اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حي على الفلاح

حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-02-2011, 06:37 PM
Specialist hossam Specialist hossam غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
المشاركات: 1,934
معدل تقييم المستوى: 15
Specialist hossam is on a distinguished road
افتراضي لا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا وإن جاروا


الســــــــــــــلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بســـــــــــــم الله الرحمن الرحيم

وبعد:


نقلاً عن العقيده السليمة للامام القيروانى والأمام الطحاوى من ائمة أهل السنة والجماعة

وتوعية للأمة الإسلامية المصرية نظراً للظروف التى تحدث بها حاليا
وجب على ان أنقل لكم كلام الائمة بشرحه

اولا من عقيدة الأمام الطحاوى رحه الله تعالى
اقتباس:

قال الإمام الطحاوي -رحمه الله تعالى-: (ولا
نرى السيف على أحد من أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- إلا من وجب عليه
السيف، ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا وإن جاروا، ولا ندعو عليهم
ولا ننزع يدًا من طاعتهم، ونرى طاعتهم من طاعة الله -عز وجل- فريضة، ما لم
يأمروا بمعصية وندعو لهم بالصلاح والمعافاة
)
.

عندنا المسألة الأولى لما قال الإمام الطحاوي -رحمه الله-: (
ولا نرى السيف على أحد من أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- إلا من وجب عليه السيف) هذا التقرير هو مما ندين الله -تعالى- به أن الأصل في دماء المسلمين العصمة، كما قال عندك هنا: (ولا نرى السيف على أحد من أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- إلا من وجب عليه السيف) وهذا الأمر جاء مقررًا في قوله -عليه الصلاة والسلام-: (لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة) فالأصل في دماء المسلمين العصمة، قال -عليه الصلاة والسلام-: (كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه) فهذا أمر يقرره أهل السنة خلافًا للخوارج الذين يكفرون عصاة المسلمين ويستحلون دماءهم، هذا المقصود من هذه العبارة.

العبارة التي قرأها أخونا: (
ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورن)
هذه المسألة جاءت متقررة عند أهل السنة والجماعة وهي عدم الخروج على أئمة
الجور مهما بلغ بهم الجور والظلم ما بلغ، ما لم يصلوا إلى الكفر البواح،
هذا أمر مقرر في عقائد أهل السنة، وهذا هو الذي استقر عليه مذهب أهل السنة،
الذي استقر عليه مذهب أهل السنة عدم الخروج أئمة الجور، والأدلة على هذا
بينة منها ما جاء في قوله -عليه الصلاة والسلام- في حديث عوف بن مالك، قال
-عليه الصلاة والسلام-: (
خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وتصلون لهم ويصلون لكم) يعني تدعون لهم (وشرار أئمتكم الذين تلعنونهم ويلعنونكم وتبغضونهم ويبغضونكم) فقال الصحابة وقال بعضهم: (قلنا
يا رسول الله: أفلا ننابذهم بالسيف عند ذلك؟ قال -عليه الصلاة والسلام-:
لا... ما أقاموا فيكم الصلاة، ألا من ولي عليه والٍ فرآه يأتي شيئًا من
معصية الله فلا ينزعن يدًا من طاعة
) أخرجه مسلم، وجاء في حديث عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- أنه قال: (بايعنا
رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا، وفي
يسرنا وعسرنا وألا ننازع الأمر أهله إلا أن نرى كفرًا بواحًا عندنا فيه من
الله برهان
) أخرجه البخاري ومسلم فمن خلال هذين الحديثين وغيرهما
يتضح لنا أنه -عليه الصلاة والسلام- أمر صحابته بالصبر على جور الأئمة وعدم
الخروج عليهم بالسيف، هذا أمر.

