اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > القسم الإدارى > أرشيف المنتدي

أرشيف المنتدي هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل

 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-03-2011, 06:28 PM
الصورة الرمزية aly almasry
aly almasry aly almasry غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 2,899
معدل تقييم المستوى: 19
aly almasry is on a distinguished road
Star ومنين اجيب ناس بمعناة الكلام يتلوه؟؟!!

لماذا نعم للتعديلات الدستورية ؟

د.بدر حسن شافعي | 16-03-2011 00:32

بداية وقبل الخوض في تفاصيل الموضوع هذا الموضوع لا بد أن نقرر أمرين :

الأول : أننا متفقون مع الفئة المعارضة على هذه التعديلات-على أهمية صياغة دستور جديد شامل للبلاد بدلا من دستور 1971 الذي تم إسقاطه بالثورة أو حتى تعطيله من قبل المجلس العسكري الحاكم ، لكن الاختلاف قد يكون في عملية التوقيت .. لأن البلاد تمر بمرحلة انتقالية صعبة حيث لا توجد بها مؤسسات حاكمة سوى الجيش ، فضلا عن حالة الانفلات الأمني ، والثورة المضادة التي لا تخفى لا أحد ..ومن ثم نحن أمام وضع استثنائي لا بد من الانتباه إليه ، فضلا عن أن الحاكم في هذه الفترة هو المؤسسة العسكرية التي تقوم في حالات مشابهة في بلدان أخرى بإصدار إعلان دستوري ، يتضمن دستور مؤقت خلال الفترة الانتقالية من وجهة نظرها وبدون التشاور مع أحد ، على اعتبار أن لها وجهة نظر في إدارة البلاد خلال هذه الفترة الانتقالية لحين تسليم الدفة لمؤسسات ديمقراطية تشريعية وتنفيذيه تضع بعد ذلك ما تشاء من تعديلات ، ويحمد للجيش أنه لم يتعسف في استغلال هذا الظرف الانتقالي ، فقام بتشكيل لجنة لصياغة هذه التعديلات التي هي أسبه بدستور مؤقت ، والذي روعي فيه إجراء الانتخابات البرلمانية بمجلسيها" الشعب والشورى"، والرئاسية بصورة ديمقراطية ، مع التركيز على اختيار جمعية تأسيسية من نواب الشعب المنتخبين في إطار انتخابات نزيهة لوضع الدستور الجديد .. وهذه سابقة في تاريخ الفكر الثوري تثبت مدي رقي الجيش المصري الذي لا يرغب في البقاء في السلطة سوى ستة اشهر فقط ،والتي يقابلها سابقة أيضا في رغبة المجتمع المدني ودعاة الديمقراطية في بقاء الجيش فترة أطول لحين الاستعداد للانتخابات ، وكأن هؤلاء لم يشاركوا في انتخابات سابقة تمت قبل شهرين من الثورة ، وكان يفترض أنهم استعدوا لها جيدا ، وهو ما يطرح علامات استفهام كثيرة عن الحكمة من التأجيل .

حجج الرافضين والرد عليها

قبل الخوض في تفاصيل التعديلات الدستورية ، وما بها من إيجابيات ينبغي الرد بصورة موضوعية عن الالتباس أو الشبهات التي يطرحها المعارضون ومنها :

أولا : أن تأييد هذه التعديلات معناها العمل بباقي البنود الواردة في الدستور الساقط أو المعطل والتي تعطي صلاحيات لا نهائية للرئيس بما في ذلك حل مجلس الشعب . وهذا أمر غير صحيح بالمرة ، لأنه لم يقل أحد من لجنة الصياغة بأن تأييد هذه التعديلات معناها تفعيل دستور 1971 من جديد ، وإنما الإعلان الدستوري للجيش "البيان رقم5 الصادر بعد تنحي مبارك بيومين " واضح في هذا الشأن ، حيث نص على تعطيل العمل بالدستور . ومعنى هذا أن الرئيس القادم سيحكم بالقوانين السائدة في البلاد ، وليس بموجب الدستور القديم ، وفي حالة رغبته-أي الرئيس- في سن قوانين جديدة ، فلا بد أن يطلب ذلك من مجلس الشعب المنتخب انتخابا حرا ونزيها ، ناهيك عن أن إمكانية انتهاء اللجنة المنتخبة من قبل أعضاء مجلس الشعب والشورى القادمين والمكلفة صياغة الدستور من وضع الدستور الجديد " المادة 189 مكرر وفق التعديلات الجديدة" بعد تولي الرئيس بفترة وجيزة جدا .ومن ثم ستظل صلاحيات الرئيس محدوجة وليست مطلقة كما يظن النعارضون

علاوة على ذلك فإنه وبفرض جدلي نظري أن الدستور القديم سيعمل به خاصة فيما يتعلق بالمادة 136 ، فإن التعديلات الواردة على هذا الدستور عام 2007 جعلت هذا الحق مقيدا بحالة الضرورة ، ومن ثم يتعذر نظريا تطبيق هذا النص ، ناهيك عن الاستحالة العملية ، لأنه يفترض أولا أن هذا الرئيس الجديد منتخب بصورة حرة ونزيهة ، ومن ثم فهو يعبر عن الشعب ، فهل يعقل أن يقوم أول ما يقوم بمصادرة حق الشعب عن طريق حل نوابه ، لاسيما وأنه يدرك جيدا أن هذا الشعب شعب ثوري لا يفرط في حقوقه بسهوله.

