اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > القسم الإدارى > أرشيف المنتدي

أرشيف المنتدي هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل

 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-12-2006, 03:44 AM
الصورة الرمزية The Happy Angel
The Happy Angel The Happy Angel غير متواجد حالياً
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Nov 2006
المشاركات: 1,124
معدل تقييم المستوى: 0
The Happy Angel is an unknown quantity at this point
Red face عتام الارواح والاشباح ودماء وقصص تذكر ستتحول القصص لواقع في حياتك

بسم الله الرحمن الرحيم :

الموضوع هديه كما وعدتكم

هديه عيد الاضحي والسنه الجديده 2007


دي بعض القصص عن انيس منصور اوك كيف تحضر شبح ؟!!!

هقول بس اوعي حد يجرب الطريقه هي 1. تحضر سله اوك لو باسك او سبت اوك وبعدين تحضر ورقه بيضاء وقلم وتضعها بحيث

يمكن للروح ان تكتب وتقرا سحر وتقوس معينه بترتيب معين طبعا مش هقولها اتحذفت من النسخ الجديده لكتاب انيس منصور


اول قصه حقيقيه

ولد واخته بمصر قرروا ان يجربوا هذه الطريقه ثم

فعلوا كل شيء وجاءت هذه الروح وجاوبتهم عن كل شيء مل عدا سوال واحد واحد من اقاربهم متي سيموت قالت الروح الموت بيد الله والمهم


المفاجاه لم يسطتيعوا صرف الروح ماذا فعوا ...........

كان تامرفي سهرة رائعة مع شقيقته وزوجها وأبنائهما في ثاني ليالي العيد، حيث تأخر به الوقت حتى الساعة الواحدة والنصف ليلاً، وقد كان بيته بعيداً جداً عن بيت اخته ويحتاج الى ما يقارب الساعتين للوصول لبيته، فإستأذن منهم وخرج مسرعاً بسيارته عائداً الى المنزل.


وفي الطريق ارتفعت درجة حرارة السيارة حتى كادت ان تتلف بسبب عدم وجود الماْء في المبرد، لم يجد سوى محلاً تجارياً واحد فاتحاً ابوابه في ذلك الوقت من الليل، فإقترب ماشياً ودخل المحل فلم يجد سوى هندي ووجهه الى الحائط وكان يعد النقود، فقال الرجل اريد زجاجة ماء بسرعة، وما ان ادار الهندي وجهه الا وبه عين واحدة فقط، فإنتابت الرجل حالة من الهسيتيرة والخوف الشديد فهرول مسرعاً نحو سيارته وادار المحرك رغم حرارته وانطلق مثل الصاروخ نحو بيته.
وفي اليوم التالي عاد ليرى المحل مغلقاً ولما سأل جيران هذا المحل عنه قالو له مات فيه هندي قبل سنتين. وكل من يستأجر هذا المحل يجد في مشاكل لأنه مسكون." ..

سائق طاكسي يسير في الشارع قبل أذان الفجر ,, فوجد رجل كبير في السن له شعرا"

ابيض وذقن بيضاء .. فقال لنفسه : أكيد ده رايح يصلي الفجر .. فأخذه ليقله إلى

المسجد , فكان الشيخ الكبير يخبره بأن يتجه لليمين ثم لليسار ثم ادخل من الشارع

اللي جاي .. وهكذا.. حتى رأى السائق رجل آخر في منتصف الطريق يطلب من أن

يقله .. فاستأذن السائق من الشيخ قبل أن يقف للرجل ليوصله ,,, فاخبره بموافقته ..

فتوقف السائق للرجل وعندما ركب قال له : أنا هوصل عم الحاج الأول , وبعد كده نروح لطريقنا ,,,

فاستغرب الرجل وقال : فين عم الحاج ؟؟!
!
فرد السائق باستغراب : ماهو قاعد جمبي اهو !!
!
فقال الرجل : مفيش حد جنبك يا اسطي , مالك أنت أتجننت وإلا شارب حاجه ؟؟!
!
فجن السائق وقال: ماهو قاعد جمبي اهو ...

هنا تكلم الرجل الكبير , واقترب من السائق وقال : محدش شايفني غيرك ,, أنا

عزرائيل , وجاي اقبض روحك , وأنت قدامك 5 دقايق واقبض روحك ,, الحق صلي ركعتين الفجر قبل ما تقابل وجه الكريم !!!!!!
!
جن جنون السائق ونزل من السيارة مسرعا" بحثا" عن ماء ليتوضأ وانطلق لصلاة الفجر , وعندما عاد كانت المفاجأة !!!!
!
لا يوجد شيخ كبير ولا رجل ولا سيارة !!!!!!!

لقد كانت عصابة جديدة وسرقت سيارته !!
!

قصـــــــــــــه واقعيـــــــــــــه

غضب الأشباح !!