والأمر

الثاني مما يؤكد هذا الأمر: قاعدة المصالح والمفاسد كما بسط ذلك جملة من
المحققين ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في "المنهاج" "منهاج
السنة النبوية" في الثالث والرابع وخلاصة كلامه -رحمه الله- أنه قرر وقال:
«وقل من خرج على إمام ذي سلطان إلا تولد على خروجه من المفاسد ما يربوا على
مصلحة هذا الخروج» فهذا الإمام الجائر، هذا الإمام الفاجر، الحاكم الفاجر
ما دام أنه مسلم يعني إذا كان عنده ظلم وفجور وفسق وتعدي فهذه لا شك أنها
مفاسد، لكن مفسدة الخروج من جهة ما يقع في ذلك من الفتنة وال*** والقتال
هذه المفسدة أشد وأشنع كما جاء ذلك من خلال تجارب مرت بها الأمة، من ذلك
مثلًا حركة ابن الأشعث لما خرج على عبد الملك، أو صاحب النفس الذكية لما
خرج على أبي جعفر، فإذا نظرنا إلى الأحاديث ونظرنا إلى قواعد المصالح
والمفاسد ومن خلال التجارب التي حصلت هذا مما يؤكد ويقرر وجوب الصبر على
جور الأئمة وعدم الخروج عليهم. هذا ما يتعلق بهذه المسألة.

فأما

إذا تلبس الحاكم بالكفر البواح، يعني الكفر الصريح الظاهر البين الذي
عندنا فيه من الله برهان فيسوغ الخروج عليه إذا كان ثمة قدرة واستطاعة على
إزالته وتعيين من هو أحق بذلك.

لكن يبقى عندنا جملة من الأمور التي نحب أن ننبه عليها ونؤكد عليها في مثل هذا الموضوع الذي يقع فيه لبس ويقع فيه إفراط وتفريط:


الأمر

الأول: يجب أن يتنبه -الإخوة ومن يشاهد هذه الحلقة- إلى أن مقصود
الولايات: إقامة دين الله -سبحانه وتعالى-، المقصود منها تحقيق الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر، فالإمام الأعظم ومن دونه من أصحاب الولايات
إنما نصبوا من أجل أن يقيموا دين الله، من أجل إقامة الأمر بالمعروف والنهي
عن المنكر، هذا أمر متقرر وواضح وبين في كتب السياسة الشرعية وهذا مما
قرره الماواردي -رحمه الله- في "الأحكام السلطانية" وقرره القرطبي في
تفسيره، وقرره شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه "السياسة الشرعية" وأيضًا
ابن القيم في كتابه "الطرق الحكمية"، فيجب أن يعلم الجميع أن أصحاب
الولايات هم إنما نُصبوا من أجل أن يقيموا دين الله، فهم وسائل لتحقيق هذه
الأمور الشرعية، وليس تعيين الحاكم هو مقصود لذاته، كما يقوله الرافضة،
الرافضة يقولون: الإمامة هي أهم المقاصد، لا.. الحاكم إنما نُصِّبَّ من أجل
أن يقوم بالمصالح الدينية والدنيوية، مصالح العباد في المعاش والمعاد، هذا
أمر.

الأمر الثاني: أن العلماء هنا لما قال: (
ولا نرى الخروج على أئمتن) المقصود من ذلك: الأئمة أصحاب الولايات الشرعية، وهذا واضح من خلال الآية الكريمة في قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ ﴾ [النساء: 59] فهنا قال تعالى: ﴿ وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ
ولهذا قال العلامة محمد بن علي الشوكاني -رحمه الله- في "فتح القدير" قال
هذه العبارة قال: أولي الأمر هنا: هم الأئمة والسلاطين والقضاة وكل من له
ولاية شرعية، لا.. ولاية طاغوتية.