ثانيا- المناداة بوضع دستور جديد خلال فترة عام أو أكثر من خلال جمعية تأسيسية ، وتشكيل مجلس رئاسي يتكون من ثلاثة أو خمسة ، أو أحد عشر على أن يكون من بينهم عسكري.

هذا الاقتراح مردود عليه للأتي .

1 -بالنسبة لتشكيل مجلس رئاسي ، فإنه أمر يخالف الإعلان الدستوري الصادر من الجيش ، والذي أشار إلى أنه سيدير البلاد لفترة ستة أشهر ، أو لحين إجراء الانتخابات النيابية والرئاسية .. وهنا ينبغي ملاحظة أن الجيش بما له من سيطرة فعلية على مقاليد الأمور يرفض فكرة المجلس الرئاسي ، أو بمعنى أخر يرفض الشراكة المدنية العسكرية ربما لاختلاف أسلوب إدارته عن أسلوب الإدارة المدنية ، كما أن الجيش أكد أنه سيدير لفترة مؤقتة ، فلما ننازعه الاختصاص لاسيما ونحن الذين منحناه هذه الشرعية بعد قيام الثورة ..لذا لم يستجب الجيش لهذا المطلب ، كما أن كثيرا من قوى الثورة لم تسلط الضوء عليه بكثافة مقارنة بمطالب أخرى كحل حكومة شفيق بالرغم من أن مطلب المجلس الرئاسي لا يقل عنها في الأهمية إن لم يكن يفوقها . ومن ثم فربما كان على الاصرار أكثر واقعية بعد رحيل مبارك وليس الأن على اعتبار أن الجيش لا يرغب في البقاء ، وحتى بفرض أنه يريد هذا ، هل يوافق دعاة الديمقراطية على تمديد عمل المؤسسة العسكرية التي تخالف القواعد الديمقراطية، ثم هناك تساؤل أخر : من الذي سيختار هذا المجلس أولا : هل المجلس العسكري ؟ في حالة الإجابة بنعم فإن السؤال التالي هو : هل هذه هي قواعد الديمقراطية ، ؟ وهل سيتم الموافقة على ترشيحات الجيش لهذا المنصب الحساس ، وهل من المنطقي أن يختار الجيش أشخاصا يمكن أن يعارضوه في المجلس ؟

أما إذا كانت الإجابة بأن عملية الاختيار ستكون بصورة توافقية بين قوى الثورة ، فإن السؤال هو .. هل هناك قوة واحدة ممثلة للثورة ،وهل هناك اتفاق بين هؤلاء ؟

لقد رأينا عند تفويض البرلمان الشعبي لعشرة أشخاص للحوار مع عمر سليمان إبان الثورة خرج حمدين صباحي رافضا هذا الأمر .. فما بالنا إذا كان الأمر يتعلق بأشخاص سيحكمون البلاد .. أما إذا كان الشعب هو الذي سيختار فهناك سؤالان : الأول ما هي معايير اختيار هؤلاء "شروط الترشح"،ومن الذي سيضعها ، لأن هناك المئات بل الآلاف يمكن أن يرشحوا أنفسهم ، "وهذا من حقهم" ، والثاني : هل سيطرح الأمر على الشعب للاختيار، وفي هذه الحالة سنكون بصدد إجراء انتخابات مبكرة جدا لمجلس رئاسي، فضلا عن عدم وجود دستور مؤقت يحكم عمل هذا المجلس ، ناهيك عن إمكانية الخلاف بين المدنيين وممثل الجيش والذي يملك القوة الفعلية بالرغم من أنه يشكل أقلية داخل المجلس ،. وإذا افترضنا أن هذه الأمور يمكن تحقيقها واقعيا ، فالسؤال هو .. لماذا إطالة فترة وجود الجيش لمدة أخرى قد تصل إلى سنة أو أكثر بعد فترة بقائه الأولى"ستة أشهر".

2 : بالنسبة لتشكيل الجمعية التأسيسية التي ستضع هذا الدستور . من الذي سيختار هؤلاء ..هل أعضاء المجلس الرئاسي، أم سيطرح الأمر على الشعب للتصويت عليه نظرا لأهمية هذا الأمر .. ففي الحالة الأولى سيثور خلاف كبير بين أعضاء المجلس لاختيار مائة شخص ، اللهم إلا إذا قاموا بتقسيم هذا الأمر وفق نظام الحصص عليهم .وحتى في هذه الحالة قد يصعب على عضو المجلس الرئاسي اختيار 25 شخصية .

