|
الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
عودة الذئب [رواية] من أروع ما قرأت
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مقدمة: (عاصفة هوجاء تهبّ، فيخاف منها الناس والحيوانات، فتدمّر العاصفة كلّ شيء حتى لا يجد الناس مكانًا يجتمعون فيه، فالشجر قد اقـتـلع من جذوره، والبيوت قد تهدّمت، ويبقى ذئب وحيدا يقف بشموخ على صخرة ناظرًا إلى العاصفة، فيتشبث الذئب بمكانه دون حراك، حتى عندما ينسلخ جلده يبقى صامدًا لا يتحرّك ، ولا يصرخ عند الموت, ويبقى محدقًا بعدوّه إلى أن يموت. هكذا نحن..... سنبقى على الجبل, ننظر إلى الموت المحيط بنا دون أن نخاف منه ) : : رواية من أروع الرويات التي قرأتها بل هي أروعها على الإطلاق [ عودة الذئب ] من تأليف/ أ. سامية أحمد عبارة عن مشهدين يرويان معًا في نفس الوقت ليس لهما علاقة ببعضهما إلى أن يلتقيان و ... أترككم مع الحلقة الأولى
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
(1)
__________________
|
#3
|
|||
|
|||
اقتباس:
مش فاهمة يعني فين الرواية ؟؟؟؟
__________________
مليش غيـــر ربــي ~
|
#4
|
||||
|
||||
بنزلها على حلقات
تابعينا وإن شاء الله تعجبكم
__________________
|
#5
|
||||
|
||||
(2)
دق محمد باب منزل فتحيه أم سلطان وعندما فتح الباب فوجد عمر أمامه ينظر اليه باستغراب وعيناه تمتلئ بالريبة عمر : مش انت اللى كنت قاعد مع جاد الله القهوجى ؟؟ قال محمد بجديه وهدوء : السلام عليكم ..أريد التحدث الى السيده فتحيه أم سلطان عمر بريبه : نقول لها مين؟ محمد : صديق للدكتور صابر عبد التواب جلس محمد ينتظر السيده فتحيه على الأريكه البلديه فى وسط الصاله الضيقه فى بيتها الصغير القديم الذى ينضح الفقر من جدرانه المتهالكه الممتلئه بالشقوق, وجلس أمامه الأسطى بسيونى الذى قدم مسرعا عندما ناداه عمر من دكانه الذى يقع فى آخر الحاره جلست السيده فتحيه بعد أن قامت بنفسها بتقديم واجب الضيافه للضيف الذى بدأ يتحدث اليهم قاطعا كل نظرات التساؤل والشك فى العيون : أنا محمد ...صديق الدكتور صابر عبد التواب تعرفت الى الدكتور صابر عندما كان مكلفا من قبل نقابة الأطباء المصريه بمهمه انسانيه طبيه فى بلادى وتصادقنا كأعز الأصدقاء...وقبل سفره قدم لى الدعوه لزيارته فى مصر , وغادر بلادى ولم أراه منذ سبعة عشر عاما وطوال هذه المده لم تتح لى الفرصه لزيارة مصر..وعندما تحسنت الأحوال واستطعت الحضور الى مصر , ذهبت لزيارته ولم أجده فتحيه بأسى وهى تمصمص شفتيها: يا حول الله يارب (لا يجوز قول يا حول الله أو لا حول الله والصحيح قول لا حول ولا قوة إلا بالله) بسيونى : البوليس قبض عليه من 17 سنه ومحدش يعرف له طريق جره محمد بدهشه : لماذا ؟؟ بسيونى : والله ما حد عارف, أهم بيقولوا سياسه , وناس بتقول انه كان مع الجماعات تجهش فتحيه بالبكاء : دا كان راجل سكره, ما يستحقش اللى جراله, الله يجازى اللى كان السبب هز محمد رأسه بأسف وتنهد بحزن بسيونى : انما ولا مؤاخذه حضرتك بتتكلم عربى كويس؟ محمد يلتفت اليه : أنا أزهرى, تعلمت فى الأزهر, وقضيت فى مصر فترة شبابى التفت محمد الى عمر الجالس قبالته على كرسى خشبى قديم ونظر فى عينيه وهو يقول : أنت عمر؟ عمر بريبه : ايه! انت تعرفنى؟ يظهر شبح ابتسامه على زاوية فمه وتطل من عينيه نظره غريبه وهو يقول : أنت الذئب ينظر اليه الجميع فى صمت والدهشة تطل من عيونهم بقوة عــــــــــــــــــــــمــــــــــــــــــــــــــ ر شق المكان صوت صراخ رهيب قادم من الحارة أفزع كل من فى البيت جرى عمر الى النافذة : ايه ....فيه ايه يا ريس فرغلى؟ فرغلى بغضب : انزلى هنا يابن الديابه لا أطلع أشرحك عمر بغضب : ايييييه انت هاتشتغلى؟ طب أنا نازلك.... يخرج من المنزل جريا وهو يهتف : جرى ايه؟ واقف تسيحلى فى وسط الحاره؟حصل ايه فرغلى يمسكه من ملابسه : فين ايراد الورشه يا (...) يا حرامى؟ من ساعة ما اصطبحت بوشك وانا بقول اليوم ده مش هايعدى على خير عمر يدفع يده بغضب : ماتشتمش....وانا مالى أنا ومال ايراد الورشه؟ هو أنا جيت جنبك؟ماتشوف مين اللى دخل الورشه النهارده مفيش حرامى وابن (...) فى الحاره غيرك..ودينى اما قبيت بإيراد الورشه لأبيتك متفشفش فى أحمد ماهر حووووووده...كتفه يحيط به صبيان الورشه ويمسكوا بيديه عمر بغضب : هى دى المرجله ؟ بتخليهم يكتفونى؟ يبدأ فرغلى بالضرب فيه بوحشيه وهو يقول : فين ايراد الورشه ..انطق يا حرامى يتجمع كل من فى الحاره ويقفوا متفرجين الا من بعض التعليقات : مش حرام ..كلكوا عليه؟ أحسن يستاهل...دا حرامى يصرخ عمر من الألم ويسب فرغلى الذى رفع يده لتنزل على وجه عمر... لكنها لم تنزل.... لأن يدا أخرى أشد قوة اعترضتها التفت فرغلى بغيظ الى الشخص الطويل الممسك بيده ليصطدم بعينين يملؤهما غضب مخيف وصوت صارم يقول : يكفى هذا ارتبك فرغلى بشده, لكنه قال : محدش يتدخل بينى وبين ابن ( ...) ده...دا سرق ايراد الورشه عمر وهو يبكى : والله ما سرقت حاجه...هو انتوا ماعندوكوش حرامى غيرى؟ محمد بصرامه : كم المبلغ؟ ينظر اليه فرغلى بدهشة : 200 جنيه يعطيه محمد المبلغ ببساطه وهو يقول محذرا: خذ المبلغ ولا تلمسه ينتهى الموقف وينفض الجمع وهم بين مذهول ومتعجب من هذا الغريب الذى يدفع مالا لرجل لا يعرفه من أجل انقاذ لص لا يعرفه مسح عمر دموعه فى كمه وهو ينظر بدهشة لهذا الغريب الغريب قال محمد باقتضاب : تعالى, أريد أن أتحدث اليك نهض عمر من الأرض, وانطلق خلفه بصمت وفضول لا مثيل له حتى وصلا الى حيث ترك السيارة فتح محمد باب السياره وهو يشير الى الباب المقابل ويقول بلهجه آمره : اركب تردد عمر ونظر اليه بارتياب قال محمد منهيا تردده : هل تحب أن تكسب مالا؟ اتسعت عينا عمر بلهفة : أنا خدامك محمد بصرامه : اذا اركب ركب عمر بجواره, وانطلق محمد بالسياره ليدور بينهما حديث طويل .................................................. عمر : انت مين يا عم الشيخ محمد : أخبرتك من قبل...أناصديق للدكتور صابر عبد التواب عمر : لكن ماقولتليش..