فالمقصود

أن الذين يتعين علينا طاعتهم، ويكون هذا من باب الديانة هم أصحاب الولايات
الشرعية، لا من كان صاحب ولاية طاغوتية، وقد أشار بعض المعاصرين، ومنهم
الشيخ ناصر الدين الألباني -رحمه الله- وقال: إن الله -تعالى- قال: ﴿
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ ﴾ قال: ﴿ مِنْكُمْ
يعني منكم يا أهل الإسلام، ولم يقل تعالى: "وأولي الأمر فيكم" كما حرف ذلك
الطائفة القديانية الخارجة عن الإسلام، وجعلوا هذا التحريف مسوغًا ومبررًا
لحكم المستعمر الإنجليزي أيام الاستعمار الإنجليز للقارة الهندية، فهذا
أمر ينبغي أن يكون في الحسبان.

الأمر الآخر: الذي ذكره -رحمه الله- لما قال: (
ولا ننزعن يدًا من طاعتهم، ونرى طاعتهم من طاعة الله، ما لم يأمروا بمعصية)
أيضًا نؤكد على جانب مهم: أن الطاعة المطلقة إنما هي للرسل -عليهم السلام-
وهذا واضح من خلال الآية الكريمة، تأملوا في الآية قال تعالى: ﴿
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ﴾ لكن لما جاء إلى أولي الأمر قال: ﴿ وَأُولِي الأمْرِ
ما قال: وأطيعوا أولي الأمر؛ لأن طاعتهم ليست طاعة مستقلة، وأما طاعة
النبي -عليه الصلاة والسلام- فنعم، وهو -عليه الصلاة والسلام- طاعته من
طاعة الله كما قال تعالى: ﴿
مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ ﴾ [النساء: 80] لكن أصحاب الولايات قد يأمرون بمعصية الله، فإذا أمروا بمعصية الله فلا يطاعون في معصية الله -سبحانه وتعالى-.

يقول شيخ الإسلام -رحمه الله- في هذا المقام يقول: (
من نَصَّبَّ إمامًا فأوجب طاعته مطلقًا اعتقادًا أو حالً) اعتقادًا: يعني يعتقد ذلك، حالاً: من خلال الممارسة والواقع، قال: (من
نَصَّبَّ إمامًا فأوجب طاعته مطلقًا اعتقادًا أو حالًا فقد ضل في ذلك قال:
كأئمة الضلال الرافضة الإمامية حيث جعلوا في كل وقت إمامًا معصومًا تجب
طاعته، فإنه لا معصوم بعد الرسول -عليه الصلاة والسلام-، ولا تجب طاعة أحد
بعده في كل شيء
) انتهى كلامه -رحمه الله- في "مجموع الفتاوى" التاسع عشر صفحة تسعة وستين.

إذا

تقرر أنه لا طاعة مطلقة إلا للرسل -عليهم السلام- عندئذ يتضح لكم -أيها
الإخوة ومن يشاهد هذه الحلقة- إلى أن أهل السنة وسط في هذا الباب بين
الإفراط والتفريط، فهم وسط في باب الطاعة بين الخوارج والمعتزلة الوعيدية
هؤلاء الذين يسوغون الخروج على أئمة الجور بالسيف باسم الأمر والنهي عن
المنكر، فهذا لا شك أنه إفراط، يقابل ذلك التفريط الذي وقع فيه طوائف من
المرجئة والذين أوجبوا الطاعة المطلقة للأئمة بل أفضى الأمر ببعضهم إلى أن
أسقطوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما نقل عن أبي منصور الماتريدي
وهو ممن تلبس بالإرجاء، فهذه طاعة عمياء، وطاعة مطلقة يقابلها ذاك الإفراط
والغلو الذي وقع فيه الوعيدية، فنحن وسط بين هؤلاء وأولئك، نعم أصحاب
الولايات الشرعية يطاعون، لكن هذه الطاعة لا تكون طاعة عمياء، ولا طاعة
مطلقة وإنما الطاعة في المعروف، هكذا قال -عليه الصلاة والسلام-. هذا ما
يتعلق بهذه المسألة.