--------------------------------------------------------------------------------

( المطر ينهمر بغزاره والرعد الهائج يقصف الأجواء ورياح عاتية تهب من كل مكان ، فجأة ! توقف كل شي وساد صمت مريب وماهي الا لحظات حتى هبت نسمات ليل ساحرة تنعش الأ نفاس وتطرب كل ذي قلب مرهف الأحساس ، 00 وفي أثناء هذه اللحظات الجميله خرج فارس من بيته المتواضع ليتنزه ويرفه عن نفسه بعض الشيء توقف قليلا ثم رفع رأسه الى العنان يتأمل الأجواء بعد ذلك بدأ يتجول سيرا على الأقدام في ضواحي البلدة الصغيرة وبينما كان يتجول فوجئ بوجود جثة طفل وقد ابتلت بماء المطر تماما ملقاة على قارعة احدى الطرق المهجوره ! اقشعر بدن فارس وهرع الى قسم الشرطة وأمام رئيس القسم حكى فارس ما شاهده ، فأنتقل معه ضابط وثلاثة جنود بسرعة لمكان الواقعة وكانت المفاجأة أنهم لم يجدوا شيئا مما ذكر ! 00 وبصوت مسموع قال الضابط :- هل أنت متأكد مما شاهدته ؟ لم نترك مكانا الا وبحثنا فيه ولم نجد شيئا ! 000 فارس مندهشا :- أنا متأكد أنني رأيت جثة ملقاة هنا ! لا بد أن أحدا ما قام باخفائها ! 000قاطعه الضابط قائلا :- ماذا تعرف عن الضحية ؟ 000 فارس :- لا أعرف عنه شيئا ، ولم أشاهده من قبل ، 000 ثم أردف قائلا :- أعتقد أننا لو سلكنا هذا الطريق سنجد الجثة لا محالة 000 الضابط :- حسنا ، لنستطلع الأمر ، هيا بنا 000 سلكوا الطريق وسار الجميع وواصلوا السير وكان سيرا بطيئا حذرا وبعد المسير لمسافة ليست بالقليلة وجدوا أنفسهم تلقائيا أمام منزل قديم مهجور منذ سنوات عدة ، انتاب ضابط الشرطة بعض الشكوك حول مايخفيه هذا المنزل المخيف فأمر رجاله بدخوله ليستطلعوا أمره ، فجأه ومن دون انذار تبدأ دوامة ال*** ، جثث متناثرة ومبعثرة في كل اتجاه من أرجاء المنزل ، انها جثث لأشخاص سبق وقد أعلن عن اختفاءهم منذ فترة وجيزه ، وفي صمت وذهول وهلع واضح منهم أخذ الجميع يمرون أمامها حتى وقعت أعينهم على جثة الطفل التي رآها فارس سابقا ، 000 لم يتحملوا فظاعة هذا المشهد المزري فخرجوا جميعهم من هذا المنزل المشؤوم وهم في حالة ذعر شديد ، اتصل الضابط فورا برئيس قسم الشرطة وقص له ما حدث ثم طلب منه أرسال خمسة عشر جنديا مدعومين بأسلحة نارية وسيارة اسعاف كنوع من الأحتياط لحدوث مكروه أو ما شابه ذلك ، 000 نفذت مطالب الضابط في الحال وما هي الا دقائق معدودة حتى هبّ جمع غفير من رجال الشرطة الأقوياء ، احتشد الكل أمام المنزل ثم أمر الضابط رجاله جميعهم بتطويق المكان جيدا واغلاق جميع المنافذ المجاوره له لتضييق الخناق على القاتل وتسهيل مهمة القبض عليه ، 000 وبصوت مسموع عبر مكبر الصوت قال الضابط :- أخرج يا من تتحصّن هنا ، أنت محاصر الآن ، 000 بامكانك الأستسلام ان أردت والاّ سوف نضطر لمهاجمتك 00000 كرر الضابط نداءته تلك عدة مرات لكن دون جدوى فلا أحد يجيب ! أخيرا اضطر الضابط وجنوده بمداهمة المنزل وعند دخولهم كانت بانتظارهم مفاجأة لم تخطر على بال أحد لم يجدوا الجثث المتناثره هنا وهناك ولم يجدوا أي كائن في المنزل ! لقد أختفى كل شيء في لحظة ! صعق الجميع وانتاب العض خوف شديد للغايه ، وقبل أن يهمّوا بالخروج اتصل الضابط مرة أخرى برئيس قسم الشرطة وأخبره بما حدث فأمر رئيس القسم بعقد اجتماع سرّي ومغلق لبحث ملف هذه القضية الغامضة ، وأثناء عقد الأجتماع قال رئيس قسم الشرطة :- وصلتني للتو معلومات سريّة من مصادر موثوقة تفيد بوجود كائن غير مرئي يقوم با صطياد سكان البلدة واحدا تلوا الآخر وبعد ***هم بطريقة وحشية يخفي الجثث في مكان لا يعلمه أحد ! كما حصلت أيضا على وثائق سريّة تم الكشف عنها مؤخرا من قسم الأرشيف لدينا تقول :- في شتاء 1988 م شهد المنزل الذي قمتم بمحاصرته مجزرة مروعة حيث قضى أكثر من عشرة رجال من عائلة واحدة نحبهم في ليلة واحدة تحت ظروف غامضة ! 000 << سادت حالة من الصمت في قاعة الاجتماع لبضع دقائق ، 000 >> وبصوت يخترق الأعماق قال رئيس قسم الشرطة :- ان الخطر واضح وجلي ، فهذا الكائن الغريب ما زال يتابع مساره القاتل ويقترف جرائمه ضد السكان الأبرياء فقد حصد عشرات الموتى وأرعب ملايين النفوس ، 000 يجب ايجاد حل سريع ومتزن لا يقاف ما يحدث ، فكلما مرّ يوم زاد اللغز غموضا ، وازداد الحدث رعبا وريبة 000 ردّ أحد الضباط قائلا :- كيف با مكاننا مواجهة كائن لا نراه في تحركه ومختبئ عن الأنظار ي*** البشر دون أي دوافع ، انه لأمر صعب ومحيّر وخارج عن السيطره نوعا ما 00000 قاطعه رئيس القسم بحزم قائلا :- حسنا ، أمهلوني حتى صباح الغد ، عندها سنجد الحل الأمثل لا نهاء هذه القضية 00000 انتهى الأجتماع وانصرف الجميع وذهب كل لحال سبيله ، 000 وفي صبيحة اليوم التالي استيقظ فارس من نومه وهو في حاله شبه هيستيريه فقد ذهل حين رأى بقع وعلامات من الد م على ملابسه وباب غرفته تؤكد من خلالها أن الكائن الغامض الذي ذاع صيته في البلدة قد مرّ من هنا ، وأنّ ال*** مقبل لا محاله ، ظل فارس يتجول داخل أرجاء منزله ذهابا وأيابا مذعورا لا يدري أين يذهب من هول ما رأى ؟ !! 000 وبينما هو كذلك كان هناك من يسير معه ويلاحقه من مكان لآخر دون أن يشعر بذلك ! 000 أيقن فارس أنّه في مأزق كبير وأنّ نهايته قد اقتربت فقرر الهروب من منزله لأ قرب مركز للشرطه وقبل أن يهمّ بالخروج فاذا بضربة قوية من أياد خفية تنهال على رأسه وتسقطه على الأرض ساكنا بلا حراك فكانت تلك نهايته ، سادت حالة من الذعر والفوضى بين الأهالي عندما تكرر نفس المشهد مع بعض سكان البلدة ، عندئذٍ أدرك السكان أنّ ما يحصل خلفه أرواحا شريرة تريد السيطره على البلدة ، فهناك العديد من الشواهد التي تؤكد ذلك ، 000 وصل الخبر الى مسامع رئيس قسم الشرطة فأمر باخلاء جميع السكان من منازلهم فورا تفاديا لسفك دماء المزيد من الأبرياء ، تمت عملية الاخلاء بدقة متناهية وحزم الأهالي أمتعتهم لشد الرحال من هذه البلدة المشؤمة الى بلد آخر أكثر أمنا ، 000 أجتمعوا ثم انطلقوا كالقافلة يتقدمهم رئيس قسم الشرطة بنفسه وبينما القافلة تسير ، فجأة ! ومن دون أي مقدمات أشتعلت نيران كثيفة في جميع مداخل ومخارج البلدة مما تسببت في منع الأهالي من الخروج فلم يتمكن رجال الشرطة وعمّال الأنقاذ من اخماد النيران بل ذهلوا عندما أكتشفوا أنّ المياه تزيد من كثافة النيران ، انهار الجميع وتعالت صراخاتهم وتشنّجت أطرافهم وسقط البعض مغشيا عليه ، فأصبحت البلدة ومن فيها محاصرين الى وقت معلوم !! 000000 بقيت أكثر من علامة استفهام حائرة لم تجد اجابة شافية ، 000 من يقف خلف هذه الأحداث ؟ ! وما هي هويته ودوافعه ؟؟ سيظل السر محيرا يسوده الكثير من الغموض !!!!! )


