اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > محمد نبينا .. للخير ينادينا

محمد نبينا .. للخير ينادينا سيرة الحبيب المصطفى بكل لغات العالم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-03-2009, 10:16 AM
ممدوح مصطفى الانصارى ممدوح مصطفى الانصارى غير متواجد حالياً

مستشار مجلس الادارة

 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 9,499
معدل تقييم المستوى: 25
ممدوح مصطفى الانصارى is just really nice
افتراضي


اللهك صلى وسلم وبارك
على سيدنا محمد فى الاولين
وفى الاخرين ، وفى الملا
الاعلى الى يوم الدين ، وفى
كل وقت وحين .
آمين ...آمين ...آمين....

مكارم الأخلاق
منقول بتصرف
جزى الله كاتب هذه الكلمات وناقلها وقارئها سقيا هنيئة بارده من يده الشريفة
لا يظمأ بعدها أبدا
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى في رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ )(القلم4)
وقال عليه الصلاة والسلام ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)
-ما هو خلق المسلم؟
-ما هي مكارم الأخلاق؟
نقل بتصرف وإختصار من كتاب

من كتاب مكارم الاخلاق
(منقول بتصرف)
والخلق : هو السجيةُ والطبع , وهو كما يقول أهل العلم : صورةُ الإنسان الباطنة , لأن الإنسان صورتين :
صورة ظاهرة : وهي شكل خلقته التي جعل الله البدن عليه , وهذه الصورة الظاهرة منها جميل حسن , ومنها ما هو قبيح سيئ , منها ما بين ذلك .
وصورة باطنة : وهي حال للنفس راسخة تصدر عنها الأفعال من خير أو شر , من غير حاجة إلى فكر وروية .
وقد قال الني صلى الله عليه وسلم ( أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً ), فينبغي أن يكون هذا الحديث دائماً نصب عين المؤمن , لأن الإنسان إذا علم بأنه لن يكون كامل الإيمان إلا إذا أحسن خلقه كان ذلك دافعاً له على التخلق بمكارم الأخلاق ومعالي الصفات وترك سفا سفها و رديئها .
كمال الشريعة الإسلامية من ناحية الأخلاق
والنبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن من مقاصد بعثته إتمام محاسن الأخلاق , فقال عليه الصلاة والسلام ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ).
فالشرائع السابقة التي شرعها الله للعباد كلها تحث على الأخلاق الفاضلة , ولهذا ذكر أهل العلم أن الأخلاق الفاضلة مما طبقت الشرائع على طلبه , ولكن الشريعة الكاملة جاء النبي عليه الصلاة والسلام فيها بتمام مكارم الأخلاق ومحاسن الخصال
.
***

الأخلاق بين الطبع والتطبع

وكما يكون الخُلقُ طبيعة , فإنه قد يكون كسباً , بمعنى أن الإنسان كما يكون مطبوعاً على الخلق الحسن الجميل , فإنه أيضاً يمكن أن يتخلق بالأخلاق الحسنة عن طريق الكسب والمرونة .
ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لأشج عبدالقيس ( إن فيك لخلقين يحبهما الله : الحلم والأناة ) قال يا رسول الله , أهما خلقان تخلقت بهما , أم جبلني الله عليهما , قال ( بل جبلك الله عليهما ) . فقال : الحمد لله الذي جبلني على خلقين يحبهما ورسوله )
فهذا دليل على أن الأخلاق الحميدة الفاضلة تكون طبعاً وتكون تطبعا , ولكن الطبع بلا شك أحسن من التطبع , لأن الخلق الحسن إذا كان طبيعياً صار سجية للإنسان وطبيعة له , ولكن هذا فضل الله يؤتيه من يشاء , ومن حُرم هذا – أي حُرمالخلق عن سبيل الطبع – فإنه يمكنه أن يناله عن سبيل التطبع , وذلك بالمرونة , والممارسة .

شكرا جزيلا اخى الليدر
مسيو وليد
وجزاكم الله خير الجزاء.
اللهم بلغنى واياكم
مشاركتكم 30000

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05-03-2009, 01:06 PM
ممدوح مصطفى الانصارى ممدوح مصطفى الانصارى غير متواجد حالياً

مستشار مجلس الادارة

 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 9,499
معدل تقييم المستوى: 25
ممدوح مصطفى الانصارى is just really nice
افتراضي

قصيدة الإمام ابي حنيفة النعمان
يا سيد السادات جئتك قاصدا *** أرجو رضاك و أحتمي بحماك

والله يا خير الخلائق إن لي *** قلبا مشوقا لا يروم سواك

و بحق جاهك إنني بك مغرم *** و الله يعلم أنني أهواك

أنت الذي لولاك ما خلق امرؤ *** كلا و لا خلق الورى لولاك

أنت الذي من نور البدر اكتسى *** و الشمس مشرقة بنور بهاك

أنت الذي لما رفعت إلى السما *** بك قد سمت و تزينت لسراك

أنت الذي نادك ربك مرحبا *** و لقد دعاك لقربه و حباك

أنت الذي فبنا سألت شفاعة *** ناداك ربك لم تكن لسواك

أنت الذي لما توسل آدم *** من زلة بك فاز و هو أباك

و بك الخليل دعا فعادت ناره *** بردا و قد خمدت بنور سناك

وبك المسيح أتى بشيرا مخبرا *** بصفات حسنك مادحا لعلاك

و كذاك موسى لم يزل متوسلا *** بك في القيامة محتم بحماك

والأنبياء و كل خلق في الورى *** و الرسل والأملاك تحت لواك

لك معجزات أعجزت الورى **** و فضائل جلت فليس تحاك

نطق الذراع بسمه لك معلنا **** و الضب قد لباك حين أتاك

والذئب جاءك و الغزالة قد أتت **** بك تستجير و تحتمي بحماك

وكذا الوحوش أتت إليك و سلمت **** وشكا البعير إليك حين رآك

و دعوت أشجار أتتك مطيعة *** و سعت إليك مجيبة لنداك

و الماء فاض براحتيك و سبحت *** صم الحصى بالفضل في يمناك

و عليك ظللت الغمامة في الورى *** و الجذع حن إلى كريم لقاك

و كذاك لا أثر لمشيك في الثرى **** و الصخر قد غاصت به قدماك

و شفيت ذا العاهات من أمراضه **** وملأت كل الأرض من جدواك

ورددت عين قتادة بعد العمى **** وأبن الحصين شفيته بشفاك

و على من رمد به داويته **** في خيبر فشفى بطيب لماك

و مسست شاة لأم معبد بعدما **** نشفت فدرت من شفا رقياك

في يوم بدر قد أتتك ملائك **** من عند ربك قاتلت أعداك

و الفتح جاءك بعد فتحك مكة *** و النصر في الأحزاب قد وافاك

هود و يونس من بهاك تجملا **** و جمال يوسف من ضياء سناك

قد فقت يا طه جميع الأنبياء **** طرا فسبحان الذي أسراك

و الله يا ياسين مثلك لم يكن **** في العالمين وحق نباك

عن وصفك الشعراء عجزوا **** و كلوا عن صفات علاك

بك لي فؤاد مغرم يا سيدي **** و حشاشة محشوة بهواك

فإذا سكت ففيك صمتي كله **** و إذا نطقت فمادحا علياك

و إذا سمعت فعنك قولا طيبا **** و إذا نظرت فما أرى إلاك

أنا طامع بالجود منك و لم يكن **** لمثلي في الأنام سواك

فلأنت أكرم شافع و مشفع **** ومن التجى بحماك نال رضاك

فاجعل قراى شفاعة لي في غد **** فعسى أرى في الحشر تحت لواك

صلى عليك الله يا علم الهدى **** ما حن مشتاق إلى لقياك

وعلى صحابتك الكرام جميعهم **** والتابعين وكل من والك
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 05-03-2009, 02:55 PM
الصورة الرمزية مسيو وليد عسكر
مسيو وليد عسكر مسيو وليد عسكر غير متواجد حالياً
نجم العطاء و معلم اللغة الفرنسية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 3,108
معدل تقييم المستوى: 19
مسيو وليد عسكر is on a distinguished road
افتراضي

