اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > الأدب العربي

الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-08-2014, 02:42 PM
الصورة الرمزية مسلمة متفائلة
مسلمة متفائلة مسلمة متفائلة غير متواجد حالياً
طالبة بالأزهر الشريف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 6,603
معدل تقييم المستوى: 24
مسلمة متفائلة is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة (( لؤلؤة الايمان )) مشاهدة المشاركة
مواضيعك كلها حلوة حبيبتى دايما متابعة معاكى ان شاء الله
جزاكِ الله خيرا وبارك الله فيكِ على المجهود
شكرًا حببيتي :")
وأسعد بمتابعتك .. جزانا الله وإياكِ =)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رآجيه رضآ الله مشاهدة المشاركة
انا قريتها قبل كده

جميله جداً جداً فعلا ومشوقه

مكنتش متوقعه اللي هيحصل في الاخر !

نهايتها مش زي منا متعوده فـ الرواياات


جزيتي الجنه
قوليلهم بقى قد إيه الرواية جميلة ^^

طيب تابعي معانا تاني بقى

جزانا وإياكِ حبيبتي :")
__________________

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-08-2014, 03:02 PM
الصورة الرمزية مسلمة متفائلة
مسلمة متفائلة مسلمة متفائلة غير متواجد حالياً
طالبة بالأزهر الشريف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 6,603
معدل تقييم المستوى: 24
مسلمة متفائلة is on a distinguished road
افتراضي

(3)
نجحت المهمه..... أحضرناه
هتف الشاب الباسم دائما بحماس شديد لكن القائد لم
يلتفت اليه فسأله بدهشه : أيها القائد....ايها
القائد......هل سمعتنى؟

نزع القائد نفسه من شروده الذى اعتاد الجميع عليه والتفت ببطء الى الشابين الذين نجحا فى انجاز المهمه

و قال بهدوء : هل آذاه أحد؟

قال الشاب الباسم وقد أطفأ رد فعل القائد حماسه : لا ..لم يمسه أحد بسوء

أكمل زميله : فقط عصبنا عينيه حتى لا يعرف الطريق

القائد : وأين هو؟

أجاب الشاب : فى الحجره التى فى نهاية الممر

القائد : حسنا ...سأراه بنفسى
هم بمغادرة المكان لكنه توقف فجأه ونظر اليهما قليلا

ثم اقترب من الشاب الباسم وسأله: ما اسمك؟

الشاب وقد عاد اليه حماسه وابتسامته : جوهر

التفت الى زميله وسأله : وانت؟

أجاب : أحمد

قال القائد بلهجه آمره : لا تغادرا المكان فسأطلب من القائد أن يضمكما الى كتيبتى

خفتت ابتسامة جوهر وظهر على وجهه خيبة الأمل , لكن القائد لم يبالى وتركهما ورحل بصمت...

التفت أحمد الى جوهر وسأله بدهشه : ماذا دهاك؟ لماذا يبدو عليك الضيق؟

جوهر : لا أريد أن أترك أصدقائى ..لقد عشت معهم أياما طويله وتشاركنا فى كل شئ ..الطعام والشراب ..حتى النوم .ولنا ذكريات جميله معا

أحمد متعجبا : عجبا لأمرك ..كنت أظنك ستفرح .فما من شاب الا ويتمنى الإنضمام لكتيبة الذئب

زفر جوهر بضيق وقال : ألم أقل لك من البدايه أن وجودنا هنا لسبب آخر غير هذه المهمه
كما أن تصرفاته غريبه للغايه , ألا ترى كيف يعاملنا؟

صمت قليلا ثم أكمل بشرود : لا أظننى سأحتمل البقاء هنا طويلا

.................................................

دخل القائد الى حجرة الأسير فوجده جالس على الكرسى قبالة الباب وهوينظر اليه بمقت شديد
سحب القائد كرسى آخر وجلس أمامه تماما

اندفع الأسير يقول بانفعال وتوتر شديد ونظرات الكراهية تطل من عينيه كسهام حاده : لن تحصلوا منى على كلمه واحدة ...لقد قمتم باستدراجى بحيلة خبيثة, لكنكم لن تستفيدوا من ذلك مهما فعلتم
فأنا أفضل الموت على أن أبوح بأى كلمه..
انزعوا أظافرى, حرقوا جسدى..لكنى لن أنطق بكلمه

كان القائد يجلس هادئا صامتا وعينيه مركزتين فى عينى الأسير الزائغتين...
كانت نظراته الثابتة تشع بالقوة على الرغم من لثامه الأسود السميك الذى يخفى رأسه ووجهه, والمغطى من أعلاه بعصابة خضراء مكتوب عليها كلمة التوحيد