لتحميل الدر صوتياً كاملا من هنا



من عقيدة الأمام القيروانى رحمه الله تعالى

اقتباس:

قال المصنف -رحمه الله تعالى-: (والطاعة
لأئمة المسلمين من ولاة أمورهم وعلمائهم، واتباع السلف الصالح واقتفاء
آثارهم والاستغفار لهم، وترك المراء والجدال في الدين وترك ما أحدثه
المحدثون وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأزواجه وذريته وسلم تسليمًا
كثيرً
)
.

طاعة أولي الأمر:


بسم الله الرحمن الرحيم, قال المصنف: (
والطاعة لأئمة المسلمين من ولاة أمورهم وعلمائهم) أصل هذا قول الله- تعالى-: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ﴾ [النساء: 59]
وهذه الآية تكلم فيها العلماء كلاماً واضحاً, فذكر بعض أهل العلم كالإمام
الشافعي أن هذه الآية فيها دليل على أن طاعة رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- تكون استقلالاً كطاعة الله -عز وجل- استقلالاً، أما طاعة أولي الأمر
فإنها طاعة بالتبعية ليست طاعة مستقلة، فلو أمروا بمعروف كان من المعروف
طاعتهم، ولو أمروا بمعصية كان من المعروف مخالفتهم، ثم تنازع أهل العلم في
المقصود بـ ﴿
أُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ﴾ وهذا التركيب ﴿مِنْكُمْ
يوحي بأن أولي الأمر من المسلمين، فهذه الآية تتعلق بالمسلمين أما غير
المسلمين فلا نتكلم عنهم، وأما الذين ارتدوا عن الإسلام فلا نتكلم عنهم،
فهذه الآية متعلقة بالمسلمين، فمنهم من قال: بأن المقصود ب﴿
أُولِي الأمْرِ﴾ هم: العلماء من أهل الدين والقرآن، وهذا قول مجاهد وقول مالك -عليهما رحمة الله- وقول غير واحد من أهل العلم.

والقول

الثاني: هم الأمراء لاسيما أمراء السرايا والبعوث الذين كان يرسلهم رسول
الله -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- ويدل على الأول- أنهم هم العلماء
علماء الدين- يدل على ذلك قول الله -عز وجل-: ﴿
فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنْتُم لاَ تَعْلَمُونَ ﴿43﴾ بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ ﴿44﴾ [النحل: 43، 44]
فالعالم يسأل عن الحكم في المسألة فإذا أخبر بالحكم مدعماً بالدليل كان
قبول ما قال من شرع الله -عز وجل-، ومما يُدعِّمُ القول الثاني أن المقصود
ب﴿
وَأُولِي الأمْرِ﴾ هم الأمراء، قول النبي -عليه الصلاة والسلام- في البخاري ومسلم: (إنما الطاعة في المعروف)، وفي البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن عمر أن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: (السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية فإن أُمِرَ بمعصية فلا سمع ولا طاعة).

وفي مسلم عن أبي ذر -رضي الله تعالى عنه- قال: (
أوصاني خليلي) يقصد النبي -عليه الصلاة والسلام- (أن أسمع وأطيع) أي: للأمير (وإن كان عبداً مُجدَّعَ الأطرافِ)، أي مقطع اليدين والرجلين.

وقيل:

هم العلماء والأمراء معاً، أي هذا قول ثالث يشمل الصنفين معاً، وهذا
اختيار القرطبي وابن كثير -عليهما رحمة الله-، وهناك قول جيد ذكره بعض
المتأخيرن كالشوكاني في "فتح القدير" أنه قال: «المقصود ب﴿
أُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ
من ولي ولاية شرعية لا طاغوتية»، فبهذا المفهوم اتسعت معاني الولاية لتشمل
الأب في بيته ومدير المدرسة في مدرسته وعميد الكلية في كليته، ورئيس الحي
في حيه، فكل من ولي ولاية شرعية صارت طاعته طاعة لله إن كان آمراً
بالمعروف.

