النظام الجديد للثانوية العامة

[adelfadaly]

يسري الجمل مع بداية عام دراسي جديد‏:‏
النظام الجديد للثانوية العامة يعيدالدور التربوي للمدرسة
ويحقق انتظام التلاميذ في الفصول‏!‏

أجرت الحوار‏:‏ نيفين شحاتة

د. يسرى الجمل

بدأت الدراسة بالمدارس وانتظم التلاميذ والطلاب بالفصول الدراسية ولكن مازال هناك حوار واقتراحات حول نظام الثانوية العامة الجديد تحت اطار تطوير التعليم الثانوي والذي أخذ مسارا طويلا بداية من جلسات الاستماع التي تمت ثم المؤتمر القومي ثم اللجان التي عقدت بعد انتهاء المؤتمر حتي عرض المقترح في صورته النهائية علي الرئيس مبارك في الأسبوعين الماضيين‏.‏

ورغم ذلك مازالت هناك نقاط كثيرة وتساؤلات مطروحة تحتاج الي توضيح وفهم لهذا التطوير وبخاصة الثانوية العامة والشكل الجديد لنظامها ومتي سيتم تطبيقه وهل سيقضي هذا التطوير علي شبح الثانوية العامة وجنون المجموع الي آخره‏.‏

الدكتوريسري الجمل وزير التربية والتعليم في لقائه بصفحة شباب وتعليم أكد ان الأساس في التطوير هو تحقيق نقلة نوعية لتحقيق الفصل التام بين التعليم الثانوي ودخول الجامعة‏,‏ لذلك كان لابد من اعادة هيكلة التعليم الثانوي ليتغير بصرف النظر عن كيف يكون الامتحان وأن هناك مواد مشتركة بين التعليم الفني والعام لرفع مستوي التعليم الفني وفتح صلاحية الشهادة ومواد أساسية لكل من يدرس في الثانوي يتضمن مواد تأكيد الهوية مثل التاريخ والجغرافيا والتربية القومية واللغة العربية ثم اللغة الأجنبية والكمبيوتر والتكنولوجيا وهناك مواد علمية أساسية والرياضيات أساسية‏,‏ مواد يدرسها كل الطلاب سواء علمي أو أدبي أو عام أو فني‏,‏ عددها‏8‏ مواد‏,‏ بالاضافة الي التربية الدينية‏.‏

وأضاف ان الطالب سيختار عددا من المواد المتقدمة طبقا لتوجهه الدراسي في أي قطاع من قطاعات التعليم الجامعي‏,‏ فهناك مواد مؤهلة لكليات الهندسة والحاسبات ومواد مؤهلة للطب وطب الأسنان والصيدلة والعلوم‏,‏ مواد مؤهلة للعلوم الاجتماعية‏,‏ كل قطاع من هذه القطاعات له عدد من المواد‏.‏

وأشار الي انه سيتم وفقا لنظام التقويم الشامل حساب المجموع علي أساس‏50%‏ للأنشطة و‏50%‏ للاختبارات‏,‏ موضحا أن النظام الجديد سيعيد الدور التربوي للمدرسة لأنه يربط الطالب بمدرسته من الصف الأول الثانوي بعد تطبيق نظام التقويم الذي يعتمد علي ممارسة الطلاب لكافة الأنشطة بالمدارس تحت اشرف المدرسين ويشجعهم علي العمل الجماعي من خلال الأبحاث والدراسات والتردد علي المكتبات وممارسة الأنشطة الرياضية والثقافية المختلفة والتي خصص لها‏50%.‏

وبتفصيل أكثر قال الوزير إن الطالب اذا لم يستطع الوصول الي درجة النجاح فلن ينتقل من الصف الأول الي الثاني الثانوي ولا من الثاني الي الثالث‏,‏ كما أنه لم يتمكن من دخول الامتحان النهائي في الصف الثالث الثانوي الا اذا حقق درجة النجاح في الأنشطة‏.‏

وأضاف ان هذا يعني اجباره علي الالتزام بالحضور مماسيسهم في اعادة الدور التربوي للمدارس‏,‏ مشيرا الي ان نظام الترقيات الخاصة بالكادر الخاص للمعلمين والتي تحتم علي المعلم ان يشارك مشاركة فعالة وإيجابية في العملية التعليمية داخل المدرسة‏,‏ فهو مطالب باعداد ملف انجاز علي مدار‏5‏ سنوات وهي المدة المقررة بين كل مستوي وآخر وهذا الملف يضم اسهاماته العملية والمؤهلات والأبحاث والدورات التدريبية التي حصل عليها بالاضافة الي النتائج التي حققها طلابه في الفصول التي يدرس بها‏.‏

وأكد أن هذا سيدفعه الي بذل المزيد من الجهد داخل الفصل والعمل علي تطوير نفسه والنهوض بمستواه الفني والعلمي خاصة أنه سيكون تحت المنظار من رؤسائه المباشرين الذين سيكون لهم رأي في ترقيته من عدمه‏.‏

