|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
كل يوم : مرسى عطا الله : رئيس مجلس ادارة الاهرام
كل يوم بقلم : مـرسي عطـا الـلـه لا يمكن الحديث عن المؤتمر الدولي للسلام المزمع انعقاده علي الأرض الأمريكية خلال الأسابيع المقبلة دون أن نرصد شيئا مهما يصعب تجاهله ونحن نرصد مقدمات الذهاب إلي مدينة أنابوليس وسط شكوك حول عدم توافر أسباب النجاح لهذا المؤتمر.
أريد أن أقول بوضوح إن هناك محاولة ملحوظة للدق علي عنصر الزمن بشأن مستقبل عملية السلام ككل, وهي محاولة خطرة وغير مأمونة إذا كانت تستهدف مجرد إبرام اتفاق دون الاهتمام بمضمونه, وما إذا كان يلبي الحقوق المشروعة ويتجاوب مع مقررات الشرعية الدولية أم لا! في واشنطن يتواصل الدق والعزف علي عنصر الزمن, وذلك أمر مفهوم في ظل رغبة دفينة للرئيس الأمريكي في إنجاز اتفاق قبل أن تنتهي ولايته الثانية والأخيرة ربما يساعده علي تبييض وجهه بعد مسلسل الفشل في العراق. وفي إسرائيل يجري نفس الشيء حيث يسعي إيهود أولمرت لاستثمار الصربعة الأمريكية من أجل سلق اتفاق يمنح إسرائيل شرعية الوجود ومعها شرعية الاستيلاء علي القدس والمسجد الأقصي, وبذلك يضرب عصفورين بحجر واحد فيدخل التاريخ اليهودي من أوسع أبوابه كأول رئيس حكومة إسرائيلية ينتزع حلا نهائيا للمشكلة الفلسطينية وينتزع معه شرعية الوجود, وشرعية ****** القدس والمسجد الأقصي, ودفن ملف حق العودة للاجئين الفلسطينيين. ونفس الشيء ربما ينطبق علي الوضع الفلسطيني, حيث يعتقد تيار مؤثر في القيادة الفلسطينية بصحة وضع عنصر الزمن في الاعتبار, ومحاولة اغتنام الفرصة المتاحة قبل مجيء إدارة أمريكية جديدة تحتاج إلي مزيد من الوقت قبل إعادة فتح ملف عملية السلام. وأيضا فإن هذا التيار لديه خشية من احتمال سقوط أولمرت وعودة الوجوه الكريهة مثل نتانياهو التي تجاهر بمخاصمتها لعملية السلام جملة وتفصيلا. وهنا تقتضي الأمانة أن أقول إن الزمن سلاح ذو حدين00 فهو مفيد إذا كان سيفضي إلي تسوية قريبة تضمن الحد الأدني من الحقوق العربية المشروعة.. ولكنه قاتل ومدمر إذا كان سيفضي إلي تنازلات تاريخية تمس الحقوق الوطنية المشروعة وفي مقدمتها القدس واللاجئون وتصفية القضية في شكل تصفية إفلاس تعني القبول بأي شيء معروض! وإذا لم يكن الخيار الأول ممكنا فإن علي الفلسطينيين أن يعملوا علي استثمار عنصر الزمن ليكون في مصلحتهم بدلا من أن يكون عنصرا ضاغطا عليهم! باختصار شديد أقول إن علي الفلسطينيين ـ في ذات الوقت ـ أن يواصلوا الرهان علي عملية السلام لآخر مدي, وأن يتجنبوا التورط في التوقيع علي تنازلات لا يجوز التفريط فيها.. فإذا تحقق المراد كان خيرا وبركة... وإذا لم يتحقق فليتركوا المسألة برمتها للزمن لأجيال بعد أجيال سوف تستمد قوتها من صلابة الحاضر. والزمن في النهاية لا ينتصر للأوهام والأساطير وحسابات القوة المتغيرة, وإنما ينتصر دائما لصحة حركة التاريخ. والتاريخ يقول إن هذه أرض عربية فلسطينية عمرها آلاف السنين.. وإن ما يراد فرضه ـ بالقوة ـ لا يزيد عمره علي ستون عاما لا تمثل شيئا في عمر الإنسانية ولا تشكل متغيرا يمكن أن يحرف حركة التاريخ عن مسارها الصحيح! هكذا ينبغي أن تكون الحسبة الفلسطينية.. وهكذا يكون الحساب السياسي الصحيح! والحديث متصل....!
__________________
Curva Sud La Prima
|
العلامات المرجعية |
|
|