#1
|
|||
|
|||
السحر
السحر إن الحمد لله رب العالمين نحمده ونستعينه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، إنه من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ } آل عمران102 {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً } النساء1 {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً {70 } يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً }[الأحزاب71،70 ] أما بعد : فإن أصدق الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي نبينا محمد r ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار . أحبتي في الله ...... هذا هو لقاءنا الثاني مع السبع الموبقات التي حذر منها النبي r في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي r قال: (( اجتنبوا السبع الموبقات )) . قالوا : يا رسول الله وما هُنَّ ؟ قال (( الشرك بالله ، والسحرُ وقتلُ النفس التي حرم الله إلا بالحق ، وأكلُ مال اليتيم ، وأكلُ الربا ، والتولي يوم الزحف وقذفُ المحصناتِ الغافلاتِ المؤمنات ))(1) . ونحن اليوم على موعد مع الكبيرة الثانية ألا وهي : (( السحر )) (( السحر )) والسحرُ عالم عجيب تختلط فيه الحقيقة بالخرافة .. والعلم بالشعوذة .. كما تختلط فيه الدوافعُ والبواعث .. والغاياتُ والأهداف !! وهو عالمُ ظاهرهُ جميلُ خلاب يفتن القلوب البسطاء ويخدعُ السذج والرعاع !! وباطنه قذرَّ عفن يتجافى عنه أولوا الألباب وينأى عنه أصحابُ القلوب المستنيرة والفطر السليمة !! وتاريخ السحر تاريخٌ أسود قاتم !! فهو خدعة شيطانية يضلُّ بها شياطين الإنس والجن عبادَ الله فيوقعونهم بالسحر في أعظم جريمة الكفرِ والشرك والضلال .. !! (2) أحبتي في الله : لقد أصبح التوجه إلى السحر والسحرة في هذا العصر المتطور منذراً بالخطر . !! فلقد أذاقت الحياةُ الماديةُ الجافة البشرية البلاء العظيم فلقد قست القلوب !! وجفّت ينابيعُ الخير في أرواح أكثر الناس !! فكثرت العقد والمشكلات النفسية التي أصبحت سمة العصر . وأخذ كثيرٌ من الذين فقدوا راحة القلب وطمأنينة النفس يلجأون إلى السحرة والمشعوذين!! يبحثون عندهم عن حل لمشكلات استعصت على علماء النفس وأساتذة علم الاجتماع فكانوا بذلك كالمستجير من الرمضاء بالنار !!(1) ونظراً لخطورة هذا الموضوع فسوف أفرد له لقاءين كاملين بإذن الله جل وعلا وسينتظم حديثي في العناصر التالية : أولاً : تعريف السحر في اللغة والاصطلاح . ثانياً : حقيقةُ السحر وأنواعه . ثالثاً : هل سحر النبيُ r . رابعاً : حُكم السحر وحدُّ الساحر . خامساً : الوقاية من السحر . فأعيروني القلوب والأسماع فإن هذا اللقاء من الأهمية لمكان . أولاً : تعريف السحر في اللغة والاصطلاح يُطلق السحرُ في لغة العرب على كل شيء خفي سببه . وقال أبو عبيد : أصلُ السحر صرفُ الشيء عن حقيقته إلى غيره ، وقال عز وجل: {فَأَنَّى تُسْحَرُونَ} [المؤمنون:89] . أي فأنى تصرفون ، وهذا الصرف قد يكون للعين وهو الأخَذة التي تأخذ العين فلا ترى الأشياء على حقيقتها وقد يكون للقلب من البغض إلى الحب أو من الحب إلى البغض. وقد يكون هذا الصرف بالقول الحلال فهو البيان . ومن صحيح البخاري وغيره في كتاب الطب من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي r قال (( إن البيان لسحرا )) ([1]) أما تعريف السحر في اصطلاح العلماء : قال الفخرُ الرازي في تفسيره: اعلم أن لفظ السحر في عُرف الشرع مختص بكل أمرٍ يخفى سببه ويتخيل على غير حقيقته ويجري مجرى التمويه والخداع . ووافقه الإمام الجصاص في هذا التعريف وغيره وهؤلاء هم الذين يرون بأن السحر لا حقيقة له إنما هو تخييل وسوف نوضح هذا إن شاء الله عز وجل . وعرف السحر الإمام ابن قدامة في كتاب المغني مع الشرح الكبير في المجلد العاشر فقال : السحر هو عُقدّ ورُقي وكلامّ ستكلم به ( أي الساحر) ويكتبه أو يعمل شيئاً يؤثر في بدن المسحور أو قلبه أو عقله من غير مباشرة له وله ( أي الساحر ) حقيقة فمنه ما يقتل وما يُمرض وما يأخذُ الرجل عن إمرأته فيمنعُهُ وطأها ومنه ما يفرق بين المرء وزوجه وما يبغضُ أحدُهما إلى الآخر أو يُحبب بين اثنين . أ . هـ . وهنا يجب أن نفرق بين السحر والكرامة والمعجزة فالسحر اتفاق بين الساحر والشيطان على أن يقوم الساحر بفعل الكفر والشرك وكل ما هو محرم في مقابل أن يساعده الشيطان وأن يعينه في كل ما يطلبه منه الساحر . وكلما ازداد الساحر كفراً بالله وعبادة الشيطان كلما ازداد الشيطان له طاعة . أما الكرامة فلا تكون إلا للولي . وأما المعجزة فلا تكون إلا للنبي . وجماعهما الأمر الخارق للعادة كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى في المجلد الحادي عشر . |
#2
|
||||
|
||||
السلام عليكم
جزاك الله كل خير وجعله فى ميزان حسناتك |
العلامات المرجعية |
|
|