قال بصوته الهادئ العميق والذى زاد من توتر الأسير :
من قال أننا سنفعل أى شئ من ذلك ؟
أعرف تماما مدى عنادك, وكم أنت صعب المراس

الأسير بتوتر منفعل : اذا ماذا تريدون منى؟

القائد بهدوء شديد يحطم الأعصاب : لا شئ....فقط سنستضيفك لدينا لبعض الوقت لنرى كم تساوى لديهم

الأسير : لا ...لن تنالوا أى مكاسب على حسابى

القائد ببرود أشد من الثلج : حقا ...أنت وحدك لا تساوى شئ,
لكنها رتبتك ..
ترى ..كم تساوى من وجهة نظرهم؟

الأسير باستفزاز : تتكلم تماما كاللصوص وقطاع الطرق

القائد بهدوء : من وجهة نظرك فقط ..لقد اختطفت شخصا, أو بضعة أشخاص
لكنكم اختطفتم بلدا بأكملها ...بكل ما فيها
وكل ما نفعله الآن هو محاولة لإسترداد ما سرقتموه منا...والعودة الى أرضنا

الأسير بانفعال شديد : واهمون..هذه الأرض لنا, وستظل لنا لأننا الأقوى

القائد بسخريه شديدة : هل تعتقد حقا أنكم الأقوى؟
ولكن نتائج المعارك التى نخوضها ضدكم تقول غير ذلك

.................................................. .

يااااااه يا مولانا ...ايه ده...دانتوا بلدكوا فى آخر بلاد المسلمين
صاح عمر وهو يركب السياره بجوار محمد

محمد بهدوء : لقد حذرتك من البدايه أنها بلاد بعيدة والحياة فيها شاقة للغاية

عمر : بس أنا كنت فاكر اننا هانركب مركب ..طيارة...
لكن داحنا ركبنا كل الركايب اللى اخترعها البنى آدمين
طيارة ومركب وقطر وعربية..........
يا خبر أبياااااض ..ايه ده؟؟
مافاضلش غير الصاروخ....
واللى مجننى ...اننا عمالين نعدى على بلد ونسيب بلد, ودنك منين يا جحا؟

ابتسم محمد ابتسامة صغيرة وقال : يبدو أنك معجب كثيرا بجحا؟
الأمر ببساطة أن هناك توتر فى العلاقات السياسية بيننا وبين الدول المجاورة, لذلك اضطررنا الى تجنب العبور خلال أراضيهم
عموما أوشكنا على الوصول.

توقفت السيارة أمام منزل كبيرمن طابقين له فناء واسع
ترجل الإثنان ودخلا الى المنزل ومعهما الأمتعه..
استقبل أهل المنزل محمد استقبالا حارا, وأدرك عمر من حرارة الإستقبال أنهم عائلته
والغريب أن الجميع كان يتكلم العربية الفصيحة
ثم, بدأوا باغداق مشاعر الود والمحبة على هذا الضيف الجديد

وسلموا عليه بحرارة ..وكانت لحظات التعارف تحمل مشاعر دافئة صادقة تعجب لها عمر كثيرا, خاصة وانه غريب عنهم ولا أحد منهم يعرفه
السيدة الكبيرة, ربة المنزل وزوجة محمد وهى أم لأربعة
مالك ...فتى يافع يماثله فى العمر ودود مرح له ابتسامة طفولية لذيذة لا تختفى ابدا
زهرة.. فتاة جميلة هادئة فى الخامسة عشر لها وجه ملائكى يشع جمالا ونورا
خالد..طفل لطيف فى السادسة, وزينب طفلة جميلة, لم تتجاوز الثالثة

ازال استقبالهم الحار وترحيبهم الودود من نفس عمر كل توتر وخوف وزاد من شعوره بالأمان
بعد أن تناول الجميع الطعام, طلب محمد من مالك أن يصطحب عمر الى غرفته ليرتاح من عناء السفر

وفى اليوم التالى......
اجتمع محمد بعمر فى حجرة المكتب وحدهما, وبدأ يتحدث معه
عمر : ها يا مولانا.. كلنا وارتحنا وكله تمام, ايه بقى الشغل اللى هاشتغله؟

نظر اليه محمد طويلا وقال بهدوء : لقد كان استنتاجك صحيحا ... أنا حقا أعرف والدك

عمر بضجر : يا عم فضنا من دى سيره, مانا قلتلك مش عاوز أعرف حاجه

محمد :ألا تريد أن تعرف أن أمك.........
كانت أختى؟

عمر بذهول : أختك ؟؟.... يعنى انت!!

