اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > إبداعات و نقاشات هادفة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-05-2009, 10:28 PM
الصورة الرمزية أحمـدنجـم
أحمـدنجـم أحمـدنجـم غير متواجد حالياً
نجم العطاء
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 3,047
معدل تقييم المستوى: 20
أحمـدنجـم is on a distinguished road
Icon7 الحلقة الثانية من رواية غروب إلى أين بعنوان (أسوار)





الحلقة الثانية



من الدراما الحياتية



غــــ إلى أين ــــروب ؟!


في إحدى نوادي كرة القدم المحلية كان مهند الابن الأكبر لجاسر ذو السنوات التسع
يتدرب مع فريقه فقد انضم حديثاً إلى النادي فهو مهووس بكرة القدم ،
يحلم بها ليلاً ويمارسها نهاراً في مدرسته ، وعلى الكمبيوتر ، في البلاي ستيشن
، ويحدّث اللعبة وكأنه يسري بداخلها ويضع خطط الهجوم والدفاع
وله فكر لا بأس به وتعلق ممتاز بتلك اللعبة ذات الشعبية الأولى في بلده ،
ألحقه (جاسر) بالنادي ، لكنه لم يذهب ليتفقده أبداً ،
فتعود (مهند) على شق طريقه بنفسه رافضاً خيبة الأمل من معاملة اللاعبين القدامى له وإهمالهم شأنه ،
يخرج من النادي قبل الغروب بقليل يقف على الطريق منتظراً وسيلة المواصلات التي ستقله للبيت ،

يصل (مهند) للبيت يجد أمه (صفاء) غارقة في مكالمتها مع صديقتها (سماء) ،
يخلع ملابسه يتفقد أخاه (خالد) وأخته (يمنى) فيسمع صوتهما تحت سرير في غرفتهما فيستمع إلى حوار عجيب بينهما
فيرفع طرف ملاءة السرير فإذا به يجد ....




في قرية من قرى الريف وقبل الغروب بقليل التف مجموعة من الرجال يجلسون حول الحطب المشتعل يفترشون الأرض إلا كبيرهم والذي تبدو عليه علامات الشيخوخة
واشتعال الرأس بالشيب يجلس على أريكته متكئاً على مرفقه الأيمن يدخن الشيشة
وينفث دخانها في الهواء وكأنه مندفع من بركان ملئ بالحمم والغازات السامة
يستمع إلى أقوال الرجال الذين التفوا حوله وخادمهم يزكي النار ويزيدها اشتعالاً ،
ومهما زاد اشتعالها فإنها تخبو من شدة النيران التي ينفثونها مع كلماتهم
التي تشبه القذائف الموجهة قال أحدهم ويدعى (الخياط) :
إلى متى سنصبر على هذا المحتال ؟ أيحسب أنه نجا بفعلته ؟ لن يهنأ لي بال حتى أرى الذل في عينيه هذا المتعجرف المتعالي ..
لابد أن يسجن ليعلم أن الرجال لا يتركون حقوقهم ..
أم أنه يحسبنا ريفيين سذج ؟
فيرد عليه رجل تبدو عليه أمارات التعليم العالي والثقافة وحسن المنطق فهو محامي العائلة ويدعى (سلطان) :
لا عليك سيد (خياط) ، أنت تعرفني تمام المعرفة وتدرك أن لا أحد يستطيع الخلاص من قبضتي وكل شيء بالقانون ..

فيضرب السيد (عبد الوهاب) كفاً بكفٍ ويعقب :
لا حول ولا قوة إلا بالله ، بالله لا أحب إيذاء الناس ،
فهو رب أسرة ماذا سنستفيد إذا رمينا به في السجن ؟
ثم ألا يمكن أن يطعن في تلك الإيصالات المقدمة ضده بالتزوير؟
ووقتها سيثبت تزويرها ويرجع علينا بالحق المدني بل ويرفع علينا قضية تزوير ؟
إن الأمر جد خطير ، فليست البصمة بصمته ولا الإمضاء إمضاءه.

