|
الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#31
|
|||
|
|||
مثبت حتى انتهاء الرواية . بالتوفيق ،
__________________
Im faded |
#32
|
||||
|
||||
شكرًا على التثبيت =)
جزاكِ الله خيرًأ
__________________
|
#33
|
||||
|
||||
تابع (7)
نعم......!!!!!!!!!! هب عمر من مقعده صارخا بدهشة وغضب مقاطعا محمد الجالس أمامه تماما : بقى انت جايبنى هنا عشان كده؟ عاوز تزود عدد جيشكم نفر! عاوزنى أحارب معاكوا؟ دانا مدخلتش الجيش فى مصر, هادخله هنا!! عاوزنى أموت؟ قال محمد وهو يحاول الإحتفاظ بهدوءه : ليس الأمر هكذا ...انه مجرد معسكر تدريبى للتدريب على فنون القتال واستعمال الأسلحه كما أنك لن تكون وحيدا...سيكون معك مالك...المفروض أن تفرح لأنك ستصبح رجلا... عمر بانفعال وهو يشيح بيديه: لا لا الكلام الكبير ده مايجبش معايا أنا..... أنا لا هاروح معسكرات, ولا هاتدرب, ولا هاحارب, ولا ليا دعوة بالموال ده كله قال محمد وقد بدا الغضب واضحا فى صوته : أمازلت حقا لا تصدق أنك من أهل هذا البلد؟؟ قرب وجهه من وجه عمر وهو يقول بصرامه : أنت ذئب شيشانى ولا بد أن تعيش كالذئاب.. لايغرنك أننا الآن فى حالة هدوء نسبى مع الروس, ففى لحظة واحدة قد يتحول ذلك الهدوء الى جحيم مستعر لقد بدأت تظهر نواياهم الخبيثة ومايبيتونه لنا الم ترى بعينيك مافعلوه بنا ؟ هذه البلاد فى حالة حرب وكل أبناءها القادرين على حمل السلاح يجب أن يكونوا مستعدين للدفاع عنها فى أى وقت ثم أنك لن تحارب..انه معسكر تدريبى ستذهب للتدريب على القتال ..لا الحرب عمر وقد استشاط غضبا : لو كنت عارف من الأول انك جايبنى هنا عشان ترمينى فى الحرب ..ماكنتش جيت اييييييه..انت عاوز منى ايه؟ عاوز تنتقم منى ليه؟ عملتلك ايه؟ أنا مش هاحارب ...مش عاوز أموت... مش عاوز أموت... قال محمد بصوت كالرعد والغضب يقطر من كلماته : كن رجلا وتحدث كالرجال..أنا لا أفعل هذا بسبب عداء شخصى بينى وبينك فإبنى سيذهب قبلك...أنا أريد أن أصنع منك رجلا ... كل انسان هنا مسئول عن هذه الأرض ..فهى أمانة فى أعناقنا سيسألنا الله عنها ..لابد أن ندافع عنها حتى آخر قطرة دم فى عروقنا وحتى آخر رجل منا عمر بعناد شديد : أنا مش من البلد دى, ومش ممكن هاعيش هنا ابدا...أنا راجع مصر ومش هاتقدر تمنعنى...أنا راجع, راجع .. تفجر محمد بالغضب وهم أن يهجم على عمر ...لكن زهرة التى أتت مسرعة من الحجرة المجاورة على صوت النقاش الحاد وقفت أمامه وحالت بينه وبين عمر وهى تقول برجاء : أبى أرجوك ...هل تسمح لى بكلمه؟ أكملت بسرعة دون انتظاررده: لا يمكننا اجباره على الذهاب للمعسكر دون ارادته, لقد تربى فى بيئة غير بيئتنا وهو غير مؤهل نفسيا ولا جسمانيا ليعيش حياتنا, كما أن قضيتنا مازالت بعيدة تماما عن تفكيره الأب بعناد وهو ينظر فى عينى عمر بقوة : عندما يعيش بين المجاهدين سيتربى ويتعلم كيف يكون رجلا زهرة برقة : أبى ....انه غير مستعد نفسيا لفكرة الجهاد ... مشاعره غير مؤهله لإستيعاب الأمر والإيمان بالقضيه لو ذهب الى هناك الآن بالتأكيد سيفشل صمت الأب طويلا ..وأطال النظر فى عينى زهرة الجميلتين وهو يفكر بعمق ... أما عمر ..فقد ظل ينقل عينيه بينهما وبداخله بركان يغلى بمشاعر كثيره متناقضه بعد قليل ...لان وجه محمد ونظر الى عمر وقال بصرامه: حسنا ... فليذهب مالك وحده ..ولتبق أنت هنا ....وحدك...حتى تتعلم كيف تكون رجلا لم يدر عمر لم لم يفرح؟؟ رغم أن هذا هو ما كان يريده...بل العكس ..لقد أصابه كلام محمد بصدمة ....أو كلام زهرة ..؟؟ لم يدرى أيهما أثاره أكثر...حتى عندما ذهب مع مالك الى حجرتهما, كان صامتا تماما ومالك يتحدث بحماس وهو يجمع أغراضه ويستعد للذهاب للمعسكر : أتعلم ...أنا سعيد لأنك ستبقى هنا... أول الأمر شعرت بالضيق, لأننى سأكون وحيدا هناك, لكنى أدركت أهمية وجودك هنا, فأنا لن أكون موجودا .. وأبى ..ربما اضطرته الظروف للرحيل كما حدث من قبل... فمن سيعتنى بأمى واخوتى ؟؟ أوصيك بهم خيرا ... ان وجود رجل فى البيت فى مثل هذه الظروف التى تمر بها البلاد أمر ضرورى رجل ..!!!!!!!!! رنت الكلمه بقوة فى أذن عمر وكأنه يسمعها لأول مرة وقضى عمر الليلة وهو يتقلب فى فراش من الشوك.. لا يدرى ما الذى أصابه .... كانت كلمات محمد وزهرة تدور فى رأسه وتمنعه من النوم.. ما الذى دهاه ؟؟.. ولماذا يشعر بكل هذا الضيق ولماذا تأثر بهذه الكلمات رغم أنه سمع مثلها بل وأكثر منها من قبل.... شعر بجسده يكاد ينصهر من الحرارة, وروحه تكاد تزهق من الإختناق, دفع الغطاء بضيق وهب جالسا فى فراشه.. مسح بعض حبات العرق عن جبينه وهو يفكر أخذ نفس عميق وغادر الفراش وبخطوات خفيفة اتجه الى حجرة المعيشه ... سمع صوت محمد وهو يترنم بآيات القرآن الكريم بصوته الندى الجميل....اقترب منه وهو يصلى فى خشوع, وألقى بنظره الى الساعة المعلقه على الحائط, كان الوقت قد تجاوز منتصف الليل بكثير ... ظل يدور فى أرجاء الغرفة بنفاذ صبر منتظرا أن ينهى محمد صلاته عندما انتهى محمد من الصلاة, اقترب منه عمر وقال بتردد : أنا ...أنا ..عاوز أروح مع مالك .. التفت محمد اليه وتنهد وهو يهز رأسه : أتظن أن هذا هو الوقت المناسب لإدعاء الشجاعه؟؟ عمر بغضب : لا ...أنا مش جبان, دانا بعون الله كنت بقفل شوارع فى مصر وأبيتهم من المغرب خفض رأسه وتردد قليلا وهو يكمل : أنا...أنا ..رايح المعسكر .............................................. يتبع......................
__________________
|
#34
|
|||
|
|||
رواية رائعة ،،
تسجيل متابعة ،،، جزاكم الله خيرا |
#35
|
||||
|
||||
أسعد بمتابعتكم ..