كما أكد الوزير أن النظام الجديد يقضي نهائيا علي الدروس الخصوصية في المرحلة الثانوية كذلك سيتفرغ لتلاميذ هم في الفصل والطالب لن يلجأ الي الدروس لأن المجموع الكلي لن يكون له قيمة تذكر في ترجيح كافة طالب علي آخر في الالتحاق بالكلية التي يرغبها وبالتالي لن تكون هناك حاجة للسباق في المجموع بين الطلاب وماراثون المجاميع المرتفعة الذي يجعل هناك منافسة وسباقا علي دخول كليات القمة‏.‏

وأشار الي ان هذا سيؤدي الي خفض حدة التوتر والقلق في نفوس الطلاب وأولياء الأمور وبالتالي يقبل الطالب علي التعلم بنفس هادئة وبعيدا عن التوتر وهو ما سينتقل تلقائيا الي أولياء الأمور الذين لن يجدوا أنفسهم مضطرين لإجبار أبنائهم علي الحصول علي الدروس الخصوصية‏.‏

وأوضح الدكتور يسري الجمل أنه طبقا للنظام الجديد المقرر تنفيذه عام‏2010‏ علي من يدخل الصف الأول الثانوي لتكون عام‏2013‏ أول دفعة من خريجي الصف الثالث الثانوي طبقا للنظام الجديد‏,‏ فإنه ستتاح الفرصة للحاصلين علي مجموع معين الالتحاق بالجامعة بصرف النظر عن ترتيبهم بالنسبة للمجموع الكلي وبتوضيح أكثر‏,‏ فمثلا يمكن تحديد‏60%‏ كحد أدني لدخول الجامعة وكل من حصل علي هذه الدرجة فأعلي يخضع لاختبار القدرات القطاعي الذي ينظم مركزيا علي مستوي كل قطاع جامعي يجري اختباره لكليات القطاع الطبي كالطب والصيدلة والعلوم وطب الأسنان وغيرها وآخر علي مستوي قطاع كليات الهندسة وثالث للكليات النظرية ويكون الفيصل في الالتحاق للطالب بالكلية التي يرغبها هي درجته في اختبار التأهيل والقدرات بصرف النظر عن مجموع الثانوية العامة وهو مايؤكد أنه ليس هناك مبرر للصراع للحصول علي المجاميع السوبر‏,‏ الأمر الذي يحد كثيرا من التكالب علي الدروس الخصوصية‏.‏

وقال الوزير إنه لا يجب ألا يخشي أولياء الأمور والطلاب من اجراء الاختبارات الجامعية لأنها ستتم مركزيا وموضوعيا وباستخدام الكمبيوتر وسيعلم الطالب نتيجة اختباره قبل مغادرة المكان وبالتالي لامجال للمجاملات ولا المحاباة‏.‏

وعن تفاصيل المواد التي يدرسها الطالب أوضح الوزير ان الطالب سيدرس‏8‏ مواد أساسية هي اللغة العربية والجغرافيا والتاريخ والتربية القومية والرياضيات الأساسية والعلوم الأساسية‏,‏ بالاضافة الي التربية الدينية وهذه المواد هي التي سيدخل فيها الامتحان الموحد المركزي في الصف الثالث الثانوي‏.‏

أما علي مستوي المدرسة فيؤدي امتحانات أخري في المواد الاضافية وتشمل الفيزياء المتقدمة والكيمياء المتقدمة والرياضيات المتقدمة فمثلا يدرس الرياضيات الأساسية الجبر والهندسة فقط والمتقدمة الميكانيكا وحساب المثلثات والهندسة الفراغية وغيرها من الأفرع الرياضية الأخري‏.‏

وهذه المواد الفرعية يتم امتحاناتها‏.‏ علي مستوي المدرسة ولاتضاف للمجموع الكلي ويشترط اتمام المرحلة الثانوية نجاح الطالب في المواد الأساسية ويذكر فيها المواد الاضافية التي يدرسها علي مدار‏3‏ سنوات دون اضافتها للمجموع الكلي بل ستؤهله للكليات المختلفة‏.‏

وقال الدكتور يسري الجمل إن أمامنا عامين لاتخاذ الخطوات التشريعية والتنفيذية اللازمة لأن قانون التعليم الحالي ينص علي أن نظام الثانوية العامة يتم علي مرحلتين هما الأولي والثانية ولذلك لابد من تعديله للأخذ بنظام السنة الواحدة وهو ما يتطلب العرض علي مجلسي الشعب والشوري وأمامنا عامان كاملان لاتخاذ الخطوات اللازمة لهذا النظام‏.‏

ورجوعا الي اختبارات القدرات والكلام للدكتور يسري الجمل فإن هناك تعددا لفرص الالتحاق بالجامعة في العام الواحد‏,‏ فهناك اختبارات متكررة يتاح للطالب الدخول فيها أكثر من مرة خاصة بعد تطبيق نظام الساعات المعتمدة في معظم الجامعات‏.‏

عادل فضالي
نقلا عن الأهرام السبت
27/9/2008