وقال

الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ في المسائل النجدية:« وأهل العلم متفقون على
طاعة من تغلب عليهم في المعروف» أي: لو أن رجلاً تغلب على طائفة من الناس
وَنَصَّب من نفسه أميراً أو ملكاً فيجب عليهم أن يطيعوه في المعروف، « يرون
نفوذ أحكامه وصحة إمامته لا يختلف في ذلك اثنان ويرون» أي يرى أهل السنة
«المنع من الخروج عليهم بالسيف» أي: لا يجوز أن يُخرج على حكام المسلمين
الذين ثبت إسلامهم بالسيف،« وإن كان الأئمة فساقاً ما لم يروا كفراً
بواحاً».

وأثر عن عمر -رضي الله تعالى عنه- كما أخرجه الدارمي وعن أبي الدرداء في معنى ما قاله عمر كما في "تهذيب تاريخ دمشق": (
لا دين إلا بجماعة، ولا جماعة إلا بإمامة ولا إمامة إلا بسمع وطاعة)، إذن: هذا كله يناسب قول المصنف -عليه رحمة الله- (والطاعة لأئمة المسلمين من ولاة أمورهم وعلمائهم).

وظيفة

ولي الأمر كما قال الحسن البصري ونقله عنه ابن الجوزي في كتابه: "آداب
الحسن البصري" وظيفة أولي الأمر كما قال: «هم يلون من أمورنا خمساً»، ولاة
الأمر يقومون بخمس من الجمل، «الجمعة والجماعة والعيد والثغور»، المقصود
بالثغور: أي الجهاد في سبيل الله، «وحماية ثغور المسلمين» والثغور: هي
المداخل التي قد يدخل منها الأعداء فالقاهرة مثلاً ليست ثغراً، بينما دمياط
والإسكندرية من ثغور الإسلام؛ لأن الأعداء قد يدخلون بلادنا عن طريق هذه
المدن، فولاة الأمور يحفظون على المسلمين ثغورهم برصد الجيوش، وتأمين
الحدود، والجهاد والدفع في سبيل الله، أيضاً مما يفعلون «إقامة الحدود»،
وقال الحسن: «واللهِ لا يستقيم الدين إلا بهم وإن جاروا وظلموا» « لا
يستقيم الدين» يقصد أي لا يكون الدين منتشراً قوياً مهاباً« إلا بهم بهؤلاء
الأئمة وإن جاروا وظلموا» «والله لما يصلح الله بهم أكثر مما يفسدون»، نعم
قد يكون شارباً الخمر قد يكون زانياً، قد يكون باغياً، قد يكون قاتلاً،
ولكن على يديه يتم الجهاد، على يديه تكون الجماعات على يديه تحمى الديار
والبلاد، على يديه تصان الأعراض والأموال، على يديه ترفع الشريعة وتقام
الحدود، فهذه كلها من جملة المصالح التي أفضل من جملة المساوئ التي يتلبس
بها.

وقول المصنف ابن أبي زيد -عليه رحمة الله-: (
والطاعة لأئمة المسلمين من ولاة أمورهم وعلمائهم) كأن الشيخ يميل إلى أن المقصود بولاة الأمور هم الأمراء، لماذا؟ كيف عرفنا ذلك؟ أنه قال: (وعلمائهم
فعطف على ولاة الأمور العلماءَ، والعطف- كما يقول الأصوليون- يقتضي
المغايرة، العطف يقتضي المغايرة، فما قبل الواو لا يكون من جنس ما بعد
الواو، فلابد من طاعة هذين الصنفين: العلماء والأمراء.