جزانا الله وإياكم كل خير
__________________
|
#36
|
||||
|
||||
(8)
فى الطريق الى المعسكر......... شعر عمر بندم شديد وتمنى لو لم يكن استسلم لغضبه وشعوره بالإهانه من كلمات محمد ...وزهرة على وجه الخصوص وخوفه من أن تظنه جبانا عمر........لم أنت شارد هكذا؟؟ التفت الى مالك الجالس بجواره فى السيارة حاملة الجنود التى تقلهما مع مجموعة كبيرة من أقرانهما الى المعسكر الذى سيقضيان فيه فترة التدريب وقال بشرود : مش عارف يا أخى..حاسس كده بحاجه غريبة, زى ما أكون كلت قفا جامد قوى مالك بدهشه : ماذا؟؟ عمر : قصدى ..زى ما يكون حد ادانى شلوط , أو مقلب حرامية نظر الى مالك والدهشة والذهول على وجهه, ففسر قائلا : يعنى, زى ماتقول كده حد ضحك عليا, خدنى على خوانه قولى بصراحة..هى أختك زهرة كانت تقصد ايه بالكلام اللى قالته لأبوك؟ مالك ببساطه : أظنها كانت تريد أن تخلصك من الموقف وتبعدك عن غضب أبى. زهرة هى الإنسان الوحيد القادر على اقناع أبى واذابة غضبه فى لحظات قليله..فهو يحبها أكثر من أى شئ آخر فى العالم عمر يتنهد بضيق : كانت تقصد كده صحيح؟ ولا كانت بتستفزنى علشان أعمل اللى أبوك عاوزه؟ ضحك مالك بمرح : ليس هذا ببعيد ..فزهرة الجبل تخفى فى رأسها أكثر بكثير مما تبديه, كما أنها يمكن أن توصلك ببساطة وهدوء الى الجنون, كما كانت تفعل معى ونحن صغار عمر بدهشه : بتقول ايه؟؟ زهرة الجبل ؟؟ اسمها زهرة الجبل؟؟ هز مالك رأسه بالإيجاب وهو يبتسم عمر : وده اسم ده؟؟ ..اسم غريب قوى... مالك وهو يضحك: ألا تعلم ؟؟ ان أجمل وأندر الزهور هى التى تنبت فى أحضان الجبل وفوق القمم, وهى تمتاز بقوة تحمل لا مثيل لها , فهى تقاوم الرياح والثلوج وتتغلب على قسوة الشتاء ثم تعود لتتجدد فيها الحياة مرة أخرى, انها مثال رائع على تجدد الحياة والصمود فى وجه أقسى الظروف كان مالك يتحدث بحماس شديد وهو يرسم بقلمه على ورقة صغيرة أخرجها من جيبه, وبعد أن انتهى ..ناول الورقه لعمر الذى ما ان نظر فيها حتى أصابته دهشة شديدة... لقد كانت تحمل رسما تخطيطيا لزهرة نادرة شديدة الجمال والروعه تأمل الزهرة طويلا ثم نظر الى مالك وهز رأسه وابتسم بعجب ...................................... لم يستطع عمر اغماض جفنه لحظة واحده فى أول ليلة له فى المعسكر من شدة البرد. كان البرد قارسا بصورة لم يشهد لها مثيل وكان ينام هو ومالك داخل خيمة فى المعسكر مع أربعة آخرين ولم تفلح الأغطية الثقيلة فى التخفيف من بعض ما يشعر به من البرد أخذ يتقلب يمينا ويسارا لعله يشعر ببعض الدفء, وعندما يأس انتفض من فراشه وأخذ يهز مالك حتى استيقظ وقال له بعصبية : مالك .. قوم يله, قوم..خلاص, مش قادر أستحمل البرد عندكوا هنا شنيع مالك بصوت منخفض : اهدأ يا عمر حتى لا يستيقظ الجميع ..لا تقلق بعد يومين على الأكثر ستعتاد الجو .. قد يكون الشتاء هنا قاسيا لكنه يمر كما تمر بقية الفصول عمر يعلو صوته بغيظ : تعرف انك بارد وسمج زى جو بلدكوا تمام أمسك عمر بالوسادة والقاها على وجه مالك الذى رد عليه بدوره ورماه بالوسادة فخفض عمر رأسه وتفاداها لتسقط خلفه وهو يقول بصوت عالى : نام, نام يا بارد يا كلح يا سمج لكنه صمت تماما عندما وجد الذعر قد ارتسم على وجه مالك . ثم انتفض بشده على صوت زئير قادم من خلفه فاستدار بسرعه ليجد خلفه تماما عملاق ضخم أشبه فى حجمه بالغوريلا الا انه أبيض انكمش عمر وارتد للوراء حتى سقط على فراش مالك وهو يسمع العملاق يزأر من جديد ويتكلم بغضب بالشيشانيه مالك يهمس له : انه يسأل من أِيقظه من نومه همس فى أذنه بخوف : أنا هاقـتـل الجبان اللى دعك المصباح مالك : أِى مصباح؟ عمر : مصباح علاء الدين ..هو مش كان نايم فيه؟ مالك : لا ..أعتقد أنه جبل جليدى انزلق حتى وصل الى هنا عمر بتعجب : وله, هو كان طويل قوى كده بالنهار؟ مالك : أظن أنه اتحد مع ظله ضدنا فزع الإثنان عندما صرخ المارد بغضب وحمل عمر من ملابسه بيد واحده .. وحاول مالك الدفاع عنه فأمسك بذراع المارد الأخرى لكن المارد حرك ذراعه فسقط مالك أرضا, ثم حمل عمر لأعلى بيديه وقذفه خارج الخيمة ليسقط على ظهره بعـنـف متألما وقبل ان يقوم رأى جسد مالك طائرا فى الهواء ليسقط فوقه تماما, ويصرخ عمر من الألم رفع مالك رأسه وهو يتأوه بشدة ثم ابتسم بغيظ شديد وقال : لم تستطع ان تتحمل النوم داخل الخيمة تحت الأغطيه الثقيله!!! ابتسم ...ستنام الآن فى العراء عمر بغضب وهو ينهض بسرعه ويتجه الى الخيمه : لاااا, أنا ما اتاكلش قونطه عليا النعمه لأبات جوه غصبن عن حبة عينه ودخل الى الخيمة وهو غاضب وبعد قليل سمع مالك صوته وهو يصرخ آآآآآآآآآه ثم رآه قادم اليه طائرا وسقط بجواره تماما قضى عمر ومالك أغلب الليل سائرين أمام الخيمة ذهابا وايابا حتى لا يتجمدا من شدة البرد, ولم يكف عمر لحظة واحدة عن السباب واللعن لهذا المارد الذى اجبرهما على قضاء الليل فى العراء فى هذا الجو القاتل وفجأه قرر عمر ان يغادر المعسكر وحاول مالك ان يمنعه لكن عمر استطاع بالفعل خداعه والهرب منه وتسلل الى خارج المعسكر دون ان يراه أحد سار عمر لمدة طويلة حتى بدأ ضوء النهار يلوح فى الأفق وفجأه سمع من ينادى عليه التفت فوجده مالك فهتف بغضب : ايه اللى جابك ورايا؟ مالك وهو يلهث : وعدت أبى أن أعتنى بك وأرعاك ..فأنت لا تعرف هذه البلاد جيدا عمر وهو يجد فى السير بخطوات واسعه : صح, مش عارفها, علشان كده هارجع للبلد اللى عارفها انا راجع على مصر مالك وهو يجرى خلفه : هل جننت؟ كيف ستعود وليس معك مال ولا تعرف الطريق ..توقف يا عمر ..لو بقيت تسير هكذا لوصلت الى الحدود الداغستانيه عمر وهو لا يتوقف عن السير : مايهمنيش مالك : ولكنها تحت الإحتلال الروسى. سيمسكون بك عمر : أحسن ما أقعد فى التلاجه دى ..مش ممكن هافضل يوم واحد تانى فى المكان الزباله ده التفت له بغضب وهو مازال يسير بسرعه : وابعد عنى ..اياك تيجى ورايا جذبه مالك من كتفه وصرخ فيه بغضب : توقف . نحن قريبون من الحدود. لن أدعك تذهب اليهم . سيقـتـلونك دفعه عمر بكفيه بقسوة فى صدره وهو يقول بغضب : مالكش دعوة بيا, ابعد عنى وارجع لأهلك . أنا مش منكم .فاهم؟ اياك تيجى ورايا أمسكه مالك من ملابسه وجذبه بغضب وقال : بل أنت تعنينى تماما فأنت ابن عمتى واوصانى ابى ان أرعاك يضرب عمر ساعديه بقبضتيه ويجبره على ترك ملابسه وهو يقول بغضب : مش عاوز منك حاجه لأنت ولا أبوك . أنا ماشى, وبحذرك تانى, اياك تيجى ورايا يلكمه مالك فى فكه بغضب وهو يقول : أيها المجنون . أتريد أن تسقط فى يد الأعداء؟ يشتبك معه عمر فى معركه بالأيدى ويكيل له اللكمات وهو يصرخ : أنا حر .ان شالله أروح جهنم, مالكش دعوة يتوقف مالك عن ضربه ويظهر على وجهه الحزن والغضب الشديد وهو يقول : اذا فأنت تريد أن تذهب الى الروس يدفعه فى صدره بكفيه فى ضيق وهو يصرخ : فلتذهب . وليقـتلوك .لن أحزن ولن أهتم لأمرك. ولكن اياك أن تخبرهم أنك ابن خالد ديساروف . لأنهم ان علموا فسيذيقونك العذاب ألوانا أنت بالنسبة لهم غنيمه عمر بتحدى : أنا مش ابنه, ارتحت عقد مالك حاجبيه بغضب وظهر على وجهه الإشمئزاز واستدار ورحل فى صمت أما عمر فقد أكمل طريقه وحيدا وظل يسير على أرض جبليه غير ممهده حتى كلت قدماه وأضناه التعب تجمد فجأه فى مكانه عندما سمع صوت خشن يقول بالروسيه التى علمته زهرة الكثير من كلماتها : توقف ..والا أطلقت النار التفت ببطء صوب الصوت فوجد جنديا روسيا يصوب سلاحه اليه فرفع يديه ببطء ووضعهما فوق رأسه وسقط قلبه بين قدميه عندما سمع صوت السلاح وهو يجهز للإطلاق .................................................. .... سيدى القائد ..لقد أسر الذئب انتفض القائد الكبير من مكانه وصرخ بذهول : ماذا؟ كيف حدث ذلك أحمد بحزن : كنا فى طريقنا الى موقع العمليه, واعترضتنا كتيبه روسيه للمشاه كان يبدو أنهم قادمون من أجلنا ..وأدركنا أن خبر العمليه قد تسرب اليهم بطريقة ما وكادوا يطوقوننا من الخلف لولا الذئب الذى استطاع أن يتسلل بمهاره واخترق الحصار وصعد فوق الجبل وأمطرهم بوابل من النيران فظنوا أنه كتيبه كامله تهاجمهم فاتجهوا اليه واستطعنا التخلص من حصارهم وحاولنا انقاذه فلم نستطع لأن قوات الإمداد قد وصلتهم, وحاصروا الذئب لكنهم لم يستطيعوا التقدم الا عندما نفذت ذخيرته ورأيناهم وهم يأسرونه وأرسلنا اثنين منا خلفهم ليراقبوهم ويعرفوا الى أين أخذوه القائد الكبير بجزع : لا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم لابد أن نخلصه من أيديهم قبل أن يقـتـلوه ..اجمع لى قادة الكتائب الآن وأخبر كتيبة الأنصار بالإستعداد جلس القائد الكبير وسط قادة الكتائب وأخذ يتشاور معهم فى الأمر أحد القاده: ستكون مهمة تخليصه من أيديهم شديدة الصعوبه فالقاعدة التى نقلوه اليها عسيرة الإقتحام ولا شك أنهم قد شددوا عليه الحراسه القائد الكبير يقول بعد صمت : لا يمكن أن نتركه بين أيديهم .. سيذيقونه العذاب ألوانا قبل أن يقـتـلوه ان حياته باتت مهدده قائد آخر: سيدى القائد .. لدى خطه ... .................................................. .... يتبع............