هاتدينى فلوس ليه؟ محمد : سأعرض عليك عرض...ما رأيك أن تعمل معى ؟ عمر بتردد : ماشى ...تحت أمرك..بس..... لامؤاخذه ازاى هاتشغلنى معاك وانت عارف انى حرامى؟ قال محمد فى هدوء : لأننى اعتدت عدم الحكم على الناس الا من خلال تصرفاتهم...وحتى الآن لم يبدر منك ما يجعلنى أرفضك عمر : طب وكلام الناس؟ محمد : أنا أرى الأشخاص بعينى وعقلى ...لا بكلام الناس عمر بدهشه: يااااه...انت بتفكر غير الناس كلها!! محمد باهتمام : لماذا طردت من المدرسه؟ عمر : لا..أنا محدش يقدر يطردنى ..أنا اللى سبتها بمزاجى محمد : لماذا؟ عمر : بصراحه زهقت منهم ..أصل المدارس مابتكسبش فلوس ..أنا كده أحسن محمد : كان بإمكانك العمل والدراسه معا عمر : الصراحه قرفت من المدرسه باللى فيها كنت ماشى كويس وميت فل و14 ..لحد أولى اعدادى..لحد ما الواد شوقى ابن الأسطى فرغلى ما اتنقل الفصل بتاعى أكمل بسخريه مريره : أبوه راح للمٌدرّسه وقال لها ..الواد ده مايقعدش جنب ابنى, أصله ابن ( ... )..ومن يومها بقى الفصل كله يبعد عنى زى ما أكون جربان, أما شوقى بقى, كان كل ماتضيع منه حاجه يلزقها فيا..ويشتكى للمٌدرّسه انى سرقته. مع انهم كلهم عارفنى من سنين... ومن يومها وكل حاجه اتشقلبت هز محمد رأسه بتفهم : وكلما ضاع شئ أو سرق شئ .. فالسارق دائما موجود عمر بسخريه : عليك نور ...بس ... وعنها وسبتلهم المدرسه مطربقه على دماغتهم... وده كمان ريح عم بسيونى, ايه اللى يزنقه يصرف على عيل مش من عياله؟ محمد يهز رأسه بأسف : وأنت لم تدخر جهدا لتؤكد لهم الصوره التى فى ذهنهم عنك .... صورة اللص عمر بمراره : لو كنت عمالتلهم قرد, برده هافضل فى نظرهم ابن (...) وادينى خدتها من قصيرها وبقيت حرامى ... آل ضربوا لأعور على عينه, قال خسرانه خسرانه محمد : ما رأيك فى من يمنحك فرصه تثبت بها عكس ما يظنونه.. تثبت جدارتك فى مكان آخر لا يعرفك فيه أحد, فى مكان لا يقيّم فيه الإنسان الا بعمله عمر : ايدى على كتفك محمد محذرا : ولكن احذرك فستسافر الى بلاد بعيده للغايه... والعمل هناك شاق تماما وقد لا تتحمله عمر : ياعم خليها على الله ...أنا بعون الله أفوت فى الحديد... وبعدين مش انتوا هاتدونى أجرى؟؟ خلاص .. قالوا ايش بلدك يا جحا؟ .قال اللى فيها الفلوس...هاهاهاها محمد بجدية : حسنا ...فلتجهز حاجياتك, ولتعود لتودع أهلك... فقد يطول السفر الى سنوات عمر : يا عم قول يا باسط...أهل مين؟أنا ماليش أهل, دى حاره غجر, وكمان ماليش حاجات, أهه على فيض الكريم عقد محمد حاجبيه وقال بدهشة : وماذا عن أمك التى أرضعتك ؟ وأباك الذى رباك؟ عمر بلا مبالاه : أبا بسيونى , ما هايصدق, دا مش عاوز يشوف وشى , وأمى مابتحبش المشاكل دى الحاره كلها هاتفرح وتزغرد علشان ارتاحوا منى صمت عمر قليلا, ثم قال بعد تردد : بس ..ليا سؤال.... انت بتعمل كده ليه؟ محمد : أخبرتك من قبل, من أجل صديقى الدكتور صابر.. فأنا مدين له بالكثير كما أنى أريد أن أثبت لك أن هناك من يعاملون الناس بتعاليم الإسلام لا بنظرتهم الضيقة للحياة ان من ينظر للحياه من خلال الإسلام, يجدها أكبر بكثير مما يعتقد الناس عمر بريبه : لاموآخذه الكلام ده مش داخل دماغى يعنى ...طب مافيه ألف واحد غيرى واحسن منى كمان ومعاهم شهادات ويستحقوا المساعده أكتر منى يصمت قليلا ثم يقول : انت كنت تعرف أبويا؟ محمد ينظر اليه باعجاب بذكاءه ويقول ببساطه : ربما دهش محمد عندما لم يتلقى أى رد أوكلمه أو حتى انفعال من عمر عقد حاجبيه بدهشة وسأله: ألا يهمك أن تعرف انك لست ابن زنى؟ عمر يفتعل اللامبالاه وهو ينظر بشرود الى الطريق :ماتفرقش كتير.. بالعكس ..كده أحسن, خلاص اتعودت وبعدين مش يمكن لو عرفت مين أهلى أقع فى مصايب وقواضى؟ أمال يعنى ايه اللى يخليهم يرمونى الا اذا كانوا واقعين فى مصيبه؟ سوق يا عم سوق خلينا نشوف أكل عيشنا, بلا أهل بلا هم خلينا فى السفر والفلوس وسافر عمر مع محمد بعيدا... الى أين؟ الى عالم مجهول, وحياه جديدة, لا يعرف ما ينتظره فيها .................................................. .. تابعونـــــــا
__________________
|
#6
|
||||
|
||||
انا بصراحه لقيت الموضوع طويل وعايز قاعده
وبقرأ ف الاول مفهمتش المقدمه طيب حضرتك تقصدي ايه بـ اقتباس:
__________________
تذكروني بدعوة |
#7
|
||||
|
||||
اقتباس:
هو طويل آه بس مشوق لدرجة إني قريت الرواية كاملة على مرتين ^^
اممم .. تابع معانا وهتفهم المقصد .. أنا مش عايزة أحرقها وبالنسبة للمقدمة أنا مكنتش هحطها، بس حطتها في الآخر بعد ما كتبت الموضوع بس ممكن احذفها مادام مشوشة على أفكاركم سعيدة بمتابعتكم ومتأكدة إن الرواية هتعجبكم بإذن الله وهتفيدكم جدا جدا
__________________
|
#8
|
||||
|
||||
مواضيعك كلها حلوة حبيبتى دايما متابعة معاكى ان شاء الله
جزاكِ الله خيرا وبارك الله فيكِ على المجهود
__________________
سنغدوا رفاتا ويبقى الاثر |
#9
|
||||
|
||||
انا قريتها قبل كده
جميله جداً جداً فعلا ومشوقه مكنتش متوقعه اللي هيحصل في الاخر ! نهايتها مش زي منا متعوده فـ الرواياات جزيتي الجنه
__________________
فـ اختصارًا لـ الطريق... العِتاب بيكون "سُكات".
|
#10
|
||||
|
||||
اقتباس:
شكرًا حببيتي :") وأسعد بمتابعتك .. جزانا الله وإياكِ =) اقتباس:
قوليلهم بقى قد إيه الرواية جميلة ^^
طيب تابعي معانا تاني بقى جزانا وإياكِ حبيبتي :")
__________________
|
#11
|
||||
|
||||
(3)
نجحت المهمه..... أحضرناه
__________________
|
#12
|
||||
|
||||
روايه جميلة تحتاج قراءة بتمعن ان شاء الله متابعة يسلمووو غلااتى بالتوفيق
__________________
أستغفرك ربى حتى ترضى ....... حتى تغفر حتى تطيب لنا الحياة |
#13
|
||||
|
||||
اقتباس:
معاكِ بإذن الرحمن هتابع فـ صمت مش هحرقلك النهايه
__________________
فـ اختصارًا لـ الطريق... العِتاب بيكون "سُكات".
|
#14
|
||||
|
||||
اقتباس:
أسعد بمتابعتك :") سلمك الله من كل شر .. اقتباس:
أهلًا بيكِ في أي وقت ..