هذه القصة من تأليف غموض

نشرت هذه القصـة في صحيفة الجزيرة وفي مجلة الأسرة العصرية عام 1424هـ

كان أول الأمر يقطع الطريق في خطى حثيثة مجترا آلامه المبرحة، وبغثة اعتراه الوهن وانتابه الفتور فجعل يجر قدميه الطريتين في إيقاع متراخ كثمل أعياه السكر والسهر. الأرض أمامه بساط من شظايا صخور مسننة، تتخللها منعطفات حادة.. وضع السلة المملوءة عن آخرها من على كتفه وقبع مقرفصا، مرهفا السمع لطلقات المدافع تدوي عن بعد وتملأ صدر الأرض رعبا.. تعالت في الأفق البعيد ألسنة الدخان في شكل لولبي كأنها ثعابين سوداء.. خضم من الحياة فظيع رتيب، قطعة من جهنم موحشة مروعة.. تحامل على نفسه ورفع الحمل الثقيل مسويا إياه على كتفه، وواصل سعيه الإجباري حتى أشرف على الحي المقصود. ثمة وجه مألوف أومض سناه فغمر أنفاسه اللاهثة.. أقر في نفسه وهو ينظر إليه في لهفة، بأن دنيا الخالق الرحيبة لا تعدم فرسان الرحمة.. وظل الشاب حقا يبادله نظرات تفيض تأثرا و تمتلئ عطفا ورحمة .. اعتاد أن ينفحه من جيبه بسخاء منذ وقع في مخالب اليتم. يوسف ملاك ما يزال معدودا من صغار الطير الراكنة في أعشاشها، الفاغرة أفواهها في انتظار أوبة العصفورة محملة بالحب والماء. لم يبق لديه من الأجنحة ما يحضن جسمه الغض المقرور.. كل شيء ارتحل عن دنياه وبطشت به يد الأفول، حتى زهرة الطفولة اعتراها الاصفرار والذبول.. بيد أنه حمد الله على ما ألفاه في عبد الحليم سرحان من فيض المن وجميل السلوان. واصل السير صوبه، سعى هذه المرة في خفة وكأنه يحمل على ساعديه الريش.. حتى إذا وصل أنزل الحمل الذي ناء به كاهله وارتمى بين أحضانه منتحبا.. جد في أن يهدئ من روعه ويعيد السكينة والأنس إلى خاطره، كدأبه دائما كلما صادفه، بيد أنه لم يفلح، خمن وأدرك بحدسه أن المصاب قد يكون أمر وأفدح، تحدث مخاطبا، والطفل في غمرة شهيقه المتقطع.. هون عليك يا يوسف.. تسلح بالشجاعة المعهودة فيك واحك عن محنتك الجديدة.. قال ذلك وأشعل سيجارة فاخرة .. وأنى ليوسف ملاك أن يحكي وقد غصت بحنجرته رياح المتجر، ذلك القبو المضاء طيلة النهار لما يكتنفه من العتمة.. يبدو أن الصبي لا يعرف عن ذلك المكان سوى كونه متجرا لا تفتر فيه الحركة طيلة النهار، ومخزن الدقيق المظلم رصت على أرضيته أكياس من دقيق دمغت على واجهاتها الأهلة والصلبان.. وهؤلاء الرجال دوي السحن البيضاء لا يفتأون يترددون على المتجر، تارة في بزاتهم العسكرية وتارة بدونها.. والحاج عبد الحميد السلوقي متربع في مجلسه أمام مكتبه يستخلص الفواتير ويدس المال في الصندوق الحديدي بجانبه.. و عن يساره الكهل رشوان مسئول الميزان يكيل بغير قسطاس. وأنت يا ملاك، لست في هذا الفضاء الرهيب سوى قردا خدوما كان من نصيبك أن تروض في هذا الجناح من نار السعير. هات أكياس الدقيق من المخزن يا نسناس.. سمعا وطاعة.. آه، ما أثقلها!.. آه، ما أخبث رائحة البرودة وغبار الدقيق!.. رتبها هناك أيها القرد الخامل.. اصعد وهات علب الأرز.. آه من الرفوف الشاهقة!.. والحل؟.. لا مخرج.. ليس أمامك سوى القفز إلى أعلى.. ألست قردا أهلا لذلك؟!... وصعد على درج السلم، وأمسك بعلبة وانزلقت أخرى لتهوي أرضا وينتثر ما جمعت عليه من حب الأرز.. تجرع الحاج المصيبة وكظم غيظه وتوعد في خاطره. ظل لفترة منشغلا مع ضيفين ثقيلين من ضباط الجنود الغرباء.. همسات.. حديث عيون ماكرة.. تدوين معلومات.. الحاج السلوقي يفتي في همس والعسكري يدون!.. انتهت مهمة الحاج بعد أن ختم بدفع أجر ما تسلمه من حمولة الدقيق والأرز. وابتدأت أخرى، قادها هذه المرة الكهل رشوان.. لم يتلقف يوسف ملاك سوى هذه العبارة تند عن مسئول الميزان.. صفية وحسيبة، طريدتان طريتان فائقتا الجمال.. وصافحاه بحرارة، وعانقاه ولسان حاله يخاطب كل منهما: تستأهل يا مستر.. التفت الحاج إلى يوسف وأشار إليه بأن يدنو منه ففعل، ربت على كتفه وهمس في أذنه بحنو:
ـ ألم تفطر بعد يا بني؟
وتساءل الصبي بعين الاستغراب.. هل تخدعني أذني يا ثرى؟.. هل تجردت من سحبها السماء وابتهجت إذ عمها الصفاء؟ هل حقا شمله العفو ونجا جلده من لعنة علبة الأرز الساقطة؟
ـ نعم سيدي لم أذق الطعام منذ الأمس..
ـ حسنا، اتبعني إلى مخزن الدقيق أحضر لك ما تشتهي النفس.. هيا فقد كل ساعداك وأنهك جسمك الفتي الصعود والهبوط..
وسار الفتى في إثره مبتهجا وقد نشط الريق في فمه. جلس على كيس من دقيق يترقب، ممنيا نفسه بوجبة شهية. انتصب الحاج خلفه مخاطبا: فطور ساخن أم بارد يا فتى؟.. بل ساخن يا سيدي.. نعم الاختيار، تفضل.. وإذا السماء التي خالها صفت تمطره بردا كالحجارة مكهربا.. خذ ما تيسر أيها القرد المشئوم... هاك أيها المشلول.. احتس يا مفسد.. وانهالت ضربات السوط تشوي رأس الصبي الصائح المستعطف.. أمسك بأذنه بعدما أشرف على عملية الإفطار، وأشار إليه بنقل سلة الزاد والمئونة إلى البيت.. حرام علي ما صليت وما حججت، إن أنت تلكأت في الطريق أو تأخرت، لأمسكن برقبتك حتى الموت، هيا انصرف.. وغادر المتجر ينوء من ثقل المحمول، تشيعه نظرات الغريبين الساخرة.. حتى الكهل رشوان ابتهج وفرك يديه انتشاء.. سلك كل سبل المناورة لقطف تمرة الصبي المحرمة ولم يبلغ الأرب، ولا غرابة إذا تربص بالصبي، من حين لآخر، وسدد إلي خذه الصفع مختلقا تبريرات واهية.. كان يوسف ملاك حقا آية من الحسن والرواء، نفذ سناه إلى دماغ رشوان وأصابه بجنون المرض اللعين، وجعل يسري في دماغ الجنديين ..






