اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > القسم الأدبى

القسم الأدبى قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباءء والفلاسفة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-03-2009, 02:00 AM
وللأشواق عودة وللأشواق عودة غير متواجد حالياً
عضو مجتهد
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
المشاركات: 50
معدل تقييم المستوى: 16
وللأشواق عودة is on a distinguished road
افتراضي لا تصالح للشاعر /أمل دنقل


قصيدة لا تصالح كتبها الشاعر أمل دنقل الملقب ب( أمير شعراء التفعيلة ) عند توقيع اتفاقية كامب ديفد ..ومات (أمل دنقل ) بعدها بعدة سنوات وبقيت القصيدة شامخة في وجه الزمان تعبر عن نفسها كواحدة من أروع قصائد القرن العشرين ..فهي قصيدة حركت مشاعر أمة باكملها ..

لا تصالح!
للشاعر/ أمل دنقل - مصر

(1)
لا تصالحْ!
ولو منحوك الذهبْ
أترى حين أفقأ عينيكَ
ثم أثبت جوهرتين مكانهما..
هل ترى..؟
هي أشياء لا تشترى..:
ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك،
حسُّكما - فجأةً - بالرجولةِ،
هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ،
الصمتُ - مبتسمين - لتأنيب أمكما..
وكأنكما
ما تزالان طفلين!
تلك الطمأنينة الأبدية بينكما:
أنَّ سيفانِ سيفَكَ..
صوتانِ صوتَكَ
أنك إن متَّ:
للبيت ربٌّ
وللطفل أبْ
هل يصير دمي -بين عينيك- ماءً؟
أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء..
تلبس -فوق دمائي- ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟
إنها الحربُ!
قد تثقل القلبَ..
لكن خلفك عار العرب
لا تصالحْ..
ولا تتوخَّ الهرب!


(2)
لا تصالح على الدم.. حتى بدم!
لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ
أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟
أقلب الغريب كقلب أخيك؟!
أعيناه عينا أخيك؟!
وهل تتساوى يدٌ.. سيفها كان لك
بيدٍ سيفها أثْكَلك؟
سيقولون:
جئناك كي تحقن الدم..
جئناك. كن -يا أمير- الحكم
سيقولون:
ها نحن أبناء عم.
قل لهم: إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك
واغرس السيفَ في جبهة الصحراء
إلى أن يجيب العدم
إنني كنت لك
فارسًا،
وأخًا،
وأبًا،
ومَلِك!

(3)
لا تصالح ..
ولو حرمتك الرقاد
صرخاتُ الندامة
وتذكَّر..
(إذا لان قلبك للنسوة اللابسات السواد ولأطفالهن الذين تخاصمهم الابتسامة)
أن بنتَ أخيك "اليمامة"
زهرةٌ تتسربل -في سنوات الصبا-
بثياب الحداد
كنتُ، إن عدتُ:
تعدو على دَرَجِ القصر،
تمسك ساقيَّ عند نزولي..
فأرفعها -وهي ضاحكةٌ-
فوق ظهر الجواد
ها هي الآن.. صامتةٌ
حرمتها يدُ الغدر:
من كلمات أبيها،
ارتداءِ الثياب الجديدةِ
من أن يكون لها -ذات يوم- أخٌ!
من أبٍ يتبسَّم في عرسها..
وتعود إليه إذا الزوجُ أغضبها..
وإذا زارها.. يتسابق أحفادُه نحو أحضانه،
لينالوا الهدايا..
ويلهوا بلحيته (وهو مستسلمٌ)
ويشدُّوا العمامة..
لا تصالح!
فما ذنب تلك اليمامة
لترى العشَّ محترقًا.. فجأةً،
وهي تجلس فوق الرماد؟!

(4)
لا تصالح
ولو توَّجوك بتاج الإمارة
كيف تخطو على جثة ابن أبيكَ..؟
وكيف تصير المليكَ..
على أوجهِ البهجة المستعارة؟
كيف تنظر في يد من صافحوك..
فلا تبصر الدم..
في كل كف؟
إن سهمًا أتاني من الخلف..
سوف يجيئك من ألف خلف
فالدم -الآن- صار وسامًا وشارة
لا تصالح،
ولو توَّجوك بتاج الإمارة
إن عرشَك: سيفٌ
وسيفك: زيفٌ
إذا لم تزنْ -بذؤابته- لحظاتِ الشرف
واستطبت- الترف

