زيدون .

· تتعرف ظروف ومناسبة القصيدة ( لا أهل ولا وطن )
· تتعرف الأحوال في بلاد الأندلس في ذاك الوقت .
· تتعرف كلمات جديدة .
· تحلل قصيدة ( لا أهل ولا وطن) تحليلا بلاغيا .
· تقرأ القصيدة قراءة صحيحة .
· تحب الشعر الأندلسي.
· تستخدم الكلمات الجديدة.

* التعريف بالشاعر ( ابن زيدون ) :

· هو أبو الوليد أحمد بن عبد الله بن زيدون، الملقب بذي الوزارتين، ولد بقرطبة سنة 394 هـ، تولى الوزارة لابن جهور أحد ملوك الطوائف بالأندلس فاشتهر أمره فكثر حساده، وأوقعوا بينه وبين الملك فأمر بحبسه، وكتب ابن زيدون رسالته الجدية يستعطفه، وقد استطاع الفرار من السجن واتصل بالخليفة المعتضد صاحب أشبيلية، فأسند إليه كل أمور الدولة، ثم عمل وزيرا لابن المعتمد وقضى بقية عمره في أشبيلية. وقد أحب ولادة بنت المستكفي بالله أحد خلفاء بني أمية ونافسه في حبها الوزير ابن عبدوس، فكتب إليه رسالته الهزلية على لسان (ولادة ) بنت المستكفي، يتهكم منه ويسخر، ولقب ببحتري المغرب وتوفي سنة 441 هـ.

* مناسبة القصيدة :

عاش ابن زيدون شطرا من حياته شريدا طريدا بعيدا عن الأهل والوطن فشعر بالحزن الشديد، وذلك عندما كانت مناسبة عيد حيث يجتمع الأهل والأحباب ويعيشون ساعات السعادة بالقرب لكن ابن زيدون كان وحيدا في هذه المناسبة فاستبد به الحزن، وأنشأ هذه القصيدة يناجي فيها أهله وأحبابه.

* الأفكار الأساسية :

1- شوق وحنين وحسرة .
2- المصائب تجمع المصابين.
3- الكرام يحفظون العهود.
4- الغريب لا يشعر براحة البال.

* تحليل النص

شوق وحنين :

1

- هل تذكرون غريبا عاده شجن من ذكركم وجفا أجفانه الوسن ؟

مفردات:

1- غريبا:

يقصد نفسه.

2-

عاده : جاءه .

3- شجن

: حزن والجمع أشجان وشجون .

4- جفا

: بعد.

5- أجفانه

: عيونه .

6- الوسن

: النوم .

شرح :

· أيها الأحبة : هل تذكرون محبا يتطلع إليكم وقد ساءت حالته واستبد به الحزن ، فأصبح النوم لا يعرف إلى جفنه سبيلا . ؟

بلاغة :

( عاده شجن ) استعارة مكنية فيها تشخيص. ( جفا أجفانه الوسن) استعارة مكنية فيها تشخيص.
أجفانه : مجاز مرسل علاقته الجزئية .
بين شطري البيت تصريع يعطي جرسا موسيقيا. وبين ( أجفانه وجفا ): جناس ناقص يعطي جرسا موسيقيا ويحرك الذهن.
الأسلوب في البيت إنشائي غرضه التمني.

2-يخفي لواعجه والشوق يفضحه فقد تساوى لديه السر والعلن

مفردات:

1- لواعجه:

أشواقه والمفرد لاعج.

2- العلن :

الجهر .

شرح:

يبين الشاعر أنه كثيرا ما حاول إخفاء ما لديه من حب شديد يؤلمه إلا أن شدة شوقه إليكم تكشف حقيقة أمره وما يعانيه من ضعف فلا يستطيع أن يخفي أشواقه.

بلاغة:

( الشوق يفضحه ) استعارة مكنية حيث شبه الشوق بإنسان يفضح، فيها تشخيص. بين يخفي ويفضح / والسر والعلن طباق يبرز المعنى بالتضاد .

* والأسلوب خبري غرضه إظهار الألم والحزن.

3- يا ويلتاه أيبقى في جوانحه فؤاده وهو بالأطلال مرتهن ؟

مفردات :

1- يا ويلتاه: يا حسرتاه.

2 - جوانحه:

أضلاعه جمع جانحة.

3- الأطلال :

الآثار والمفرد طلل .

شرح :

· يتحسر الشاعر على ما أصابه ويتساءل أيظل قلبه ساكنا بين ضلوعه وهو أسير ما تبقى من ذكرياتكم الغالية عليه ؟

بلاغة:

الجوانح : مجاز مرسل عن الصدر علاقته المحلية أو الجزئية .
( وهو بالأطلال مرتهن) استعارة مكنية حيث صور صدره وكأنه أسير مقيد .
الأسلوب: يا ويلتاه: أسلوب استغاثة يوحي بحالته السيئة
( أيبقى في جوانحه..) إنشائي غرضه التحسر والنفي أو الاستبعاد .

4- وأرق العين والظلماء عاكفة ورقاء قد شفها - إذ شفّني - حزن

مفردات :

1- أرق :

أقلق .

2- الظلماء :

الظلام .

3- عاكفة :

مقيمة حوله .

4- ورقاء :

حمامة والجمع ورق .

5- شفها :

أضعفها .

شرح:

· لقد أقلقني وأبعد النوم عن عيني بكاء حمامة، أضعفها الحزن وآلام الشوق، كما أضعفني في حين كان الوقت ظلام والناس نيام.