لبث سرحان مذهولا رغم ما طبع سحنته من الطيبة والوداعة، ليستفيق على ثمالة السيجارة تحرق أصابعه.. هدأ مجددا من روع الغلام، وهمس بنبرة متأسية.. الحاج ورهطه أوغاد وكلاب وقساة أكباد.. لم تصر على البقاء هناك؟
وبالكاد نبس يوسف: لا ثقة في الحاج يا سيد سرحان.. يدعي دوما أنه سيسلمني ـ إن أنا غادرت بغير إذنه ـ لأصدقائه الضباط كما فعل بأبي حين أدرج اسمه في قائمة الرؤوس المناوئة..
أشعل سرحان سيجارة أخرى ونفث الدخان زافرا متأففا.. أعرف معدن الحاج جيدا يا يوسف.. الحاج شوكة حادة منغرسة في حلق هذا التراب .. أجل كل هذا التراب بات، من سطوة الغريب المغير، عزيز قوم ذل.. اكتفى بذلك وودع الغلام بعد أن منَ عليه ببعض المال..
انحرف ملاك إلى اليمين حيث مسكن عبد الحميد السلوقي.. دلف إلى صحن الدار وأنزل القفة من على كتفه بعد لأي، ولبث في مكانه منتصبا في انتظار أن تقبل حرم الحاج، يتابع بعينين منزعجتين نجلا مدللا من أنجال آل السلوقي يلتهم طعام فطوره في نهم غير عابئ بهذا الكائن المهزوم يزاول المهام المدموغة على جبينه. طال ترقبه فهمَ بالانصراف لولا أن باغته صوتها عن كثب.. لا تبرح يا يوسف حتى تنظف البهو وتحمل الأغطية إلى السطح تأخذ نصيبا من الهواء وضوء الشمس..
ـ أنا اللحظة متعب سيدتي ..
وكشرت عن أسنانها ضاحكة مستهزئة..
ـ ومتى كانت الحمير تشكو أتعابها أيها القرد الفاتن؟!
ـ السيد يريدني على عجل سيدتي..
ـ السيد!.. والسيدة؟.. وأرسلت كفها إلى أسفل ظهره بكل ما أوتيت من القوة.. اغتنم فرصة الباب الخارجي المشرع فأطلق ساقيه للريح ، يحك موطن الضربة من مؤخرته. انطلق يجدف في خضم بحر هائج من دون أن يعرف لقاربه متجها.. سار يخبط في الدروب كالسكران.. عكست عيناه القلقتان لغة اليأس والرجاء.. لا موضع قدم له من الآن في المتجر الرهيب، ذلك القبو الذي تفنن في تقويض أحلامه وانتهاك حرمة جسده.. فماذا خلف وراءه غير السراب؟!.. الأب هلك تحت غطاء المقاومة، الأم قضت تحت الأنقاض، أخوه وقع في قبضة الصياد.. كل ذلك لم يدع له سبيلا إلى التردد أو الإحجام عما عقد العزم عليه. وابتسم الحظ من جديد وهل هلال عبد الحليم سرحان.. ساعة من الزمن أعادت للجسم المحموم انتعاشته.. فعلا لم يضن عليه مرافقه وولي نعمته. أكل ما لذ وشرب ما طاب واسترخى على الكرسي في صحن المقهى، فعاد إليه أنسه وانبسطت أساريره. انهض سرحان وأشار بيمناه إلى النادل، فأدى الواجب وبرح ويوسف المكان..
ـ هيا يا ملاك ننشد الفسحة بعيدا عن عالم الخراب والضباب المعربد من حولنا..
استطاب يوسف الفكرة واستجاب على السجية، وما المانع وقد أضحى العالم من حوله ديار فسحة برمته؟! أخذت الظلمة في بسط ستائرها حين تخلصا من قيود الآليات المحترقة والعمران المتداعي، ظل سرحان ممسكا براحة الصبي حتى انتهيا إلى منحدر عند قدم ربوة. أخرج من جيبه علبة السجائر وناوله واحدة غير أن الصبي اعتذر. شعور غريب اعتراه، والمكان على رحابته ضاق وتقلص أمام ناظريه.. ما سر هذا التودد المبالغ فيه وما بال هذه الأنامل تزحف عند مشارف خصره؟.. ومهما يكن فقد تملكته الهواجس.. ارتاب.. انتفخ رأسه المعطوب.. كل ما يهابه الساعة أن تكون النهاية دامية مفجعة بين أنياب وحش وديع.
اعتذر سرحان وترجل يبغي إفراغ متانته.. تملكه الفرح وغمرته المسرة ظنا منه أن التمرة الغضة الحلوة التي ظل يترقبها نضجت وحان قطافها.. حتى إذا عاد لم يلف غير السراب.. وما يزال الملاك يعدو حتى تلاشى في لجة من الضباب الحالك. تمنى وهو يصارع الموج، منسلخا عن عالمه الصاخب الطاغي، لو يصبح قردا يقفز بين الأشجار، يضحك على بني آدم، يردد الترانيم ويهزأ من فرسان الجحيم.
قصبة تادلة في 4 يناير 2006

قصة اليوم مختلفة عن اى قصة تم سردها من قبل
القصة تظهر ان هناك من احب بصدق
القصة تستطيع ان تجعلك تقدر قيمة الحب
انها قصة شاب احب فتاة با الفعل بل اصبح متيم بها
قام ببناء منزل بقلب الادغال لكى يبارك حبهما
لكى يصبح حبهم مكتمل ويعيشان حياة سعيدة للابد
لاكن ليس هذا ما حدث
لقد خانت تلك الفتاة محبوبها
وكانت النتيجة حقد هذا العاشق الغاضب الذى لا يعرف حدودا
نعم
لقد احب السيطرة على المنزل
اصبحت عواطفهم واحدة
ان هذا المنزل اصبح اكثر من ملعون
مئات المستكشفين فى عصرنا الحالى يختفون عند ابوابه
لم يعد احد ليخبر القصة
قرر فريق من فتاتان وثلاث شباب التوجه الى التل الذى يحمل المنزل الملعون لقضاء الليل
لاكنها سوف تكون الزيارة الاخيره
فتح مارك باب المنزل الذى كان نظيفا اكثر من ما ينبغى
دخلو الى هذا المنزل لم يكن المكان مفجاء بما يكفى
اشعل مارتن المدخنة التى ادت الى دفاء المكان مباشرة
جلسو الخمسة بجانب المدفاة
يتمتعون با الدفء ولا يعلمون اى شئ عن ما يتحرك فى هذا المنزل
وبعد لحظات انطفاة الاضاءة تماما
لا شى سوى نار المدخنة القديمة وهى تتوهج
وفجاة
تحرك شى بجانب مارتن
شئ غير بشرى
حلق من رقبة زميله وقد عرف هذا من راس زميله الملقاة امام المدفاة
انها راس مارك زميله
صعقت الفتاتان
توجهنا الى الباب المودى للخروج
لاكن هناك من اغلق الباب عليهم
توجهو ناحية النافذة وهم يتدافعون ويصرخون
لاكن النافذة اختفت
لاشى امامهم
لا مخرج
الدماء تسيل فى ارجاء المكان
والمنزل يسحب كل الدماء للداخل