محمد بتأكيد : نعم ...أنا خالك أخو أمك

عمر بتوتر محاولا التغلب عليه بضحكه ساخره : هأ هأ ...ايه؟؟ جرى ايه يا مولانا؟؟ انت هاتسوق فيها ولا ايه؟ خالى ايه وبتاع ايه؟
لا ...أنا محبش اللعبه دى...عاوز تلفنى بكلمتين وتبلعنى بلقمه واحده؟؟
لااااا دانتا ما تعرفنيش...دانا ابن سوق ومحدش يضحك عليا

يصمت محمد طويلا, ثم يخرج من درج مكتبه صورة قديمة ويعطيها لعمر وهو يقول : انظر الى هذه الصورة وتأمل وجوه من فيها

تأمل عمر الصورة مليا, ودهش تماما عندما وجد احدهم يشبهه كثيرا

رفع عينين ملؤهما التساؤل والحيرة الى محمد
محمد بهدوء : هل لاحظت الشبه الكبير؟..
انه هو

يهز عمر رأسه برفض وعناد وهو يقول : شوف ...أنا ممكن أصدق أى حاجه...ممكن حتى أصدق لو قلتلى انى ابن الدكتور صابر...انما اللى انت بتقوله ده ..مش ممكن يدخل دماغى أبدا
أنا لا ابن ده ..ولا أنا من البلد دى..
أنا عمر ..عمر الديب

اقترب محمد منه وقال بتفهم : الدكتور صابر ليس والدك لكنه أنقذ حياتك ولم يكن باستطاعته أن يقول لخادمته أن اسمك هو..
عمر ديساروف .....
لم تكن لتستوعب ذلك أو يستوعبه أى من من حولها...
لذلك أطلق عليك عمر الذئب

وضع محمد يده على كتف عمر بقوة ونظر فى عينيه مباشرة وهو يكمل : ولم يكذب الرجل, نعم ..أنت حقا ذئب ......
ذئب شيشانى

اتسعت عينا عمر بخوف, وسقط قلبه فى قدميه

.................................................. ..............
يتبع........................................
__________________

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 02-08-2014, 05:48 PM
الصورة الرمزية نسيــــــم الجنـــــــــة
نسيــــــم الجنـــــــــة نسيــــــم الجنـــــــــة غير متواجد حالياً
عضو مميز 2013
العضو المميز لقسم التنمية البشرية لعام 2014
 
تاريخ التسجيل: Jun 2012
العمر: 43
المشاركات: 3,487
معدل تقييم المستوى: 17
نسيــــــم الجنـــــــــة is a jewel in the rough
افتراضي


روايه جميلة تحتاج قراءة بتمعن


ان شاء الله متابعة


يسلمووو غلااتى بالتوفيق


__________________

أستغفرك ربى
حتى ترضى ....... حتى تغفر
حتى تطيب لنا الحياة



رد مع اقتباس
  #4  
قديم 03-08-2014, 03:46 AM
الصورة الرمزية رآجيه رضآ الله
رآجيه رضآ الله رآجيه رضآ الله غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 391
معدل تقييم المستوى: 16
رآجيه رضآ الله is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسلمة متفائلة مشاهدة المشاركة





قوليلهم بقى قد إيه الرواية جميلة ^^

طيب تابعي معانا تاني بقى

جزانا وإياكِ حبيبتي :")


معاكِ بإذن الرحمن

هتابع فـ صمت مش هحرقلك النهايه



__________________
فـ اختصارًا لـ الطريق... العِتاب بيكون "سُكات".
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 04-08-2014, 03:01 AM
الصورة الرمزية مسلمة متفائلة
مسلمة متفائلة مسلمة متفائلة غير متواجد حالياً
طالبة بالأزهر الشريف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 6,603
معدل تقييم المستوى: 24
مسلمة متفائلة is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نسيــــــم الجنـــــــــة مشاهدة المشاركة

روايه جميلة تحتاج قراءة بتمعن


ان شاء الله متابعة


يسلمووو غلااتى بالتوفيق


أسعد بمتابعتك :")
سلمك الله من كل شر ..