ولابد

أن نذكر منهج السلف مع الأمراء حتى وإن ظلموا، منهج السلف مع الأمراء
وأقصد بذلك الأمراء المسلمين الذين يثبت لهم عقد الإسلام وإن ظلموا وإن
جاروا هذا منهج رصين لابد للناس أن يفقهوه وأن يتأملوه:

الأمر

الأول: التحذير من الخروج عليهم، المنهج: التحذير من الخروج عليهم، أخرج
الإمام أحمد في مسنده: «أن أهل المدينة في سنة ثلاث وستين لما أرادوا
الخروج على يزيد بن معاوية، بسبب شربه الخمر وودعه بعض الصلوات أرادوا
الخروج عليه، فكلموا في ذلك عبد الله بن عمر -رضي الله تعالى عنه- فأبى عبد
الله بن عمر أن يشاركهم في خلع يزيد بن معاوية مع فسقه ومع فجوره، بل قال:
جمع ابن عمر بنيه وأهله، ثم تشهد) قال: أشهد أن لا إله إلا الله, قال
الخطبة أو مقدمة الخطبة ثم قال: (
أما بعد، فإننا بايعنا هذا الرجل) يقصد بهذا الرجل هو من؟ الذي هو يزيد بن معاوية، (على بيع الله ورسوله) بايعناه على السمع والطاعة في طاعة الله ورسوله ( وإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: إن الغادر ينصب له لواء يوم القيامة يقال: هذا غدرة فلان) هذا في المسند.

وعند

البخاري أن عبد الله بن عمر قال: «وإني لا أعلم أحداً يقول لأهله وأولاده
وأتباعه وخدمه، وإني لا أعلم أحد منكم خلعه» أي خلع أمير المسلمين يزيد بن
معاوية «ولا تابع في هذا الأمر» أي شجع على خلعه أو مشى في خلعه، «إلا كانت
الفيصل بيني وبينه».

وأيضاً

ممن لم يشارك في فتنة خلع الأمير يزيد بن معاوية محمد بن علي بن أبي طالب
المعروف بمحمد بن الحنفية -رضي الله تعالى عنه- وقصته في ذلك طويلة ذكرها
ابن كثير في البداية والنهاية, المجلد الثالث عشر فليراجعه من شاء.

وعندما

نطوي أكثر من مائة سنة تقريباً لنصل إلى عهد الإمام أحمد بن حنبل -عليه
رحمة الله- وبالتحديد في عهد الخليفة الواثق بالله العباسي الذي نشر مقولة
خلق القرآن وكان البلاء في عهده أشد مما كان في عهد المأمون والمعتصم،
فأراد فقهاء بغداد أن يخلعوا الخليفة الواثق بالله، وعند ذلك نهاهم الإمام
أحمد مع أن القول بخلق القرآن كفر، أجمع أئمة أهل السنة على أن من قال بأن
القرآن مخلوق فهو كافر، ومع ذلك نهاهم عن خلع هذا الإمام وقال لهم: وهذا
الكلام ثابت قال لهم: «عليكم بالإنكار في قلوبكم، ولا تخلعوا يداً من طاعة،
ولا تسفكوا دماءكم ودماء المسلمين معكم وانظروا في عاقبة أمركم» لابد أن
الإنسان يتربص وينظر إلى مآلات الأمور وهذا هو الاتزان، «وانظروا في عاقبة
أمركم، واصبروا حتى يستريح بر ويستراح من فاجر».

وقال

الإمام أحمد وهذا الأثر أيضاً نقله الخلال في كتابه العظيم: "السنة" قال:
«ليس هذا » أي: الخروج على الحكم ومخالفة الحكام وخلع طاعة الحكام قال:
«هذا خلاف الآثار» فالحاكم إذا ثبت إسلامه بيقين وإن ظلم وإن بغى تجب طاعته
ولا يجوز أن يخرج عليه بل يجب أن نستبدل الخروج على الحكام ومخالفة الحكام
المسلمين بطاعتهم وتوقيرهم، وليس هذا فحسب بل لابد من توقير العلماء مع
الأمراء، إذن: صنفان لابد أن نربي الناس على توقيرهم وعلى احترامهم:

الصنف الأول: الأمراء المسلمون.