أما في حالة طرح الأمر للتصويت الشعبي ، فهناك استحالة عملية لأن يقوم الشعب باختيار مائة شخص ، اللهم إلا إذا قام المجلس الرئاسي في هذه الحالة بتحديد هؤلاء ، وطرح الأمر على الشعب للاستفتاء عليهم كتلة واحدة بنعم أو لا . حيث سنقابل ببعض المشاكل وهي حيرة الناخب لا سيما إذا تضمنت القائمة أشخاص يحبهم وآخرون لا يحبهم..

ثالثا : إجراء الانتخابات الرئاسية قبل البرلمانية من أجل إعطاء مزيد من الوقت لقوى الثورة وباقي القوة السياسية للاستعداد لخوض هذه الانتخابات ، لأن إجراء الانتخابات النيابية أولا سيسفر عن فوز كل من الإخوان ، والحزب الوطني باعتبارهما أقوى قوتين على الساحة حاليا. هذا الأمر مردود عليه من أكثر من زاوية :

1- هناك عقبة في هذا الأمر لا تتعلق فقط بالمادة 79 من الدستور المعطل ،والتي تنص على أن الرئيس يؤدي اليمين الدستورية أمام مجلس الشعب ، حيث يمكن أن يقول قائل :كان يفترض أن تطرح هذه المادة للتعديل من ضمن المواد المعدلة . ونرد عليه بالقول ليس العبرة بضم هذه المادة للمواد المعدلة ،وإنما بوجود رقيب على الرئيس الجديد . فليس من المنطقي إجراء الانتخابات الرئاسية قبل البرلمانية .. فمن الذي سيراقب الرئيس المنتخب في قراراته في ظل غياب مجلسي الشعب والشورى ، أم أنه سيكون رقيب نفسه ، وماذا لو تطلب الأمر إصدار بعض القوانين .. هل سيصدرها الرئيس بمفرده ثم يعرضها بذلك على السلطة التشريعية .. إننا في هذه الحالة نصنع بأيدينا مستبدا جديدا

2- بالنسبة لطلب مهلة للاستعداد من قبل شباب الثورة والقوى السياسية ، وهنا نقول إن إجراء الانتخابات سريعا قد يكون في صالح هذه القوى ، لأن الكثير يعرف الأن شباب الثورة ، لكن بعد فترة قد يتم نسيان هؤلاء

أما بالنسبة للقوى السياسية الحزبية الأخرى ، فهذه ليس لها مبرر للتأجيل لأنه يفترض أن تكون على أهبة الاستعداد منذ انتخابات نوفمبر الماضي ، ومن ثم فإن اقتراب المدة قد يفيدها ولا يضرها

3- إن القول بأن اقتراب المدة سيكون لصالح الإخوان والحزب الوطني أمر مردود عليه أيضا

فبالنسبة للإخوان يلاحظ أنهم قوى منظمة اعتادت على خوض الانتخابات في أصعب الظروف ، كما أنها حددت نسبة المشاركة سواء أتأجلت الانتخابات أم تمت في موعدها بما لا يزيد عن 30 % من مجموع الدوائر، فضلا عن عدم تقديم مرشح رئاسي ، أو المشاركة في الحكومة .. وفي حالة مخالفة الإخوان ذلك فسوف يدفعون ثمنا سياسيا غاليا لأنهم سيفقدون ثقة الناخبين فيهم من ناحية ، كما أنه يصعب عليهم حمل هذه التركة المثقلة بالمشاكل بمفردهم لا سيما وأنهم لم ينتقلوا من مقاعد المعارضة إلى الحكم حتى الأن

أما بالنسبة للحزب الوطني فإن سرعة إجراء الانتخاب قد تضره أكثر مما تفيده ، لا سيما وأن الحزب يمر الأن بأصعب فترة في حياته ، في ظل حملات القبض على رموزه من ناحية ، والاستقالات وفصل الأعضاء من ناحية ثانية ، فضلا عن الحنق الشعبي ضده من ناحية ثالثة ، ومن ثم فإن تأجيل الانتخابات قد يساعده في لمله جراحه ، كما قد يؤدي إلى إمكانية نسيان الشعب المصري ما ارتكبه اعضاء هذا الحزب من فساد وغيره

الرفض يعني الفوضى

ننتقل بعد ذلك لنقطة أخرى مثارة .. ماذا لو كانت نتيجة التصويت رفض التعديلات ؟

بداية لا بد من التفرقة بين أمرين :

الأولى : أن رفض التعديلات مرجعه الاعتراض على بعض بنودها :

الثاني : رفض التعديلات من حيث المبدأ ، بمعنى أن المطلوب ليس تعديلات جزئية ، وإنما وضع دستور جديد .

بالنسبة للحالة الأولى ، يمكن أن يكلف الجيش لجنة الصياغة ذاتها أو غيرها ببحث البنود التي يوجد اعتراضات عليها ، وطرح الأمر للتشاور المجتمعي ثم إجراء الاستفتاء ثانيا ، وإن كان من شأن هذا الأمر إطالة الفترة الانتقالية ، فضلا عن التكلفة المادية والبشرية " اقصد بها الإشراف القضائي" .

