نقابة الأئمة والدعاة.. العضوية إجبارية لخريجي الكليات الشرعية بالأزهر

**الاستاذ عوض على** · #1 21-05-2010, 08:14 PM

بعد الموافقة عليها من لجنة الاقتراحات بمجلس الشعب
نقابة الأئمة والدعاة.. هل تساهم في تطوير خدمة الدعوة الإسلامية؟
د. أحمد عمر هاشم: العضوية إجبارية لخريجي الكليات الشرعية بالأزهر.. بشرط حسن السير والسلوك
رفع مستوي الأئمة.. التصدي لفتاوي الفضائيات.. محاربة التطرف.. أهم الأهداف
د. محمد فؤاد شاكر: تحسين الأجور .. تجديد الخطاب الديني.. ضرورة
د. أحمد كريمة: لا فائدة منها.. الدليل فشل نقابة القُرَّاء في منع امتهان القرآن علي المقابر

وافقت لجنة الاقتراحات والشكاوي بمجلس الشعب علي مشروع قانون لإنشاء نقابة للأئمة والدعاة وأحالته الي اللجنة الدينية لمناقشته من حيث الموضوع.
السؤال هنا.. ما هو الهدف من انشاء هذه النقابة وما أهدافها وهل يمكن ان يساهم في مواجهة سيل الفتاوي علي الفضائيات والتي تخرج من ألسن البعض من غير المتخصصين في الفتوي وهل يمكن ان يكون لنقابة الأئمة والدعاء دور في تطوير الخطاب الديني وما هي الشروط التي تتوافر في كل من يريد التقدم لعضويتها.. وغير ذلك من الاسئلة التي تفرض نفسها علي الساحة الدينية.
"المساء الديني" عرض هذه الاسئلة علي العلماء وكانت هذه اجاباتهم.
في البداية يقول الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الأسبق ورئيس اللجنة الدينية بمجلس الشعب والذي قدم مشروع القانون ومعه 8 أعضاء آخرين ان الدعوة إلي الله وظيفة الانبياء والمرسلين.. وقد أكد القرآن فضل هذا العمل وشرف القائمين به وما يلزمهم من صفات تجعلهم ناجحين في مهمتهم موفقين من أداء رسالتهم وذلك في قول الله تعالي "ومن أحسن قولا ممن دعا إلي الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين. ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم. وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم" فصلت.32
أضاف د. عمر هاشم: ولأن الأئمة والدعاة يقومون بمهنة من أعظم المهن ويؤدون عملا من أشرف الأعمال ولهذا وكما لكل فئة من الناس في زماننا نقابة ترعي مصالح أعضائها وتهييء لهم أسباب العيش الكريم وتدافع عنهم وتحفظ لهم كيانهم فقد تقدمنا بمشروع قانون تمت الموافقة عليه من لجنة الاقتراحت والشكاوي بمجلس الشعب بانشاء نقابة للأئمة والدعاة باعتبارها حقا دستوريا كفله الدستور تكون ملزمة برفع مستوي الكفاية بين أعضائها وحماية أموالهم ومساءلة هؤلاء الأعضاء عن سلوكهم في ممارسة نشاطهم وفق مواثيق شرف أخلاقية وبالدفاع عن الحقوق والحريات المقررة قانونا لأعضائها.
النقابة العمالية !
أعرب د. هاشم عن اسفه لأن هذا الحق حرمت منه هذه الفئة العظيمة من أبناء الأمة وهم الأئمة والدعاة من حملة المؤهلات الشرعية ولم يتبق لهم إلا التواجد في النقابة العمالية للعاملين بالخدمات الادارية والاجتماعية التي جعلت العاملين بالخدمات الدينية كالمساجد والكنائس جنبا الي جنب مع العاملين في تصميم وكي الملابس والعاملين بالحلاقة والتجميل والخدمات المنزلية وغيرها مع الاحترام لهذه الأعمال ولأصحابها.
ويتساءل رئيس اللجنة الدينية هل يعقل ان يجمع التصنيف النقابي بين الأئمة والخطباء وهؤلاء.. وألا يجب ان يتمتع الأئمة والدعاة بنقابات مهنية تخصهم مثل المحامين والأطباء والمهندسين والفئات الأخري.. وألا يجب ان تكفل الدولة للأئمة والدعاة فرصة التجمع النقابي المهني كما كفلته لباقي اخوانهم المهنيين.. وأليس هذا حقهم طبقا للمادة 8 من الدستور التي تنص علي ان تكفل الدولة تكافؤ الفرص لجميع المواطنين؟
أكد ان نظام النقابة وأهدافها تتلخص في 69 مادة منها ثلاث مواد في غاية الأهمية الأولي:
تنشأ نقابة الأئمة والدعاة وتكون لها الشخصية الاعتبارية وتباشر نشاطها في اطار السياسة العامة للدولة وفي حدود القوانين واللوائح ويكون مقرها الرئيسي بالقاهرة ولها فروع طبقا لأحكام هذا القانون.
