اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > علوم القرآن الكريم

علوم القرآن الكريم هنا أن شاء الله كل حاجة عن القرآن الكريم من مسموع ومرئي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-08-2009, 06:46 AM
الصورة الرمزية مراد قنديل
مراد قنديل مراد قنديل غير متواجد حالياً
عضو ممتاز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 255
معدل تقييم المستوى: 16
مراد قنديل is on a distinguished road
افتراضي كلمة حول آية




(1)

كلمة حول آية

"مقدمة"

الحمد لله الذي كرم بنى آدم على سائر المخلوقات ، ووهب لنا الشريعة الغراء ، وأنعم علينا بالإسلام ، فاللهم اجعلنا من المؤمنين حفًا ، وتقبل أعمالنا وانصرنا على القوم الكافرين.
يا من يرى ما في الضمير ويسمع ***** أنت المعد لكل ما يتوقع
يا من يرجى للشدائد كلها ***** يا من إليه المشتكي والمفزع
يا من خزائن رزقه في قول كن ***** أمنن فإن الخير عندك أجمع
ما لي سوى فقرى وسيلة ***** فبالإفتقار إليك فقرى أدفع
ما لي سوى قرعي لبابك حيلة ***** إن كان فضلك عن فقيرك يمنع
ونصلى ونسلم على معلم البشرية محمد بن عبد الله الذي قال فيه ر به:ـ"وما أرسلناك الإ رحمة للعالمين" (الأنبياء 107)
معلم الخير العباد وما لهم عهد ***** بإمى يجئ معلمًا
كانت شعوب الأرض جرحى كلها ***** من سوء مااجترحت وكنت المرهما
تالله لا منجى لشعب من أذى ***** إلا إذا بحصون شرعتك احتمى
وبعد
لهذه الأسباب عزمت على التنفيذ "فإذا عزمت فتوكل على الله" فتوكلت على الله ونفذت هذا البحث وأنا أعلم أختلاف طبائع الناس وأقدار طبائع العوام والخواص ليست مجهولة فيحتاج إلى الأخبار عنها بأكثر من التنبيه عليها ، لأنكم تعلمون أن طبائع الرسل فوق الخلفاء ، وطبائع الخلفاء فوق طبائع الوزراء، وكذلك الناس على منازلهم من الفضل وطبقاتهم من التركيب فى البخل والسخاء والبلادة والذكاء والغدر والوفاء، والجبن والنجدة، والصبر والجزع والطيش والحلم والكبر والتيه والحفظ والنسيان والعى والبيان"
فقد اتحدث فى الموضوع بأسلوب يفيد بعض المعلومات وقد يتحدث غيرى فى الموضوع بمعلومات أخرى مفيدة فنكون متعاونين فى الوصول إلى المعنى الحقيقى والمصل للاجمال.
هذا وقد قسمت هذا البحث إلى ثلاثة مباحث كالتالى:ـ
1- المبحث الأول:ـ فى سياق الآية
2- المبحث التانى:ـ فى الموضوعات المتعلقة باللآية.
3- المبحث الثالث :ـ فى إرتباط الاية بمصادر التشريع.
هذا وقد تناولت هذه المباحث بتقسيم كل مبحث إلى فروع إخرى ..... وهكذا.
تناولت هذه الموضوعات تناولا يؤدى إلى توضيح الهدف ويميل إلى التفصيل احيانا، والإهمال فى احيان اخرى ....
وأنا اكتب ذلك أسأل الله القدير أن يقبله خالصا الوجه الكريم أقول للقارئ:ـ أن الجواد قد يكبو والنار قد تخبو وإن الإنسان محل النسيان" وإن الحسنات يذهبن السيئات "هود14 ) فمن وجد تقصيرًا فليغفر لى وليتذكر قول الشاعر:ـ

من ذا الذى ترضى سجاياه كلها **** كفى المرء نبلا أن تعد معايبه

هذا وإذا أصبت فمن الله العلام العليم ، وإذا قصرت فى شئ فمن نفسى، وأسأل الله أيضًا ؛ أن يعلمنًا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا، والله الموفق وعليه قصد السبيل
إعداد:ـ مراد محمد محمود قنديل
(2)


الآية

" بسم الله الرحمن الرحيم"

" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً{59} "
(النساء 59)
المبحث الأول

"في سياق الآية"

عندما نبدأ فى تفسير هذه الآية التى تنظم علاقة المؤمن بربه وكتابه ورسوله "صلى الله عليه وسلم" لابد وأن نقف وقفة قصيرة للحديث عن سياق الآيه، وإذا أردنا الوقفة مع سياق الآية فسوف يتطلب منا تبويب هذه الوقفة إلى فصول تساعد على إداء هذه المهمة على خير وجه تكون كالتالى:ـ
1-فصل فى اسباب نزول الآية.
2-فصل فى معانى بعض المفردات.
3-فصل فى بلاغة الآية من حيث الأسلوب والصور.

* أما عن الفصل الأول:ـ
فقد وردت فى اسباب نزول هذه الآية كثيرًا من الروايات منها:ـ
1-روى السيوطى فى كتابة اسباب النزول ما نصه:ـ "روى البخارى وغيره عن ابن عباس، قال :ـ نزلت هذه الآية فى عبد الله بن حذافة بن قيس إذا بعثه النبى "صلى الله عليه وسلم"، فى سرية ...
وقال الداودى :ـ هذا وهم ـ يعنى الغفتراء على ابن عباس ـ فإن عبدالله بن حذافة خرج على جيش فغضب فاوقد نار وقال اقتحموا ، فامتنع بعض.....وهم بعض أن يفعل، قال:ـ فإن كانت الآية نزلت قبل، فكيف يخص عبدالله بن حذافة بالطاعة دون غيره ، وإن كانت نزلت بعده فإنما قيل لهم إنما الطاعة بالمعروف، وما قيل لهم لما لم تطيعوه؟ ....
واجاب الحافظ ابن حجر بأن المقصود فى قصته، فإن تنازعتم فإنهم تنازعوا فى امتثال الأمر بالطاعة ، والتوقف فرارًا من النار فناسب أن ينزل فى ذلك ما يرشدهم إلى ما يفعلونه عند التنازع .... وهو الرد إلى الله والرسول "صلى الله عليه وسلم"

