|
حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
العقل عندما لا يفهم النقل
لقاء العقيدة على قناة الناس دكتور محمود عبد الرازق الرضواني الحلقة السادسة (العقل عندما لا يفهم النقل) ·أمثلة على عدم فهم العقل للنقل . 1.حديث أَبِي هُرَيْرَةَ tأَنَّ رَسُول اللهِ e قَالإِذَا وَقَعَ الذُّبَابُ. 2.الجمع بين نصوص المعية والاستواء وكونه في السماء: 3.الجمع بين الآيات الدالة على التسخير والتخيير: ·أيهما يقدم على الآخر عند التعارض؟ هل العقل مطية للنقل؟ ·هل العقل أصل في ثبوت النقل أم أصل في العلم بالنقل. ·متى يقدم العقل على النقل عند السلف؟ ·من قدم العقل على النقل ضل تأكد من حيرة العقل وضلاله ·المقصود بمصطلح السلف والخلف . |
#2
|
||||
|
||||
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد.
علمنا مما سبق أن (العقل الصريح لا يعارض النقل الصحيح بل يشهد له ويؤيده لأن المصدر واحد فالذي خلق العقل هو الذي أرسل إليه النقل ومن المحال أن يرسل إليه ما يفسده. وإذا تعارض العقل والنقل فذلك لسببين لا ثالث لهما، أحدهما أن النقل لم يثبت. والآخر أن العقل لم يفهم النقل ولم يدرك خطاب الله على النحو الصحيح). وتحدثنا أيضا عن السبب الأول وهو التعارض بسبب عدم ثبوت النقل . ·السبب الثاني في التعارض بينهما هو عدم فهم العقل للنقل سئل أبو بكر الصديق رضى الله عنه عن تفسير الفاكهة والاب في قوله تعالى: (فَليَنْظُرِ الإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ أَنَّا صَبَبْنَا المَاءَ صَبًّا ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقًّا فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا وَعِنَبًا وَقَضْبًا وَزَيْتُونًا وَنَخْلا وَحَدَائِقَ غُلبًا وَفَاكِهَةً وَأَبًّا).فقال: أي سماء تظلني وأي أرض تقلني إذا قلت: في كتاب الله ما لا أعلم . وروي أن عمر بن الخطاب قرأها يوماً على المنبر فقال: كلّ هذا قد عرفناه فما الأبّ؟ ثم رفع عصا كانت في يده، وقال: هذا لعمر الله هو التكلف فما عليك يا ابن أمّ عمر أن لا تدري ما الأبّ ابتغوا ما بُيّن لكم من هذا الكتاب فاعملوا به، وما لم تعرفوه فَكِلوه إلى ربه. قال تعالى: (وَاتَّقُوا اللهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللهُ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (البقرة:282).وقال عن ملائكته: (قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلمَ لَنَا إِلا مَا عَلمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ العَلِيمُ الحَكِيمُ) (البقرة:32) وقال: (يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلماً) (طـه:110). وقال: (وَأَنْزَلَ اللهُ عَلَيْكَ الكِتَابَ وَالحِكْمَةَ وَعَلمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ عَظِيماً) (النساء:113). ·أمثلة على عدم فهم العقل للنقل . 1-حديث أَبِي هُرَيْرَةَ tأَنَّ رَسُول اللهِ e قَال:(إِذَا وَقَعَ الذُّبَابُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ فَليَغْمِسْهُ كُلهُ ثُمَّ لِيَطْرَحْهُ فَإِنَّ فِي أَحَدِ جَنَاحَيْهِ شِفَاءً وَفِي الآخَرِ دَاءً) البخاري فى الطب (5782) من معجزات النبى e الطبية التي يجب أن يسجلها له تاريخ الطب بأحرف ذهبية، ذكره لعامل المرض وعامل الشفاء محمولين على جناحى الذبابة قبل اكتشافهما بأربعة عشر قرنا، وذكره لتطهير الماء إذا وقع الذباب فيه وتلوث بالجراثيم الموجودة في أحد جناحيه، فما علينا إلا أن نغمس الذبابة في الماء لإدخال عامل الشفاء الذي يوجد في الجناح الآخر الأمر الذي يؤدي إلى إبادة الجراثيم الموجودة بالماء، أثبتت التجارب العلمية الحديثة الأسرار الغامضة التي في هذا الحديث، فهناك خاصية في أحد جناحي الذباب هي أنه يحول البكتريا إلى ناحية منه، وعلى هذا فإذا سقط الذباب فى شراب أو طعام وألقى الجراثيم العالقة بأطرافه في ذلك الشراب أو الطعام، فإن أقرب مبيد لتلك الجراثيم وأول واحد منها هو مبيد البكتريا، يحمله الذباب في أحد جناحيه. 