أما المادة الثانية فتتكون النقابة من الائمة والدعاة والمعلمين المتخرجين في الكليات الشرعية والأزهرية خاصة كليات الشريعة والقانون وأصول الدين والدعوة والدراسات الاسلامية والعربية واللغة العربية والدعوة الاسلامية والدراسات والعلوم الاسلامية باللغة الانجليزية ودار العلوم والتربية والقرآن واللغات والترجمة والكليات الأزهرية الشرعية سواء الحاصلين علي الليسانس أو الماجستير أو ما فوقها.
أكد ان المادة الثالثة تنص علي الاسهام في خدمة المجتمع لتحقيق أهدافه القومية وتشمل بوجه خاص تعبئة قوي أعضاء النقابة وتنظيم جهودهم في خدمة الدين والمجتمع لتحقيق الأهداف القومية. والعمل علي نشر الثقافة الدينية وتشجيع البحوث الدينية وربطها بزيادة كفاءة الإمام والداعية. والتعاون مع النقابات المهنية المختلفة والمنظمات المماثلة المحلية والاقليمية بالعالم أجمع وبالأخص البلاد العربية والاسلامية بالاضافة إلي المحافظة علي حقوق الأئمة والدعاة والمطالبة بحقوقهم ورفع مكانتهم وشأنهم وتفعيل دورهم في المجتمع ورفع مستواهم المادي.
أهم الأهداف
كما ان من أهم أهداف النقابة الجديدة المحافظة علي كرامة مهنة الدعوة ورفع مستوي الأئمة وزيادة كفاءتهم العلمية والمهنية والاسهام في تجديد الخطاب الديني وتطوير مناهجه بحيث تساير متطلبات الدين في الحفاظ علي المجتمع وحل مشكلاته والعمل علي تشجيع التأليف في الأمور الدينية مع ربط البحوث باحتياجات المجتمع ومشكلاته لتحقيق المزيد من الوعي الديني بالاضافة الي التعاون وعقد الصلات مع وزارات الأوقاف والشئون الدينية بالوطن العربي والاسلامي مع الدعوة الي السلام والتآخي ونبذ ال*** ومحاربة الارهاب والتطرف الديني وغير الديني.
شروط العضوية
أكد د. عمر هاشم أن من أهم شروط العضوية ان يكون العضو متمتعا بالجنسية المصرية ويجوز لمجلس النقابة ان يقبل في عضوية النقابة أحد المتمتعين بجنسية احدي الدول الاسلامية اذا كان مستوفيا لشروط العضوية بشرط المعاملة بالمثل وبموافقة الجهات المختصة وان يكون حسن السير والسلوك وان يكون من خريجي الكليات الشرعية الأزهرية وان تكون العضوية اجبارية بالنسبة للعاملين أئمة وخطباء ومدرسي مساجد بوزارة الأوقاف والدعاة بالأزهر ومدرسي المعاهد والجامعات الأزهرية ولا يجوز لأحد الاشتغال بمهنة امام وداعية في وزارة الأوقاف أو الأزهر الا اذا كان عضوا مقيدا في جدول النقابة.
دور مؤثر
يقول الدكتور محمد فؤاد شاكر أستاذ الدراسات الاسلامية بجامعة عين شمس المطلوب من القائمين علي هذه النقابة ان يكون لها دور مؤثر في خدمة الدعوة الاسلامية وان تتصدي لسيل الفتاوي علي الفضائيات والتي شوهت صورة الاسلام والمسلمين وذلك بتخصيص علماء أكفاء متخصصين في الفتاوي التي هي جزء أساسي من العمل الدعوي.. والأهم من كل هذا وذاك تحسين مستوي الائمة والدعاة ماديا ومعنويا لأننا لو سألنا 80% من خطباء المساجد هل هم راضون عن أنفسهم في العمل بهذا المجال لكانت اجاباتهم أنهم يقبلون عليها لأنهم لم يجدوا غيرها وليس حبا في الدعوة!!
أضاف: د. شاكر انه في معترك الغلاء ووحوش الأسعار التي تنهش في جيوب الفقراء تجد هؤلاء الأئمة في حاجة ماسة لكسب مادي فتري الأئمة يركبون دراجات وموتوسيكلات بما لا يليق مطلقا بشخصية الامام والداعية فهو انسان له مطالبه واحتياجاته ويتمني ان يتزوج ويكون أسرة.
رسالة الدعوة
أكد د. أحمد كريمة أستاذ الشريعة الاسلامية بجامعة الأزهر يجب ان نفرق ما بين الأمور الاجرائية الادارية وما بين رسالة الدعوة لو عادت الدعوة الاسلامية الي انها رسالة وأمانة وليست مهنة وحرفة.. ولو رجعت المناصب القيادية في المؤسسات الدعوية الي انها مسئولية وليست "وجاهة اجتماعية" لتضاءل الفكر المغلوط ولتم محاصرة مفاهيم خاطئة سواء تشدد أو انفلات.