اشكرك اختي الفاضله نور وبارك الله فيكي
والفضل بعد الله يرجع اليكي في ان ان تكون مشاركتي هذه لاشرف الخلق وانا بالفعل اعتز بهذا الموضوع الذي قمت بتجميعه من علي شبكه الانترنت
__________________
اللهم أني اعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 05-03-2009, 03:27 PM
الصورة الرمزية مس رانيا حسن
مس رانيا حسن مس رانيا حسن غير متواجد حالياً
معلم المواد الفلسفية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2007
المشاركات: 5,964
معدل تقييم المستوى: 22
مس رانيا حسن is on a distinguished road
افتراضي

مبارك مسيو على المشاركة 3000
عقبال 10000
__________________
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 05-03-2009, 10:51 PM
الصورة الرمزية مسيو وليد عسكر
مسيو وليد عسكر مسيو وليد عسكر غير متواجد حالياً
نجم العطاء و معلم اللغة الفرنسية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 3,108
معدل تقييم المستوى: 19
مسيو وليد عسكر is on a distinguished road
Impp مشاركتي رقم 3000

بمناسبه ذكري مولد سيد الخلق
اقترحت علي اخت فاضله ان تكون مشاركتي رقم 3000 عن رسول الله صلي الله عليه وسلم
وبالفعل...
لا اجد افضل من هذه المناسبه ان اكتب كلمات بسيطه عن اشرف الخلق محمد صلي الله عليه وسلم...
******************


