اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > القسم الإداري > أرشيف المنتدى

أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل

 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-02-2011, 07:56 PM
الصورة الرمزية لافانيا
لافانيا لافانيا غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 6,002
معدل تقييم المستوى: 20
لافانيا is on a distinguished road
افتراضي إنها حكاية شعب استطاع أن يقتنص في غفلة من الزمن لحظة صنع فيها معجزة


إنها حكاية شعب استطاع أن يقتنص في غفلة من الزمن لحظة صنع فيها معجزة كادت أن تخلف تغيرا جذريا حقيقيا


ان الكتابة في هذا الوقت الحرج قد تعد عبثا حيث إنه لا صوت يعلو فوق صوت الفوضى .. الفوضى هي ذلك السلاح الذي تـُضرب به مصر الآن .. و هو سلاح بالغ الخطورة و الفاعلية .. حيث أنه غير معلوم المصدر و لا التوجه .. و إنها لخطة ماكرة للغاية .. لأن الفوضى أكثر خطرا من الرصاص .. الرصاص الحي يثير الغضب و يؤجج نار الثورة أما الفوضى فإنها تـُجهض الثورة بتشتيت الفكر المحرك لها و إنقسامه و بمحاولة إخراس صوتها بضياعه وسط الأصوات المتداخلة العالية المنطلقة من كل صوب الآن
إننا نسمع الآن كل ماهو وارد و غير وارد و كلٌ يــُدلي بدلوه و يـُطلق اتهاماته و يعرض وجهة نظره و يدافع مستميتا عنها ... إننا نشارك دون وعي في تشويه فكر و في محاولة إجهاض ثورة كان من الممكن أن تغير المنطقة بأسرها
لكني على الرغم من هذا أكتب ... رغم أني بالأساس لم ادع أبدا حب السياسة .. كامرأة أرى في السياسة حكاية منقوصة ككتاب قطعت بعض صفحاته .. حيث أن قراءة التاريخ قد علمتني أنه فيما بعد و بسنوات طوال نكتشف ما كان يجري وراء الكواليس و ما لم نعرفه في حينها و أُخفي عن فهمنا نحن العامة البسطاء
لكنني و كمصرية أراد الله لها أن تعيش لتشاهد ما حدث في بلدها يجب أن أحكي ..
بداية من الخامس و العشرين من يناير بدأ المصريون في كتابة حكاية تاريخية غير متوقعة .. فذلك الشعب الذي احتار المحللون فيه لعدم ثورته عقود طوال .. و الذي تشوه فكره .. ذلك الجيل و معه كل الأجيال الأخرى التي تحيا على أرض هذا الوطن استطاع أن يخلق ما يشبه الطفرة الجينية .. حيث أنه قام بثورة .. لم تك فقط غير متوقعة و لكنها كانت قوية
قوتها كمنت في أنها لم تكن ثورة موجهة .. أنها كانت ثورة معلنة !!!... كسرت حاجز الصمت و أظهرت ما لم يكن في الحسبان ... فذلك الشباب الذي لا يقرأ معظمه و لم يكن أبدا ليكترث... وقف في الأزمة ينظم المرور و يحمي أرضه و استطاع جمع الناس بالملايين و استطاع أن يهز العالم...لم يهز العالم بصوته الهاتف....لا
هز العالم بإدراكه أن الدولة هي الشعب و أننا نحن من نحرك المؤسسات و أنه بثورتنا شللنا الدولة و جعلنا الإقتصاد العالمي ينهار .. و من أجل هذا فقط التفتوا إلينا .. إن قوتنا تكمن في بلدنا بموقعها الاستراتيجي و وضعها الهام في المنطقة اقتصاديا و سياسيا .. تلك البلد هي بلدنا نحن .. و ليست بلد النظام
الشعب لا يملك السلاح و لا يملك الجيش و لكنه يملك ما هو أهم من كل هذا .. يملك مصر لذا في وسط الفوضى يجب أن تضيع الثورة .. الثورة .. هي فكر .. إيمان .. و عقيدة .. أن تؤمن أنه بإمكانك أن تغير .. و أن تستطيع بالفعل أن تغير و تحول الدولة إلى دولة ديموقراطية بكل ما تحمل الكلمة من معان
اليوم الأقوال تتضارب ... اليوم تتحول الثورة إلى مجرد إنتفاضة .. خلفت دمارا غير متوقع ... البعض معها و البعض عليها
والجميع يطلق إتهاما و يشير بأصابع سواء إلى الخارج أو إلى الداخل و يـُعلي صوته صراخا ليثبت ما يقول
!!!
و في نفس الأثناء يستمر مسلسل القتل و التخريبب
و تضيع وسط تلك الفوضى الحقائق التي بزغت على حين غفلة ... إن التاريخ لا يكتبه الغوغاء .. و في قلب الأحداث تغيب الحقائق التي تظهر فيما بعد عندما تستقر الأوضاع
التاريخ يشوهه البعض
إن الأهمية لم تعد اليوم تكمن في رحيل مبارك من عدمه لأن مبارك قد سقط بالفعل على أقل تقدير دوليا و لا يكمن المكسب في إثبات من المسئول عما يحدث الآن في ميدان التحرير لأنه أيا كان المتهم فالجريمة تمت و تتم و
كل ما يحدث الآن ما هو إلا إرهاصات .. يحكيها التاريخ فيما بعد في سطور بسيطة ... لكن يظل العنوان العريض الذي يتنبه له أي صاحب فكر هو المكسب الذي يحاول الآن مـُطلق تلك الفوضى إجهاضه
ماذا لو استقر في الأذهان أنك يوم خرجت تطلب الحرية تسببت و إن كان عن غير قصد فيما نتج عنه إحراق مصر و دمار منشآتها و تأزم الوضع بها؟؟