أما وقد صارت الدعوة حرفة ومصدر رزق وسبب ثراء لاسيما عند المجترئين أو الدخلاء علي الدعوة من غير أهلها ومنهم من يدعم بأموال نقدية وعينية جعلت بعضهم في ثراء منقطع النظير.. هؤلاء وأشباههم ونظائرهم ضررهم في الدعوة أكبر من نفعهم لها.
أكد د. كريمة ان انشاء نقابة للدعاة فهذا لا صلة بينه وبين العمل الدعوي لا من قريب ولا من بعيد فهذا سيحقق بعض المكاسب المالية لأعضاء هذه النقابة من معاش وشقق ورحلات حج وعمرة شأن أي نقابة في المجتمع.
أكد د. كريمة ان معالجة الفتاوي الضالة المضللة والتعصب المذهبي والمفاهيم المغلوطة لا يكون بانشاء نقابة خاصة وان عندنا وزارات ومؤسسات وأجهزة دعوية رسمية وأهلية يجب ان تقوم بهذه المهمة فهذا دورها التي أنشئت من أجله.
يري ان المعالجة ينبغي ان تكون وفق منظومة علمية جادة لكن الحاصل الآن عشوائي وتداخل سلطات.. فالدعوة خليط ما بين اتجاهات علمية ودعوية وأمنية ولكل وجهة ويبقي في المطاف ان الخسارة تقع للأسف في عرض مشوه دخيل علي الدين فعلي سبيل المثال هل عالجت نقابة قُرَّاء القرآن الكريم امتهان تلاوة القرآن علي المقابر وهل عالجت التغالي في أجور مشاهير القراء؟ وهل ساهمت في اكتشاف الحناجر التي تحسن التلاوة أم ان الأمر كما شاهدناه من قريب كان صراعا علي رئاسة النقابة وهناك نقابات أخري في الأزهر والأوقاف ماذا قدمت والرابطات لمجابهة الغلو والتشدد والارهاب والتطرف بل والاعتداء علي الدين من جاحدين ومارقين ليعرضوا علي الرأي العام كشف حساب لما قدموه من أجل الاسلام.. بالطبع لا شيء.
عمل طيب
يقول الشيخ فكري حسن اسماعيل وكيل وزارة الأوقاف الأسبق ان هذا العمل الذي خرج الي الحياة ونوقش في مجلس الشعب عمل طيب نتمني ان يتم هذا في أسرع وقت وان تكون اللائحة الداخلية لنقابة الأئمة لائحة تهتم بالأئمة ثقافيا واعلاميا ودينيا وان يضعهم مع مقتضيات الحياة.. كما نأمل ان تتصدي هذه النقابة مستقبلا لكل من تسول له نفسه ويتصدي للفتوي بدون علم ونأمل ان ينص في لائحة النقابة وشروط الانضمام اليها ان يكون من أبناء الأزهر دراسة وعلما وان توضع القواعد التي لا يستطيع بعض أدعياء الدين ان ينضم اليها.
أضاف الشيخ فكري انه علينا كذلك من خلال هذه النقابة ان تأخذ الدعاة الذين عاشوا في ميدان الدعوة ولديهم الدراسات المؤهلة لعملهم. ونتمني ألا يفتح باب الانضمام اليها علي مصراعيه لكل من هب ودب وكل من يدعي انه مفكر أو داعية اسلامي بدون ان تكون مؤهلاته توصله الي هذا.
كذلك علينا ان نركز علي الأئمة الذين عملوا في ميدان الدعوة وأسهموا في رفعتها وان تبدأ النقابة علي أسس سليمة وعقلية متفتحة بالفكر الوسطي المعتدل الذي لا يعرف التنطع ولا التعصب ونتمني كذلك ان يفسح الاعلام بوسائله المختلفة أبوابه لكل من يخدم ويعمل علي نجاح هذه النقابة وهذا أملنا في النقابة التي تعثرت سنوات وشاءت ارادة الله ان تخرج الي الوجود لتؤدي رسالتها لا علان كلمة الله ونشر القيم والفضائل والبعد عن كل ما يؤدي إلي الاختلاف والتفرق.
سبيل المثال هل عالجت نقابة قُرَّاء القرآن الكريم امتهان تلاوة القرآن علي المقابر وهل عالجت التغالي في أجور مشاهير القراء؟ وهل ساهمت في اكتشاف الحناجر التي تحسن التلاوة أم ان الأمر كما شاهدناه من قريب كان صراعا علي رئاسة النقابة وهناك نقابات أخري في الأزهر والأوقاف ماذا قدمت والرابطات لمجابهة الغلو والتشدد والارهاب والتطرف بل والاعتداء علي الدين من جاحدين ومارقين ليعرضوا علي الرأي العام كشف حساب لما قدموه من أجل الاسلام.. بالطبع لا شيء.