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الفاتح الخاتم الناصر الهادي إلى صراط الله المستقيم,
وعلى آله حق قدره مقداره العظيم...
أما بعد.. خلق الله الخلق متفاوتين في حقائقهم وفي ذواتهم؛
فمنهم الغاية في جودة الجوهر, ومنهم المتوسط ومنهم الكدِر, وفي كل مرتبة درجات, فالأنبياء عليهم الصلاة والسلام هم الغاية؛
خُلِقت أبدانهم سليمةً من العيب فصلحت لحلول النفس الكاملة..
ثمّ يتفاوتون, فكان نبينا صلى الله عليه وسلم أصلح الأنبياء مزاجاً وأكملهم بدناً وأصفاهم روحاً, ولذلك كان من تمام الإيمان به صلى الله عليه وسلم الإيمانُ بأنّ الله تعالى جعل خَلْق بدنه الشريف على وجه لم يظهر قبله ولا بعده خَلْق آدمي مثله,
فيكون ما يُشاهَد من خَلْق بدنه آيات على ما يتضح من عظيم خُلُق نفسه الكريمة, وما يتضح من أخلاق نفسه الكريمة آيات على ما تحقق له من سرّ قلبه المقدّس صلى الله عليه وسلم.
فعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: لم أرَ شيئا أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقالت أم معبد رضي الله عنها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجمل الناس وأبهاه من بعيد وأحلاه وأحسنه من قريب.
وقال جابر بن سمرة رضي الله عنه: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلةٍ إضحيان وعليه حُلّة حمراء فجعلت أنظر إليه والقمر فلهو في أحسن في عيني من القمر.
وقال البراء رضي الله عنه: ما رأيت من ذي لِمّة سوداء في حلة حمراء أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقالت امرأة حجّت معه تصفه: كالقمر ليلة البدر لم أر قبله ولا بعده مثله.
وقالت الرُّبَيِّع بنت مُعَوِّذ رضي الله عنها: لو رأيته لقلت الشمس طالعة.
وقال أبو هريرة رضي الله عنه: ما رأيت شيئا قط أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنّ الشمس تجري وفي لفظ: تخرج من وجهه.
وقال ابن عباس رضي الله عنهما: لم يقم رسول الله صلى الله عليه وسلم مع شمس قط إلا غلب ضوؤه ضوء الشمس؛ ولم يقم مع سراج قط إلا غلب ضوؤه ضوء السراج.
لمَ لا يضيئ بك الوجود وليله فيه صباح من جمالك مسفر
فبشمس حسنك كل يوم مشرق وببدر وجهك كل ليل مقمر
قال العلماء في قوله صلى الله عليه وسلم في يوسف عليه السلام: "أُعطِي شطر الحسن" يتبادر إلى أفهام بعض الناس أنّ الناس يشتركون في الشطر الآخر, وليس كذلك؛ بل المراد أنه – أي يوسف عليه السلام – أُعطِي شطر الحسن الذي أوتيه نبينا صلى الله عليه وسلم فإنه بلغ النهاية ويوسف بلغ شطرها, ويدل له حديث أنس رضي الله عنه قال: ما بعث الله نبيا إلا حَسَن الوجه حَسَن الصوت؛ وكان نبيكم أحسنهم وجهاً وصوتاً.
قال القرطبي رحمه الله تعالى: لم يظهر لنا تمام حسنه صلى الله عليه وسلم لأنه لو ظهر لنا تمام حسنه لما طاقت أعيننا رؤيته.
فهو الذي تمّ معناه وصورته ثم اصطفاه حبيبا بارئ النسم
منزه عن شريك في محاسنه فجوهر الحسن فيه غير منقسم
وعلى تفنّن واصفيه بمدحه يفنى الزمان وفيه ما لم يوصف
كان صلى الله عليه وسلم أزهر اللون أبيض كأنّما صِيغ من فضة مشرباً بحمرة ظاهر الوضاءة أنور المتجرَّد.
أهديت له شملة سوداء فلبسها وقال: كيف ترينها عليّ يا عائشة؟ قالت: ما أحسنها عليك يا رسول الله يشوب سوادُها بياضَك وبياضُك سوادَها.
كان صلى الله عليه وسلم عظيم الرأس رجل الشعر وفرة ولِمّة وجُمّة, وكان صلى الله عليه وسلم شديد سواد الرأس واللحية.
قال خالد بن الوليد رضي الله عنه: اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فحلق رأسه؛ فابتدر الناس جوانب شعره فسبقتهم إلى ناصيته فجعلتها في هذه القلنسوة فلم أشهد قتالاً وهي معي إلا رُزِقت النصر.
وكانت أم سلمة رضي الله عنها إذا أصاب الناس عينٌ أو شيء بُعِث إليها بقدح من ماء فجاءت بجلجل من فضة فيه شعر من شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم, أي فجعلت الماء فيه ثم ردته إلى من به عين أو شيء.
وكان صلى الله عليه وسلم واسع الجبين دقيق الحاجبين سوابغ في غير قرن بينهما عِرْقٌ يُدِرّه الغضب.
إذا طلع جبينه من بين الشعر أو عند الليل أو طلع بوجهه على الناس تراءى جبينه كأنه السراج المتوقد يتلألأ؛ وكانوا يقولون: هو صلى الله عليه وسلم.
متى يبد في الليل البهيم جبينه يلح مثل مصباح الدجى المتوقد
فمن كان أو من قد يكون كأحمد نظاماً لحق أو نكالاً لملحد
كان صلى الله عليه وسلم شديد سواد حدقة العين في شدة بياض ما حولها بياضاً مشرباً بحمرة؛ واسع العينين طويل شق العين؛ أكحل العينين؛ أهداب الأشفار – أي طويل الرمش –
يرى بالليل في الظلمة كما يرى بالنهار في الضوء.
يقول لأصحابه: إني لأنظر إلى ما وراء ظهري كما أنظر إلى أمامي.
كما كان يرى في الثريا أحد عشر نجما.
وكان صلى الله عليه وسلم تامّ الأذنين؛ يسمع ما لا يسمع الحاضرون.
يقول: إني لأرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون.
وكان صلى الله عليه وسلم أقنى العرنين دقيق الأنف له نور يعلوه, أسيل الخدين أبيضهما.
وكان صلى الله عليه وسلم أحسن عباد الله شفتين وألطفهم ختم فم.
وكان صلى الله عليه وسلم حسن الثغر ضليع الفم – أي واسع الفم – مُفَلّج الأسنان برّاق الثنايا يَفْتَرُّ عن مثل حَبِّ الغمام.
قال أنس رضي الله عنه: شممت العطر كله فلم أشم نكهة أطيب من رسول الله صلى الله عليه وسلم, أُتِي بدلوٍ من ماء فشرب من الدلو ثم صبّ في البئر ففاح منها مثل رائحة المسك.
وقال أنس رضي الله عنه: بزق رسول الله صلى الله عليه وسلم في بئر بدارنا فلم يكن بالمدينة بئر أعذب منها.
وقالت عميرة بنت مسعود رضي الله عنها: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وأخواتي وهنّ خمسٌ فوجدناه يأكل قديداً؛ فمضغ لهنّ قديدةً ثمّ ناولني القديدة فقسمتها بينهنّ فمضغت كل واحدة قطعة فلقين الله وما وُجِد لأفواههنّ خلوف.
جنى النحل في فيه وفيه حياتنا ولكنه من لي بلثم لثامه
وكان صلى الله عليه وسلم كثّ اللحية كثير شعرها, وكان شيبه في ***قته؛ وفي الصدغين والرأس نُبَذ؛ ولم يكن في رأسه ولحيته إلا سبع عشرة أو ثمان عشرة شعرة بيضاء.
كان صلى الله عليه وسلم فخماً مفخماً يتلألأ وجهه تلألأ القمر ليلة البدر, وكان في وجهه تدوير, إذا سُرّ استنار وجهه كأنه قطعة قمر.
قالت عائشة رضي الله عنها: كنت أخيط الثوب فسقطت الإبرة فطلبتها فلم أقدر عليها فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فتبينت الإبرة بشعاع وجهه.
كالبدرِ؛ والكافُ إن أنصفتَ زائدة فلا تظنّنها كاف تشبيه
يقولون يحكي البدر في الحسن وجهه وبدر الدجى عن ذلك الحسن ينحط
كما شبّهوا غصن النقا بقوامه لقد بالغوا بالمدح للغصن واشتطوا
وكان صلى الله عليه وسلم طويل العنق؛ كأنّ عنقه جيد دمية في صفاء الفضة.
قالوا عنه: كان أحسن الناس عنقاً؛ ما ظهر من عنقه للشمس والرياح فكأنه إبريق فضة مشربٌ ذهبا يتلألأ في بياض الفضة وحمرة الذهب, وما غيبت الثياب من عنقه فما تحتها فكأنه القمر ليلة البدر.
وكان صلى الله عليه وسلم بعيد ما بين المنكبين إذا وضع رداءه عن منكبيه فكأنه سبيكة فضة.
قال مُحَرِّش الكعبي رضي الله عنه: اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجعرانة ليلاً فنظرت إلى ظهره كأنه سبيكة فضة.
خاتم النبوة: اختلف في حجمه ومكانه ولونه: فقيل في حجمه وشكله: أنه مثل رزّ الحجلة؛ وقيل: كالجمع عليه خيلان كأمثال الثآليل؛ وقيل: كبيضة الحمامة؛ وقيل: بل هو شعر مجتمع؛ وقيل: كالسِعلة وهي الغدة؛ وقيل: بضعة ناشزة – أي لحم ناتئ – وقيل: كنور يتلألأ.
وأما موضعه ومكانه: فقيل: عند نغض كتفه الأيسر؛ وقيل: بين كتفيه.
وأما لونه: فقيل: أحمر؛ وقيل: أخضر؛ وقيل: يضرب إلى الدهمة.
وكان صلى الله عليه وسلم عريض الصدر سواء البطن والصدر دقيق المسرُبة موصول ما بين اللبة والسرة بشعر يجري كالخط كأنه قضيب مسك أذفر؛ عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك؛ أشعر الذراعين والمنكبين وأعالي الصدر.
وكان صلى الله عليه وسلم أبيض الخاصرة.
كان صلى الله عليه وسلم ضخم الكفين والقدمين والعضدين والذراعين؛ طويل الزندين والأصابع كأنّ أصابعه قضبان الفضة.
قال أنس رضي الله عنه: ما مسست ديباجاً ولا حريراً ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال غيره: ناولني رسول الله صلى الله عليه وسلم يده فإذا هي أبرد من الثلج وأطيب ريحاً من المسك.
وكان صلى الله عليه وسلم أبيض الإبطين دون سائر البشر.
قال أحد أصحابه: ضمّني رسول الله صلى الله عليه وسلم فسال عليّ من عرق إبطيه مثل ريح المسك.
وكان صلى الله عليه وسلم دقيق الساقين أبيضهما؛ أبيض الفخذ ضخم القدمين؛ أحسن البشر قدما؛ سبابة قدمه أطول من سائر أصابعه؛ وكان قليل لحم العقب.
يا ربِّ بالقدم التي أوطأتها من قاب قوسين المحل الأعظما
وبحرمة القدم التي جعلت لها كتف البرية في الرسالة سلما
ثبِّت على متن الصراط تكرما قدمي وكن لي منقذاً ومسلما
واجعلهما, ذخري ومن كانا له أمِنَ العذاب ولا يخاف جهنما
وكان صلى الله عليه وسلم ضخم الكراديس وهي رؤوس العظام كالركبتين والمرفقين والمنكبين.
ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالطويل البائن ولا بالقصير بل كان ربعة إلى الطول أقرب.
قال أنس رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس قواماً, وأحسن الناس وجهاً, وأحسن الناس لوناً, وأطيب الناس ريحاً, وألين الناس كفّاً, وما مشى رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أحد إلا طاله, وكان يُنسَب إلى الربعة إذا مشى وحده, ولم يكن يماشيه أحد من الناس يُنسَب إلى الطول إلا طاله رسول الله صلى الله عليه وسلم, ولربما اكتنفه الرجلان الطويلان فيطولهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا فارقاه نُسِب إلى الربعة, وإذا جلس يكون كتفه أعلى من جميع الجالسين.
وكان صلى الله عليه وسلم رقيق البشرة, كثير العرق؛ كأنّ ريحَ عرقه ريحُ المسك.
قالت عائشة رضي الله عنها: كان عرق رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهه مثل اللؤلؤ أطيب ريحاً من المسك الأذفر.
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني زوجت ابنتي وأحب أن تعينني بشيء, فقال: ما عندي شيء ولكن ائتني بقارورة واسعة الرأس وعود شجرة؛ فأتاه بهما فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يسلت فيها من عرقه حتى امتلأت القارورة فقال: خذها وأْمرْ ابنتك أن تغمس هذا العود في القارورة وتطّيّب به, فكانت إذا تطيبت به يشم أهل المدينة رائحة ذلك الطيب.
قالت عائشة رضي الله عنها: كنت قاعدة أغزل والنبي صلى الله عليه وسلم يخصف نعله فجعل يعرق وجعل عرقه يتولّد نورا فبُهِتُّ! فقال: ما لك بُهِتِّ؟ قلت: جعل جبينك يعرق وجعل عرقك يتولّد نوراً ولو رآك أبو كبير الهذلي لعلِم أنك أحق بشعره حيث يقول:
وإذا نظرتَ إلى أسِرّة وجهه برقت بروق العارض المتهلِّلِ
وكان صلى الله عليه وسلم إذا مرّ في طريق من طرق المدينة وجدوا منه رائحة الطيب؛ فيقال: مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الطريق.
وكان صلى الله عليه وسلم إذا مشى أسرع حتى يهرول الرجلُ وراءه فلا يدركه, وكانت تُطوَى له الأرض, ولم يُرَ له ظلٌّ في شمس ولا قمر لأنه كان نوراً صلى الله عليه وسلم.
وكان صلى الله عليه وسلم حسن الصوت حسن النغمة يبلغ صوته حيث لا يبلغ صوت غيره.
خطب فأسمع العواتق في الخدور.
وجلس يوماً على المنبر فقال للناس: اجلسوا, فسمعه عبدالله بن رواحة وهو في بني غنم فجلس مكانه.
وكان صلى الله عليه وسلم في صوته صحل وهو شبه البُحّة وغلظ الصوت.
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم تسليماً كثيراً.
************************************************** *****
__________________
اللهم أني اعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 06-03-2009, 12:22 AM
الصورة الرمزية مسيو وليد عسكر
مسيو وليد عسكر مسيو وليد عسكر غير متواجد حالياً
نجم العطاء و معلم اللغة الفرنسية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 3,108
معدل تقييم المستوى: 19
مسيو وليد عسكر is on a distinguished road
افتراضي