يضحك (سلطان) فيضحك على أثر ضحكته بقية الرجال فيبادره السيد (عبد الوهاب) متعجباً مستنكراً :
فيم الضحك إذاً؟
فيرد عليه (سلطان) رد الواثق الخبير :
وهل أنا صغير لأقع في هذا الشرك ؟ إن أسماء الذين رفعوا الإيصالات على (جاسر)
أصحابها عليهم أحكام قيد التنفيذ وهم تحت سيطرتي في مزرعتي ،
وحتى إن طعن بالتزوير فلن يستطيع إثباته ..
يصمت الجميع ويفتحون أفواههم دهشة ،
فيعقب (سلطان) سيكون تقرير المعمل الجنائي كالتالي يا سادة ..
لا يمكن إثبات التزوير لأن البصمة أخذت بشكل خاطئ ..
هذه لعبتي أجدتها وخبرتها جيداً ..
ويضحك ثانية ويضحكون ويظل الوجوم مسيطراً على السيد (عبد الوهاب)
فيعزم تركهم والانصراف عنهم فإذا بالسيد المسن (حسين) ينادي عليه بصوت أجش :
(عبد الوهاب) أتقبل أن تصفع على وجهك ؟ وأن نعير بأن هذا الـ (جاسر) قد احتال علينا ؟
عد إلى عقلك .. فتلك لم تعد قضيتك أنت بل مسألة كرامة..
نظر (عبد الوهاب) للسيد (حسين) ثم نظر للأرض وسار مخلفاً مجلسهم الصاخب بالدخان والضحكات ....

خلف أسوار النادي العام للمدينة وتحت آخر خيوط ضوء النهار استقرت
سيارة لا يمكن وصفها بالفارهة ولا يشق سكون الشارع التي تقف فيه تلك السيارة
سوى صوت ضحكة رنانة تصدر من داخل تلك السيارة ،
يجلس على المقعد الأيسر شاب في العشرينات وعلى المقعد المجاور له فتاة في نفس العمر تقريباً ..
تضحك الفتاة ضحكة تملؤها الأنوثة الطاغية وتستقر رأسها على مخدع المقعد وهي تقول :
آآآه سيتوقف قلبي من كثرة الضحك أنت خفيف الظل بالفعل .. آآآه ...
وتضع يدها على قلبها وتضغط براحة يدها اليمنى على صدرها فيلتفت إليها الشاب قائلاً :
ماذا أصابك ؟ لماذا توقفتِ عن الضحك فجأة ؟ أتشعرين بألم ؟
هكذا قال (عماد) فردت عليه (سلمى) دون أن تنظر إليه وثبتت نظرها على نقطة لا نهائية أمامها وكأنها تنظر إلى اللاشيء :
هكذا تعودتُ .. كل ضحكة تخرج تتبعها غصة تجتاح قلبي تعصره بين راحتيها ..
فلا الضحكة تصمد ولا الغصة يصيبها الوهن دائماً هي المنتصرة ،
فنظر إليها (عماد) متعجباً ورفع حاجبيه دهشة وقال :
(سلمى)؟! (سلمى) من تقول مثل هذا الكلام؟ سلمى صاحبة فلسفة الفالس (الضحك من أجل الضحك)
تهزمها غصة ؟ تعكر عليها صفوها؟ من بربك غير فلسفتك في الحياة ؟
وكأن الإجابة كانت على طرف لسانها وسريعاً ما هوت على سمع (عماد) :
الحياة يا (عماد) الحياة علمتني أن أضحك وأنتظر الألم ..
أن أفرح وأرتقب الحزن ..
رفع عماد شفته العليا معبراً عن ملله من هذا الحديث وقال :
(سلمى) هل ستبدلين تلك الجلسة الرائعة لنكد وغم وهم ؟
أنا هنا لأنسى الدنيا .. لأغرق في ملامحك الساحرة فتأخذني بعيداً عن أرض الواقع .. انسي .. انسي ..
تعالي أسندي رأسك على كتفي ..
فإذا بـ (سلمى) تدقق النظر في عيني (عماد) وبين ناظريهما تسافر وتسطر في صفحات خاطرها تلك الكلمات التي لم تنطلق على لسانها :

كم أنا محتاجة لهذا الكتف !
كم أود لو ارتميت على صدر يحتويني أنسى معه الدنيا ومآسيها وحياتي وما فيها ..
ولكن هل تحبني صدقاً ؟ هل سيقف الحد عند إسناد الرأس على الكتف؟
لا أعتقد .. فأنا أعلم ما تريد .. لا لن أستسلم لاحتياجي حتى لا تشبع أنت احتياجك اللانهائي ..
وانتقل الحديث الصامت لمرحلة العلانية :
(عماد) لو سمحت هيا أوصلني قريباً من بيتي .. ،
قالت هذا بلهجة حادة وعيناها تنم عن غضب جعل (عماد) يسرع إلى مفتاح السيارة ويديره وينطلق مسرعاً صامتاً
حيث أرادت (سلمى) وكأن لسان حاله يقول :
لا بأس.. في المرة القادمة سأتقدم خطوة وستلقى رأسك الفلسفية تلك على هذا الكتف المرتقب ...