إن إجهاض الثورة لم يقتصر على التشبث بعدم تنحي الرئيس و لا رفض إلغاء قانون الطوارئ و لا إغفال سيادة القضاء على الانتخابات .. كلا لم يقتصر على كل هذا لم يحرمنا فقط حق الديموقراطية التي لا يستعد البعض لتواجدها حقا بالمنطقة و لكنه أيضا امتد إلى تشويه كل شيء بإطلاق ذلك السلاح الفتاك ... الفوضى
إن ما يحدث الآن و يتبارى الكل في تحليله ليس هو ما يسترعي انتباهي و أنا لا أبكي فقط على مصر و لكني أبكي على معجزة كادت أن تحدث .. على ثورة أجهضت لأسباب عدة نتفهم بعضها و سيكشف لنا الزمن البعض الآخر
إن تلك الحكاية التي سيظل كل فرد يحكيها بطريقته هي أكبر من مجرد رأي .. و أكبر من مجرد نظام له مؤيدين فاسدين و معارضين شرفاء .. إنها حكاية شعب استطاع أن يقتنص في غفلة من الزمن لحظة صنع فيها معجزة كادت أن تخلف تغيرا جذريا حقيقيا و الآن يتم تشويه تلك اللحظة
أنا لا أعرف و لا أحد يعرف
ماذا سيحدث غدا؟
و لا يعرف أيا منا أجوبة لكل الأسئلة المطروحة
و لا أعرف كيف أصف حزني على مصر التي اكتشفت أني أعشقها أكثر مما تصورت
و لا أعرف إن كان سيقرأ هذا المقال أحد
لكني أعرف يقينا أن تلك حكاية سأحكيها بطريقتي الخاصة و سأظل حتى الموت أنشر فكر كاد أن يولد و الأحداث تتوجه الآن نحو إجهاضه في الرحم

أما فيما يتعلق بما حدث من دمار و إحراق فإنني اليوم أكاد أن أجزم و بكل أمل أن هذا الشباب الذي وقف في مواجهة الموت و نظم نفسه و حمى بيوته و منشآت دولته سيستطيع إعادة بناء مصر و هذا ليس بحلم
حفظ الله مصر و أنار بصيرتنا جميعا
__________________



احيآنآ تبگي ..
و لآ تدري مآ آلقصة ..
غير أنك تعبت وتألمت وفقدت طعم الحياة ..!


(سنرحل عنكم يوما فأحسنوا الينا )
كيف أبكي ع الأشياء إذا ذهبت ** ونفسي التي تملك الأشياء ذاهبة
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 12:47 PM.