جزاكم الله خيرا استاذنا الفاضل ممدوح وشرفت بتواجدك في الموضوع وان يكون رد حضرتك هو الاول لي
وفعلا من عجائب المنتدي هذه الايام ان يكون الرد علي الموضوع يسبق الموضوع نفسه
و لكن يكفي ان يكون الرد من الاستاذ ممدوح حتي انسي هذا الخطا الرهيب في شكل موضوعات المنتدي
لو استمر الحال بهذه الطريقه....فستكون كارثه علي شكل المنتدي...ارجو الاهتمام والدعم الفني لقاعده البيانات في المنتدي ومعالجه هذا القصور الرهيب
__________________
اللهم أني اعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 06-03-2009, 02:28 AM
شمس بياض شمس بياض غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 1,270
معدل تقييم المستوى: 17
شمس بياض is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة m.leader مشاهدة المشاركة
جزاكم الله خيرا استاذنا الفاضل ممدوح وشرفت بتواجدك في الموضوع وان يكون رد حضرتك هو الاول لي
وفعلا من عجائب المنتدي هذه الايام ان يكون الرد علي الموضوع يسبق الموضوع نفسه
و لكن يكفي ان يكون الرد من الاستاذ ممدوح حتي انسي هذا الخطا الرهيب في شكل موضوعات المنتدي
لو استمر الحال بهذه الطريقه....فستكون كارثه علي شكل المنتدي...ارجو الاهتمام والدعم الفني لقاعده البيانات في المنتدي ومعالجه هذا القصور الرهيب
استاذنا جزاكم الله خيرا على هذا الموضوع الهائل
بارك الله فيكم
والحمد لله الخطا اتصلح
اصلح الله شانكم وشئون المسلمين
.................................................. ..........................

وصلى اللهم على سيدنا محمدفهو:-
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم متواصل الأحزان، دائم الفكرة، ليست له راحة، ولا يتكلم في غير حاجة، طويل السكوت، يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه ـ لا بأطراف فمه ـ ويتكلم بجوامع الكلم، فصلاً، لا فضول فيه ولا تقصير، دمثاً ليس بالجافي ولا بالمهين، يعظم النعمة وإن دقت، لايذم شيئاً، ولم يكن يذم ذواقاً ـ ما يطعم ـ ولا يمدحه، ولا يقام لغضبه إذا تعرض للحق بشيء حتى ينتصر له، لا يغضب لنفسه، ولا ينتصر لها ـ سماحة ـ وإذا أشار أشار بكفه كلها، وإذا تعجب قلبها، وإذا غضب أعرض وأشاح، وإذا فرح غض طرفه، جل ضحكه التبسم، ويفتر عن مثل حب الغمام‏.‏

وكان يخزن لسانه إلا عما يعنيه، يؤلف أصحابه ولا يفرقهم، يكرم كريم كل قوم، ويوليه عليهم، ويحذر الناس، ويحترس منهم من غير أن يطوي عن أحد منهم بشره‏.‏

يتفقد أصحابه، ويسأل الناس عما في الناس، ويحسن الحسن ويصوبه، ويقبح القبيح ويوهنه، معتدل الأمر، غير مختلف، لا يغفل مخافة أن يغفلوا أو يملوا، لكل حال عنده عتاد، لا يقصر عن الحق، ولا يجاوزه إلى غيره‏.‏

الذين يلونه من الناس خيارهم، وأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة ومؤازرة‏.‏

كان لا يجلس ولا يقوم إلا على ذكر، ولا يوطن الأماكن ـ لا يميز لنفسه مكاناً ـ إذا انتهي إلى القوم جلس حيث ينتهي به المجلس، ويأمر بذلك، ويعطي كل جلسائه نصيبه حتى لا يحسب جليسه أن أحداً أكرم عليه منه ، من جالسه أو قاومه لحاجة صابره حتى يكون هو المنصرف عنه، ومن سأله حاجة لم يرده إلا بها أو بميسور من القول، وقد وسع الناس بسطه وخلقه، فصار لهم أبا، وصاروا عنده في الحق متقاربين، يتفاضلون عنده بالتقوي، مجلسه مجلس حلم وحياء وصبر وأمانة، لا ترفع فيه الأصوات، ولا تؤبن فيه الحرم ـ لا تخشي فلتاته ـ يتعاطفون بالتقوي، يوقرون الكبير، ويرحمون الصغير، ويرفدون ذا الحاجة، ويؤنسون الغريب‏.‏