__________________
|
#37
|
||||
|
||||
(9)
جلس عمر وحيدا فى احدى الحجرات الصغيره داخل المعسكر الذى نقله اليه الجنود الروس بعد أن أسروه وأخذوه معهم وهو طوال الطريق يحاول اقناعهم بأنه ليس شيشانيا ..لكنهم لم يفهموا منه شيئا فلم يكن أحد منهم يعرف العربيه كما انه أخفى عنهم انه يعرف اللغة الشيشانيه وبمجرد أن وصل الى المعسكر أخذوه الى أحد الضباط الروس يعرف العربيه لإستجوابه وبعد ساعتين كاملتين من التحقيق والإستجواب المرهق ..استطاع أن يقنع الضابط (أو هكذا ظن ) أنه كان يعمل فى السعوديه عندما التقى بأحد الرجال الشيشانيين الأغنياء قدم الى السعوديه فى عمرة واستطاع الرجل اغراءه بالمال ليعمل عنده فوافق وأخذه معه الى بلده ليعمل خادم له ولأسرته وعندما طلبوا ابنه للذهاب الى معسكر المجاهدين دفع الرجل مبلغا كبيرا من المال له ليذهب الى المعسكر مكان ابنه ووافق مضطرا وذهب الى المعسكر لكنهم كشفوا أمره فهرب منهم ثم وقع فى أيدى الروس وبرغم عدم اقتناع الضابط بالقصه ومحاولاته لمعرفة الحقيقه بالضغط النفسى على عمر ..الا أنه تركه أخيرا وأمر الجنود باصطحابه الى تلك الحجره تنهد عمر بعمق ونهض من مكانه وأخذ يدور فى الحجره والقلق والخوف يسيطران عليه الا أنه تماسك قدر ما يستطيع وأخفى قلقه حتى لا يفتضح أمره عبر كاميرا المراقبه المثبته فى أعلى الحائط أخذ يتأمل الحجره ويدور فيها بعينيه ..كانت صغيره ومتاعها قليل مجرد سرير صغير ودولاب ومنضده وأربعة كراسى انتفض عمر وارتد للخلف عندما فتح باب الحجره فجأه واتسعت عيناه من الدهشه والإنبهار فقد كانت تقف على باب الحجره أجمل فتاه رآها فى حياته تأملها قليلا ثم صرخ فى نفسه : يا أولاد الأبالسه!! ايه..ابتديتوا تلاعبونى ؟ اهدا يا عمرلا تنكشف اهدا وركز وفكر كويس فى اللى هاتقوله وتعمله قالت الفتاه بلهجه عربيه سيئه :أهلا وسهلا ..هل أنت جائع؟ هز عمر رأسه ببطء ودون أن يتكلم دخلت الفتاه الى الحجره وخلفها رجل يحمل صينيه عليها طعام وبعض المشروبات وضعها على المنضده ورحل وأغلقت الفتاه الباب خلفه ونظرت الى عمر وهى تقترب منه فابتسم لها عمر ابتسامه عريضه محاولا اخفاء قلقه وتوجسه وضعت يدها على كتفه فانتفض مبتعدا عنها فرفعت احدى حاجبيها بدهشه وقالت : هل تخاف منى ؟ قال بارتباك : لا لا بس! .... ثم نظر الى الطعام وأكمل : أصلى جعان قالت وهى تضحك : تفضل الطعام أمامك هجم عمر على المنضده وأخذ يلتهم الطعام التهاما فهو لم يأكل منذ أمس وجلست الفتاه فى الكرسى المجاور له وأخذت تراقبه وهو يأكل بمزيج من العجب والإشمئزاز كان يأكل بطريقه غريبه ومقززه يأكل بيديه الإثنين ويصدر أصواتا عاليه بفمه تقزز أشد النفوس ثباتا ولكن يبدو أن الفتاه استطاعت التغلب على ذلك فوضعت يدها فوق كتفه ومالت عليه وهى تقول : أتعلم أنك وسيم؟ نظر اليها ورسم على وجهه السعاده وفتح فمه المملوء بالطعام وضحك ضحكه شديدة البلاهه ثم أمسك بدورق الماء وأبعد الكوب جانبا ورفعه عاليا بعيدا عن فمه وأماله ليسقط الماء داخل بلعومه مباشرة مصدرا صوتا شديد الصخب جعل الفتاه تبتعد عنه وضع الدورق على المنضده ثم تجشأ بصوت عالى جدا. انتفضت الفتاه من على المنضده وجلست على السرير بعيدا عنه أنهى طعامه ونهض من على الكرسى ومسح أنفه وفمه فى كمه وكادت الفتاه تفرغ ما فى جوفها عندما تمخط عمر متعمدا على الأرض ثم مسح يديه فى ملابسه ولكن يبدو أنها كانت مدربه جيدا فقد تجاوزت كل ذلك واقتربت منه من جديد ووضعت يديها حول رقبته فأزاح يديها ببطء وهو يبتسم ابتسامته العريضه وقال : لا لا بصى يا أختى, أصل الطريقة دى مش هاتنفع معايا قالت بلغتها العربيه السيئه : وما هو الأسلوب الذى ينجح معك؟ قال : معلش يا أختى أصل بعيد عنك عندى الهسهس قالت بدهشه : ماذا؟ عمر وهو يبتعد عنها : قصدى أقول يعنى عندى وسواس فى مخى ساعه تروح وساعه تيجى لا وايه..باخاف من خيالى, وأمى قالت لى اوعى ياواد ياعمرمن الإيدز علشان كده باترعب كل ما أشوف واحده حلوه زيك رفعت حاجبيها بدهشه وصمت فأكمل : وبعيد عنك ياختى عندى حساسية من الريحة الحريمى, وكل ما أشم ريحة كلونيا حريمى, ألاقى جلدى احمر وجسمى كله قام عليا,واشتغل هرش والاقى جسمى كله نطر دمامل وخراريج, بصى رفع ملابسه فرأت بعض الدمامل الحمراء المتناثره على ظهره فانتفضت باشمئزاز بعيدا عنه عمر بتساؤل : الا قوليلى يا أختى ..همه حابسنى هنا ليه؟ قالت بتأكيد : لا .. اطلاقا فقط نحن نحميك من هؤلاء الإرهابيين فلا شك أنهم يبحثون عنك الآن هز عمر رأسه ورسم على وجهه تلك الإبتسامه البلهاء لكنه من داخله كان يشعر بالخوف الشديد جلست على السرير ووضعت ساقا فوق الأخرى وقالت : أخبرنى يا عمر ..أتريد أن تعود لبلدك ؟ قال بلهفه : أبوس ايديكى قالت : وما الذى أتى بك الى هنا؟ قال بسرعه : الفلوس ..الفلوس طبعا يا حلوه سألته : أنت تحب المال؟ قال : ومين مايحبهوش؟ قالت : أتحب لعب الورق؟ لمعت عيناه بقوه وقال : دا أنا معلم قالت : حسنا انتظرنى قليلا حتى أعود .................................................. .............. اقترب الجنرال الروسى من الذئب بخطوات بطيئه حتى وقف أمامه مباشرة ووضع احدى قدميه على صخره والأخرى على الأرض وهو يمسك عصا غريبه أخذ يهزها فى يده وهو يتأمل الذئب كان الذئب فى حاله يرثى لها فقد كان عار تماما ومعلق من رسغيه فى العراء بحبلين رفيعين ومغموس حتى خصره فى حفره مملوءه بالمياه المثلجه تجمد الدماء فى العروق بالإضافه الى درجة حرارة الجو التى تقترب من الصفر قال الجنرال بشماته : اذا فأنت الذئب !! أكمل عندما لم يتلق ردا : أتعلم كم كبدتنا من خسائر فى المال والجنود؟ رفع الذئب رأسه ببطء ورماه بنظره مخيفه ارتجف لها قلبه وقال بسخريه : أتريدنى أن أقدم اعتذارا رسميا؟ ضغط الجنرال أسنانه وظهر فى عينيه غضبا لكنه استطاع أن يتحكم فى تعبيرات وجهه بمهاره فرفع احد حاجبيه وابتسم بسخريه وقال : يعجبنى الرجل القوى الرابط الجأش قرب العصا من وجهه وبمجرد أن لامست فكه سرى فيها تيار كهربائى صعقه صعقة شديده ارتج لها جسده بعـنـف واهتز الماء من حوله وبرغم ألمه الرهيب لكنه لم يتأوه أو يصدر أى صوت قال الجنرال ببرود شديد : هل أعجبتك ؟ انها فقط بدايه لفتح شهيتك.. صمت قليلا ثم قال بسخريه شديده : أتظن حقا أنكم ستنتصرون ؟ أنتم مجرد حشرات متمرده ارهابيه وسنسحققكم بأحذيتنا سحقا لقد أمسكنا بك داخل أراض روسيه وأنت تجهز لعمليه ارهابيه كبيره سقطت أقنعتكم..لم يعد الأمر دفاعا عن أرض ولا مطالبه بالحريه بل مجرد زمره من العصابات المتمرده التى تقوم بعمليات ارهابيه كان جسد الذئب يرتجف بشده من البرد لكن عيناه ثابتتان يشع منهما بريق مخيف وهو يقول : تلك الأكاذيب التى تملؤون بها آذان العالم لن تفت فى عضدنا داغستان ليست أرضا روسيه بل هى (أرضا مسلمه من أيام الخليفه المسلم الراشد عمر بن الخطاب أنتم تحتلون أرضا مسلمه ونحن نساعد أهلها الى تحريرها من جبروتكم وبطشكم انها من أقدم بلاد القوقاز اسلاما كما أن القائد شامل باسييف وقادة داغستان قاموا بتأسيس الاتحاد الشعبى الشيشانى الداغستانى منذ عام 1998)* الجنرال وقد بدأ الغضب يتسلل الى صوته : داغستان روسيه وستظل روسيه وما فعلتموه فيها ليس سوى مجموعه من العمليات الإرهابيه التى ستحاكمون عليها وتعدمون الذئب : وما تفعلونه الآن فى الشيشان أليس ارهابا؟ ألم تخرقوا بنود الإتفاقيه التى بيننا وبينكم و تضربوا مواقع مدنيه؟ألم ترتكبوا جرائم ضد الإنسانيه؟ ألم تحتلوا جروزنى رغما عن أهلها ضغط أسنانه بقوه واهتز صوته من الغضب وهو يكمل : ألم تضربوا قوافل المهاجرين المدنيين العزل بالطائرات وتحرقوا حافلاتهم ؟ ان هذا هو الإرهاب بعينه انكم تحتلون داغستان أيضا رغما عن أهلها وتجبرونهم على الخضوع لسلطتكم دون ارادتهم لقد ضربتم قرية كومادا بالطائرات والمدافع وهى قريه داغستانيه الجنرال : لقد ضربناها بعد أن احتلها المتمردون الشيشانيين لنخرجهم منها الذئب : لقد استنجد بنا أهل القريه أنفسهم بعد أن حاصرتموها وضربتموها بالطائرات والمدافع الجنرال بغضب : لقد استدعتنا الشرطه الداغستانيه بعد أن فشلوا فى صد هجوم المتمردين الداغستانيين ان داغستان روسيه وستظل روسيه هل تفهم؟ الذئب ساخرا : نعم .. ورغما عن أنف أهلها جميعا الجنرال وقد بدأ يفقد السيطرة على أعصابه : لا تدعى الشجاعه، فستهزمون عما قريب فليس لديكم القدره على مواصلة القتال لفترات طويله الذئب بتحدى : لو لم تكن لدينا القدره على مواصلة القتال ضدكم لما دخلنا داغستان لنجدة اخواننا فى اقليمى بوتليخ وكراماخى ومساعدتهم على قتالكم بعد أن استنجدوا بنا الجنرال بغضب هادر : سنرى الآن مدى شجاعتك الحقيقيه واعلم أنك لن تموت الآن بل ستموت قطعة قطعه ولتصرخ بكل قوتك ليسمعك الهك ويأتى لينقذك ضحك ضحكه شيطانيه ومد يده الى أحد جنوده الذى أعطاه سلكا كهربائيا فقال بسخريه شديدة البروده : هل تشعر بالبرد؟ حسنا ..سأدفئ لك الماء....استمتع بحمامك الدافئ أيها الذئب وضحك ضحكه أشد من الأولى ووضع السلك فى الماء .................................................. ... ِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِ تصاعد الدخان كثيفا من السيجاره التى تتدلى من فم عمر وامتلأت منفضة السجائر التى أمامه على المنضده بكميه كبيره من أعقاب السجائر تشير الى مدخن شره , كان يمسك بين يديه ببضعة كروت من أوراق الكوتشينه و ينظر اليها بتركيز شديد, وحول المنضده التف ثلاثه من الضباط الروس يلعبون معه الورق كشف كل منهم أوراقه على المنضده وظهر على وجوههم الإحباط .. فتناول عمر ورقه أخرى من كومة أوراق مقلوبه على المنضده ورتبها وسط أوراقه ثم كشف أوراقه كلها على المنضده وهو يضحك بابتذال شديد : هأ هأ هأ هأ ااااااااااو قفف .. أنا بلاعب قفف كل واحد فيكم يطرقع قفاه ويحط فلوسه هنا ورغم أنهم لم يفهموا من كلمات عمر الساخرة شئ, وضع كل منهم ماله على المنضده وهم يتحدثون الى بعضهم البعض بعصبيه ويبدو عليهم الغيظ الشديد, وجمعها عمر أمامه بلهفه وهو يدخن السيجاره بشره وقال : لو فضل الحظ كده ملالى, يبقى هارجع على مصر قريب جدا بدأت اللعبه من جديد وبدأ عمر يرتب أوراقه لكنه بدأ يشرد ويتشتت ذهنه عندما وجد أمامه صورة بنت فى احدى الأوراق خيل اليه انها تنظر اليه . هز رأسه وأغلق عينيه بقوه وفتحهما وتعجب بشده فقد كانت تشبه زهره . كانت تنظر اليه بنظرات حزينه.. سحب ورقه من الكومه المقلوبه فوجدها ولد أخذ يفرك عينيه بيده فقد خيل اليه انه مالك . هز رأسه مجددا محاولا طرد تلك الأفكار من رأسه وبدأ يركز فى اللعبه .. لكن كلمات زهره ومالك كانت تخترق رأسه اختراقا وتمنعه من التركيز فى اللعب مالك : انهم يريدون ابادتنا زهره : الحريه لدينا أغلى من الحياه مالك : المساجد أول شئ يستهدفونه زهره : نحن نؤمن تماما أننا سننتصر.. حتى لو لم نرى النصر بأعيننا فسيراه من بعدنا.....لكننا فى النهايه ....سننتصر أفاق من تخيلاته على صوت أحد الضباط يقول له : العب نظر اليه شذرا ثم أخذ نفس طويل من السيجاره وأكمل اللعب فجأه انتفض الجميع على صوت صفارات الإنذار تدوى بقوه فى المكان تحدث الضباط الثلاثه الى بعضهم البعض ورحلوا مسرعين وبقى عمر وحيدا يفكر ومع أصوات طلقات الرصاص والمدافع التى تدوى فى أذنيه , شعر أنه فى مأزق حقيقى فماذا سيفعل به المجاهدون اذا ما تمكنوا من استعادته ؟ وبدأت تراوده أفكار رهيبه أصابته برعب حقيقى .................................................. ..... يتبع............
__________________
|
#38
|
||||
|
||||
(10)
استرد الذئب بعض وعيه وبدأ يشعر بما حوله لكن عقله كان مشوشا تماما والرؤيه لديه مهتزه .. الشئ الوحيد الذى طغى على كل حواسه هو آلامه الرهيبه وصل الى اذنيه صوت صخب وضوضاء وموسيقى قادمه من بعيد فتح عينيه بصعوبه وبرغم أن الرؤيه لديه لم تكن واضحه الا أنه تبين أضواء ملونه مهتزه وأخيرا وبعد تركيز شديد تذكر أن فى هذه الأيام يحتفل الناس برأس السنه بدأ الألم يذهب بعقله ويفقد وعيه من جديد ..لم يدر كم بقى على هذه الحاله يذهب وعيه من الألم والبرد ثم يفيق من جديد حتى سمع أصوات من حوله ففتح عينيه وأدرك أنه موعد تبديل وردية الحرس انصرف الحرس القديم وهدأ الوضع , سمع الذئب صوتا يهمس باسمه ففتح عينيه بصعوبه , كان الحارس يهمس له : أيها القائد. أبلغك تحيات القائد الكبير. اطمئن. سنخرجك من هنا سريعا ان شاء الله عرفه الذئب من صوته ..لقد كان جوهر رفعه الحراس الثلاثه من الماء وفكوا وثاق يديه التى لم يكن بمقدوره تحريكهما ولفوه فى غطاء سميك وحمله اثنان واقتادهم الثالث عبر طرقات مظلمه يعرفها جيدا بعيده عن الحراسه حتى وصل الى مبنى مكون من دورين, دخل الثلاثه من الباب الخلفى , متبعين الحارس الذى فتح أحد الأبواب وأدخلهم الى غرفة واسعه بها جهاز حديث للتدفئه , وهمس قائلا : لا تضيئوا الأنوار . ثم خرج وأغلق الباب خلفه , ووقف أمام الباب من الخارج يراقب الطريق . ساعد جوهر وأحمد المتنكران فى زى الحرس الذئب على ارتداء حلة ضابط روسى ومع الدفء والتدليك بدأت يداه تتحركان تدريجيا نظر الذئب اليهما وهما يساعدانه على ارتداء ملابسه وقال باعياء : كيف دخلتم الى المعسكر؟ همس أحمد: لدينا من يساعدنا . . أغلب الجنود لديهم الإستعداد لبيع روسيا بأكملها من أجل المال والحكومه عاجزه عن دفع رواتبهم منذ عدة أشهر كما أن الوقت مناسب جدا فأغلب الضباط والجنود الروس مشغولون فى الإحتفال برأس السنه , وقائدهم مغموس حتى أذنيه فى الخمر والرقص فتح الباب فجأه , وظهر من خلفه الحارس الثالث وقال بقلق : أسرعوا .. ستمر دورية التفتيش بعد 15 دقيقه وسينكشف أمرنا قال جوهر وعلى وجهه ابتسامة ثقه كبيره : اطمئن . لن يحدث ان شاء الله . لقد أعددنا للأمر جيدا. أحمد : انتهينا . هيا بنا انقضت العشر دقائق وبعدها دوت صفارات الإنذار فى أرجاء المعسكر وعندما سمعها الجنرال قائد المعسكرهب من أمام المائده العامره بالطعام والشراب الفاخروسقط كأس الشراب من يده وهو يصرخ بلا وعى : الذئب !!! انتابته حاله من القلق والتوتر الشديد ونظر الى صديقته التى كان قد دعاها الى احتفال خاص فى غرفته من دقائق قليله وقال بتوتر: ترى .. ماذا حدث؟ جرى الى الشباك وأزاح الستائر وجالت عيناه فى أرجاء المكان كان الإحتفال قد توقف وصمتت الموسيقى وخرج أغلب الجنود الى ساحة المعسكر التى حولتها الأضواء الكاشفه الى نهار وسادت بينهم حاله من الهرج حاول أن يطمئن نفسه فهمس بصوت خافت : لا .. لا يمكن أن... انتبه على صوت طرقات على الباب .. فتح الباب بسرعه فوجد أمامه أحد الجنود الذى حياه وقال بتوتر : سيدى الجنرال .. لقد .. لقد هرب الذئب أصيب الجنرال بالوجوم قليلا من أثر الصدمه ثم انتابته حاله من الغضب الهائل وصرخ بعـنـف : ماذا !! مستحيل .. والحرس .. والأسوار .. والجنود .. والضباط .. وِِِأين كنتم؟ سأعدمكم جميعا فردا فردا. ارفع درجة الإستعداد القصوى وأخرج فرقا للبحث عنه وأطلق كلاب الحراسه . لا يمكن أن يكون قد ابتعد كثيرا. يجب أن يكون بين أيدينا قبل أن يصل الخبر الى القائد الأعلى انصرف الجندى لتنفيذ الأوامر وأخذ الجنرال قبعته العسكريه ووقف أمام المرآه يصلح من ملابسه بعصبيه شديده وهو يخاطب رفيقته : لا ترحلى , سأجده , وعندها لن أرحمه , انتظرينى , سأعود سريعا . تسمر فى مكانه عندما رأى فى المرآه انعكاس صورة رفيقته وعلى وجهها ارتسم الرعب الشديد . التفت الى حيث تنظر وارتد للخلف بحده عندما رأى جوهر يقف أمام دولاب ملابسه المفتوح ويصوب سلاحه لهما وبيده الأخرى يضع سبابته فوق فمه مشيرا لهما بالسكوت وهو يقول بصوت خافت شديد الصرامه : شششش .اياك أن تحدث صوتا , لأن مسدسى أسرع من أى جندى سيأتى لإنقاذك أنت وهى سمع صوتا خلفه فالتفت بحده فوجد الذئب يخرج من تحت سريره ومعه أحمد وهو يساعده على الوقوف ويصوبان سلاحهما باتجاهه قال الجنرال بذهول : كيف .. كيف دخلتم الى هنا؟ جوهر ببرود ساخر : دخلنا قبلك بدقائق وأعددنا لك مفاجئه كبيره بمناسبة العام الجديد , هل أعجبتك؟ وضعت الفتاه يدها على فمها برعب حتى لا تصرخ , أما الجنرال فقد تراجع الى الوراء حتى اصطدم بالكرسى فسقط عليه باستسلام وقال : والآن. ماذا تريدون منى؟ قال جوهر بابتسامه شديدة الثقه : نريدك أن تصحبنا فى رحلة للبحث عن الذئب أدار الجنرال رأسه بحده ونظر الى الذئب وعقد حاجبيه بدهشه ودب الرعب فى قلبه .................................................. ........ كان الموقف مخيفا بحق .. طلقات المدافع تدوى ليلا وهو فى موقف لا يحسد عليه ولا يدرى من أين يأتى الخطر أخذت عيناه تدوران فى المكان بقلق وهو يفكر فى موقفه الراهن وما يمكن أن يفعله , وصلت عيناه الى كاميرا المراقبه المعلقه أعلى الجدار . أخذ يتأملها طويلا وعيناه تضيقان فجأه نهض عمر من مكانه وأمسك بأحد الكراسى وضرب به الكاميرا بقوة انتزعتها من مكانها وقطع أسلاكها , ثم قذف الكرسى فى النافذة وكسر زجاجها انتبه الجندى الواقف بالخارج يحرس باب الحجره الى صوت التكسير فاقتحم الغرفه ونظر فيها بسرعه فلم يجد أحد . جرى نحو النافذة وأمسك بالحديد الذى يغلق مدخلها وجذبه بقوه وهو يسأل نفسه بدهشه : ترى هل اخترق الأسير الحديد وفر من الشباك؟ لم يستطع أن يجيب على السؤال , بل لم تكن لديه فرصه ليفكر فى السؤال نفسه ومدى امكانية تنفيذه على أرض الواقع , لأن ضربة شديده أصابت رأسه من الخلف وأفقدته الوعى ألقى عمر الكرسى الذى ضرب به الحارس من يده وانحنى على جسد الحارس الفاقد الوعى , وبدأ ينزع عنه حلته العسكريه بسرعه كبيره وهو يقول لنفسه : نفسى أعرف عنوان مصنع الموبيليا اللى بيتعاملو معاه, العفش عندهم جامد قوى والسراير عاليه لدرجة انها ممكن تخبى فيل تحتها انتهى من ارتداء ملابس الجندى وأرخى قبعته فوق عينيه لتخفى نصف وجهه , ثم فتح الباب وتسلل الى الخارج متسترا بالظلام وحمد الله كثيرا فأغلب الجنود مشغولون بصد هجوم المدافع الشيشانيه التى تمطرهم بقذائفها من الجبال المحيطه واضطرهم ذلك لإطفاء الأنوار والكشافات القويه فى ساحة المعسكر ظل عمر يجرى بحذرمحتميا بالمبانى حتى دخل الى الجراج محاولا ايجاد مكان آمن ليختبئ فيه وأخذ يتسلل بين السيارات الكبيره حتى لا يراه أحد كان الجو فى المعسكر شديد الفوضى وأصوات المدافع تصم الآذان والمدافع الشيشانيه تضرب بقوه من الجبال القريبه وكأن الجبال تقاتل معهم هاى .. أنت ...... تسمر عمر فى مكانه عندما سمع صوتا يتحدث اليه بالروسيه التى علمته زهره الكثير من كلماتها وتجمدت الدماء فى عروقه وكاد قلبه يتوقف من الخوف ................................................. يتبع.....................
__________________
|
#39
|
|||
|
|||
حلقة جميلة جداااااا
ياريت حضرتك مش تتاخرى علينا تانى شكرا جزيلا
__________________
سبحان الله و بحمده .. سبحان الله العظيم ^^
|
#40
|
||||
|
||||
اقتباس:
حاضر .. هنزل الحلقات على طول إن شاء الله
شكرًا لكم على المرور والمتابعة
__________________
|
#41
|
||||
|
||||
تابع (10 )
توقفت سيارة الجنرال قائد المعسكر أمام البوابه منتظره أن يفتح لها الحرس الباب بعد أن يتأكدوا من هوية الجنرال فقد أصدر الجنرال أوامره بأنه سيخرج بنفسه وبصحبة اثنين من الضباط للبحث عن الذئب ..الأسير الذى فر من المعسكر وكأنه ماء سقطت عليه أشعة الشمس فبخرته دون أن تترك منه أدنى أثر عبرت السياره بوابة المعسكر مودعه بنظرات التساؤل والعجب من جميع الجنود بسبب تصرفات الجنرال الغريبه لكن أحدا منهم لم يجروء على الإعتراض على أوامر الجنرال الغاضب سارت السياره مسافه طويله وكل من فيها يخيم عليهم الصمت الثقيل حتى توقف أحمد الذى كان متنكرا فى زى سائق السياره فى منطقه آمنه وسط جبال عاليه ونزل جوهرمن السياره وهو متنكر فى ملابس ضابط روسى وفتح الباب المجاور للجنرال بحده التفت الذئب الجالس فى المقعد الخلفى فى حلة ضابط روسى الى الجنرال الذى يجلس بجواره صامتا مكرها بفعل المسدس الملتصق فى جنبه وقال بصوت قوى : نهاية رحلتك التفت له الجنرال برعب وأخذ يقلب عينيه بينه وبين جوهر وقال بتوسل : ماذا .. هل .. هل ستقــلونى؟ لقد نفذت كل ما أمرتونى به الذئب بصرامه شديده : لو أردت أن أعاقبكم على كل جرائمكم فى حقنا .. لما روتنى دماءكم جميعا..ولكننا لا نسعى للإنتقام بل.. نسعى الى العوده. فلم يحن وقت الإنتقام بعد أردف بلهجه مخيفه : انزل من السياره نزل الجنرال على الفور وهو يرتجف رعبا وجذبه جوهر من ملابسه ودفعه بعيدا وهو يقول بسخريه : رحله سعيده للعوده الى المعسكر سائرا وحيدا فى ذلك الجو الجميل. أتمنى أن يجدوا صديقتك سريعا ويحلوا وثاقها .. والا اضطرت لإنتظارك كل هذه المده ثم قفز الى السياره التى انطلقت بسرعه واختفت فى الظلام لتنفيذ الجزء الثانى من خطة الهروب ووقف الجنرال وحيدا فى الظلام يرتجف بردا وخوفا يفكر فيما سيفعلونه به عندما يعود .................................................. .......... التفت عمر بسرعه الى من يحدثه فوجده أحد الضباط الروس يجلس داخل سيارة نقل كبيره مغطاه وهو يصرخ فيه بكلمات لم يفهم معظمها الا أنه حياه التحيه العسكريه ورد عليه بكلمه واحده فقط وهى : نعم سيدى قلب عمرالأمر فى رأسه بسرعه ومن خلال حصيلة الكلمات التى أمدته زهره بها فهم تقريبا ما يريده الضابط قفز الى السياره فى كرسى السائق وبدأ يقود السياره وقلبه يقفز من الخوف وحمد الله كثيرا فى نفسه أنه تصرف تماما كما يريد الضابط خرج من الجراج وسار بالسياره حتى وجد نفسه يسير خلف طابور من ثلاث سيارات تحمل فوق ظهرها عددا كبيرا من الجنود توقفت السيارات أمام بوابة المعسكر الخلفيه وشعر عمر وكأن الدقائق تمر عليه كدهر وهو يحاول أن يتماسك ويخفى خوفه حتى لا يفتضح أمره وأخيرا عبرت السيارات البوابه وخرجت من المعسكر وهو خلفهم طوال الطريق وعمر يفكر فى طريقه للهروب من السيارات التى أمامه والضابط الجالس بجواره نظر عمر الى الضابط الذى بجواره فوجده اتكأ بظهره للوراء وأرخى القبعه على عينيه وظهر عليه النعاس فبدأ يخفض من سرعة السياره بهدوء وبشكل غير ملحوظ وبدأت المسافه بينه وبين السياره التى أمامه تتسع تدريجيا وفى كل لحظه كان ينظر الى الضابط بجواره ليتأكد أنه لم يلحظ ما فعله حتى ابتعد عن السيارات بمسافه كبيره وفجأه انتفض عمر على صوت جهاز الإستقبال فى السياره وأخذ ينقل عينيه برعب بينه وبين الضابط المجاور له والذى استيقظ على صوت الجهاز. ووقع عمر فى حيره شديده . فلو أمسك بالمايك فلغته الروسيه لن تساعده على فهم ما يقولون ولا الرد عليهم . وان لم يمسكه فماذا سيفعل مع الضابط الذى بجواره ؟ حسم أمره أخيرا عندما نظر اليه الضابط بدهشه وأمسك بالمايك وقال : نعم سيدى أتاه الرد فى بضعة كلمات لم يفهمها جيدا فطال صمته وهو يختلس النظر الى الضابط الذى ينظر اليه بدهشه وريبه فزع بشده عندما سمع دوى انفجار رهيب ورأى نيرانا تشتعل من بعيد فصرخ الضابط بكلمه لم يتأكد عمر تماما من معناها لكنه تراجع بالسياره ودار بها بعـنـف وعاد أدراجه بسرعه كبيره والضابط يصرخ وكذلك جهاز الإستقبال وأصوات الإنفجار وطلقات الرصاص تدوى من بعيد وسط كل هذا الجنون ترك عمر المقود وانقض على الضابط فجأه وأخذ يضربه بكل قوته والضابط يبادله الضربات فى معركه شرسه وهو يحاول أن يصل الى مسدسه لكن عمر كال له عدة لكمات وفتح الباب المجاور له ودفعه خارج السياره لكن الضابط كان قويا بحق فتشبث بباب السياره وأمسك عمر بالمقود ليعدل من وضع السياره التى حادت عن الطريق ورأى الضابط وهو يحاول العوده الى السياره فدفعه دفعه قويه بقدميه الإثنين معا ألقت به خارج السياره بعيدا أخذ عمر يلهث بشده وهو يمسح الدماء التى سالت على وجهه من أثر المعركه وأخذ يفكر فيما حدث وهو يقود السياره بسرعه فى طريق لا يدرى الى أين يذهب به كان يشعر بالإمتنان الشديد لزهره ومافعلته من أجله لم يكن يتوقع فى يوم من الأيام أن دروس اللغه الروسيه الممله التى كانت زهره ترهق نفسها وتقتطع من وقتها لتعلمه اياها ستنقذ حياته يوما ما انتفض عندما سمع صوت طلقات ناريه يأتيه من كل مكان فخفض رأسه بخوف واختلت عجلة القياده فى يده وحاول قدر استطاعته السيطرة عليها لكن السياره انحرفت بشكل مخيف وخرجت عن الطريق واستطاع عمر بصعوبه كبيره ايقافها نظر حوله فوجد المجاهدين بلباسهم المميز يحيطون به من كل مكان فرفع يديه فوق رأسه وصرخ برعب : لا تطلقوا النار .أنا شيشانى . أنا بستسلم . محدش يضرب نار فتح باب السياره ببطء بعد أن أمره قائد المجاهدين ونزل منها مشبكا يديه فوق رأسه ورأى مجموعه كبيره من المجاهدين وهم يطوقون السياره من كل مكان فى طريق العوده الى المعسكر كان عمر يتعجب من نفسه ويتساءل عن السبب الحقيقى الذى جعله يختار جانب المجاهدين الشيشان دون الروس رغم تأكده من فرق القوه الهائل لصالح الروس الذى سوف يمكنهم من الإنتصار لا محاله لماذا رفض البقاء فى المعسكر الروسى رغم أنه كان أكثر أمانا بالنسبة له؟ كيف حسم أمره بمثل هذه السرعه وقرر أن يهرب ويعود للمجاهدين برغم خوفه من أن يتهموه بالخيانه ؟ هل هو مالك؟أم زهره ؟ أم محمد ؟ هل يصدق حقا أنه ينتمى اليهم؟ ................................................. يتبع.....................
__________________
|
#42
|
||||
|
||||
(11)
لأول مره فى حياته يشعر عمر بكل هذا الخزى والخجل وذلك عندما استدعاه قائد المعسكر الى مكتبه وهناك وجد مالك الذى ما ان رآه حتى أدار وجهه بغضب واشمئزاز وقف الإثنان أمام قائد المعسكر الذى وجه حديثه الغاضب اليهما معا وقال : ما الذى دفعكما لمغادرة المعسكر ليلا دون اذن ؟ أجاب مالك بسرعه : أردنا جمع الحطب لنشعل النار لنتدفأ بها فالجو كان شديد البروده القائد بصرامه : وكيف وصلتما الى الحدود الداغستانيه؟ مالك : لقد ضللنا الطريق وافترقنا عن بعضنا بسبب الظلام وقضيت وقتا طويلا فى البحث عن عمر فلم يكن باستطاعتى العوده للمعسكر بدونه وأنا أعلم جيدا أنه يجهل دروب وجبال هذه البلاد وعندما طلعت الشمس رأيتهم من فوق الجبل وهم يأسرونه ويأخذونه فى سيارتهم الى المعسكر.. فعدت وابلغت القياده فى الحال اقترب القائد من عمر وقال بغضب : وأنت .. أتعلم كم تكبدنا من مشقه ورجال وذخيره لننقذك من أيديهم ؟ لقد أرسلنا كتيبه كامله بمدافعها فى محاوله لاقتحام المعسكرلإنقاذك ابتلع عمر ريقه بمزيج من الخجل والندم وقال بأسف : آ.آسف سيدى .. مش هاكررها تانى القائد : لا تعتذر. . فابن خالد ديساروف يستحق أكثر من هذا نظر اليه عمر بدهشه وصمت فابتسم القائد وقال : لا عجب انك ابنه فقد عدت الينا بسياره مملوءه عن آخرها بالأسلحه والذخيره .. أغلب من فى المعسكر الآن يعتبرك بطل نظر اليه عمر بذهول شديد .. لقد عرف الآن فقط ماذا كان يحمل فى السياره التى كان يقودها. وحمد الله كثيرا وهو يتذكر عدد المرات التى نجا فيها هو والسياره من الإنفجار . نظر الى مالك الذى خلا وجهه تماما من ابتسامته المميزه المحببه للنفس لم يشعر عمر فى حياته بالخجل أمام أى انسان بقدر ما شعر به فى هذه اللحظه أمام مالك قطع أفكاره صوت القائد وهو يقول : ان ما يحيرنى حقا هو كيف أفلت بسيارتك من الكمين الذى أعددناه للسيارات الأربع التى خرجت من المعسكر؟ أتعلم أنك تذكرنى بوالدك رحمه الله ؟ يوما ما سأحكى لك عنه وعن بطولاته تجاهل القائد الحيره والدهشه فى عينى عمر وقال : ولكن كل هذا لن يعفيك من العقاب على مخالفتك للأوامر وخروجك من المعسكر ليلا بدون تصريح . التفت الى مالك وقال : وانت ايضا ستعاقب معه .. والآن انصرفا استدار عمر مغادرا مكتب القائد هو ومالك عندما استوقفه القائد قائلا : عمر .. أظن أنك مدين لمالك بالشكر .. فلولاه ما عرفنا طريقك هز عمر رأسه بخجل ونظر الى مالك الذى انصرف مغادرا فى صمت دون أن ينظر اليه قضى عمر فترة التأديب محاولا بكل وسيله استرضاء مالك ومصالحته .. لكن مالك كان غاضبا بشده وكان يعبر عن غضبه بالصمت لدرجة أنه كف حتى عن الغناء وكاد عمر أن يفقد عقله أمام اصرار مالك على الصمت وانتهت فترة التأديب وعاد الإثنان الى الخيمه لينالا قسطا من الراحه وعاد عمر الى استجداءه والتوسل اليه أن يسامحه حتى كلمه مالك أخيرا وسأله بغضب : هل وجدت ما كنت تبحث عنه؟ لماذا لم تبقى فى أحضانهم ربما أعادوك الى مصر؟ عمر بأسف : مقدرتش أصدقهم, ولا أآمن لهم مالك بسخريه شديده : حقا؟ وكيف اكتشفت ذلك الإكتشاف الخطير؟ عمر : أنا ماباآمنش للى بيلعبوا قمار مالك بسخريه لاذعه : انظر من يقول هذا ؟ كيف لا تثق بهم وانت تلعب الورق؟ أكمل بضيق شديد : لا أدرى كيف يقول القائد أنك تذكره بوالدك رحمه الله ! عمر بندم شديد : أيوه ما بآمنش للى بيلعبوا قمار ..لأنهم زيى, مايتآمنلهمش صمت مالك ولم يدرى ماذا يقول الا أن حدة غضبه بدأت تهدأ عندما استشعر صدق عمر وندمه فهز رأسه بأسف وأكمل عمر : أنا هربت منهم مع انهم كانوا بيعاملونى كويس وأكلونى و.... قاطعه مالك بحده : وأطلقوا عليك فتياتهم الجميلات ليستخرجوا منك ما يريدون .... سمعت هذه القصه من كل من وقع فى الأسر .. هذا فى اليوم الأول فقط وبعدها.... صمت قليلا ثم قال بسخريه : لماذا لم تبقى معهم لتكتشف بنفسك؟ تنهد بأسف وقال : لقد كنت أعتبرك صديقى أطرق عمر بأسف شديد وقال بخجل : كان لازم تعرف من الأول انى مينفعش أبقى صاحبك أنا .. أنا مدمن قمار نظر اليه مالك بصمت واختفى الغضب من وجهه ثم قال بتعاطف : لا شك أنك عشت حياة صعبه عمر بسخريه مريره : صعبه؟ بأنهى لغه؟ بلغة البلد اللى جيت منها . ولا بلغة البلد دى؟ بيتهيألى الفرق كبير قوى صمت مالك قليلا ثم نظر اليه وقد عادت ابتسامته الجميله تضئ وجهه البشوش وقال له بحب : ولكنى مازلت أعتبرك صديقى . يمكننا أن نصبح أصدقاء مثل أبوك وأبى . لقد كانت صداقتهما عجيبه حقا استدار اليه بكل جسده و قال بحماس كبير : أتعلم .. كنت أحلم دوما أن يكون لى صديق أحبه أكثر من أى شئ وتبقى صداقتنا حيه مدى الحياه وحتى ما بعد الموت ألم تسمع حديث النبى صلى الله عليه وسلم أن الأخلاء المتحابين فى الله من الذين يظلهم الله بظله ؟ اسمع .. لقد قررت أن أجعلك شريكا لى فى شركة الهندسه التى أحلم بها وسنبقى أصدقاء دائما مثل والدينا ..لقد تعاهدا على الوفاء والإخلاص وأقسما أن يسمى كل منهما أول مولود ذكر له باسم صديقه ويتـ ......... صمت مالك فجأه . أسكتته النظره التى رآها فى عينى عمر وتغير لون وجهه ضاقت عينا عمر وقال بصوت ظهر فيه بوضوح أثر الصدمه : بس أنا ما اسميش محمد ابتلع مالك ريقه بصعوبه ولم يستطع الرد أفاق عمر فجأه على حقيقه تاهت عن باله طويلا أو ربما تعمد نسيانها , لقد كانت له عائله. أب وأم واخوه وربما أخوات أطرق برأسه طويلا يفكر فى صمت . ثم سأل مالك بصوت حزين : كان عندى اخوات قد ايه؟ أدرك مالك ما فعلته كلماته بعمر كما أدرك تماما أنه لن يستطيع أن يعيد الأمور الى ما كانت عليه فقال مباشرة وصوته يقطر بالأسف : ثلاثه ضحك عمر ضحكه ساخره قصيره تمتلئ ألما ومراره وهو يقول : ورابعهم كلبهم.... همه فين دلوقتى؟ مالك بأسى : دفنهم أبى فى مقابر أسرتنا اتسعت عينا عمر وفغر فاه وقال بذهول: أبوك !! أبوك دفن صاحبه وأخته وأولادهم؟ نهض عمر ببطء وهو لا يكاد يصدق وخرج من الخيمه , وحاول مالك أن يتبعه لكنه أوقفه بصوت يمتلئ بالدموع ودون أن يلتفت: عاوز أمشى لوحدى سار عمر لمده طويله وهو لا يكاد يتبين طريقه من كثرة الدموع التى ملأت عينيه وتحولت الى أنهار تجرى على خديه تؤججها النيران التى اشتعلت فى قلبه لقد صدق أخيرا أنه كانت لديه أسره كامله أب وأم وإخوه وربما أخت جميله كزهره . لو لم ي***وا ربما كان قد اختلف كل شئ وربما أصبح مثل مالك وزهره يتنعم فى ظل أسره جميله تحبه وترعاه وتعلمه .وتحميه من طيشه وجنونه لم يدرى عمر كم من الوقت قضاه يبكى وحيدا فى البرد بقلب يملؤه الحزن والندم والألم ولم يخرجه مما هو فيه الا يد مالك التى أطرقت على كتفه بحب وصوته المملوء بالحنان وهو يقول : عمر .. هون عليك يا صديقى فقد انقضت أعوام طويله ..لقد أتى الليل وازداد الجو بروده هيا بنا يا صديقى لنعود الى الخيمه استلقى عمر على فراشه ووضع كفيه المتشابكتين أسفل رأسه. لكنه لم يستطع النوم . بل ظل يفكر فى أهله ثم التفت الى مالك المستلقى على الفراش المجاور له وسأله : مالك . شكلها ايه؟ مالك بتساؤل : من؟ عمر بشرود : أمى التفت اليه مالك وقال : ألم يريك أبى صورتها؟ عمر بخجل : ماسألتهوش مالك : عندما نعود الى البيت سأريك صورتها . أتعلم ان زهره تشبهها كثيرا التفت اليه عمر بدهشه واهتمام : زهره!!!.. عاد يحدق فى سقف الخيمه وهو يقول بشرود : قد كده كانت أمى جميله ؟هى ما...... قطع حديثه عندما شق هدوء الليل صوت يشبه موتور سياره نقل فى الصيانه نهض من فراشه وأخذ يتبين هذا الصوت لقد كان صوت شخير قوى يصم الآذان نهض مالك من فراشه بضيق واقترب من عمر الذى وقف بدوره ينظر باتجاه مصدر الشخير ثم نظر الإثنان الى بعضهما البعض فى صمت .................................................. .................... يتبع...........................
__________________
|
#43
|
|||
|
|||
تسجيل متابعة
رواية رائعة عايزين كام بارت كده يوميا مش واحد بس
__________________
سبحان الله و بحمده .. سبحان الله العظيم ^^
|
#44
|
||||
|
||||
اقتباس:
أنا بنزل على حسب المتابعة
وكمان عشان الحلقات بتبقى كبيرة شوية لكن هبقى أنزل أكتر من حلقة إن شاء الله شكرًا على المتابعة .. جزاكم الله خيرًا
__________________
|
#45
|
||||
|
||||
تابع (11) فجر اليوم التالى ........... لم يستيقظ المعسكر على صوت أذان الفجر كما تعودوا . بل على صوت صراخ أجش أشبه بصوت طائره حربيه تجمع كل الشباب فى ساحة المعسكر وهبطت عليهم الدهشه والذهول عندما رأوا حمدوف المارد الذى طرد مالك وعمر من الخيمه فى أول يوم لهما فى المعسكر مقيدا فى شجره كبيره بطريقه عجيبه كان حمدوف ملفوف بعنايه فى أغطيته ومقيد فى سريره بكميه كثيفه من الحبال التفت حول السرير من أعلاه الى أسفله بحيث لا يظهر منها سوى رأس حمدوف فقط..أما السرير نفسه فقد كان يقف بشكل رأسى ومثبت بالحبال فى جذع شجره كبيره لم يستطع الشباب كبح جماح الضحك الذى انتشر بينهم وهم يتعجبون ممن استطاع أن يفعل ذلك بحمدوف العملاق .أما حمدوف فقد ازداد غضبه وأخذ يصرخ بصوت جهورى ويتوعد بالإنتقام وأخيرا استطاع قائد المعسكر اسكاته عندما أقنعه بأنه لن يفك قيده الا اذا تعهد بعدم اثارة المشاكل أو ايذاء أى فرد فى المعسكر وبالفعل فك وثاقه بعد أن هدأ ثم رحل متجها الى مكتبه لكنه توقف قليلا فى الطريق أمام عمر ومالك ونظر اليهما نظره ذات مغذى وابتسم .............................................. كان هذا المعسكر معد خصيصا لمجموعه كبيره من شباب الشيشان المتقاربين فى العمر وليس لديهم خبره سابقه فى القتال أو الحرب وكان يقوم بتدريبهم مجموعه من أمهر المجاهدين الشيشانيين والعرب الذين ساهموا بدور كبيرفى تحريرالشيشان وعملوا فى تدريب الشيشانيين على كل من الأمور العسكريه القتاليه والمعلومات الإسلاميه كانت الحياه فى المعسكر شاقه للغايه وكانت التدريبات مقننه وجاده ومتقنه ومتعدده ...تدريبات بدنيه وتدريبات على الأسلحه المختلفه واطلاق النار وفنون القتال المختلفه ويتخلل اليوم محاضرات ودروس دينيه لتقوية الإيمان والترغيب فى الشهاده وحب الوطن ودروس فى التاريخ الإسلامى وقصص السابقين والسيره النبويه وحلقات لتعليم اللغة العربيه لمن لا يعرفونها أما الصلاه فقد كان لها عنايه خاصه فى برنامج المعسكر ...فقد كانت تقام فى جماعه على وقتها وكان الدعاء والقنوت فى كل صلاه والتشجيع على قيام الليل واقامة مسابقات فى حفظ وتفسير القرآن الكريم واستطاع عمر بمساعدة صديقه مالك أن يتحمل تلك الحياه الشاقه التى لم يعتاد عليها ولم يعش مثلها أبدا وكان عمر ومالك يتفننان فى اختراع المقالب والأفاعيل المضحكه ويوقعان فيها حمدوف العملاق الذى لم يستطع ابدا اكتشاف الشخص الذى يوقعه فى المشاكل وشيئا فشيئا نمت صداقه متينه بين حمدوف وبين مالك وعمر فلقد اكتشفا أنه برغم جسده الضخم وسرعة غضبه المخيفه الا أنه يمتلك قلب طفل صغير يمتلئ بالطيبه والسذاجه واستطاع مالك وعمر الثأثير عليه وترويض سرعة غضبه بالحب ولم يعد حمدوف يستطيع الإبتعاد عنهما فكان الثلاثه يقضون كل أوقاتهم معا ................................................. كان مالك يرتدى ملابسه العسكريه ويجهز سلاحه ويستعد للخروج والإنضمام لمجموعه من الشباب لتنفيذ أحد الأوامر التى كلفهم بها قائد المعسكر سأله عمر الذى كان مستلقى على فراشه بعد أن انتهت نوبة حراسته : قائد المعسكر عربى ..