معذره ايها الابطال ..........

[شاعرالحب]

حفر الأهلي اسمه واسم الكرة المصرية بحروف من ذهب في الكرة العالمية، وجعلنا في كل مكان خارج المحروسة نفخر بأن الفذ أبو تريكة هداف البطولة من طينتنا النجم، وبأن ناديا يلعب في الدوري المصري هو ثالث عظماء العالم بعد انترناسيونال البرازيلي وبرشلونة الأسباني.
نتمنى ألا يتهمنا أحد بالمبالغة.. فكاتب هذه السطور ظل طويلا يقسو على الأهلي، واتهم لاعبيه بكل صراحة بأنهم يتعاطون المنشطات، وأن الدوري المحلي لا يصلح مقياسا للحكم عليهم. وبالتالي فلا يمكن لأحد القول بأنني أسير مع القطيع واهتف مع المبالغين واتغنى بانتصارات وهمية!
فما حدث في بطولة العالم لم يكن وهما. اللاعبون الذين صمتوا طويلا على اتهاماتي واتهامات غيري ردوا بكل قوة وجبروت على أرض الواقع وفي مواجهة أفضل لاعبي العالم.
لم يخنعوا أو ييأسوا، ولم يفكر أي واحد منهم ماذا سيقبض فوق الترابيزة وتحتها كما يفعل غيرهم من الفاشلين في الأندية الفاشلة!
إذا لم نواجه النجاح بالحب والفرحة الطاغية والعمل لبلوغ نفس الدرجة فنحن حاقدون، وإذا لم نتعلم وظللنا نتحدث بنظرية المؤامرة، فلن نغادر مكاننا ولن نتحرك من موضع أقدامنا.
هذه الماكينات التي رأيناها في مباراتين متتاليتين لا يفصل بينهما سوى 72 ساعة، أثبتت للجميع الذين تحدثوا عن المنشطات – وأنا منهم – حجم الظلم والتجني الذي وقع عليهم، فليس ذنبهم أنهم يكتسحون كل الفرق المحلية والأفريقية، لأنهم الأفضل والأقوى ولأنهم يجتهدون ويعرقون ويذوبون عشقا في الكرة وفي ناديهم، وتحكمهم منظومة احتراف حقيقية.
شعرت بالأمس بأن حدوتة الصفر الشهير انتهت بأقدام هؤلاء الأبطال، وأنهم ردوا لنا حقنا وكرامتنا أمام بلاتر ورجاله، فقد فازوا بالمركز الثالث، في الوقت الذي توج فيه فريق انترناسيونال البرازيلي الذي هزمهم بشق الأنفس وبصعوبة بالغة، بطلا لأندية العالم.
مبروك للأهلي.. ومبروك لهذا الرجل الجميل محمود الخطيب، لقد كانت فرحته ورقصات قلبه أمس بين أبنائه من اللاعبين الأبطال فرحة لكل مصر ولكل محب لكرة القدم فيها.
مبروك لهذا النجم العالمي أبو تريكة الذي حرص أمس أن يقدم تهانيه لكل الجماهير المصرية قبل الأهلوية.. ما أروعك أيها الخلوق النبيل. أنت تستحق أن تكون أحسن لاعب في أفريقيا مع احترامنا لدروجبا وايتو، لا نقول ذلك تعصبا لك أو لبلدنا وإنما هي الحقيقة التي رأيناها امس ساطعة كالشمس وليت لجنة الاختبار الأفريقية تراها مثلنا.
اتمنى أن تتحلى التعليقات اليوم بروح الفرحة والبهجة والشعور بطعم هذا الانجاز غير المسبوق للكرة المصرية والعربية والأفريقية وأن تقدم التهاني لصاحب الفرح وتدعو لاشقائه من الأندية المصرية بالشرب من البئر نفسه والتمتع بحلاوته.
لست مبالغا إذا قلت إنه عبور إلى العالمية أسعد كل المصريين، واختفت من خلاله العصبيات الكروية، فكل الجماهير زغردت وهللت لانجاز هذا النادي الكبير والعريق.
اتمنى أن يكون الدرس الأول لكل منظومة الكرة المصرية بعد هذا الانجاز، عن العوامل التي اتاحت للأهلي ذلك، عن روح الفريق التي لا تعرف سوى الانتصارات، عن الرجال الذين لم يصبهم اليأس بعد اخفاق النسخة الماضية، فعملوا في صمت وهدوء شديد وبأساليب علمية لعلاج أخطائهم وتقديم الكرة المصرية والأفريقية بشكل أفضل كثيرا في نسخة هذا العام.
لم ينتاحروا ويتقاتلوا ويبحثوا عن بطولات في القنوات الفضائية كما يفعل غيرهم الذين استمروا في التقهقر لأنهم لا يرون سوى مصالحهم وأهواءهم ولا يجيدون سوى تعليق "غسيلهم القذر" على كل الحبال!
لنحافظ على هذا الانجاز ونقتدي به ونطوره. لنجعل الأهلي نموذجا لكل باحث عن التفوق والنبوغ، فاذا لم تعلمنا الرياضة ذلك فلا فائدة منها.[color=#FF0000]

منقوووووووووووووول