2- روى الإمام بن كثير فى تفسيره :ـقال:تقال بن جرير حدثنا محمد بن الحسين حدثنا أحمد ابن الفضل حدثنا أسباط عن السدى فى قوله :تعالى " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم " قال :ـ بعث رسول الله "صلى الله عليه وسلم" سرية عليها خالد بن الوليد وفيها عما ر بن ياسر
فساروا قبل القوم الذين يريدون فلما بلغوا قريبا منهم عرسوا وأتاهم ذو العينين فأخبرهم فأصبحوا وقد هربوا غير رجل أمر أهله فجمعوا إمتاعهم ثم أقبل يمشى فى ظلمة الليل حتى أتى عسكر خالد فسأل عن عمار بن ياسر فأتاه فقال:ـ يا أبا اليقظان إني قد أسلمت وشهدت أن لا اله الا الله ، وأن محمد رسول الله، وإن قومي لما سمعوا بكم هربوا وإني بقيت فهل إسلامي نافعى غدًا والا هربت؟ قال عمار :ـ بل هو ينفعك فأقم فأقام، فلما أصبحوا أغار خالد فلم يجد أحدا غير الرجل، فأخذه وأخذ ماله فبلغ عمارًا الخبر فأتى خالدًا فقال :ـ خل عن الرجل فانه قد أسلم وإنه فى أمان منى، فقال خالد :ـ فيم أنت بخير؟ فاستبانوا وارتفعا إلى النبي "صلى الله عليه وسلم" فأجاز أمان عمار ونهاه أن يجير الثانية على أمير فاستبا عند رسول الله "صلى الله عليه وسلم" فقال خالد:ـ أنترك هذا العبد الأجدع يسبني ، فقال رسول الله عمارًا يبغضه الله، "صلى الله عليه وسلم" :ـ يا خالد لا تسب عمارًَا فإنه من سب عمارًا يسبه الله، ومن يبغض ومن يلعن عمارًا لعنه الله" فغضب عمارا فقام فتبعه خالد فأخذه بثوبه فاعتذر إليه فرضي فأنزل الله عز وجل هذه الآية ...... وهكذا رواة ابن أبى حاتم من طريق عن السدى مرسلا...."
هذا ما ورد في سبب النزول وقد يختلف من كتاب إلى آخر ولكن في هذه الآية وفى معظم آيات القرآن الكريم فإن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب. ولكن جرى العرف لحكمه التوضيح والزيادة في المعرفة سرد أسباب النزول.
وأما عن الفصل الخاص بمعاني المفردات كالتالي:ـ
أطيعوا:ـ انقادوا لـ ...... "طوع يديه" :ـ اى منقاد له.
التنازع:ـ الاختلاف.
تأويلا :ـ عاقبة.
أحسن تأويلا :ـ أحسن عاقبة.
والمعنى الإجمالى للآية:ـ أمر الله تعالى المؤمنين بطاعته وطاعة رسوله وذلك بامتثال أمرهما ، الواجب والمستحب واجتناب نهيهما. وأمر بطاعة أولى الأمر ، وهم الولاة على الناس من الأمراء والحكام والمفتين فإنه لا يستقيم للناس ، أمر دينهم ودنياهم ؛ إلا بطاعتهم والانقياد لهم طاعة لله ؛ ورغبة فيما عنده. ولكن بشرط أن لا بامروا بمعصية الله فان أمروا بذلك فلا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق ولعل هذا هو السر فى حذف الفعل، عند الأمر بطاعتهم وذكره مع طاعة الرسول.فإن الرسول "صلى الله عليه وسلم" لا يأمر إلا بطاعة الله ومن يطعه فقد أطاع الله وأما أولو الأمر فشرط الأمر بطاعتهم :ـ ألا يكون معصية. ثم أمر برد كل ما تنازع فيه من أصول الدين وفروعه إلى الله ورسوله أى إلى كتاب الله ورسوله فإن فيهما الفصل فى جميع المسائل الخلافية إما بصريحهما أو عمومها أو إيماء أو تنبيه أو مفهوم أو عموم معنى يقاس عليه ما أشبهه؛ لأن كتاب الله وسنة رسوله عليهما بناء الدين ولا يستقيم الإيمان الإ بهما.فالرد شرط أساسى فى الإيمان ......ومن لم يرد إليهما مسائل النزاع فليس بمؤمن حقيقة وحكم الله والرسول ؛ أحسن الأحكام وأعدلها وأصلحها للناس فى أمر دينهم ودنياهم وعاقبتهم ..."
وخلاصة ما سبق:ـ
أنه نداء موجه من الله سبحانه وتعالى إلى المؤمنين بأمرهم بطاعة الله وطاعة الرسول "صلى الله عليه وسلم" وذلك بالتمسك بالكتاب والسنة وطاعة الحكام المسلمين المتمسكين بشرع الله فى المعروف إذلا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق ورد الخلافات إلى كتاب الله وسنة رسوله "صلى الله عليه وسلم" إذا كانوا مؤمنين بالله واليوم الأخر ، وفى الرجوع إلى كتاب الله وسنة الرسول خيرللمؤمنين وأصلح العاقبة.
أما عن الفصل الخاص بالبلاغة:ـ
1- كلما قرأ الإنسان فى كتاب الله تذوق بلاغته وتبين له إعجازه فإذا نظرنا فى الآية ودققنا النظر فى هذه الآية وجدنا ما يلى :ـ
اشتملت الآية على كثير من أنواع الاسلوب الإنشائى حيث إنها اشتملت على اسلوب نداء :ـ" يا أيها الذين أمنوا ..." ( ـ وتمامًا للفائدة نقول :ـ إن اسلوب النداء ورد بلفظ يا أيها الذين امنوا 88 مرة فى القرآن الكريم وتذكر ماقاله السيوطى فى الاتقان:ـ " إن اسلوب النداء :ـ هو طلب اقبال المدعو على الداعى بحرف نائب مناب الفعل ادعوا ويصحب فى الأكثر الأمر والنهى والغالب تقدمه مثل الآية موضوع البحث وقد يتأخر مثل قوله تعالى:ـ وتوبوا الى الله جميعًا أيها المؤمنين" (المؤمنون31) وقد يصحب الجملة الخبرية نحو"يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له...." {الحج73} وقد لايعاقبها مثل "ياعباد لا خوف عليكم اليوم...."{الزخرف68} وقد تصحبه الاستفهام نحو " ياأبت لم تعبد...." {مريم42} وأصل النداء بيا ان تكون للبعيد حقيقة أو حكمًا ؛ وقد ينادى بها القريب لنكت منها :ـ (1) اظهار الحرص فى وقوعه (2) كون الخطاب المتلو معتنى بيه. (3)ومنها قصد تعظيم الشأن . (4) ومنها قصد الانحطاط. وقال الزمحشرى وغيره كثر فى القرآن النداء بيا أيها دون غيره لأن المبالغة ففيهالأن فيها أوجهًا من التأكيد واسبابًب من المبالغة تأكيد فى "يا" وما فى "ها" من التنبيه؛ وما فى التدرج من ابهام فى أى إلى التوضيح والمقام يناسب المبالغة لأن ما نادى الله له عباده ......مما انطق به كتابه امور عظام وخطوب جسام ومعانى واجب عليهم ان يتيقظوا لها ويميلوا بقلوبهم وبصائرهم اليها وهم غافلون فاقتضى الحال ان ينادوا بالآكد) وثلاثة اساليب امر " اطيعوا الله ، وأطيعوا الرسول ، فردوه " ، واسلوب شرط "فإن تنازعتم ....فردوه" و"إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر .." مع وجود الأسلوب الخبرى فى قوله "ذلك خير".
2- تكرار الفعل "أطيعوا الله وأطيعوا الرسول " لتأكيد أن طاعة الله وطاعة الرسول (صلى الله عليه وسلم) طاعة عمياء.
3- حذف فعل الامر مع اولى الامر لتأكيد ان طاعتهم تكون فى غير معصية الله.
4- "في شئ " نكرة للعموم والشمول.
5- حذف جواب الشرط فى قوله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ..." لدلالة السياق عليه وتأكيد المعنى وتوضيحه.
6- "ذلك خير" الإشارة للبعيد لبيان ارتفاع مكانة المتمسكين بكتاب الله وسنة رسوله "صلى الله عليه وسلم".
7- تأكيد حساب العاصين وثواب المطيعين وذلك من خلال ذكر اليوم الأخر في قوله "إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر......".
8- وجود اسم التفضيل "وأحسن تأويلا" وهو لتأكيد حسن عاقبة المطيعين وحسن الختام الذي يؤكد حسن عاقبة المؤمنين الذين ينفذون أمر الله وهذا تناسق القرآن {نداء + أمرـــــــــــــ> الالتزام} بتنفيذ الأمر يؤدى إلى حسن العاقبة.
9ـ عود على بدء نقول :ـإن النداء بقوله "يا أيها الذين أمنوا ...." له دلائل كثيرة منها :ـ (1) تحريض وحث المؤمنين على تنفيذ المطلوب منهم.
(2) تخصيص الأمر للمؤمنين وإظهار الحرص على تحقيقه
* وتزيد هنا أحكام التجويد في الآية:ـ
(1) المد:ـ وجد منه في الآية أنواع منها المد الطبيعي في "تنازعتم" "أطيعوا" وغيرهما ووجد منه المد المنفصل في "يا أيها الذين أمنوا...." ووجد منه المد البدل في "أمنوا" ومد العوض في "تأويلا".
(2) الإخفاء الحقيقي:ـ وجد ذلك النون مع الكاف في "منكم" و"إن كنتم" والنون مع التاء في "تنازعتم" "كنتم" . والتنوين مع الفاء في "في شئ فردوه......" .
(3) الإدغام الكامل في التنوين مع الواو "خيرٌ وأحسن" هذا على سبيل البيان لا الحصر .....
المبحث الثاني
"في الموضوعات المتعلقة بالآية "
يمكن الكلام من خلال هذه الآية في عدة موضوعات منها :ـ
(1) طاعة الله وطاعة رسوله "صلى الله عليه وسلم" وأثر ذلك.
(2) طاعة أولى الأمر.