(5)
لا تصالح
ولو قال من مال عند الصدامْ
".. ما بنا طاقة لامتشاق الحسام.."
عندما يملأ الحق قلبك:
تندلع النار إن تتنفَّسْ
ولسانُ الخيانة يخرس
لا تصالح
ولو قيل ما قيل من كلمات السلام
كيف تستنشق الرئتان النسيم المدنَّس؟
كيف تنظر في عيني امرأة..
أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها؟
كيف تصبح فارسها في الغرام؟
كيف ترجو غدًا.. لوليد ينام
-كيف تحلم أو تتغنى بمستقبلٍ لغلام
وهو يكبر -بين يديك- بقلب مُنكَّس؟
لا تصالح
ولا تقتسم مع من ***وك الطعام
وارْوِ قلبك بالدم..
واروِ التراب المقدَّس..
واروِ أسلافَكَ الراقدين..
إلى أن تردَّ عليك العظام!

(6)
لا تصالح
ولو ناشدتك القبيلة
باسم حزن "الجليلة"
أن تسوق الدهاءَ
وتُبدي -لمن قصدوك- القبول
سيقولون:
ها أنت تطلب ثأرًا يطول
فخذ -الآن- ما تستطيع:
قليلاً من الحق..
في هذه السنوات القليلة
إنه ليس ثأرك وحدك،
لكنه ثأر جيلٍ فجيل
وغدًا..
سوف يولد من يلبس الدرع كاملةً،
يوقد النار شاملةً،
يطلب الثأرَ،
يستولد الحقَّ،
من أَضْلُع المستحيل
لا تصالح
ولو قيل إن التصالح حيلة
إنه الثأرُ
تبهتُ شعلته في الضلوع..
إذا ما توالت عليها الفصول..
ثم تبقى يد العار مرسومة (بأصابعها الخمس)
فوق الجباهِ الذليلة!

(7)
لا تصالحْ، ولو حذَّرتْك النجوم
ورمى لك كهَّانُها بالنبأ..
كنت أغفر لو أنني متُّ..
ما بين خيط الصواب وخيط الخطأ.
لم أكن غازيًا،
لم أكن أتسلل قرب مضاربهم
أو أحوم وراء التخوم
لم أمد يدًا لثمار الكروم
أرض بستانِهم لم أطأ
لم يصح قاتلي بي: "انتبه"!
كان يمشي معي..
ثم صافحني..
ثم سار قليلاً
ولكنه في الغصون اختبأ!
فجأةً:
ثقبتني قشعريرة بين ضعلين..
واهتزَّ قلبي -كفقاعة- وانفثأ!
وتحاملتُ، حتى احتملت على ساعديَّ
فرأيتُ: ابن عمي الزنيم
واقفًا يتشفَّى بوجه لئيم
لم يكن في يدي حربةٌ
أو سلاح قديم،
لم يكن غير غيظي الذي يتشكَّى الظمأ

(8)
لا تصالحُ..
إلى أن يعود الوجود لدورته الدائرة:
النجوم.. لميقاتها
والطيور.. لأصواتها
والرمال.. لذراتها
والقتيل لطفلته الناظرة
كل شيء تحطم في لحظة عابرة:
الصبا - بهجةُ الأهل - صوتُ الحصان - التعرفُ بالضيف - همهمةُ القلب حين يرى برعماً في الحديقة يذوي - الصلاةُ لكي ينزل المطر الموسميُّ - مراوغة القلب حين يرى طائر الموتِ
وهو يرفرف فوق المبارزة الكاسرة
كلُّ شيءٍ تحطَّم في نزوةٍ فاجرة
والذي اغتالني: ليس ربًا..
لي***ني بمشيئته
ليس أنبل مني.. لي***ني بسكينته
ليس أمهر مني.. لي***ني باستدارتِهِ الماكرة
لا تصالحْ
فما الصلح إلا معاهدةٌ بين ندَّينْ..
(في شرف القلب)
لا تُنتقَصْ
والذي اغتالني مَحضُ لصْ
سرق الأرض من بين عينيَّ
والصمت يطلقُ ضحكته الساخرة!

(9)
لا تصالحْ
ولو وقفت ضد سيفك كل الشيوخْ
والرجال التي ملأتها الشروخْ
هؤلاء الذين يحبون طعم الثريدْ
وامتطاء العبيدْ
هؤلاء الذين تدلت عمائمهم فوق أعينهم
وسيوفهم العربية قد نسيت سنوات الشموخْ
لا تصالحْ
فليس سوى أن تريدْ
أنت فارسُ هذا الزمان الوحيدْ
وسواك.. المسوخْ!