كانه يروى ظمائه
حاولت الفرار مما يمزق اوصالى لاكن لا فائده
المنزل اعاد ترتيب نفسه
نحن الخمسة لسنا سوى اطياف تخدم هذا المنزل

ليس لسبب محدد
ليس لاننا مضطرون
لاكن لاننا جزء من المنزل الان
حارس الجحيم

جنية بذيئة

بينمـا أنا عاكف على عملي رن جرس الهاتف بجواري،و عندما رفعت السماعة إذا بصـوت امرأة فيه رعب و خوف تخاطبني و الذعـر يملأ حديثها. قلت: هوني عليك يا أختاه و أخبريني بما حدث بهدوء حتى أتمكن من مساعدتك. هدأت قليلا ثم قالت:إحدى المعلمات في المدرسة تتحدث بكلام غريب و بطريقة غير عادية .سألتها: لماذا تفعل ذلك ؟ قالت: الذي اعرفه أنها جاءت ذات يوم بماء مقروء عليه القرآن و رشته في غرفة من غرف المعلمات و بعدها حدث ما حدث و أخبرتنا أنجميع المعلمات بالمدرسة بهن مس من الجان فسقطت كثيرات منهن على الأرض مغشي عليهن فور سماعهن لهذا الكلام. و أصبحت المدرسة تعيش في رعب منذ ذلك اليوم.فماذا نفعل؟عرفت منها اسم المعلمة و اسم زوجها و طلبته للحضور الي في المسجد وعندما جاء قال لي : أن زوجته كانت ترى أشياء غريبـة تحـدث في غرفـة المعلمـات بالمدرسة و ذات يوم كانت تقرا القرآن على احدى الطالبات في هذه الغرفة فشعرت أنها لا تستطيع القراءة و اذا قرأت يصيبها تعب شديد. و طلب مني الزوج أن أقوم بزيارة الى المدرسة فرفضت الا بعد الحصـول علـى تعميد من الجهة المسؤولة و هذا ما تم فعلا قمت بزيارة للمدرسة في غير وقت الدوام و بدأت رحلتي في العلاج بالطلب من الزوج أن يحضر أولا زوجته لأقـرأ عليهـا و جاءت الزوجة و أثناء القراءة وجدت أن بها مسا مـن الجان فتحدثت الي الجنـي الذي تلبسها فنطق قائلا:انه و بقية زملائه من الجان يسكنون هذه المدرسة و أن هذه المعلمة آذتهم عندما جاءت بالماء المقروء و رشته في الغرفة حيث أصابهم لدرجة أن بعضهم أحرق فما كان منه الا ان تلبسها.و قال الجني أن خمس و عشرين معلمة من معلمات المدرسة بهن جان. و عند ذلك طلبت من الزوج أن يجمع بقية المعلمات و يحضرهن الى المسجد حيث جعلت لهن يوما خاصا و بدأت أقرأ عليهن فوجدت أن ثمانية منهن متلبسات بالجان و الأخريات بهن لمس خارجي فقط.طلبت من الأخوات تكرار الزيارة و بفضل الله شفيـن جميعـا الا اثنتان أصبحتـا تراجعان عندي فـي القراءة الجماعية لمدة ستة اشهـر تقريبا بعدها شفيت واحـدة وبقيت الأخرى متلبسة بجنية كانت بذيئة الأخلاق .ثـم انقطعت الفتاة عـن العلاج لمدة طويلة و لـم اعد اعرف عنهـا أيـة أخبار. وبعد ثلاثة اشهر متتالية و اذ كنت جالسا رن جرس الهاتف اذ بـه يحمل صوت احدى الأخوات لا أعرفها فقالت: يا شيخ كانت عندك أحدى المعلمات تتلقى علاجا من الجان وهي الآن عندي في مدرستي بعدما نقلت من مدرستها. و الحقيقة أننـا فزعنا عندما كنا نسمع منها أصوات غريبة حتى قيل أنهـا مسكونة بالجان و أنها كانت تعالج عندك.قلت لها ما اسمها ؟ قالت فلانة اذا به اسم تلك المعلمة فقلت نعم ، و لكن خبرهـا انقطع عني قبل أن تكمل علاجها . قالت: و ماذا نفعل اننا في ذعر تام من أمر هذه المعلمة . أخذت أهون عليها و أبسط لها الأمر ثم طلبت منها أن تخبرها بالحضور الي فردت: أن احدى الأخوات عرضت عليها ذلك فعلا و قالت لها دعينا نأخذك الى الشيخ منير و لكنها رفضت بشدة و تصميم و كلما ذكرنا لها اسمك انتابها ذعر شديد و تتملكها حالـة الذعر هذه فأننا نخاف منها و نبتعد عنها.
و بقيت القصة بلا نهاية فلا المعلمة تقوى على مواصلـة العلاج و لا الجنيـة التـي متلبسة لها ترغب في مغادرتها. ان حالة هذه المعلمة هي من النوع الذي يتسلـط الجان فيـه علـى الانسان بسبب استخدام الانسان للجان في ايذاء الناس و ايقاع الضرر بهم و هكـذا تكـون العاقبة و الله نسأل أن يعصم قلوبنا من الزلل و أن يجعلنا من الراشدين.

شبح السّحور !!



أعود بذاكرتي إلى رمضان المبارك.. إذ قرع خاطري حادث غريب مررت به في إحدى لياليه الرائعة بأروقة الحي الجامعي.. فأحببت أن أسجله هنا.. اسمعوا إذن..