2-الجمع بين نصوص المعية والاستواء وكونه في السماء: ·أن الله على عرشه: قال تعالى:" تَنْزِيلاً مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى الرَّحْمَنُ عَلى العَرْشِ اسْتَوَى " (طـه:5)قال تعالى:" إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الذِي خَلقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلى العَرْشِ يُغْشِي الليْل النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لهُ الخَلقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ العَالمِينَ " (الأعراف:54). 2.أن الله في السماء: قال تعالى:" أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ " (الملك:16)قال تعالى:"أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِل عَليْكُمْ حَاصِباً فَسَتَعْلمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ " (الملك:17). وروى مسلم عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ الحَكَمِ السُّلمِيِّ قَال بَيْنَا أَنَا أُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلى اللهُ عَليْهِ وَسَلمَ إِذْ عَطَسَ رَجُلٌ مِنْ القَوْمِ فَقُلتُ يَرْحَمُكَ اللهُ فَرَمَانِي القَوْمُ بِأَبْصَارِهِمْ فَقُلتُ وَا ثكْل أُمِّيَاهْ مَا شَأْنُكُمْ تَنْظُرُونَ إِليَّ فَجَعَلُوا يَضْرِبُونَ بِأَيْدِيهِمْ عَلى أَفْخَاذِهِمْ فَلمَّا رَأَيْتُهُمْ يُصَمِّتُونَنِي سَكَتُّ فَلمَّا صَلى رَسُولُ اللهِ صَلى اللهُ عَليْهِ وَسَلمَ فَبِأَبِي هُوَ وَأُمِّي مَا رَأَيْتُ مُعَلِّمًا قَبْلهُ وَلا بَعْدَهُ أَحْسَنَ تَعْلِيمًا مِنْهُ فَوَاللهِ مَا كَهَرَنِي وَلا ضَرَبَنِي وَلا شَتَمَنِي قَال إِنَّ هَذِهِ الصَّلاةَ لا يَصْلُحُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ كَلامِ النَّاسِ إِنَّمَا هُوَ التَّسْبِيحُ وَالتَّكْبِيرُ وَقِرَاءَةُ القُرْآنِ أَوْ كَمَا قَال رَسُولُ اللهِ صَلى اللهُ عَليْهِ وَسَلمَ قُلتُ يَا رَسُول اللهِ .. وَكَانَتْ لِي جَارِيَةٌ تَرْعَى غَنَمًا لِي قِبَل أُحُدٍ وَالجَوَّانِيَّةِ فَاطَّلعْتُ ذَاتَ يَوْمٍ فَإِذَا الذِّيبُ قَدْ ذَهَبَ بِشَاةٍ مِنْ غَنَمِهَا، وَأَنَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي آدَمَ آسَفُ كَمَا يَأْسَفُونَ لكِنِّي صَكَكْتُهَا صَكَّةً فَأَتَيْتُ رَسُول اللهِ صَلى اللهُ عَليْهِ وَسَلمَ فَعَظَّمَ ذَلِكَ عَليَّ قُلتُ يَا رَسُول اللهِ أَفَلا أُعْتِقُهَا قَال ائْتِنِي بِهَا فَأَتَيْتُهُ بِهَا فَقَال: لهَا أَيْنَ اللهُ قَالتْ فِي السَّمَاءِ قَال مَنْ أَنَا قَالتْ أَنْتَ رَسُولُ اللهِ قَال أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ) . 3.الله مع كل الخلائق في كل مكان: قال تعالى:" أَلمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَعْلمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ القِيَامَةِ إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ " (المجادلة:7) . قال تعالى:" إِلاّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا فَأَنْزَل اللهُ سَكِينَتَهُ عَليْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لمْ تَرَوْهَا وَجَعَل كَلِمَةَ الذِينَ كَفَرُوا السُّفْلى وَكَلِمَةُ اللهِ هِيَ العُليَا وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ "(التوبة:40). ·الجمع بين النصوص عند السلف والخلف (هُوَ الذِي خَلقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلى العَرْشِ يَعْلمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (الحديد:4). قال أبو الحسن الأشعري صفحة 105إن قال قائل:ما تقولون في الاستواء ؟ قيل له:نقول:إن الله عز وجل يستوي على عرشه استواء يليق به .. فالسماوات فوقها العرش فلما كان العرش فوق السماوات قالأأمنتم من في السماء) لأنه مستو على العرش الذي فوق السماوات وكل ما علا فهو سماء، والعرش أعلى السماوات وليس إذا قالأأمنتم من في السماء) من يعني جميع السماوات، وإنما أراد العرش الذي هو أعلى السماوات ألا ترى الله تعالى ذكر السماوات فقال تعالىوجعل القمر فيهن نورا) ولم يرد أن القمر يملأهن جميعا وأنه فيهن جميعا، ورأينا المسلمين جميعا يرفعون أيديهم إذا دعوا نحو السماء لأن الله تعالى مستو على العرش الذي هو فوق السماوات، فلولا أن الله عز وجل على العرش لم يرفعوا أيديهم نحو العرش). ·الجمع بين الآيات الدالة على التسخير والتخيير: 1- آيات التخيير (مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَل فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) (الإسراء:15). (أَفَرَأَيْتَ الذِي تَوَلى وَأَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى وَإِبْرَاهِيمَ الذِي وَفَّى أَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنْسَانِ إِلا مَا سَعَى وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى ثُمَّ يُجْزَاهُ الجَزَاءَ الأَوْفَى وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ المُنْتَهَى) . (اليَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لا ظُلمَ اليَوْمَ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الحِسَابِ) (غافر:17) . (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إِلا أَصْحَابَ الْيَمِينِ فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ عَنِ الْمُجْرِمِينَ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ). 2- آيات التسخير (فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ إِنْ هُوَ إِلا ذِكْرٌ لِلعَالَمِينَ لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللهُ رَبُّ العَالَمِينَ).وقال: (إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ) (التوبة:51). قال ابن رشد أدلة السمع متعارضة: (أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ المَوْتُ وَلوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُل كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللهِ فَمَالِ هَؤُلاءِ القَوْمِ لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولا وَكَفَى بِاللهِ شَهِيدًا مَنْ يُطِعِ الرَّسُول فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ وَمَنْ تَوَلى فَمَا أَرْسَلنَاكَ عَليْهِمْ حَفِيظًا وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الذِي تَقُولُ وَاللهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّل عَلى اللهِ وَكَفَى بِاللهِ وَكِيلا) (النساء:78). كيف ندفع هذا التعارض؟ . |
#3
|
||||
|
||||
كيفية الجمع بين آيات التسخير والتخيير؟