أما بالنسبة الحالة الثانية ، والتي تمثل التيار الأغلب" رفض فكرة التعديلات من الأساس" ، فلا شك أن الأمر سيعود إلى المجلس العسكري ثانيا ، والذي سيكون هنا صاحب القرار الوحيد في اتخاذ ما يراه . بمعنى أخر أنه الذي سيقوم بإصدار مراسيم عسكرية لها قوة القانون يقرر بها وجهة نظره في إدارة البلاد ، كما يمكن أن يصدر إعلانا دستوريا دون مشاورة أحد على اعتبار أن الشعب رفض التشاور . ومن ثم سيمارس الجيش دوره كقيادة منفردة تأمر وتطاع خلال الفترة الانتقالية .

ولا شك أن هذا الأمر خطير جدا لاسيما في ظل التحديات التي يواجهها الجيش في الداخل " الانفلات الأمني ، الثورة المضادة ، الاحتجاجات والفئوية وغيرها" ، فضلا عن التحديات الخارجية " عدم الاستقرار الأمني في دول الجوار " السودان ، ليبيا ، فضلا عن إسرائيل " ,

وأخشى ما أخشاه أن يصدر الجيش مرسوما بإطالة فترة بقائه منفردا لمدة عام يتم بعدها إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية وفق قواعد يضعها هو . ولا شك أن هذا الحل غير ديمقراطي من ناحية ، فضلا عن أنه قد يؤدي إلى إمكانية تصادم الشعب مع الجيش ، وهذا هو عين الفوضى.



لماذا نعم ؟

أما إذا انتقنا إلى مبررات القول بنعم فهي عديدة ، ولكي نقيمها لا بد أن نفهمها من خلال التفويض الممنوح للجنة الصياغة والمتمثل في بعض المواد فقط ، وهي تلك المتعلقة بالانتخابات القادمة النيبابية والرئاسية ، فضلا عن تعديل الدستور ،والحد من الصلاحيات الاستثنائية للرئيس لاسيما فيما يتعلق بإعلان حالة الطوارئ ، والإرهاب .

إن من أهم مبررات التأييد ما يلي :

أ‌- أن هذه التعديلات الجزئية تتيح إجراء انتخابات نيابية حرة ونزيهة لمجلسي الشعب والشورى خلال فترة وجيزة لا تزيد عن أربعة أشهر في أقصى تقدير" أي قبل أغسطس وهو الموعد المحدد لإجراء انتخابات الرئاسة" من خلال إشراف قضائي كامل ولا يشترط أن تجرى في يوم واحد .. وهو مطلب طالما حلمنا به كثيرا .

ب‌- أن انتخابات المؤسسة التشريعية التي من وظيفتها الرقابة على المؤسسة التنفيذية "الرئاسة" ستجري أولا ، وبالتالي وفي ظل غياب الدستور ، فإن الرئيس سيحكم بالقوانين الحالية ، وفي حالة طلب اقتراح قانون فلا بد أن يعرضه على مجلس الشعب الذي له الحق في الرفض أو الموافقة

ت‌- " أن هؤلاء النواب المنتخبين وفق المادة 189 مكرر ( والتي أضافتها لجنة الصياغة) من مجلسي الشعب والشورى سيقومون باختيار جمعية تأسيسية من مائة عضو لوضع الدستور في أول جلسة مشتركة للمجلسين بعد إجراء الانتخابات ، ومن ثم فلا عبرة ولا دخل للرئيس القادم المنتخب في الدعوة لعملية التعديل من عدمه .. وهذه الفقرة تحديدا وضعت بصورة استثنائية ولكي يتم تطبيقها مرة واحدة فقط لتقييد حق الرئيس في الدعوة لوضع الدستور الجديد القادم ، لأنه ربما يرفض توجيه هذه الدعوة . ومعنى هذا أنه ليس لرئيس البلاد القادم دور في طلب التعديل من عدمه وفق هذه المادة الاستثنائية التي سيعمل بها خلال الدستور القادم فقط . كما أن هذه المادة حددت مدة زمنية لعمل لجنة الصياغة لا تزيد عن ستة أشهر ، ومعنى هذا أن هذه اللجنة إذا فرغت من التشكيل خلال شهرين مثلا ، فإن الدستور سيطرح للاستفتاء خلال 15 يوما . وهذه نقطة إيجابية في منتهى الأهمية .إذ حددت اللجنة الجهة الشعبية التي ستختار هذه الجمعية ، وهم النواب المنتخبون فقط ، وليسوا المعينين من قبل الرئيس"ثلث أعضاء مجلس الشورى" ، كما أنها استبعدت أي دور للرئيس في طلب تعديل الدستور" ، على عكس الفقرة المضافة للمادة 189 المعدلة والتي أعطت للرئيس في الوضع الطبيعي – طلب تعديل الدستور بموافقة الحكومة-، أي أن هذه المادة استثنائية ومقيدة للرئيس ، أو بمعنى أخر سيعمل بها خلال صياغة الدستور القادم فقط ، وليس بعد ذلك .