كـان يوما آخرا.. يوما عاديا من أيام رمضان الكريم.. هذا الشهر الذي تكاد تلمس فيه تغيرا في كل شيء حولك.. الأشخاص، الجو، الأوقات.. حتى أنفاسك يشوبها شيء من الهدوء و السكينة، طبعا لن نتحدث عن الجرائم التي يرتكبها مدمني التدخين !..

كان يوما آخرا.. حيث يسود الصمت بالغرفة و قد استلقيتُ فوق سريري أطالع القرآن أو أرمق السقف، و صديقي يفعل الشيء ذاته.. قد ألجم الظمأ أفواهنا و أزال الجوع منا أية رغبة في الحديث و الثرثرة !..

يمزق آذان المغرب صمتنا المرتقب على حين غرة، لنقفز من أسرّتنا بنشاط عجيب.. فأسارع إلى اختطاف ثمرة يكون طعمها في فمي أحلى من العسل و ألذ من ألذ ما لذ و طاب من الطعام و الشراب !..

و كان فطورا آخرا.. كأي فطور محترم، إذ يمكنك ملاحظة الشراهة المطلقة في الأكل و مدى ال*** الذي نمارسه على المأكولات المسكينة !.. فلا تعجب مثلا إن رأيتني أبتلع الثمر عن طريق أنفي !!.. و لا تفزع إن استقرت عيناك على صاحبي و هو يحمل كوب عصير برجله اليـُسرى !..

و كان عشاءا آخرا.. ضئيلا، هزيلا و نحيلا.. و مع ذلك نصرّ على تسميته عشاءا و نفتخر به أيما افتخار!.. لن أبوح بمكوناته كي لا أفضي بالسر إلى كل طالب فيستفيد من الأساليب المتطورة التي ننهجها كي نعد أسرع عشاء مع أكبر كم ممكن !.. لذا لا تنتظروا الكثير..

و كانت حالة أخرى من السكر تصيبني بعد العشاء مباشرة، كعهدي في شهر رمضان.. فأسترسل في الضحك الهستيري و الكلام بصوت مرتفع مدة لا بأس بها، تجعل كل من يسكن غرفة بجواري يتمنى لي الموت ب***ة قلبية !..

نفس البروتوكولات المملة أتخذها قبل النوم.. وضع جهاز الراديو قرب رأسي، إغلاق الباب بالمفتاح، ترتيب سريري المبعثر، تبادل كلمات تافهة مع صديقي السكران هو الآخر، ثم.. القفز رأسيا فوق السرير.. على غرار السباحين في الأولمبياد حين يقفزون من علٍ نحو حوض الماء !..

* * *

أنظرُ إلى السماء البنفسجية و أفتح فمي لتخرج منه عصافير و أرانب تردد أغاني جميلة، غير مفهومة و لكنها جميلة و.. ماذا ؟؟.. سماء بنفسجية !، عصافير تخرج من فمي ؟؟.. يبدو هذا غريبا و مجنونا و لكن.. لماذا لا أعجب منه و لا أبالي بصحته ؟.. لماذا أقف فاغرا فمي، مركزا نظري إلى السماء بكل هذا الهدوء و الاطمئنان ؟؟..

فجأة.. يمتزج صوت الغناء مع صوت آخر غير متناسق مع القطعة.. تخفتُ الموسيقى رويدا رويدا و يعلو ذلك الصوت المزعج أكثر فأكثر.. و لكن من أين يأتي ؟.. ربما مصدره السماء، فقد بدأ لونها يتبدل مع ازدياد الصوت ليصبح مخيفا، مريعا ثم..

فتحت عيني بسرعة لأجدني على الفراش أنظر إلى النافدة المضاءة بوهج القمر و قد لف الجدران ظلام حالك.. لا شيء كان يُسمع وقتها غير صوت عقارب الساعة و الزفير الرتيب لصديقي النائم..

كنت أحلم إذن !.. تبا، أكره هذه الأحلام المجنونة التي تراودني من حين لآخر إنّ..

(طااااق.. طاااق.. طاق)..

انتفضت في ذعر عند سماعي طرقا عنيفا على الباب !..

لحظة !.. إنه نفس الصوت المزعج الذي سمعته بالحلم ؟!.. إذن فالطرق كان منذ مدة !..

و قمت بالحركة الغريزية، المناسبة لمثل هذا الموقف، إذ التفت بسرعة إلى مكتبي الغارق في الظلام.. لأرى في شاشة الساعة المتوهجة الثالثة و النصف بعد منتصف الليل !!..

و قبل أن أسأل نفسي عن هوية هذا الضيف المحترم الذي اختار أنسب وقت على الإطلاق كي يشرفني بزيارته !.. دار مقبض الباب ب***.. لينخلع قلبي رعبا..

صدقني، الموقف أخطر مما تتصور، و لن يصوره عقلك كما يجب إلا عندما تُ***ع من حلم مجنون لتجد أصوات طرق عنيف على بابك و عقارب الساعة تتحرك ببطء مرعب لتخبرك أنها الثالثة و النصف بعد منتصف الليل !.. ثم أخيرا، هناك من يحاول، بجنون، ا***اع الباب من مكانه !!..

لا أعرف كيف نهضت و قد دارت بي الأرض و ماجت و انقلب سافلها أعلاها ؟.. تقدمت بخطوات مبعثرة نحو الباب الخشبي الأخضر.. توقف الطرق عندما اقتربت من الباب.. لا داعي لأن أقول أني وقفت مترددا، حيرانا، مفزوعا، مصعوقا مدة طالت حتى أصبحتُ تمثالا عتيقا لشاب من عصر الأنوار يرتدي منامة و ينظر برعب لشيء أمامه !.. كانت مدة مديدة لدرجة أني خفت بعدها أن أسمع صوت الطرقات مجددا فمددت يدا مرتجفة إلى المفتاح المعلق بعين الباب، و هو يلمع لمعانا مستفزا.. أدرته مرتان ثم استقرت يدي المتوترة على المقبض البارد و فتحت الباب..