والصنف الثاني: العلماء الربانيون. اتباع السلف الصالح:


هذان

الصنفان مهمان جداً، في بعض البلاد عندما تجرأ بعض الشباب على العلماء
الكبار وغمزوهم وهمزوهم ما الذي حدث؟ انفرط الأمر في هذه الديار مع أن هذه
الديار كان الأمر معقوداً عليها بالبر والخير لَمَّا كان الناس مجتمعين على
علمائهم، فلابد للناس أن تجتمع على الأمراء المسلمين وأن تجتمع على
العلماء الربانيين، فهذه مسألة مهمة جداً.

لو

ضاع توقير العلماء والأمراء من نفوس الناس ضاع الشرع والأمن، من الذي
سيقود الناس في القتال والحروب ويقيم الحدود ويحمي بيضة الإسلام والمسلمين
وما إلى ذلك؟ الأمراء، من الذي يوجه الأمراء ويربط على قلوب العباد؟ ويربي
الناس على الدين؟ إنما هم العلماء، فإذا تضعضعت مكانة الأمراء المسلمين
والعلماء الربانيين في قلوب الأمة فإن الأمة يضيع منها الأمن كما يضيع منها
الدين- والعياذ بالله-.

نقل

القرطبي في تفسيره عن سهل بن عبد الله التستري -رحمه الله تعالى- أنه قال:
«لا يزال الناس بخير ما عظموا السلطان والعلماء، فإن عظموا هذين» أي:
السلطان والعلماء «أصلح الله دنياهم وأخراهم، وإن استخفوا بهذين» أي
بالأمراء والعلماء «أفسدوا دنياهم وأخراهم».

إذن:

أول واجب من الواجبات: أن نطيعهم وألا نخرج عليهم ما كان عقد الإسلام
قائماً، الأمر الثاني: وهو مهم جداً جداً جداً؛ لأن بعض الناس يبيح لنفسه
الدعاء على الحكام وسب الحكام، الأمر الثاني: الدعاء لهم، الدعاء للحكام
والنهي عن سبهم- ما شاء الله- مسألة مهمة جداً، بعض الناس يفرح عندما يقوم
خطيباً ليسب ويتهكم و.. و.. إلى ذلك، هذه مسألة لابد أن نقف عندها؛ لأن سب
الأمراء هذه نواة الفتنة، نواة الفتنة سب الأمراء, عندما نقرأ في كتب
التاريخ نجد أن أول فتنة عظيمة ظهرت كانت م*** عثمان بن عفان -رضي الله
تعالى عنه- لما *** عمر كان أمر المسلمين مجتمعاً فالفتنة الصلعاء التي
كانت بداية الشر العظيم لهذه الأمة م*** أمير المؤمنين عثمان، كيف ***
عثمان -رضي الله تعالى عنه-؟ في بداية الأمر هناك رجل يهودي استظهر أو تستر
بالإسلام ويسمى بعبد الله بن سبأ، وهذا الرجل هناك كلام كثير حول شخصيته
هذا الرجل ما الذي صنع؟ هو من يهود اليمن وأظهر الإسلام تنقل في بلاد
المسلمين في الشام وفي مصر وفي الحجاز والعراق يدعو الناس إلى التألب
ويدعوهم إلى الخروج على عثمان بن عفان وأخذ يتهم عثمان بن عفان بالخفة
والطيش وعدم السداد وإضاعة الأموال وتقريب الأقارب ونحواً من ذلك حتى ألب
قلوب الناس على من؟ على عثمان بن عفان ماذا كانت النتيجة؟ قام الناس
وحاصروا دار عثمان -رضي الله تعالى عنه- و*** عثمان بن عفان -رضي الله
تعالى عنه-، إذن: سب الأمراء المسلمين هذه بداية الفتنة، بداية الفتنة، بل
هذا أصل الفساد، فإذا علمنا بأن الوسائل لها أحكام وأن من المقاصد الشرعية
العظيمة الحفاظ على المصالح العامة المتمثلة في استتباب الخير والأمن
والسلم في مجتمع المسلمين لعلمنا أن النهي عن سب الأمراء المسلمين سار
ملمحاً شرعياً يميز أهل السنة عن غيرهم، وهذا الأصل الذي هو منع اللسان عن
سب الحكام هذا أصل أصيل دل عليه الإسلام وأرشد إليه النبي -عليه الصلاة
والسلام- من ذلك ما أخرجه البخاري ومسلم أن النبي -عليه الصلاة والسلام-
قال: (
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت)
إذا كان الحاكم في بلدة والساب في بلدة أخرى يا ترى هل سيصل هذ السباب لهذ
الحاكم؟ هل سيستفيد الحاكم من هذا السباب شيئا؟ لن يستفيد منه شيئاً. إذن:
هذه كارثة عظمى لابد أن ننتبه إليها.