بلاغة:

بين أرق وورقاء : جناس ناقص . والبيت فيه التفات حيث انتقل من ضمير الغيبة في الأبيات السابقة إلى ضمير المتكلم في هذا البيت ثم يعود إلى ضمير الغيبة. وهذا يحرك الذهن . والأسلوب خبري غرضه إظهار الحزن والقلق.
وإذ شفني جملة اعتراضية تبين المشاركة الوجدانية بين الشاعر والحمامة.

5 - فبت أشكو وتشكو فوق أيكتها وبات يهفو ارتياحا بيننا الغصن

مفردات:

أيكتها :

الشجرة الكبيرة . والجمع أيك. يهفو يتمايل.

شرح:

قضى الشاعر الليل يشكو ويتألم كما باتت الحمامة تنوح وتشكو وتتألم مثله أما الغصن فقد أخذ يتمايل ارتياحا وسعادة بما يسمع من أصوات الشكوى وآلام الحنين.

بلاغة:

تشكو فوق أيكتها :

استعارة مكنية .فيها تشخيص.

يهفو ارتياحا :

استعارة مكنية فيها تشخيص أيضا .

وبين أشكو وارتياحا

طباق يبرز المعنى ويوضحه. والأسلوب خبري لإظهار الحزن والأسى.

6 - يا هل أجالس أقواما أحبـهم كنا وكانوا - على عهد - فقد ظعنوا؟

مفردات:

1- عهد: ميثاق .
2- ظعنوا : رحلوا .

شرح:

يتساءل الشاعر ويتمنى فهل تسمح له الأيام وتسعده بلقاء ومجالسة من أحبهم بعد أن أشقاه رحيلهم ؟

بلاغة:

الأسلوب إنشائي استفهام غرضه التمني وإظهار الحسرة والألم.وتنكير ( أقواما ) للعموم والشمول.

7- أو تحفظون عهودا لا أضيعها إن الكرام - بحفظ العهد -تمتحن

مفردات :

1- لا أضيعها : لا أنقضها .

2- تمتحن :

تختبر وتبتلى .

شرح:

ولعلكم تحفظون ما بيننا من عهود ومواثيق، كما أحافظ أنا عليها؛ لأن حفظ العهد والوفاء به من شيم الكرام الذين تظهر أصالتهم عندما يختبرون بحفظ العهد.

بلاغة:

الأسلوب

خبري غرضه الاستعطاف وإظهار الحب والوفاء. بحفظ العهد جملة اعتراضية توحي بالإخلاص والوفاء بالعهد، وبين (تحفظون و أضيعها) طباق يبرز المعنى ويوضحه.

8- إن كان عادكم عيد ، فرب فتى بالشوق قد عاده من ذكركم حزن

مفردات :

عادكم : جاءكم .

شرح :

يبين الشاعر أنه إذا كان العيد قد جاء أحبابه بالبهجة والسرور وجعل كل إنسان يأنس إلى أهله فإن حالته تختلف تماما حيث يعيش في الهموم والأحزان لأنه بعيد عن وطنه وعن أحبابه .

بلاغة :

عادكم عيد :

استعارة مكنية فيها تشخيص .

وبين عاد وعيد

: جناس ناقص ، وبين عيد وحزن : طباق يبرز المعنى ويوضحه .

9 - وأفردته الليالي من أحبـــته فبات ينشدها مما جنى الزمن
10 - بم التعلل ؟ لا أهل ولا وطن ولا نديم ولا كأس ولا سكن !

مفردات :

1-أفردته :

أبعدته .

2-التعلل :

التسلي .

3- نديم :

رفيق .

4-السكن :

المراد الزوجة .

شرح :

فقد فرقت الأيام وباعدت بيني وبين أحبتي مما جعلني أعيش على ذكراهم أنشد الليالي فلا أجد حيلة غير تعزية النفس وتخفيف آلامها بترديد شعر المتنبي ( بم التعلل ......الخ )
فكيف الخلاص مما أنا فيه ؟ إني أشعر بالغربة والوحشة فلا أهل بجانبي ولا وطن يسعدني ولا رفيق ولا كأس ينسيني همومي ولا زوجة تخفف عني آلامي وتشاركني أحزاني .

بلاغة :

أفردته الليالي : استعارة مكنية فيها تشخيص .
ينشدها : امتداد للصورة .

جنى الزمن :

استعارة مكنية .
وتكرار (لا) لتأكيد النفي ، وهذا البيت مقتبس من شعر المتنبي .

* التعليق العام

غرض القصيدة :

الحنين إلى الأهل والوطن . وهو من الأغراض القديمة التي قال فيها الشعراء على مر العصور ، إلا أن ابن زيدون أفرد قصيدته كلها لهذا الموضوع .

الألفاظ :

منتقاة معبرة عن عاطفة الحزن والألم .

الصور :

جميلة نابعة من عاطفة صادقة كما جاءت المحسنات طبيعية غير متكلفة .

الأساليب :

متنوعة بين الخبر والإنشاء والغرض منها إظهار الحزن والأسى والحسرة والتمني

الأفكار :

واضحة مترابطة تدور حول موضوع واحد هو الحنين إلى الوطن والأهل والأحبة .

سمات أسلوب ابن زيدون :

· وضوح الأفكار وترابطها .
· العناية باختيار الألفاظ .
· تنوع الأسلوب بين الخبر والإنشاء .
· الصور نابعة من عاطفة صادقة .
· متأثر بشعر المشرق والتمثيل به .