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رآجيه رضآ الله مشاهدة المشاركة


معاكِ بإذن الرحمن

هتابع فـ صمت مش هحرقلك النهايه




أهلًا بيكِ في أي وقت ..
بس احنا مابنتهددش على فكرة d:

نورتِ،
وسعيدة بمتابعتك > من غير ما تحرقي الرواية =)

__________________

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 04-08-2014, 03:22 AM
الصورة الرمزية مسلمة متفائلة
مسلمة متفائلة مسلمة متفائلة غير متواجد حالياً
طالبة بالأزهر الشريف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 6,603
معدل تقييم المستوى: 24
مسلمة متفائلة is on a distinguished road
افتراضي

(4)
لا........لا...... مستحيل
هتف الأسير بغضب : لن تنالوا ما تريدون أبدا
لن تستطيعوا العودة أبدا, سنسحقكم سحقا
لسنا وحدنا هذه المرة...الجميع يؤيدوننا

القائد بصوت مخيف : نعم ...تحالف اللصوص الجبناء.... تغضون الطرف عما يفعلونه هناك, ليغضوا الطرف عما تفعلونه هنا
والمصلحه مشتركه......القضاء علينا جميعا هنا وهناك

الأسير بتكبر وغرور : هل علمتم الآن أنكم أضعف منا بكثير

القائد بسخريه لاذعه : لازلتم تكررون نفس العبارات الهزيلة المعتقة, يبدو أنكم تكذبون الكذبة ثم تصدقونها
أليس لديكم جديد تقولونه ؟
ألم تصلكم نتائج المعارك التى خضناها ضدكم حتى الآن؟ ألا تعرف أعداد القـتـلى والجرحى من جانبكم؟ أم أنكم تخدعون قادتكم كما تخدعون شعبكم ؟
أم أن قادتكم هم الذين يخدعونكم , ويوهمونكم بالنصر المنتظر ؟

صرخ الأسير بمقت شديد : أنتم شرذمة ضئيلة وسنسحقكم سحقا بأحذيتنا, تماما كالحشرات

ضحك القائد ضحكة قصيرة متهكمة شديدة السخرية : نعم كما كنا منذ سنوات ليست بعيدة, وظل الوحش المرعب يردد بصوته الجهورى الأجوف بأنه سيسحقنا
و 7000 من جنودكم محاصرين فى العاصمة , يأكلهم اليأس

ليعودوا فى النهايه الى أحضان أمهاتهم وسراويلهم مبتلة من الرعب, مخلفين وراءهم أسلحتهم وعتادهم , وحتى أحذيتهم

نهض واقفا ونظر فى عينى الجنرال الصامت يرتجف غضبا وأكمل ببرود : فلتستمتع بقوتك فى سجننا أيها الجنرال وأنت تنتظر قادتك المغاوير ليبادلوك برجالى
وسنرى من منا يستطيع الصمود أكثر..
سنظل نقاتل ونقاتل حتى ترضخوا وتأتوا الينا صاغرين,

ثم أردف بلهجه ذات مغزى : كما حدث من قبل
رحل القائد.......
وتركه يغرق فى بحور من المشاعر المرتبكه والأعصاب المحترقه

.................................................. .........

مضت فتره طويله من الصمت ..الى أن استطاع عمر أخيرا أن ينطق : شـ ..شـ..شيشان !!
أنا!!! من الشيشان؟؟

هز محمد رأسه ببطء وهو يقول : نعم أنت ابن خالد ديساروف أعظم مجاهد شيشانى عرفته فى حياتى
كنت وأباك أصدقاء وأخوة فى الجهاد, وأقارب أيضا ..فزوجته من أغلى انسانه على قلبى ..
أختى خديجه

تنهد محمد بعمق وهو يقول : كان والدك طبيبا, عرفنى على صديقه الطبيب صابر عبد التواب الذى جاء الى هنا فى بعثة طبية تابعة للجنة الإغاثه الإنسانية المصرية...
استضافه خالد فى منزله عدة أشهر ..
كنا كأعز الأصدقاء...حتى....
قامت القوات الروسيه بمهاجمة العاصمة ..جروزنى
استدعاه مدير البعثة الطبية وأبلغه بضرورة الرحيل الفورى عن العاصمة ..
عاد مسرعا ليودع خالد ....لكن................

اتسعت عينا عمر اثارة, وقال متعجلا محمد ليعرف ما حدث : لكن ايه؟

أكمل محمد وقد كسا صوته حزن عميق : وجد البيت محطم وجميع من فيه قـتـلى...
كان الجنود الروس يبحثون عن أباك .. وقدر الله أن يكون موجود فى البيت فى هذا الوقت
لكن ...سبحان الله ...
استطاعت أمك أن تحميك وانت رضيع..أخفتك فى مخبأ عجز الجنود عن الوصول اليه وبقيت نائما حتى رحلوا
وعندما وصل الدكتور صابر وسمع صوت بكائك لم يدرى أين يذهب بك, والبلد كلها فى حالة من الجنون والفوضى..؟
أخذك معه على متن الطائرة المغادرة, وأدخلك الى مصر بطريقة لا يعلمها أحد غيره
ويبدو أنه كان يعلم مسبقا أنه سوف يعتقل, فتركك عند خادمته الأمينه