(3) التنازع وكيفية القضاء عليه.
(4)أثر الإيمان بالله واليوم الآخر في حياة الفرد والمجتمع.
يمكن عمل بحث لكل موضوع من الموضوعات السابقة ولكنني أتحدث عنها في عجالة سريعة تؤدى لغرض وهو تفسير الآية الكريمة ........
أولا:ـ طاعة الله وطاعة الرسول"صلى الله عليه وسلم":ـ
عندما يدخل الإنسان الإسلام، ويؤمن بالله فعليه طاعته ، وتنفيذ أمره واجتناب نواهيه ، والمحافظة على حدوده ، والتزام الأدب معه الذي لخصه الشيخ الجزائري بقوله:ـ "إن شكر المسلم ربه على نعمه ، وحياءه منه تعالى عند الميل إلى المعصية، وصدق الإنابة إليه والتوكل عليه ورجاء رحمته والخوف من نقمته وحسن الظن به في إنجاز وعده وإنفاذ وعيده فيمن شاء من عباده ؛ هو أدبه مع الله؛ وبقدر تمسكه به ومحافظته عليه تعلو درجته ويرتفع مقامه وتسمو مكانته وتعظم كرامته فيصبح من اهل ولاية الله ورعايته ومحط رحمته ومنزل نعمته وهذا اقصى ما يطلبه المؤمن ويتمناه طول حياته".
والطاعة تعنى الخضوع لله سبحانه وتعالى والاستسلام واتباع مناهجه التى وضعها للإنسان لتكميل نفسه ورفعها الى المستوى الأئق بها والامر بطاعة الله ورد فى القرآن الكريم بصيغة "أطيعوا" ما يقرب من اثنتى مرة مثل قوله:ـ"
1- قال تعالى:ـ"يا أيها الذين أمنوا لا تأكلوا الربا أضعافًا مضاعفة واتقوا الله لعلكم تفلحون واتقوا النار التى أعدت للكافرين وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون"
2- قال تعالى :ـ" قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين".
3- قال تعالى :ـ" يا أيها الذين أمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء فى الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فاعلموا أنما على رسةلنا البلاغ المبين".
والطاعة تكون فى المنزلة الثانية بعد حب الله ولذلك نجد فى كتاب مختصر منهاج القاصدين بها فصل فى بيان الاسباب المقوية لحب الله تعالى نلخص منه ما يلى :ـ" اعلم ان اسعد الناس واحسنهم حالا فى الاخرة واقواهم حبا لله تعالى فإن الآخرة معناه القدوم على الله تعالى ودرك سعادة لقائه...... وأما قوة الحب واستبلاؤه وإنما يحصل ذلك بشيئين:ـ
1- قطع علائق الدنيا وإخراج حب غير الله من
القلب.
2- معرفة الله تعالى فإذا حصلت المعرفة تبعتها المحبة ولا يوصل إلى هذه المعرفة إلا بالفكر الصافى والذكر الدائم والتشمير فى الطلب والاستدلال عليه بأفعاله سبحانه وأقل أفعاله الأرض وما عليها بالإضافة إلى الملائكة وملكوت السموات".
فتأمل قول الشاعر:ـ
تعصى الاله وأنت تظهر حبه **** هذا لعمرى فى القياس شنيع
لو كان حبك صادقا لاطعته ***** ان المحب لمن يحب مطيع
أماعن طاعة الرسول "صلى الله عليه وسلم" فهى من طاعة الله عز وجل حيث أن المؤمن مأمور من الله عز وجل بأتباع سنة رسوله"صلى الله عليه وسلم" لأن الله تعالى قد فرض على المؤمنين طاعته وأوجب محبته وعدم مخالفته...وحذرنا من المخالفة فقال فى محكم آياته" فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنه أو يصيبهم عذاب أليم"
{النور}
وقال آمرا بأتباعه :ـ" وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ".
وقال تعالى :ـ" وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن توليتم فإنما على رسولنا البلاغ المبين"
ولا يمكن أن نفرق فى الطاعة بين طاعة الله وطاعة الرسول "صلى الله عليه وسلم" لأن الرسول "صلى الله عليه وسلم" مبعوث من عند الله سبحانه وتعالى وقال تعالى مبينًا ذلك " هو الذى بعث فى الأمين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة....."
"الجمعة2"
ولذا حذر الله من عصيانه أو عصيان رسوله"صلى الله عليه وسلم" وقد وضح القرآن الكريم أن الخير كل الخير فى طاعة الله وطاعة رسوله قال تعالى :ـ وإن أطجيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئًا..." {الحجرات 49}
وقوله تعالى :ـ"ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجرى من تحتها الأنهار..."
{النساء6}
ولذا فقد حذر علماء المسلمين من ترك طاعة الله رغبة أورهيبة ومنهم على سبيل المثال الشيخ الجزائرى حيث قال:ـ لقد أمر الله تعالى بطاعته وطاعة رسوله "صلى الله عليه وسلم" بقوله فى سورة محمد:ـ" يا أيها الذين أمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم..." فطاعة الرسول "صلى الله عليه وسلم" فى الأمر والنهى عبادة نعبد الله بها أيها المؤمنون من عبادة ، فمن ترك طاعتها غير مكروه من أجل أحدمن خلق الله كائنا من كان فيما عنده أو رهبة مما لديه فقد أشرك ،وتركه لطاعة الله وطاعة الرسول "صلى الله عليه وسلم" رغبة أو رهبة فيمن أطاعه شرك، إذا الطاعة فى المعروف ولا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق...." واللجوء إلى سنة رسول الله "صلى الله عليه وسلم" بعد
كتاب الله تعالى هو أساس الإيمان بالله فمن طاعة الرسول "صلى الله عليه وسلم" اتباع سنته ولذلك روى من أبى هريره رضى الله عنه أن رسول الله قل :ـ" كل أمتى يدخلون الجنة إلا من أبى ، قيل ومن يأبى يارسول الله؟ قال من أطاعنى دخل الجنة ، ومن عصانى فقدأبى " رواة البخارى ونهى الرسول "صلى الله عليه وسلم" من الإبتداع فى الدين بقوله :ـ" من أحدث فى أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" متفق عليه وفى رواية لمسلم :ـ" من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد" ومن هنا كانت الآية موضحة لمصادر التشريع فى الإسلام كما توضحه فيما بعد.
ثانيًا:ـ طاعة أولى الأمر:ـ
هو الإمام أو رئيس الدولة ، ونجد فى الآية الأمر بوجوب طاعة الحكام فى غير معصية الله ، وأدخل بعضهم فى مفهوم أولى الأمر العلماء والفقهاء وقد وضح الإسلام بعض الشروط التى يجب وجودها فى أولى الأمر منها:ـ
الإيمان:ـ وذلك من قوله تعالى :ـ" يا أيها الذين أمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم......" فالجار والمجرور منكم يعطى شرط الإيمان لأن النداء للمؤمنين. فيجب أن يكون الأمر بيد المؤمنين فالعزة لله والرسول وللمؤمنين قال تعالى :ـ" ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون "
أن يكون رجلا ، خص الإسلام الرجل بالقوامة قال تعالى :ـ الرجال قوامون على النساء ...." ومن هنا فأولى الأمر يكونوا من الرجال ، ولذلك نجد الرسول الكريم كان حريصا على توضيح ذلك فى الحديث المتفق على صحته ، عن أبن عمر رضى الله عنه قال :ـ سمعت رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم يقول :ـ" كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ، الإمام راع ومسئول عن لرعيته، والرجل راع فى أهله ومسئول عن لرعيته والمرأة راعية فى بيتها ومسئولة عن رعيتها وكلكم راع ومسئول عن رعيته" وفى الحديث نجد أن الرجل مسئول عن أهله، وبذلك فاولى ان يكون ولاة الأمور من الرجال ، وفى ذلك صلاح الأمر فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:ـ" لن يفلح قوم ولو أمرهم إمرأة.." حديث رواة البخارى وغيره...
أن يكون جامعًا بالعلم والأحكام الشرعية... وأن يكون عدلا فى دينه ، غير فاسق ولا منافق ، وذلك لأنه مكلف بتنفيذًا أوامر الله واجتناب نواهيه ولذلك قال البعض:ـ" أحق الناس بالولاية والإمامة اعلمهم بكتاب الله تعالى ولذلك أملر النبى "صلى الله عليه وسلم" عثمان بن أبى العاص على ثقيف فقد أعجبه ما رأى فيه من الحرص على فهم كتاب الله تعالى والإمارة والولاية ليس كل منهما إلا مسئولية دينية يراد منها إقامة الحكم والمجتمع الإسلامى" نكتفى بالشروط الثلاثة السابقة وهى قد تكون كافية ويمكن أن يندرج تحت الشرط الأخير شروطًا كثيرة ولكن نكتفى بذلك خشية الإطالة .... وهنا نسرد بعض الأحاديث التى تحث على طاعة أولى الأمر وتبين متى يطاع وكيف.....
(1)أحاديث تحث ولاة الأمور بالرفق برعاياهم:ـ