(10)
لا تصالحْ
لا تصالحْ

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29-03-2009, 07:51 AM
الصورة الرمزية blackcracker
blackcracker blackcracker غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 17
معدل تقييم المستوى: 0
blackcracker is on a distinguished road
افتراضي

قصيدة رائعة شكرا جزيلا لك على القصيدة ولقد قرائتها من قبل واعجبتنى بشدة
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29-03-2009, 09:06 AM
الصورة الرمزية القلب الذهبى
القلب الذهبى القلب الذهبى غير متواجد حالياً
طالبه ثانوى ( الصف الثاني)
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 227
معدل تقييم المستوى: 16
القلب الذهبى is on a distinguished road
افتراضي

مشكوووووووور على هذه القصيدة الرائعة
__________________
ربى معى ... ربى يرانى
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 29-03-2009, 03:10 PM
الصورة الرمزية احمد رضا
احمد رضا احمد رضا غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2006
المشاركات: 5,483
معدل تقييم المستوى: 0
احمد رضا is an unknown quantity at this point
افتراضي

رحم الله أمير شعراء التفعيله
عن حق انا احترم هذا
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 29-03-2009, 03:10 PM
الصورة الرمزية احمد رضا
احمد رضا احمد رضا غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2006
المشاركات: 5,483
معدل تقييم المستوى: 0
احمد رضا is an unknown quantity at this point
افتراضي

رحم الله أمير شعراء التفعيله
عن حق انا احترم هذا الشاعر الفيلسوف
والفيلسوف الشاعر
لم اجد احد مثله قد تكلم عن الموت
رحمه الله ورزقنا بعضا من موهبته
ادام الله عليك ذوقك الراقي
شكرا لنقلك المميز

آخر تعديل بواسطة احمد رضا ، 29-03-2009 الساعة 03:13 PM
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 31-03-2009, 04:26 PM
أ/ محمد عبد العظيم أ/ محمد عبد العظيم غير متواجد حالياً
معلم لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 3,997
معدل تقييم المستوى: 19
أ/ محمد عبد العظيم is on a distinguished road
افتراضي

قصيدة جميلة
__________________
يا من يجيب العبد قبل سؤاله *** ويجود للعاصين بالغفران
واذا أتاه الطالبون لعفوه *** ستر القبيح وجاد بالاحسان
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 31-03-2009, 11:39 PM
وللأشواق عودة وللأشواق عودة غير متواجد حالياً
عضو مجتهد
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
المشاركات: 50
معدل تقييم المستوى: 16
وللأشواق عودة is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة black*****er مشاهدة المشاركة
قصيدة رائعة شكرا جزيلا لك على القصيدة ولقد قرائتها من قبل واعجبتنى بشدة
أشكر لك مرورك أخي الكريم.
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 31-03-2009, 11:41 PM
وللأشواق عودة وللأشواق عودة غير متواجد حالياً
عضو مجتهد
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
المشاركات: 50
معدل تقييم المستوى: 16
وللأشواق عودة is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القلب الذهبى مشاهدة المشاركة
مشكوووووووور على هذه القصيدة الرائعة
أتمنى أن تكون القصيدة وصلت إليك وتواصلت معها..أشكر لك المرور .
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 31-03-2009, 11:46 PM
وللأشواق عودة وللأشواق عودة غير متواجد حالياً
عضو مجتهد
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
المشاركات: 50
معدل تقييم المستوى: 16
وللأشواق عودة is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد رضا مشاهدة المشاركة
رحم الله أمير شعراء التفعيله
عن حق انا احترم هذا الشاعر الفيلسوف
والفيلسوف الشاعر
لم اجد احد مثله قد تكلم عن الموت
رحمه الله ورزقنا بعضا من موهبته
ادام الله عليك ذوقك الراقي
شكرا لنقلك المميز
بالتأكيد كلنا نعشق هذا الشاعر العملاق وبالفعل لم يتناول أحد من الشعراء الموت مثلما تناوله( أمل دنقل) في (مذكرات الغرفة8 )والتي أعتزم طرحها في المنتدى قريباً . أشكرك أخي على مرورك الغالي.
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 31-03-2009, 11:47 PM
وللأشواق عودة وللأشواق عودة غير متواجد حالياً
عضو مجتهد
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
المشاركات: 50
معدل تقييم المستوى: 16
وللأشواق عودة is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مستر محمد 73 مشاهدة المشاركة
قصيدة جميلة
بارك الله فيك.
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 12:54 PM.