ضاقت عينا عمر بشك : ياسلام؟!!!!!!
وازاى عرفتوا انى سافرت على مصر؟

محمد : ترك لى الدكتور صابر رسالة مع أحد معارفى الذين كانوا
يرافقون البعثه الطبيه

عمر غير مصدق : وسبتونى 17 سنه؟


محمد بأسى : الإجتياح الروسى لم يترك أخضر ولا يابس....
لقد غادر المجاهدون جروزنى الى الجبال تاركين كل شئ
ودارت معارك طاحنة لإستردادها, ولم يكن باستطاعتنا ترك مواقعنا كجنود والذهاب لأى مكان, ولا يمكن أن نحضرك الى هنا وسط آتون الحرب المشتعلة ...
كنت صغيرا للغاية..
وبعد أن أخرجنا الروس من جروزنى, لم يكن معنا ما يكفى من مال يغطى تكاليف الرحلة الى مصر واعادتك الى هنا
ناهيك عن الحصار الإقتصادى الذى فرض علينا, والتحرشات الروسية المستمرة, وتهديداتهم المستمرة بالإعتداء علينا
وبعد عدة سنوات حدث الإجتياح الثانى للشيشان ..وانخرطنا معهم فى حرب ضروس استنزفتنا تماما...
والآن تغيرت الظروف , أصبحت رجلا وخرج الروس من جروزنى من بضعة أشهر فقط, وعادت الحياه تسير

ابتلع عمر ريقه بصعوبه وصمت طويلا يحاول استيعاب ذلك الكم الهائل من المفاجآت , ثم نظر الى محمد وقال : وانتوا عاوزين منى ايه دلوقتى؟؟أنا مش فاهم

محمد بود هادئ : نحن أهلك ..يجب أن تعيش معنا هنا, فى وطنك

انتفض عمر من مكانه بعـنـف وقال فى ثوره : فين؟؟ هنا؟ أنا..أعيش هنا؟؟

محمد بصرامه : لقد وافقت من قبل ...هل تذكر؟

عمر بانفعال : لاااااا ..دا كان زمان..لما كان فيه شغل وفلوس وميه بتجرى....انما انت عاوزنى أعيش هنا؟ وسط البرد والتلج والحرب !!!
وفى بلد ما اعرفهاش, وسط ناس ماعرفهمش ولا أعرف بيرطنوا بأنهى لسان !!
لا يا عم ..أنا مروح بلدنا, ومتشكرين قوى على واجب الضيافه

محمد بغضب : هؤلاء الناس هم أهلك, وأنت منهم, أنت هنا عزيز كريم بينهم

زفر بضيق وهو يكمل : أفهم تماما مشاعرك, لقد ملء الوهن قلبك, استسغت الحياة تحت الشمس الدافئه, واستطعمت الأمان والراحة وأصبحا همك الأكبر, حتى لو ضحيت فى سبيلهما بنخوتك ورجولتك وابتلعت الذل والعار..لتنعم بالدنيا
ضغط أسنانه بقوة وهو يقول بغضب مكتوم : لن ..أسمح ..لك ..أبدا
أهل هذه البلاد لا يتنازلون عن أبناءهم مهما حدث

ينفعل عمر بشدة ويصرخ : محروقه بلدكوا عاللى فيها...فاكرنى هاقعد هنا ...لاااا فايت هالكوا مخضّره, أنا مش ابنكوا
أنا ابن ( ... )
سامع...ابن ( ... )

فجأه ....اصطدم عمر باعصار غاضب عنيف
انقض محمد عليه بقبضته ليكسر أنفه ويسقطه أرضا بعـنـف
ويبدأ عمر بالصراخ والعويل فيزيد من غضب محمد ويسحبه من ملابسه ويلكمه بعـنـف
ويأتى كل من فى البيت على صوته لينقذوه من محمد
وتمسك زوجته بيديه لتمنعه من ضرب عمر ويساعد مالك عمرعلى النهوض

محمد بغضب مخيف : اياك أن تنطق بهذه الكلمات أمامى
اياك أن تسب أباك أو أمك والا قـتلتك

يستعيد بعضا من هدوءه ويكسو صوته الحزن وهو يقول :
لن تفهم أبدا ماذا يعنى أن تفقد أغلى الأصدقاء
__________________

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
رواية الشيشان, روسيا, شامل, عودة الذئب, إيفان الرهيب


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 12:12 PM.