1- عن أبى يعلى معقل بن يسار رضى الله عنه قال:ـ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو عاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة " متفق عليه. وفى رواية : ـ فلم يحطها بنصيحة لم يجد رائحة الجنة. وفى رواية المسلم:ـ ما من أمير يلى أمور المسلمين ثم لا يجهد لهم وينصح لهم إلا لم يدخل معهم الجنة.
2- عن عائشة رضى الله عنها قالت :ـ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فى بيتى هذا اللهم من ولى من أمر أمتى شيئا فشق عليهم فاشقق عليه ومن ولى من امر امتى شيئا فرفق بينهم فارفق به" رواة مسلم
2- عن أبى هريره رضى الله عنه قال :ـقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :ـ كانت بنو اسرائيل تسوسهم الأنبياء ، كلما هلك نبى خليفة بنى وأنه لا نبى بعده ، وسيكون خلافاء فيكثرون قالوا :ـ يا رسول الله فما تأمرنا؟ قال:ـ أوفوا ببيعة الأول فالأول ثم أعطوها حقهم وأسألوا الله الذى لكم ، فإن الله سائلهم عما استرعاهم
2- وللإمام العادل نصيب من أحاديث الرسول "صلى الله عليه وسلم" منها :ـ
1- عن أبى هريره "رضى الله عنه" عن النبى "صلى الله عليه وسلم" قال :ـ "سبعة يظللهم الله فى ظلة ، يوم لا ظل له :ـ إمام عادل ، وشاب نشأ فى عبادة الله ، ورجل قلبه معلق فى المساجد ، ورجلان تحابا فى الله اجتمعا عليه وتفلرقا عليه ، ورجل دعته إمرأة ذات منصب وجمال فقال :ـ إنى أخاف الله ، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها منى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ورجل صدق الله خاليًا ففاضت عيناه" متفق عليه
3- وعن عوف بن مالك رضى الله عنه قال :ـ سمعت رسول الله "صلى الله عليه وسلم" يقول خيارأئمتكم الذين تحبونهم، ويحبونكم وتصلون عليه ويصلون عليكم وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنوهم ويلعنوكم. قال :ـ قلنا يا رسول الله أفلا تنابذهم ؟ قال :ـ لا .... ماأقاموا فيكم الصلاة ، لا ..... ما أقاموا فيكم الصلاة " رواة مسلم.
وموضوع الآية وجد فيه الكثير من الأحاديث فى وجوب طاعة ولاة الأمر منها:ـ
1-عن ابن عمر رضى الله عنه عن النبى "صلى الله عليه وسلم" قال:ـ على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره إلا أن يؤمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة " متفق عليه وعنه قال:ـ سمعت لرسول الله "صلى الله عليه وسلم" يقول :ـ من خلع يدا من طاعة لقى الله يوم القيامة ولا حجة له ومن مات وليس فى عنقه بيعة مات ميتة جاهلية " رواة مسلم
2- عن أنس رضى الله عنه قال:ـ قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم" اسمعوا واطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشى، كأن رأسه زبيبة" رواة البخارى.
3- قال الإمام أحمد:ـ حدثنا أبو معاوية عن الأعمس عن سعد بن عبيدة عن أبى عبد الرحمن السلمى عن على قال:ـ بعث رسول الله "صلى الله عليه وسلم" سرية واستعمل عليهم رجلا من الأنصار فلما خرجوا وجد عليهم فى شئ قال فقال لهم:ـ أليس قد أمركم رسول الله "صلى الله عليه وسلم" أن تطيعونى؟ قالوا:ـ بلى، قال:ـ فأجمعوا لى حطبًا، ثم دعا بنار فأضرمها فيه، ثم قال:ـ عزمت عليكم لندخلها قال:ـ فقال لهم شاب منهم إنما فررتم إلى رسول الله "صلى الله عليه وسلم" فإن أمركم أن تدخلوها فأدخلوها، قال :ـ فرجعوا إلى رسول الله "صلى الله عليه وسلم" فأخبروه ، فقال لهم:ـ لو دخلتموها ما خرجتم منها أبدًا، إنما الطاعة فى المعروف."
أخرجاه فى الصحيحين من حديث الاعمس
4- قال بن جرير:ـ حدثنى على بن مسلم الطوسى حدثنى بن أبى فديك، حدثنى عبدالله بن محمد بن عروة عن هشام بن عروة عن أبى صالح السمان عن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال :ـ سيليكم ولاة بعدى فيليكم البربيرة والفاجر بفجوره، فاسمعوا لهم وأطيعوا فى كل ما وافق الحق، وصلوا وراءهم فإن أحسنوا فلكم ولهم، وإن أساءوا فلكم وعليهم"
5- عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله "صلى الله عليه وسلم" قال :ـ كانت بنو اسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك بنى خلفة نبى وأنه لا نبى بعدى وسيكون خلفاء فيكثرون" قالوا:ـ يارسول الله "صلى الله عليه وسلم" فما تأمرنا؟ قال أوفوا ببيعة الأول فالأول وأعطوهم حقهم فإن الله سائلهم عمااسترعاهم"
6- روى مسلم عن عبدالرحمن بن عبد رب الكعبة قال :ـ دخلت المسجد فإذا عبدالله بن عمرو بن العاص جالس فى ظل الكعبة والناس حوله يجتمعون عليه فأتيهم فجلست إليه فقال:ـ كنا مع رسول "صلى الله عليه وسلم" فى سفر فنزلنا منزلا فمنا من يصلح خباءه، ومنامن ينتصل ومنا من هو فى حشره أى الدواب ترعى فى مكان وتبيت فيه إذ نادى منادى رسول الله "صلى الله عليه وسلم" الصلاة جامعة فأجتمعنا إلى رسول الله "صلى الله عليه وسلم" فقال:ـ إنه لم يكن نبى من قبلى إلا كان حقًا عليه أن يدل أمنة على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شر ما يعلمه لهم، وإن هذه الأمة جعلت عافيتها فى أولها، وسيصيب آخرها بلاء، وأمور تنكرونها، وتجئ فتن يرفق بعضنا بعضا وتجئ الفتنة فيقول المؤمن :ـ هذه هلكتنى ثم تنكشف وتجئ الفتنة فيقول هذه فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذى يحب أن يحب أن يؤتى إليه، ومن بايع إماما فأعطاه صفقة يده وثمرة فؤاده فليعطه إن استطاع، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر، قال :ـ فدنوت منه فقلت :ـ أنشدك بالله آنت سمعت هذا من رسول الله "صلى الله عليه وسلم"؟ فأهوى إلى أذنيه وقلبه بيديه وقال :ـ سمعته أذناى ووعاه قلبى، فقلت له:ـ هذا ابن عمك معاوية يأمرنا أن نأكل أموالنا بيننا بالباطل، وي*** بعضنا بع والله تعالى يقول:ـ يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراى منكم ولا ت***وا أنفسكم إن الله كان بكم رحيمًا " . قال :ـ فسكت ساعة ثم قال :ـ اطعه فى طاعة الله واعصه فى معصية الله ... والأحاديث فى هذا كثيرة ... ولتمام الفائدة نقول أن هناك أحاديث لللرسول "صلى الله عليه وسلم" ينهى فيها عن سؤال الإمارة منها :ـ
1- عن أبى سعيد عبد الرحمن بن سمرة رضى الله عنه قال :ـ قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم" :ـ ياعبد الرحمن لا تسأل الإمارة، فإنك إن أعطيتها من غير مسألة أعنت عليها وإن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها وإذا حلفت يمين فرأيت غيرها خيرا منها، فأت الذى هو خير وكفر عن يمينك" متفق عليه وكذلك نهى الرسول "صلى الله عليه وسلم" عن تولية الإمارة والقضاء وغيرها من الولايات لمن سألها أو حرص عليها فعرض بها، عن أبى موسى الأشعرى رضى الله عنه قال دخلت على النبى "صلى الله عليه وسلم" أنا ورجلان من بنى عمى’ فقال أحدهما :ـ يارسول الله "صلى الله عليه وسلم" أمرنا على بعض ما ولاك الله عز وجل وقال الأخير :ـ مثل ذلك، فقال إنا والله لا نولى هذا العمل أحدا سأله أو أحدا حرص عليه " متفق عليه وكذلك حث الرسول "صلى الله عليه وسلم " لولاة الأمور على اتخاذ رفقاء صالحين وذلك بقول الرسول "صلى الله عليه وسلم" حيث روى البخارى عن أبى سعيد وأبى هريرة "رضى الله عنهما" أن رسول الله "صلى الله عليه سلم " قال :ـ ما بعث الله من نبى ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان بطانة تأمره بالشر وتحضه عليه والمعصوم من عصم الله" من العرض السابق يتضح لنا أن الخليفة بشر وليس معصوم من الخطأ ويجب على العلماء والوزراء أمر الخليفة بالمعروف والنهى عن المنكر وعلى هذا سار الأمراء والخلفاء بعد رسول الله " صلى الله عليه وسلم" ويكفى عرض مثال واحد:ـ روى عن حنبة بن محصن العترى قال :ـ كان علينا أبو موسى الأشعرى أميرًا بالبصرة فكان إذا خطبنا حمد لله وأثنى عليه "صلى الله عليه وسلم" وأنشأ يدعو لعمر رضى الله عنه قال:ـ فغاظنى :ـ ذلك منه فقمت إليه فقلت له:ـ أين أنت من صاحبه تفضله عليه، ففعل ذلك جمعًا ثم كتب إلى عمر يشكو فى يقول :ـ إن حنبة بن محصن العنزى يتعرض لى فى خطبتى فكتب إليه عمر:ـ أن أشخصه إلى ، قال فاشخصنى إليه فقدمت فضربت عليه الباب فخرج إلى فقال من أنت؟ فقلت :ـ أنا حنبة فقال بى :ـ لا مرحبًا ولا أهلا قلت أم المرحب فمن الله، وأما الأهل فلا أهل لى ولا مال ، فبماذا استحللت يا عمر إشخاصى الآن أخبرك به ، إنه كان إذا خطبنا حمد الله وأنتى عليه وصلى على النبى "صلى الله عليه وسلم" ثم أنشأ يدعو لك فغاظنى ذلك منه فقمت إليه فقلت :ـ أين أنت من صاحبه تفضله عليه ، فصنع ذلك جمعًا ثم كتب إليك يشكونى . قال:ـ فاندفع عمر رضى الله عنه باكيًا وهو يقول أنت والله أوفق منه وأرشد ، فهل أنت غافر لى ذنبى يغفر الله لك، قال:ـ قلت غفر الله لك يا أمير المؤمنين قال:ـ ثم اندفع باكيًا وهو يقول:ـ والله لليلة من أبى بكر ويوم خمد من عمر وآل عمر فهل لك أن أحدثك بليلته ويومه؟ قلت :ـ نعم. قال :ـ أما الليلة فإن رسول الله "صلى الله عليه وسلم " لما أراد الخروج من مكة هاربًا من المشركين خرجا ليلا فتبعته أبو بكر فجعل يمشى مرة أمامه ومرة خلفه ومرة عن يمينه ومرة عن يساره، فقال رسول الله "صلى الله عليه وسلم" :ـ ما هذا يا أبا بكر ؟ ما أعرف هذا من أفعالك" فقال يا رسول الله أذكر لى الرصد فأكون أمامك وأذكر الطلب فأكون من خلفك وملرة عن يمينك ومرة عن يسارك ، لا آمن عليك. قال:ـ فمشى رسول الله "صلى الله عليه وسلم" ليلته على أطراف أصابعه حتى حفيت، فلما رأى أبو بكر أنها قد حفيت حمله على عتقه وجعل يشتد به حتى أتى فم الغار فأنزله ثم قال :ـ والذى بعثك بالحق لا تدخله حتى أدخله فإن كان فى شئ نزل بى قبلك، قال :ـ فدخل فلم يرى فيه شيئًا فحمله فأدخله وكان فى الغار خرق فيه حيات وأفاع فألقمه أبو بكر قدمه مخافة أن يخرج منه شئ إلى رسول الله "صلى الله عليه وسلم" فيؤذيه وجعلن يضربن أبا بكر فى قدمه وجعلت دموعه تنحدر على خديه من ألم ما يجد ورسول الله "صلى الله عليه وسلم" يقول له :ـ يا أبا بكر لا تحزن إن الله معنا، فأنزل الله سكينة عليه والطمأنينة لأبى بكر فهذه ليلته. وأما يومه :ـ فلما توفى رسول الله "صلى الله عليه وسلم " ارتدت العرب فقال بعضهم :ـ نصلى ولا تركى فأتيته لا آلوه نصحا، فقلت له :ـ يا خليفة رسول الله تألف الناس وأرفق بهم. فقال لى :ـ أجيار فى الجاهلية خوار فى الإسلام ؟ فو الله لو منعونى عقالا كانوا يعطونه رسول الله "صلى الله عليه وسلم " لقاتلهم عليه، قال:ـ فقاتلنا عليه والله رشيد الأمر، فهذا يومه ثم كتب إللى أبى موسى يلومه." خلاصة ما سبق أن طاعة ولاة الأمور واجبة فى غير معصية الله عز وجل حيث لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق ، كما قال الرسول الله" صلى الله عليه وسلم " :ـ " إنما الطاعة فى المعروف".
ثالثًأ :ـ التنازع وكيفية القضاء عليه
الدين الاسلام هو دين الرخاء والألفة والمودة والمحبة والجماعة والإتحاد؛ ولذلك سد أبواب الأختلاف والتفرقة والعصبية حيث نهى الدين الإسلامى عن التباغض والتقاطع والتدابر والتجسس وسوء الظن بالمسلمين من غير ضرورة وإظهار الشماتة بالمسلم والغش والخداع والمن بالعطية والإفتخار، نهى الإسلام عن كل ما سبق وحرم احتقار المسلمين والطعن فى الانساب والهجران بين المسلمين فوق ثلاثة أيام إلا لبدعة فى المهجور أو تظاهر فسق أو نحو ذلك. قال تعالى :ـ" إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم وأتقوا الله لعلكم ترحمون" وقال الرسول "صلى الله عليه وسلم " فيما رواة أبو هريرة رضى الله عنه :ـ " إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ولا تجسسوا ولا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدبروا، وكونوا عباد الله إخوانا كما أمركم، المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره ، التقوى ههنا ويشير إلى صدره بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم وأعمالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم " وفى رواية آخرى :ـ ولا تهاجروا ولا يبيع بعضكم على بيع بعض" رواة مسلم بكل الروايات وروى البخارى اكثرها. ومن هنا نجد أن الاسلام وضع قواعد عامة ليسير عليها المسلمون منها :ـ
1- البعد والإختلاف والتفرق بالدين:ـ
قال الله تعالى :ـ " وأن هذه أمتكم أمة واحدة ". وقال الله تعالى :ـ " واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا ". وقال الله تعالى :ـ " إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم فى شئ". والآيات فى ذلك كثيرة ............"
2- رد المسائل المتنازع فيها إلى الكتاب والسنة :ـ
عملا بقول الله تعالى :ـ" فإن تنازعتم فى شئ فردوه إلى الله والرسول...." وفوله تعالى :ـ" وما اختلفتم فيه من شئ فحكمه إلى الله..."، وذلك لأن الدين قد فصله الكتاب ، كما قال تعالى:ـ"ونزلنا عليك الكتاب تبيانًا لكل شئ"، وقال تعالى :ـ" ما فرطنا فى الكتاب من شئ ..." وبينته السنة العملية............... وما دامت المسائل الدينية قد تبينت.... وما دام الأصل الذى يرجع إليه عند التحاكم معلومًا فلا معنى للإختلاف ولا مجال له، قال تعالى :ـ" وإن الذين اختلفوا فى الكتاب لفى شقاق بعيد"....... ونجد بذلك أن الإسلام سد كل أبواب التفرقة بين المتمسكين بكتاب الله وسنة الرسول " صلى الله عليه وسلم " ولكن إذا بعد المسلمون عنهما وجد الإختلاف والتفرقة.....
رابعًا:ـ أثر الإيمان بالله واليوم الآخر فى حياة الفرد والمجتمع
الإيمان بالله واليوم الآخر يجعل الفرد يعيش مطمئنًا فى حياته ويجعل المجتمع مستقرًا متماسكًا ، متعاونًا، قويًا، فالإيمان ، قوة ، ووحدة , وتماسك , ولكن ما معنى الإيمان؟ اختلف أهل العلم فى هذا الموضوع على قولين
القول الأول:ـ إن الإيمان اسم يقع على الإقرار باللسان، والتصديق بالقلب والعمل بالجوارح ، وهو القول الذى ذهب إليه معظم أهل السنة.
القول الثانى :ـ أن الإيمان اسم يقع على الإقرار باللسان والتصديق بالقلب ولا يدخل فيه العمل بالجوارح. ولكنهم يقولون :ـ إن العمل بكل ما صح عن رسول الله "صلى الله عليه وسلم" من الشرائع والبيان حق واجب على المؤمنين الذين اكتسبوا هذا الإسم بالإقرار والتصديق..." وقد رجح الدكتور محمد نعيم ياسين القول الأول فى كتابه الإيمان أركانه وحقيقته فراجع ذلك. وهكذا فالإيمان بالله هو أساس تقدم المجتمعات ، وهو أساس إخلاص العمل؛ بل لا نبالغ إذا قلنا إن الإيمان بالله واليوم الآخر هو أساس السعادة فى الحياة الدنيا وفى الآخرة......"
المبحث الأخير
مصادر التشريع الإسلامى فى الآيه
هذا المبحث عظيم الشأن وكبير الفائدة وأنى لمثلى أن يتحدث فى هذا الموضوع ولكننى أحاول الكلام بعد أن قرأت كثيرًا فى هذا الموضوع فإذا أصابت فمن الله العلى القدير وإذا أخطأت فمن نفسى. ونتحدث فى هذا المبحث فى عدة فروع :ـ
1- الفرع الأول :ـ تمهيد.
2- الفرع الثانى :ـ المصدر الأول للتشريع.
3- الفرع الثالث :ـ المصدر الثانى للتشريع.
4- المصادر الآخرى بإيجاز.
5- الحكم بغير ما أنزل الله.
الفرع الأول :ـ تمهيد
قلنا أن الدين الإسلامى قوة وعلم وتماسك ووحدة، فهو يطلب من المجتمع الإسلامى أن يكون متماسكًا وهذا يتطلب توحيد المبدأ والقواعد التى يسير على ضوئها المسلمون، حتى إذا حدث الخلاف ووقع المخدور لم يضلوا الطريق ولذلك فقد حث الإسلام على التمسك بالمبدأ وهو الرجوع إلى كتاب الله وسنة الرسول "صلى الله عليه وسلم " تتمثل فى القرآن الكريم، ثم فى السنة ثم فى الإجماع..........إلخ ويمكن أن نتكلم عند ذلك بشئ من الإيجاز والإجمال.
الفرع الثانى :ـ المصدر الأول :ـ القرآن الكريم
اتصلت بالقرآن الكريم علوم كثيرة ولذلك ألفت العديد من الكتب التى تبين هذه العلوم منها ما كان محلا لهذه العلوم مثل الإتفاق فى علوم القرآن للسيوطى ؛ ومنها من اقتصر على موضوع واحد، وعلم واحد من هذه العلوم مثل اعجاز القرآن للباقلانى ، اسباب النزول للسيوطى وغيرهما؛ ولذلك فإننا لن نتحدث عن ذلك ، فإن المجال مجال اجمال وليس مجال تفصيل وبيان ونحن يجب علينا أن نؤمن بأن القرآن العظيم هو آخر كتاب نزل من عند الله تعالى ،... وأنه تضمن خلاصة التعاليم الإلهية وجاء مؤيدًا ومصدقًا لما جاء فى الكتب السابقة من توحيد الله وعبادته ووجوب طاعته، وجمع كل ما كان متفرقًا فى تلك الكتب من الحسنات والفضائل ... وجاء مهيمنًا ورقيبًا يقر ما فيها حق، ويبين ما دخل عليها من تخريف وتغيير .... وإنه جاء بشريعة عامة للبشر فيها كل ما يلزمهم لسعادتهم فى الدارين ، نسخ بها جميع الشرائع العملية الخاصة بالأقوام السابقة ، وأثبت فيها الأحكام النهائية الخالدة الصالحة لكل زمان ومكان. فالقرآن الكريم هو المصدر الأول للتشريع الإسلامى وقد نزل على النبى "صلى الله عليه وسلم " فى مدى ثلاث وعشرين سنة ابتدأت من مبعثة إلى أن قبضه إليه اللرفيق الأعلى وقالوا إن آخر آية نزلت من القرآن " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينًا " فبتمام نزوله كمل الدين وبابتداء نزوله ابتدأ نزول نور السماء إلى البلاد العربية..... وأكثر الأحكام الفقهيه والنظامية قد اشتملت عليها الآيات المدنية فقد بينت أحكام القتال والعلاقات الدولية وأحكام المعاهدات والصلح والموادعة وغير ذلك وأحكام الأسرة من زواج وطلاق وميراث وأحكام للمجتمع الفاضل من فريضة زكاة وحج ومعاملات تقوم على أساس المساواة والعدل وإذا نظرنا فى القرآن الكريم نجد ان الإحكام التى تصدى القرآن الكريم لها بالذكر تنقسم بإجمال إلى أقسام هى العبادات والكفارات والنذور والمعاملات المالية وأحكام الأسرة وأحكام الجرائم والعقوبات المقررة عليها وأحكام الدولة والنظم الثابتة لها ويصح أن نضيف إليها أحكام الرق فالقرآن الكريم بهذه الصورة نجد أنه قد تحدث عن كل الأمور التى تخص الدولة إجمالا أو تفصيلا ومن هنا فهو المصدر الأول من مصادر التشريع الإسلامى ولهذا قال تعالى :ـ" فإن تنازعتم فى شئ فردوه إلى الله فعلينا أن ننظر فى المصدر الثانى وهو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