ث‌- أن هذه التعديلات قلصت مدة الصلاحية من ست سنوات قابلة للتمديد لفترات أخرى لأربع سنوات فقط ، ولمدة واحدة تالية ، بمعنى أن من حق الرئيس الفائز بالانتخابات الترشح في الانتخابات التالية فقط سواء فاز بها أم لا . يعني أن المدة لن تزيد عن ثمان سنوات ، بل ربما تصبح أربع سنوات فقط . وهو نص قلما نجد له مثيلا في الدساتير الأخرى من حيث تقييده مدة الرئيس بهذه الصورة .

ج‌- أن التعديلات ألغت قانون الإرهاب الذي كان يساء استغلاله وفق المادة 189 ، كما أنها قيدت صلاحيات الرئيس في إعلان حالة الطوارئ لأسبوع واحد فقط لحين عرض الأمر على مجلس الشعب الذي ينعقد على الفور لبحث الأمر ،ولا يجوز للمجلس أن يسمح بالطوارئ إلا لفترة ستة أشهر فقط ، وفي حالة الرغبة في التمديد لمدة إضافية يعرض الأمر على الشعب صاحب الاختصاص الأصيل لمعرفة رأيه في التمديد ، وفي حالة تعطيل إجراء الاستفتاء من قبل الرئيس تعتبر حالة الطوارئ منتهية .

إذا هذه بعض المبررات لكي نقول نعم يوم السبت القادم ، ويكفي أن قول نعم سيساهم في إقامة المؤسسة الشعبية الأهم " مجلس الشعب" فضلا عن تقييدها لصلاحيات الرئيس، واختيار نواب الشعب الذين سيقومون بدورهم باختيار الجمعية التأسيسية لصياغة الدستور الذي سيطرح على الشعب بدون وجود دور للرئيس خلال فترة لا تزيد عن ستة أشهر بعد تشكيل اللجنة ..علاوة على أنها ستساهم في عودة العسكر إلى ثكناتهم ، والتفرغ لمهامهم الأساسية على الحدود. فهل هذه المبررات المنطقية؟.. أفيدونا يرحمكم الله

– أستاذ العلوم السياسية الزائر-جامعة قناة السويس

badrshafei*************
  #2  
قديم 16-03-2011, 06:43 PM
الصورة الرمزية aly almasry
aly almasry aly almasry غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 2,899
معدل تقييم المستوى: 19
aly almasry is on a distinguished road
افتراضي نعم قوية للتعديلات الدستورية

نعم قوية للتعديلات الدستورية

قطب العربي | 16-03-2011 00:27

لا خلاف بين المؤيدين والرافضين للتعديلات الدستورية حول ضرورة إصدار دستور جديد بالكامل، يعكس وجه مصر الجديد بعد ثورة 25 يناير المجيدة، ولا فارقا زمنيا كبيرا لإنجاز هذا الدستور بين من يطالب به الآن ومن يؤجله إلى ما بعد الاستفتاء على التعديلات الحالية، إذ سيستغرق إعداد الدستور في الحالتين حدود العام ونصف العام، الخلاف فقط في طريقة الوصول إلى هذا الدستور الجديد بين من يطالب المجلس الأعلى للقوات المسلحة بتشكيل جمعية تأسيسية للدستور الجديد حالا مع تجاهل التعديلات المقترحة، ومن يمنح هذا الحق لمجلس نيابي منتخب شعبيا بدون تزوير أو إقصاء ضمن حزمة التعديلات المقترحة والتي تحدد جدولا زمنيا للمجلس النيابي المنتخب لا يتجاوز 6 أشهر لاختيار الجمعية التأسيسية التي ينبغي أن تنهي عملها في إعداد دستور جديد أيضا خلال 6 أشهر أخرى.



ورغم ما تضمنته التعديلات المقترحة من مكاسب لم نكن نحلم بها من قبل مثل قصر مدة الرئاسة على 4 سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة أي بحد أقصى 8 سنوات، وإعادة الإشراف القضائي الكامل، والتصويت بالرقم القومي، وإلغاء مادة "سيد قراره"، وفرض قيود مشددة على إعلان حالة الطوارئ، وفتح باب الترشح للرئاسة بشروط أكثر مرونة، رغم كل هذه المكاسب العظيمة ، إلا أن إصدار دستور جديد بالكامل يبقى واجبا لا فكاك عنه.



استغرب جدا من نخبة وقوى سياسية تدعو الجيش للبقاء في السلطة فترة أطول حتى تتمكن هذه القوى من إعادة ترتيب صفوفها لخوض الانتخابات، بينما يصر المجلس العسكري على العودة إلى ثكناته عقب انتهاء الفترة الانتقالية التي حددها لنفسه ب 6 أشهر بناء على مطالب قوية لتلك القوى ذاتها من قبل، لقد جرت العادة عقب أي انقلاب عسكري سواء في مصر أو غيرها أن تدعو القوى السياسية العسكريين إلى العودة إلى ثكناتهم، وترك السلطة للمدنيين، وكان العسكريون في الغالب يرفضون ذلك بحجج مختلفة، ويستمرون في السلطة، كما حدث في مصر منذ 1952 وحتى 2011، حتى أنهت الثورة هذا الحكم العسكري، والغريب أن قسما من أبناء الثورة يصبحون "عسكريين أكثر من العسكريين" وكأنهم لا يستطيعون الحياة بدون حكم عسكري!!.