(خالد) ماذا تفعل أنت و (يمنى) ما هذا الذي سمعته؟
هذا ما قاله (مهند) ابن جاسر عندما رفع طرف ملاءة السرير في حجرة الأولاد حيث كانت أمه (صفاء)
غارقة في مكالمتها مع صديقتها المقربة (سماء)
وقف مهند على مقربة من السرير وسمع هذا الحوار بين أخيه (خالد) ذي السنوات الست
وبين أخته يمنى ذات السنوات الخمس .. حوار عجيب :

تقمص (خالد) دور أبيه (جاسر) وتقمصت (يمنى) دور أمها (صفاء) وبدأت بينهما مشاجرة مسرحية قال (خالد) :
أنا لا أجد نفسي في هذا البيت يجب أن أرحل منه ،
فقالت له (يمنى) بلهجة غاضبة :
أنت أب ؟ أنت زوك ؟ هي تقصد (زوج) ولكنها تعاني من مشكلة في نطق حرف (الجيم والراء واللام) ،
فعقب عليها (خالد) : نعم أنا أب وأحب أولادي جداً جداً وأعطي لهم المصروف ليشتروا الحلوى ،
فقالت له (يمنى) : مصلوف؟ (مصروف) .. أنت لا تشعل (تشعر) بهم .. أنت في لكن (ركن) ونحن في لكن (ركن) ..
قطع (مهند) تلك المشاجرة البباغاوية المقلدة فأسرع (خالد) و (يمنى) بالخروج من تحت السرير
وهما يبتسمان لأخيهما الأكبر الذي كان يقودهما فيحسن القيادة وكانا يتبعانه فيحسنان الاتباع ..
فقال (خالد) : لقد ترك أبي البيت ثانية يا (مهند) فكررت (يمنى) نفس الجملة ،
(مهند) ممسكاً برأسه : آآآه عادوها ثانية ؟ حسناً سيعود على كل حال ..
لا تشغلا بالكما بما يدور بين والدينا ومن العيب أن نردد ما نسمعه منهما ..
فقال (خالد) :
(مهند) أنا أريد أن أعمل وأكسب مال أريد أن أتاجر ..
فكررت (يمنى ) : أليد (أريد) أن أتاكل (أتاجر) ..
ففرك (مهند) أذنه براحة يده .. وقال :
تتاجر؟ فرد (خالد) وهو يتلفت حلوه هامساً لأخويه :
نعم أتاجر كل شيء يا أخي يباع وأنا عندي أشياء كثيرة تصلح للبيع ..
يجب أن يكون معنا مال يا (مهند) فما حالنا إذاً إن لم يعد أبي ؟
وما حالنا إذا غابت أيضاً أمي ؟
أنا عندي خطة يا (مهند) هل ستشاركني في التجارة؟
وضع (مهند) يده اليمنى على جبينه وتراجع للوراء حتى اصطدم بالسرير فهوى عليه وهو يقول :
رحمتك يا رب .. رحمتك ..


إلى لقاء في حلقة قادمة من الدراما



( غـــــ إلى أين ــــروب ؟ )



__________________
[CENTER][SIZE=5][COLOR=red]
ديواني على المنتدى
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-06-2009, 11:50 AM
الصورة الرمزية Amethyst
Amethyst Amethyst غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
المشاركات: 3,084
معدل تقييم المستوى: 19
Amethyst is on a distinguished road
افتراضي

الله
جميلة أوي
ف انتظار الحلقة القادمة بإذن الله
__________________

أَسْتَوْدِعُكُمُ
اللهَ الْذِي لا تَضِيعُ وَدَائِعَهُ ،،
و
دُمْتُمْ
بِحِفْظِ اللهِ ،،
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 12:17 PM.