|
المنتدى الأكاديمي للمعلمين ملتقى مهني أكاديمي متخصص للأساتذة الأفاضل في جميع المواد التعليمية (تربية وتعليم & أزهر) |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
أمراء الحج و أخبار الحرمين فى تاريخ الجبرتى
أمراء الحج و أخبار الحرمين فى تاريخ الجبرتى بقلم : إبراهيم كامل أحمد أمدنا تاريخ الجبرتى ( 1754 – 1822 م. ) " عجائب الآثار فى التراجم و الأخبار " بمعلومات وافرة عن أمراء الحج و أحوال الحجاز ( مكة و المدينة ) و أحوال الحجاج و ما يتعرضون له من مخاطر فى سبيل أداء فريضة الحج... الرحلة المقدسة التى يحلم بها كل مسلم.. و ذلك بدء من سنة 1099 ه / 1688 م. مصر و كسوة الكعبة يرجع تاريخ كسوة الكعبة إلى ماقبل الإسلام.. فقد دأب ملوك اليمن على كسوتها حتى صارت كسوتها إلى بعض أفراد من قريش إبان مبعث الرسول صلى الله عليه وسلم.. وفى ظل الإسلام كساها الرسول صلى الله عليه وسلم و بعض الخلفاء الراشدين والخلفاء الأمويون ثم العباسيون ولما كانت مصر تشتهر بصناعة المنسوجات وكان قماش القباطى المصرية مشهوراً فى كل البلدان.. وبعد الإسلام ازدهرت صناعة المنسوجات فى عدة مراكز فى مصر منها " تنيس " التى اختارها الخلفاء العباسيون من أيام الخليفة المهدى ( 158 ه / 775 م ) لصناعة كسوة الكعبة.. فقد ذكر الرحالة الفارسى " ناصر خسرو " الذى زار مصر فى عصر الفاطميين " انه نظراً لمابلغته شهرة تنيس فى صناعة النسيج عرض أحد أباطرة الروم على الفاطميين مائة مدينة من مدنه مقابل أن يعطوه مدينة تنيس و لكنهم رفضوا التخلى عنها " الحق فى صناعة كسوة الكعبة حين ضعفت الخلافة العباسية كان حكام اليمن يصنعون الكسوة حيناً و يصنعها حكام مصر أحياناً.. و قد أثار هذا الأمر نزاعاً بين البلدين ذلك لأن من يرسل كسوة الكعبة كان يحمى الحرمين الشريفين و يخضعان لسلطانه.. و قد تأكدت حماية الحرمين لمصر بصفة قاطعة أيام سلاطين المماليك إذ اعترف حكام اليمن بحق مصر فى صناعة الكسوة.. و قد أوقف سلاطين المماليك أوقافاً كثيرة على الحرمين الشريفين و لصناعة كسوة الكعبة.. وقد نشأت وظيفتان مهمتان هما : " ناظر أوقاف الحرمين " و كان يتولى إدارة الأوقاف و الصرف على الكسوة و توفير مال " الصرة " الذى يرسل كل عام إلى الحرمين و " ناظر الكسوة " و هو يشرف على صناعة الكسوة الشريفة. التنافس مع مصر على صناعة كسوة الكعبة اكتسب حكام مصرأهمية خاصة فى نظر المسلمين و ذلك لقيامهم بكسوة الكعبة كل عام منذ عصر المماليك.. و كان حكام الأقطار الإسلامية الأخرى يحسدونهم على هذا الشرف الكبير.. فكانت هناك منافسة مستمرة لمصر و محاولات للحصول على هذا المقام الرفيع المتمثل فى حماية و رعاية الحرمين الشريفين.. فكان هناك خلافات بين حكام مصر و اليمن حول كسوة الكعبة حسمت لصالح مصر فى عصر المماليك.. وقد جاءت المنافسة الأقوى من حكام المغول فى فارس و العراق.. فقد حاول " بوسعيد " خان مغول العراق كسوة الكعبة سنة 715 ه ( 1315 م. ).. لكن المصريين لم يمكنوه من ذلك.. و تكررت محاولات مغول فارس و العراق.. و كانت ذروة المنافسة فى سنة 833 ه. ( 1430 م. ) عندما أخذ " شاه رخ ميرزا " ( ولد فى سمرقند 1377 م. ) بن " تيمور لنك " ( 1336 – 1405 م. ) يتحايل عن طريق السلطان حيناً و عن طريق التهديد و التلويح بالقوة لكى يكسو الكعبة و لكن السلطان المملوكى " الملك الأشرف برسباى " سلطان مصر ( 1422 – 1438 م. ) و من بعده السلطان " الملك الظاهر سيف الدين جقمق " سلطان مصر ( 1438 – 1453 م. ) وقفا موقفاً حازماً تجاه تلك المحاولات فباءت بالفشل.. و ظلت مصر و حكامها يحتفظون بشرف كسوة الكعبة منذ العصور الوسطى و حتى بعد الغزو العثمانى كانت الكسوة تصنع فى مصر و يحملها إلى مكة ركب الحاج المصرى.. و ظل الجال على هذا المنوال لسنوات من حكم الرئيس " جمال عبد الناصر " حين رفض السعوديون قبول الكسوة نتيجة للخلافات السياسية بين حكام مصر و السعودية.. و قد تحسر الكثير من المصريين على ضياع هذا الشرف الرفيع.. و لاموا عبد الناصر فى قلوبهم وعدوه مسئولاً عن ذلك.. خاصة أولئك الذين شهدوا مباهج يوم الإحتفال بخروج المحمل و استمعوا بشغف إلى وصف الأجداد و الأباء لذلك اليوم المبارك الذى كان يحتفل به من الحكام والشعب.
__________________
تحيــــاتي وتقــديري للجمــــيع <CENTER></CENTER><CENTER></CENTER> |
#2
|
||||
|
||||
رائع جدا
جزاك الله خيرا
__________________
العلم النافع .. صدقة جارية |
العلامات المرجعية |
|
|