إن الإصرار على استمرار بقاء المجلس العسكري لمدة أطول قد تمتد لعامين يحمل في ثناياه خطرا كبيرا يتمثل في إغراء السلطة الذي قد لا يستطيع العسكريون مقاومته، وبالتالي يستمرون في الحكم بشكل دائم ، بحجة أن القوى السياسية هي التي طالبتهم بذلك، وأنها - أي القوى السياسية- لم تنضج بعد لاستلام السلطة، حيث لا تزال ضعيفة ولا تقوى على المنافسة!!.



الذين يطالبون بمد الفترة الانتقالية سواء لمدة 6 أشهر أو سنة حتى تستطيع القوى الجديدة التي ولدت من رحم الثورة أن تبني نفسها، وتكون جاهزة لمنافسة القوى القديمة يخطئون مرتين، أولا لأن هذه الفترة ليست كافية لخلق قوى جديدة من العدم، أما القوى الشبابية الثورية التي لها جذور قبل 25 يناير فهي مؤهلة للمنافسة من الآن وفورا، أما الخطأ الثاني فهو ان هذه الانتخابات النيابية والرئاسية لن تكون آخر الانتخابات، بل ربما يتم وضع نص انتقالي في الدستور الجديد ينهي عمل المجلسين ورئيس الجمهورية، ويدعو لانتخابات جديدة وفق الدستور الجديد والذي قد يتضمن نظاما برلمانيا أو رئاسيا او شبه رئاسي، وقد يلغي وجود مجلس الشورى تماما.



الذين يطالبون بمد الفترة الانتقالية للمجلس العسكري يتجاهلون أن الجيش لديه مهام رئيسية أخرى، هي حماية الحدود وليس مواجهة البلطجة وتسيير المرور وفض الإعتصامات السياسية أو الفئوية، او معالجة الفتن الطائفية، وينسون ان حدودنا ملتهبة شرقا وغربا وجنوبا حتى أعماق أفريقيا حيث منابع النيل، وما تتعرض له مصر من مؤامرات خسيسة لخفض حصتها من المياه، وقد تتعرض حدودنا الشرقية أو الغربية لمغامرات طائشة تستغل هذا الانشغال بالداخل لتحقيق مكاسب سريعة يصعب تداركها، والحمد لله أن قيادة قواتنا المسلحة ممثلة في المجلس الأعلى تدرك هذه الحقائق جيدا، وتريد العودة إلى مهمتها الحقيقية سريعا، ولا تطمع حتى الآن في سلطة سياسية، بل تشجع المدنيين على استلام هذه السلطة فورا.



إن المطروح الآن من تعديلات يضع تصورا متكاملا سواء من الناحية الشكلية أو الزمنية للانتقال السلس للسلطة ولوضع دستور جديد يحدد شكل نظام الحكم المقبول في مصر مستقبلا خلال مدة عام من انتخاب المجلسين النيابيين، أما الذين يرفضون هذا التصور فهم لا يضعون تصورا بديلا متكاملا، بل تجد البعض يطالب بانتخاب الجمعية التأسيسية لدستور من الشعب مباشرة، أو باختيارها من قبل المجلس العسكري، أو مجلس الوزراء، كما أنهم لا يقدمون تصورا متماسكا لشكل وآلية عمل المجلس الرئاسي البديل للمجلس العسكري، وكيف سيتم اختيار أعضائه، وكيف يمارس السلطة، وكيف يتعامل عند الخلاف في وجهات نظر أعضائه خصوصا بين الطرف المدني والطرف العسكري صاحب القوة الفعلية، كما أن المطروح الآن هو أقصر الطرق وأوضحها للتعديل الشامل، وهو الشيء الممكن حاليا، وهو إلى جانب ذلك ينقلنا سريعا من حالة الفوضى السياسية والأمنية التي نعيشها والتي تمثل تربة خصبة للانفلات الأمني وأعمال البلطجة التي يعاني منها الكثيرون، والتي قد تتصاعد حال تمديد الفترة الانتقالية لشعور هؤلاء البلطجية ومن يحركهم بضعف الدولة وعدم جاهزية القوى السياسية لإدارة شئون البلاد.



لايصح في هذا المجال أن يتحجج الرافضون ببعض الأمور الفنية أو الأمنية كالقول بأن انتخابات مجلسي الشعب والشورى وفقا للدستور القديم ستنتج مجلسا يضم 505 من العمال والفلاحين، وهم يعلمون أن هذا النص تم إفراغه من مضمونه منذ زمن بعيد حيث يترشح بصفة الفلاح كل لواءات الشرطة وبصفة العامل الكثيرين من رجال الأعمال وكبار الموظفين في الدولة وحتى أساتذة جامعات، كما لا يصح ترديد أن الانتخابات ستتم بكوتة محددة للمرأة، وكأنهم يقفون ضد المرأة، أما الإدعاء بعدم جاهزية قوات الأمن لتأمين اللجان الانتخابية فمردود عليه بقدرة القوات المسلحة على هذا التأمين.



