|
إبداعات ونقاشات هادفة قسم يختص بما تخطه أيدي الأعضاء من شعر ونثر ورأي الخ... |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
طبع الحياة
طبع الحياة قال للممرضة فى وهن واضح : -إرفعى صوت المسجِّل قليلاً لو تسمحين فى ملل رفَعت صوت المسجِّل وعدَّلت من وضع رأسه على الوسادة وإبتسمت إبتسامة باهتة..شكرها فمضت وعلى باب الحجرة سألته إن كان يريد شيئاً اخر..شكرها وأختلى لتأملاته. تعجبه كثيراً تلك الأغنيات التى تبدأ بالجيتار ..الآلة الموسيقية الوحيدة القادرة على سد فراغ القلب والعقل معاً، خصوصاً إن كنت وحيد مثله فلن يؤنس وحْشَتَك إلا الموسيقى..الموسيقى فقط. أحياناً كثيرة ننسى فى زَخَم الحياة إن ننتبه لأنفسنا..إن نصغى لهذا الصوت الذى يطالبنا بأن نحيا قليلا بداخلنا..أن نتذوق الأنانية الحقيقية بعض الشىء..نصارع الحياة فى كل إتجاه ..نبحث عن سعادتنا فى الآخرين..فى المال..فى الحب..وننسى دوماً ما تريده أنفسنا حقاً..كم مرة جلسنا نتبادل أطراف الحديث مع تلك الذات القابعة هناك؟..ربما دقائق فى العمر..لا نذكرها إلا عندما يجبرنا القدر؛ وحيدأ فى زنزانة..راقداً بين أيادى القدر فى مستشفى .. لا يذكر كيف كانت البداية..إضاءة ساطعة من مصباحين..صوت مميز لآلة تنبيه..صمت تام تجرى الأمور دوماً هكذا..المشهد يتكرر فى الواقع كل يوم بل كل ساعة..ولكن الكوارث تحدث للآخرين فقط. الآخرين دوماً يموتوا غرقاً او حرْقاً ..تنهار بناية أو تنقلب سيارة..هذا قدر الآخرين. لم يظن يوماً إن هذا قدره..هو بمأمن دوماً ..إقتنعت أو لم تقتنع..أقنع هو ذاته أو لم يقنعها.. يعيده للواقع مرة أخرى صوت المسجِّل..يذكر جيداً هذه الأغنية، تحكى عن حبيبين إتفقا فى رضا تام على الفراق..يؤمن أحدهم أن هذا هو طبع الحياة..وأن الشمس ما غابت يوماً إلا لتعود ثانيةً. قالت له والدموع تملأ عينيها: ((ما من قوة فى هذا الوجود قادرة على أن تجبر عاشقين أن يفترقا..حتى لو أرتضيا الفراق فإن أحدهم لم يحب الآخر بشكل كافى)) كانت صادقة وأثبتت الأيام ذلك..كان حبأ لا تسمع عنه إلا فى الروايات أو فى خيال لونته أحاسيس صادقة إحتفظت بفطرتها نقية عن قذارات هذا الزمان،كأى حب يمر بظروف ومعوقات إستمروا..فقط صدقهم مع أنفسهم كان الدافع والأقدار دوماً ما تلين للصدق..يزداد الحب قوة ونقاء وتزداد الصعوبات صعوبة..إلا إنها سرعان ما تخجل من إخلاصهما وتنطوى بعيداً. يندهش الآن كثيراً؛ من يوم الحادث لا برقيات..لا ورود..لا أحد. أعاد سماع الأغنية مرة ومرة وطرقت الممرضة الباب. أخلت المنضدة بجواره ووضعت عليها أشياء كثيرة كانت تحملها وهمَّت بالإنصراف وسألته إن كان يريد شيئاً اخر..ثم مضت. دُمية كبيرة تحتضن قلب بين ذراعيها مكتوب عليه أول حرف من إسمها ، ساعة فضية ، دبلة.. أمسك بالدُمية فوجد خطاب مثبت بها : ((حبيبى..أتمنى لك دوماً دوام الصحة ، تعلم جيداً أن الحياة تسير أحياناً كما نحب فحينها يجب ألا نظن أننا بمأمن من غدرها..نعم أعلم أننا جميعاً خُلقنا بقدرة كافية على تجاوز كل الصعاب..كما تعلم – وتؤمن- أن حبى لك لم ولن يتغير فى يومٍ من الأيام..ولكنها الحياة لعبت لعبتها فأتمنى أن نرضى صامتين..سامحنى )) أغلق الخطاب فى سكون..نادى على الممرضة؛ من فضلك ساعدينى قليلاً..نعم هكذا..حسناً أتركينى الآن أمام النافذة وأحضرى المسجِّل..شكراً جزيلاً. ينظر من النافذة..الجو جميل بالخارج ، أسراب الطيور فى نظام عائدة بعد أن قضت يوم حافل..السماء تلونت بلون قرمزى..الشمس ذهبت لتستريح فى الأفق، لكنها عائدة حتماً..هكذا قالت الأغنية وهو الآن يصدقها أكثر من أى وقت مضى..هذا هو طبع الحياة ؛ حتى لو كانت حياة بلا حب..بلا أمل..فقط بمقعد متحرك. بقلم ؛ اخويا محمد عادل العضو ( اينشتاين ) |
#2
|
|||
|
|||
لسانى عاجز عن وصف الكلمات دى
بجد اخو حضرتك مبدع ميرسى كتير لمجهودك
__________________
.. ليس كل ما يتمناه المـرء يدركه ..! .. "ارحمنى يا الله "
|
#3
|
||||
|
||||
اقتباس:
وردك وصل |
العلامات المرجعية |
|
|