الفرع الثالث :ـ السنة
سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم هى المصدر الثانى فى التشريع وعندما نتكلم عنها لا بد من توضيح المقصود بالسنة وقد لخص الدكتور عباس بيومى عجلان معان مصطاح السنة فى :ـ
1- تطلق السنة على الطريقة التى تنظم حركة إنسان ما ، .. ولذا فلكل قوم سنة ... ومنه سنه الله " ولن تجد لسنة الله تبديلا " .. أو قوله تعالى :ـ" سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا".. وعلى هذا يمكن أن يحمل كل ما وصل إلينا من أمر رسول الله "صلى الله عليه وسلم " فهو سنته وطريقة معالجة للأمور التى يتصدى لها..." 2- تطلق على الشئ الجديد ... تقول سننت الشئ أى بدأته ، ولذا جازلنا أن نطلقها على السنة المحمدية لأنها تشريعات جديدة على المجتمع العربى آنذاك ومن هنا فمن الممكن أن يصدر عن صحابى أمر جديد يلقى قبولا من العرف الإسلامى ، أو من الرسول فيعتبر سنه.... وإذا كانت السنة تطلق على الطريقة محمودة كانت أو مذمومة ، فسنة رسول الله "صلى الله عليه وسلم " هى كل ما ورد عنه ما يشتمل عليه من أقوال وأفعال وتقرير" هذا بعض ما كتب عن معان مصطلح السنة ونحن مع أجلالنا لماروى عن رسول الله "صلى الله عليه وسلم " لا تعتبره وحيا بللعنى الذى يفهم منه المساواة مع القرآن فالسنة لها دور كبير فى تخصيص الحكم العام الذى وجد فى القرآن الكريم وتفصيل المجمل ، أو تفيد المطلق وربما كان هذا من مدلولات قوله تعالى :ـ وأنزلنا إليك الذكر ليتبين للناس ما نزل إليهم .." ونضرب بعض الأمثلة حيث قال الله تعالى فى حد السرقة :ـ السارق والسارقة فأقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم" فالآية مطلقة فى أمور نحتاج إلى تعريف كالسارق أو مقدار المسروق حدود قطع اليد كل ذلك يحتاج إلى تحديد ، وهذا ما فعلته السنة النبوية وفى المحرمات من الأطعمة جاءت الآية مطلقة ..:ـ" حرمت عليكم الميتة والدم .." فاستثنى الرسول "صلى الله عليه وسلم" من الميتة الملقة فى الآية ميتين ..ومن الدم نوعين فقال :ـ أحلت لنا ميتتان ودمان :ـ السمك والجراد والكبد والطحال ويعقب الأستاذ :ـ بيومى عجلان على ذلك بعد عرضة لأمثلة آخرى بقوله فلولا بيان رسول الله "صلى الله عليه وسلم " لأمتنع الناس عن حلال ولحجروا واسعا ... ووقعوا فى العنت والمشقة وإذا كان للسنة كل هذه الأهمية فلا بد أن تكون فى المنزلة الثانية وهنا نقول مع من قال :ـ "لو أن امرءا قال:ـ لا نأخذ إلا ما وجدنا فى القرآن لكان كافرًا بإجاع الأمة ولكان لا يلزمه إلا ركعة ما بين دلوك الشمس إلى غسق الليل وآخرى عند الفجر لأن ذلك هو أقل ما يقع عليه اسم الصلاة ولا حد للأكثر فى ذلك" ويجب هنا أن نبين أن مصادر السنة ما يلى
1- أقوال الرسول "صلى الله عليه وسلم " :ـ وهى كل ما نسب إليه من قول ووثقنا به .
2- أفعاله "صلى الله عليه وسلم " حيث قال "صلى الله عليه وسلم" " صلوا كما رأيتمونى أصلى " وهنا نقتدى بالرسول "صلى الله عليه وسلم " فى صلاته وزكاته وقضائه .
3- تقريره "صلى الله عليه وسلم " :ـ وهو ما أقره الرسول "صلى الله عليه وسلم " من أفعال غيره سواء أصاحب الأقرار صمت أم تأييد واستحسان.
4- فعل الصحابة جلبًا لمصلحة عامة أو درءًا لمفسدة ... ولذلك قال الإمام أحمد ابن حنبل " أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله " صلى الله عليه وسلم " والإقتداء بهم. وإن السنة النبويه بمجموعة ما اشتملت عليه من شرائع وبينات وحكم وأخلاق وتنظيم للمجتمع وإقامة دعائم الفضيلة بصدورها عن الأمى الذى نشأ فى بلد أمى وبين قوم آميين – أجمع المسلمون على اعتبارها ينبوعًا قائما بذاته وهى فى الحقيقة بيان للقرآن الكريم وتبليغ للرسالة المحمدية وشرح الأصول الشريعة شرحًا تفصيليا يفتح السبيل لمن يريد أن يجتهد ويستنبط وهى الحجة الواضحة يعشوا إلى ضوئها كل طالب للهدى الإسلامى والوحى المحمدى ولقد قال "صلى الله عليه وسلم " :ـ تركت فيلم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعدى كتاب الله وسنتى " وفى ختام الكلام عن المصدر الثانى نقول مع من قال :ـ إن القرآن الكريم والسنه المطهرة مرجع كل مسلم فى تعرف أحكام دينه ، ويفهم القرآن الكريم طبقًا لقواعد اللغة العربية من غير تكلف ولا تعسف ، ويرجع فى فهم السنة المطهرة إلى رجال الحديث الثقات "
رابعًا :ـ مصادر أخرى
قلنا أن المصدر الأول هو كتاب الله والمصدر الثانى هو سنة الرسول "صلى الله عليه وسلم " فعندما لا نجد هذا الشئ غير موجود فى كتاب الله أو سنة الرسول "صلى الله عليه وسلم " وضح لنا ماذا تفعل فى هذا الموقف حيث ثبت ذلك عندما اراد ارسال معاذ بن جبل إلى اليمين قاضيًا فقد سأله الرسول "صلى الله عليه وسلم " :ـ كيف تصنع أن عرض لك قضاء ؟ قال :ـ أقضى بما فى كتاب الله ، قال :ـ فإن لم يكن فى سنة رسول الله ؟ ... قال :ـ أجتهد رأيى ولا آلو " .. قال معاذ فضرب رسول الله "صلى الله عليه وسلم " صدرى ثم قال :ـ الحمد لله الذى وفق رسول الله "صلى الله عليه وسلم " ويختلف الفقهاء المسلمون فى عدد المصادر التى استقوا منها وبنوا عليها استنباطهم فالظاهرية يقصرون المصادر على الكتاب والسنة والاجماع والشافعية يقصرونها على خمس:ـ الكتاب والسنة والاجماع والقياس والاستصحاب والحنفية يضيفون إلى هذه الخمس الاستحسان والعرف والحانبلة يضيفون على هذه الخمس المصالح وسد الذرائع والمالكية يجمعون ولا يفرقون فيجعلون الأصول عشرا. القرآن والسنة والإجماع وعمل أهل المدنية والقياس والاستحسان والمصالح المرسلة والذرائع والعرف والاستصحاب تلك عشرة كاملة . وإنه مهما يختلف الفقهاء فى العدد فإن الناهج فى الجملة تتقارب ولا تتباعد فقد تكون الحقيقة الواحدة مأخوذًا بها فى مذهبين مختلفين ولكن بعنوانين مختلفين فالمصالح قد يأخذ بها الشافعى باسم القياس والذرائع من هذا الباب أيضا وذلك الإختلاف العددى لا يصح أن يوهم أنه يؤدى إلى اختلاف جوهرى بل إن الجزئيات تتلاقى فى جملتها من حيث الحل والنتيجة وإن اختلف منهاج الوصول إليها. وإن السبب فى اتحاد النتيجة هى اتحاد المبدأ الأصلى وهو كتاب الله {المصدر الأول } والسنة النبوية { المصدر الثانى }.
خامسًا:ـ الحكم بغير ما انزل الله والتحاكم إلى غير شريعة الله
عندما بدأت جمع معلومات البحث وجدت فى كتاب تطهير المجتمعات من أرجاس المويقات ووجدت فيها عنوان هذه الكبيرة فأردت تسجيلها هنا كتتمة للبحث حيث يقول صاحبه:ـ إن الله الذى خلق العباد هو أعلم بطبائعهم ومصالحهم الدينية والدنيوية ومن أجل أنه خلقهم ومنحهم قوة وإرادة وغضبًا وشهوة وخلق فيهم غريزة حب البقاء وحب الدنيا وحب الرئاسة والمال والبنين والجاه وما إلى ذلك من الحظوظ النفسية وهذه صفات من شأنها أن يحصل بسببها تنازع وخصومه مع الغير وحب الاستيلاء على من سواء أو على ماله أو على سلطانه كما خلق فيهم غريزة التدين فالتدين ضرورة للبشر سولء كان دينا حقًا أم باطلا قلنا أرسل الله تعالى الرسل وأنزل الكتب وختمهم بسيد الأولين والأخرين " محمد بن عبد الله " الذى أرسله تعالى إلى الثقلين كافة وأنزل عليه هذا القرآن الكريم ليكون دستورًا للبشر أجمعين فى أمور دينهم ودنياهم ومعادهم فوظيفة الرسل عليهم السلام دعوة الناس إلى الإيمان بالله وترك عبادة ما سواه والإيمان بالبعث ..... كما أن أكبر وظائفهم الحكم بين الناس فيما شجر بينهم فى الأموال والدماء وغيرها بما أمرهم الله به وأوحاه فالإيمان باليوم الآخر من اكبر اسباب ردع الإنسان من الإنحراف عن الصراط المستقيم فإن لم يفد فيه الإيمان لضعفه فى نفس ذلك المسلم أفاد إذا ذاك إذا خالف المنهج المستقيم الحكم الرداع الصادر من الرسل "صلى الله عليه وسلم " وعليه فالواجب على المسلمين حكامًا ومحكومين أن يحكموا شريعة الله بينهم عندما يحصل النزاع فى أمر من الأمور . والأية موضوع البحث صريحة فى رد الأمور المتنازع فيها إلى كتاب الله وسنة الرسول "صلى الله عليه وسلم " وإلا فلا يكونوا مسلمين وإن ادعوا الإسلام فالأمور بحقا تفقها لا بمجرد الدعاوى الكاذبة والأمانى الفارغة فليس الإيمان بالتمنى ولكنه ما وقر فى القلب وصدقه العمل وإذا كان الله سبحانه وتعالى أنزل الشرائع على الرسل كما لأنزل هذه الشريعة الغراء على خاتم النبين والمرسلين وأمره أن يحكم بينها فيما تشاجروا عليه كما قال الله تعالى :ـ إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخأنين خصيما.