يبقى الخوف الحقيقي الذي يبديه البعض علانية، فيما يسره البعض الآخر، وهو الخوف من سيطرة الإخوان المسلمين على غالبية مقاعد البرلمان بمجلسيه حال إجراء الانتخابات خلال الشهور القليلة المقبلة وذلك بسبب عدم جاهزية القوى الجديدة على المنافسة الآن، وهو خوف غير مبرر لعدة أسباب منها أن هذه القوى كما ذكرنا من قبل ستتمكن من المنافسة إذا كان لها حضور سياسي وجذور سياسية يسارية أو ليبرالية سابقة على ثورة يناير، أما عديمي الجذور ممن يوصفون بأنهم "غير مسيسين" فهؤلاء لن يكفيهم حتى 5 أعوام لبلوغ سن الرشد، وثانيا لأن الإخوان أعلنوا بشكل صريح أنهم لن يسعوا إلى أغلبية برلمانية في الوقت الحالي، بل إنهم سيكتفون بتمثيل بحدود 35% فقط تاركين نسبة 65% لبقية الشعب وقواه السياسية، وثالثا لأن الإخوان أيضا دعوا إلى قائمة موحدة للقوى السياسية الحية بما فيها شباب الثورة لخوض الانتخابات معا بدون توتر، وهذه القائمة كفيلة بتمثيل الجميع بشكل عادل، وكفيلة بتخفيف أجواء الاحتقان الانتخابي أو حتى إلغائها تماما، وقد دعا الإخوان لجولة حور جديدة مع القوى السياسية يوم الأربعاء 16 مارس حول التعديلات الدستورية والقائمة الموحدة، وهذه فرصة للتوافق بين القوى السياسية جميعها.



أخيرا وبعد كل هذه التبريرات للموافقة على التعديلات الدستورية، يبقى من حق الشعب أن يصوت " بنعم" أو " لا"، وعلينا أن نتقبل نتائج الاستفتاء الديمقراطي، واعتقد انه سيكون أمرا مبهجا أن يصوت الشعب بـ "نعم" بنسبة 51% فقط أو بـ"لا" بالنسبة ذاتها، وسيكون ذلك هو أول ثمار ديمقراطية 25 يناير.
  #3  
قديم 16-03-2011, 06:45 PM
الصورة الرمزية aly almasry
aly almasry aly almasry غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 2,899
معدل تقييم المستوى: 19
aly almasry is on a distinguished road
افتراضي أخيرًا سأقول نعم

أخيرًا سأقول نعم

د. محمد سعد أبو العزم | 16-03-2011 00:36

شعور جديد لم نتعود عليه منذ فترة طويلة.. ما أجمل أن تشعر بالرضا -ولو نسبيًا- عن أداء النظام الحاكم، وتحس بالكثير من الأمل والتفاؤل في المستقبل، بل وترغب في أن تقول "نعم" بحماس شديد.

هذا هو شعوري وشعور الكثيرين تجاه التعديلات الدستورية الأخيرة، والتي سيتم الاستفتاء عليها يوم السبت المقبل، ليخرج كل مصري للمرة الأولى تجاه صناديق الاقتراع، وهو يعرف بأن صوته له قيمة وتأثير حقيقي على مستقبل بلاده، أيًا تكن نتيجة الاستفتاء؛ فقد كسب الشعب المصري عودة الثقة، وبدء التحول الحقيقي نحو الديمقراطية وساحة المنافسة السياسية، أشعر بسعادة كبيرة عندما أشاهد المباراة التي تجري الآن بين المؤيدين والمعارضين لتلك التعديلات، والتي سيحسمها رأي الأغلبية، أخيرًا يا سادة.. يمكن أن نعبر عن رأينا بمنتهى الثقة في الصندوق، وليس في المظاهرات والشارع.

بالطبع سأصوت ب"نعم" للتعديلات الدستورية، وقبل أن أسوق أسبابي أرجو من كل مصري الرجوع إلى نصوص التعديلات الدستورية، وما يقابلها من مواد في الدستور القديم، من فضلك لا تكتفِ بمشاهدة الجدل الدائر في وسائل الإعلام، ولتكن هذه بداية حقيقية من أجل وعي سياسي جديد، أعرف أن هناك المخلصين ممن يرون أنه يجب البدء الآن في عمل دستور جديد، بديلاً عن التعديلات الجزئية، ولكني أرجو منهم جميعًا أن نتفهم فلسفة هذه التعديلات، وروحها التي ترتكز على فكرة المرحلة الانتقالية، بهدف العبور نحو الديمقراطية، وإعداد دستور دائم للبلاد، ولذلك فأنا أسأل الذين يطالبون بدستور جديد فورًا.. من سيقوم بإعداد هذا الدستور؟ هل تفضل أن تكون لجنة معينة أم منتخبة؟ هل تعرف بأن التعديلات الدستورية تنص على أن أولى مهام مجلسي الشعب والشورى هي انتخاب لجنة تأسيسية من مائة فرد لإعداد الدستور الجديد؟ وذلك من دون شك أفضل من اللجنة التي يتم تعيينها، إذا كان الكثير من اللغط قد أثير حول لجنة التعديلات الدستورية برئاسة المستشار "طارق البشري"، واعترض البعض على عضوية "صبحي صالح" باللجنة على اعتبار أنه من الإخوان المسلمين، فكيف سيكون الأمر عند اختيار لجنة من مائة عضو لإعداد دستور جديد؟ إذا كان من المستحيل إرضاء الجميع، فلنترك صندوق الانتخابات يحسم الاختيار.