وفي البخاري ومسلم من حديث أبي موسى الأشعري -رضي الله تعالى عنه- (
أن
الصحابة -رضي الله تعالى عنهم- قالوا: يا رسول الله أي الإسلام أفضل؟ قال
بأبي هو وأمي -عليه الصلاة والسلام- من سلم المسلمون من لسانه ويده
).

وعند البيهقي في الجامع لشعب الإيمان من طريق التابعي الجليل قيس بن وهب -رضي الله تعالى عنه- قال: (
أمرنا أكابرنا من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ألا نسب أمراءن)، هذا نص خطير مهم جداً (أمرنا أكابرنا من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ألا نسب أمراءن).

وهذا

التعظيم ليس لشخص الأمير وإنما هو تعظيم لمسؤولية الأمير, انتبه أنت تنام
في بيتك ولكن هذا الأمير يسهر على راحتك وهذا الأمير يحمل هَمَّ الأمة,
يحمل هم الفقير وهم المريض, هَمَّ الطريق المعوج الذي يريد أن يجعله
مستقيماً, يحمل هَمَّ المنكوبين وهَمَّ المأسورين وهَمَّ الفقراء وهمَّ
المحاويج, يحمل همَّ الإسلام هذا الأمير نعظمه لما يحمل من هَمَّ, نعظمه
لما يحمل من مسؤوليات.

أخرج

ابن عبد البر في التمهيد عن أبي إسحاق السبيعي -رضي الله تعالى عنه- قال:«
ما سب قوم أميرهم إلا حرموا خيره» وأخرج ابن عساكر في "تاريخ دمشق" أن ابن
المبارك قال: «من استخف بالعلماء»، أرجو أن تحفظوها, القول جميل جداً «من
استخف بالعلماء ذهبت آخرته ومن استخف بالأمراء ذهبت دنياه ومن استخف
بالإخوان» أي: الأصحاب والخلان لا أقصد بالإخوان اتجاهاً معيناً «ومن استخف
بالإخوان ذهبت مروءته» ولذلك كان منهج أهل السنة: الدعاء للحكام.

قال

شيخ الإسلام ابن تيمية -عليه رحمه الله-:« كان السلف كالفضيل بن عياض
وأحمد بن حنبل وغيرهما يقولون: لو كان لنا دعوة مجابة لدعونا بها للسلطان»



وللاستماع للدرس صوتيا كاملاً من هنا


ونرجو اعادة نشر الموضوع ليعم النفع ونتبع الحق فى ظل هذه الظروف


__________________
قالوا كذبا : دعوة رجعية -- معزولة عن قرنها العشرين
الناس تنظر للأمام ، فما لهم -- يدعوننا لنعود قبل قرون؟
رجعية أنّا نغارُ لديننا -- و نقوم بالمفروض و المسنون!
رجعية أن الرسول زعيمنا -- لسنا الذيول لـ "مارْكسٍ" و " لِنين" !
رجعية أن يَحْكُمَ الإسلامُ في -- شعبٍ يرى الإسلامَ أعظم دين !
أوَليس شرعُ الله ، شرعُ محمدٍ ------ أولى بنا من شرْعِ نابليون؟!
يا رب إن تكُ هذه رجعيةً ------ فاحشُرْنِ رجعياً بيومِ الدين !
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 12:04 AM.