" سورة النساء 105"
وأوجب الرجوع إلى الكتاب والسنة فى الآية موضوع البحث علمنا أن الحكم بالقوانين المستوردة من دول الكفر او التى وضعها بعض رجال القانون فى الدول الإسلامية ولا سيما فى المواد التى هى مخالفة للكتاب والسنة الصحيحة أو الحسنة كفر بلا ريب وضلال لا يرقى إليه شك كا باحة الربا وممارسة الزنا والشذوذ الجنسى وإلغاء الحد على الزانى وشارب الخمر والسارق والمحارب ونحو ذلك وكذا يكفر من يتحاكم إلى ذلك القانون راضيًا به وبتفصيل أوضح أنه يكفر الحاكم القانونى والمتحاكم إليه إذا جحد أحقيه حكم الله ورسوله "صلى الله عليه وسلم " أو اعتقد أن حكم غير الله ورسوله أحكم أو أتم أو أشمل أو أعتقد أن حكم الله هو الصواب وهو الواجب الرجوع إليه ولكن حملته شهوته وهواه أو حبه للجاه والمنصب أن يكون حاكمًا قانونيًا يحكم بغير ما أنزل الله أو التحاكم إلى غير الله أو ما أنزل الله فلا يكفر كفر اعتقاد ولكنه كفر نعمة ومعصية عظمى تعد من اكبر الكبائر قال الله سبحانه وتعالى :ـ" فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا فى أنفسهم حرجًا مما قضيت ويسلموا تسليما " فالله قد حكم أن كل حكم يخالف حكم الله ورسوله هو من حكم الجاهليه لأن التشريع والحكم مما اختفى به الخالق العظيم وتفرد عن سائر مخلوقاته ولهذا لما حرم الرسول "صلى الله عليه وسلم " وطء أمته أم إبراهيم أو أكل العسل قال الله مخاطبًا له :ـ" يا أيها النبى لم تحرم ما أحل الله لك تنبغى مرضات أزواجك والله غفور رحيم " وخاطبة فى سورة الجاثية "ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون" فإذا كان سيد الأولين والأخرين والمرسل رحمة للعالمين يخاطبه الله بأن ليس له حق فى تحريم ما أحل الله ويحذره أن يتبع أهواء الذين لا يعلمون من الكفرة والملاحدة وجاهلية العرب فكيف بغيره ممن ينصب نفسه مشرعًا ويجعل للشعب وللسلطة الحاكمة حق التشريع فى سن الأنظمة والقوانين واجبار الناس عليها وكثير منها إن لم نقل اكثرها تخالف كتاب الله المجيد وتخالف سنة رسوله "صلى الله عليه وسلم " وإنما قلنا الحكم بغير ما أنزل الله والتحاكم إلى غير الله كفر ....
خاتمة البحث
هكذا بعد الانتهاء من هذا البحث نقول أن المصادر التشريع الإسلامى واضحة ومفصلة فى هذه الآيه وإن كنت قرأت فى كتاب مصادر الفقه فى التشريع نقلا عن كتاب الموافقات أن هناك من يحتج على أن لا بد ألا نحتج بالسنةوهذا كما رد عليها العلماء ونقول إن هذا من قبيل المهارات والسنسطة التى لا فائدة فالسنة له دورها فى توضيح القرآن وتفصيل لجمله وتقييد مطلقة وبالتالى فالمجال ليس مجال تفصيل ولكن مررنا على ذلك بما يؤكد أحقية كتاب الله كمصدر أول للتشريع ثم نبيهم "صلى الله عليه وسلم " فى أشياء كثيرة ضلل بعضهم بعضا وبرئ بعضهم من بعض فصاروا فرقًا متباينين" فنسأل الله تعالى أن نعود إلى الكتاب والسنة وأن يهذبنا إلى سواء السبيل ونقول إن هذا الدين ليس مظاهر وطقوس ولا تغنى فيه مظاهر العبادات والشعائر ما لم تكن صادرة عن إخلاص لله وتجرد مؤدية بسبب هذا الإخلاص إلى آثار فى القلب تدفع إلى العمل الصالح وتتمثل فى سلوك تصلح به حياة الناس فى هذه الأرض علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وثبت أقدامنا وأنصرنا على القوم الكافرين"
المصادر والمراجع
أولا- المصحف الشريف.
ثانيا- المصادر العربية والمراجع الآخرى :ـ
1- إحياء علوم الدين – أبى حامد الغزالى – دار الفكر.
2- أسباب النزول- السيوطى – طبع بالقاهرة 1392.
3- أصول الدعوة – عبد الكريم زيدان – مؤسسة الرسالة .
4- أعلام الموقعين – ابن القيم الجوزية – القاهرة.
5- إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان – ابن القيم – تحقيق السيد الجبلى.
6- الإحكام فى أصول الأحكام – نشر زكريا على يوسف – القاهرة.
7 - الإتقان فى علوم القرآن للسيوطى .
8- الإيمان أركانه عقيدية – حقيقته – محمد نعيم ياسين دار التوزيع الإسلامية
9- الترهيب والترغيب للمنذرى.
10- الخلافة – خلق الكون – الشعراوى – مكتبة التراث الإسلامى .
11- البرهان فى تجويد القرآن الكريم – محمد الصادق قمحاوى.
12- الروح – ابن القيم – دار المنار.
13- السيرة النبوية – ابن هشام- تحقيق طه عبد الرءوف سعد – م.الكليات الأزهرية.
14- العقيدة الطحاوية – ابو بكر الحنفى – تحقيق عبد العزيز بن باز – م.النوعية الإسلامية.
15- الفوائد – ابن القيم – تحقيق صابر يوسف – مطبوعات دار الصفا – القاهرة.
16- القول المبين فى حكم تكفير المؤمنين رسالة من مجلة التوحيد رمضان 1413 م.
17- المصباح المنير – الفيومى – دار المعارف.
18- المعجم المفهرس – محمد فؤاد عبد الباقى – دار الريان للتراث.
19- الوصايا الخالدة – عبد البديع صقر – مكتبة وهبه.
20- بغية الإيضاح لتلخيص المفتاح – عبد المتعال الصعيدى – مكتبة على صبيح الطبعة الثانية .
21- الوجيز فى أحكام قراءة الكتاب العزيز – على محمد توفيق النحاس – م. الآداب.
22- تطهير المجتمعات من ارجاس المويقات – احمد بن حجر الديوطى النبغلى.
23- تفسير بن كثير – دار احياء الكتب العربية عيس البابى .
24- تفسير الجلالين – السيوطى والمحلى – دار الشعب.
25- تفسير القرآن الكريم – محمود فؤاد حمزة وحسن بن علوان – محمد احمد برانق – دار المعارف .
26- تيسير الكريم الرحمن فى تفسير كلام المنان – الشيخ عبد الرحمن بن ناصر – تحقيق محمد زهدى البخار – طبع الإدارة العامة للنشر والترجمة – الرياض 1410.
27- جامع العلوم والحكم لابن رجب – مكتبة أسامة الإسلامية.
28- حق التلاوة – للشيخ حسين شيخ عثمان.
29- دراسات فى الحديث النبوى – تأليف :ـ عباس بيومى عجلان 1984 – دار المعارف.
30- رسائل الجاحظ – تحقيق عبد السلام هارون- الطبعة الاولى 1979 – القاهرة.
31- رياض الصالحين النووية – شركة الشمرلى.
32- شرح تحفة الأطال – تأليف – اسامة عبد الوهاب – مكتبة النوعية الإسلاميه.
33- شرح العقيدة الطحاوية – تحقيق ومراجعة جماعة من العلماء المكتب الإسلامى – الطبعة الرابعة 1391 ه.
34- صفوة التفاسير – محمد على الصابونى – دار الرشيد .
35- عقيدة المؤمن – ابو بكر الجزائرى – مؤسسة جمال – بيروت.
36- فتح المجيد شرح كتاب التوحيد – عبد الرحمن بن حسن – تحقيق عبد العزيز باز- المكتبة التوفيقية .
37- فقه السنة – السيد سابق – مكتبة المسلم.
38- فقه السيرة – البوطى.
39- فى ظلال القرآن السيد قطب – دار الشروق
40- كلمات القرآن تفسير وبيان – الشيخ حسنين محلوف – دار المعارف.
41- مجموعة التوحيد – شيخا الإسلام ابن يتيمة ومحمد عبد الوهاب – دار العروبة.
42- مختصر تفسير الطبرى – مطبوعات رئاسة المحاكم الشرعية قطر.
43- مختصر منهاج القاصدين ابن قدامة المقدسى- مكتبة اسامة الإسلامية.
44- مختار الصحاح الرازى الفكر رتبة محمود خاطر.
45- مقالات الإسلامين واختلاف المصلين- تحقيق محمد محى الدين عبد الحميد- مكتبة النهضة – القاهرة.
46- منهاج المسلم – ابو بكر الجزائرى .
47- من وصايا الرسول شرح وتعليق طه عبد الله العفيفى – دار الإعتصام.
48- نقص المنطق – ابن تيمة – طبعة انصار السنة المحمدية 1951.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 13-08-2009, 06:48 AM
الصورة الرمزية مراد قنديل
مراد قنديل مراد قنديل غير متواجد حالياً
عضو ممتاز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 255
معدل تقييم المستوى: 16
مراد قنديل is on a distinguished road
افتراضي