مش كده؟ مالك بحماس وهو يعد سلاحه : انه أحد أتباع القائد خطاب رحمه الله. الذى كان قائدا لكتيبة الأنصار.. كتيبة المجاهدين الأجانب فى القوقاز عمر بتساؤل: ومين خطاب ده؟ مالك بدهشه : ألم تسمع عنه أبدا ؟ عمر : سمعت عنه بس بسأل مين هو ؟؟ مالك : انه أحد المجاهدين العرب الذين خرجوا من بلادهم للجهاد ضد الروس وكونوا كتيبه تسمى كتيبة الأنصار. لكنه أروعهم على الإطلاق فهو جسور لا يعرف الخوف . حارب الروس فى أفغانستان وطاجيكستان وهنا . انه بطل . أسطوره . كبد الروس خسائر فادحه ..سأكمل لك قصته عندما أعود .... انطلق مالك يجرى ليلحق بزملاءه فى المهمه وخرج عمر من الخيمه متمهلا وأخذ ينظر الى مالك وهو يبتعد مسرعا ثم تنهد وقال : العالم مليان بالمجانين قد يحتاج الإنسان لبعض الجنون حتى يستطيع أن يتواءم مع هذه الحياه التفت عمر بحده نحو المتكلم فوجد أمامه قائد المعسكر يبتسم ظهر عليه الإرتباك الشديد لكن القائد اقترب منه وبادره بالسؤال : انت فى فترة الراحه الآن؟ هز عمر رأسه موافقا بحذر فقال القائد : من مصر ..أليس كذلك؟؟ قال : أيوه فقال القائد بابتسامه كبيره : أتعلم ماذا قال النبى صلى الله عليه وسلم عن بلادك؟ هز عمر رأسه بالنفى ولم يتكلم القائد: قال عنها أن أهلها هم خير أجناد الأرض (الحديث ضعيف وللتأكد "هنا"، لكن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أوصى بأهل مصر خيرًا) عمر يسأله : أنت من تلامذة القائد خطاب؟ القائد وهو يسير بجواره وكأنه صديقه : أنا من كتيبة الأنصار . أخبرنى بصدق . من كنت تقصد بالمجانين ؟ أنا لم أتعمد أن أستمع اليكما , لكن صوتك كان عال قال بتردد وهو يسير بجواره : أنا بس كنت بستغرب . ازاى راجل يسيب بلده وأهله وفلوسه,علشان يروح أرض مايعرفهاش, ويحارب علشان يحرر وطن مش وطنه, وكل ده وبدون مقابل, ومن غير ما حد ما يطلب منه ده ! ضحك الرجل وقال : سأقول لك سر لا تخبر أحدا به .أنا أيضا كنت أظنه مجنونا . لماذا يفعل هذا . وكيف يفكر .. و كنت أسأل نفسى كثيرا ماذا تعنى كلمة وطن؟ هل هى الأرض التى نولد فيها أم التى نعيش عليها أم التى نموت وندفن فيها؟ أتعلم .. ربما يكون الوطن أكبر بكثير مما نظن أو حتى مما تستطيع عقولنا الضيقه أن تدركه... اهتم لنفسك ..ولا تنسى أبدا أنك من خير أجناد الأرض توقف عمر عن السير والتفت اليه بدهشه كبيره وعقد حاجبيه بتساؤل وهم أن يقول شيئا لكن القائد تركه ورحل مسرعا وظل عمر واقف يحدق فى الطريق الذى ذهب منه وفى عقله أسئله كثيره يوم بعد يوم كان عمر يشعر بأن شيئا ما بداخله يتغير ..شئ كبير للغايه لقد كف عن الشكوى واعتاد البروده القارصه واندمج وسط شباب المجاهدين وأصبح لديه أصدقاء كثيرين وكانت من أمتع اللحظات بالنسبة اليه عندما يعد هو ومالك المقالب المدبره المتقنه لأحد أصدقائهم فى المعسكر لإشاعة البهجه والمرح فى أرجاء المعسكروكثيرا ما وقعا فى المشاكل بسبب تصرفاتهما الطائشه وتعرضا للتوبيخ والتأديب من قائد المعسكر كان مالك وعمر يقومان بجمع الحطب والأخشاب من التلال القريبه من المعسكر وكان مالك يغنى أغنيته الوحيده : في ليلة مولد الذئب خرجــــــــنا إلي الدنـــــيا وعند زئير الأسد في الصباح سمونا بأسمائـنا زفر عمر بضجر شديد وقال بتأفف وهو يجمع الأخشاب: ياساتر, دانت ممل, يا أخى خنقتنى.هو انت معندكش غيرها؟ من ساعة ما عرفتك وعمرى ماسمعتك بتغنى الا الأغنيه السكه دى.. ضحك مالك وقال : انها النشيد الوطنى لبلادنا نظر اليه عمر بدهشه وهز رأسه بعجب : دانت تغيظ, نفسى أسمعك بتغنى أغنيه تانيه جلس الى صخرة كبيرة وهو يقول : ما تغنى عن الحب..عن الجمال ..جدد مالك بمرح وهو يحمل كومه من الحطب: عمر ..ألم تفكر يوما فى الزواج؟ عمر بلامبالاه : مين ؟ ..أنا !! أنا مابفكرش..أنا عايش حياتى زى ماهيه ..تمشى زى ماتمشى, يوم بيوم مالك بدهشه كبيره : ماذا ؟ ألم تحلم يوما أن يكون لك بيت خاص بك وزوجه جميله وأطفال يشاكسونك؟ أليس لك أى أحلام؟ عمر : أنا مابفكرش بطريقتك دى ..أنت عايش كل حياتك فى الأحلام مالك بتفاؤل : و سوف احقق كل احلامى ان شاء الله سيكون لى شركة هندسيه كبيره وستكون شريكى كما اتفقنا وسأتزوج وأنجب أطفالا .. وتنازلا منى سأمنحك شرفا خاصا ..سأسمى أول أبنائى باسمك أتعلم أننى أحلم أن تكون فتاة أحلامى تماما كزهره التفت عمراليه وقال بدهشه : زهره !!! مالك : نعم ..زهرة أختى ..ليس من الضرورى أن تشبهها فى الملامح ولكنى أتمنى أن تكون بنفس أخلاقها وصفاتها وأنت..بم تحلم؟ عمر بضجر : يابنى ماقلت لك انا مبحلمش, أنا صاحى على طول تأمله مالك بدهشة كبيرة وهو يقول : وهل يستطيع الإنسان أن يعيش دون حلم خاص به, هدف يسعى لتحقيقه, قضية يدافع عنها ويموت فى سبيلها؟ ظل عمر واقفا فى مكانه يتأمله بدهشة, يفتش بداخله عن كلمات يقولها فلا يجد تبدلت ملامحه فجأة, وعقد حاجبيه بشده وظهر فى وجهه الذعر وهو يقول : شش سامع اللى أنا سامعه مالك ينصت باهتمام ويلقى مابيديه من أخشاب ثم يجرى باتجاهه وهو يقول بخوف : اختبئ انطلقا يجريان وهما يجران العربه التى تحمل الأخشاب ليخفوها عن الأعين وصعدا فوق تلة قريبه واختبئا جيدا وأخذا ينظران من موقعهما فوق التله فوجدا سيارة عسكريه صغيره مكشوفه تحمل خمسه من الجنود الروس قادمه من بعيد وتقترب باتجاههما همس مالك : يبدو أنها دورية استطلاع اخترقت الحدود عمر بخوف : هانفضل مستخبيين لحد ماتمر, وبعدها نرجع المعسكر ظل الإثنان يراقبان السياره وهى تقترب . ثم التفت عمر بحده الى مالك عندما سمع صوت مدفعه يجهز للإطلاق فقال له بصوت خفيض : انت اتجننت ؟بتعمل ايه؟ مش لازم يحسوا بينا ضاقت عينا مالك وارتسمت على وجهه ابتسامه أشبه بابتسامة صياد يهم باصطياد فريسه وقال بثقه : انهم فقط خمسه..هيا جهز سلاحك واستعد عمر بحده وبصوت خافت حتى لا يسمعونه : ايه ؟ أنا عمرى فى حياتى ماقـتـلت حد مالك وعيناه تشعان ببريق مخيف : ولا أنا ..ولكن هذا لا يهم ..يكفى أن تتذكر ما فعلوه بأسرتك وستجد السلاح ينطلق وحده عمر باصرار : لا ..هانرجع المعسكر ونقول للقائد وهو يتصرف اتسعت ابتسامة مالك واشتد بريق عينيه لمعانا وهو يقول : لا داعى لكل هذا ..نستطيع مفاجأتهم واصطيادهم بسهوله عمر بذعر : مالك ..اياك تعمل حاجه والا هابلغ القائد ..سيبهم يمشوا ولما نرجع المعسكر يحلها ربنا بدا على مالك وكأنه لم يسمع ما قاله عمر وأخذ يصوب مدفعه جيدا واقتربت سبابته من الزناد وهو يبتسم واتسعت عينا عمر برعب .................................................. .. يتبع.......................................
__________________
|
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
رواية الشيشان, روسيا, شامل, عودة الذئب, إيفان الرهيب |
|
|