كان دائم البشر، سهل الخلق، لين الجانب، ليس بفظ، ولا غليظ، ولا صَخَّاب، ولا فحاش، ولا عتاب، ولا مداح، يتغافل عما لا يشتهي، ولا يقنط منه‏.‏ قد ترك نفسه من ثلاث‏:‏ الرياء، والإكثار، وما لا يعنيه، وترك الناس من ثلاث‏:‏ لا يذم أحداً، ولا يعيره، ولا يطلب عورته، ولا يتكلم إلا فيما يرجو ثوابه، إذا تكلم أطرق جلساؤه، كأنما على رءوسهم الطير، وإذا سكت تكلموا‏.‏ لا يتنازعون عنده الحديث، من تكلم عنده أنصتوا له حتى يفرغ، حديثهم حديث أولهم، يضحك مما يضحكون منه، ويعجب مما يعجبون منه، ويصبر للغريب على الجفوة في المنطق، يقول‏:‏ إذا رأيتم صاحب الحاجة يطلبها فأرفدوه، ولا يطلب الثناء إلا من مكافئ‏.‏

وقال خارجة بن زيد‏:‏ كان النبي صلى الله عليه وسلم أوقر الناس في مجلسه، لا يكاد يخرج شيئاً من أطرافه، وكان كثير السكوت، لا يتكلم في غير حاجة، يعرض عمن تكلم بغير جميل، كان ضحكه تبسماً، وكلامه فصلا لا فضول ولا تقصير، وكان ضحك أصحابه عنده التبسم توقيراً له واقتداء به‏.‏

وعلى الجملة، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم محلي بصفات الكمال المنقطعة النظير، أدبه ربه فأحسن تأديبه، حتى خاطبه مثنياً عليه فقال‏:‏ ‏{‏وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ‏}‏ ‏[‏القلم‏:‏ 4‏]‏، وكانت هذه الخلال مما قرب إليه النفوس، وحببه إلى القلوب، وصيره قائداً تهوي إليه الأفئدة، وألان من شكيمة قومه بعد الإباء، حتى دخلوا في دين الله أفواجاً‏.‏

وهذه الخلال التي أتينا على ذكرها خطوط قصار من مظاهر كماله وعظيم صفاته، أما حقيقة ما كان عليه من الأمجاد والشمائل فأمر لا يدرك كنهه، ولا يسبر غوره، ومن يستطيع معرفة كنه أعظم بشر في الوجود بلغ أعلى قمة من الكمال، استضاء بنور ربه، حتى صار خلقه القرآن‏؟‏

اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنَّك حَميد مجيد‏.‏

اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميد مجيد‏.‏

الرحيق المختوم
__________________


البقاء والدوام لله

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 06-03-2009, 02:30 AM
شمس بياض شمس بياض غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 1,270
معدل تقييم المستوى: 17
شمس بياض is on a distinguished road
افتراضي

فهو نبى الرحمه

انظر رحمته بنا يوم القيامةإنه يوم القيامة ، "يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ [1]" إن هذا اليوم العصيب هو أكثر الأوقات التي يحتاج فيها العبد إلى عون ورحمة.. ولم يكن هذا اليوم أبدًا بعيدًا عن ذهن رسول الله صلى الله عليه وسلم بل كان يقول: "بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ ، قَالَ وَضَمَّ السَّبَّابَةَ وَالْوُسْطَى[2]، ولذلك كثيرًا ما كان يُذَكِّرُ الناس به؛ لأنه يعلم أنه حق لا ريب فيه، وأنه آتٍ لا محالة، فكان من رحمته صلى الله عليه وسلم بالمسلمين أنه كان حريصًا على أن يستعدُّوا لمثل هذا اليوم الصعب، فكان يُحوِّل حياتهم دائمًا إلى حياة إيجابية ، تهدف إلى الإعداد لهذه اللحظات الخطيرة القادمة..
جاءه رجل فسأله عن الساعة قائلاً: مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: "وَمَاذَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟ " قَالَ: لَا شَيْءَ إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ "أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ" "[3]. فكانت هذه أعظم رحمة منه صلى الله عليه وسلم، وهي رحمة التنبيه للإعداد لهذا اليوم، قبل أن يأتي يوم يموت فيه الإنسان فتضيع عليه فرصة العمل ...
ثم إنه كان مشغولاً للغاية بأمته في ذلك اليوم، حتى إنه ادَّخرَ دعوته الخاصة جدًا إلى يوم القيامة ليشفع لأمته بها!!
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " "لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ" [4]، فَتَعَجَّلَ كُلُّ نَبِيٍّ دَعْوَتَهُ، وَإِنِّي اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَهِيَ نَائِلَةٌ - إِنْ شَاءَ اللَّهُ - مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِي لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا"[5].

وقد يعتقد البعض أن هذه الشفاعة، ستكون لأهل الطاعة والتقوى فقط، ولكن الأمر على خلاف ذلك! فشفاعته صلى الله عليه وسلم ستكون كذلك لأهل المعاصي ! بل لأهل الكبائر من الذنوب!!
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : "شَفَاعَتِي لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي " "[6] وليست هذه - بالطبع - دعوة لفعل الكبائر دون خشيةِ عقابٍ من الله عز وجل، فإن العبدَ قد يُعذَّبُ في النار وقتًا لا يعلمه إلا الله، ثم يخرج بشفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا العذاب - ولو كان مؤقتًا - لا يجوز أبدًا أن يستهين به العبد، فإن غمسةً واحدةً في جهنم تُنسِي نعيم الدنيا بأكمله..
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يُؤْتَى بِأَنْعَمِ أَهْلِ الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ" يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُصْبَغُ فِي النَّارِ صَبْغَةً، ثُمَّ يُقَالُ: يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ خَيْرًا قَطُّ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ نَعِيمٌ قَطُّ؟ فَيَقُولُ: لَا وَاللَّهِ يَا رَبِّ، وَيُؤْتَى بِأَشَدِّ النَّاسِ بُؤْسًا فِي الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيُصْبَغُ صَبْغَةً فِي الْجَنَّةِ، فَيُقَالُ لَهُ: يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ بُؤْسًا قَطُّ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ شِدَّةٌ قَطُّ؟ فَيَقُولُ: لَا وَاللَّهِ يَا رَبِّ، مَا مَرَّ بِي بُؤْسٌ قَطُّ، وَلَا رَأَيْتُ شِدَّةً قَطُّ"[7].

والأخطر من هذا أن لا يُوَفَّقَ العبدُ المصِرُّ على الكبائر إلى الموت على الإسلام، فيخرج بذلك من أمة الرسول صلى الله عليه وسلم تمامًا، وبهذا لا تناله الشفاعة...
فليس المقصود من الشفاعة لأهل الكبائر هو إطلاق المجال لهم لفعل المنكرات ، إنما المقصود هو إبراز مدى رحمته صلى الله عليه وسلم، وحرصه عليها، حتى بلغ الحرص أهل الكبائر أنفسهم..