ثالثًأ :ـ التنازع وكيفية القضاء عليه
الدين الاسلام هو دين الرخاء والألفة والمودة والمحبة والجماعة والإتحاد؛ ولذلك سد أبواب الأختلاف والتفرقة والعصبية حيث نهى الدين الإسلامى عن التباغض والتقاطع والتدابر والتجسس وسوء الظن بالمسلمين من غير ضرورة وإظهار الشماتة بالمسلم والغش والخداع والمن بالعطية والإفتخار، نهى الإسلام عن كل ما سبق وحرم احتقار المسلمين والطعن فى الانساب والهجران بين المسلمين فوق ثلاثة أيام إلا لبدعة فى المهجور أو تظاهر فسق أو نحو ذلك. قال تعالى :ـ" إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم وأتقوا الله لعلكم ترحمون" وقال الرسول "صلى الله عليه وسلم " فيما رواة أبو هريرة رضى الله عنه :ـ " إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ولا تجسسوا ولا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدبروا، وكونوا عباد الله إخوانا كما أمركم، المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره ، التقوى ههنا ويشير إلى صدره بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم وأعمالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم " وفى رواية آخرى :ـ ولا تهاجروا ولا يبيع بعضكم على بيع بعض" رواة مسلم بكل الروايات وروى البخارى اكثرها. ومن هنا نجد أن الاسلام وضع قواعد عامة ليسير عليها المسلمون منها :ـ
1- البعد والإختلاف والتفرق بالدين:ـ
قال الله تعالى :ـ " وأن هذه أمتكم أمة واحدة ". وقال الله تعالى :ـ " واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا ". وقال الله تعالى :ـ " إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم فى شئ". والآيات فى ذلك كثيرة ............"
2- رد المسائل المتنازع فيها إلى الكتاب والسنة :ـ
عملا بقول الله تعالى :ـ" فإن تنازعتم فى شئ فردوه إلى الله والرسول...." وفوله تعالى :ـ" وما اختلفتم فيه من شئ فحكمه إلى الله..."، وذلك لأن الدين قد فصله الكتاب ، كما قال تعالى:ـ"ونزلنا عليك الكتاب تبيانًا لكل شئ"، وقال تعالى :ـ" ما فرطنا فى الكتاب من شئ ..." وبينته السنة العملية............... وما دامت المسائل الدينية قد تبينت.... وما دام الأصل الذى يرجع إليه عند التحاكم معلومًا فلا معنى للإختلاف ولا مجال له، قال تعالى :ـ" وإن الذين اختلفوا فى الكتاب لفى شقاق بعيد"....... ونجد بذلك أن الإسلام سد كل أبواب التفرقة بين المتمسكين بكتاب الله وسنة الرسول " صلى الله عليه وسلم " ولكن إذا بعد المسلمون عنهما وجد الإختلاف والتفرقة.....
رابعًا:ـ أثر الإيمان بالله واليوم الآخر فى حياة الفرد والمجتمع
الإيمان بالله واليوم الآخر يجعل الفرد يعيش مطمئنًا فى حياته ويجعل المجتمع مستقرًا متماسكًا ، متعاونًا، قويًا، فالإيمان ، قوة ، ووحدة , وتماسك , ولكن ما معنى الإيمان؟ اختلف أهل العلم فى هذا الموضوع على قولين
القول الأول:ـ إن الإيمان اسم يقع على الإقرار باللسان، والتصديق بالقلب والعمل بالجوارح ، وهو القول الذى ذهب إليه معظم أهل السنة.
القول الثانى :ـ أن الإيمان اسم يقع على الإقرار باللسان والتصديق بالقلب ولا يدخل فيه العمل بالجوارح. ولكنهم يقولون :ـ إن العمل بكل ما صح عن رسول الله "صلى الله عليه وسلم" من الشرائع والبيان حق واجب على المؤمنين الذين اكتسبوا هذا الإسم بالإقرار والتصديق..." وقد رجح الدكتور محمد نعيم ياسين القول الأول فى كتابه الإيمان أركانه وحقيقته فراجع ذلك. وهكذا فالإيمان بالله هو أساس تقدم المجتمعات ، وهو أساس إخلاص العمل؛ بل لا نبالغ إذا قلنا إن الإيمان بالله واليوم الآخر هو أساس السعادة فى الحياة الدنيا وفى الآخرة......"
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 17-08-2009, 02:17 AM
الصورة الرمزية a7med_sale7
a7med_sale7 a7med_sale7 غير متواجد حالياً
طالب جامعى ( كليه الحقوق اسيوط )
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 793
معدل تقييم المستوى: 16
a7med_sale7 is on a distinguished road
افتراضي

__________________



a7med sale7
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 05:26 PM.