روى الإمام البخاري من حديث عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ خَرَجَ إِلى الشَّأْمِ –سنة سبع عشرة ليتفقد فيها أحوال الرعية وأمرائهم وكان ذلك بعد ذهابه لبيت المقدس في السنة التي قبلها - حَتَّى إِذَا كَانَ بِسَرْغَ - قرية في طريق الشام مما يلي الحجاز - لقِيَهُ أُمَرَاءُ الأَجْنَادِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الجَرَّاحِ وَأَصْحَابُهُ - وأصحابه هم خالد بن الوليد ويزيد بن أبي سفيان وشرحبيل بن حسنة وعمرو بن العاص - فَأَخْبَرُوهُ أَنَّ الوَبَاءَ قَدْ وَقَعَ بِأَرْضِ الشَّأْمِ –المسمى طاعون عمواس وفيها بؤرة انتشار المرض- قَال ابْنُ عَبَّاسٍ فَقَال عُمَرُ ادْعُ لِي المُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ - وهم الذين صلوا إلى القبلتين - فَدَعَاهُمْ فَاسْتَشَارَهُمْ وَأَخْبَرَهُمْ أَنَّ الوَبَاءَ قَدْ وَقَعَ بِالشَّأْمِ فَاخْتَلفُوا، فَقَال بَعْضُهُمْ: قَدْ خَرَجْتَ لِأَمْرٍ وَلا نَرَى أَنْ تَرْجِعَ عَنْهُ. وَقَال بَعْضُهُمْ: مَعَكَ بَقِيَّةُ النَّاسِ وَأَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلى اللهُ عَليْهِ وَسَلمَ وَلا نَرَى أَنْ تُقْدِمَهُمْ عَلى هَذَا الوَبَاءِ. فَقَال: ارْتَفِعُوا عَنِّي، ثُمَّ قَال: ادْعُوا لِي الأَنْصَارَ فَدَعَوْتُهُمْ فَاسْتَشَارَهُمْ فَسَلكُوا سَبِيل المُهَاجِرِينَ وَاخْتَلفُوا كَاخْتِلافِهِمْ. فَقَال ارْتَفِعُوا عَنِّي ثُمَّ قَال: ادْعُ لِي مَنْ كَانَ هَا هُنَا مِنْ مَشْيَخَةِ قُرَيْشٍ مِنْ مُهَاجِرَةِ الفَتْحِ -الذين هاجروا إلى المدينة عام الفتح - فَدَعَوْتُهُمْ فَلمْ يَخْتَلِفْ مِنْهُمْ عَليْهِ رَجُلانِ فَقَالُوا: نَرَى أَنْ تَرْجِعَ بِالنَّاسِ وَلا تُقْدِمَهُمْ عَلى هَذَا الوَبَاءِ. فَنَادَى عُمَرُ فِي النَّاسِ إِنِّي مُصَبِّحٌ عَلى ظَهْرٍ فَأَصْبِحُوا عَليْهِ . قَال أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الجَرَّاحِ أَفِرَارًا مِنْ قَدَرِ اللهِ؟ فَقَال عُمَرُ: لوْ غَيْرُكَ قَالهَا يَا أَبَا عُبَيْدَةَ - لم أتعجب منه ولكني أتعجب منك مع علمك وفضلك كيف تقول هذا؟ أو لو أن غيرك ممن لا فهم له إذا قال ذلك يعذر؟ - نَعَمْ نَفِرُّ مِنْ قَدَرِ اللهِ إِلى قَدَرِ اللهِ. أَرَأَيْتَ لوْ كَانَ لكَ إِبِلٌ هَبَطَتْ وَادِيًا لهُ عُدْوَتَانِ - العدوة هو المكان المرتفع من الوادي وهو شاطئه - إِحْدَاهُمَا خَصِبَةٌ وَالأُخْرَى جَدْبَةٌ، أَليْسَ إِنْ رَعَيْتَ الخَصْبَةَ رَعَيْتَهَا بِقَدَرِ اللهِ وَإِنْ رَعَيْتَ الجَدْبَةَ رَعَيْتَهَا بِقَدَرِ اللهِ. قَال: فَجَاءَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَكَانَ مُتَغَيِّبًا فِي بَعْضِ حَاجَتِهِ فَقَال: إِنَّ عِنْدِي فِي هَذَا عِلمًا سَمِعْتُ رَسُول اللهِ صَلى اللهُ عَليْهِ وَسَلمَ يَقُولُ: (إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ فَلا تَقْدَمُوا عَليْهِ وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ). قَال فَحَمِدَ اللهَ عُمَرُ ثُمَّ انْصَرَفَ. فلامحيص للإنسان عما قدر الله له وعليه، لكن أمرنا الله تعالى بالحذر من المخاوف والمهلكات، وباستفراغ الوسع في التوقي من المكروهات. وروى الإمام مسلم من حديث جابر بن عبد الله t أن سُرَاقَة بْنَ مَالكٍ tقَال: (يَا رَسُول اللهِ بَيِّنْ لنَا دِينَنَا كَأَنَّا خُلقْنَا الآنَ فِيمَا العَمَلُ اليَوْمَ أَفِيمَا جَفَّتْ بِهِ الأَقْلامُ وَجَرَتْ بِهِ المَقَادِيرُ أَمْ فِيمَا نَسْتَقْبِلُ قَال لا بَل فِيمَا جَفَّتْ بِهِ الأَقْلامُ وَجَرَتْ بِهِ المَقَادِيرُ قَال فَفِيمَ العَمَلُ؟ قَال: (فَقَال اعْمَلُوا فَكُل مُيَسَّرٌ لعَمَلهِ) . وروي عن عمر أنه قال للسارق: لِمَ سرقت؟ فقال: سرقت بقدر الله قال: وأنا أقطع يدك بقدر الله . الملف بالمرفقات |
العلامات المرجعية |
|
|