ولعل من أروع مواقف الرحمة يوم القيامة هو موقف الشفاعة لعموم الخلائق كي يُحاسَبُوا، وقد صَوَّر لنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حالَ الناس في ذلك الموقف أبلغ تفسير فقال: "يَجْمَعُ اللَّهُ النَّاسَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ" فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، يُسْمِعُهُمْ الدَّاعِي، وَيَنْفُذُهُمْ الْبَصَرُ، وَتَدْنُو الشَّمْسُ، فَيَبْلُغُ النَّاسَ مِنْ الْغَمِّ وَالْكَرْبِ مَا لَا يُطِيقُونَ وَلَا يَحْتَمِلُونَ، فَيَقُولُ النَّاسُ: أَلَا تَرَوْنَ مَا قَدْ بَلَغَكُمْ، أَلَا تَنْظُرُونَ مَنْ يَشْفَعُ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ، فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ لِبَعْضٍ: عَلَيْكُمْ بِآدَمَ فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ لَهُ: أَنْتَ أَبُو الْبَشَرِ، خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ، وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ، وَأَمَرَ الْمَلَائِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ، أَلَا تَرَى إِلَى مَا قَدْ بَلَغَنَا، فَيَقُولُ آدَمُ: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَإِنَّهُ قَدْ نَهَانِي عَنْ الشَّجَرَةِ فَعَصَيْتُهُ، نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي، اذْهَبُوا إِلَى نُوحٍ، فَيَأْتُونَ نُوحًا فَيَقُولُونَ: يَا نُوحُ إِنَّكَ أَنْتَ أَوَّلُ الرُّسُلِ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ، وَقَدْ سَمَّاكَ اللَّهُ عَبْدًا شَكُورًا، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ، فَيَقُولُ: إِنَّ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَإِنَّهُ قَدْ كَانَتْ لِي دَعْوَةٌ دَعَوْتُهَا عَلَى قَوْمِي، نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي، اذْهَبُوا إِلَى "إِبْرَاهِيمَ عليه السلام" ، فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ، فَيَقُولُونَ: يَا إِبْرَاهِيمُ أَنْتَ نَبِيُّ اللَّهِ وَخَلِيلُهُ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ، فَيَقُولُ لَهُمْ: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَإِنِّي قَدْ كُنْتُ كَذَبْتُ ثَلَاثَ كَذِبَاتٍ - فَذَكَرَهُنَّ أَبُو حَيَّانَ فِي الْحَدِيثِ - نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي، اذْهَبُوا إِلَى مُوسَى، فَيَأْتُونَ مُوسَى، فَيَقُولُونَ: يَا مُوسَى أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ فَضَّلَكَ اللَّهُ بِرِسَالَتِهِ وَبِكَلَامِهِ عَلَى النَّاسِ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ، فَيَقُولُ: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَإِنِّي قَدْ قَتَلْتُ نَفْسًا لَمْ أُومَرْ بِقَتْلِهَا، نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي، اذْهَبُوا إِلَى عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، فَيَأْتُونَ عِيسَى، فَيَقُولُونَ: يَا عِيسَى أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، وَكَلَّمْتَ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ، فَيَقُولُ عِيسَى: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ قَطُّ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَلَمْ يَذْكُرْ ذَنْبًا، نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي، اذْهَبُوا إِلَى مُحَمَّدٍ، فَيَأْتُونَ مُحَمَّدًا، فَيَقُولُونَ: يَا مُحَمَّدُ أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ وَخَاتِمُ الْأَنْبِيَاءِ، وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ، فَأَنْطَلِقُ فَآتِي تَحْتَ الْعَرْشِ، فَأَقَعُ سَاجِدًا لِرَبِّي عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيَّ مِنْ مَحَامِدِهِ وَحُسْنِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ شَيْئًا لَمْ يَفْتَحْهُ عَلَى أَحَدٍ قَبْلِي، ثُمَّ يُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ، سَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَقُولُ: أُمَّتِي يَا رَبِّ، أُمَّتِي يَا رَبِّ، أُمَّتِي يَا رَبِّ، فَيُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ أَدْخِلْ مِنْ أُمَّتِكَ مَنْ لَا حِسَابَ عَلَيْهِمْ مِنْ الْبَابِ الْأَيْمَنِ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، وَهُمْ شُرَكَاءُ النَّاسِ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ مِنْ الْأَبْوَابِ، ثُمَّ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ مَا بَيْنَ الْمِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَحِمْيَرَ، أَوْ كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَبُصْرَى"[8].

فهذه – والله- رحمة عظيمة!!
إنه يقوم بما أَبَى الأنبياء أن يقوموا به، ثم عند الطلب، لم يقل: نفسي نفسي، إنما قال: "يا رب أمتي" ويكررها ثلاثًا لإبراز مدى حرصه عليها!
إن القلم ليعجز حقيقةً عن تصوير مدى هذه الرحمة النبوية الفياضة! ثم يكون الحساب بشفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم، ويدخل قوم الجنة ، ويدخل آخرون النار ، وممن سيدخلون النار قوم من أمة رسول الله صلى الله عليه وسلم..
غلبت سيئاتهم حسناتهم، فأُدْخِلُوا النار عقابًا على ذنوبهم الكثيرة.. فهل ينساهم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!
إنه صلى الله عليه وسلم الآن في الجنة يُنعَّم فيها، ومعه المؤمنون الأطهار، فهل شُغِل عن جزء عاصٍ من أمته أَبَى أن يستجيب للشرع في الحياة الدنيا ، فعُوقِبَ بالنار يوم القيامة ؟!
أبدًا والله.. إنه صلى الله عليه وسلم لا ينساهم!

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَيَخْرُجَنَّ قَوْمٌ مِنْ أُمَّتِي مِنْ النَّارِ بِشَفَاعَتِي" ، يُسَمَّوْنَ: الْجَهَنَّمِيُّونَ"[9].
بل إن هناك تفصيلاً جميلاً في رواية الإمام أحمد قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنِّي لَأَوَّلُ النَّاسِ تَنْشَقُّ الْأَرْضُ عَنْ جُمْجُمَتِي" يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا فَخْرَ، وَأُعْطَى لِوَاءَ الْحَمْدِ وَلَا فَخْرَ، وَأَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا فَخْرَ، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا فَخْرَ، وَإِنِّي آتِي بَابَ الْجَنَّةِ فَآخُذُ بِحَلْقَتِهَا فَيَقُولُونَ: مَنْ هَذَا؟ فَيَقُولُ: أَنَا مُحَمَّدٌ، فَيَفْتَحُونَ لِي، فَأَدْخُلُ، فَإِذَا الْجَبَّارُ عَزَّ وَجَلَّ مُسْتَقْبِلِي فَأَسْجُدُ لَهُ، فَيَقُولُ: ارْفَعْ رَأْسَكَ يَا مُحَمَّدُ، وَتَكَلَّمْ يُسْمَعْ مِنْكَ، وَقُلْ يُقْبَلْ مِنْكَ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَقُولُ: أُمَّتِي أُمَّتِي يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: اذْهَبْ إِلَى أُمَّتِكَ، فَمَنْ وَجَدْتَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ شَعِيرٍ مِنْ الْإِيمَانِ فَأَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ، فَأُقْبِلُ فَمَنْ وَجَدْتُ فِي قَلْبِهِ ذَلِكَ فَأُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ، فَإِذَا الْجَبَّارُ عَزَّ وَجَلَّ مُسْتَقْبِلِي، فَأَسْجُدُ لَهُ فَيَقُولُ: ارْفَعْ رَأْسَكَ يَا مُحَمَّدُ، وَتَكَلَّمْ يُسْمَعْ مِنْكَ، وَقُلْ يُقْبَلْ مِنْكَ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَرْفَعُ رَأْسِي، فَأَقُولُ: أُمَّتِي أُمَّتِي أَيْ رَبِّ، فَيَقُولُ اذْهَبْ إِلَى أُمَّتِكَ فَمَنْ وَجَدْتَ فِي قَلْبِهِ نِصْفَ حَبَّةٍ مِنْ شَعِيرٍ مِنْ الْإِيمَانِ فَأَدْخِلْهُمْ الْجَنَّةَ، فَأَذْهَبُ فَمَنْ وَجَدْتُ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ ذَلِكَ أُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ، فَإِذَا الْجَبَّارُ عَزَّ وَجَلَّ مُسْتَقْبِلِي، فَأَسْجُدُ لَهُ فَيَقُولُ: ارْفَعْ رَأْسَكَ يَا مُحَمَّدُ، وَتَكَلَّمْ يُسْمَعْ مِنْكَ، وَقُلْ يُقْبَلْ مِنْكَ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَقُولُ: أُمَّتِي أُمَّتِي، فَيَقُولُ: اذْهَبْ إِلَى أُمَّتِكَ فَمَنْ وَجَدْتَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ الْإِيمَانِ فَأَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ، فَأَذْهَبُ فَمَنْ وَجَدْتُ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ ذَلِكَ أَدْخَلْتُهُمْ الْجَنَّةَ، وَفَرَغَ اللَّهُ مِنْ حِسَابِ النَّاسِ، وَأَدْخَلَ مَنْ بَقِيَ مِنْ أُمَّتِي النَّارَ مَعَ أَهْلِ النَّارِ، فَيَقُولُ أَهْلُ النَّارِ: مَا أَغْنَى عَنْكُمْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْبَدُونَ اللَّهَ عَزَّ
وَجَلَّ لَا تُشْرِكُونَ بِهِ شَيْئًا، فَيَقُولُ الْجَبَّارُ عَزَّ وَجَلَّ: فَبِعِزَّتِي لَأُعْتِقَنَّهُمْ مِنْ النَّارِ، فَيُرْسِلُ إِلَيْهِمْ فَيَخْرُجُونَ، وَقَدْ امْتَحَشُوا، فَيَدْخُلُونَ فِي نَهَرِ الْحَيَاةِ فَيَنْبُتُونَ فِيهِ كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ فِي غُثَاءِ السَّيْلِ، وَيُكْتَبُ بَيْنَ أَعْيُنِهِمْ: هَؤُلَاءِ عُتَقَاءُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَيُذْهَبُ بِهِمْ فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ لَهُمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ: هَؤُلَاءِ الْجَهَنَّمِيُّونَ، فَيَقُولُ الْجَبَّارُ: بَلْ هَؤُلَاءِ عُتَقَاءُ الْجَبَّارِ عَزَّ وَجَلَّ"[10]

