|
الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
" متى أودعُ آلامي "
سيدي .. يا لها من قصةٍ تلك التي أعيشها .. فلا بداية لها .. و لا نهاية ! كذبةٌ كبيرة .. أقف اليوم على أطلالها و يا ليتها كانت كابوساً برغم أني كنت أكره الكوابيس .. و لكني اليوم أتمناها .. لأنها أرحم من واقعي بكثير .. فهي على الأقل .. تنتهي بمجرد أن أفتح عيناي - - عيناي ... تلك النعمة الإلهية .. التي ما عرفتْ في ظلكَ سوى أنواع الدموع .. و أنواع القهر و الألم .. لتتحول إلى جمرتين لا تخمدا مهما بكيت .. فهل عسى دمائي المراقة تطفئها .. - - كنتُ قد طويتكَ صفحة لا أريد إعادة تصفحها .. و لكن كتاب حياتي كله اهترأ .. ما عدا صفحتك .. حاولت تمزيقها و نثر قصاصاتها من نافذتي .. و لكن العواصف الغاضبة .. جمعتها لي من جديد .. فصرتُ أقرأها كل ليلةٍ عبر النجوم .. بل و أسمع صوتكَ فيها .. عبر الرياح و النسيم فهل أحرق روحي .. حتى تحترق تلك الصفحة معها .. عساني أنساكَ .. و أُنسى أنا - - تمنيتُ زاويةً في قلبك .. فوجدتني أبعد حتى من حدود تلكَ الزاوية .. بل من شدة ما أبعدتني .. ما عدتُ أشعر بنبضكَ أبداً و قد كان شرط الإقامة في قلبك .. أن أتخلى عن قلبي وكرامتي .. و لكني طردتُ و بقسوة .. و حاولت استرجاعَ ما فقدتَ و لكن .. قلبي و كرامتي أبيا أن يعودا إليّ .. و فضلتا التلاشي .. على أن تملكهم فتاةٌ مثلي .. فقل لي كيف أعيش الآن ؟ .. نعم بالطبع .. أنت أصلاً لم تكن يوماً تأبه لعيشي - - فماذا تريد مني الآن ؟ لماذا تحتل أفكاري .. و عقلي .. و محاجري .. لماذا لا تدعني أموتُ بسلام ؟!.. لماذا ترسلُ لي أشباحكَ كل ليلةٍ ؟! .. و لماذا تتخلل أحلامي .. عندما أستطيع النومَ أخيراً؟ !! لماذا يلاحقني اسمك ؟ .. و لماذا تلاحقني صورتك ؟ و لماذا تلاحقني ذ****ْ .. كلما حاولت نسيانكْ ؟؟؟!! .. تعِبتُ حقاً سيدي .. و لولا الله .. لكنتُ قبلتُ الضياع .. و لكنت قبلتُ التحطم على أصغر موجةِ حزنٍ .. لأني ما عدتُ هذا القارب المتين .. بل صرتُ زورقاً ورقياً .. تؤذيني حتى المياه الحانية - - لا أحد يفهمني سيدي .. لا أحدَ بتاتاً .. ولا حتى أنا ما عدتُ أفهم نفسي و ماذا أريدُ حقاً ؟؟ قد أكون أتمنى الكثير ! و لكن .. ليس هنالك أمنية تتعلق بعاطفتي فهي ماتت .. بعد أن اختلّ توازنها .. و قلّ كمّها .. حاولتُ إعادتها .. برغم أن صوتَ الكمانِ ما عاد يزيدها !! و لا عادت تكترثُ هيَ للنّايِ الحزين .. و ما عادتْ بعد ذلك تعيش بداخلي .. - - لطالما هانت عليّ نفسي .. و أنت لم تهن يوماً .. و لكني كسرْتُ شخصي لدرجة أنكَ .. ما عدتَ ترغبُ "لعبةً مكسورة" .. لذا رحلتُ .. شئتُ أنا أم أبيتْ .. رحلتْ فقد أقعدتْ قدما الأمل لديّ .. و ما عادت تمضي قدماً .. ما عدتُ سيدي .. أعطي أملاً .. فقد جردتني من كل شيء .. و جعلت من جسدي خارطة جراح .. ثم بعد ذلك أنكرتْ فما عدتُ أملكُ شيئاً لك .. و لازلتُ أتساءل حقاُ .. متى أودع آلامى التي كانت في حضرتِك .. - - { مكتوب بقلم صديقه لى }
|
العلامات المرجعية |
|
|