الشبهة التالية التي يثيرها الرافضون للتعديلات الدستورية تتمثل في أن "انتخابات مجلس الشعب تأتي قبل الانتخابات الرئاسية، وسيكون من المبكر جدًا انتخاب برلمان جديد، لأنه في ظل الظروف الحالية لن يفرز سوى الإخوان، ورجال الأعمال من الحزب الوطني"، ولهؤلاء جميعًا أقول: كفاكم وصاية على الشعب المصري، فأنتم تتحدثون بنفس اللغة التي رفضناها من "نظيف" و"عمر سليمان"، حينما اعتبروا أن الشعب المصري غير مؤهل للديمقراطية، لماذا نعتبر أن الشعب العظيم الذي قام بهذه الثورة الرائعة لا يعرف مصلحته؟ لماذا نحجر على رأي الشعب في اختيار من يمثله بنزاهة، بدعوى عدم فهمه؟ هل تريد أن تجرى الانتخابات الرئاسية قبل البرلمانية، فنأتي بطاغية جديد، لا يوجد برلمان أو مؤسسات لتقويمه ومحاسبته، ولا يوجد دستور معدل للحد من صلاحياته؟ كيف يمكن الثقة في شخص واحد وإن كان رئيسًا للجمهورية، ولا نثق في مجلس يضم أكثر من 500 عضو؟ وخصوصًا إذا علمنا أن صلاحيات الرئيس المنتخب بالدستور القديم ستتغير إجباريًا خلال العام الأول من حكمه، بل قد يؤدي الدستور الجديد لإنهاء حكم هذا الرئيس وإجراء انتخابات رئاسية جديدة، أرجوكم.. دعونا نبدأ ببناء مؤسسات الدولة قبل اختيار حاكمها.

أما استخدام فزاعة الإخوان.. فقد أصبحت من الماضي، وخصوصًا أن الإخوان قد أعلنوا بملائكية عجيبة عن عدم ترشحهم للانتخابات الرئاسية، بالإضافة إلى خوض الجماعة الانتخابات البرلمانية على ثلث مقاعد المجلس فقط، وكل ذلك من أجل إرسال المزيد من رسائل التطمين لكل القوى الوطنية، وهنا يجب أن أتساءل عن الإجراءات التي قامت بها القوى والأحزاب السياسية بعد خمسة أسابيع من الثورة لتزيد من شعبيتها، وتصبح جاهزة لاكتساح أي انتخابات مقبلة؟ أرجوكم لا تلقوا بالحجة في تقصيركم وتقاعسكم على الغير، لا بد أن نحترم إرادة الشعب إذا اختار الإخوان، أو الحزب الوطني، أو أي طيف سياسي، ولنترك الأيام تثبت مدى صحة هذا الاختيار من عدمه.

يثير البعض مشكلة شكل الاستفتاء، وأنه يجب أن يكون على كل مادة من مواد الدستور على حدة، وهو رأي -بالرغم من احترامي- غير عملي، ولم يطبق في أي استفتاء في العالم، وأرجو أن نرجع بالذاكرة لاستفتاء التعديلات الدستورية الأخيرة التي تمت في تركيا، حيث كان الشعب يصوت على كل التعديلات دفعة واحدة، وكذلك الأمر في كل دول العالم الديمقراطية، التي قامت باستفتاء تعديلات دستورية، أما النقطة الأخيرة التي تحتاج إلى إيضاح؛ فهي ما يتصوره البعض من أن رفض التعديلات الدستورية هو الأفضل لأنه يعني الاتجاه نحو عمل دستور جديد، وهو ما يمثل قراءة خاطئة للمشهد، يجب أن نعرف أنه عند رفض التعديلات الدستورية، سوف يتم تشكيل لجنة جديدة لعمل تعديلات دستورية مختلفة، ثم عرضها للاستفتاء مرة أخرى، وهو ما يعني إطالة فترة المرحلة الانتقالية.

مهما تعددت وتنوعت الأفكار، فقد حانت الفرصة ليصبح صندوق الاقتراع هو الفيصل بين الآراء المختلفة، الاستفتاء القادم فرصة لنا حتى يرى العالم الوجه الجديد والمتحضر من الاختلاف في الآراء والدفاع عنها، بشرط أن يقبل كل فريق بما ستسفر عنه نتيجة الصندوق، وعندها نثبت للعالم فعلاً أن الشعب المصري قد تغير، وأننا مقبلون على مرحلة جديدة من الديمقراطية والحرية والبناء.
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 12:16 AM.