فانظر - رحمك الله - إلى هذه الدرجة الرفيعة، وإلى هذا المقام المحمود، وإلى هذا الحرص العجيب من رسولنا صلى الله عليه وسلم على مَنْ فعل الموبقات كلها، ولم يكن في صدره سوى مثقال حبة من خردل من الإيمان !!
إن رحمة كهذه تشرح لنا قول ربنا: "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ [11
__________________


البقاء والدوام لله

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 06-03-2009, 02:35 AM
شمس بياض شمس بياض غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 1,270
معدل تقييم المستوى: 17
شمس بياض is on a distinguished road
افتراضي

:: رحمته صلى الله عليه وسلم بالنساء

لقد عمل محمد جهد طاقته لتحرير النساء، وكان ذلك بالقدوة الحسنة التي استنها[1]

ثلثي النساء على الأقل تعرضن خلال حياتهن لصورة من صور ال*** المنزلي، وتؤثر هذه الظاهرة على أربعة ملايين امرأة سنويًا في ألمانيا ، وأربعة ملايين زوجة في الولايات المتحدة الأمريكية [2].
هذا حالهم ولكن الإسلام شئ آخر!!

لا شك أن في النساء صورة من صور الضعف، وهو ليس ضعفًا مذمومًا، فإنه من جانبٍ ليس مقصودًا منهن، ومن جانبٍ آخر محمود مرغوب، فأما الجانب غير المقصود فهو ضعف البنية والجسم، وهذه لا حيلة فيها، فلا يلومهنَّ أحدٌ عليها، وأما الجانب المحمود فهو في ضعف القلب والعاطفة، بمعنى رقَّة المشاعر، وهدوء الطباع ، وهو لا شك أمر محمود في النساء، وكلما زاد ـ دون إفراط ـ كان ألطف وأجمل..

وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يُقَدِّر هذا الضعف في النساء ، ويحرص على حمايتهنَّ من الأذى الجسدي أو المعنوي ، ويُظهِر رحمته بهنَّ بأكثر من طريقة، وفي أكثر من موقف..
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم دائم الوصية بالنساء، وكان يقول لأصحابه: "اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا"[3]، وتكررت منه نفس النصيحة في حجة الوداع ، وهو يخاطب الآلاف من أمته، وكان يوقن أن هذه الوصية من الأهمية بمكان حتى يُفرد لها جزءًا خاصًا من خطبته في هذا اليوم العظيم..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا اليوم: "وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا فَإِنَّمَا هُنَّ عَوَانٌ[4] عِنْدَكُمْ"[5]
وقد شبههن بالأسيرات لكون القوامة في يد الرجل، وقرار الانفصال أو الطلاق بيده، ولقوة الرجل وضعف المرأة مما يجعلها في وضع لا حيلة فيه، ولكل ذلك استدر عطف الرجل على ضعفها بهذه الكلمات.
وقال صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي" "[6].
ويوضح رسول الله صلى الله عليه وسلم في جملة بلاغية رائعة أن النساء يُماثِلن الرجال في القدر والمكانة، ولا ينتقص منهن أبدًا كونُهنَّ نساء فيقول: "إِنَّ النِّسَاءَ شَقَائِقُ الرِّجَالِ" "[7].
ويقول ابن الأثير[8] ~: شقائق الرجال بمعنى نظرائهم وأمثالهم[9]، بل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر المسلمين بعدم كراهية النساء xe \f "w" "النساء" حتى لو كانت هناك بعض الأخلاق المكروهة فيهن فيقول: "لَا يَفْرَكْ[10] مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ"[11].
ولا شك أنه استوحى هذا المعنى العظيم من قول الله تبارك وتعالى: "وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ" فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا[12]".

غير أن الذي يلفت النظر بصورة أكبر في رحمته صلى الله عليه وسلم بالنساء هو جانب التطبيق العملي في حياته صلى الله عليه وسلم، فلم تكن هذه الكلمات الرائعة مجرد تسكين لعاطفة النساء ، أو تجمُّلٍ لا حقيقة له، بل كانت هذه الكلمات تُمارَس كل يوم وكل لحظة في بيته صلى الله عليه وسلم وفي بيوت أصحابه..
وإننا نقول أننا نتحدى العالم أجمع أن يأتي لنا بموقف من حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم آذى فيه امرأة أو شقَّ عليها، سواءً من زوجاته أو من نساء المسلمين، بل من نساء المشركين.. ويكفي أن نسرد بعض مواقفه مع النساء ـ ولو دون تعليق ـ لندرك مدى رحمته بهن..
اسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ > عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَسَمِعَ صَوْتَ عَائِشَةَ < - ابنته – عَالِيًا، فَلَمَّا دَخَلَ تَنَاوَلَهَا لِيَلْطِمَهَا، وَقَالَ أَلَا أَرَاكِ تَرْفَعِينَ صَوْتَكِ عَلَى رَسُولِ اللَّه ِصلى الله عليه وسلم، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَحْجِزُهُ وَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ مُغْضَبًا فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حِينَ خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ: "كَيْفَ رَأَيْتِنِي أَنْقَذْتُكِ مِنْ الرَّجُلِ" ؟ "قَالَ: فَمَكَثَ أَبُو بَكْرٍ أَيَّامًا ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَوَجَدَهُمَا قَدْ اصْطَلَحَا فَقَالَ لَهُمَا: أَدْخِلَانِي فِي سِلْمِكُمَا كَمَا أَدْخَلْتُمَانِي فِي حَرْبِكُمَا فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: قَدْ فَعَلْنَا قَدْ فَعَلْنَا"[13].
فرحمة رسول الله صلى الله عليه وسلم هنا قد فاقت رحمة الأب، فأبو ع "عائشة بنت أبي بكر" < - وهو الصديق > - أراد أن يعاقبها على خطئها، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم لرحمته بها حجز عنها أباها!