... ! !

- أووووف.. أرعبتني يا هذا !.. ألا تستطيع أن تكون حضاريا قليلا ؟..

إنه (سفيان) جاري بالغرفة الثالثة على اليسار..

- هل أنتم نيام أم أموات أم مومياوات محنطة ؟.. نصف ساعة و أنا أطرق الباب و أحرك المقبض عسى أن يسمعني كائن حي بالغرفة و لكن.. لا حياة لمن تنادي !..

- هذا رائع !.. أشكر لك محاولتك الإنسانية لإيقاظي من النوم مع الثالثة و النصف ليلا !.. لكن هل لي أن أعرف السبب ؟..

- السحور يا ذكي ألا تريد أن تصوم غدا ؟..

- آ آه.. قلها منذ البداية يا أحمق !..

ثم انصرف.. رأيته يمشي بخطوات سريعة في الرواق نصف المضاء، كان يقصد الحمام..

حينئذ.. و حينئذ فقط شعرت بامتلاء مثانتي.. و كيف لي أن أشعر بها قبل ذلك و قد عشت قصة رعب رائعة !..

توجهت بدوري إلى الحمام.. كان الجو رطبا باردا اقشعر له جلدي.. رأيت (سُفيان) يلج الحمام.. كم هو سريع !.. أيمشي أم يركض !..

الغريب أنه لم يُضأ الحمام عند دخوله.. و كيف يرى باب المرحاض وسط كل هذا الظلام ؟؟..

دخلت الحمام، و هالني حجم الظلام !..

صوت قطرات صنبور يمزق الصمت المهول..

نسيت تماما السبب الإنساني لقدومي هنا.. و تمالكت رعبي الذي بدأ يتكاثر و ناديت بصوت متحشرج..

- سُفيااان !..

...

- أخبرني أنك هنا وسط الظلام، تتبول بكل هدوء.. لأخبرك أنك شبح..

تزلزل كياني و تملكتني رجفة من أخمص قدمي حتى شعيرات رأسي !.. ماذا قلت للتو ؟.. شبح !.. بسم الله الرحمان الرحيم.. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.. اللهم إني أعوذ بك من الخُبث و الخبائث..

و الجميل أن (سفيان) لم يجبني حتى الآن !.. فكان قراري الحكيم هو.. الفرار إلى غرفتي الحبيبة !..

مشيتُ، بل هرولتُ.. بل قل جريتُ جريا في الرواق البارد و الذي وجدته أطول من اللازم.. أعدّ نبضات قلبي في انتظار الوصول أمام باب غرفتي..

حين اقتربتُ، توقفتُ و أنفاسي مبهورة، متلاحقة.. أنا الآن أمام غرفة (سفيان).. لا أرى ضوءا من خلال فتحة الباب العلوية !..

توقفت للحظات أمام الباب ثم مددتُ كفي الأيمن و قد سيطرت عليه رجفة عنيفة.. أدرت المقبض مرات و مرات و كأني لا أريد تصديق أن الباب مغلق.. و كأني لا أريد التفكير في كون ((سفيان)) نائم، الآن، بسلام على سريره الدافئ !..

كيف يغلق الباب بالمفتاح في هذا الوقت المتأخر و قد خرج لإيقاظي فقط، و بابي على بعد خطوات قليلة منه ؟؟.. و لماذا لم يترك النور وراءه ؟؟.. أليس من المفترض أن يوقظ صديقه أولا ؟!..

نفذت طاقة أعصابي على تحمل المزيد في هذه اللحظات و قد تغلبت عليّ خواطر مُهـولة !..

حثثتُ الخطى نحو غرفتي في آخر الرواق.. اقتحمتها ب*** و ربما صفقتُ الباب بهُياج..

أغلقتُ الباب بإحكام قبل أن أنهار على فراشي البارد و لُهاثي يزيدني رُعبا على رعب..

عجز عقلي للحظات عن العمل، و كلما حاول باء بالفشل !..

ثم اجتاحت خاطري المرتعش فكرة على حين غرة !.. ماذا لو كان ذلك كله جزئا من الحلم و لم أستيقظ بعد ؟.. لسعتُ ظهر كفي بقوة حتى تأوهت من الألم، ففهمت الحقيقة التي لابد من فهمها.. فهمتُ آسفا أن ما قد كان آنفا قد كان فعلا !..

نهضت مترنحا و توجهت إلى مكتبي المغمور في الظلام، تناولتُ قلما أحمرا من كأس الأقلام.. و كتبت على ورقة جملا و عبارات مقتضبة، لخصت فيها ما عشته قبل لحظات..

ثم عدتُ إلى الفراش و أقسمت فورا أن أغمض عيني و أنسى كل ما شاهدته و سمعته.. أعوذ بالله من كل شيطان غرور أو شبح سُحور..
منقول


القصص الاخري
__________________
سأجوب مع رفاقي شوارع العاصمه لاحتفالي بمئويه الزمالك ومن المستحيل ايقافي[/COLOR][/SIZE]
  #2  
قديم 29-12-2006, 04:10 PM
الصورة الرمزية The Happy Angel
The Happy Angel The Happy Angel غير متواجد حالياً
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Nov 2006
المشاركات: 1,124
معدل تقييم المستوى: 0
The Happy Angel is an unknown quantity at this point
افتراضي

ايه يا جماعهع الموضوع وحش
__________________
سأجوب مع رفاقي شوارع العاصمه لاحتفالي بمئويه الزمالك ومن المستحيل ايقافي[/COLOR][/SIZE]
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 04:14 PM.