بس احنا مابنتهددش على فكرة d: نورتِ، وسعيدة بمتابعتك > من غير ما تحرقي الرواية =)
__________________
|
#15
|
||||
|
||||
(4)
لا........لا...... مستحيل هتف الأسير بغضب : لن تنالوا ما تريدون أبدا لن تستطيعوا العودة أبدا, سنسحقكم سحقا لسنا وحدنا هذه المرة...الجميع يؤيدوننا القائد بصوت مخيف : نعم ...تحالف اللصوص الجبناء.... تغضون الطرف عما يفعلونه هناك, ليغضوا الطرف عما تفعلونه هنا والمصلحه مشتركه......القضاء علينا جميعا هنا وهناك الأسير بتكبر وغرور : هل علمتم الآن أنكم أضعف منا بكثير القائد بسخريه لاذعه : لازلتم تكررون نفس العبارات الهزيلة المعتقة, يبدو أنكم تكذبون الكذبة ثم تصدقونها أليس لديكم جديد تقولونه ؟ ألم تصلكم نتائج المعارك التى خضناها ضدكم حتى الآن؟ ألا تعرف أعداد القـتـلى والجرحى من جانبكم؟ أم أنكم تخدعون قادتكم كما تخدعون شعبكم ؟ أم أن قادتكم هم الذين يخدعونكم , ويوهمونكم بالنصر المنتظر ؟ صرخ الأسير بمقت شديد : أنتم شرذمة ضئيلة وسنسحقكم سحقا بأحذيتنا, تماما كالحشرات ضحك القائد ضحكة قصيرة متهكمة شديدة السخرية : نعم كما كنا منذ سنوات ليست بعيدة, وظل الوحش المرعب يردد بصوته الجهورى الأجوف بأنه سيسحقنا و 7000 من جنودكم محاصرين فى العاصمة , يأكلهم اليأس ليعودوا فى النهايه الى أحضان أمهاتهم وسراويلهم مبتلة من الرعب, مخلفين وراءهم أسلحتهم وعتادهم , وحتى أحذيتهم نهض واقفا ونظر فى عينى الجنرال الصامت يرتجف غضبا وأكمل ببرود : فلتستمتع بقوتك فى سجننا أيها الجنرال وأنت تنتظر قادتك المغاوير ليبادلوك برجالى وسنرى من منا يستطيع الصمود أكثر.. سنظل نقاتل ونقاتل حتى ترضخوا وتأتوا الينا صاغرين, ثم أردف بلهجه ذات مغزى : كما حدث من قبل رحل القائد....... وتركه يغرق فى بحور من المشاعر المرتبكه والأعصاب المحترقه .................................................. ......... مضت فتره طويله من الصمت ..الى أن استطاع عمر أخيرا أن ينطق : شـ ..شـ..شيشان !! أنا!!! من الشيشان؟؟ هز محمد رأسه ببطء وهو يقول : نعم أنت ابن خالد ديساروف أعظم مجاهد شيشانى عرفته فى حياتى كنت وأباك أصدقاء وأخوة فى الجهاد, وأقارب أيضا ..فزوجته من أغلى انسانه على قلبى .. أختى خديجه تنهد محمد بعمق وهو يقول : كان والدك طبيبا, عرفنى على صديقه الطبيب صابر عبد التواب الذى جاء الى هنا فى بعثة طبية تابعة للجنة الإغاثه الإنسانية المصرية... استضافه خالد فى منزله عدة أشهر .. كنا كأعز الأصدقاء...حتى.... قامت القوات الروسيه بمهاجمة العاصمة ..جروزنى استدعاه مدير البعثة الطبية وأبلغه بضرورة الرحيل الفورى عن العاصمة .. عاد مسرعا ليودع خالد ....لكن................ اتسعت عينا عمر اثارة, وقال متعجلا محمد ليعرف ما حدث : لكن ايه؟ أكمل محمد وقد كسا صوته حزن عميق : وجد البيت محطم وجميع من فيه قـتـلى... كان الجنود الروس يبحثون عن أباك .. وقدر الله أن يكون موجود فى البيت فى هذا الوقت لكن ...سبحان الله ... استطاعت أمك أن تحميك وانت رضيع..أخفتك فى مخبأ عجز الجنود عن الوصول اليه وبقيت نائما حتى رحلوا وعندما وصل الدكتور صابر وسمع صوت بكائك لم يدرى أين يذهب بك, والبلد كلها فى حالة من الجنون والفوضى..؟ أخذك معه على متن الطائرة المغادرة, وأدخلك الى مصر بطريقة لا يعلمها أحد غيره ويبدو أنه كان يعلم مسبقا أنه سوف يعتقل, فتركك عند خادمته الأمينه ضاقت عينا عمر بشك : ياسلام؟!!!!!! وازاى عرفتوا انى سافرت على مصر؟ محمد : ترك لى الدكتور صابر رسالة مع أحد معارفى الذين كانوا يرافقون البعثه الطبيه عمر غير مصدق : وسبتونى 17 سنه؟ محمد بأسى : الإجتياح الروسى لم يترك أخضر ولا يابس.... لقد غادر المجاهدون جروزنى الى الجبال تاركين كل شئ ودارت معارك طاحنة لإستردادها, ولم يكن باستطاعتنا ترك مواقعنا كجنود والذهاب لأى مكان, ولا يمكن أن نحضرك الى هنا وسط آتون الحرب المشتعلة ... كنت صغيرا للغاية.. وبعد أن أخرجنا الروس من جروزنى, لم يكن معنا ما يكفى من مال يغطى تكاليف الرحلة الى مصر واعادتك الى هنا ناهيك عن الحصار الإقتصادى الذى فرض علينا, والتحرشات الروسية المستمرة, وتهديداتهم المستمرة بالإعتداء علينا وبعد عدة سنوات حدث الإجتياح الثانى للشيشان ..وانخرطنا معهم فى حرب ضروس استنزفتنا تماما... والآن تغيرت الظروف , أصبحت رجلا وخرج الروس من جروزنى من بضعة أشهر فقط, وعادت الحياه تسير ابتلع عمر ريقه بصعوبه وصمت طويلا يحاول استيعاب ذلك الكم الهائل من المفاجآت , ثم نظر الى محمد وقال : وانتوا عاوزين منى ايه دلوقتى؟؟أنا مش فاهم محمد بود هادئ : نحن أهلك ..يجب أن تعيش معنا هنا, فى وطنك انتفض عمر من مكانه بعـنـف وقال فى ثوره : فين؟؟ هنا؟ أنا..أعيش هنا؟؟ محمد بصرامه : لقد وافقت من قبل ...هل تذكر؟ عمر بانفعال : لاااااا ..دا كان زمان..لما كان فيه شغل وفلوس وميه بتجرى....انما انت عاوزنى أعيش هنا؟ وسط البرد والتلج والحرب !!! وفى بلد ما اعرفهاش, وسط ناس ماعرفهمش ولا أعرف بيرطنوا بأنهى لسان !! لا يا عم ..أنا مروح بلدنا, ومتشكرين قوى على واجب الضيافه محمد بغضب : هؤلاء الناس هم أهلك, وأنت منهم, أنت هنا عزيز كريم بينهم زفر بضيق وهو يكمل : أفهم تماما مشاعرك, لقد ملء الوهن قلبك, استسغت الحياة تحت الشمس الدافئه, واستطعمت الأمان والراحة وأصبحا همك الأكبر, حتى لو ضحيت فى سبيلهما بنخوتك ورجولتك وابتلعت الذل والعار..لتنعم بالدنيا ضغط أسنانه بقوة وهو يقول بغضب مكتوم : لن ..أسمح ..لك ..أبدا أهل هذه البلاد لا يتنازلون عن أبناءهم مهما حدث ينفعل عمر بشدة ويصرخ : محروقه بلدكوا عاللى فيها...فاكرنى هاقعد هنا ...لاااا فايت هالكوا مخضّره, أنا مش ابنكوا أنا ابن ( ... ) سامع...ابن ( ... ) فجأه ....اصطدم عمر باعصار غاضب عنيف انقض محمد عليه بقبضته ليكسر أنفه ويسقطه أرضا بعـنـف ويبدأ عمر بالصراخ والعويل فيزيد من غضب محمد ويسحبه من ملابسه ويلكمه بعـنـف ويأتى كل من فى البيت على صوته لينقذوه من محمد وتمسك زوجته بيديه لتمنعه من ضرب عمر ويساعد مالك عمرعلى النهوض محمد بغضب مخيف : اياك أن تنطق بهذه الكلمات أمامى اياك أن تسب أباك أو أمك والا قـتلتك يستعيد بعضا من هدوءه ويكسو صوته الحزن وهو يقول : لن تفهم أبدا ماذا يعنى أن تفقد أغلى الأصدقاء
__________________
|
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
رواية الشيشان, روسيا, شامل, عودة الذئب, إيفان الرهيب |
|
|