وأحيانًا تخطئ زوجته خطأً كبيرًا، ويكون هذا الخطأ أمام الناس، وقد يسبب ذلك الإحراج له صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك فمن رحمته يُقدِّر موقفها، ويرحم ضعفها، ويعذر غيرتها، ولا ينفعل أو يتجاوز، إنما يتساهل ويعفو.. فقد روى أنس > أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عِنْدَ إِحْدَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ فَأَرْسَلَتْ أُخْرَى بِقَصْعَةٍ فِيهَا طَعَامٌ فَضَرَبَتْ يَدَ الرَّسُولِ فَسَقَطَتْ الْقَصْعَةُ فَانْكَسَرَتْ فَأَخَذ َصلى الله عليه وسلم الْكِسْرَتَيْنِ فَضَمَّ إِحْدَاهُمَا إِلَى الْأُخْرَى فَجَعَلَ يَجْمَعُ فِيهَا الطَّعَامَ، وَيَقُولُ: "غَارَتْ أُمُّكُمْ كُلُوا "،فَأَكَلُوا، فَأَمْسَكَ حَتَّى جَاءَتْ بِقَصْعَتِهَا الَّتِي فِي بَيْتِهَا، فَدَفَعَ الْقَصْعَةَ الصَّحِيحَةَ إِلَى الرَّسُولِ وَتَرَكَ الْمَكْسُورَةَ فِي بَيْتِ الَّتِي كَسَرَتْهَا [14]. لقد أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الموقف ببساطة، وجمع الطعام من على الأرض، وقال لضيوفه: "كلوا"، وعلل غضب زوجته بالغيرة، ولم ينس أن يرفع قدرها، فقال "غارت أمكم"، أي أم المؤمنين!!
فأي رحمة هذه التي كانت في قلبه صلى الله عليه وسلم!

ولا شك أنه كما ذكرنا في المبحث السابق من أنَّ رحمته باليتامى كانت أكثر وأعظم، فكذلك رحمته بالأرامل كانت أشدَّ وأوفى..
لقد رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم قدر الذي يرعى شئون الأرملة إلى درجة لا يتخيلها أحد، فقال صلى الله عليه وسلم: "السَّاعِي عَلَى الْأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ" أَوْ الْقَائِمِ اللَّيْلَ الصَّائِمِ النَّهَارَ"[15]
أي فضل وأي عظمة!!

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أسرع الناس إلى تطبيق ما يقول، فقد روى عبد الله بن أبي أوفى > أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يأنف ولا يستنكف أن يمشي مع الأرملة والمسكين؛ فيقضي لهما حاجتهما[16]..
بل إن هناك ما هو أعجب من ذلك، وهو رحمته صلى الله عليه وسلم بالإِمَاء، وهُنَّ الرقيق من النساء ، فقد روى أنس بن مالك > فقال: "إِنْ كَانَتْ الْأَمَةُ مِنْ إِمَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ لَتَأْخُذُ بِيَدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَتَنْطَلِقُ بِهِ حَيْثُ شَاءَتْ!"[17]
وقد علَّق ابن حجر ~ على ذلك فقال: "والتعبير بأخذ اليد إشارة إلى غاية التصرف، حتى لو كانت حاجتها خارج المدينة، والتمست منه مساعدتها على ذلك، وهذا دالٌّ على مزيد تواضعه وبراءته من جميع أنواع الكِبْرِ"[18].
ونتساءل...
هل سمع أهل الأرض بزعيم دولة ، أو قائد أمة يذهب هنا وهناك ليقضي بنفسه حاجة امرأة بسيطة لا تعدو أن تكون خادمة، بل هي أَمَة، لا تملك من أمرها شيئًا؟!
إن هذا الذي نراه من رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن أبلغ الأدلة على نبوته، فلا تتأتَّى مثل هذه الأخلاق الرفيعة حقيقةً إلا من نبي.. وصدق مَنْ قال: "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ "[19

منقول عن الدكتور--راغب السرجانى
__________________


البقاء والدوام لله

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 25-02-2010, 09:05 PM
صلاح ابو الشيخ صلاح ابو الشيخ غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
المشاركات: 1
معدل تقييم المستوى: 0
صلاح ابو الشيخ is on a distinguished road
افتراضي

جزاكم الله خيرا
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 25-02-2010, 09:44 PM
شمس بياض شمس بياض غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 1,270
معدل تقييم المستوى: 17
شمس بياض is on a distinguished road
افتراضي

حبيت اجدد
هذا الموضوع

واقول لكاتب الموضوع

اخى الليدر
كل عام وانتم الى الله اقرب وعلى طاعته ادوم
وجعلنا واياكم والمسلمين
من المشفوع لهم
بحب المصطفى صلى الله عليه وسلم
إمامَ المُرسلينَ فداكَ رُوحـــي = وأرواحُ الأئمةِ والدُّعــــاةِ
رسولَ العالمينَ فداكَ عرضي = وأعراضُ الأحبّةِ والتُّقــاةِ
ويا علم الهدى يفديك عمري = ومالي.. يا نبي المكرماتِ!!
ويا تاج الهدى تفديك نفسي = ونفسُ أولي الرئاسةِ والولاةِ
فداكَ الكون يا عَطِرَ السجايا = فما للكون دونك من زكاةِ..
يحارُ اللفظُ في نجواكَ عجـزا = وفي القلب اتقادُ المورياتِ
ولو سُفكــتْ دمــانا ما قضينا = وفاءك والحقوقَ الواجبــاتِ....
__________________


البقاء والدوام لله

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 27-02-2010, 11:44 AM
elzahraa93 elzahraa93 غير متواجد حالياً
عضو مجتهد
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 64
معدل تقييم المستوى: 15
elzahraa93 is on a distinguished road
افتراضي

بارك الله فيكم
__________________


رد مع اقتباس
  #14  
قديم 27-02-2010, 03:37 PM
الصورة الرمزية صوت الامة
صوت الامة صوت الامة غير متواجد حالياً
نجم العطاء
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 6,280
معدل تقييم المستوى: 22
صوت الامة has a spectacular aura about
افتراضي

__________________

قلب لايحتوي حُبَّ الجهاد ، قلبٌ فارغ .!
فبالجهاد كنا أعزة .. حتى ولو كنا لانحمل سيوفا ..
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 06-03-2010, 02:45 PM
الصورة الرمزية hend hh
hend hh hend hh غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 2,033
معدل تقييم المستوى: 17
hend hh is on a distinguished road
افتراضي

جزااااااااك الله خيرااااااااااااااا
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 04:20 AM.